رياض الصالحين للنووي

56- باب ‌فضل ‌الجوع وخشونة العيش والاقتصار عَلَى القليل من المأكول والمشروب 4 - 29 جمادى الآخرة 1443

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ

رياض الصالحين في باب فضل الجوع وخشونة العيش عن عائشة رضي الله عنها قالت ما سمع ال محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض متفق عليه وفي رواية ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاثا ثلاث ليال تباعا حتى - 00:00:19ضَ

عن عروة عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تقول والله يا ابن اختي ان كنا لننظر الى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقد في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار - 00:00:42ضَ

قلت يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت الاسودان التمر والماء الا انه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الانصار وكانت لهم منائح فكانوا يرسلون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من - 00:01:00ضَ

البانيها فيسقينا متفق عليه عن سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه مر بقوم بين ايديهم شاة مصلية فدعوه فابى ان يأكل وقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. هذه الاحاديث التي ساقها المؤلف في باب فضل الجوع - 00:01:15ضَ

وخشونة العيش تدل على بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الزهد في الدنيا والبعد عنها الحديث الاول حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم - 00:01:38ضَ

والمراد بال محمد اهل بيته من زوجاته واولاده وخدمه ومن يمونهم. ما شبعوا من خبز شعير من يومين متتابعين. وذلك لاعراضه عليه الصلاة والسلام عن الدنيا وبعده عنها. والا لو شاء - 00:01:56ضَ

ان تسير معه الجبال ذهبا لحصل له ذلك بامر الله اما الحديث الثاني حديث عروة عن عائشة انها اخبرته انه يمر بهم الهلال ثم الهلال ثم الهلال. ثلاثة اهله في شهرين - 00:02:16ضَ

وما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار قال فما يعيشكم يعني ما قوتكم؟ قالت الاسودان يعني التمر والماء الا انه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الانصار - 00:02:34ضَ

وكانت عندهم منائح والملائح جمع منيحة وهي الشاة او الابل يعيرها صاحبها لغيره لينتفع بلبنها في شرب من لبنها او من حليبها ثم اذا انقطع لبنها ردها لصاحبها فكانوا يعطون النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المنائح فيشرب من لبنها عليه الصلاة والسلام ويسقي اهله - 00:02:53ضَ

وهذا الحديث يدل على فوائد منها اولا بيان ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام من الزهد في الدنيا والبعد عنها وعدم الركون اليها ومنها ايضا ايثار النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه حيث كان يؤثر اهله على نفسه فيسقيهم من هذا اللبن - 00:03:21ضَ

الذي كان يأتيه من جيرانه من الانصار وفيه ايضا دليل على جواز اخبار الانسان عن حاله السابقة وما كان عليه من الفقر وضيق العيش بعد نعمة الله عز وجل عليه على سبيل الخبر وبيان نعمة الله لا على سبيل التشكي. فاذا اخبر الانسان عن - 00:03:46ضَ

ما مر به من جوع وفقر وضيق عيش بعد ان انعم الله تعالى عليه اذا اخبر بذلك على سبيل الخبر وبيان نعمة الله تعالى عليه لا على سبيل التشكي فان هذا جائز - 00:04:11ضَ

ومنها ايضا ان حال الجيران ان يكون بعضهم يعين بعضا ويساعد بعضهم بعضا فان جيران صلى الله عليه وسلم الذين كانوا من الانصار كانوا يعطونه هذه الملائح لينتفع بها. وهذا هو شأن الجار - 00:04:27ضَ

ان يعين جاره وان يطعمه مما طعم اما الحديث الثالث حديث ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة ان ابا هريرة رضي الله عنه مر بقوم وعندهم شاة مصرية يعني شوية فدعوه لاجل ان يأكل منها. فابى وقال لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اكل - 00:04:47ضَ

مثل هذا وهذا يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم وفيه ايضا دعوة اهل الخير والصلاح وعنا من اعظم من يدعى واهم من يدعى في الدعوات هم اهل الخير والصلاح - 00:05:12ضَ

وهذه الاحاديث كلها تدل على بيان ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام من الحال والتقشف في الدنيا والبعد عنها انه كان لا يشبع هو واهله وهذا في الاعم الاغلب. فلا ينافي هذا ما جاء في بعض الاحاديث انهم كانوا يشبعون احيانا فلا تنافي بين هذا - 00:05:34ضَ

وهذا لان المراد بهذه الاحاديث التي ساقها المؤلف رحمه الله الحالة العامة الغالبة على الرسول عليه الصلاة والسلام لكن هذا لا ينافي انه كان يشبع هو واهله وزوجاته. وكذلك اصحابه احيانا. فعلى هذا لا يكون هناك تعارض - 00:05:57ضَ

بين الاحاديث وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:06:17ضَ