قلوب أمام المرآة - لا تنافق || دكتور خالد أبوشادي
٥٠ - الحرص علي الشهرة من بذور النفاق || كتاب : قلوب أمام المرآة - الدكتور خالد أبوشادي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحرص على الشهرة. حب الشهرة من مفاتيح النفاق لانه يحول المجتمع الى مجتمع يهتم بالمظهر على حساب الجوهر. فيتفشى الكذب والخداع والتصنع بين الناس - 00:00:02
هي التربة المناسبة لنمو النفاق. هذا يعني سقوط النماذج الصادقة ليبرز مكانها البالونات الكاذبة المضلل فليس كل مشهور ناجحا او ناجيا عند الله. وليس كل مغمور فاشلا او متأخرا. ولذا فالشهرة يجب الا - 00:00:22
لا تكون هدف المؤمن بل يمكن ان تكون ثمرة الاعمال الصالحة احيانا وان اهل الخير لا يقصدون الشهرة ابتداء. فان وقعت لهم من الله الله تعالى هربوا منها فقد كانوا يؤثرون خمول الذكر فقد خرج عبد الله بن مسعود ذات يوم من منزله فاتبعه الناس - 00:00:42
اليهم قائلا علام تتبعوني؟ والله لو تعلمون ما اغلق عليه بابي ما اتبعني منكم رجلا. وفي لفظ اخر انه قال فانه ذلة للتابع وفتنة للمذبوح. لكن من الناس من يتطلع للمناصب ويهوي الظهور امام العدسات - 00:01:02
وتحت الاضواء وفي مقدمة الصفوف وان يكون اسمه مكتوبا بالخط العريض. والا سخطا واعتزلا. ولذا كانت الشهرة مهلكة لانها تذبح اخلاص العبد وتسهل وقوع الرياء. فالمشهور يصبح هدفه رضا الخلق للخالق. ويهتم بالظاهر اكثر - 00:01:22
من الباطن ويستهويه ثناء الناس اكثر من ثناء الله. من العجيب ان يحج مع النبي صلى الله عليه وسلم ما يربو على مائة الف صحابي فلا يقدر ابن حجر العسقلاني على قوة حفظه وسعة اطلاعه ان يجمع لنا في كتاب الاصابة اكثر من ثمانية الاف صحابي. اين - 00:01:42
انهم من وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي وحب الله للعبد هنا سببه صدقه الصادق لا يهمه سوى رضا مولاه. ولذا ربط ابراهيم بن ادهم بين صدق العبد وعدم حبه - 00:02:02
للشهرة فقال ما صدق الله عبد احب الشهرة. وشاركه الرأي. ايوب السختياني حين قال ما صدق عبد قط فاحب الشكر وعززهما ثالث هو بشر ابن الحارث فقال ما اتقى الله من احب الشهرة كما تتظافر احوال - 00:02:22
حين في البعد عن الشهرة رغبة في ثواب الله وايثارا لما عنده. فكان خارج معدان. اذا عظمت حلقته اي كثر تلاميذه في حلقة التدريس قام فانصرف فقيل له في ذلك فقال كان يكره الشهرة. قال - 00:02:42
الامام الذهبي معلقا ينبغي للعالم ان يتكلم بنية وحسن قصد. فان اعجبه كلامه فليصمت. فان اعجبه الصمت فلينطق ولا يفتر عن محاسبة نفسه فانها تحب الظهور والثناء. التوازن المفقود. لكن التوازن مطلوب. والا - 00:03:02
صار كل المشهورين من الفجار والغافلين ولتوارى الصالحون في بيوتهم وخلواتهم ليتركوا الناس فريسة للمبطلين. وفي هذا فساد ما بعده اليك هذا النص البديع من الامام النووي يرشد الى التوازن الحكيم حيث قال في كتاب القضاء من كتابه روضة الطالبين واما - 00:03:22
يصلح اي للقضاء فله حالان احدهما ان يتعين للقضاء فيجب عليه القبول ويلزمه ان يطلبه ويشهر نفسه عند الامام ان كان خاملا اي غير معروف ولا يعذر بان يخاف ميل نفسه وخيانتها بل يلزمه ان يقبل - 00:03:42
ويحترز فان امتنع عصى. وقال بعدها واما الطلب فان كان خامل الذكر ولو تولى اشتهر الناس بعلمه استحب له الطلب على الصحيح. وهذا هو الفقه الذي تقوم عليه الادلة. ويرشد اليه الفقه السليم. وقد ازداد جماله - 00:04:02
لانه صادر من عالم عامل عابد زاهد والذي يظهر في كتب السير ويشاهد على ارض الواقع ان الشهرة الامارة من طلبها وكل اليها واصابه من ضررها بحسب ما في قلبه من طلبها ومن اتته دون طلب وسعي اعين عليها. وقد قيل - 00:04:22
من فر من الشهرة اتته وهي راغمة. وما اجمل ان نستشهد هنا بنموذج الامام احمد بن حنبل. من قال عنه الامام الذهبي وكان يحب والانزواء عن الناس ويعود المريض وكان يكره المشي في الاسواق ويؤثر لوحده. وكان الامام احمد يقول اشتهي ما - 00:04:42
اشتهي مكانا لا يكون فيه احد من الناس. فلما مات كيف كانت شهرته؟ وما حجم جنازته؟ قال فتح ابن الحجاج سمعت في دار ابن طاهر الامير ان الامير بعث عشرين رجلا فحزروا كم صلى على احمد بن حنبل فحزروا فبلغ - 00:05:02
الف الف وثمانين الفا سوى من كان في السفن. وقال ابو زرعة بلغني ان المتوكل امر ان امسح الموضع الذي وقف عليه الناس حيث صلى الناس على احمد فبلغ مقام الفي الف وخمسمائة الف - 00:05:22
فمن زهد في الشهرة اتته الشهرة راغمة. ومن فاح عبيره بين الناس فهو دليل صلاحه في السر. ان شهرتك الحقيقية في السماء ثم تنسكب قبولا على اهل الارض. وكم من مشهور في الارض مجهول في السماء ومجهول في الارض مشهور في السماء انما الشهرة في - 00:05:42
السماء وما اعظمها من شهرة وما ابهجها من معرفة وما اكرمه من ذكر وما اشرفها من كرامة تنال بها سعادة الدنيا وكرامة الاخرة - 00:06:02
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحرص على الشهرة. حب الشهرة من مفاتيح النفاق لانه يحول المجتمع الى مجتمع يهتم بالمظهر على حساب الجوهر. فيتفشى الكذب والخداع والتصنع بين الناس - 00:00:02
هي التربة المناسبة لنمو النفاق. هذا يعني سقوط النماذج الصادقة ليبرز مكانها البالونات الكاذبة المضلل فليس كل مشهور ناجحا او ناجيا عند الله. وليس كل مغمور فاشلا او متأخرا. ولذا فالشهرة يجب الا - 00:00:22
لا تكون هدف المؤمن بل يمكن ان تكون ثمرة الاعمال الصالحة احيانا وان اهل الخير لا يقصدون الشهرة ابتداء. فان وقعت لهم من الله الله تعالى هربوا منها فقد كانوا يؤثرون خمول الذكر فقد خرج عبد الله بن مسعود ذات يوم من منزله فاتبعه الناس - 00:00:42
اليهم قائلا علام تتبعوني؟ والله لو تعلمون ما اغلق عليه بابي ما اتبعني منكم رجلا. وفي لفظ اخر انه قال فانه ذلة للتابع وفتنة للمذبوح. لكن من الناس من يتطلع للمناصب ويهوي الظهور امام العدسات - 00:01:02
وتحت الاضواء وفي مقدمة الصفوف وان يكون اسمه مكتوبا بالخط العريض. والا سخطا واعتزلا. ولذا كانت الشهرة مهلكة لانها تذبح اخلاص العبد وتسهل وقوع الرياء. فالمشهور يصبح هدفه رضا الخلق للخالق. ويهتم بالظاهر اكثر - 00:01:22
من الباطن ويستهويه ثناء الناس اكثر من ثناء الله. من العجيب ان يحج مع النبي صلى الله عليه وسلم ما يربو على مائة الف صحابي فلا يقدر ابن حجر العسقلاني على قوة حفظه وسعة اطلاعه ان يجمع لنا في كتاب الاصابة اكثر من ثمانية الاف صحابي. اين - 00:01:42
انهم من وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي وحب الله للعبد هنا سببه صدقه الصادق لا يهمه سوى رضا مولاه. ولذا ربط ابراهيم بن ادهم بين صدق العبد وعدم حبه - 00:02:02
للشهرة فقال ما صدق الله عبد احب الشهرة. وشاركه الرأي. ايوب السختياني حين قال ما صدق عبد قط فاحب الشكر وعززهما ثالث هو بشر ابن الحارث فقال ما اتقى الله من احب الشهرة كما تتظافر احوال - 00:02:22
حين في البعد عن الشهرة رغبة في ثواب الله وايثارا لما عنده. فكان خارج معدان. اذا عظمت حلقته اي كثر تلاميذه في حلقة التدريس قام فانصرف فقيل له في ذلك فقال كان يكره الشهرة. قال - 00:02:42
الامام الذهبي معلقا ينبغي للعالم ان يتكلم بنية وحسن قصد. فان اعجبه كلامه فليصمت. فان اعجبه الصمت فلينطق ولا يفتر عن محاسبة نفسه فانها تحب الظهور والثناء. التوازن المفقود. لكن التوازن مطلوب. والا - 00:03:02
صار كل المشهورين من الفجار والغافلين ولتوارى الصالحون في بيوتهم وخلواتهم ليتركوا الناس فريسة للمبطلين. وفي هذا فساد ما بعده اليك هذا النص البديع من الامام النووي يرشد الى التوازن الحكيم حيث قال في كتاب القضاء من كتابه روضة الطالبين واما - 00:03:22
يصلح اي للقضاء فله حالان احدهما ان يتعين للقضاء فيجب عليه القبول ويلزمه ان يطلبه ويشهر نفسه عند الامام ان كان خاملا اي غير معروف ولا يعذر بان يخاف ميل نفسه وخيانتها بل يلزمه ان يقبل - 00:03:42
ويحترز فان امتنع عصى. وقال بعدها واما الطلب فان كان خامل الذكر ولو تولى اشتهر الناس بعلمه استحب له الطلب على الصحيح. وهذا هو الفقه الذي تقوم عليه الادلة. ويرشد اليه الفقه السليم. وقد ازداد جماله - 00:04:02
لانه صادر من عالم عامل عابد زاهد والذي يظهر في كتب السير ويشاهد على ارض الواقع ان الشهرة الامارة من طلبها وكل اليها واصابه من ضررها بحسب ما في قلبه من طلبها ومن اتته دون طلب وسعي اعين عليها. وقد قيل - 00:04:22
من فر من الشهرة اتته وهي راغمة. وما اجمل ان نستشهد هنا بنموذج الامام احمد بن حنبل. من قال عنه الامام الذهبي وكان يحب والانزواء عن الناس ويعود المريض وكان يكره المشي في الاسواق ويؤثر لوحده. وكان الامام احمد يقول اشتهي ما - 00:04:42
اشتهي مكانا لا يكون فيه احد من الناس. فلما مات كيف كانت شهرته؟ وما حجم جنازته؟ قال فتح ابن الحجاج سمعت في دار ابن طاهر الامير ان الامير بعث عشرين رجلا فحزروا كم صلى على احمد بن حنبل فحزروا فبلغ - 00:05:02
الف الف وثمانين الفا سوى من كان في السفن. وقال ابو زرعة بلغني ان المتوكل امر ان امسح الموضع الذي وقف عليه الناس حيث صلى الناس على احمد فبلغ مقام الفي الف وخمسمائة الف - 00:05:22
فمن زهد في الشهرة اتته الشهرة راغمة. ومن فاح عبيره بين الناس فهو دليل صلاحه في السر. ان شهرتك الحقيقية في السماء ثم تنسكب قبولا على اهل الارض. وكم من مشهور في الارض مجهول في السماء ومجهول في الارض مشهور في السماء انما الشهرة في - 00:05:42
السماء وما اعظمها من شهرة وما ابهجها من معرفة وما اكرمه من ذكر وما اشرفها من كرامة تنال بها سعادة الدنيا وكرامة الاخرة - 00:06:02
قلوب أمام المرآة - لا تنافق || دكتور خالد أبوشادي
٥٠ - الحرص علي الشهرة من بذور النفاق || كتاب : قلوب أمام المرآة - الدكتور خالد أبوشادي