رياض الصالحين للنووي

56 - باب ‌فضل ‌الجوع وخشونة العيش والاقتصار عَلَى القليل من المأكول والمشروب 9 رجب 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين انتقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في باب فضل الجوع وخشونة العيش عن محمد ابن سيرين عن ابي هريرة رضي الله عنهم قال لقد رأيتني واني لاخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حجرة - 00:00:20ضَ

عائشة رضي الله عنها مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى اني مجنون. وما بي من جنون ما بي الا الجوع. رواه البخاري وعن عائشة رضي الله عنها قالت - 00:00:33ضَ

توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير. متفق عليه. وعن انس رضي الله عنه قال رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعه بشعير - 00:00:46ضَ

ومشيت الى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير واهانة سنيخة. ولقد سمعته يقول ما اصبح لال محمد الا صاع ولا امسى وانهم لتسعة ابيات. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن محمد بن سيرين رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله - 00:01:00ضَ

عنه انه قال لقد رأيتني واني لاخر ما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة رضي الله الله عنها وذلك من الجوع وكان يجيء الجائي يعني يمر المار به فيضع رجله يعني هذا المار على عنق ابي هريرة رضي الله عنه - 00:01:20ضَ

ظنا منه انه مجنون. يقول وما بي جنون ولكن من الجوع. فمن شدة ما اصابه من الجوع. يسقط مغشيا عليه رضي الله عنه حتى يظن الظان الذي يمر به انه مجنون. من شدة ما يصيبه من شدة الجوع. فهذا الحديث يدل - 00:01:44ضَ

على فوائد اولا بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من قلة ذات اليد. ومن الضيق وقلة العيش. ومع ذلك صبروا وصابروا وفيه ايضا دليل على بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من التعفف وعدم السؤال لانه رضي الله عنه لم يكن يسأل الناس - 00:02:04ضَ

نسى شيئا ومع ذلك كان يصيبه ما يصيبه من الجوع. ومنها ايضا شدة ايمان الصحابة رضي الله عنهم. وثبات على دين الله تعالى مع ما اصابهم من ضيق العيش ومن الجوع وقلة ذات اليد ومع ذلك - 00:02:29ضَ

صبروا وصابروا وجاهدوا في سبيل الله. فهذا يدل على ثبات ايمانهم وقوة ايمانهم. وليس كمن يعبد الله الله عز وجل على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه. وقد اكرم الله تعالى - 00:02:49ضَ

ابا هريرة رضي الله عنه فكان اكثر الناس من الصحابة رضي الله عنهم رواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه لما ترك الدنيا وزهد فيها وتفرغ للاخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاحاديث اكرمهم - 00:03:09ضَ

الله تعالى بان كان اكثر الصحابة رواية للحديث فلا يخلو باب من ابواب العلم والفقه الا وتجد له حديثا فيه ولهذا قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من خمسة الاف حديث رظي الله عنه. اما - 00:03:30ضَ

الحديث الثاني والثالث حديث عائشة وانس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي وفي حديث انس انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير واهالة سلخة. الاهالة هو الودك - 00:03:50ضَ

يعني الشحم المذاب وسلخة عين متغيرة من طول مكثيها. وقال ما اصبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم صاع ولا امسى يعني انهم لا يملكون صاعا مع ان عنده عليه الصلاة والسلام تسعة ابيات لازواجه رضي الله عنهن. فهذا - 00:04:11ضَ

يدل على مسائل منها بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الزهد في الدنيا والبعد عنها مع قلة ذات اليد وفيه ايضا دليل على جواز الرهن. والرهن هو توثقة دين بعين يمكن استيفاؤه منها - 00:04:31ضَ

او من بعضها او من ثمنها ومنها ايضا جواز معاملة الكفار. ولو وجد في البلد من المسلمين فيجوز الانسان ان يعامل الكفار ولو كان هناك مسلمون في البلد لانه قد تقتضي الحاجة او المصلحة ان يتعامل معهم لسبب من الاسباب. وفيه ايضا دليل على جواز رهن السلاح - 00:04:53ضَ

ونحوه عند الكفار اذا امن ان يستعملوه ضد المسلمين. ومنها ايضا جواز الرهن في الحضر والسفر فكما يجوز الرهن في السفر يجوز في الحظر. واما قول الله عز وجل وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا - 00:05:20ضَ

فرهان مقبوضة الاية فانما ذكر الرهن في السفر لدعاء الحاجة اليه لانه قد تدعو الحاجة اليه بالسفر اكثر منه في الحضر ومع ذلك لا يكون هذا قيدا ومن فوائد هذا الحديث ايضا جواز التعامل مع من يكون في ماله المال الحرام. الجواز ان يتعامل الانسان مع من - 00:05:40ضَ

ما له مختلطا بحلال وحرام. وذلك لان اليهود لا يتورعون عن اكل الربا. ولهذا قال الله عز وجل الربا وقد نهوا عنه. فيجوز للانسان ان يتعامل مع من يكون ماله مختلطا من حلال وحرام - 00:06:06ضَ

يكون اثم هذا الحرام عليه. وذلك لان ما حرم لكسبه فانما يحرم على كاسبه خاصة. فالانسان الانسان اذا كان عنده مال محرم فالتحريم هنا يعود اليه لا الى غيره. ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه في - 00:06:26ضَ

مثل هذا قال لك مغنمه وعليه مغرمه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:46ضَ