التفريغ
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فقد سمعنا جميعا هذه الندوة المباركة التي تولاها اصحاب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن حماد بن عمر - 00:00:00ضَ
والشيخ ابراهيم فيما يتعلق بموضوع عظيم وهو لا ريب ان التوبة كما قال المشايخ فرض عظيم على كل مسلم ومن رحمة الله عز وجل ان شرعها لعباده وامرهم بها وفتح بابها سبحانه وتعالى - 00:00:20ضَ
الى ان تطوى الشمس من مغربها هذا من فضله وجوده وكرمه سبحانه وتعالى. وقد استوفى الكلام الجيد في هذا الموضوع واوضح واوضح جميعا وجوب التوبة وان الله يمحو بها السيئات وبينوا شرائطها واجادوا وافادوا جزاهم الله خيرا مضاعف مثوبتهم - 00:00:50ضَ
ونفعنا جميعا بما سمعنا وعلمنا في هذا الموضوع وغيره ايها الاخوة ان كل انسان هو محل الخطايا والذنوب وان الواجب على المسلم بوجه اخص ان يعنى بهذا الامر. وان يلزم التوبة دائما. لعله يلقى ربه بتوبة - 00:01:20ضَ
فان لقاء الله سبحانه بالذنوب التي لن يتوب منها فيه الخطر العظيم وقد تواترت الاخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. ان كثيرا من المعاصي يدخلون النار بذنوبهم هذا يذكرها لانه ما تعاق لوالديه. وهذا يذكرها لانه ما تعقل لاحد والديه - 00:01:50ضَ
وهذا انه مات على الربا. فيعذب بذلك. وهذا يدخلها لانه مات على الخمر وشرب الخمر وعدم الاقلاع منها نعوذ بالله من ذلك وهذا يدخلها لانه مات على الزنا ولم يتب. وهذا يدخلها لانه مات على اللواط واتيان الذكور ولم يتب - 00:02:20ضَ
ونعوذ بالله من ذلك وهذا يدخله على ذنوب اخرى. من معاصي اخرى فيعذبهم الله كما يشاء سبحانه وتعالى على قدر ذنوبهم وعلى قدر معاصيهم ومنهم من يموت على من الذنوب وعلى عدة من المعاصي. لا حول ولا قوة الا بالله. فما نهى الله عنه. باعمال صالحة - 00:02:40ضَ
حسنات عظيمة وهو ارحم الراحمين. سلم من ذلك. ولكن كثيرا من اهل المعاصي لا يسلمون من يدخلهم الله النار باعمالهم السيئة التي ماتوا عليها. لا حول ولا قوة وجاء في الاحاديث ان الله - 00:03:10ضَ
من النار ظبائر ظبائر قد انتحش وقد احترق بسبب الذنوب حتى يلقوا في نهر الحياة كما تموت الحبة في حمل السيل. فاذا تم خلقهم ادخلهم الله الجنة بعد ذلك. في اسلامهم الذي ماتوا عليه. وجاء في الاحاديث انهم - 00:03:30ضَ
ان كثيرا من المصلين يدخلون النار لا حول ولا قوة وان الله حرم على النار اثر السجود من ابن ادم دخلوا النار وهم مصلون فكيف المصلين دخلوها وهم مصلون لكن لهم ذنوب اخرى. لهم ذنوب غير ترك الصلاة. دخلوها بالربا دخلوها - 00:03:50ضَ
الزنا شرب الخمر اتخذها بالعقوق للوالدين اتخذوها بالظلم للناس دخلوها بالزنا ذكروها بغير هذا من المعاصي التي ماتوا ولم يتوبوا منها. ومن صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام انه قال من ضام شبرا من الارض في لفظه شيئا من الارض طوقه الله يوم القيامة - 00:04:10ضَ
من سبع فلينظر الاب لنفسه وليحذر ولا سيما من يتعاطى الاراضي فان الخطر عظيم. فليتق الله وليحذر. وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح. من حديث علي رضي الله عنه - 00:04:40ضَ
لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا لعن الله من غير من الارض من نار الارض مراسيمها وعلاماتها. هم. اخبر النبي انه لعن ان الله لعن من فعل هذا - 00:05:00ضَ
لما فيه من الشر العظيم والفساد والنزاع والخصومات فالواجب على اهل من المكلفين التوبة الى الله. المسلم والكافر جميعا على الجن والانس جميعا عليهم ان يتوبوا الى الله المكافر بالتوبة الى الله بالدخول في الاسلام. والرجوع عما هو عليه من الكفر. سواء كان يهوديا او نصرانيا او مجوسيا - 00:05:20ضَ
عبوديا او غير ذلك من اصحاب الشرك او عباد الاوثان. الواجب على جميع اهل الارض من المكلفين ان يتوبوا الى الله. وان يرجعوا الى الله. وان ينيبوا اليه ما داموا بدار المهلة ما داموا في دار العمل. فالكافر يبادر بالتوبة والدخول في الاسلام الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام - 00:05:50ضَ
وذلك باعلان توبته من الشرك وايمانه بانه لا اله الا الله حقا وانه معبود بالحق سبحانه وتعالى واعلانه ان محمدا رسول الله حقا. وان الله ارسله الى الناس كافة. من اتبع - 00:06:20ضَ
وامن بك له الجنة ومن حاذ عن سبيله ولم يؤمن به فله النار. ثم يستقيم على ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام. وعلى المؤمن بوجه بوجه خاص ان يعلن التوبة دائما ويلزمها دائما - 00:06:40ضَ
لانه على خطر من خطاياه. ولهذا خص الله بقوله وتوبوا الى الله جميعا. ايها المؤمنون لعلكم تفلحون الله سبحانه يا ايها الذين امنوا نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم - 00:07:00ضَ
ويدخلكم جنات تجري من تحتها انهارا غاية. يبين سبحانه ان التوبة فيها الفلاح. وفيها دخول الجنة وفيها تكفير السيئات فاذا كان المؤمن معكم المسلم يطيع الله ورسوله واغلى من الذنوب وعزم ان لا يعود فيها محاها الله عنه سبحانه وتعالى. نهاها الله جل وعلا والتوبة يغفر الله بها الذنوب - 00:07:20ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم التوبة تجب ما قبله. والاسلام يهدي ما كان قبله. وهناك امر رابع وهو توبوا بالحق من حقوق الناس ومظالمهم لابد من ذلك اذا كان عليه حقوق لابد ايضا من - 00:07:44ضَ
اعطاء الحق لاهلها او استحلالهم منها. كما سمعتم قد ظلم احدا في ماله او ضربه او سفك دمه او ما اشبه ذلك او سبة لابد ان يتحلل من ذلك. ما نعطيه ما له كان القصاص يمكن من القصاص - 00:08:04ضَ
لا اله الا الله الحقوق التي على الناس الحقوق التي للناس عليك ايها المؤمن عليك ان تجتهد في ادائها قبل الموت. سواء كان التعلق بالدماء او بالاموال او بالابدان او بالاعراض. صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:08:24ضَ
انه قال من كان عنده لاخيه مظلمة فليتحلله اليوم قبل ان لا يكون نار ولا ان كان له عمل صالح اخذ من حسناته بقدر مظلمة والا لم يكن له حسنات اخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. ولا حول ولا قوة الا بالله. وصح عنه ايضا عليه الصلاة والسلام - 00:09:24ضَ
انه قال للصحابة ذات يوم ما تعدون المفلس فيكم؟ قالوا يا رسول المفلس من لا له ولا متاع. اللي ما عنده مال لا نقود ولا غيره. هذا المفلس. فقال عليه الصلاة لكن المفلس الذي يأتي يوم القيامة - 00:09:54ضَ
بصلاة وصوم وزكاة ويأتي وقد ضرب هذا واخذ مال هذا وسفن دم هذا وشتم هذا وقذف هذا. فيعطى او كما قال عليه الصلاة والسلام. ثم قال فيعطى هذا من حسناته. ويعطى - 00:10:14ضَ
من الحسنات. فنيت حسناته ولم يغضب عليه. ومن عليه من سيئات المظلوم ثم لا حول ولا قوة هذه العاقبة لمن ظلم الناس والعياذ بالله. فالواجب الحذر ما دمت في دار المهلة - 00:10:34ضَ
والواجب ان تحاسب نفسك قبل ان يهجم عليك الاجل حتى تؤدي الحقوق. وحتى تكون التوبة كاملة. من ندم على الماضي من الذنوب والاقلاع من الذنوب وتركها والحذر منها تعظيما لله وخوفا منه. وامر ثالث وهو الزم الصادق الا تعود فيها - 00:10:54ضَ
وامر الرابع ان ترد المظالم الى اهلها. اذا كان عندك مظالم للناس تردها اليه. او تستحلهم منها تقول ابيعوني جزاكم الله خير هذا هو الواجب ومن رحمة الله لك ان توفق لهذا وان تهدى لهذا الامر - 00:11:14ضَ
وعليك ان تلزمه دائما ابدا. والتوبة لازمة كما تقدم واجبة فريضة. من جميع الذنوب ولا ترى من بعضها صحت التوبة. لو تاب من بعض ولم يتب من بعض. صحت التوبة مما تاب منه. فلو كان عنده - 00:11:34ضَ
وشرب خمر نعوذ بالله. فتاب من احدهما توبة صادقة تاب الله عليه. وبقي عليه الاصل. ولا حول ولا قوة الا بالله وهكذا قال ثلاثة ذنوب زنا شرب خمر ظلم للناس مال او دم او عرض فثاب من - 00:11:54ضَ
ثلاثة واثنين منها توبة صادقة مستوفرة للشروط صحت توبته وبقي عليه الذنب العاصي مع هذه المبادرة بالتوبة منه. واما علق عليه اصحاب الفضيلة مسألة العرض اذا كان قد يغتاب بعض الناس هذا امر خطير - 00:12:14ضَ
من كسرى ليستبيح ذلك الشخص ويقول قوته في عرض كذا وكذا فابحني اذا ذلك ولا يخشى ان يحدث ما هو اكبر من الشر استباحه في ذلك. فان كان يخشى ان يقع - 00:12:44ضَ
اكبر اذا اخبرك فانه لا يخبره ولكن يدعو الله له ويستغفر له باحسن ما يعرف من اعماله في الاماكن والمواضع التي ذكره فيها بالسيء واغتابه فيها ان يدعوا له ويستغفروا له - 00:13:04ضَ
ومع ذلك يذكر في المواضع التي اغتابه فيها بما يعلمه من محاسن عمله لا يكذب يقول له كذا وكذا ويكذب لا لكن يذكره بما يعلم من محاسن اعماله الطيبة بدلا مما ذكر من مساوئ اعماله - 00:13:34ضَ
ويكون هذه بهذا. ومما يعلق عليها ايضا للتأكيد. على ما ذكره اعلق على مسألتين ايضا من باب التأكيد والايضاح احداهما اذا كان الانسان من عمل الصالحات ثم ارتد ثم عاد الى الاسلام وهداه الله بعد ذلك - 00:14:14ضَ
هل تحبط اعمالك الطيبة الماوية من حج وغير ام لا؟ الصواب مثل ما سمعتم انها لا تحبط هذا الصواب تكون له اعمال ان عاد الى الاسلام واسلم يكون قد احرز اعماله الاولى باسلامه لان الله سبحانه شرط في احباطها الموت على - 00:14:44ضَ
فقال سيموت وهو كافر. فاذا مات مسلما فقد احرز عمله الاول حجه الاول صحيح ورمضانات هو الذي صامها صحيحا وهكذا لا يحبط شيء. وقال ايضا جل وعلا ايضا ان كفروا وماتوا وهم كفار فقيد موتهم وهم كفار. فلا يستحبط اعمالهم الا بموتهم وهم كفار. اما اذا ماتوا على الاسلام - 00:15:04ضَ
وهداهم الله فقد احرزوا اعمالهم. السابقة وبقيت لهم اعمالهم السابقة التي تعلوها في حال لاسلامهم الاول قبل ان يرتدوا. والصلاة الثانية لو ارتد المسلم ثم هداه الله هل يقضي الصلوات والرمضانات التي تركها او ما يقضيها - 00:15:34ضَ
خلاف بين اهل العلم والصواب انه لا يقضيها مثل ما سمعتم في الندوة الصواب انه لا يقضيها ولا تلزمه لا يلزمه القضاء ومما يدل على المعنى قوله جل وعلا قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد ساء. وان يعودوا - 00:16:04ضَ
قبلة الاولين فالذي رجع الى الاسلام يغفر له ما قد سلف والاسلام يهدم ما كان قبله يعيد الصلوات ولا يقضيها. قد يكون اخر تركها شهرا شهرين سنة سنتين. فلا يعيد - 00:16:34ضَ
بل توبته تمحو تمحو ذنوبهما ذنوبه الماضية من ترك صلاة وصوم وغير ذلك. فاسلامه الجديد هذا ما كان قبل ذلك من الذنوب. وتربطه هدمت ما كان قبل ذلك من الذنوب. واسلامه مثل ما تقدم احرز - 00:16:54ضَ
اعماله الطيبة السابقة وفي الحديث الصحيح لما قال حكيم يا رسول الله حكيم الحزام انه كانت ريعته واعماله في الجاهلية تتحنث بها. هل تنفعني؟ او قال فهل لي منها بشيء؟ قال له النبي - 00:17:14ضَ
ظل اسلمت على ما اسلفت من خير. فالاسلام محرزا لما لما تقدم. اسلمت على ما اسلفت من خير فاسلامه احرز اعماله الطيبة السابقة وتوبته هدمت السيئات التي عليه اذا تاب توبة صادقة واسلم - 00:17:34ضَ
حسنا من جميع الذنوب محا الله به ذنوبه. اما ما اسلاما لم يكمله فانه يؤخذ بالاول والاخر. ولا حول ولا قوة الا بالله. فلو كان في الجاهلية يشرب الخمر ثم اسلم ولكن بقي على ما اسلم منها فانه يؤخذ بالاول والاخر - 00:17:54ضَ
لانه لم يسلم منها ولم يتب منها. فاسلامه نفع في نحو الكفر عنه. وما تركه لله من واما ما بقي عليه من حال الجاهلية من شرب الخمر او من قطيعات الرحم او من الربا - 00:18:44ضَ
فانه يفهم بالاول والاخر لانه ما اسلم منه ولا ثابت منه. بالاول والاخر ونسأل الله للجميع العافية والتوفيق والهداية. كما نسأله سبحانه ان يمنحنا انه ينفقها في الدين وان يجزي اصحاب الفضيلة عن ندوة خيرا وان يضاعف قدرهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه. نبينا محمد - 00:19:04ضَ
وآله واصحابه. نبينا محمد وعلى اله واصحابه - 00:19:24ضَ