شرح (التفسير الميسر)

٦. تفسير سورة البقرة | الشيخ د. عبدالله العنقري

عبدالله العنقري

الاية فيها تذكير ونظيرة للاية التي قبلها يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وتقدم الكلام عليها قوله تعالى واني فضلتكم على العالمين ليس المراد انهم فضلوا على جميع الامم باطلاق - 00:00:00ضَ

وانما المقصود انهم فضلوا على العالمين في ذلك الزمان والا فهذه الامة كما سيأتي في قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس هي خير الامم كما دلت على هذا نصوص كثيرة - 00:00:19ضَ

وانما المقصود بالاية هو اني فضلتكم على العالمين من الموجودين في زمانهم ولهذا قال على عالم زمانكم واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون. اي - 00:00:32ضَ

وخافوا يوم القيامة يوم لا يوم لا يغني احد عن احد شيئا ولا يقبل الله شفاعة في الكافرين ولا منه فدية ولو كانت اموال الارض جميعا ولا يملك احد في هذا اليوم ان يتقدم لنصرتهم وانقاذهم من العذاب - 00:00:53ضَ

هذا الموضع من هذه السورة ونظائره كثيرة في القرآن فيها التخويف والتذكير بيوم القيامة وكثيرا ما يذكر يوم القيامة في القرآن وفي العظة والعبرة اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا. لا تنفع الانفس القيامة. بعضها بعضا - 00:01:13ضَ

فالامر لله عز وجل كما قال تعالى والامر يومئذ لله النفوس لا ينفع بعضها بعضا وفي الوقت نفسه لا تنفع الشفاعة وما المقصود بالشفاعة؟ المقصود بالشفاعة هنا الشفاعة في الكفار - 00:01:36ضَ

لانها لا تنفع فيهم كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة فنفي الشفاعة في هذه الاية كنفي الشفاعة في الاية - 00:01:55ضَ

التي تلون هذه المقصود نفي الشفاعة في الكفار والا فقد بين الله عز وجل انه يأذن بالشفاعة لمن شاء سبحانه وتعالى كما سيأتي ايضا في هذه السورة في قوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ وهكذا قوله ولا يشفعون الا لمن ارتضى - 00:02:12ضَ

الشفاعة نوعان في كتاب الله شفاعة منفية تنفى وهي الشفاعة في الكفار كما في هذا الموطن ولا يقبل منها شفاعة وشفاعة مثبتة وهي التي تتحقق فيها الشروط بان تكون بعد اذن الله عز وجل كما قال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وان تكون فيمن يرضاه سبحانه وتعالى - 00:02:32ضَ

فلا تكون الشفاعة الا لمن رضي الله عز وجل قوله نعم. احسن الله اليك. وهكذا قوله ولا يؤخذ منها عدل. لا تنفع الفدية. ولا تنفع الاموال في القيامة حتى لو اتى بملئ الارض ذهبا. فانها لا تنفع. اذ الاموال انقطع امرها في الدنيا - 00:02:55ضَ

فمهما فعل الكافر للنجاة والسلامة من هذا العذاب فانه لا ينفعه. فلا احد يشفع له ولا فدية يستطيع ان يدفعها فتحتم عليه عياذا بالله عذاب الله لانه لا ينصر ولهذا قال ولا هم ينصرون - 00:03:15ضَ

واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم اي واذكروا نعمتنا عليكم حين انقذناكم من بطش فرعون واتباعه وهم يضيقونكم اشد العذاب - 00:03:31ضَ

فيكثر ويكثرون من ذبح ابنائكم ويستبقون نسائكم للخدمة والامتهان. وفي ذلك اختبار لكم من ربكم. وفي انجائكم منه نعمة عظيمة تستوجب شكر الله تعالى في كل عصوركم واجيالكم. ذكر الله تعالى ما يتعلق بفرعون - 00:03:53ضَ

واله في مواطن كثيرة من القرآن في قصة موسى وفرعون من العبرة العظيمة لمن تأملها. ولهذا تكررت كثيرا في القرآن وهي من اعجب القصص ان الله تعالى هذا الطاغي على بني اسرائيل مدة مديدة - 00:04:13ضَ

ثم انه سبحانه لما اذن بهلاكه كتب ان ولد موسى عليه الصلاة والسلام في السنة التي كان يقتل فيها ابناء بني اسرائيل كان يبقيهم سنة ويهلكهم سنة ولد في تلك السنة التي فيها الهلاك - 00:04:34ضَ

لكل صبي ذكر من بني اسرائيل فاوحى الله عز وجل الى امه ان تلقيه في البحر فالقته في البحر فالى اين ذهب؟ ذهب الى قصر فرعون اخذه قوم فرعون كما قال تعالى فالتقطه - 00:04:54ضَ

ال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا. واين ربي ربي في قصر فرعون يكون عبرة لمن اعتبر وان الامر والمرد الى الله تعالى فكتب الله هلاك فرعون على هذا على يد هذا الصبي الذي ولد في العام - 00:05:11ضَ

الذي يقتل فيه الصبيان ولم يكن في العام الذي يسلمون فيه حتى يقال انه ولد في سنة لم يكن يقتل فيها الصبيان واين ربي ربي عند ال فرعون وكتب الله عز وجل وان - 00:05:27ضَ

تحبه امرأة فرعون محبة شديدة وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوا ابقاه الله عز وجل مدة ثم كتب الله عز وجل له فيما بعد اذهب الى مدين ثم اكرمه بالنبوة فيذكر الله بني اسرائيل كثيرا - 00:05:42ضَ

لما كان لهم مع فرعون وقومه لان من شأن هذا الطاغي ما ذكر الله انه كان يسومهم سوء العذاب ومن فعله الخبيث انه كان يذبح الصبيان الذكور واما النساء فكان يستبقيهن وهو المراد بقوله ويستحيون نسائكم. حتى يمتهنوهن للخدمة - 00:06:03ضَ

قال تعالى وفي ذلكم هذا المذكور بلاء من ربكم عظيم. نعم واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون واذكروا اي واذكروا نعمتنا عليكم حين فصلنا بسببكم البحر وجعلنا فيه طرقا يابسة فعبرتم وانقذناكم من فرعون - 00:06:27ضَ

ومن الهلاك في الماء. فلما دخل فرعون وجنوده طرقهم اهلكناهم في الماء امام اعينكم. فلما دخل دخل فرعون. نعم كمل. وجنوده طرقكم. نعم. اهلكناهم في الماء امام اعينكم يذكرهم الله تعالى ايضا - 00:06:49ضَ

اخر ما كان لهم مع فرعون وقومه فانه بعد احداث كثيرة قضى الله سبحانه وتعالى ان يذهب موسى عليه الصلاة والسلام لقومه بني اسرائيل يتجه الى جهة البحر فسمع موسى عليه السلام واطاع - 00:07:11ضَ

واتجه ببني اسرائيل فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا. لحقوهم فصار الخلف فصار العدو من خلفهم والبحر امامهم لهذا قال قوم موسى انا لمدركون لانه لا فراغ لو كان امامهم برية لفروا فيها هنا وهناك - 00:07:33ضَ

انما امامهم البحر فاما الغرق واما القتل قال موسى عليه الصلاة والسلام رادا عليهم كلا ان معي ربي سيهدين فاوحى الله عز وجل الى موسى وهذه من الايات العظام ان يضرب البحر بعصاه - 00:07:55ضَ

فانفلق البحر طرقا يابسة. كما قال تعالى فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا يبس البحر باذن الله عز وجل وصار كل فرق كالطود العظيم كأنه جبل فمضى بنو اسرائيل على البحر كأنهم يمشون في برية - 00:08:12ضَ

فلحقهم فرعون فلما تكاملوا قال تعالى وازلفنا ثم الاخرين فلما تكاملوا في البحر اطبق عليهم البحر باذن الله عز وجل وغرقوا وبنو اسرائيل ينظرون ولهذا قال تعالى واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون - 00:08:31ضَ

السلام عليكم. واذ وعدنا موسى اربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون. اي واذكروا نعمتنا عليكم حين موسى اربعين ليلة لانزال التوراة هداية ونورا لكم. فاذا بكم تنتهزون فرصة غيابه. هذه المدة فرصة غياب - 00:08:49ضَ

في هذه المدة القليلة وتجعلون العجل الذي صنعتموه بايديكم معبودا لكم من دون الله. وهذا اشنع الكفر بالله. وانتم ظالمون باتخاذكم العجل في هذه الاية ذكر الله عز وجل ما فعله بنو اسرائيل مما هو مضاد لهذه النعم - 00:09:10ضَ

التي والاها الله عز وجل عليهم وعد الله موسى عليه الصلاة والسلام اربعين ليلة في هذه الفترة ذهب موسى لميقات ربه وموعده بنو اسرائيل فعلة نكراء ولانهم اخذوا عجلا اتخذه لهم السامري كما في ايات سورة طه - 00:09:32ضَ

صنعه من حلي ال فرعون وصار يصوت يعني له صوت قال بعض المفسرين كانت الريح تدخل من جهة فمه وتخرج من جهة دبره وصنع من الذهب فتن به بنو اسرائيل فتنة عظيمة نسأل الله العافية كما قال تعالى واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم - 00:09:58ضَ

قد نعى الله عز وجل عليهم كيف يعبدون هذا العجل الذي صنعوه بايديهم عجل لا يتكلم كما قال تعالى الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين - 00:10:27ضَ

فهذه الفعلة فعلة ظالمين نعى الله عز وجل عليهم. وهذا الكلام كما يقرر اهل العلم وان كان الذين فعلوه قد مضوا وهلكوا زمن موسى الا انه يذكر لاسلام لخلفهم الذين يأتون من بعدهم - 00:10:43ضَ

والا فبنو اسرائيل الذين فعلوا هذه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد هلكوا. ولكن لما كانت التي عاصرت النبي صلى الله عليه وسلم موجودة ذكرهم الله. ولهذا نادى هم باسم كونهم بني اسرائيل - 00:11:01ضَ

وذكرهم بالنعم يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي. وذكر الله عز وجل لهم تلك المساوئ التي فعلها اسلافهم حتى يحذروها ولا يفعلوا افعالهم القبيحة مع موسى لا يفعلوها مع محمد عليهما صلاة الله وسلامه - 00:11:16ضَ

ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون اي ثم تجاوزنا عن هذه الفعل المنكرة. وقبلنا توبتكم بعد عودة موسى. رجاء تشكر الله على نعمه وافضاله. ولا يتمادوا في الكفر والطغيان - 00:11:34ضَ

في هذه الاية بيان ان الله تعالى عفا عنه والا فالفعلة هذه فعلة عظيمة جدا ويأتي في بقية الايات ان الله تعالى امرهم ان يقتل بعضهم بعضا ثم عفا عنهم سبحانه وتعالى - 00:11:51ضَ

ثم قال لعلكم تشكرون. وهذا يدل على ان عفو الله تعالى من اعظم ما يستوجب للعبد ان يشكر الله سبحانه وبحمده اذ نعمة العفو من اجل واكبر نعم الله تعالى - 00:12:07ضَ

احسن واذا اتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون. اي واذكروا نعمتنا عليكم حين اعطينا موسى الكتاب فارق بين الحق والباطل وهو التوراة لكي تهتدوا من الضلالة وهذا ايضا من التذكير. هذه المواضع التي فيها اذ - 00:12:20ضَ

اذ هنا منصوبة بفعل مقدر تقديره اذكروا كما في مواطن من القرآن تارة يذكر هذا الفعل واذكروا اذ كنتم قليلا هنا ذكر فعل الامر اذكروا في هذه المواطن يذكر فعل اذ - 00:12:40ضَ

واذ اتينا موسى واذ قلتم يعني واذكروا اذ فيذكرهم الله عز وجل بما صار بعد ذلك من انه من عليهم بان اتى موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون. لان فيهما الهداية - 00:13:00ضَ

الهداية تكون بما انزل الله من الكتب وعلى يد من ارسل من الرسل فانزل الله تعالى الكتب على انبيائه لما فيها من الهداية وهذا يدل ان الكتب التي انزلت على الانبياء عليهم الصلاة والسلام - 00:13:18ضَ

في ايماننا بها نعتقد ان الذي فيها حق هكذا ينبغي انها تضمنت الحق والنجاة لمن تبع ما فيها في حينها ووقتها لان بعض الناس لا يفهم من الكتب الا انها محرفة - 00:13:35ضَ

وهذا قصور لان الكتب يجب الايمان بان ما فيها حق وان من لزمها اهتدى ثم نقرر بعد ذلك فنقول فبعد ان انزل الله القرآن لزم ان يتبع ما في القرآن - 00:13:54ضَ

ولم يكن لاحد ان يستمسك بما في تلك الكتب اما ما في تلك الكتب في زمن انبيائها في زمن الانبياء فلا شك ولا ريب انه يجب اعتقاد ان فيها النجاة. وان فيها الهدى كما ذكر الله عز وجل. هنا واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان - 00:14:09ضَ

لعلكم تهتدون اي لاجل ان تهتدوا. لعل هنا بمعنى لاجل لاجل ان تهتدوا فالمستمسك بالتوراة زمن موسى ناجي والمستمسك بالانجيل زمن عيسى ناجي وانما يكون هلاكهم بعد ان بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وقد اخذ عليهم في كتبهم تلك - 00:14:26ضَ

ان يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم فمن كفر به فقد كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وبنبيه الذي يدعي انه تابع له وبالكتاب الذي اوجب عليه ان يتبع محمدا صلى الله عليه - 00:14:50ضَ

وعلى هذا ينبغي ان ينتبه الى هذه المسألة في امر الايمان بالكتب الايمان بالكتب يقرر فيه انها حق وان الله تكلم بها من كلامه وحي شريف وان المستمسك بها في وقت الانبياء الذين نزلت عليهم ناجي - 00:15:03ضَ

وبعد ذلك حين نقول ان الواجب الاستمساك بالقرآن وترك ما نابده وخالفه سواء وجد في تلك الكتب يكون هذا لاحقا. ما يقرر اول ما يقرر في موضع الكتب يجب ان يعتقد انها حرفت - 00:15:24ضَ

هذا يفرع لاحقا. اما في الاساس فيقرر انها حق لانها كلام الله. كلها كلام الله. القرآن والتوراة والانجيل كلها تكلم الله عز وجل بها ولهذا نسبت اليه كتب الله سبحانه. نعم. احسن اليك - 00:15:39ضَ

واذ قلنا واذ واذ قال موسى لقومه يا قومي انكم ظلمتم انفسكم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل. فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم. فتاب عليكم انه - 00:15:54ضَ

هو التواب الرحيم. اي واذكروا نعمتنا عليكم حين قال موسى لقومه انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل الها. وتوبوا الى خالقكم بان يقتل بعضكم بعضا. وهذا خير لكم عند خالقكم من الخلود الابدي في النار. فامتثلتم ذلك - 00:16:09ضَ

فمن الله عليكم بقبول توبتكم انه تعالى هو التواب لمن تاب من عباده. الرحيم بهم ذكر الله عز وجل في هذه الاية انهم بعد ان فعلوا ما فعلوا مع العجل - 00:16:29ضَ

اوجب الله عز وجل عليهم ان يتوبوا توبة يكون من اثارها ان يقتل بعضهم بعضا وما المراد بقتل بعضهم بعضا ان يقتل الذين لم يعبدوا العجل الذين عبدوه فصار الاب يقتل ابنه لان الاب - 00:16:43ضَ

لم يعبدوا العجل وعبده الابن والعكس قال بعض المفسرين انهم استصعبوا ان يقتل القريب قريبه فانزل الله عز وجل عليهم اماما وصار بعضهم لا يرى بعضا فاعملوا السيوف الذين عبدوا العجل - 00:17:04ضَ

فقتلوهم قتلة عظيمة وذلك خير لهم من ان يلقوا الله بالشرك ولهذا قال عز وجل ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم. اذا فقوله فاقتلوا انفسكم ليس معناه الانتحار ونحوه. وانما يقتل بعضهم بعضا - 00:17:26ضَ

ذلكم خير لكم عند بارئكم من ان تلقوه تعالى على هذا الذنب فتاب عليكم. بعد ذلك اوحى الله الى موسى ان قد قبل توبتهم ورفع عنهم بعد ذلك ترتب على - 00:17:43ضَ

عبادة العجل العظيمة من الشناعة وهذا يدل على ان الشرك بالله عز وجل هو ابشع واقبح الذنوب وان غضبة الله تعالى فيه شديدة ولهذا كان من اثار فعلهم هذا ان امر الله عز وجل بعضهم ان يقتل بعضا - 00:18:00ضَ

حتى يتحقق لهم التوبة وذلك من شناعة الفعل وهو من الدلائل على ان الشرك اعظم الذنوب على الاطلاق نعم واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا - 00:18:18ضَ

حتى نرى الله جهرة فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون واذكروا اذ قلتم يا موسى لن نصدقك في ان في ان الكلام الذي نسمعه منك هو كلام الله حتى نرى الله عيانا فنزلت - 00:18:33ضَ

نار من السماء رأيتموها باعينكم وقتلتكم بسيف ذنوبكم وجرأتكم على الله تعالى. ثم احييناكم بعد موتكم بالصاعقة اذ اشكروا نعمة الله عليكم فهذا الموت عقوبة لكم لهم. ثم بعثهم الله لاستيفاء اجالهم. نعم ذكر الله عز وجل - 00:18:52ضَ

انهم قالوا هذه المقولة لموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله هذا امر عظيم لانه لا يمكن ان يرى الله احد في الدنيا ابدا وانما تكون رؤية الله في الاخرة فقط - 00:19:13ضَ

اما في الدنيا فيستحيل ان يرى احد ربه كما قال صلى الله عليه وسلم واعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت ولما قال موسى عليه الصلاة والسلام ربي ارني انظر اليك - 00:19:25ضَ

قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل. فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فمن المحال ان يرى الله عز وجل في الدنيا - 00:19:36ضَ

فلما طلبوا من الله هذا الطلب من موسى عليه الصلاة والسلام. هذا الطلب وربطوا ايمانهم به. لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره سلط الله عز وجل هذه الصاعقة التي كان من اثارها الهلاك ان اهلكته - 00:19:49ضَ

ثمان الله تعالى امتن عليهم بان بعثهم وبحمده من بعد ان ماتوا اي بعثهم في الدنيا لان البعث هو معناه ومعناه الاحياء بعد الاماتة وهذا من المواطن الخمسة المذكورة في سورة البقرة التي فيها - 00:20:05ضَ

احياء الموتى في الدنيا باذن الله عز وجل وتأتي ان شاء الله هذا الموطن ان بني اسرائيل طلبوا من موسى عليه السلام ان يريهم الله. فكان الجواب ان انزل الله تعالى هذه الصاعقة فاهلكتهم - 00:20:24ضَ

ثم انه تعالى بعثهم من بعد موتهم اي انهم حيوا باذن الله عز وجل بعد ان اصابتهم الوفاة نعم. احسن الله اليك. وضللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى. كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا - 00:20:39ضَ

فهم يظلمون اي واذكروا نعمتنا عليكم حين كنتم حين كنتم تتيهون في الارض اذ جعلنا السحاب مظللا عليكم من حر شمس مظللا واذكروا نعمتنا عليكم حين كنتم تتيهون في الارض - 00:20:57ضَ

اذ جعلنا السحاب مظللا مظللا عليكم لا مظللا مظللا عليكم من حذر الشمس وانزلنا عليكم المن وهو شيء وهو شيء يشبه الصمغ طعمه كالعسل كالعسل. وانزلنا عليكم السلوى وهو طير يشبه السمان - 00:21:15ضَ

شو معنى السم السمانة وقلنا لكم كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تخالفوا دينكم فلم تمتثلوا وما ظلمونا بكفران النعم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. لان عاقبة الظلم عائلة عليهم. ذكرهم الله عز وجل بامر عجب وقع - 00:21:32ضَ

في فترة التيه التي تاهوا فيها لانهم قد تاهوا بعد ان ابوا دخول القرية التي امر الله عز وجل ان يدخلوها سلط الله عز وجل عليهم التين اربعين سنة ففي هذه الفترة - 00:21:51ضَ

كتب الله عز وجل لهم نوعا من الاكل من الذ الاكل ومن احسنه. ومع ذلك يأتي في الايات الاخرى انهم طلبوا بعد ذلك البقول كالبصل والثوم ونحوها وضللنا عليكم الغمام. جعل الله عز وجل الغمام - 00:22:10ضَ

هو السحاب بمثابة الظل لهم يقيهم حر الشمس وانزل عليهم نوعين من الاكل المن والثاني السلوى السلوى طير يشبه السمان لحمه من احسن اللحوم وانزل الله عز وجل عليهم هذا المن ايضا - 00:22:32ضَ

وهو قال يشبه الصمغ وهو من الذ انواع العسل كما قال الشاعر الذ من السلوى اذا ما نشورها على قول من يقول ان السلوى معناها هو العسل لان في خلاف المراد بالسلوى - 00:22:54ضَ

لكن من اهل العلم من يقول ان السلوى المراد به الطير ويشبه السمانة والمن الذي ورد في قوله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين كان يأتيهم رزقهم سهلا يسيرا - 00:23:17ضَ

هذا في غاية اللذاذة في الحلاوة وهذا في غاية اللذاذة في اللحم امرهم الله ان يأكلوا من هذه الطيبات ثم بين تعالى انه لا يمكن لاحد كائنا من كان ان يظلم الله - 00:23:34ضَ

مهما فعل ومهما تجبر ومهما تمرد فان فعله هذا لا يمكن ان يكون مظلمة لله. حاشا لله من ذلك. لان الله لا يمكن ان يظلم سبحانه وتعالى اذا على من - 00:23:51ضَ

يقع عاقبة هذا الفعل يقع على الفاعل نفسه الفاعل نفسه الفاعل نفسه يظلم نفسه من حيث لا يشعر لانه يهلك نفسه بنفسه ولهذا نفى الله تعالى ان يظلم ان يتمكن احد من ظلمه سبحانه وحاشاه من ذلك لان الظلم نوع من قسى يقع - 00:24:06ضَ

وعلى عاجز قال تعالى وما ظلمونا ولكن انفسهم يظلمون. انما يهلكون انفسهم اهلاكا في تصرفاتهم هذه والله اعلم - 00:24:26ضَ