رياض الصالحين للنووي

79/5- شرح رياض الصالحين - بـاب الوالي العادل - 30 جمادى الأولى 1444هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في باب الوالي العادل قال رحمه الله وعن عياض ابن حمار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق - 00:00:20ضَ

ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم. وعفيف متعفف ذو عيال. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عياض ابن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجنة ثلاثة اي - 00:00:33ضَ

متأهلون للجنة الصالحون لدخولها والجنة هي الدار التي اعدها الله تعالى لعباده المتقين. فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله عليه الصلاة والسلام اصحاب الجنة ثلاثة اي ثلاثة اصناف. فكل من اتصف بوصف من هذه الاوصاف فان - 00:00:53ضَ

انه يكون من اهلها. الاول قال ذو سلطان مقسط موفق. ذو سلطان اي ذو سلطة. اي ان الله عز وجل اعطاه سلطة وولاية. سواء كانت هذه السلطة سلطة عليا اما دون ذلك - 00:01:21ضَ

وقول ذو سلطان مقسط اي عادل. فهو يعدل بين من ولاهم الله عز وجل عليه. والعدل هو اقامة شريعة الله بان يحكم بشريعة الله عز وجل. ولا يراعي قريبا لقرابته او صديقا لصداقته - 00:01:40ضَ

او يحكم على عدو لعداوته. بل يراعي في ذلك العدل كما قال الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان. وقوله موفق اي قد وفقه الله تعالى للخير والصبر صلاح فهو مسدد في اقواله وفي افعاله. والثاني قال ورجل رحيم رجل رحيم - 00:02:00ضَ

يعني انه يرحم من يستحق الرحمة من عباد الله عز وجل من الفقراء والمساكين والمحاويج والصغار وغيرهم ممن يستحق الرحمة. ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربة ومسلم. رقيق القلب اي ان - 00:02:26ضَ

قلبه لين ليس قاسيا بل قلبه رقيق يعطف ويشفق على من يستحق الرحمة والشفقة ولا سيما الاقارب الذين بينهم وبينهم رحم ثم عموم مسلمين والثالث متعفف رجل عفيف متعفف ذو عيال - 00:02:46ضَ

عفيف اي انه لا يسأل الناس شيئا متعفف اي انه يبالغ في ترك المسألة. وقيل ان المراد بقوله اي انه متعفف عن الحرام. يبتعد عن المحرمات. متعفف اي انه لا يسأل الناس شيئا مع - 00:03:10ضَ

ذو عيال اي ان له من يعولهم من زوجة واولاد ومع ذلك اي مع حاجته الى النفقة والى المال فهو متعفف لا يسأل الناس شيئا بل يصبر على ما ابتلاه الله تعالى به من الفقر - 00:03:30ضَ

ويعمل ويكدح حتى ينفق على نفسه من كسبه. فهذا الحديث فيه فوائد منها اولا فظيلة العدل ان العدل واقامته سبب من اسباب دخول الجنة. ومنها ايضا فضيلة الشفقة والرحمة لذي القرابة ولعموم المسلمين. وان رحمة الانسان بعباد الله تبارك - 00:03:50ضَ

ولا سيما الفقراء والمساكين والمحاويج والصغار انها من اسباب دخول الجنة. لان هذا من الاحسان والله عز وجل يحب المحسنين. ومنها ايضا من فوائد الحث على لين القلب ودقته وعن لين القلب ورقته سبب من اسباب دخول الجنة. ومن اعظم اسباب - 00:04:17ضَ

القلب ورقته وبعد قسوته الاقبال على كتاب الله عز وجل تلاوة وتدبرا وعملا. فان كتاب الله عز وجل سبب للين القلب ودقته. كما قال الله تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيت - 00:04:45ضَ

خاشعا متصدعا من خشية الله. وذلك لان القرآن شفاء لما في الصدور وهدى. كما قال الله تبارك وتعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين - 00:05:05ضَ

ومن اسباب ايضا لين القلب ورقته وصلاحه. الاكثار من ذكر الله عز وجل على سبيل العموم. من تحميد تكبير وتسبيح وتهليل وغير ذلك. قال الله تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر - 00:05:24ضَ

تطمئن القلوب. ومن ذلك ايضا الاقبال على الله عز وجل بالاكثار من الاعمال الصالحة. لان الاعمال اذا استكثر الانسان منها رق قلبه ولان وبعدت قسوته. وفي هذا الحديث ايضا دليل على فضيلة - 00:05:44ضَ

عن المحرم ولا سيما سؤال الناس المال. فالتعفف عن المحرم سبب من اسباب دخول الجنة الانسان متى اعف نفسه اعفه الله. كما قال الله تعالى وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من - 00:06:04ضَ

فالتعفف سبب للغنى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله. فعلى المرء ان احرص على العفاف. اولا العفاف عن المحرمات فلا يرتكب محارم الله تعالى. وثانيا العفاف - 00:06:24ضَ

عن سؤال المال من غير حاجة. لان سؤال المال من غير حاجة ذل للانسان. والناس وان اعطوك مرة لن يعطوك مرة ثانية. وبمجرد ان تمد يدك الى الناس تكون ذليلا عندهم. فكن عزيزا - 00:06:44ضَ

وعف نفسك عن السؤال ما استطعت الى ذلك سبيلا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا سيدنا محمد - 00:07:04ضَ