اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا - 00:00:00ضَ

الم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا وان كان للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم والله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى - 00:00:31ضَ

صلاتكم كسالى واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يرىون الناس لا يذكرون الله الا قليلا وذبذبين بين ذلك لا هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد - 00:01:20ضَ

بعد ان امر الله تبارك وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بان يبشر المنافقين بما اعد الله لهم من العذاب الاليم وذكر بعض صفاتهم القبيحة وحذر المسلمين من مجالسة من يكفر بايات الله ويستهزئ بها في مجلسه. شرع يبين هنا مزيدا من صفات المنافقين - 00:02:09ضَ

البشعة. فقال عز وجل الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا الم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين الذين ينتظرون ما يحل بكم من نصر او هزيمة. الذين ينتظرون ما يحل بكم من نصر او هزيمة - 00:02:34ضَ

فان فتح الله لكم ونصركم على اعدائكم وجعل لكم الظفر والغلبة وغنمتم وغنمتم تظاهروا بانهم معكم وتوددوا اليكم بالسنتهم. وان كانت الجولة للكافرين على المؤمنين. واصابتكم هزيمة ابتلاء وامتحانا. توددوا - 00:03:00ضَ

للكافرين وازدلفوا اليهم ودعوا لهم انهم انما انتصروا على المسلمين بسببهم حيث احاطوهم وصاروا كأنهم حصن لهم ولم يمكنوا منهم فهؤلاء المنافقون جبناء رعاديد لا هم لهم الا ان يصانعوا من تكون الجولة له. فهم كالنبات المعروف باسم - 00:03:20ضَ

عباد الشمس الذي يوجه وجهه الى جهة الدفء والشمس. وقد فضح الله عز وجل خبيئتهم ونبه المسلمين الى ان يبينوا للمنافقين ان المسلمين على خير عظيم. سواء كانت الجولة لهم - 00:03:44ضَ

او كانت عليه. نبه المسلمين الى ان يبينوا للمنافقين ان المسلمين على خير عظيم. سواء كانت الجولة لهم او كانت عليهم. فهم على احدى الحسنيين اما النصر على اعداء الله. واما الشهادة في سبيل الله. والعاقبة للمتقين - 00:04:01ضَ

حيث يقول عز وجل قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين؟ ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عندي او بايدينا فتربصوا انا معكم متربصون وقوله عز وجل فالله يحكم بينكم يوم القيامة - 00:04:21ضَ

الله تبارك وتعالى يقضي بين عباده يوم القيامة. وهو عز وجل لا تخفى عليه خافية. فلا تغتروا ايها منافقون ولا تظنوا ان حقنا الاسلام لدمائكم ورفع السيف عنكم في الحياة الدنيا ومعاملتكم - 00:04:41ضَ

معاملة المسلمين ينجيكم من عقاب الله يوم القيامة. الذي تبلى فيه السرائر وينكشف وينكشف ما في الضمائر وانما اجرى الاسلام عليكم احكام الاسلام في الحياة الدنيا ظاهرا لاظهاركم الاسلام ولله الحكمة البالغة. وقوله تبارك وتعالى ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا - 00:05:01ضَ

قال ابن جرير رحمه الله واما قوله فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فلا خلاف بينهم في ان معناه ولن يجعل الله للكافرين يومئذ على المؤمنين سبيلا ذكر الخبر عن - 00:05:29ضَ

من قال ذلك حدثنا ابن وكيع قال حدثنا جرير عن الاعمش عن ذر عن يسيع الحضرمي قال قال كنت عند علي ابن ابي طالب رضوان الله عليه. فقال رجل يا امير المؤمنين ارأيت قول الله ولن يجعل الله - 00:05:49ضَ

الكافرين على المؤمنين سبيلا. وهم يقاتلوننا فيظهرون ويقتلون قال له علي ادنه ثم قال فالله يحكم بينكم يوم القيامة. ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا يوم حدثنا الحسن بن يحيى قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا الثوري عن الاعمش عن ذر عن يسيع الكندي - 00:06:09ضَ

في قوله ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. قال جاء رجل الى علي ابن ابي طالب. فقال كيف هذه الاية ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. فقال علي ادنه فالله يحكم بينكم يوم القيامة. ولن يجعل - 00:06:38ضَ

الله يوم القيامة للكافرين على المؤمنين سبيلا. انتهى وفي هذا ردع للمنافقين وترهيب لهم من موالاة الكافرين ببيان ان ما قد يحدث من جولة للكافرين على المؤمنين في بعض الاحيان فلا دوام له ولا بقاء. لانه انما يحدث للابتلاء وتكون العاقبة للمؤمنين - 00:06:58ضَ

اذ العز الابدي والنصر السرمدي فانه للمؤمنين وحدهم يوم القيامة. ولن يكون للكافرين فيه جولة ابدا على المؤمنين فلا توالي فلا توالو الكافرين ايها المنافقون. لان دولتهم لا دوام لها. ووال المؤمنين اصحاب العز - 00:07:24ضَ

والنعيم السرمدي. وقوله عز وجل ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء - 00:07:47ضَ

ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. هذا بيان هذا بيان لطرف اخر من قبائح اعمال المنافقين وكشف لما هم عليه من الجهل ونقص العقل وقلة العلم وقد تقدم في تفسير قوله عز وجل في سورة البقرة في وصف المنافقين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما - 00:08:07ضَ

ان هذا بيان جلي لما عليه المنافقون من جهلهم بالله عز وجل. وعدم معرفتهم باسمائه الحسنى صفاته العلى اذ يظنون بالله ظن السوء ويحسبون انه تجوز عليه حيلهم. وانه تخفى عليه سرائرهم. فهم لذلك يظهرون - 00:08:34ضَ

الاسلام يبطنون الكفر ويظنون ان الله لا يعلم ذلك. وانهم ينجون من عذابه اذا نطقوا بالشهادتين. وان خالف ذلك سريرتهم وطويتهم وانهم يحسبون انه يروج على الله كما قد يروج على بعض المؤمنين. والواقع ان خداعهم ان - 00:08:55ضَ

فيرجع وباله عليهم وحدهم. وان الله تعالى يدفع عن المؤمنين مكرهم ويدرأ في نحورهم. ولذلك قال عز وجل في سورة النساء ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. وقد اشار وقد اشار الله عز وجل الى ان المنافقين - 00:09:15ضَ

يظنون يوم القيامة انهم يخدعون الله عز وجل بالايمان الكاذبة الفاجرة. كما كانوا يفعلون ذلك مع المؤمنين في الدنيا حيث كانوا يجيئون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحلفون انهم مصدقون بالاسلام وانهم يشهدون ان محمد - 00:09:35ضَ

رسول الله واتخذوا ايمانهم جنتان وفي ذلك يقول الله عز وجل يوم يبعثهم الله جميعا فيحلف له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء. الا انهم هم الكاذبون والخداع ان يوهم - 00:09:55ضَ

صاحبه خلاف ما يريده به من المكروه ليوقعه فيه من حيث لا يشعر. او يوهمه المساعدة على ما يريده وبه اضطر بذلك. انتهى قال ابن كثير رحمه الله وقوله وهو خادعهم - 00:10:15ضَ

اي وهو الذي يستدرجهم في طغيانهم وضلالهم ويخذلهم عن الحق والوصول اليه في الدنيا وكذلك يوم القيامة كما قال تعالى يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا. يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا - 00:10:34ضَ

انظرونا نقتبس من نوركم. الى قوله وبئس المصير. وقد ورد في الحديث من سمع سمع الله به ومن راي راي الله به انتهى. وقوله عز وجل واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى. بيان لتباطؤهم وتثاقلهم وتكاسلهم اذا قاموا الى - 00:10:54ضَ

افضل الاعمال واشرفها بعد الشهادتين وهي الصلاة. لا ينشطون لها ولا يفرحون بها. بل هي ثقيلة عليهم هذه الصفة من اخص صفاتهم الظاهرة. كما قال عز وجل ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى. وقد روى البخاري في صحيحه - 00:11:21ضَ

من طريق الاعمش قال حدثني ابو صالح عن ابي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس اثقل على المنافقين من الفجر والعشاء. ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا. لقد هممت ان امر المؤذن - 00:11:41ضَ

فيقيم ثم امر رجلا يؤم الناس ثم اخذ شعلا من نار فاحرق على من لا يخرج الى الصلاة بعد واخرجه مسلم من طريق الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اثقل - 00:12:01ضَ

صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا. ولقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ثم امر رجلا صلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق - 00:12:21ضَ

عليهم بيوتهم بالنار. وقد اشار الله تبارك وتعالى الى ثقل الصلاة على غير المنيبين الى الله. حيث قولوا واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين. وقد روى مسلم في صحيحه من حديث انس ابن مالك - 00:12:46ضَ

رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني الشيطان قامة فنقرها اربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا - 00:13:06ضَ

وقوله تبارك وتعالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء مذبذبين بين ذلك. لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء كشف لخبث بواطنهم - 00:13:25ضَ

فساد سرائرهم وانحراف طوياتهم وكفرهم بالله. واليوم الاخر وحيرتهم في سلوكهم. وانغماسهم في الشك والتردد والتذبذب فهم ان حضروا الصلاة او عملوا شيئا من المعروف فعلوا ذلك رياء وسمعة لا رغبة - 00:13:45ضَ

فيما عند الله. ولا يكاد يخطر على بالهم ذكر الله. وهم ليسوا مع المؤمنين ظاهرا وباطنا. ولا مع الكفار ظاهرا وباطنا بل ظواهرهم مع المؤمنين وبواطنهم مع الكافرين وهم اشبه شيء بالشاة العائرة وهم اشبه شيء - 00:14:05ضَ

الشاة العائرة بين الغنمين اي المتحيرة المترددة. لا تدري اي الغنمين تتبع. فهي تكر في هذه مرتان وفي هذه مرة لا تستقر على حال. كما وصفهم بذلك افصح الخلق كما وصفهم بذلك افصح الخلق الذي - 00:14:25ضَ

اوتي جوامع الكلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المنافق - 00:14:45ضَ

كمثل الشاة العائرة بين الغنمين. تعير الى هذه مرة والى هذه مرتان. وفي لفظ تكر فيها هذه مرة وفي هذه مرة. وقوله تبارك وتعالى ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. تذليل - 00:15:01ضَ

لاسباب حيرتهم وذبذبتهم اذ حرمهم الله عز وجل من توفيقه وخذلهم فلم يسددهم ومن يضلل الله فلا هادي له. والى الحلقة التالية ان شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله - 00:15:21ضَ

وبركاته ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد - 00:15:41ضَ