التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد يقول الله عز وجل ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل - 00:00:01ضَ
في هذه الاية بيان منة الله عز وجل على بني اسرائيل في ايتاء موسى التوراة واتباعه بالرسل الذين يحكمون بها اي بالتوراة حتى ختمهم سبحانه وتعالى بعيسى ابن مريم ولهذا قال ولقد اتينا موسى الكتاب - 00:00:17ضَ
الواو هنا ولقد الواو استئنافية واللام موطئة لقسم مقدر الجملة مؤكدة بثلاث مؤكدات اللام وقد والقسم المقدر والتقدير والله لقد اتينا موسى الكتاب وموسى عليه الصلاة والسلام. نبي من انبياء الله وهو من انبياء بني اسرائيل - 00:00:45ضَ
موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام وقوله ولقد اتينا موسى الكتاب اي في الكتاب في العهد الذهني اي الكتاب المعهود وهو التوراة انزله الله تعالى عليه جملة واحدة في الواح - 00:01:18ضَ
قال وقفينا من بعده بالرسل خفينا اي اتبعنا من بعده بالرسل وجعلناهم يقفونه يعني يأتون بعده. والمقصود بعده يعني بعد موته كما قال عز وجل ثم قفينا على اثارهم برسلنا - 00:01:42ضَ
وقفينا بعيسى ابن مريم وموسى عليه الصلاة والسلام هو اول انبياء بني اسرائيل وهو افضلهم وكل من جاء بعده من انبياء بني اسرائيل فانهم يحكمون بشريعته واخرهم عيسى عليه الصلاة والسلام - 00:02:06ضَ
كما قال عز وجل انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ثم قال واتينا عيسى ابن مريم البينات - 00:02:33ضَ
اتينا اي اعطينا عيسى ابن مريم البينات اي الايات البينة وقول الايات حدث الموصوف في قوله واتينا عيسى ابن مريم البينات حذف الموصوف وهو الايات واكتفى بالصفة وهي البينات وذلك لان اهم مقصود في الايات - 00:02:54ضَ
ان تكون بينات اي واضحات ظاهرات وهذه الايات التي اتاها الله عز وجل عيسى عليه الصلاة والسلام نوعان ايات شرعية وهي الانجيل كما في قوله عز وجل وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل - 00:03:28ضَ
والثاني ايات كونية منها انه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيقول طيرا باذن الله ويبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله ويخرجهم من قبورهم باذن الله ويخبر بني اسرائيل - 00:04:00ضَ
بما يأكلون وما يدخرون كما قال الله عز وجل ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله الاية - 00:04:25ضَ
اذا الايات التي اتاها الله عز وجل عيسى عليه الصلاة والسلام نوعان ايات شرعية وهي ماذا؟ الانجيل وايات كونية منها احياء الموتى يقول الله عز وجل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه ايدناه. التأييد - 00:04:46ضَ
بمعنى التقوية اي قويناه وشددناه وعضدناه ونصرناه بروح القدس ايده الله عز وجل. اذا ايدناه معناها قويناه وشددنا عضده ونصرناه كما في قول الله عز وجل فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين - 00:05:12ضَ
وقال عز وجل هو الذي ايدك بنصره ايدك يعني قواك وشددك وقواك وجعل لك عاضدا عضدا ونصيرا. وقول رح القدس هو جبريل عليه الصلاة والسلام كما قال الله عز وجل قل نزله روح القدس من ربك - 00:05:42ضَ
الحديث الصحيح في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان روح القدس لا يزال قال لي حسان رضي الله عنه ان روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:06ضَ
وفي لفظ انه قال اللهم ايده بروح القدس فجبريل يسمى بالروح يسمى بالروح وهذا كثير في القرآن نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين وقال تعرج الملائكة والروح اليه. فهو روح القدس - 00:06:28ضَ
وروح القدس من اضافة الموصوف الى صفته فالروح جبريل والقدس بمعنى الطهر ايوة ايدنا عيسى ابن مريم بروح القدس والطهر وهو جبريل عليه الصلاة والسلام كما في قول الله عز وجل في سورة المائدة اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ - 00:06:51ضَ
بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا. اذا ايده الله عز وجل بروح القدس وهو جبريل عليه الصلاة والسلام ثم قال عز وجل افكل ما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم - 00:07:21ضَ
كلما الهمزة هنا الاستفهام وهذا الاستفهام للانكار والتوبيخ والتقريع والتعجب ايضا والفاء في قوله افا كلما عاطفة وكلما ظرفية حينية تتضمن معنى الشرط وهي تفيد التكرار ولهذا هنا فرق بين كل ما - 00:07:38ضَ
وكلما الموصولة فكلما التي للتكرار تكتب جميعا فهمتم؟ نعم. واما ما المتصلة بكل فتفصل فيقال كلما جاء زيد جاء عمرو. تكرار وتقول كل ما جاء من شخص فاكرمه هذه ليست للتكرار هذه تكون ايش - 00:08:15ضَ
موصولة فتفرد بالكتابة ما ما تكتب جميعا يقول هذا كلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم. اي بالذي لا تحبه انفسكم ولا تميل اليه بل يخالف اهواءكم استكبرتم هذا جواب الشرط - 00:08:43ضَ
استكبرتم اي بالغتم في الاستكبار وقول استكبرتم هي ابلغ من تكبرتم لان زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى والمعنى هذا كلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم واستكبرتم يعني عن الايمان به - 00:09:09ضَ
وعن قبول ما جاء به من الحق وعن الانقياد له ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون الفا هنا في قول ففريقا كذبتم يحتمل ان تكون سببية عاطفة سببية او للتفصيل. اي لتفصيل المجمل - 00:09:33ضَ
وهو استكبارهم ففريقا كذبتم يعني فريقا كذبت من الرسل وذلك بعدم الانقياد لهم وعدم قبول ما جاء ما جاءوا به من الحق وفريقا تقتلون فريقا تقتلون والقتل هو ازهاق النفس مباشرة او تسببا - 00:09:56ضَ
اذا هم بين امرين بين تكذيب للرسل وبين قتل للرسل ثم قال عز وجل وقالوا قلوبنا غلف وقالوا قلوبنا قالوا الضمير عائد على بني اسرائيل قالوا ذلك اعتذارا وتعليلا لردهم ما جاءت به الرسل - 00:10:23ضَ
تهكما بهم وقطعا لرجاء اسلامهم. قطعا لرجاء اسلامهم وقالوا قلوبنا غلف وغلف جمع اغلف وهو الذي عليه غلاف اي غطاء شديد يمنع من وصول الحق اليه اي ان قلوبنا مغلفة - 00:10:52ضَ
عليها اغطية لا تعي ولا تفقه ولا تعلم كما في قوله عز وجل وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه وفي اذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب وقد ابطل الله عز وجل حجتهم فقال بل لعنهم الله - 00:11:19ضَ
ولهذا قال وقالوا قلوبنا غلف. بل لعنهم الله. وبل هنا للاضراب وهو اضراب ابطالي وذلك لان الاضراب نوعان اضراب ابطالي واضراب انتقالي وقد تقدم الكلام على ذلك. ففي قوله عز وجل بل الدارك علمهم في الاخرة - 00:11:43ضَ
بل هم في شك منها بل هم منها عمود هذا الاضراب ها ابطال او انتقالي ابطالي اذا هنا والاضراب الانتقالي ان ينتقل من مرتبة الى مرتبة اعلى يقول بل لعنهم الله بكفرهم الباهنا - 00:12:10ضَ
السببية اي بسبب كفرهم. والكفر في اللغة بمعنى الستر والتغطية ومنه الكفر وهو وعاء طلع النخل. لانه مستتر بها وهذه المادة الكاف والفاء والراء تدل على الستر والتغطية ولهذا سمي - 00:12:34ضَ
الكافر كافرا لانه ستر وغطى ما يجب لله عز وجل من الايمان به وتوحيده وطاعته وعبادته من لعنهم الله بكفرهم اي بسبب كفرهم وعدم ايمانهم واطلق سبحانه وتعالى كفرهم لانهم كفروا بكل ما يجب الايمان به - 00:13:05ضَ
ثم قال فقليلا نعم فقليلا ما يؤمنون اي قليل اي قليلا ايمانهم والمراد بالقلة هنا المراد بالقلة العجم العجم وليس المراد ان ان طائفة منهم امنت بدليل قوله ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون. تقتلون - 00:13:32ضَ
فحاصرهم سبحانه وتعالى باحد هذين الامرين اما التكذيب او القتل للانبياء دون الايمان بهم. اذا في قول فقريلا ما يؤمنون. المراد بالقليل هنا العجم المراد بالقليل هنا العجم. وليس المراد ان منهم من كفر وهم الاكثر ومنهم قلة امنوا - 00:13:58ضَ
بدليل ان الله تعالى حصر حاصرهم في امرين اما مكذبون واما من يقتل الرسل ويأتي ان شاء الله تعالى الكلام على بقية الايات والله - 00:14:25ضَ