تيسير التفسير(جزء تبارك)

49 - تيسير التفسير « سورة المرسلات 3 » - الأستاذ الدكتور. عيسى بن محمد المسملي.

عيسى المسملي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الم نجعل الارض كفاتا احياء وامواتا وجعلنا فيها رواسي شامخات واسقيناكم ماء فراتا ويل يومئذ للمكذبين الى ما كنتم به تكذبون - 00:00:01ضَ

ذي ثلاث شعب يا ضليل ولا يغني من اللهب انها ترمي بشرر كالقصر جمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون كيلوين يومئذ للمكذبين هذا يوم الفصل جمعناكم والاولين. فان كان لكم - 00:00:56ضَ

فكيدون. ويل يومئذ للمكذبين ان المتقين في ظلال وعيون وفواكه من لا يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون انا كذلك نجزي المحسنين. ويل يومئذ للم مكذبين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:01:53ضَ

الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله اصحابه اجمعين اما بعد مرحبا بكم واهلا في هذا اللقاء الذي اسأل الله تبارك وتعالى ان يكون مباركا نافعا لي ولكم اجمعين ايها الاخوة والاخوات ما زلنا مع هذه الايات العظيمات - 00:02:42ضَ

من سورة المرسلات قد تقدم ان سورة المرسلات سورة مكية وفيها حجاج وحوار مع المشركين وبيان لايات الله تبارك وتعالى على كمال قدرته على بعث الناس للحساب والجزاء مرة اخرى كما مرت كما خلقهم - 00:03:01ضَ

ولا مرة فانه تبارك وتعالى سوف يبعثهم وقد مر بنا جملة من تلك الايات وصلنا الى قوله تبارك وتعالى ويل يومئذ للمكذبين انطلقوا اذا ما كنتم به تكذبون ويل يومئذ للمكذبين - 00:03:23ضَ

في يوم القيامة هذا تهديد ووعيد شديد للمكذبين الذين يكذبون الله ورسله ويكذبون باليوم الاخر ثم قال ويلو يومئذ للمكذبين انطلقوا اي يقال لهم يومئذ يقال لهم في القيامة يقال لهم اذا بعثوا - 00:03:44ضَ

انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون انطلقوا الى ظل ذي سلاسل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب هذا امر فيه تبكيت وفيه توبيخ يأمرهم في الذهاب الى النار - 00:04:09ضَ

التي كانوا في الدنيا يكذبون بها انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون. كانوا يكذبون بالبعث والجزاء والنار. كانوا يكذبون بالبعث والحساب ويكذبون بالجنة والنار قدموه كانوا بالنار. وهذا المعنى قد ورد في غير اية من كتاب الله - 00:04:32ضَ

قال الله تعالى واما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها اعوذ بالله وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم تكذبون توبيخ وتعذيب نفسي بالاضافة الى التعذيب الاحراقي الجسدي الذي يكون في نار جهنم والعياذ بالله - 00:04:54ضَ

يقول الله تعالى في موضع اخر لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها يقول الله عز وجل هذه النار قال الله تعالى فويل يومئذ في سورة الطور فويل يومئذ للمكذبين يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون - 00:05:21ضَ

يوم يدعون الى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها يكذبون ويقول الله تبارك وتعالى هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون وهنا يقول سبحانه انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون - 00:05:53ضَ

الى العذاب انطلقوا الى النار التي كنتم يكذبون بعذابها وتكذبون بها ثم يقول انطلقوا زيادة كرر كلمة انطلقوا لان مكان التوبيخ والعقاب والعياذ بالله انطلقوا الى ظل لكنه ظل اعوذ بالله - 00:06:14ضَ

لو لم يكن لكان اهون لكنه ظل هو لو لون من الوان العذاب وهذا الظل ظل الكافرين والمكذبين عذاب مع ان المؤمنين لهم ظل هو نعيم. قال الله تعالى والذين امنوا - 00:06:37ضَ

سندخلهم او سوف ندخلهم سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. لهم فيها ازواج مطهرة وندخلهم ظلا قليلا اما هؤلاء فيقول الله تعالى انطلقوا الى ظل في ثلاث شعب - 00:06:59ضَ

لا ضليل ولا يغني من اللهب. ما هو هذا الظل هذا الظل والعياذ بالله هو ظل النار اذا ارتفع لهبها توزع في الافق الى ثلاث اقسام من شدة ضغط النار ومن شدة ما فيها من اللهب - 00:07:22ضَ

يمتد اللهب في الافق ثم ينقسم الى ثلاث شعب اي الى ثلاثة اقسام. طيب هذا الظل ينفعهم لا الله تعالى هناك قال الله عن المؤمنين وندخلهم ظلا ظليلا. هنا يقول الى ظل ذي ثلاثة شعب لا ظليل. لا ينتفعون منه ابدا - 00:07:45ضَ

ولا يغني من اللهب فهم في لهب والضليل والظل من لهب والدخان الذي يخرج من النهر من النار عليهم عذاب والشرر الذي جهنم والعياذ بالله هو ايضا فهم في عذاب مضاعف نسأل الله - 00:08:04ضَ

نسأل الله العفو والعافية ونسأل الله سلامة من سخطه وعذابه لا ظليل ولا يغني من اللهب النار الذي يرتفع في الافق ثم ثم يكون له ظل ويكون له وهذا الظل بمناسبة السواد - 00:08:26ضَ

اسود كما سيأتي. ثم يقول الله تعالى انها ترمي بشرر. رأيتم النار احيانا لما تضطرب النيران من الحطب ترمي بعض الشرار بعض الشرر هنا يقول انها ترمي بشرر لكن هذا الشرر - 00:08:45ضَ

كيف مثل القصور انها ترمي بشرر كالقصر القصر مما يطلق في لغة العرب مما يطلق عليه القصر هو اه جذوع الشجر العظيمة الشجر اصول الشجر العظيمة لها القصر الواحدة منها يقال لها القصر - 00:09:05ضَ

وقيل انها تم بشلل كالقصد اي كالقصور التي تعرفونها البيوت العظيمة البيوت الكبيرة هذا الشرر الشرر الذي يتطاير فكيف بالنار نفسها؟ فكيف بلهبها؟ فكيف بالنار نفسها انها ترمي بشرر كالقصر - 00:09:33ضَ

حين يشتد اللهب يخرج منه الشر. لكن الشرر هذا اما انه مثل القصور والبيوت العظيمة او مثل خشوع واصول الشجر انها ترمي بشرر كالقصر كيف هذا؟ كأنه جمالة صفر قال اكثر السلف - 00:09:51ضَ

عمالة الصفر الجمال جمال جمالة او جمالات للجمال قالوا الجمال اذا كانت سوداء يقال لها صفر قد يكون فيها شيء من الصورة لكن يقال لها ولان نار جهنم سوداء مظلمة - 00:10:18ضَ

ونهبها مظلم وظلها مظلم هذا الشرر كأنه شرر. كأنه جمالة صفر انها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر اي كالابل السود قاله عدد من السلف من اهل التفسير مجاهد حسن وقتادة والضحاك - 00:10:33ضَ

وفيه قول اخر كانه جمالة صفر اي من النحاس والعياذ بالله وقيل وهذا قول قال به بعض العلماء كأنه جمالة صفر او جمالات كما في القراءة. الحبال العظيمة مثل حبال السفن. يجمع بعضها يجمع بعضها حتى تصير على هيئتها - 00:10:58ضَ

الرجل نعم وفي كل الاحوال فهو فهي فهو وصف لشدة عذاب الله العفو والعافية انها ترمي بشرر كالقصر كأنه شمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين مرر عشر مرات في هذه السورة هذا التهديد والوعيد في مواطن مختلفة وكل موطن يناسب ما تقدمه من الايات - 00:11:19ضَ

ويل يومئذ للمكذبين يقول الله تعالى هذا يوم لا ينطقون نقلهم السياق انتقل السياق الى استحضار يوم القيامة وكانه واقع فعلا. لانما هو ات ات لانه يقينا وقطعا وتعقيدا انه سيأتي - 00:11:55ضَ

هذا يوم اي يوم القيامة لا ينطقون هؤلاء المكذبون لا يستطيعون عندهم عذر عندهم حجم ليس عندهم اي حجة ولا عندهم اي اعتذار مقبول هذا لان الحجة قد قامت عليهم بارشاد الرسل وانزال الكتب وبيان الحق انا هديناه السبيل اما شاكرا واما - 00:12:16ضَ

كابورا فاختاروا التكذيب والكفور والعياذ بالله هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون لا يستطيعون ليس لهم عذر يبدونه ويبهدون ويصيبهم الهلع فلا ينطقون لا ينطقون ابتداء ولو اذن لهم لما اعتذروا لانه لا عذر لهم مقبولا - 00:12:40ضَ

هذا يوم لا ينطقون لا يؤذن لهم بعث ويل يومئذ للمكذبين مع هذا الذي هم فيه من الشدة والعذاب ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا قال سبحانه ولا يؤذن لهم فيعتذرون ويل يومئذ - 00:13:10ضَ

للمكذبين طيب هنا يقول سبحانه هذا يوم لا ينطقون فهل هؤلاء فهل المكذبون والكفار لا يتكلمون في يوم القيامة ام انهم يتكلمون فيوم القيامة فيه اهوال وشدائد وفيه احوال وربما يتكلمون احيانا - 00:13:28ضَ

وفي احان لا يستطيعون الكلام قال الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا اين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون؟ ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين - 00:13:58ضَ

اذا هنا تكلموا وقالوا كلام باطل مردود عليهم ويقول الله عز وجل فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يوم يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض - 00:14:16ضَ

ولا يكتمون الله حديثا يقول الامام ابن كثير رحمه الله عرصات القيامة حالات والرب تعالى يخبر عن هذه الحالة تارة وعن هذه الحالة تارة ليدل على شدة الاغوار والزلازل يومئذ. ولهذا يقول بعد كل فصل من هذا الكلام ويل يومئذ - 00:14:35ضَ

للمكذبين اذا ففي ففي احوال لا ينطقون ولا يؤذن لهم لا يتكلمون ابدا. وفي احوال يتكلمون لكن لا عذر لهم ولا ولا مناصب ولهذا قال يومئذ للمكذبين هذا يوم الفصل لاحظوا - 00:14:56ضَ

لاحظوا تقريب يوم القيامة حتى كأنه رأي العين هذا يوم لا ينطقون هذا يوم الفصل يوم الفصل رسل القضاء جمعناكم والاولين كل الخلائق يجمعهم الله كل المكلفين يجمعهم الله تعالى في ذلك اليوم العظيم - 00:15:21ضَ

هذا يوم الفصل هذا يوم القضاء هذا يوم القيامة الذي كنتم فيه تكذبون. جمعناكم والاولين. يجمع الله تعالى الاولين والاخرين في يوم عظيم ثم يقول فان كان لكم كيد فكيدون - 00:15:42ضَ

هل تستطيعون هل تستطيعون حيلة ستخرجون من من قبضتنا لا يكون ذلك ابدا لا يستطيعون ابدا كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقر قال الله عز وجل يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض انفذوا لا تنفذون - 00:16:00ضَ

هذا يوم الفصل جمعناكم فان كان لكم كيد يكيدون. ويل يومئذ للمكذبين تهديد مكرر مؤكد والعياذ بالله فان كان لكم كيد فقيدون تهديد شديد ووعيد اكيد ان قدرتم على ان تتخلصوا من قبضتي وتنجوا من حكمي فافعلوا فانكم لا تقدرون على ما يستطيعون. اصلا لا يستطيعون شيئا - 00:16:29ضَ

نعم الاية فيها فوائد يمكن ان نقف مع بعضها هذه الايات التي تحكي يوم القيامة فيها تلميح الى تهديد او كتصريح. الى تهديد المكذبين الذين كانوا يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:17:08ضَ

ويكفرون به انكم ان بقيتم على ما انتم عليه فهذا هو المصير وانكم سيقال لكم هذا مع من يقال لهم ذلك هو تهديد وفيه ايماء الى الذين يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحديد وتهديد لهم - 00:17:33ضَ

ايضا فيه الاشارة هذه الايات فيها الاشارة الى عظيم اهوال يوم القيامة وفيها اشارة الى شدة العذاب في جهنم والعياذ بالله وكل شيء فيه عذاب النار تحرق وايضا التبكيت والتوبيخ - 00:17:52ضَ

كما قال الله عز وجل قالوا ربنا آآ غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون كل ما في النار والعياذ بالله توبيخ وتبكيت وتعذيب نسأل الله ان يقينا واياكم عذابه وسخطه - 00:18:14ضَ

اشارة الى عظيم قدرة الله تبارك وتعالى. فانه سيجمع الاولين والاخرين الفصل ويوم القضاء ثم بعد هذه ايات الاشارات التي فيها الاشارة الى ما ينتظر اولئك المكذبين المعاندين ينتقل الى الصورة الاخرى - 00:18:41ضَ

حال المؤمنين اهل الايمان اهل الايمان فهم في حال اخرى من التكريم والتبجيل والوان النعيم ان المتقين في ظلال هناك ثلاثة شعبنا في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون ثم ايضا - 00:19:07ضَ

يكرمون بالقول وبالترحاب وبالدعوة الى الطعام والشراب كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون انا كذلك نجزي ويل يومئذ للمكذبين الكلام عن هذا النعيم طبعا هذه الايات وختام السورة يكون في اللقاء القادم باذن الله تبارك وتعالى - 00:19:32ضَ

اسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح اللهم انا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من اللهم انا ظلمنا انفسنا ظلما كثيرا لا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لنا مغفرة من عندك - 00:19:55ضَ

انك انت الغفور الرحيم الى ان نلقاكم في اللقاء القادم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله - 00:20:10ضَ