رياض الصالحين للنووي

74/6- شرح رياض الصالحين(بـاب الحلم والأناة)- فضيلة الشيخ أد سامي بن محمد الصقير-18 ربيع الآخر 1444هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في باب الحلم والاناة والرفق. وعن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه - 00:00:20ضَ

وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم لاشتماله على خيري الدنيا والاخرة. فالدنيا دار عمل والاخرة دار جزاء فامر صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدنيا والعمل بالتيسير. وامر فيما يتعلق بالاخرة والجزاء - 00:00:40ضَ

بالخير والتبشير. فجمع عليه الصلاة والسلام بين التيسير والتبشير. فالتيسير في العمل والازام والامر والتبشير اي البشارة في العاقبة والمآل. وقوله يسروا ايسلكوا سبيل التيسير سواء كان ذلك فيما يتعلق في انفسكم او فيما يتعلق بغيركم. لان هذا - 00:01:10ضَ

هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فما خير بين امرين الا اختار ايسرهما. كما في الصحيحين من حديث عائشة الله عنها انها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما - 00:01:40ضَ

فعلى الانسان ان يختار لنفسه ما فيه اليسر والسهولة. لان هذا هو الذي اراده الله عز وجل بعباده لنا. فقال عز وجل يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. في سلك سبيل التيسير على - 00:02:00ضَ

سواء كان ذلك في العبادات؟ ام كان ذلك في المعاملات؟ كذلك ايضا مع غيره يسلك سبيل التيسير. فاذا سئل عن مسألة وفيها تيسير في الشريعة فليبين له الايسر. والمرجع في التيسير الى الشريعة وليس الى - 00:02:21ضَ

والناس واذواقهم لان من الناس من يكون عنده تساهل في دين الله عز وجل وانفلات فيما يتعلق الله فيجعل الامور المحرمة من باب التيسير. وعلى هذا فالمرجع فيما يكون تيسيرا او تعسيرا - 00:02:41ضَ

الى الشريعة يسروا ولا تعسروا. اي لا تسلكوا سبيل التعسير. سواء كان ذلك فيما يتعلق بانفسكم او فيما يتعلق بغيركم. لان التيسير فيه اشقاق وفيه حرج. وقد قال الله عز وجل وما جعل - 00:03:01ضَ

في الدين من حرج ولان التعسير سبب للنفور من دين الله عز وجل وذلك بالاشقاق على الناس بغير لكن ولا برهان. ثم قال وبشروا ولا تنفروا. بشروا من البشارة. وهي الاخبار بما يسر - 00:03:21ضَ

ايسلكوا سبيل البشارة والتبشير سواء كان ذلك فيما يتعلق بانفسكم او فيما يتعلق فاذا قمت بعبادة لله عز وجل فبشر نفسك ان الله عز وجل يتقبلها منك لان هذا من حسن الظن بالله. اذا صليت فبشر نفسك ان الله يتقبل صلاتك. اذا دعوت الله عز وجل - 00:03:41ضَ

بشر نفسك ان الله تعالى يتقبل دعائك. وهكذا لان هذا من احسان الظن بالله تعالى. والله عز وجل عند حسن ظن عبده به. كذلك ايضا بشروا مع غيركم. فاذا عدت مريضا فبشره بالخير - 00:04:11ضَ

وان ما اصابه من هذا المرض مما يكفر الله به سيئاته ويرفع به درجاته. وكذلك ايضا بان هذا المرض سوف يشفى منه. فما انزل الله تعالى داء الا انزل له دواء. كذلك ايضا اذا رأيت شخصا - 00:04:31ضَ

تائبا ومقبلا على الله تعالى فبشره بالخير وان الله تعالى يتقبل توبته وان التوبة ما قبلها. قال ولا تنفروا اي لا تكونوا منفرين عن دين الله عز وجل. لان هذا سبب - 00:04:51ضَ

بعد الناس عن دين الله فالتنفير عن دين الله قد يكون فيما يظنه الانسان من الخير ولكنه يكون سبب سببا لتنفيذ الناس عن دين الله. فمن ذلك اعني من التنفير ان يطيل الامام اطالة خارجة عن - 00:05:11ضَ

سنة فان هذا من التنفير في دين الله. ولهذا لما كان معاذ رضي الله عنه يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم يرجع الى قومه فيصلي بهم ويطيل. يطيل اطالة خارجة عن السنة. شكاه بعض من يصلي معه الى النبي - 00:05:31ضَ

صلى الله عليه وسلم فغضب الرسول عليه الصلاة والسلام وقال يا معاذ اتريد ان تكون فتانا؟ اي تفتن الناس وتصد لهم عن دين الله. وقال عليه الصلاة والسلام ان منكم منفرين. يعني من ينفر عن دين الله. كذلك ايضا من التنفير عن دين الله - 00:05:51ضَ

ان يذكر نصوص الترهيب ويدع نصوص الترغيب. فيذكر النصوص التي فيها الوعد وفيها الوعيد وفيها ذكر النار وما يكون الانسان من العذاب والعقوبة ويدع نصوص الترغيب التي ترغب وتحث لان النفوس - 00:06:11ضَ

مجبولة على حب ما يرغبها في العمل. والكل سواء لانك اذا رغبت الانسان اقبل على دين الله واذا رهبته ربما ابعد عن دين الله. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا الحث على التيسير - 00:06:31ضَ

وان يكون الانسان في عمله وفي ما يتعلق بغيره ان يسلك سبيل التيسير والتسهيل. ولكن المرجع فيما يكون تيسيرا او غير تيسير الى الشريعة الاسلامية. وهذه الشريعة بحمد الله شريعة مبنية - 00:06:51ضَ

على اليسر قال الله عز وجل يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقال وما جعل عليكم في الدين من حرج وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه. وفيه ايضا دليل على الحث - 00:07:11ضَ

على البشارة وان يكون الانسان مبشرا للناس سواء كان ذلك فيما يتعلق بامور دينهم او فيما يتعلق بامور دنياهم. ومنها ايضا التحذير من التنفير عن دين الله. وقد يكون التنفيذ - 00:07:31ضَ

عن دين الله بعمل يظنه الانسان قربة الى الله ولكن مع ذلك يكون سببا لنفور النفوس وبعد عن شريعة الله وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:51ضَ