التفريغ
فقه الادعية والاذكار كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجر فقه الادعية والاذكار يشرحه ويعلق عليه مؤلفه. فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:00:03ضَ
الصلاة والسلام على امام المرسلين وخيرة رب العالمين وقدوة المؤمنين الموحدين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا شك ايها الاخوة المستمعون ان كل مسلم يدعو الله تبارك وتعالى - 00:00:45ضَ
يدعوه وهو يرجو ان يجيب دعاءه ويحقق رجاءه ويعطيه سؤله الا ان الدعاء له شروط عظيمة واداب مهمة ينبغي على المسلم ان يعتني بها ليحافظ عليها ليستجاب له بتحقيقها دعاؤه وليتحقق له بتكميلها امله بالله ورجاءه - 00:01:05ضَ
وهذه الشروط والاداب وان كانت جميعها مهمة عظيمة الا انها متفاوتة في الاهمية الا انها متفاوتة في الاهمية بعضها اهم من بعض فمنها شروط صحة لا يستجاب الدعاء الا بها - 00:01:29ضَ
ومنها اداب وسنن ومكملات والمسلم الموفق يحافظ على ذلك كله ويعتني به جميعه ليكمل له نصيبه من الخير وقد مر معنا ايها الاخوة المستمعون في حلقات مضت الاشارة الى جملة طيبة من شروط الدعاء وادابه - 00:01:48ضَ
ولا سيما عند ذكر حديث ابي هريرة رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله تعالى امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا - 00:02:10ضَ
اني بما تعملون عليم وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك - 00:02:34ضَ
وفي قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فانى يستجاب لذلك اشارة الى ان لقبول الدعاء واستجابته شروطا لا بد من تحقيقها وضوابط لا بد من التزامها والمخل بها حري به الا يستجاب دعاؤه - 00:02:58ضَ
ايها الاخوة المستمعون. ويأتي في مقدمة شروط الدعاء بل وفي مقدمة شروط كل طاعة يتقرب بها العبد الى الله الاخلاص لله تبارك وتعالى فيه وفي كل عمل يتقرب به. فان هذا شرط اساس وقيد مهم لا قبول للدعاء ولا لاي - 00:03:18ضَ
عبادة الا بتحقيقه والاتيان به قال الله تعالى الا لله الدين الخالص. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وقال تعالى فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وقال تعالى قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند - 00:03:41ضَ
لكل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون وثبت في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس رضي الله عنهما اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت - 00:04:04ضَ
استعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف. خرجه الامام احمد - 00:04:19ضَ
احمد والترمذي وغيرهما وقوله صلى الله عليه وسلم اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله امر بالاخلاص لله تعالى في السؤال والاستعانة بان لا يسأل الا الله. ولا يستعان الا به. وهذا امر متعين على كل مسلم - 00:04:39ضَ
لان السؤال فيه اظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على دفع هذا الضرر. ونيل المطلوب وجلب المنافع ودرء المضار ولا يصلح الذل والافتقار الا لله وحده لانه حقيقة العبودية - 00:05:01ضَ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومن اعظم الاعتداء والعدوان والذل والهوان ان يدعى غير الله. فان ذلك من الشرك. والله لا يغفر ان يشرك به وان الشرك لظلم عظيم. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا - 00:05:23ضَ
وسؤال المخلوق محرم لغير حاجة. اي فيما يقدر عليه كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة في تحريم المسألة له عليه الصلاة والسلام ولغيره في حديث حكيم وقبيصة وغيرهما - 00:05:47ضَ
ففي حديث حكيم بن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاني ثم سألته فاعطاني ثم سألته فاعطاني ثم وقال يا حكيم ان هذا المال خذرة حلوة. فمن اخذه بطيب نفس بورك له فيه. ومن اخذه باشراف - 00:06:06ضَ
نفس لم يبارك له فيه. وكان كالذي يأكل ولا يشبع. واليد العليا خير من اليد السفلى. اخرجاه وعن عوف بن مالك الاشجعي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة او ثمانية. فقال الا تبايعون؟ فقلنا - 00:06:26ضَ
قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك يا رسول الله قال على ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وان تطيعوا واسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس شيئا - 00:06:45ضَ
قال ولقد رأيت بعض اولئك النفر يسقط سوط احدهم فما يسأل احدا ان يناوله اياه. رواه مسلم وعن قبيصة ابن مخارق الهلالي انه قال تحملت حمالة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اسأله فيها - 00:07:02ضَ
فقال اقم حتى تأتينا الصدقة. فنامر لك بها ثم قال يا قبيصة ان المسألة لا تحل الا لاحد ثلاثة رجل تحمل حمالة حلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل اصابته جائحة اجتاحت ما له فحلت له المسألة حتى يصيب قوام من عيش - 00:07:22ضَ
ورجل اصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحزى من قومه لقد اصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى قوام من عيش او قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة فسحت يأكلها صاحبها سحتا. رواه مسلم وابو داوود والنسائي - 00:07:47ضَ
وترك السؤال المخلوق اعتياظا بسؤال الخالق افضل مطلقا. كما قال الله تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب وفي الصحيحين عن ابي سعيد الخدري قال اصابتني فاقة فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يخطب الناس. وهو يقول - 00:08:12ضَ
يقول يا ايها الناس والله مهما يكون عندنا من خير فلن ندخره عنكم وانه من يستغني يغنه الله. ومن يستعف يعفه الله. ومن يتصبر يصبره الله. وما اعطي احد عطاء خير - 00:08:32ضَ
واوسع من الصبر وقلت في نفسي والذي بعثك بالحق لا اسألك شيئا فرجعت فاغنى الله وجاء بالخير ابو سعيد رضي الله عنه فهم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ان ترك سؤاله عليه الصلاة والسلام تعففا - 00:08:49ضَ
خير له من سؤاله فاذا كان ترك سؤال الانبياء في حياتهم افضل مع الحاجة والفاقة ومع عدم الحاجة يكون حراما. فكيف يكون سؤال الغائب والميت منهم ومن غيرهم؟ انتهى كلامه. وقال رحمه الله - 00:09:11ضَ
فان سؤال المخلوقين فيه ثلاث مفاسد مفسدة الافتقار الى غير الله. وهي من نوع الشرك ومفسدة ايذاء المسؤول وهي من نوع ظلم الخلق وفيه ذل لغير الله وهو ظلم للنفس. فهو مشتمل على انواع - 00:09:30ضَ
الظلم الثلاثة انتهى كلامه. ايها الاخوة المستمعون والمسلم الموفق يعلم علم يقين انه لا ينفع ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع غير الله. ولهذا فهو وحده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء والذل والخضوع - 00:09:49ضَ
وانا لنرجوا الله تبارك وتعالى ان يوفقنا واياكم لتحقيق ذلك. والا يكلنا الى احد سواه فانه سبحانه وتعالى اعمل مسؤول ونعم المرجو والمستعان. والى لقاء اخر في حلقة قادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:11ضَ
فقه الادعية الادعية والاذكار طه كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجر فقه الادعية والاذكار يشرحه ويعلق عليه مؤلفه. فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور عبد الرزاق بن عبدالمحسن البدر نفع الله بعلمه. فقه الادعية والاذكار - 00:10:32ضَ