الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين - 00:00:10
وبعد فنبدأ درسنا في اصول السنة للامام المبجل ابي عبدالله احمد بن محمد ابن حنبل رحمه الله تعالى كنا قد وقفنا على الفقرة الرابعة والخمسين من تقسيم فقرات الكتاب على تقسيمنا - 00:00:27
حيث قال رحمه الله ولا نشهد على احد من اهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار نرجو للصالح ونخاف عليه ونخاف على المسيء المذنب ونرجو له رحمة الله مقصود الامام رحمه الله ان من اصول اهل السنة والجماعة - 00:00:49
انه لا يجوز الشهادة على احد من اهل القبلة وهم الذين يصلون صلاتنا ويستقبلون قبلتنا او بعبارة اخرى هم الذين وافقونا في التنزيل فامنوا بالقرآن وامنوا بالسنة لا نشهد على احد من اهل القبلة - 00:01:15
بعمل يعمله بجنة ولا نار فلا يجوز ان نقول فلان لانه بنى مساجد كثيرة نشهد له بالجنة ولا يجوز ان نقول فلان الفاسق الفاجر نشهد له بالنار وذلك لان الشهادة لمعين - 00:01:43
بجنة او نار لابد له من احد امرين اما الاطلاع على الغيب وهذا ممنوع على العباد كما قال جل وعلا قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله - 00:02:08
وما يشعرون ايانا يبعثون وقال تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت فاذا لم يمكن الاطلاع على الغيب فليس ثم سبيل الى معرفته من هو مستحق الجنة بعمله - 00:02:28
او من هو مستحق للنار بعمله من اهل الاسلام الا بنص مثال ذلك مثال ذلك في الاعيان بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة بالجنة - 00:02:51
ومثال ذلك ايضا شهادته بالحسن والحسين رضي الله عنهما لانهما سيدا شباب اهل الجنة شهادته لعكاشة ابن محصن بالجنة شهادته لبلال بالجنة ونحو ذلك من الاحاديث التي جاءت وصحت وثبتت - 00:03:18
في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لاعيان الناس بالجنة من هذا الباب ايضا شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بالنار من حيث الاعيان كشهادته لعمرو ابن لحي الخزاعي الذي غير الحنيفية الى عبادة الاصنام - 00:03:41
بالنار وهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لبعض اهل الفترات فهي شهادة معتبرة ومن هذا الباب ايضا شهادته لبعض من كان معه ممن يقاتل من اهل الاسلام فعمل عملا استحق به النار - 00:04:09
فشهد بعض الصحابة لما مات شهيدا والشهيد يرجى له الجنة بانه في الجنة قال كلا اني رأيت الشملة التي غلها تشتعل عليه نارا ومن هذا الباب ايضا الشهادة بالوصف من حيث العموم لا من حيث التعيين - 00:04:37
الشهادة بالوصف من حيث العموم لا من حيث التعيين فنشهد بان المسلمين في الجنة وبان المؤمنين في الجنة ونشهد بان المحسنين من اهل الجنة ونشهد بانا متقين من اهل الجنة - 00:05:06
هذا من حيث الاوصاف ومن حيث العموم اما فلان من الناس محسن في نظرنا فلا يجوز ان نشهد له بالجنة فلان من الناس في نظرنا متق فلا يجوز ان نشهد له - 00:05:29
بالجنة لعمله الفلاني وما يدرينا ان الله قبل منه هذا العمل فان قال قائل فانا انما نشهد لمعينين اذا تواترت شهادة اهل الصلاح له فهذا له وجه فهذا له وجه - 00:05:49
لعموم قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ولورود حديث من رواية عمر رضي الله عنه انه مر بجنازة فشهد لها بعض الناس - 00:06:14
بالخير ثم مر بجنازة فشهد لها بعض الناس بالشر فقال عمر وجبت وجبت فقالوا له ما وجبت يا امير المؤمنين قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال وجبت - 00:06:40
ثم مر بجنازة فاثنوا عليها شرا فقال وجبت فقلنا ما وجبت يا رسول الله قال الاول اثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة والثانية اثنيتم عليه شرا وجبت له النار انتم شهداء الله في الارض - 00:07:03
فاذا شهد الخيار العدول من هذه الامة بالخير لبعض الناس فشهدوا على غالب الظن لا على سبيل القطع فان ذلك لا بأس به على الصحيح من اقوال اهل العلم ثم - 00:07:25
كذلك نقول في الشهادة بالنار لبعض المتصفين بالذنوب من هذه الامة من حيث العموم فنقول ان الذين يزنون فان الزناة والزانيات في تنور من نار كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:46
وان المرابين يعذبون بكذا وكذا كما جاء في الحديث وان الذي ينام عن صلاة الفجر يعذب بصخرة عظيمة على رأسه حتى يذهب رأسه وهذا من حيث العموم والوصف لكن فلان من الناس - 00:08:11
فلا فلا ينبغي ان نشهد له بذلك بعينه وهذا اشبه ما يكون وهذا الحكم المتعلق بالشهادة بالجنة وبالشهادة بالنار اشبه ما يكون بالحكم وبالخبر عن الرحمة او عن اللعن فقولنا - 00:08:41
اهل رحمة الله هم اهل الاحسان رحمة الله قريب من المحسنين ان رحمة الله قريب من المحسنين وان رحمة الله للراحمين الراحمون يرحمهم من في السماء ارحموا من في الارض - 00:09:06
يرحمكم من في السماء هذا من حيث العموم وهكذا في الجهة العكسية طردا نقول من حيث العموم لعن الله شارب الخمر لعن الله اكل الربا لعن الله الكاسيات العاريات المائلات المميلات - 00:09:28
لعن الله الظالمين الذين يضربون الناس بغير وجه حق من حيث العموم اما من حيث التعيين فلا يجوز لعن شارب الخمر بعينه ولا لعن المتبرجة بعينها واذا لا بد من التفريق بين الخبر العام - 00:09:53
وبين الخبر الخاص وقد جاءت الادلة ذات دلالات بينة في ان اهل الاسلام يستحقون الكرامة ودار الجنان وان اهل المعاصي والذنوب داخلون تحت الوعيد وفي مشيئة الله عز وجل ان شاء عذبهم وان شاء اهلكهم - 00:10:15
اذا من حيث العموم اهل الاسلام الصالحون منهم يستحقون الشهادة بالجنة والفاسقون منهم لا يستحقون الشهادة بالجنة ابتداء ولهذا ينبغي ان ندرك ان الشهادة لمعين بانه في الجنة بعمل عمله - 00:10:45
هذا خطأ بين او الشهادة لمعين بعمل عمله من اهل الاسلام انه من اهل النار هذا من الخطأ البين وذلك لان هذه هذا العمل ما يدرينا انه مقبول عند الله من وجه - 00:11:12
او ان هذا العمل الذي عمله ذاك الفاسق ليس هو معذور فيه او هو مؤاخذ عليه والوجه الثاني انا لا نشهد لمعين بعمل عمله انه يدخله الجنة لان الاعمال ليست عوضا عن الجنة - 00:11:31
بل الجنة دخولها برحمة الله سبحانه وتعالى ولهذا قال صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا - 00:12:00
الا ان يتغمدني الله برحمته او برحمة منه وفضل و في رواية صحيحة ولكن سددوا وقاربوا اذا هذه عقيدة لابد ان يعتقدها المسلم وهو التفريق بين الحكم العام والحكم الخاص - 00:12:20
لذلك قال المصنف رحمه الله نرجو للصالح ونخاف عليه اي نأمل ونطمئن ونسكن ان الصالح يكون قريب المنال من رحمة الله وفضله وكرمه وجوده ونخاف على المسيء ونخاف عليه اي على المحسن او على الصالح - 00:12:44
الا تكون هذه الاعمال مقبولة منه كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها لما تلت قوله تعالى والذين يأتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قالت يا رسول الله - 00:13:13
اهم الذين يفعلون ويفعلون ويكذبون ويغشون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يا ابنة الصديق او يا بنية الصديق انما هم الذين يصلون ويصومون ويزكون ويخافون الا تقبل منه - 00:13:33
اذا نرجو للصالح ونخاف على الصالح نرجو للصالح كرم الله وجوده وفضله ونخاف عليه من مؤاخذة الله له لغفلة كانت من او لزلة كانت منه او لهفوة كانت منه او لان العبد لا يستحق الجنان بالعمل - 00:13:56
وانما الاستحقاق بمحض فضل الله وكرمه والاعمال سبب كما قال عز وجل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فالباء سببية ونخاف على المسيء المذنب ونرجو له رحمة الله نخاف خوفا شديدا - 00:14:19
على المسيء المذنب في ان يؤاخذه الله عز وجل لان الله سبحانه وتعالى الذي شرع الحدود على المذنبين يدرك الانسان العاقل انه سيأخذ حق المظلومين منهم ولا ريب ولذلك لا بد ان نخاف على المسيء - 00:14:43
سواء كانت اساءته بحقوق العباد فالخوف عليه شديد او كانت اشاعته في جانب رب العباد فالخوف عليه اكيد ونخاف على المسيء المذنب ومع خوفنا عليه نرجو له رحمة الله اي مجاوزته - 00:15:08
وعفوه ووده فان رحمة الله عز وجل عظيمة الا ترى انه يرحم الكافر في الدنيا فكيف لا يرحم المؤمن فان اخذ الله العبد المسيء بذنبه فذاك لعدله جل في علاه - 00:15:33
وان عفا عن عبده المذنب فذاك لفضله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي للمسلم ان يعيش بين الخوف وبين الرجاء رائده في سيره الى الله حب الله عز وجل جناحه الايمن الرجاء - 00:15:56
جناحه الايسر الخوف من الله فيصل ولا يكون كبعض الزنادق الذين يقولون انا نعبد الله حبا في ذاته لا خوفا ولا رجع فهذا من عمل غلاة المتصوفة الذين يقولون انا نحب الله لا لجنته - 00:16:23
ونحب الله لا خوفا من ناره وكذبوا والله لو منع الله عنهم شربة الماء لصرخوا ومادوا فكيف اذا القوا في النار ولذلك ذكر الله عن خيرة خلقه وصفوة انبيائه ورسله - 00:16:49
انهم يعبدون الله مع الخوف والرجاء والرغبة الناشئة عن الحب فقال الله عنهم انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين هذا هو الواجب على المسلم قال المصنف الامام احمد رحمه الله - 00:17:09
ومن لقي الله بذنب يجب له به النار تائبا غير مصر عليه فان الله عز وجل يتوب عليه والله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهنا لا بد من التفصيل في المسألة. ما ذكره الامام رحمه الله - 00:17:38
ان من لقي الله بذنبه يستوجب عليه النار تائبا منه كمن كان كافرا فاسلم او كان مشركا توحد او كان منافقا فاخلص او ذنبا يستوجب النار دخول النار ولو من غير تأبيد - 00:18:00
بشرب الخمر او الزنا او السرقة او الظلم او الفسوق ونحو ذلك من الذنوب لكنه تاب منها ولم يصر عليها فانا نعتقد ان الله سبحانه يتوب على من تاب لان الله عز وجل اخبر وهو - 00:18:28
اصدق القائلين وهو الذي يقبل التوبة عن عباده وقال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم - 00:18:52
وانيبوا الى ربكم واسلموا له اذا الله سبحانه وتعالى يقبل توبة التائب وهذه مسألة مهمة جدا لابد ان ننتبه لها وهي مسألة اجماعية لا خلاف فيها بيننا وبين الخوارج والمعتزلة في هذه المسألة فانهم يوافقوننا على ان صاحب - 00:19:11
كبيرة اذا تاب يتوب الله عليه لكن بشرط ان تكون هذه التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها ومن لقيه وهذه الصورة الان الثانية ومن لقيه وقد اقيم عليه حد ذلك الذنب - 00:19:36
في الدنيا فهو كفارته كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذه الصورة الثانية ان يكون الانسان ارتكب ذنبا من الذنوب التي جاء الوعيد فيها - 00:19:56
وعليها بالنار لكن اقيم عليه حد ذلك الذنب مثلا قذف المؤمنة فاقيم عليه حد القذف شرب الخمر واقيم عليه حد شارب الخمر سرق فقطعت يده قتل فقتل اقيمت عليه هذه الحدود - 00:20:13
فعقيدة اهل السنة والجماعة ان من لقي الله من المذنبين وقد اقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:20:37
المقصود بالخبر هنا حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه في الصحيح فهذه المسألة ايضا عليها اهل السنة والجماعة وهل الحدود كفارات عند الخوارج والمعتزلة الذي عليه عامة الخوارج والمعتزلة ان الحدود ليست بكفارات - 00:20:54
ولذلك هم يقولون انا اذا اقمنا الحدود فانا نقيم عليهم الحدود سياسة وهم كفار مخلدون في النار ومعنى هذا الكلام ان اقامة الحدود ليست بكفارة اذ لو كانت كفارات لما ترتب على - 00:21:21
قولهم الخلود في النار خلافا لاهل السنة الذين يقولون بان الحدود التي حدها الله هي كفارات في الدنيا ويترتب على ذلك عدم المؤاخذة على هذا الذنب في الاخرة الا ان يكون له تبعات وهذه مسألة اخرى - 00:21:44
مثال ذلك ان يكون الانسان قد سرق وسرق مال اليتيم فاخذه الحاكم فقطع يده لانه سرق وترتب على سرقته ذاك تشريد اليتيم فضاع حق اليتيم فلليتيم ان يطالب بحقه يوم القيامة - 00:22:11
وهذه مسألة جلية ومثال اخر لو ان قاتلا قتل فجاء اولياء المقتول وطالبوا بالقصاص فقتل فلما قتل اقيم عليه حد القتل فسقط حق الاولياء لكن حق المقتول هل يسقط حق - 00:22:36
الذين يتموا من اولاد المقتول يسقط الجواب لا يسقط اذا هذه مسائل اخرى مترتبة على ذلكم الذنب الصورة الثانية اذا من لقي الله وقد اقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته - 00:23:05
الصورة الثالثة ومن لقيه مصرا غير تائب من الذنوب وهي المسألة الفاصلة بيننا وبين الخوارج والمعتزل الخوارج والمعتزلة يقولون الاصرار على الذنب كفر واهل السنة والجماعة يقولون اللي صاروا على الذنب ليس بكفر - 00:23:28
ولكنه ذم فان مات المصر يعني مات وهو يشرب الخمر مات عياذا بالله وهو يسرق مات عياذا بالله وهو يكذب مات عياذا بالله وهو يغش مات عياذا بالله وهو يختلس - 00:23:53
يعني مات على الذنب الذي مات على الذنب مات وهو مصر على الذنب فهل الان هذا الرجل يعتبر مثل الكفار او يعتبر من فساق الملة فاهل السنة والجماعة اصلهم عقيدتهم - 00:24:16
هو ما ذكره الامام ومن لقيه مصرا غير تائب على الذنوب غير تائب من الذنوب التي قد تستوجب بها العقوبة فامره الى الله عز وجل. ان شاء عذبه وان شاء غفر له - 00:24:38
وهي الفاصلة المسألة الفيصلية بيننا وبين الخوارج والمعتزلة القدرية اما الخوارج والمعتزلة فانهم يقولون من مات مصرا على كبيرة فانه مخلد في النار حاله كحال الكفار ويتركون مقتضى ومدلول كتاب الله عز وجل في مثل قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:24:54
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء منطوق الاية ان الله لا يغفر الشرك. يعني اذا مات الانسان عليه والا فمعلوم المشرك اذا تاب واسلم يقبل الله توبته. اذا الاية ليس في الدنيا الاية في من مات عليه - 00:25:33
الشرك الاية في الاخبار عن حكم الاخرة من مات على الشرك ما حكمه؟ ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اي دون الشرك من الذنوب والاثام - 00:25:53
والمعاصي كل ذنب دون الكفر والشرك فان الله عز وجل جعله تحت مشيئته ولهذا فعقيدة اهل السنة والجماعة ان من لقي الله مصرا على ذنب كالربا والزنا والغيبة والنميمة والظلم والفسق ونحو ذلك - 00:26:10
انه تحت المشية ان شاء عذبه الله وان شاء غفر له طيب ان عذبه الله عز وجل فعقيدة اهل السنة والجماعة انه وان عذبه الله فانه لا يخلد في النار - 00:26:33
فلا يكون من اقر بالاسلام والايمان كمن جحد الايمان وجحد التوحيد وان كان صاحب ذنب فهو يعذب بقدر ذنبه ثم لابد وان يأتي يوم يخرج من النار خلافا للكفار الفجار - 00:26:52
ثم قال الامام رحمه الله مبينا الحالة الرابعة التي يكون عليها الناس ومن لقيه من كافر عذبه ولم يغفر له يعني ان من مات على الكفر الاكبر ومات على الشرك الاكبر - 00:27:18
ومات على النفاق الاكبر فانه لا يغفر الله له كما سبق ونشرنا في اية النسا ان الله لا يغفر ان يشرك به وكما اخبر الله عز وجل عن قول عيسى عليه السلام انه قال انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة - 00:27:39
واخبر الله عن الكفار انهم في النار انهم يستغيثون ويطلبون من نعيم الجنة وان اهل الجنة مطلعون عليهم ويرونهم ويسمعونهم فيقول اهل النار لاهل الجنة انا افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله - 00:28:06
فيقولون ان الله حرمهما على الكافرين اذن الجنة محرمة على الكافر اي من مات على الكفر من مات على الشرك من مات على النفاق الاكبر من لقيه من كافر عذبه - 00:28:29
ولم يغفر له ومن هذا الباب لم يجز لنا ان نطلب المغفرة للكفار ولا للمشركين لماذا لم يجز لنا ان نطلب المغفرة للكفار وللمشركين لان الله اخبر انه لا يغفر للكفار والمشركين - 00:28:48
فدعاؤنا اما عدم يقين بخبر الله وهذا يخالف الايمان واما عبث وهو يخالف اعمال اهل الاسلام ولهذا قال سبحانه وتعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا لي قربى - 00:29:07
من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم يعني من بعد ما تبين له انه مات على الكفر فمتى ما مات الكافر على الكفر او المشرك على الشرك يأتي يهوديا او نصرانيا او بوذيا - 00:29:32
فلا يستغفر له ابدا وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدهائية يعني ابراهيم عليه السلام كما جاء في سورة إبراهيم انه قال رب اغفر لي ولوالدي فاستغفر لوالديه - 00:29:50
طيب استغفر لوالديه لكن اباه لم يسلم وان قيل ان امه اسلبت فكيف استغفر لهما الجواب؟ استغفر لوالديه قبل ان يموت فلما تيقن انه مات على الكفر فان الله قال فلما تبين له - 00:30:09
انه عدو لله يعني مات على الكفر تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم اذا لابد ان ننتبه لهذه المسألة وهي ومن لقي ومن كافر عذبه ولم يغفر له ولابد ان ندرك ان الكفار مخلدون في النار - 00:30:27
وانهم لا يخرجون من النار ابد الاباد لان الكفر والشرك ذنب لا يغفر وما دام انه ذنب لا يغفر فعقابه لا ينتهي لان الذنوب التي لا تغتفر عقوباتها لا تنتهي - 00:30:51
بدوام الدهر وهذه مسألة واضحة وبينة جلية من عقيدة اهل السنة والجماعة هذا ما يتعلق بهذه الفقرات نسأل الله تبارك وتعالى ان يثبتنا على اصول اهل السنة والجماعة وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح - 00:31:15
ونكتفي بهذا القدر وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:31:40
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين - 00:00:10
وبعد فنبدأ درسنا في اصول السنة للامام المبجل ابي عبدالله احمد بن محمد ابن حنبل رحمه الله تعالى كنا قد وقفنا على الفقرة الرابعة والخمسين من تقسيم فقرات الكتاب على تقسيمنا - 00:00:27
حيث قال رحمه الله ولا نشهد على احد من اهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار نرجو للصالح ونخاف عليه ونخاف على المسيء المذنب ونرجو له رحمة الله مقصود الامام رحمه الله ان من اصول اهل السنة والجماعة - 00:00:49
انه لا يجوز الشهادة على احد من اهل القبلة وهم الذين يصلون صلاتنا ويستقبلون قبلتنا او بعبارة اخرى هم الذين وافقونا في التنزيل فامنوا بالقرآن وامنوا بالسنة لا نشهد على احد من اهل القبلة - 00:01:15
بعمل يعمله بجنة ولا نار فلا يجوز ان نقول فلان لانه بنى مساجد كثيرة نشهد له بالجنة ولا يجوز ان نقول فلان الفاسق الفاجر نشهد له بالنار وذلك لان الشهادة لمعين - 00:01:43
بجنة او نار لابد له من احد امرين اما الاطلاع على الغيب وهذا ممنوع على العباد كما قال جل وعلا قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله - 00:02:08
وما يشعرون ايانا يبعثون وقال تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت فاذا لم يمكن الاطلاع على الغيب فليس ثم سبيل الى معرفته من هو مستحق الجنة بعمله - 00:02:28
او من هو مستحق للنار بعمله من اهل الاسلام الا بنص مثال ذلك مثال ذلك في الاعيان بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة بالجنة - 00:02:51
ومثال ذلك ايضا شهادته بالحسن والحسين رضي الله عنهما لانهما سيدا شباب اهل الجنة شهادته لعكاشة ابن محصن بالجنة شهادته لبلال بالجنة ونحو ذلك من الاحاديث التي جاءت وصحت وثبتت - 00:03:18
في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لاعيان الناس بالجنة من هذا الباب ايضا شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بالنار من حيث الاعيان كشهادته لعمرو ابن لحي الخزاعي الذي غير الحنيفية الى عبادة الاصنام - 00:03:41
بالنار وهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لبعض اهل الفترات فهي شهادة معتبرة ومن هذا الباب ايضا شهادته لبعض من كان معه ممن يقاتل من اهل الاسلام فعمل عملا استحق به النار - 00:04:09
فشهد بعض الصحابة لما مات شهيدا والشهيد يرجى له الجنة بانه في الجنة قال كلا اني رأيت الشملة التي غلها تشتعل عليه نارا ومن هذا الباب ايضا الشهادة بالوصف من حيث العموم لا من حيث التعيين - 00:04:37
الشهادة بالوصف من حيث العموم لا من حيث التعيين فنشهد بان المسلمين في الجنة وبان المؤمنين في الجنة ونشهد بان المحسنين من اهل الجنة ونشهد بانا متقين من اهل الجنة - 00:05:06
هذا من حيث الاوصاف ومن حيث العموم اما فلان من الناس محسن في نظرنا فلا يجوز ان نشهد له بالجنة فلان من الناس في نظرنا متق فلا يجوز ان نشهد له - 00:05:29
بالجنة لعمله الفلاني وما يدرينا ان الله قبل منه هذا العمل فان قال قائل فانا انما نشهد لمعينين اذا تواترت شهادة اهل الصلاح له فهذا له وجه فهذا له وجه - 00:05:49
لعموم قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ولورود حديث من رواية عمر رضي الله عنه انه مر بجنازة فشهد لها بعض الناس - 00:06:14
بالخير ثم مر بجنازة فشهد لها بعض الناس بالشر فقال عمر وجبت وجبت فقالوا له ما وجبت يا امير المؤمنين قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال وجبت - 00:06:40
ثم مر بجنازة فاثنوا عليها شرا فقال وجبت فقلنا ما وجبت يا رسول الله قال الاول اثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة والثانية اثنيتم عليه شرا وجبت له النار انتم شهداء الله في الارض - 00:07:03
فاذا شهد الخيار العدول من هذه الامة بالخير لبعض الناس فشهدوا على غالب الظن لا على سبيل القطع فان ذلك لا بأس به على الصحيح من اقوال اهل العلم ثم - 00:07:25
كذلك نقول في الشهادة بالنار لبعض المتصفين بالذنوب من هذه الامة من حيث العموم فنقول ان الذين يزنون فان الزناة والزانيات في تنور من نار كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:46
وان المرابين يعذبون بكذا وكذا كما جاء في الحديث وان الذي ينام عن صلاة الفجر يعذب بصخرة عظيمة على رأسه حتى يذهب رأسه وهذا من حيث العموم والوصف لكن فلان من الناس - 00:08:11
فلا فلا ينبغي ان نشهد له بذلك بعينه وهذا اشبه ما يكون وهذا الحكم المتعلق بالشهادة بالجنة وبالشهادة بالنار اشبه ما يكون بالحكم وبالخبر عن الرحمة او عن اللعن فقولنا - 00:08:41
اهل رحمة الله هم اهل الاحسان رحمة الله قريب من المحسنين ان رحمة الله قريب من المحسنين وان رحمة الله للراحمين الراحمون يرحمهم من في السماء ارحموا من في الارض - 00:09:06
يرحمكم من في السماء هذا من حيث العموم وهكذا في الجهة العكسية طردا نقول من حيث العموم لعن الله شارب الخمر لعن الله اكل الربا لعن الله الكاسيات العاريات المائلات المميلات - 00:09:28
لعن الله الظالمين الذين يضربون الناس بغير وجه حق من حيث العموم اما من حيث التعيين فلا يجوز لعن شارب الخمر بعينه ولا لعن المتبرجة بعينها واذا لا بد من التفريق بين الخبر العام - 00:09:53
وبين الخبر الخاص وقد جاءت الادلة ذات دلالات بينة في ان اهل الاسلام يستحقون الكرامة ودار الجنان وان اهل المعاصي والذنوب داخلون تحت الوعيد وفي مشيئة الله عز وجل ان شاء عذبهم وان شاء اهلكهم - 00:10:15
اذا من حيث العموم اهل الاسلام الصالحون منهم يستحقون الشهادة بالجنة والفاسقون منهم لا يستحقون الشهادة بالجنة ابتداء ولهذا ينبغي ان ندرك ان الشهادة لمعين بانه في الجنة بعمل عمله - 00:10:45
هذا خطأ بين او الشهادة لمعين بعمل عمله من اهل الاسلام انه من اهل النار هذا من الخطأ البين وذلك لان هذه هذا العمل ما يدرينا انه مقبول عند الله من وجه - 00:11:12
او ان هذا العمل الذي عمله ذاك الفاسق ليس هو معذور فيه او هو مؤاخذ عليه والوجه الثاني انا لا نشهد لمعين بعمل عمله انه يدخله الجنة لان الاعمال ليست عوضا عن الجنة - 00:11:31
بل الجنة دخولها برحمة الله سبحانه وتعالى ولهذا قال صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا - 00:12:00
الا ان يتغمدني الله برحمته او برحمة منه وفضل و في رواية صحيحة ولكن سددوا وقاربوا اذا هذه عقيدة لابد ان يعتقدها المسلم وهو التفريق بين الحكم العام والحكم الخاص - 00:12:20
لذلك قال المصنف رحمه الله نرجو للصالح ونخاف عليه اي نأمل ونطمئن ونسكن ان الصالح يكون قريب المنال من رحمة الله وفضله وكرمه وجوده ونخاف على المسيء ونخاف عليه اي على المحسن او على الصالح - 00:12:44
الا تكون هذه الاعمال مقبولة منه كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها لما تلت قوله تعالى والذين يأتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قالت يا رسول الله - 00:13:13
اهم الذين يفعلون ويفعلون ويكذبون ويغشون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يا ابنة الصديق او يا بنية الصديق انما هم الذين يصلون ويصومون ويزكون ويخافون الا تقبل منه - 00:13:33
اذا نرجو للصالح ونخاف على الصالح نرجو للصالح كرم الله وجوده وفضله ونخاف عليه من مؤاخذة الله له لغفلة كانت من او لزلة كانت منه او لهفوة كانت منه او لان العبد لا يستحق الجنان بالعمل - 00:13:56
وانما الاستحقاق بمحض فضل الله وكرمه والاعمال سبب كما قال عز وجل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فالباء سببية ونخاف على المسيء المذنب ونرجو له رحمة الله نخاف خوفا شديدا - 00:14:19
على المسيء المذنب في ان يؤاخذه الله عز وجل لان الله سبحانه وتعالى الذي شرع الحدود على المذنبين يدرك الانسان العاقل انه سيأخذ حق المظلومين منهم ولا ريب ولذلك لا بد ان نخاف على المسيء - 00:14:43
سواء كانت اساءته بحقوق العباد فالخوف عليه شديد او كانت اشاعته في جانب رب العباد فالخوف عليه اكيد ونخاف على المسيء المذنب ومع خوفنا عليه نرجو له رحمة الله اي مجاوزته - 00:15:08
وعفوه ووده فان رحمة الله عز وجل عظيمة الا ترى انه يرحم الكافر في الدنيا فكيف لا يرحم المؤمن فان اخذ الله العبد المسيء بذنبه فذاك لعدله جل في علاه - 00:15:33
وان عفا عن عبده المذنب فذاك لفضله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي للمسلم ان يعيش بين الخوف وبين الرجاء رائده في سيره الى الله حب الله عز وجل جناحه الايمن الرجاء - 00:15:56
جناحه الايسر الخوف من الله فيصل ولا يكون كبعض الزنادق الذين يقولون انا نعبد الله حبا في ذاته لا خوفا ولا رجع فهذا من عمل غلاة المتصوفة الذين يقولون انا نحب الله لا لجنته - 00:16:23
ونحب الله لا خوفا من ناره وكذبوا والله لو منع الله عنهم شربة الماء لصرخوا ومادوا فكيف اذا القوا في النار ولذلك ذكر الله عن خيرة خلقه وصفوة انبيائه ورسله - 00:16:49
انهم يعبدون الله مع الخوف والرجاء والرغبة الناشئة عن الحب فقال الله عنهم انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين هذا هو الواجب على المسلم قال المصنف الامام احمد رحمه الله - 00:17:09
ومن لقي الله بذنب يجب له به النار تائبا غير مصر عليه فان الله عز وجل يتوب عليه والله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهنا لا بد من التفصيل في المسألة. ما ذكره الامام رحمه الله - 00:17:38
ان من لقي الله بذنبه يستوجب عليه النار تائبا منه كمن كان كافرا فاسلم او كان مشركا توحد او كان منافقا فاخلص او ذنبا يستوجب النار دخول النار ولو من غير تأبيد - 00:18:00
بشرب الخمر او الزنا او السرقة او الظلم او الفسوق ونحو ذلك من الذنوب لكنه تاب منها ولم يصر عليها فانا نعتقد ان الله سبحانه يتوب على من تاب لان الله عز وجل اخبر وهو - 00:18:28
اصدق القائلين وهو الذي يقبل التوبة عن عباده وقال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم - 00:18:52
وانيبوا الى ربكم واسلموا له اذا الله سبحانه وتعالى يقبل توبة التائب وهذه مسألة مهمة جدا لابد ان ننتبه لها وهي مسألة اجماعية لا خلاف فيها بيننا وبين الخوارج والمعتزلة في هذه المسألة فانهم يوافقوننا على ان صاحب - 00:19:11
كبيرة اذا تاب يتوب الله عليه لكن بشرط ان تكون هذه التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها ومن لقيه وهذه الصورة الان الثانية ومن لقيه وقد اقيم عليه حد ذلك الذنب - 00:19:36
في الدنيا فهو كفارته كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذه الصورة الثانية ان يكون الانسان ارتكب ذنبا من الذنوب التي جاء الوعيد فيها - 00:19:56
وعليها بالنار لكن اقيم عليه حد ذلك الذنب مثلا قذف المؤمنة فاقيم عليه حد القذف شرب الخمر واقيم عليه حد شارب الخمر سرق فقطعت يده قتل فقتل اقيمت عليه هذه الحدود - 00:20:13
فعقيدة اهل السنة والجماعة ان من لقي الله من المذنبين وقد اقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:20:37
المقصود بالخبر هنا حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه في الصحيح فهذه المسألة ايضا عليها اهل السنة والجماعة وهل الحدود كفارات عند الخوارج والمعتزلة الذي عليه عامة الخوارج والمعتزلة ان الحدود ليست بكفارات - 00:20:54
ولذلك هم يقولون انا اذا اقمنا الحدود فانا نقيم عليهم الحدود سياسة وهم كفار مخلدون في النار ومعنى هذا الكلام ان اقامة الحدود ليست بكفارة اذ لو كانت كفارات لما ترتب على - 00:21:21
قولهم الخلود في النار خلافا لاهل السنة الذين يقولون بان الحدود التي حدها الله هي كفارات في الدنيا ويترتب على ذلك عدم المؤاخذة على هذا الذنب في الاخرة الا ان يكون له تبعات وهذه مسألة اخرى - 00:21:44
مثال ذلك ان يكون الانسان قد سرق وسرق مال اليتيم فاخذه الحاكم فقطع يده لانه سرق وترتب على سرقته ذاك تشريد اليتيم فضاع حق اليتيم فلليتيم ان يطالب بحقه يوم القيامة - 00:22:11
وهذه مسألة جلية ومثال اخر لو ان قاتلا قتل فجاء اولياء المقتول وطالبوا بالقصاص فقتل فلما قتل اقيم عليه حد القتل فسقط حق الاولياء لكن حق المقتول هل يسقط حق - 00:22:36
الذين يتموا من اولاد المقتول يسقط الجواب لا يسقط اذا هذه مسائل اخرى مترتبة على ذلكم الذنب الصورة الثانية اذا من لقي الله وقد اقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته - 00:23:05
الصورة الثالثة ومن لقيه مصرا غير تائب من الذنوب وهي المسألة الفاصلة بيننا وبين الخوارج والمعتزل الخوارج والمعتزلة يقولون الاصرار على الذنب كفر واهل السنة والجماعة يقولون اللي صاروا على الذنب ليس بكفر - 00:23:28
ولكنه ذم فان مات المصر يعني مات وهو يشرب الخمر مات عياذا بالله وهو يسرق مات عياذا بالله وهو يكذب مات عياذا بالله وهو يغش مات عياذا بالله وهو يختلس - 00:23:53
يعني مات على الذنب الذي مات على الذنب مات وهو مصر على الذنب فهل الان هذا الرجل يعتبر مثل الكفار او يعتبر من فساق الملة فاهل السنة والجماعة اصلهم عقيدتهم - 00:24:16
هو ما ذكره الامام ومن لقيه مصرا غير تائب على الذنوب غير تائب من الذنوب التي قد تستوجب بها العقوبة فامره الى الله عز وجل. ان شاء عذبه وان شاء غفر له - 00:24:38
وهي الفاصلة المسألة الفيصلية بيننا وبين الخوارج والمعتزلة القدرية اما الخوارج والمعتزلة فانهم يقولون من مات مصرا على كبيرة فانه مخلد في النار حاله كحال الكفار ويتركون مقتضى ومدلول كتاب الله عز وجل في مثل قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:24:54
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء منطوق الاية ان الله لا يغفر الشرك. يعني اذا مات الانسان عليه والا فمعلوم المشرك اذا تاب واسلم يقبل الله توبته. اذا الاية ليس في الدنيا الاية في من مات عليه - 00:25:33
الشرك الاية في الاخبار عن حكم الاخرة من مات على الشرك ما حكمه؟ ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اي دون الشرك من الذنوب والاثام - 00:25:53
والمعاصي كل ذنب دون الكفر والشرك فان الله عز وجل جعله تحت مشيئته ولهذا فعقيدة اهل السنة والجماعة ان من لقي الله مصرا على ذنب كالربا والزنا والغيبة والنميمة والظلم والفسق ونحو ذلك - 00:26:10
انه تحت المشية ان شاء عذبه الله وان شاء غفر له طيب ان عذبه الله عز وجل فعقيدة اهل السنة والجماعة انه وان عذبه الله فانه لا يخلد في النار - 00:26:33
فلا يكون من اقر بالاسلام والايمان كمن جحد الايمان وجحد التوحيد وان كان صاحب ذنب فهو يعذب بقدر ذنبه ثم لابد وان يأتي يوم يخرج من النار خلافا للكفار الفجار - 00:26:52
ثم قال الامام رحمه الله مبينا الحالة الرابعة التي يكون عليها الناس ومن لقيه من كافر عذبه ولم يغفر له يعني ان من مات على الكفر الاكبر ومات على الشرك الاكبر - 00:27:18
ومات على النفاق الاكبر فانه لا يغفر الله له كما سبق ونشرنا في اية النسا ان الله لا يغفر ان يشرك به وكما اخبر الله عز وجل عن قول عيسى عليه السلام انه قال انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة - 00:27:39
واخبر الله عن الكفار انهم في النار انهم يستغيثون ويطلبون من نعيم الجنة وان اهل الجنة مطلعون عليهم ويرونهم ويسمعونهم فيقول اهل النار لاهل الجنة انا افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله - 00:28:06
فيقولون ان الله حرمهما على الكافرين اذن الجنة محرمة على الكافر اي من مات على الكفر من مات على الشرك من مات على النفاق الاكبر من لقيه من كافر عذبه - 00:28:29
ولم يغفر له ومن هذا الباب لم يجز لنا ان نطلب المغفرة للكفار ولا للمشركين لماذا لم يجز لنا ان نطلب المغفرة للكفار وللمشركين لان الله اخبر انه لا يغفر للكفار والمشركين - 00:28:48
فدعاؤنا اما عدم يقين بخبر الله وهذا يخالف الايمان واما عبث وهو يخالف اعمال اهل الاسلام ولهذا قال سبحانه وتعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا لي قربى - 00:29:07
من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم يعني من بعد ما تبين له انه مات على الكفر فمتى ما مات الكافر على الكفر او المشرك على الشرك يأتي يهوديا او نصرانيا او بوذيا - 00:29:32
فلا يستغفر له ابدا وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدهائية يعني ابراهيم عليه السلام كما جاء في سورة إبراهيم انه قال رب اغفر لي ولوالدي فاستغفر لوالديه - 00:29:50
طيب استغفر لوالديه لكن اباه لم يسلم وان قيل ان امه اسلبت فكيف استغفر لهما الجواب؟ استغفر لوالديه قبل ان يموت فلما تيقن انه مات على الكفر فان الله قال فلما تبين له - 00:30:09
انه عدو لله يعني مات على الكفر تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم اذا لابد ان ننتبه لهذه المسألة وهي ومن لقي ومن كافر عذبه ولم يغفر له ولابد ان ندرك ان الكفار مخلدون في النار - 00:30:27
وانهم لا يخرجون من النار ابد الاباد لان الكفر والشرك ذنب لا يغفر وما دام انه ذنب لا يغفر فعقابه لا ينتهي لان الذنوب التي لا تغتفر عقوباتها لا تنتهي - 00:30:51
بدوام الدهر وهذه مسألة واضحة وبينة جلية من عقيدة اهل السنة والجماعة هذا ما يتعلق بهذه الفقرات نسأل الله تبارك وتعالى ان يثبتنا على اصول اهل السنة والجماعة وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح - 00:31:15
ونكتفي بهذا القدر وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:31:40