تفسير القرآن الكريم

72- تفسير القرآن بجامع البابطين | سورة القلم ٤٨-آخرها | الشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني سبحان الله وما انا من المشركين. بسم الله والحمد لله صلي وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا - 00:00:00ضَ

كل ما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله في هذا اللقاء المبارك هذا اليوم يوم الثلاثاء الموافق للعشرين من الشهر السادس جمادى الاخرة من عام خمسة - 00:00:30ضَ

واربعين واربع مئة والف للهجرة. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وان يبارك لنا ولكم في في اوقاتنا وفي اعمارنا وفي علمنا وفي عملنا. وان يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته - 00:00:50ضَ

سورة القلم ولا زلنا نتدبر اياتها وآآ وقفنا عند اخرها في قوله سبحانه وتعالى فاصبر لحكم ربك فاصبر لحكم ربك. خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لما وجد ما وجد من - 00:01:10ضَ

قومه ومن كفار قريش من العداوة ومن الشدة ومن العناد والرد وعدم قبول دعوته والاعراض والتسلط عليه وعلى اصحابه. امره الله سبحانه وتعالى بالصبر. كما امر غيره من الانبياء فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل. قال سبحانه وتعالى هنا فاصبر. الفاء هنا هي تفريعية - 00:01:40ضَ

تبرع على شيء قبلها يعني كما انهم هكذا يفعلون معك فينبغي لك ان تصبر الصبر هو حلية المسلم. يتحلى بها والصبر من الانسان الصبر من الرأس من الجسد الصبر من الدين كالرأس من الجسد. فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد. واذا ذهب الصبر ذهب الدين. ولذلك - 00:02:10ضَ

تحلي بالصبر في جميع الامور. الله سبحانه وتعالى هنا يقول فاصبر لحكم ربك. حكمه ماذا قضاؤه وتدبيره وقدره. قدره الكوني وقدره الشرعي. اصبر لحكم ربك الكوني والشرعي. فما يقدره الله في الكون يجب ان نصبر امامه. قد يأتيك شيء من الابتلاءات والامتحانات - 00:02:40ضَ

فينبغي لك ان تصبر امام هذه ان تصبر امام امام هذه الاشياء او الاقدار الكونية الامتحانات والاختبارات والابتلاءات ينبغي ان تصبر امامه. والله سبحانه وتعالى يوجه خطابه لرسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا خطاب للرسول - 00:03:10ضَ

قل ولغيره من الامة كلنا مخاطبون بهذا ان نصبر لما يقدره الله من امتلاءات وامتحانات بهذه الدنيا وايضا فاصبر لحكم ربك اي لشرعه لما يحكم الله به من الشرع. يعني انك احيانا تكلف بتكاليف - 00:03:30ضَ

شرعية ينبغي ان تصبر امامها. تصبر امامها تجد من المشقة تجد بعض الناس يشقه او يشق عليه الصيام يشق عليه الحج يشق عليه القيام يشق عليه فهذه ينبغي ان ان نواجهها بالصبر والتحمل. وقوله تعالى هنا فاصبر لحكم - 00:03:50ضَ

ربك يعني اصبر لما يقدره الله. قدرا وشرعا. قدرا وشرعا. قال ولا تكن كصاحب الحوت. ولا تكن كصاحب الحوت. صاحب الحوت هو هو ذو النون وهو يونس ابن متى عليه السلام. وقد ارسله الله الى قومه ودعاهم الى التوحيد - 00:04:10ضَ

والى عبادة الله وحده لا شريك له والى تقواه فابوا وابوا وكفروا وردوا رسالته وعاندوه كما عاند قريش وكفار قريش محمدا صلى الله عليه وسلم. فابوا فلما يعني اشتد الامر معه لم يصبر - 00:04:40ضَ

عليهم وخرج مغاضبا لربه خرج مغاظبا لربه وكان الاولى الا يخرج الا امري من الله حتى النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه ابو بكر الصديق وقال يا نبي الله قد اذونا - 00:05:00ضَ

قد اذونا اهل مكة لم لا تهاجر الى المدينة كما هاجر اصحابك؟ قال لم يؤذن لي. اذا اذن لي هاجرت وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر الاذن. وفي يوم من الايام جاء الى الى بيت ابي بكر الصديق وطرق عليه الباب. وقال - 00:05:20ضَ

يا ابا بكر قد اذن لي بالهجرة. قد اذن لي بالهجرة. يونس عليه السلام لما اشتد غظبه مع قومه فرج مغاضبا لله نصرة لله ولدينه وغضبا على قومه ولكنه لو تأنى حتى يؤذن له لكان هذا - 00:05:40ضَ

اولى لكنه استعجل الامر. وقال الله سبحانه وتعالى لا تكن يا محمد مع قومك تستعجل عليهم اصبر. اصبر عليهم ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم. لما خرج مغاظبا ووصل - 00:06:00ضَ

بحر ركب البحر. فرارا من قومه ونصرة لدين الله وغضبا على قومه. فلما ركب البحر وتوعدهم بان الله سينزل عليهم العذاب وفر هاربا وركب البحر. فلما ركب البحر وبدأت الامواج تتلاطم ورأى اهل - 00:06:20ضَ

اهل السفينة ان ان يلقوا احدا منهم حتى يخففوا الحمل على السفينة. فاقرعوا ساهموا مساهمة بسرعة من وقعت عليه القرعة يلقي بنفسه فساهم معهم يونس فكان من المدحظين يعني من المنهزمين - 00:06:40ضَ

ووقعت عليه القرعة اكثر من مرة فالقى بنفسه في البحر. فالتقمه الحوت وذهب به الى قاع البحر. ولم يصبه شيء ذهب به في ظلمات ظلمات الليل وظلمات البحر وظلمات بطن الحوت فنادى في الظلمات قال الله سبحانه وتعالى هنا - 00:07:00ضَ

اذ نادى وهو مكظوم قد اشتد به الكرب. اشتد به الغم ما له حيلة في بطن الحوت وفي وفي قاع البحر فعرف ان ليس له الا الله سبحانه وتعالى فنادى في الظلمات بهذا الدعاء العظيم. هذا الدعاء العظيم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما نادى مكروب - 00:07:20ضَ

ومغموم الا فرج الله عنه. فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. شوف كيف عبارة توحيد تجريد الله وعرف انه ليس هناك الا الله لا اله الا انت سبحانك ونجزاه من اي صفة من صفات النقص ثم - 00:07:40ضَ

واعترف بما اعترف به وهو نبي. واصطفاه الله واجتباه ومع ذلك يقر. لا اله الا انت سبحانك انت اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم. وكذلك ليس له فقط وكذلك ننجي كل مؤمن. وكذلك - 00:08:00ضَ

ننجي المؤمنين. قال الله سبحانه وتعالى اذ نادى وهو مكظوم. قال الله سبحانه وتعالى لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم. يعني لولا ان ان النعمة ادركته نعمة الله سبحانه - 00:08:20ضَ

ورحمته ورحمة الله ادركته لالقي بالعراء القاء وهو مذموم وهو مذموم كل يذمه لكنه ماذا؟ لكنه القي بالعراء وهو غير مذموم. ولذلك لو تقرأ هذه الاية وتذهب الى سورة صافات والله سبحانه وتعالى يقول فنبذناه بالعراء وهو سقيم نبذناه بالعراء وهنا يقول لولا ان تداركه - 00:08:40ضَ

نعمة الرب لنبذ بالعراء نقول نعم نبذ. هو نبذ بالعراء بلا شك. لكن الله هنا قال تداركوا نعمة ربه لنبذ بالعراء والحال ماذا الحال انه مذموم. لكن الله نزهه عن الذم. يعني القاه. لانه القاه بالعراء وانبت عليه - 00:09:10ضَ

في شجرة من يقطين واعاده الى قومه ارسلناه الى مئة الف او يزيدون. اعاده الله القاهم العراء لكنه لم تلقه على وجه الذنب لم يلقه على وجه الذم وهو مذموم. ولذلك اكد الله هنا لما قال لنبذ بالعراء قال لا - 00:09:30ضَ

نبذناه لكن ليس ليس مذموما ليس هو عندما القي القي وهو مذموم. قال سبحانه وتعالى فاجتباه. مثل ما ان الله اجتبى ادم لما وقع في الخطيئة تاب الله عليه واجتباه وهداه - 00:09:50ضَ

وكانت وكان حال ادم بعد التوبة خيرا من قبلها. وهنا كانت حال يونس عليه السلام بعد التوبة اكثر قربا الى الله ولذلك قال فاجتباه قربه واصطفاه ربه ولذلك قال شيخ قال فاجتباه ربه يعني ربه الذي خلقه - 00:10:10ضَ

الذي دبره وتصرف فيه ورباه التربية الحسنة هو الذي اجتباه. فاجتباه ربه فجعله من الصالحين. رفع مقامه رفع مقامه قد يخطي الانسان احيانا يقع في بعض الذنوب فيندم اشد الندم ويتحسر ويغتم - 00:10:30ضَ

قل توبتك قد تكون بعد التوبة خير لك من قبلها. فلا تيأس ولا تقنط من رحمة الله. الانسان اذا وقع وقصر في شيء وتاب توبة نصوحا قد تكون حاله خير. حاله خير. فهؤلاء الرسل الله سبحانه وتعالى جعل حالهم بعد التوبة خير - 00:10:50ضَ

مما قبل التوبة. قال فجعله من الصالحين فاثنى الله على على نبيه وصفيه يونس عليه السلام وامر نبينا محمد ان ان يقتدي بيونس يقتدي بالرسل. قال سبحانه وتعالى اولئك الذي نهد الله فبهداه مقتده. قال الله سبحانه وتعالى في خاتمة السورة قال وان يكاد الذين - 00:11:10ضَ

كفروا اي قومك اصبر امامهم لانهم الذي دفعهم الى الايذاء والعناد والكفر هو الحسد. هو الحسد حسدوك على ان الله اجتباك واختارك واوحى اليك وجعلك سيد الاولين والاخرين. فهذا الذي جعل هذا الذي - 00:11:40ضَ

جعلهم يعاندون ويستكبرون ويردون دعوتك. يقول وان يكاد الذين يقول اسمع يا محمد حال قومك معك وانظر الى حالهم. وان يكاد الذين كفروا ليزلغونك بابصارهم. يزلقونك اي يسقطونك على الارض - 00:12:00ضَ

ابصارا بشدة النظر. لانهم يريدون ان يعينوك يعني يصيبونك باعينهم حتى تسقط على الارض مصابا بعينك فتكون فتكون معيونا بهم. وما يعرف باصابة العين. كما قال صلى الله عليه وسلم قال لو ان شيئا سبق القدر - 00:12:20ضَ

سبقته العين فالعين قد كما قال صلى الله عليه وسلم قال العين يعني العين تجعل انسان يعني يعني يقع في في القبر والجمل في القدر. شدة العين. شدة العين. اوردت اوردت - 00:12:40ضَ

الجمل القدر. واوردت الرجل القبر. فالعين حق. العين حق. الانسان يتعوذ بالله ويحصن نفسه من العين ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم في من دعائه او من من اوراده صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم اني اعوذ بك من كل قال - 00:13:00ضَ

كل عين لامة ومن كل عين لامة. قد يصيب انسان يصاب بالعين حسد. حسد الناس واعينهم الحارة. ولذلك اهل مكة اهل مكة وقفوا النبي صلى الله عليه وسلم بافعالهم واقوالهم. فعلا وقولا هذا الفعل وان يكاد الذين - 00:13:20ضَ

كفروا ليزلقونك بابصارهم. لما سمعوا لما سمعوا الذكر هذا فعلهم. واما قولهم ماذا قال ويقولون انه لمجنون. يعني ما سلم محمد ما سلم محمدا صلى الله عليه وسلم منهم. لا بافعالهم - 00:13:40ضَ

ولا باقوالهم. يريدون ان يوقعوه وايضا يتهموه بالجنون. يتهموه بالجنون. الاحظ هنا في اخر السورة. ويقول هنا انه لمجنون وفي اول السورة ماذا قال؟ لما قال نون والقامة قال ما انت بنعمة ربك بمجنون بدأها - 00:14:00ضَ

عن الجنون وختمها بموقفهم انهم يتهمونه بالجنون وليس هو بل هو اعقلهم بل هو اعقلهم وارشدهم. قال وما هو اي الذي جئت به يا محمد؟ وكلفت به بدعوتك ما هو الا ذكر - 00:14:20ضَ

العالمين للعالمين على على مر السنين. فدعوة محمد صلى الله عليه وسلم دعوة دعوة قائمة ودعوة مستمرة الى قيام الساعة لكل لكل سطع من اصقاع الارض وبكل زمان من من هذه الازمنة وهي قائمة - 00:14:40ضَ

ولذلك قال وما هو الا ذكر اي هذا القرآن وهذا الوحي للعالمين. للعالمين. وهذه خاتمة ايضا مناسبة جدا ان الله ختم هذه السورة بان هذا القرآن وهذه الدعوة وهذا الوحي هو ذكر يتذكر به من تذكر وهو ايضا رفق - 00:15:00ضَ

وعزة ومكانة لكل من تمسك بهذا القرآن. اسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل القرآن. الذين هم اهل الله وخاصته وان ينفعنا واياكم بما سمعنا والله الموفق والهادي الى سواء السبيل. وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قل هذه - 00:15:20ضَ

في سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله - 00:15:40ضَ