باحث

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه هي المحاضرة الخامسة والستون في موسوعة فوارق لغتي سلسلة الترادف - 00:00:05ضَ

وهي بعنوان عفا وغفر انتهينا في المحاضرة السابقة في بدايتها بالتحديد الى اثبات ان العفو هو المغفرة الهما معناه المحو للذنوب. فان قال قائل لماذا كثر اقدام الفعل غثر في القرآن الكريم مقارنة بالفعل عفا. الاجابة. لان الفعل غفر - 00:00:25ضَ

يأتي معه الالف والسين والتاء. والالف والسين والتاء تدل على الطلب. فنقول استغفر ربه اي طلب منه المغفرة. اما الفعل عفا اذا جاء معه الالف والسين والتاء فقلنا استعفى ربه - 00:01:00ضَ

ذلك معناه انه طلب منه ان يسقط عنه تكاليفه. وقد امرك الله بتكاليف الدين من الصلاة سوى الصيام والزكاة وغير ذلك فانت لا تطلب منه اسقاطها عنك. ان يعفيك منها - 00:01:20ضَ

اه لذلك فقد كثر استخدام الفعل غثر لانه بدخول الالف والسين والتاء انما يعني طلب المغفرة بالتحديد ومن ذلك الاية التي تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم - 00:01:40ضَ

وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. سورة الانفال الاية تلاتة وتلاتين. فان قال قائل اثبتنا في بداية المحاضرة السابقة ان عفا يعفو تساوي غفر يغفر تساوي المحو التام فهما كلمتان مترادفتان تماما. فما الفارقة بينهما؟ لاننا قلنا ان اية لغة على وجه الارض - 00:02:00ضَ

لا يكون فيها لفظان مترادفان تماما. الاجابة. لو جاء العفو وحده او المغفرة وحدها كان الترادف بينهما تماما. بمعنى اذا ورد العفو في الاية فالمقصود به المحو التام. واذا وردت المغفرة في الاية فالمقصود بها المحو التام. اما اذا ورد - 00:02:30ضَ

العفو والمغفرة معا في الاية الواحدة فتبدو الفارقة بينهما تحديدها من ناحيتين. اولا من ناحية اصل المعنى في المعجم. ثانيا من ناحية الفارقة صوتية بين الكلمتين. من ناحية اصل المعنى في المعجم عفت الرياح الديار اي محتها. والاصل - 00:03:00ضَ

ان يغطي التراب والرياح اثر الديار فتخفى. وبما ان الرياح والتراب يغطي يعني الاثار السطحية. اذا عفت الرياح الديار اي محت الاثار السطحية اذا العفو يكون لما هو سطحي. فالعفو يكون لما هو خفيف. اي للذنوب التي هي - 00:03:30ضَ

اقل من الكبائر. هذا هو الاصل. اما المغفرة فانها مأخوذة من المغفر الذي يغطى به الرأس عند الحرب فتكون الوقاية من السهام. وبما ان المغفر يغطي الرأس كله اذا المغفرة تكون لما هو عميق غير سطحي. فالمغفرة تكون للذنوب الكبيرة - 00:04:00ضَ

هذا هو الاصل في المعجم. لذلك فقد كثر في القرآن الكريم ورود لفظ المغفرة. لان المغفرة لو جاءت مع العفو في سياق اية واحدة فالمقصود من المغفرة انما هو المحو التام لكبائر الذنوب. ومن ثم فهي - 00:04:30ضَ

بالضرورة المحو التام للذنوب الصغيرة التي هي دون الكبائر. اي ان القاعدة انه اذا اجتمع في السياق القرآني العفو والمغفرة معا كان العفو للذنب الخفيف الذي هو اصغر من كبائر وكانت المغفرة للذنب الثقيل الذي هو من الكبائر. وهذه القاعدة تؤكد صحتها الناحية - 00:04:50ضَ

الصوتية. فمن ناحية الفارقة الصوتية بين الكلمتين. لاحظ ان الفعل عفا ضع يدك على الحنجرة تجد ان نطقه خفيف. عفا. لماذا؟ لعدم وجود صوت مجهول تهديد معه الاحبال الصوتية عند النطق بالفعل عفا. عفا. عفا عفا. لا يوجد اهتزاز للاحباب - 00:05:20ضَ

صوتية وكذلك الف المد في اخره. الف المد انما يساوي في النطق ما فسى الانسان العادي. فهناك خفة في نطق الفعل. اما الفعل غفر انه ثقيل النطق. اذا وضعت يدك على الحنجرة لوجدت ان هناك اهتزازا صوتيا عند النطق بالغين - 00:05:50ضَ

غافر الغين صوت مجهور تهتز معه الاحبال الصوتية غفر وكذلك فان الفعل غفر فيه صوت الراء والراء صوت تكراري يتكرر فيه ضرب اللسان بسقف الحلق غافر اذا فالفعل غفر يكون ثقيلا في النطق. اذا فالقاعدة - 00:06:20ضَ

انه اذا اجتمع في السياق العفو والمغفرة معا كان العفو للذنب الخفيف بدليل خفة عفا نطقا وكانت المغفرة للذنب الثقيل بدليل ثقل غفر نطقا وبتلك القاعدة نستطيع تفسير ورود العفو والمغفرة معا في سياق واحد في الايتين التاليتين - 00:06:50ضَ

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين سورة البقرة متين ستة وتمانين واعف عنا اي ذنوبنا التي هي اقل من الكبائر. واغفر لنا - 00:07:20ضَ

ايغفر لنا ذنوبنا الكبيرة اي اغفر لنا كبائرنا. اذا فقد اختلف المعنى بين العفو والمغفرة غفيرة لورودهما في سياق واحد. اما اذا ورد العفو في سياق والمغفرة في سياق اية اخرى - 00:07:40ضَ

اه كان المعنى معنى واحدا المقصود به المحو التام. ولذلك فاذا دعوت الله في سياق قائلا اللهم اعف عني فانك تطلب المحو التام لكل الذنوب كبيرها وصغيرها واذا دعوت الله في سياق اخر قائلا اللهم اغفر لي فانك تطلب المحو التام لكل الذنوب كبيرها وصغيرها - 00:08:00ضَ

ايضا كذلك الاية التي تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم. سورة - 00:08:30ضَ

الاية اربعتاشر. لاحظ وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا. جاء العفو وجاءت المغفرة. اذا هناك خروج في المعنى فالعفو عن الذنوب الخفيفة. والمغفرة للذنوب الكبيرة. والمقصود هنا حفوا بين الاشخاص والمغفرة بينهم. وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا. وان تعفوا للذنب - 00:08:50ضَ

صغير ثم وتغفر للذنب الكبير على الترتيب. وليس معناها العفو والمغفرة التي تكون من الله لان الاية تقول ومن يغفر الذنوب الا الله اي ان الله وحده هو الذي يغفر الذنوب. اعوذ بالله - 00:09:20ضَ

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون. سورة الانبياء الاية تمانية وخمسين جعلهم جذاذا اي قطعا مكسورة. ثم تأتي الاية قائلة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله - 00:09:40ضَ

الرحمن الرحيم. قالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم. قال بل فعله كبيرهم هذا فاسأل ان كانوا ينطقون. سورة الانبياء الاية اتنين وستين وتلاتة وستين فقد ورد في الاية عن نبي الله ابراهيم صلى - 00:10:00ضَ

صلى الله عليه وسلم قوله بل فعله كبيرهم هذا الا ان هذا القول لم يكن صحيحا في حقيقته انما هو من باب التعريض بعقول قومه التي لا تعي الا ان سيدنا ابراهيم صلى - 00:10:20ضَ

الله عليه وسلم اعتبر هذا التعريض بعقول قومه التي لا تعي اعتبره خطيئة اي ذنب من الكبائر المتعمدة فجاءت الاية قائلة عن لسانه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:10:40ضَ

والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم. سورة الشعراء الاية اتنين وتمانين فكلمة اعتبار للذنب غير المقصود من الكبائر تأدبا مع الله الذي من الانبياء بالعصمة من الوقوع في الذنوب. لذلك نجد انه من ادب الانبياء مع الله كثرة - 00:11:00ضَ

طلبهم للمغفرة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني لاستغفر الله واتوب اليه في كل يوم مائة مرة نستكمل في المحاضرة التالية باذن الله شكر الله لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:30ضَ