تفسير الآيات مما قرآه الإمام- بعد صلاة التراويح- المسجد الحرام رمضان 1443هـ

6- تفسير الآيات مما قرأه الإمام - فضيلة الشيخ أ د سامي الصقير - الخميس 20 09 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد فقد استمعنا في قراءة امامنا في هذه - 00:00:07ضَ

في الليلة في صلاة التراويح الى قول الله عز وجل في سورة طه مخاطبا نبيه موسى عليه الصلاة والسلام قال انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقيم الصلاة لذكري - 00:00:27ضَ

فقوله انني انا الله لا اله الا انا الله هو المألوه حبا وتعظيما لا اله الا انا اي لا احد يستحق العبادة سوى الله عز وجل فاعبدني واقم الصلاة لذكري - 00:00:46ضَ

اعبدني العبادة تطلق على معنيين المعنى الاول التعبد الذي هو فعل العابد ومعناها التذلل للمعبود حبا وتعظيما فبالحب يكون الطلب وبالتعظيم يكون الهرب قال ابن القيم رحمه الله في النونية وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قضبان - 00:01:06ضَ

وعليهما فلق العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان هذا هو المعنى الاول من معاني العبادة وهو التذلل الذي هو فعل العابد التذلل لله عز وجل حبا وتعظيما المعنى الثاني من معاني العبادة المتعبد به تطلق على المتعبد به - 00:01:44ضَ

واحسن ما قيل في تعريفها ما عرفها به شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان العبادة اسم جامع بكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الطهارة والصلاة والزكاة والصيام. وكذلك ايضا اعمال القلوب من الاستعانة والاستغاثة. والانابة - 00:02:11ضَ

الله والتوكل عليه. كل هذا من العبادة ثم ان العبادة من حيث التعبد تنقسم الى ثلاثة اقسام عبادة عامة او العبودية العامة والعبودية الخاصة والعبودية الاخص العبادة تنقسم الى هذه الاقسام الثلاثة اولا العبودية العامة وهي عبودية القدر - 00:02:43ضَ

فجميع الخلق خاضعون منقادون لله عز وجل قدرا كل الخلق متذللون لله تعالى بالمعنى القدري الكوني قال الله تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا وقال عز وجل المتر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب - 00:03:14ضَ

وكثير من الناس فمعنى يسجد ان يذل ويخظع. النوع الثاني او القسم الثاني من اقسام العبادة العبودية الخاصة وهي للذين استجابوا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قول الله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا - 00:03:47ضَ

واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والنوع الثالث او القسم الثالث العبودية الاخص وهي عبودية الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام قال الله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده. وقال عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده - 00:04:13ضَ

وقال تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا. ومن اعظم العبودية لله عز وجل التذلل له بالدعاء. فان الدعاء عبادة بل هو مخ العبادة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة. وفي لفظ الدعاء - 00:04:37ضَ

العبادة وقد امر الله تعالى عباده بدعائه ووعدهم سبحانه وتعالى باجابة دعوتهم فقال عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون - 00:05:02ضَ

عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فهذا منة من الله تعالى. وفضل منه على عباده انه سبحانه وتعالى امرهم بدعائه وامرهم بدعائه ووعدهم بالاجابة ولكن اجابة الدعاء لها شروط واداب. فالدعاء انما يكون حريا بالاجابة - 00:05:34ضَ

اذا استكمل شروطا واوصافا فمنها وهو اهمها الاخلاص لله عز وجل قال الله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حلفاء - 00:06:04ضَ

ثانيا ان يدعو الله عز وجل وهو موقن بالاجابة من اسباب اجابة الدعاء ومن اسباب كون الدعاء حريا بالاجابة ان تدعو الله تعالى وان موقن باجابته قال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة واعلموا ان الله تعالى لا يستجيب - 00:06:24ضَ

من قلب غافل. وقال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه اني لا احمل هم الاجابة اجابة ولكني احمل هم الدعاء اني لا احمل هم الاجابة لان الله تعالى امر عباده بدعائه ووعدهم باجابة هذا الدعاء. ولكني - 00:06:50ضَ

احملوا هم الدعاء بماذا ادعو ثالثا من اسباب اجابة الدعاء الا يستعجل الاجابة فقد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول قد دعاه - 00:07:14ضَ

دعوت وقد دعوت وقد دعوت فلم ارى يستجب لي فيستحسر ويدع الدعاء فلا تتعجل الاجابة. فان ربك سبحانه وتعالى حكيم عليم. وهو ارحم بك من نفسك. فقد تقتضي حكمته عز وجل ان يؤخر اجابة الدعوة - 00:07:36ضَ

ولا ينافي هذا اعني لا ينافي عدم استعجال الاجابة لا ينافيه ان يسأل الله تعالى ان يعجل اجابة دعوته ولهذا ثبت في دعائي الاستسقاء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغثنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مجللا - 00:08:00ضَ

طبقا نافعا غير ظار وفي رواية عاجلا غير رائف. وهذا يدل على انه لا منافاة بين سؤال الله ان يعجل وبين استعجال الاجابة من اداب الدعاء ايضا ان يدعو ان يلح على الله تعالى في الدعاء. فان الله تعالى يحب - 00:08:23ضَ

الملحين في الدعاء لان الالحاح في الدعاء دليل على صدق الرغبة فيما عند الله تعالى ومن الالحاح بالدعاء ان تكرر الدعاء فان هذا مما يحبه الله عز وجل من اداب الدعاء ايضا ان يكون الانسان حال دعائه على اكمل احواله من الطهارة واستقبال - 00:08:51ضَ

ابلاغ ورفع اليدين فان رفع اليدين سبب من اسباب اجابة الدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا ربي يا - 00:09:20ضَ

رب قال ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذيب وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب له فاستبعد الرسول صلى الله عليه وسلم ان يستجاب لمن كانت هذه حاله. ايضا ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان ربكم حيي كريم. يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه - 00:09:40ضَ

ان يردهما صفرا يعني خاليتين ومن اسباب اجابة الدعاء اجتناب اكل الحرام. ان يجتنب المؤمن اكل الحرام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه - 00:10:09ضَ

حرام واوذي بالحرام قال فانى يستجاب له وقال عليه الصلاة والسلام لسعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه يا سعد اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة من اداب الدعاء ايضا ان يتحرى الاوقات - 00:10:33ضَ

والاحوال والاماكن التي يكون الدعاء فيها حليا بالاجابة. فان هناك اوقاتا واحوال وامكنة يكون الدعاء فيها حريا بالاجابة اكثر من غيره فمن الاوقات ثلث الليل الاخر فقد ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر - 00:10:55ضَ

فيقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له. وذلك في كل ليلى فعلى المؤمن ان يحرص على اغتنام هذا الوقت ولا سيما في هذه الليالي المباركة - 00:11:28ضَ

وقت قيام الليل فيدعو الله تعالى في سجوده وبين السجدتين وفي اخر التشهد من الاوقات ايضا يوم الجمعة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان في الجمعة ساعة لا يوافقها - 00:11:48ضَ

عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئا من خيري الدنيا والاخرة الا اعطاه الله عز وجل اياه وارجى الساعات ساعتان من دخول الامام لصلاة الجمعة الى انقضاء الصلاة والثانية اخر ساعة بعد العصر - 00:12:07ضَ

هاتان الساعتان هما ارجى ساعات الاجابة يوم الجمعة هناك ايضا احوال يكون الدعاء فيها حريا بالاجابة. فمن ذلك في حال السجود. قال النبي صلى الله عليه وسلم اما الركوع فعظموا فيه الرب واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء فقمن اي حري ان يستجب - 00:12:31ضَ

لكم وانما كان الدعاء في السجود قمنا اي حريا بالاجابة. لان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد احرص على الدعاء في السجود كذلك ايضا الدعاء في اخر التشهد. قال عليه الصلاة والسلام لما علم امته لما علم اصحابه التشهد قال ثم - 00:13:01ضَ

من يتخير من الدعاء اعجبه اليه ايضا من الاوقات من الاوقات التي يستجاب فيها الدعاء ما بين الاذان والاقامة. قال عليه الصلاة والسلام لا يرد الدعاء بين الاذان والاقامة كذلك ايضا ادبار الصلوات المكتوبة - 00:13:26ضَ

والمراد بادبار الصلوات المكتوبة بما يتعلق بالدعاء ما كان قبل السلام لان القاعدة ان كل ما علق بدبر الصلاة ان كان دعاء فهو قبل السلام وان كان ذكرا فهو بعد - 00:13:49ضَ

ايضا من من الاحوال دعوة الصائم عند فطره. فان للصائم عند فطره دعوة لا ترد فليحرص المؤمن على دعاء الله عز وجل عند فطره. والعندية هنا تقتضي القرب. يعني قرب - 00:14:09ضَ

فطرة وهذا الحديث اعني قوله عليه الصلاة والسلام ان للصائم عند فطره دعوة لا ترد. هذا الحديث وان كان في سنده مقال الا انه يعبده. ان الله تعالى امر ذكر اجابة الدعاء - 00:14:29ضَ

بعد ايات الصيام فانه سبحانه وتعالى لما قال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ثم قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا - 00:14:50ضَ

فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون واعلم ان انه ما من مسلم يدعو الله تعالى بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اجابه الله تعالى الى احدى ثلاث اما ان يعجل له دعوته - 00:15:10ضَ

واما ان يدخر له ذلك في الاخرة. واما ان يصرف عنه من السوء مثله فهذه ثلاثة امور كل انسان يدعو الله تعالى بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اجابه الله تعالى الى احدى ثلاث اما ان يعجل له دعوته فيعطيه ما سأل ويجيب دعوته - 00:15:33ضَ

اما ان يدخر له ذلك يوم القيامة. يجده اوفر ما يكون من الحسنات ورفعة الدرجات. واما ان يصرف عنه من السوء مثله. فقد يكون الله تعالى قدر عليك ان تصاب بسوء اما بحادث - 00:15:59ضَ

واما بمرض واما بفقد حبيب او ولد او نحوه في صرف الله هذا السوء بسبب هذا الدعاء. ولهذا هذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اعني ما في حديث ابي سعيد ما من مسلم يدعو الله تعالى بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة - 00:16:19ضَ

رحم الا اجابه الله تعالى الى احدى ثلاث. قال الصحابة اذا نكثر. قال الله اكثر. فعلينا ايها الاخوة ان نحرص على الدعاء واللجوء الى الله تبارك وتعالى. واعلم انك متى اقبلت على الله - 00:16:39ضَ

صدق واخلاص واظهرت الافتقار والاضطرار الى الله تعالى فانه سبحانه وتعالى ارحم الراحمين يمين واجود الاجودين لا يرد من دعاه ولا يخيب من رجاه. فاسأل الله تعالى ان يصلح قلوبنا واعمالنا. وان يجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه ايمانا واحتسابا. وان يوفقنا لقيام - 00:17:00ضَ

ليلة القدر وان يرزقنا فيها الثواب والاجر. وان يجعلنا من من عتقائه من النار. نحن ووالدينا وجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين. انه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد - 00:17:30ضَ