تيسير التفسير(جزء عمَّ)

54 - تيسير التفسير « سورة النازعات 1» - الأستاذ الدكتور. عيسى بن محمد المسملي.

عيسى المسملي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا السابقات سابقا المدبرات امرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة - 00:00:14ضَ

ابصارها خاشعة يقولون ائنا لمردودون في الحافرة قالوا تلك اذا كرة خاسرة انما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:01:05ضَ

وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد مرحبا بكم واهلا في هذا اللقاء القرآني الذي اسأل الله تعالى ان يكون مباركا نافعا لي ولكم ايها الاخوة والاخوات هذه السورة العظيمة سمعنا مطلعها - 00:01:49ضَ

وهي ايضا سورة مكية وهي ايضا سورة مكية والموضوع الابرز فيها موضوع البعث والحساب والجزاء اضافة الى اشارات الى كمال قدرة الله تبارك وتعالى وتعالى نعم هذه السورة الكريمة نبدأ بالقسم - 00:02:06ضَ

نبدأ بالقسم يقسم الله عز وجل من النازعات ارقى ثم يعطف والناشطات قشطة ثم يقول وتعالى والسابحات سبحة ثم يقول فالسابقات سبقا. ثم يقول فالمدبرات هذا كله قسم ومقسم به - 00:02:35ضَ

اقسم الله تبارك وتعالى بالنازعات والناشطات والسابحات والسابقات والمدبرات وهذا القسم على قسم على امر عظيم سيأتي بيان ذلك في جواب القسم ان شاء الله تعالى هذه ايات يقول الله عز وجل فيها - 00:03:07ضَ

والنازعات غرقا وهي اشارة فيها تتضمن اشارة والله تعالى اعلم الى ثمة اشارة ينبغي ان ينتبه لها الا وهي ان هذه الايات نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام في مكة اذ كان الكفار - 00:03:34ضَ

يكذبون بيوم الحساب والجزاء يكذبون بالبعث بعد الموت ويكذبون رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فجاءت هذه الايات مع غيرها سابقات كما ومع غيرها من السور في معالجة هذه القضية الكبرى - 00:03:55ضَ

يقول الله عز وجل والنازعات غرقا النازعات الملائكة تنزع ارواح الكفار عند الموت نزعا فيه اغراق اغراق يعني تنزع ارواحهم نزعل فيه الاغراق في لغة العرب يطلق على اغرقت في كذا اذا بالغ فيه - 00:04:14ضَ

وقد ورد ان ارواح الكفار اذا اذا اذا جاؤوا عند اذا كانوا عند الموت تتفرق روحه في جسده روحوا الكافر تتفرق روحه في جسده يأتي الملك او تأتي الملائكة والنازعات فتنزع روح الكافر وتغرق في ذلك حتى تأخذها من اطراف جسده من كل جسده - 00:04:44ضَ

والنازعات غرقا اي فتغرق ستستغرق كل كل اعضاء جسدي حتى تخرج منها الروح. غرقى لان العرب تقول اغرق في الشيء اذا بلغ الغاية فيه اغرق في الشيء اذا اذا بلغ الغاية فيه فهذه الملائكة تبلغ الغاية في نزعها لروح - 00:05:07ضَ

الكابل والعياذ بالله. والنازعات غرقا هذا القسم بالملائكة التي تنزع الارواح فيه اشارة وتذكير وموعظة اشارة وتذكير وموعظة بهذا الامر العظيم الذي ينتظر الناس تأمل الكافرون على الاظهر من قوله او على الاشهر من قولي اهل التفسير فانه تنزع ارواحهم الازعار - 00:05:33ضَ

واما المؤمنون فقال الله عز وجل والناشطات نشطا يأخذ ملائكة الرحمة تأخذ روح المؤمن وكأنما في نشاط او كأنما نشط من عقال. روح ولذلك موت المؤمن موت لطيف خفيف باذن الله تبارك وتعالى - 00:05:59ضَ

حتى ان حتى ان الشهيد هذا درجة عليا درجة اعلى لا يجد من مس الموت الا كما يجد احدكم من مس القرصة وقد ورد ان للموت لسكرات الموت امره عظيم ولذلك فهذا مما ذكر في تفسير هذه الاية والناشطات نشطا اي - 00:06:20ضَ

الملائكة الرحمة يخرجون ارواح المؤمنين في سهلة في يسر وسهولة ثم يقول والسابحات سبحا. الملائكة تسبح في الافاق العلوية في السماوات العلى وتسبح في الارض بامر الله تبارك وتعالى وسيأتي بالمدبرات امرا - 00:06:43ضَ

والسابحات سبحا العرب يقول عن الخيل اذا اسرع جدا كانه يسبح او كأنه يسبح وكأن الاسراع اشارة الى ذلك والله تعالى اعلم. والسابحات سبحة السابقات سبقا الملائكة تسارع الى طاعة الله عز وجل. تسارع في طاعة الله عز وجل. وتبادر - 00:07:12ضَ

فتسبق سبقا لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ويبادرون الى تنفيذ الى تنفيذ كل ما امر الله عز وجل السابقات سبقا فالمدبرات امرا الملائكة يدبر امر الكائنات بامر الله باذن الله وامره - 00:07:46ضَ

لانه ورد ايضا الله عز وجل قال عنه يدبر الامر يقول الله عز وجل يدبر الامر فهو المدبر حقيقة. وهو الان وهو الذي يأمر الملائكة ان تدبر امور المخلوقات فتدبر فملائكة تدبر الرياح - 00:08:12ضَ

واخرى الامطار والسحاب والجبال والارض والانهار والاقدار وغير ذلك من الامور كلها ملائكة يدبر فالمدبرات امرا بامر الله واذنه تدبر امر الكائنات وامر المخلوقات لا شك ان هذه الايات كما ان فيها كما ان فيها القسم - 00:08:34ضَ

كما ان فيها القسم فان فيها ايضا تذكير قدرة الله وكمال قدرته وتعالى الى عظمة جل وتعالى المدبرات امرا هذي كله الان جرت العادة في لغة العرب ان القسم يحتاج الى جواب - 00:09:00ضَ

والله لافعلن والله قد فعلت ها والله لافعلن القسم يحتاج الى جواب والنازعات غرقاء والناشطات نشطا والسابحات سبحا في السابقات سبقا فالمدبرات يوم ترجف الراجفة قال كثير من المفسرين ثواب القسم محذوف - 00:09:24ضَ

دل عليهما بعده. يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة فدل ذلك على جواب القسم معناه والنازعات الى انقاذ المدبرات امرا لتبعثن قسم على البعث والاحياء البعث والاحياء بعد الموت لتبعثن طب متى؟ قال بعدها يوم ترجف الراجفة - 00:09:51ضَ

الرادفة الراجفة ذكر الله عز وجل ذكر كثير من اهل التفسير ان المقصود بها النفخة الاولى ونفخ السور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى - 00:10:23ضَ

فاذا هم ايام ينظرون اذا النفخة الاولى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله النفخة الثانية النفخة الثانية ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون - 00:10:50ضَ

النفخة الاولى يموت الخلائق وترجف الارض يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كتيبا مهينا ولاية في الاية الاخرى يقول سبحانه وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة يوم ترجف الراجفة النفخة الاولى التي يكون فيها - 00:11:12ضَ

الصعب ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله. وهي على احد القولين الفزع فزع من في السماوات ومن في الارض يتبعها الرادفة النفخة الثانية - 00:11:39ضَ

الله عز وجل ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم انت متخيل انت متخيلة الخلائق الامم في باطن الارض في قبورهم امم وراءها امم وامم من قبلها امم قد تتابعوا هنا يقول - 00:11:57ضَ

يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة هناك يقول سبحانه وتعالى ثم نفخ في اخرى فاذا هم قيام ينظرون في في نفقة واحدة تعود اليهم الحياة باذن الله تبارك وتعالى واذا هم من الاجداث قبور الى ربهم ينسلون - 00:12:18ضَ

هنا يقول تتبعها الرادفة يوم ترجف الرادفة تتبعها الرادفة اذا حصل هذا كما جاء في الاية الاخرى فانما هي الزجرة واحدة صيحة واحدة وفيها الزجر فاذا هم الساهرة يقول سبحانه يوم ترجف الراجفة تتبعها الراجفة قلوب - 00:12:42ضَ

يومئذ واجفة خائفة خوفا لم يسبق له نظير واسند الوجوه الى القلوب والا فقلوب قلوب يومئذ واجفة اي اصحابها ولذلك قال ابصارها خاشعة اي ابصار اصحابها خاشعة. قلوب يومئذ واجفة خائفة - 00:13:10ضَ

خائفة ابصارها خاشعة اي ذليلة انها رأت امرا عجبا رأت امرا فزعا رأت امرا عظيما ثم رجع الى مجادلة المشركين ومحاججتهم في تكذيبهم بالبعث الذي جاءت الايات لتثبته وتؤكده والقسم عليه - 00:13:34ضَ

ما شبهتهم ما كلامهم هؤلاء المكذبون يقولون فانا لمردودون في الحاضرة العرب يقولون رجع فلان في حافرته رجع فلان في حاضرته اذا عاد الى حالته الاولى يعني شخص مثلا كان يرعى الغنم - 00:14:03ضَ

ثم درس ودرس ثم رجع يرعى الغنم قالوا رجع في حافرته الاولى اي رجع الى حاله الاولى. وهؤلاء يقولون ائنا لمردودون في الحافرة اي ائنا لعائدون بعد الموت الى الحياة مرة اخرى. الى حياتنا الاولى وحالتنا الاولى نحيا من جديد - 00:14:35ضَ

يقولون اي يقولون هذا على جهة الانكار والاستبعاد يقولون هذا على جهة الانكار والاستبعاد يقولون ائنا مردودون في الحاضرة ثم يزيدون هذا الاستنكار والاستبعاد والتكذيب فاذا كنا عظاما نخرة نصبح هم يرون العظام بعد - 00:14:57ضَ

عشرات مئات السنين يرونها تصبح عظام بالية مفتتة ناخرة اي من داخلها فارغة ينخر فيها الهواء ينخر فيها الهواء وتنخر فيها الدواب. يقول لها انا لمردودون اذا كنا عظاما نخرة. عظام مفتتة بالية تعود الى الحياة - 00:15:20ضَ

من جديد يستبعدون هذا وينكرونه لكنهم ان يؤمنوا بقدرة الله ولذلك استبعدوه قالوا تلك اذا الكرة الخاسرة اي على فرض الكرة الرجعة اذا اعدنا ورجعنا الى الحياة من جديد فانها اذا - 00:15:40ضَ

رجعة خاسرة اذا بعثنا فانها لرجعة اذا اذا بعثنا ووعدنا الى الحياة كما قلنا فاننا اذا لخاسرون لان مصيرهم سيكون الى جهنم. وهذا في قول تفسير الله عز وجل قوله الفصل - 00:16:02ضَ

يقول الله جل وعلا فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة ساهرة ارض المحشر كان العرب بعض العرب يسمون الفلاة ساهرة يقولون بان من عليها اذا كان في الفلاة في الصحراء يسهر من الخوف - 00:16:23ضَ

هكذا يقولون والمقصود هنا ارض المحشر فانما هي زجرة واحدة زجرة واحدة انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. ونقول زجرة واحدة وهي - 00:16:47ضَ

الثانية زجرة واحدة صيحة مع الغضب واذا هم بالساحرة اذا هم قيام ينظرون اذا هم بارض المحشر هنا سبحان الله هذا الامر الذي يجادلون فيه طويلا وينكرونه طويلا ويجادلون فيه لا يكون الا بزجرة واحدة فاذا هم بالساحرة - 00:17:06ضَ

واذا هم بين يدي الله تبارك وتعالى. وقد بعثهم سبحانه وتعالى واذا هم بين يديه ثمة بعض الفوائد التي ينبغي ان نقف معها نؤمن بالملائكة على ما هو عليه اكثر كلامي او كثير من المفسرين في هذه الايات النازعات والناشطات والسابحات والسابقات والمدبرات - 00:17:29ضَ

ونؤمن ايضا انهم بامر الله يدبرون هذه الكائنات بامر الله وايضا الايات تتضمن الوعظ ترهيبا وترغيبا. اما الترهيب فلكابر للفاجر قول الانسان عموما ان يحذر في هذه اللحظة العظيمة العصيبة - 00:17:55ضَ

تنزع روحه ها جاء في حديث البراء بن عازم رضي الله عنه كما ينتزع الصوف كما ينتزع السفود من الصوف المبلول. صوف مبلل وفيه سيخ من الحديد هذا الذي كان فيه الشواء - 00:18:20ضَ

كيف كيف ينزع من من القطن المبلل ينبغي هذا موعظة موعظة هذي لا تتظمن الموعظة لنا جميعا الحذر من ذلك اليوم العصيب وايضا فيه الترغيب ان نكون من المؤمنين الذين تنشط الملائكة ملائكة الرحمة قلوبهم نشطا - 00:18:37ضَ

تخرج ارواحهم يكون في نعيم وهذا يذكرنا ايضا لان بان المؤمن يأتيه الامان ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون - 00:19:02ضَ

هذا يكون عند الموت عند نزع الروح ويحتمل ايضا ان يكون في القبر ويحتمل ايضا ان يكون يوم القيامة يحتمل ان يكون في هذه المواقف كلها ايضا فيه اشارة الى عظيم - 00:19:35ضَ

خلق الملائكة الكائنات بامر رب السماوات ايضا في تنبيه ما يحصل والتحذير والتخويف مما سيحصل يوم القيامة وانه لا امان الا من امنه الله وفي هذه الايات اشارة الى الطمأنينة - 00:19:54ضَ

الراحة الانبساط لقلوب المؤمنين انه قال قلوب يومئذ واجفة قلوب الكافرين والفاجرين. اما المؤمنون فقلوبهم مطمئنة. يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية هذا كما ان فيه تخويفا ايضا ترغيب - 00:20:18ضَ

يا اهل الايمان ان يزدادوا ثباتا وايمانا انهم في ذلك اليوم اليوم يوم الفزع الاكبر وهم يومئذ امنون الذلة الهلع والفزع لاصحاب القلوب الواجبة للكافرين والمكذبين والمعاندين فيه ايضا في هذه الايات ما يفعله احيانا - 00:20:43ضَ

وما يمليه الاشارة الى ما يمليه الشيطان احيانا الى اوليائه ليجادلوكم يجادلون يجادلون اي اذا كنا انا لمردودون في الحق يستبعدون بناء على معلوماتهم بناء على موروثهم ولو نظروا الى كمال قدرة الله عز وجل لما استبعدوا ذلك - 00:21:09ضَ

يقولون ان الردود حاضرة ائذا كنا عظاما نخرة ثم ايضا فيه الامر الفصل والجواب الذي يتوعدهم توعد الكافرين المكذبين في ذلك اليوم زجرة واحدة واذا هم بالساهرة في ارض المحشر - 00:21:29ضَ

بين يدي الله عز وجل اللهم امين كل من دعا نقول اللهم امين ولك وللسامعين والمشاركين والحاضرين والمتابعين بمثل جزاكم الله خيرا. اسأل الله تعالى ان ينفعني واياكم اسأل الله سبحانه وتعالى ان يتوب علينا توبة نصوحة - 00:21:53ضَ

اسأل الله تعالى ان يرزقنا قلوبا مطمئنة اسأل الله تعالى ان ان يجعلنا من الذين امنوا ثم استقاموا اسأل الله تعالى ان يثبتنا واياكم على الحق والهدى انه سميع قريب الى ان نلقاكم في اللقاء القادم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه - 00:22:18ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:22:34ضَ