شرح (التفسير الميسر)

٨. تفسير سورة البقرة | الشيخ د. عبدالله العنقري

عبدالله العنقري

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اي ايها المسلمون الناس صدق اليهود بدينكم. وقد كان علماؤهم يسمعون كلام الله من التوراة ثم يحرفونه بصرفه الى غير معناه الصحيح بعدما عقدوا حقيقته او بتحريف الفاظه وهم يعلمون انهم يحرفون كلام رب العالمين عمدا وكذبا - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حروف العطف الفاء والواو وثم اذا جاءت بعد هذه الهمزة لقوله هنا افتطمعون - 00:00:36ضَ

يقول اهل اللغة انها دالة على شيء محذوف يعطف عليه الكلام الذي بعد حرف العطف وقوله افتطمعون ان يؤمنوا لكم نلاحظ ان الكلام كأن قبله شيئا. ولهذا قوله افتطمعون ان يؤمنوا لكم - 00:00:59ضَ

فسره عندك هنا بقوله انسيتم افعال اليهود فاء تبينت الفاء هنا افتطمعون ان يؤمنوا لكم يعني انسيتم فطمعتم ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم اي من هؤلاء يسمعون كلام الله تعالى في التوراة ثم يحرفونه - 00:01:28ضَ

عمدا لهذا قال من بعد ما عقلوه فهموه وعربوه ثم تعمدوا تحريفه هذا نص في ذم اهل التحريف وهي سنة سنة سلكتها المعتزلة والجهمية واضرابهم وسلفهم فيها اليهود فهم اهل التحريف - 00:01:53ضَ

قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ذكر الله انهم يحرفونه يختار كثير من اهل العلم ان المراد تحريف المعاني ان المقصود تحريف المعاني - 00:02:11ضَ

انهم يحرفون المعاني الظاهرة البينة بحيث يجعلون بديلا عنها وهو ما عرف عند المفتونين من المتكلمين بالتأويل. سموه بالتأويل وهو في الحقيقة التحريف. وهذا يدل على خبث اهل التحريف وان قوله تعالى وهم يعلمون دال على هذا الامر فانهم يفعلون ما يفعلون وهم يعرفون ان هذا كلام الله عز وجل ومع ذلك - 00:02:31ضَ

فعلوا هذه الفعلة الشنيعة فهم سلف لكل محرف يأتي من بعدهم واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم تحدثونهم بما بما فتح الله عليكم ليحاجكم به عند ربكم. افلا تعقلون؟ اكمل الاية - 00:02:58ضَ

اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون اي هؤلاء اليهود اذا لقوا الذين امنوا قالوا بلسانهم امنا بدينكم ورسولكم وبشروا به بالتوراة واذا خلا بعضها هؤلاء المنافقين من اليهود الى بعض الى بعض قالوا في انكار اتحدثون المؤمنين بما بين الله لكم في التوراة من امر - 00:03:23ضَ

لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة. لتكون لهم الحجة الحجة لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة افلا تفقهون فتحذروا ايفعلون كل هذه الجرائم ولا يعلمون ان الله يعلم ما جميع ما يخفونه وما يظهرونه - 00:03:49ضَ

هذه الاية فيها بيان حال اليهود اذا لقوا الذين امنوا اين هم يظهرون لهم انهم امنوا بما انزل الله عز وجل في شأن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يذكرون الدلائل انها موجودة في التوراة - 00:04:10ضَ

اذا صادفوا اهل الايمان وواجهوهم قالوا امنا. وهذا يدل على ان اليهود فيهم منافقون انه ينسب النفاق الى اليهود ايضا لان المنافقين منهم لان اليهود منهم من كان ينافق وان كان النفاق في اصله يطلق على - 00:04:29ضَ

العرب الذين كانوا في المدينة من اهلها ممن كانوا يظهرون الايمان ويبطنون الكفر ولكن هؤلاء ينافقون ايضا فكانوا اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا صاروا فيما بينهم وخلا بعضهم الى بعض - 00:04:47ضَ

عتب بعضهم على بعض قالوا اتحدثون هؤلاء المؤمنين فيما ذكر الله لكم في التوراة فيكون ما ذكرتموه لهم حجة يحاجونكم بها يوم القيامة افلا تعقلون؟ قال عز وجل اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون؟ هذا الحال منهم لا يخفى على الله سبحانه وتعالى - 00:05:04ضَ

فالرب عز اسمه لا يغيب عنه مثل هذا الفعل من هؤلاء المفسدين من اليهود وهذا يدل على انهم قد يظهرون شيئا وهم على خلافه وذلك كله اذا شعروا بقوة الاسلام واهله - 00:05:28ضَ

نعم ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني. وان هم الا يظنون اي ومن اليهود جماعة يجهلون جماعة جماعة يجهلون القراءة والكتابة ولا يعلمون التوراة وما فيها من صفات نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما - 00:05:45ضَ

من ذلك الا اكاذيب وظنون فاسدة هذه الاية فيها بيان ان منهم طائفة من الاميين والامي هو الذي لا يكتب ولا يحسن الكتابة لا يعلمون الكتاب الا امانيه مجرد ظنون - 00:06:07ضَ

ما عندهم الا الخرس والظن بلا علم من اهل العلم من قال ان المراد بالاماني هنا القراءة لان اللغة فيها انه تمنى بمعنى قرأ تمنى كتاب الله قرأ كتاب الله - 00:06:25ضَ

لكن الذي ذكره ابن كثير هو الظاهر من الاية والله اعلم ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب. فلما قال اميين فلما قال ومنهم اميون بين بذلك انهم من هؤلاء الذين لا يعلمون الكتاب فلا يكونون ممن يقرأ وانما عندهم اماني - 00:06:46ضَ

كقولهم لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم مجرد اماني بلا علم ولا برهان. نعم ويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله - 00:07:06ضَ

ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا. فويل لهم مما كتبت ايديهم. وويل لهم مما يكسبون. اي فهلاك سعيد شديد لاحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب بايديهم. ثم يقولون هذا من عند الله وهو مخالف لما انزل الله على - 00:07:22ضَ

فيه موسى عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام يأخذوا في مقابل هذا عرض الدنيا فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بايديهم. ولهم عقوبة مهلكة بسبب ما يقضونه في المقابل من المال الحرام كالرشوة وغيرها - 00:07:42ضَ

ذكر الله عز وجل ان منهم من يكتبون الكتاب بايديهم ثم يزعمون ان هذا الكتاب من عند الله عز وجل. فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم. ثم يقولون هذا من عند الله. ما مرادهم؟ مرادهم والعياذ بالله - 00:08:01ضَ

الدنيا يشتروا به ثمنا قليلا ثم عاد بالتهديد مرة اخرى فقال فويل لهم مما كسبت ايديهم وويل لهم من فويل لهم ما كتبت ايديهم وويل لهم ما ذكر الله عز وجل الويل لهم في هذه الاية ثلاث مرات والعياذ بالله - 00:08:15ضَ

وهذا يدل على فداحة وفظاعة ما ينتظرهم على ما بين الرب سبحانه من هذا الوعيد الهائل لفظاعة جرمهم. فان الذي ينسب الى الله عز وجل مثل هذا الامر الفظيع العظيم - 00:08:35ضَ

ويدعي انه من رب العالمين سبحانه وتعالى ويريد بذلك مجرد اعرض الدنيا عرض الدنيا وحطامها لا شك ان وحطامها لا شك انه بهذا يكون قد فعل فعلة عظيمة اقتضت ان يهدد بالويل ثلاث مرات - 00:08:50ضَ

الويل لهن ما كتب والويل له مما كسب من هذه الكتابة عياذا بالله. نعم وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة. قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده. ام تقولون على الله ما لا تعلمون - 00:09:10ضَ

وقال بنو اسرائيل كان قصدك الكتاب هنا في الاية يكتبون الكتاب بايديهم هذا الكتاب الذي كتبوه كتاب زوروه ليست ثورة لكن الكلام السابق لان في انهم يحرفون كلام الله اي كلام الله الذي في التوراة. اما هذا الكتاب الذي كتبوه هم فكما بين الله عز وجل. كتاب كتبوه بايديهم. ليس من الله - 00:09:31ضَ

ثم قالوا بعد ذلك هذا من عند الله لينسبوه الى الله وقال بنو اسرائيل لن تصيبنا النار في الاخرة الا اياما قليلة العدد. قل لهم ايها الرسول مبطرا دعواهم اعندكم عهد من الله بهذا - 00:09:54ضَ

فان الله لا يخلف عهده بل انكم تقولون على الله ما لا تعلمون بافترائكم الكذب زعموا ان النار لم تمسهم الا مدة يسيرة وزعموا انهم آآ لما سألهم النبي عليه الصلاة والسلام - 00:10:11ضَ

قالوا انكم انا ندخل النار مدة كذا ثم تخلفوننا فيها قال صلى الله عليه وسلم كذبتم وهم الان قد اقروا بانهم سيدخلون النار عياذا بالله. لم في خبيث ما صنعوا - 00:10:29ضَ

والنصوص الجلية دالة على انهم يدخلون النار ثم يخلدون فيها لانهم كفار فاقروا هنا بانهم سيدخلون النار ولكن زعموا زعما عريظا انهم لن تمسهم النار الا اياما معدودة. على اي اساس لا اساس له؟ ثم زعموا - 00:10:43ضَ

ان هذه الامة ستخلفهم في النار عياذا بالله وكذبوا في امر في اول الامر وفي اخره وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا ان كان عندكم من الله عهد فان الرب سبحانه وتعالى لا يخلف - 00:10:58ضَ

عهده ولا يخلف وعده سبحانه وتعالى ام تقولون على الله ما لا تعلمون؟ هذا هو الحاصل. انهم يقولون القول الذي لا علم عندهم به وانما يفترون الكذب بلى من بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار. هم فيها خالدون. اكمل. والذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:11:16ضَ

اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون اي فحكم الله ثابت ان من ارتكب ان من ارتكب الاثام حتى جرته الى الكفر واستولت عليه ذنوبه من جميع جوانبه وهذا لا يكون الا في - 00:11:39ضَ

من اشرك بالله فاولئك هم المشركون والكفار الذين يلازم نار جهنم ملازمة دائمة لا تنقطع وحكم الله الثابت في مقابل هذا ان الذين صدقوا بالله ورسله تصديقا خالصا وعملوا الاعمال متفقة مع المتفقة مع - 00:11:53ضَ

شريعة الله التي اوحاها الى رسله. هؤلاء يلازمون الجنة في الاخرة. ملازمة دائمة لا تنقطع. هذا هو الحاصل والحق الذي لا شك فيه ان الناس فريقان كما قال تعالى فريق في الجنة وفريق في السعير - 00:12:11ضَ

فاهل الايمان والعمل فاهل الايمان والعمل الصالح هم اهل الجنة الذين يخلدون فيها ويلازمونها ولا يكونون فيها اياما معدودة. اهل الجنة وانما يكونون فيها ابد الاباد. لا يبغون عنها حولا كما قال عز وجل - 00:12:29ضَ

اما من كسب سيئة قيل المراد بالسيئة الشرك واحاطت به خطيئته. وفسرت ايضا يعني فسر بالشرك وفسر بالكبيرة الذي يوافي الله تعالى عاصيا فاما ان يوافيه بالشرك الاكبر عياذا بالله - 00:12:45ضَ

فيكون من اهل الخلود المستديم عياذا بالله يمكث في النار الى ابد الابد فمن كسب سيئة الشرك هذه فانه لا نصيب له بتاتا ولا مطمع له في الدخول في الخروج من النار - 00:13:06ضَ

كما قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار اما من لقي الله بذنب من الذنوب التي يلقاه بها الموحدون فكما قال عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:13:21ضَ

فاما اهل الخلود الدائم الذين يستمرون فيها بلا انقطاع فهم اهل الشرك الذين يوافون الله تعالى بشركهم واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين. وقولوا للناس حسنا - 00:13:36ضَ

الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم منا قليلا منكم. وانتم معرضون فاسقف على هذه وراءها ايات اخرى ايضا - 00:13:55ضَ