التفريغ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم. قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم - 00:00:00ضَ
من مين قل ان كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس. فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم. والله عليم بالظالمين ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا. يود احدهم لو يعمر الف سنة وما - 00:00:29ضَ
وبمزحزحه من العذاب ان يعمر والله بصير بما يعملون بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين - 00:01:01ضَ
اما بعد في قول الله عز وجل ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون يستفاد من هذه الاية اولا اقامة الحجة على بني اسرائيل فيما جاءهم موسى عليه الصلاة والسلام من الايات البينات. ومع ذلك لم تنفع معهم ولم يؤمنوا - 00:01:20ضَ
بل اتخذوا العجل من بعده ومن فوائده ايضا بيان السفه اليهود وضعف عقولهم حيث انهم اتخذوا العجل معبودا لهم يعبدونه من دون الله مع انهم هم الذين صنعوه وهم الذين خلقوا الههم وصنعوه - 00:01:49ضَ
وهذا دليل على ضعف عقولهم ومنها ايضا بيان ما اتاه الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام من الهيبة في نفوس بني اسرائيل ووجه ذلك انهم لم يتخذوا العجل الا بعد ان ذهب الى ميقات ربه عز وجل - 00:02:17ضَ
وهذا يدل على انهم يتحينون الفرص لمخالفة امره وانه ما دام فيهم فانهم لا يخالفونه ومنها ايضا بيان ظلم بني اسرائيل في عبادتهم العجل بقوله وانتم ظالمون لانهم يعلمون انه لا اله الا الله - 00:02:44ضَ
ومع ذلك ظلموا انفسهم صرف العبادة لغير الله عز وجل ومنها ايضا بيان شدة عتو بني اسرائيل لانهم لم يؤمنوا الا حين رفع فوقهم الطور فايمانهم هو اشبه بايمان المكره - 00:03:11ضَ
اشبه بايمان مكره ومن فوائده ايضا بيان قدرة الله عز وجل العظيمة وعن جميع الاشياء تنقاد له وتخضع له لقوله ورفعنا فوقكم الطور وهذا اعني بيان عظم قدرته يوجب للمؤمن - 00:03:38ضَ
ان يعظم الله وان يخاف منه ومنها ايضا وجوب اخذ شريعة الله تعالى بقوة وعزم لقوله خذوا ما اتيناكم بقوة خذوا ما اتيناكم بقوة وهذا يدل على ان الانسان يأخذ هذه الشريعة بقوة وعزم وحزم - 00:04:06ضَ
ومنها ايضا شدة عناد بني اسرائيل حيث انهم سمعوا وعصوا وهذا دليل على عنادهم ومكابرتهم بقوله قالوا سمعنا وعصينا اي سمعنا في اذاننا وعصينا باقوالنا وافعالنا ومنها ايضا ان السمع - 00:04:35ضَ
نوعان السمع ادراك وهو الذي يكون محل التكليف ومناط التكليف. كما في قوله سمعنا والثاني سمع قبول وانقياد كما في قوله واسمعوا وهو ايضا محل للثناء والمدح لمن قبل واجاب - 00:05:01ضَ
ومنها ايضا بيان فتنة بني اسرائيل بحب حبهم في هذا العجل وتأليههم اياه وهذا هو سبب كفرهم بقوله واشرب في قلوبهم العجل بكفرهم ومنها ايضا ان الله عز وجل قد يفتن العبد - 00:05:27ضَ
وقد يبتليه ما يخالف امر الله عز وجل فيفتنه ويبتليه ليتبين بذلك من كان صادقا في ايمانه ممن هو على الظد من ذلك ومنها ايضا ان الايمان الصحيح لا يأمر لا يأمر صاحبه - 00:05:52ضَ
بارتكاب ما ينافي الايمان مما يسخط الله عز وجل ان الايمان الصحيح لا يمكن ان يأمر صاحبه بما يخالف امر الله اي بما يخالف الايمان وان الامام يحمل على فعل الطاعة - 00:06:19ضَ
وترك المعصية ومن فوائد هذه ويتفرع على هذه الفائدة فائدة اخرى وهي انه ينبغي للمرء ان يعتني بايمانه ان يعتني بايمانه وان يلاحظه وان يحرص على زيادته فاذا قال قائل ما اسباب - 00:06:42ضَ
زيادة الايمان الجواب ان زيادة الايمان لها اسباب اولا التأمل والنظر في اسماء الله عز وجل وصفاته فمن تأمل وتفكر ونظر في اسمائه وصفاته. وما دلت عليه من المعاني العظيمة - 00:07:06ضَ
فان ذلك يزيد في ايمانه فاذا تأملت مثلا في معنى اسم الغفور لله عز وجل وان من مقتضياته انه يغفر فانك تتعرض لمغفرة الله اذا علمت انه رحيم تتعرض لرحمته الى غير ذلك - 00:07:35ضَ
التأمل والنظر في اسماء الله عز وجل وصفاته سبب من اسباب زيادة الايمان ومن اسباب زيادة الايمان التفكر والتأمل في ايات الله تعالى الكونية والشرعية ولهذا امر الله تعالى بالتفكر والنظر - 00:07:58ضَ
قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر اولم يتفكروا التفكر والنظر في ايات الله سبب من اسباب زيادة الايمان وايات الله عز وجل نوعان كونية وهي مخلوقاته - 00:08:23ضَ
السماوات والارض والجبال والبحار وغيرها وكذلك ما خلقه من الحيوانات والثاني ايات شرعية وهي ما جاءت به الرسل واعظمها القرآن الكريم ثالثا من اسباب زيادة الايمان فعل الطاعة تقربا الى الله تعالى - 00:08:40ضَ
فعل الطاعة تقربا الى الله فانه يزيد في الايمان. وقولنا تقربا الى الله ان يستحضر حين يفعل الطاعة انه يتقرب بها الى الله لا يفعلها عادة بحيث يقلب العبادات الى عادات - 00:09:08ضَ
فليستحضر عند فعل اي عبادة ان الله تعالى امره بها وحينئذ يشعر بمعنى التعبد والتذلل لله عز وجل فينقادوا لاوامره وينتهي عن نواهيه ثم ان العبادة العبادة او فعل او ثم ان الطاعة - 00:09:30ضَ
يختلف بها زيادة الايمان حسنا وجنسا وكثرة الطاعة يختلف بها زيادة الايمان بحسب حسنها وجنسها وكثرتها فبحسب حسنها كلما احسن العبادة ازداد ايمانا وحسن العمل والعبادة يكون بامرين بالاخلاص لله عز وجل والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم - 00:09:53ضَ
فكلما كان الانسان اخلص لله واتبع لرسوله صلى الله عليه وسلم في عبادته كان ذلك اعظم لاجره وثوابه وزيادة ايمانك ثانيا بحسب جنسها فالفرظ اعظم ثوابا وزيادة في الايمان من النفل - 00:10:31ضَ
وفرض العين افضل من فرض الكفاية والنفل والنفل المؤكد والمقيد افضل من النفل المطلق وهكذا ثالثا بحسب كثرتها فمن صلى اربع ركعات ليس كمن صلى ركعتين ومن قرأ ايتين ليس كمن قرأ اية - 00:11:01ضَ
اذا الايمان الايمان تختلف زيادة الايمان بالنسبة الطاعة تختلف من حيث زيادة الايمان بحسب حسنها وبحسب جنسها وبحسب كثرتها رابعا من اسباب زيادة الايمان ترك المعصية خوفا من الله ان يترك المعصية - 00:11:25ضَ
خوفا من الله فان ذلك من اسباب زيادة الايمان وقولنا خوفا من الله احترازا مما لو ترك المعصية لا خوفا من الله ولكن لان نفسه لم تدعه او لو ترك - 00:11:53ضَ
المعصية عجزا فحينئذ لا يثاب على هذا الترك ولا يكون سببا في زيادة ايمانه وذلك لان تارك المعصية كما تقدم له اربع حالات الحالة الاولى ان يترك المعصية لله عز وجل - 00:12:14ضَ
فهذا هو محل الثناء والمدح ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث القدسي ان ان من هم بسيئة ولم يعملها كتبها الله حسنة كاملة. وجاء تعليل ذلك انه تركها من جراء - 00:12:38ضَ
وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. قال ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله منصب - 00:12:58ضَ
وجمال فهي جميلة وليست قبيحة وهي شريفة وليست وضيعة فالاسباب موجودة والموانع مفقودة ومع ذلك قال اني اخاف الله الحل الثاني ان يترك المعصية لا لله ولكن لان نفسه لم تدعه اليها - 00:13:17ضَ
فهذا لا له ولا عليه لا لا اي لا يثاب لانه لم يتركها لله ولا عليه لانه لم يفعل المعصية كمن ترك مثلا الخمر لا لا لا لله عز وجل وخوفا من عقابه ولكن لان نفسه لا تشتهي الخمر ولا ترغب فيه - 00:13:47ضَ
فهذا لا يثاب على هذا الترك لانه لم يتركه لله الحلو الثالثة ان يترك المعصية عجزا عنها لكن من غير ان يفعل السبب المؤدي اليها كمن هم بمعصية واراد ان يفعل معصية ولكنه لم يفعل الاسباب - 00:14:11ضَ
مثلا قال ليت لي ليت عندي خمرا اشربه اتمنى ان يكون عنده خمر او ان يكون هناك امرأة يفعل بها الفاحشة والعياذ بالله ونحو ذلك لكنه لم يفعل السبب. فهذا يعاقب ويحاسب على هذه النية - 00:14:37ضَ
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي يقول لو ان لي مال فلان لعملت به عمل فلان قال فهو فهما فهو بنيته فهو وفي الوزر سواء الحال الرابعة ان يترك المعصية - 00:14:56ضَ
عجزا عنها مع فعل السبب ان فعل السبب ولكنه ما استطاع فهذا يعاقب عقاب الفاعل تماما مثال ذلك رجل اراد ان يسرق من بيت او دكان كلما وضع السلم مر احد - 00:15:13ضَ
وتكرر هذا العمل منه حتى يئس او رجل ذهب يبحث عن خمر ولكنه لم يجد وهم وفعل السبب هذا يعاقب عقاب الفاعل تماما والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:34ضَ
اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال انه كان حريصا على قتل صاحبه القاتل واضح انه في النار قتل. طيب المقتول - 00:15:56ضَ
والمقتول لانه ايش؟ كان حريصا على ان يقتل الاخر ولكن لم يستطع حينئذ يعاقب عقاب الفاعل تماما اذا هذه اربعة اسباب في من اسباب زيادة الايمان. اما نقص الايمان فهي عكس على اسباب السابقة - 00:16:14ضَ
فقلنا العلم باسماء الله عز وجل وصفاته ضد ذلك الجهل ايضا الغفلة عن ايات الله عز وجل الكونية والشرعية سبب لنقص الايمان ترك الطاعة نقصد الايمان فعل المعصية نقصد سبب في نقص الايمان - 00:16:36ضَ
ولا سيما اذا فعل المعصية مع ضعف الداعي اليها فان عقوبتها اشد ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ذكر منهم قد اوشيت - 00:16:58ضَ
وشيمط زان الرجل الكبير في السن الذي شاب هذا اعظم اعظم اثما من الشاب اذا زنا لماذا؟ لان قوة الداعي في الشاب اعظم منها في الشيخ يستفاد من هذه الايات - 00:17:18ضَ
بيان كذب اليهود في زعمهم ان ان لهم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس حيث ان الله عز وجل تحداهم بان يتمنوا الموت وان يطلبوا الدعاء على انفسهم ان كانوا صادقين في هذه الدعوة - 00:17:46ضَ
ومنها ايضا شدة كراعة اليهود للموت وانهم لن يتمنوه ابدا بسبب ما قدمت ايديهم من الكفر وتكذيب الرسل ومنها ايضا احاطة الله عز وجل وعلمه بكل شيء مما يكون ماضيا وحاضرا ومستقبلا - 00:18:11ضَ
بقوله ولن يتمنوه يعني في المستقبل حيث حيث نفى سبحانه وتعالى ان يقع ذلك منهم ومنها ايضا علم الله عز وجل بالظالمين وهو سبحانه وتعالى عليم بكل شيء ولكنه خص العلم بالظالمين من باب التهديد - 00:18:41ضَ
ومن فوائده من فوائده ايضا ان اليهود هم احرص الناس على الحياة على الحياة الدنيا بل هم احرصوا من من المشركين في قوله ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا - 00:19:07ضَ
بل يود الواحد منهم ان يعمر الف سنة ولهذا قال يود احدهم لو يعمر الف سنة ومنها ايضا حرص المشركين وسائل الكفار على الحياة لان نعيمهم انما هو في الحياة الدنيا - 00:19:26ضَ
لانهم يعلمون او غالبهم يعلم انهم اذا بعثوا ليس هناك ما ينتظره من النعيم بل ما ينتظره من العذاب والخزي والعياذ بالله ومنها ايضا ان العمر ان العمر لا فائدة منه الا اذا استعمله الانسان في طاعة الله - 00:19:48ضَ
واما اذا امضاه في معصية الله فانه لا خير فيه لانه يزداد بذلك اثما وعقابا بقاء الانسان في هذه الحياة الدنيا اما ان يكون غنيمة واما ان يكون خسارة واما ان يكون وبالا - 00:20:11ضَ
بقاء الانسان في الدنيا اما ان يكون غنيمة وذلك في فيما اذا استغل بقاءه في الدنيا بالاعمال الصالحة هذه غنيمة بادروا بالاعمال واما ان يكون وبالا عليه وذلك فيما اذا - 00:20:39ضَ
استعمل بقاءه في معصية الله عز وجل واما ان يكون خسارة اذا امضاه في لهو ولعب وان لم يكن اثما لانه اضاع على نفسه وفوتها خيرا كثيرا اذا لا قيمة لطول العمر ما لم يكن في طاعة الله عز وجل - 00:20:58ضَ
جعل الانسان ان يحرص على اغتنام الاوقات بالاعمال الصالحات لتكون له ذخرا عند الله عز وجل ولهذا ينبغي لكل من يعظ الناس ويذكر الناس الا يقتصر على التذكير والموعظة والتخويف فقط - 00:21:23ضَ
بل يحثهم على العمل ولذلك يخطئ كثير من الوعاظ حينما يعظون الناس يذكرونهم وربما بكى الذي امامهم ولكن يغفلون عن امر مهم وهو حثهم على الاعمال الصالحة لان البكاء والتأثر لا يفيد شيئا ولا يجزي شيئا - 00:21:48ضَ
ولذلك قال الله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه نقل نقل فليبكي فليتعظ قال فليعمل عملا صالحا لن ينفعك عند الله الا العمل الصالح اذن ينبغي بل بل يجب على كل من وعظ الناس وذكرهم ان يحثهم على الاقبال على ماذا؟ على طاعة الله عز وجل - 00:22:13ضَ
واغتنام الاوقات بالاعمال الصالحة الله اعلم - 00:22:40ضَ