التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه باحسان الى يوم يوم الدين. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم الى حلقة جديدة في برنامجكم شبهات حول القرآن - 00:00:00ضَ
قال القائلون القرآن ينسب الى الله عز وجل صفات لا تليق ان تنسب الى الله تبارك وتعالى وعجب كل عجب فلا ارى في القرآن الا تعظيما لجلال الله تبارك وتعالى. فاين هذا يا هداكم الله - 00:00:22ضَ
قالوا القرآن في مواضع كثيرة يقول بان الله يضل من يشاء فالله يضل والاضلال صفة لا تليق بالله عز وجل فكيف ينسبها القرآن الى الله تبارك وتعالى اقول ايها الكرام - 00:00:40ضَ
لا يوجد كتاب على وجه الدنيا عظم الله عز وجل كما عظمه القرآن فليس في كتابنا ما جاء في سفر الرؤيا من تشبيه لله بالخروف فانهم يحاربون الخروف والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك - 00:00:59ضَ
ليس فيها تشبيه لله عز وجل باللبوة تشبيهه بالعثة تشبيهه بمثل هذه الامور فليس هذا في كتاب الله ابدا لكن ما تجده في القرآن العظيم نسبة صفات الكمال والجمال والجلال لله تبارك وتعالى بما يليق بجلاله وعظمه - 00:01:19ضَ
لكن ايضا نؤمن بان الله عز وجل هو المهيمن على كل شيء فالله عز وجل هو الذي يخلق وهو الذي يحيي وهو الذي يرزق لكنه ايضا هو الذي يميت لكنه ايضا هو الذي يمرض فهو الذي يشفي وهو الذي يمرض وهو الذي يصنع كل شيء فلا يجري شيء في الكون الا وفق - 00:01:41ضَ
بيئته وقدرته فالله هو خالق الخير وخالق الشر. نحن لسنا مثل المجوس نؤمن بان لله بان للكون خالقين. خالق يخلق الامور الخيرة وخالق يخلق الامور الشريرة لا ابدا الله عز وجل هو خالق كل شيء فما يقع من شيء في الكون سواء كان - 00:02:08ضَ
انا خيرا او شرا الا وهو واقع وفق قدره تبارك وتعالى لكن مسألة هل الله عز وجل يضلنا ابتداء يعني انسان خلقه الله عز وجل فيختار له طريق الضلالة ويضله ثم بعد ذلك يعذبه الرب تبارك وتعالى - 00:02:30ضَ
اقول ان هذا لا يوجد في القرآن فهذا يتنافى مع عدل الله عز وجل لاجل هذا بعث الله الرسل حتى تقوم حجته على خلقه ولو كان البشر الله خلقهم ضلالا ليضلوا - 00:02:54ضَ
كما كان من فائدة من ارسال الرسل لذلك يقول الله عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فقامت حجة الله عليهم لانه بامكانهم ان يهتدوا كما بامكانهم ان يضلوا. فليس في الامر اي جبر - 00:03:08ضَ
الله عز وجل لن يضلنا ابتداء. يقول ربي تبارك وتعالى وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون اذا الله لا يضل الا بعد ان يقيم الحجة. اذا اقام الحجة يعني اعطاك الاختيار. اعطاك الاختيار لتسلك مع هذه الحجة - 00:03:29ضَ
او تقف ضدها فتكفر بالله العظيم النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال الا ان ربي امرني ان اعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا. طيب ما الذي علمك الله يا رسول الله؟ عليك صلوات ربي - 00:03:55ضَ
وسلام قال واني خلقت عبادي حنفاء كلهم كلهم خلقهم الله عز وجل على الصراط المستقيم وانهم اتتهم الشياطين. فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم. وامرتهم ان يشركوا بي - 00:04:12ضَ
ما لم انزل به سلطانا. اذا الله عز وجل خلقنا على الهدي المستقيم. خلقنا على الايمان. فماذا حصل الشياطين اجتالتنا ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. لكن الله عز وجل في اصل خلقتنا خلقنا على الهداية. يقول الله عز وجل - 00:04:33ضَ
وهديناه النجدين. هديناه الطريق ليختار بين الخير والشر. فكلا الطريقين الله عز وجل ارشده ايه ده ايه ان المتأمل في ايات القرآن يرى بان الله عز وجل حين يتحدث عن اضلال من ضل - 00:04:55ضَ
فانما يرتبه على ضلالهم ولا يضل الله ابتداء. لا تجد اية في القرآن تقول بان الله اظلهم ابتداء من غير فعل لهم اياته تتحدث دائما ان هؤلاء ضلوا فاضلهم الله. زاغوا فازاغهم الله. يقول الله - 00:05:15ضَ
عز وجل فلما زاغوا الفعل بدأ منهم اختاروا طريق الزيغان مع ان الله اعطاهم سبل الهداية فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين. لماذا يهديهم الله وهم فاسقون خارجون عن طاعة - 00:05:35ضَ
طاعة الله في اية اخرى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون في قلوبهم مرض هذا المرض هو الذي استوجب مرضا اخر اضافه الله في قلوبهم لانهم لا يستحقون الهداية - 00:05:55ضَ
ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون. من سيصرف الله عز وجل؟ هل سيصرف المؤمنين؟ لا. يصرف اين يتكبرون؟ ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق. وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها - 00:06:17ضَ
سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا. وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا. ذلك بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين من صنعوا هذا كله الله عز وجل سيصرفهم عن اياته سيحجب عنهم الهداية. لماذا - 00:06:37ضَ
هذا ليس ابتداء انما هو بسبب افعالهم في اية اخرى يقول الله عز وجل وما يضل به الا الفاسقين. فسقوا عن امر الله فالله عز وجل اضلهم. وما يضل به الا الفاسقين. الذين - 00:06:56ضَ
ماذا صنعوا؟ ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض واولئك هم الخاسرون فهؤلاء يستحقون ان يضلهم الله عز وجل لماذا؟ لانهم تنكبوا طريق الهداية واختاروا طريق - 00:07:15ضَ
الضلالة. ماذا تريد ان يصنع الله عز وجل مع اولئك الذين ينقضون عهد الله؟ من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل يعاقبهم الله على سيئتهم بسيئة مثلها. وجزاء سيئة سيئة مثلها - 00:07:38ضَ
اذا اضلال الله عز وجل ليس ابتداء انما هو اضلال ترتب على ضلالهم وعلى افعالهم ومثله قول الله عز وجل ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة لانهم لم يؤمنوا به اول مرة يقلب الله افئدتهم وابصارهم من الايمان الى الكفر. لماذا؟ لانه - 00:07:58ضَ
اختاروا الكفر ومثله قول الله عز وجل فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين. الله لا يهدي من اختار طريق الضلالة من اختار العماية على الهدى فهؤلاء هم الذين يضلهم الله عز وجل كيف يهدي الله قوما - 00:08:24ضَ
كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق. وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين. فهؤلاء لا يستحقون هداية الله تبارك وتعالى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم من جديد - 00:08:45ضَ
اذا اضلال الله عز وجل لعباده انما هو مترتب على اختيارهم الضلالة على الهدى وايضا هداية الله لمن يهديه انما هي لفعلهم الهداية اولا يقول الله عز وجل فاما الذين امنوا بالله - 00:09:05ضَ
واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما. لماذا يهديهم الله؟ لانهم اختاروا الهداية فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى ما هي النتيجة؟ فسنيسره لليسرى. وبالعكس واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. فالله يهدي من اختار الهداية ويضل من - 00:09:24ضَ
من اختار الضلالة فهذا وفق هدي الله وعدله تبارك وتعالى العجيب يا اخوة ان هذه الشبهة تصدر من قوم في كتابهم مثل ما في كتابنا فما ادري هل جهلوا ما في كتابهم؟ ام انهم لم يجدوا في كتابنا ما يقولوه الا ان يلبسوا الحق بالباطل - 00:09:57ضَ
نعم في سفر حزقيان في الاصحاح اربعطعشر على تسعة يقول النبي اذا ضل وتكلم بكلام فانا الرب اضللت ذلك النبي فانا الرب اضللت ذلك النبي. فالذي اضل هو من؟ هو الله عز وجل. فلماذا لا يستنكرون هذا المعنى من كتابهم - 00:10:22ضَ
في العهد الجديد في رسالة رومية في الاصحاح تسعة على تمنتاش يقول هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء اي يضل من يشاء هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء. اذا كان عندنا في القرآن الله يضل من اختار الضلالة ويهدي من اختار الهداية فليس عندهم في - 00:10:47ضَ
في كتابه مثل هذا نكمل النص فتقول لي لماذا يلوم بعد؟ اذا كان الله هو الذي يقسي قلوب من يشاء. طيب لماذا يلوم بعد؟ في القرآن؟ نقول لانهم اختاروا الضلالة - 00:11:07ضَ
لكن انظر الى التعليل حسب سفر الرومية يقول فتقول لي لماذا يلوم بعد لان من من يقاوم مشيئته؟ اذا الله عز وجل اختار لي الضلالة اختار لي القسوة. فمن الذي يستطيع ان يقاوم مشيئته؟ نحن في الاسلام نقول هو مختار - 00:11:21ضَ
الضلالة فاضلهم الله فلن يقدر احد على مقاومة مشيئة الله. لكن انظر الى التعليل حسب الكتاب المقدس بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله فلعل الجملة تقول لجابريها لماذا صنعتني هكذا؟ ام ليس للخزافي سلطان على الطين ان يصنع كتلة واحدة - 00:11:37ضَ
اه ان يصنع من كتلة واحدة اناء للكرامة واناء للهوان بمعنى يعني الله عز وجل يفعل ما يشاء. فرد الامر لا الى فعلهم ابتداء انما الى قدرة الله المطلقة. فالله لانه يقدر على كل شيء يعذب من يشاء ويرحم من يشاء. شتان شتان بين التعليلين - 00:11:59ضَ
التعليل القرآني والتعليل الذي عند الاخرين هو الذين استنكروا ان الله يضل من يشاء ولم يستنكروا بان الله يقسي من يا شعب شبهة اخرى يطرحها اولئك الافاكون وهم يتحدثون عن القرآن العظيم - 00:12:19ضَ
يقولون القرآن اساء الى مقام الله وجلال الله وعظمة الله حين نسب اليه انه يأمر بالفحشاء. الله يأمر بالفحشاء. وين وين؟ اقرأ القرآن ايها المسلم من اوله الى اخره لن تجد بان الله يأمر بالفحشاء الله لا يأمر بالفحشاء ان الله يأمر - 00:12:37ضَ
بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى هذا الذي نجده في القرآن يقولون اقرأوا قول الله عز وجل واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها. فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. طيب نقرأ الناس مرة اخرى - 00:13:00ضَ
وين الله امر بالفحشاء اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها. لم اجد كلمة الفحشاء. كلمة الفحشاء مضافة من اذهانهم الكليلة قالوا معنى الاية اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها بفعل الفحشاء - 00:13:25ضَ
ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا اذا ليس في منطوق الاية ما الذي امر به الله عز وجل؟ الاية تقول امرنا مترفين. لم تقل بماذا امر لكن كيف نعرف بماذا امر من السياق - 00:13:46ضَ
السياق يقول امرنا مترفيها امرناهم بالطاعة ام امرناهم بالمعصية هل يأمر الله بالطاعة ام بالمعصية؟ بالطاعة امرناهم بالطاعة فماذا حصل؟ ففسقوا كلمة ففسقوا هي التي ستعرفنا بماذا امر الله عز وجل؟ ما معنى الفسق في لغة العرب - 00:14:03ضَ
ابن منظور في لسان العرب يقول ففسق عن امر ربه اي خرج عن طاعة ربه والعرب تقول فسقت الرطبة اذا خرجت الرطبة من قشرها. ويقولون الفارة سميت فويسقا لخروجها من جحرها على - 00:14:24ضَ
الناس فالفسق هو عصيان الله هو الخروج عن طاعة الله. طيب نرجع الى الاية اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها بالطاعة ام بالمعصية؟ نشوف اول شيء في الطاعة. امرنا مترفيها بالطاعة فخرجوا عن - 00:14:41ضَ
لله المعنى مستقيم. طيب نرجع للمعنى الذي افترضوه امرنا مترفيها بالمعصية فخرجوا عن طاعة الله لا يصح هذا المعنى معنى هذا بان الله امرهم بالمعصية وهم خرجوا عن امر الله فمعنى ذلك انهم اطاعوا الله فلماذا يعذبهم الله؟ فبالتالي معنى كلمة الفسق هو الذي سيوضح لنا ما امره الله - 00:14:59ضَ
عز وجل وما لم يذكره في الاية صريحا لان العرب تفهمه ولان العقلاء تفهم ما حذف لانه لا ضرورة لذكرك تقول يا هؤلاء الله عز وجل لا يأمر بالفحشاء. واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا. والله - 00:15:23ضَ
امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون شبهة اخرى قالوا بان القرآن ينسب الى الله انه يتحسر. الله يتحسر يعني يندم. اين هذا - 00:15:44ضَ
يقولون يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون. والتحسر اشد الندم يا هؤلاء كتابكم في خمسة مواضع يقول بان الله ندم. فلا تتحدثوا عن القرآن - 00:16:02ضَ
لا يوجد في القرآن ان الله يتحسر. الاية تقول يا حسرة على العباد. لكن لا تقول بان الله يتحسر. من الذي يتحسر الذي يتحسر هم الكافرون الذين يدخلهم الله في النار. لو كان الله هو الذي يتحسر فبامكانه ان يخرجهم من النار ويدخلهم الجنة - 00:16:20ضَ
الحسرة انما يصنعها العاجز الذي لا يقدر. فلكونه لا يقدر. لكونه عاجزا فانه يتحسر. الكافرون يتحسرون في النار اما الله عز وجل فلو كان يندم او يتحسر لاخرجهم من النار. من اراد مصداق ذلك فليقرأ قول الله عز وجل - 00:16:40ضَ
ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين. فالذي يتحسر هو الكافر حين توضع في النار ولا يجد حيلة ولا سبيلا للخروج منها فيتحسر. ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره يقول يا حسرة على العباد - 00:16:59ضَ
ايا حسرة العباد على انفسها على ما ضيعت من امر الله وفرطت في جنب الله ومعنى هذا يا حسرتهم وندامتهم يوم القيامة اذا عاينوا العذاب. كيف كذبوا رسل الله وخالفوا امر الله؟ انتهى كلامه رحمه الله - 00:17:21ضَ
هذا ما يفقهه العلماء المسلمون وهذا ما يفهمه المسلمون من كتاب ربهم. اما اولئك الافاكون فانهم يخطئون في فهم معاني القرآن ولا ادري اتواصوا به ام هم قوم طاغون؟ الى لقاء يتجدد باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:17:40ضَ