تعليقات فقهية وأصولية على تفسير الجلالين

55 تعليقات فقهية وأصولية على تفسير الجلالين | د. عبدالله منكابو

عبدالله منكابو

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. هناك مجموعة من التعليقات السريعة في مقطع اليوم التعليق الاول في الاية رقم اثنين واربعين من سورة مريم - 00:00:00ضَ

في قوله آآ جل وعلا اه حكاية عما قاله ابراهيم عليه السلام لابيه اذ قال لابيه يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. قال المفسر ولا يغني عنك شيئا من نفع او ضر - 00:00:14ضَ

وهذا العموم الذي اشار اليه المؤلف مستفاد من عموم الصيغة النكرة جاءت في سياق النفي لا يغني عنك شيئا فشيئا في سياق النفي تدل على العموم سيشمل ذلك كل شيء من نفع او ضر صغيرا كان - 00:00:32ضَ

كبيرة ثم نقول ان ذلك عام في كل زمان وفي كل مكان وفي كل حال بان عموم الذوات يستلزم عموم المتعلقات اه التعليق الثاني في الاية رقم اربعة وخمسين من سورة مريم ايضا في قوله جل وعلا - 00:00:48ضَ

واذكروا في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد اشر الشيخ عبد الله جزاه الله خيرا الى حسن آآ تفسير المؤلف لما قال انه كان صادق الوعد لم يعد شيئا الا وفى به - 00:01:05ضَ

فقوله صادق الوعد هنا عموم فان الوعد لفظ عام لدخول عليه هو صادق في كل وعد في كل وعد ويدخل في ذلك قوله آآ لما عرض عليه اه ابوه اه الذبح قال - 00:01:21ضَ

ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا. فوعد ان يصبر وقد وفى بذلك الوعد. فلما اسلم وتله للجبين وناديناه يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا توفى بوعده آآ عليه السلام - 00:01:42ضَ

ما ذكره بعض المفسرين هنا ان المراد بقوله تعالى انه كان صادق الوعد يعني الوعد المذكور في قوله ستجدني ان شاء الله صابرا آآ ان ان اريد به الحصر ففيه نظر - 00:01:57ضَ

لان آآ لان اللفظ هنا لفظ عام يدخل فيه هذا الوعد وغيره وذلك كما ذكرنا لعموم اللفظ طيب كذلك التعليق الذي يليه في الاية رقم اه ثمانية وخمسين في قوله جل وعلا - 00:02:12ضَ

اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا قال المفسر آآ جمع ساجد وباك اي فكونوا مثلهم. فكونوا مثلهم من اين استفاد هذا الامر؟ فكونوا مثلهم استفاد ذلك من ان هذه الاية - 00:02:28ضَ

اه سيقت في مساقي اه مدح الانبياء مساق مدح الانبياء في آآ نعم آآ في في في مساقي مدح هؤلاء السابقين قال من الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم ومن حولنا مع نوح الى اخر الاية - 00:02:48ضَ

موسيقى مدح الانبياء بهذا الفعل وقد امرنا ان نقتدي بهم في قوله جل وعلا اه فبهداهم اقتدى وايضا آآ ما ذكر من من اوصاف المدح في حق الامم السابقة وفي حق الانبياء - 00:03:05ضَ

آآ والشرائح السابقة في الاصل اننا مخاطبون به آآ استئنا الشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأتي شرعنا بخلافه. فهذا يدل على انه مطلوب اه ان نقتدي بهم في هذا الامر اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا - 00:03:20ضَ

والاية تتعلق بمسألة فقهية وهي مسألة اه حكم سجود التلاوة هل سجود التلاوة واجب هو اه على سبيل الاستحباب والصحيح في هذه المسألة ان سجود التلاوة مستحب فمن اه فعله اه عند قراءة القرآن او عند الاستماع اليه - 00:03:39ضَ

اه فانه اه قد حصل الفضيلة ونال الاجر وطبق السنة. ومن تركه فانه لا اثم عليه لكن فاته الاجر ويدل على انه مستحب وليس بواجب النبي صلى الله عليه وسلم قريت عليه والنجم قال زيد ابن ثابت قرأت عليه وسلم والنجم فلم يسجد فيها. قال عمر رضي الله عنه ان الله لم يفرض عليه السجود - 00:03:59ضَ

والقول الثالث في هذه المسألة ان سجود التلاوة واجب لانه قد ورد الذنب على ترك السجود كما في قوله تعالى واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون قالوا وهذا ذنب والاصل في الدم انه يكون على ترك الواجب - 00:04:20ضَ

واجيب عن ذلك بان الدم الوارد في الاية. واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون في من ترك السجود تكذيبا واستكبارا وكفرا بدليل قوله قبلها فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ القرآن عليهم القرآن لا يسجدون. اما من آآ من ترك السجود - 00:04:39ضَ

مع ايمانه وتصديقه بالقرآن الكريم فان هذا لا يدخل في الدم الوارد في الاية هذي اشهار لمسألة حكم سجود التلاوة التعليق الذي يليه في قوله جل وعلا في الاية رقم - 00:05:00ضَ

اتنين وستين قال لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما. قال المفسر الا سلاما قال الا لكن يسمعون سلاما من الملائكة وهذه اشارة الى ان الا في هذا الموضع استثناء منقطع - 00:05:14ضَ

اه فان اه قوله بعد ذلك سلاما ليس من جنس اللغو ليس من جنس اللغو فكيف يستثنى منه؟ الجواب كما قلنا ان هذا آآ الاستثناء منقطع السلام ليس من اللغو. لا والتقدير هنا لكن يسمعون سلاما - 00:05:33ضَ

وسيأتي مثله ايضا في الاية الثالثة في سورة طه في قوله جل وعلا الا تذكرة لمن يخشى سيأتي ان شاء الله بعد قليل. استثناء منقطع اه المثال الذي يليه او التطبيق الذي يليه في قوله جل وعلا في الاية رقم خمسة وسبعين - 00:05:51ضَ

من سورة مريم وخمسة وسبعين من سورة مريم في قوله آآ جل وعلا قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مد قال المفسر فليمدد بمعنى الخبر نلاحظ هنا ان الصيغة صيغة امر - 00:06:11ضَ

فليمدد هذه الصيغة امر مضارعا مقتربا بلام الامر من صيغ الامر الصريحة لكنه امر لفظا وهو من جهة المعنى خبر هذا امر جاء بمعنى يعني صيغته صيغة الامر ومعناه معنى الخبر. هكذا قرر المؤلف رحمه الله تعالى - 00:06:28ضَ

وهذا حقيقة قليل في القرآن وعكسه كثير ان يأتي الخبر بمعنى الامر كثير كما في قوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء مثلا والوالدات يرضعن اولادهن. الخبر بمعنى الامر كثير - 00:06:48ضَ

لكن الامر بمعنى الخبر هذا قليل والذي وقفت عليه هنا في آآ التفسير في في تفسير السوقي والمحلي رحمهما الله ثلاثة مواضع هذا موضع والموضع الثاني سبق في سورة التوبة في الاية آآ رقم ثلاثة وخمسين - 00:07:05ضَ

قال المفسر قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين. قال المفسر عن قوله انفقوا. قالوا والامر هنا بمعنى الخبر لانه قال قل انفقتم طوعا او كرها لن يتقبل منكم - 00:07:24ضَ

فجعلهم الامر بما عند الخبر. والموضع الثالث في الجلالين الذي اه ذكر فيه اه امرا بمعنى الخبر اه سيأتي معنا في درس اليوم في سورة طه. الاية رقم تسعة وثلاثين - 00:07:42ضَ

في قوله جل وعلا اه ان يقضي فيه في التابوت فاقض فيه في اليم فليلقه اليم بالساحل فليلقه هذا امر لكن المفسر قال ان الامر بمعنى الخبر كأنه جل وعلا قال فسيلقيه اليم بالساحل - 00:07:54ضَ

او فسوف يلقيه اليم بالساحل. فهذه ثلاثة امثلة للامر بمعني الخبر وعلى كل حال فالاصل في فيما ورد بصيغة الامر ان يراد به حقيقة الامر يراد به الطلب وحمله على انه خبر هذا مجاز - 00:08:12ضَ

هذا ابو مجاز يحتاج الى يحتاج الى يعني آآ قرينة ثم آآ التعليق الذي يليه في قوله سبحانه وتعالى في الصورة التي بعدها سورة طه في الاية العاشرة قوله جل وعلا فقال آآ فيما حكاه عن موسى عليه السلام قال فقال وهل اتاك حديث موسى اذا رأى نارا - 00:08:31ضَ

فقال لاهله قال لامرأته فهذا من العام الذي يراد به الخصوص المراد بالاهل هنا زوجته خصوصا وفي الاية الرابعة عشرة من سورة طه في قوله جل وعلا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. قال واقم الصلاة لذكري فيها - 00:08:53ضَ

يعملوا اشارة ان هذا من عطفي الخاص على العام فان قوله جل وعلا فاعبدني هذا يصدق على كل عبادة. ويدخل فيه اه الصلاة الصلاة من انواع العبادات لكنه آآ عطفها بعد ذلك ونص عليها لمزيد من العناية والاهتمام. فاعبدني واقم الصلاة لذكري - 00:09:15ضَ

ثم اه التعليق الذي يليه قبل الاخير في الاية اه الثانية اه عشرة عشرة من سورة اه طه في قول في قوله سبحانه وتعالى وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال - 00:09:39ضَ

عصاية اتوكأ عليها واهش بها على غل ولي فيها مأرب اخرى. اشار الشيخ ياسر جزاه الله خيرا الى اه فائدة حسنة هنا ان الجواب كان اكثر من فان حقيقة السؤال اه ما تلك بيمينك - 00:09:54ضَ

والاصل انه سؤال عن الماهية والحقيقة مات لك بيمينك يعني ما حقيقتها؟ ما ماهيتها؟ فيكفي في الجواب انها عصا لكن موسى عليه السلام زاد في جوابه قالوا هذه الزيادة استئناسا بخطاب الله سبحانه وتعالى - 00:10:10ضَ

وهنا قاعدة حسنة اوردها السيقي رحمه الله في الاتقان قاعدة في السؤال والجواب فقال محاصله ان الاصل الاصل في الجواب ان يكون مطابقا للسؤال يقول مثلا من جاء تقول جاء زيد - 00:10:28ضَ

الاصل في الجواب ان يكون مطابقا للسؤال وقد يجيب المجيب باكثر من السؤال ومثل له بهذه الاية التي معنا فقال هذا جواب اكثر من السؤال ومثل له ايضا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن آآ ماء البحر هل يتوضأون به؟ قال هو الطهور ماؤه الحل ميتته. الحل ميتته هذه هذه معلومة اضافية - 00:10:46ضَ

وفائدة اضافية. اه اكثر مما سئل عنه اه صلى الله عليه وسلم. اكثر مما سأل عنه السائل فقد يكون اه تكون الاجابة باكثر مما سأل عنه السائل وهذا لا يكون الا لفائدة - 00:11:08ضَ

وقد تكون الاجابة باقل مما سأل عنه السائل كأن يسأل السائل سؤالين فتجيب عن احدهما وتعرض عن الاخر ومثله السيوطي بقوله جل وعلا اه لما ذكر الكفار اه نعم حكاية عن ما ذكره الكفار لما قالوا ائت بقرآن غير هذا او بدله - 00:11:23ضَ

قال الله جل وعلا قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي هم قالوا شيئين. ائت بقرآن غير هذا او بدله فجاءت الاية قل ما يكون لي ان ابدله بلقاء نفسي - 00:11:45ضَ

وهذا يكفي لانه اذا كان لا يستطيع تبديل الموجود فلأن يأتي بقرآن اخر ويخترع قرآنا اخر لا شك انه ممنوع من باب اولى وقد يترك المسؤول السؤال كله ويجيب عن شيء اخر - 00:11:59ضَ

ويجيب عن شيء اخر وهذا ما يسمى عند بلاغين بالاسلوب الحكيم. اشارة الى ان السائل ما كان ينبغي له ان يسأل عن هذا السؤال وانما كان ينبغي ان يسأل عن شيء اخر - 00:12:19ضَ

ومثلوا له مثلا متى الساعة؟ قال متى اعددت لها؟ اه ماذا اعددت لها؟ مثلوا له ايضا بقوله جل وعلا ويسألونك عن الاهلة انهم سألوا لماذا يبدو الهلال صغيرا في اول الشهر ثم يكبر؟ - 00:12:32ضَ

واجيبوا بغير ما سألوا عنه. قل هي مواقيت للناس والحج. هذا هو المهم في الاهلة. ما الاحكام التي تتعلق بها؟ ما الشرائع التي تتعلق بها؟ وليس المهم هو فقط ماذا يظهر صغيرا ثم يكبر بعد ذلك وهذا يسمى الاسلوب الحكيم. والفائدة هذه فائدة حسنة. لو تتبعها الانسان في اسئلة القرآن - 00:12:47ضَ

جميلة التعليق الاخير في الاية التاسعة والثلاثين من سورة في قوله جل وعلا ان يقضي فيه في التابوت فاقضي فيه في اليم فليلقه اليم بالساحل لاحظ ماذا ماذا قال المفسر هنا؟ قال ان اقذ فيه - 00:13:08ضَ

ان يقضي فيه لا شك ان الضمير لموسى. يعني اقذف موسى في التابوت وهذا لا شك فيه ثم قال فاقذفيه قال بالتابوت اقذفيه بالتابوت فكأن المفسر ينبه على ان هذا الضمير ايضا يعود الى موسى - 00:13:28ضَ

فكأنه قال جل وعلا فاقذفي موسى بالتابوت موسى بالتابوت اه في اليمن فليلقه اليم بالساحل وقد جرى المفسر في هذا الموضع على القول الاظهر من اقوال المفسرين والله اعلم وهو ان جميع هذه الضمائر ترجع الى مرجع - 00:13:47ضَ

واحد وهو موسى عليه السلام. فكل الضمائر من قوله جل وعلا ان يقضي فيه في التابوت يعني اقضي في موسى في التابوت فاقذ فيه يعني فاقذ في موسى بالتابوت في اليم - 00:14:08ضَ

فليلقه يعني فليلقي موسى اليم بالساحل يأخذه الضمير يعود على موسى يأخذه عدو لي وعدو له يعني وعدو لموسى وانما كان هذا القول هو الاظهر والله اعلم لان الاصل في الضمير - 00:14:23ضَ

اذا تكرر على وجه المطابقة كان في سياق واحد الاصل ان يعود على مرجع واحد حذر من التشتيت والتنافر وممن مثل لهذه القاعدة او ممن طبق هذه القاعدة على هذه الاية الزمخشري في الكشاف - 00:14:40ضَ

ونقله كذلك السيوطي رحمه الله في كتابه الاتقان هذا اخر تعليق في درس اليوم. اسأل الله جل وعلا ان يبلغنا واياكم آآ شهر رمضان وان يوفقنا فيه للصيام والقيام وصالح الاعمال. وان يجعلنا ممن يصومه ويقوم ايمانا واحتسابا - 00:14:55ضَ

والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:13ضَ