الأهواء والفرق والبدع عبر تاريخ الإسلام - الشيخ د ناصر العقل
9 الأهواء والفرق والبدع عبر تاريخ الإسلام ( النزاع في الإمامة ) - د ناصر العقل
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله رضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين - 00:00:01ضَ
وبعد وصلنا اليه صفحة في موضوع الاهواء الاهواء والفرق والبدع عبر تاريخ الاسلام اخذنا الى صفحة مئتين واربعين الفقرة كم فقط اثنين وعشرين اتنين وعشرين النزاع في الامامة في هذه الظروف وفي هذه الاثناء اي بعد - 00:00:21ضَ
قتل عثمان رضي الله عنه وبعد ان احتدمت الفتنة حدث النزاع في الامامة وذلك في عهد علي رضي الله عنه بعد مقتل عثمان وهذا يعني ان نزاع الثوار على عثمان لم يكن من النزاع في الامامة. انما كان - 00:00:45ضَ
بحسب تأولهم ودعواهم من اجل ان يختار المسلمون من يشاؤون للامام بمعنى ايضا اخص انه لا يعرف من هؤلاء الذين وقعوا في الفتنة الى مقتل عثمان لا يعرف منهم من يدعو - 00:01:05ضَ
بالامامة لا لهذه الفئة ولا لواحد منها ولا لغيرهم من الاخرين. وان كان منهم من يقول علي احق بالامامة لكن ليس هذا قصدهم اول هؤلاء يقصدون المنازعة المسلمين في امامتهم - 00:01:24ضَ
الى ان حدثت الفتنة وظهرت من خلالها المذاهب الجديدة مذاهب الخوارج ومذاهب الشيعة فبدأ النزاع في الامامة اي الخروج على المسلمين في هذا الجانب وايضا الخروج على امام المسلمين ومنازعته الحق في الامام - 00:01:39ضَ
وعلى هذا فانما حدث من معاوية رضي الله عنه وغيره من الصحابة ومن التابعين ومن ابنائهم وغيرهم ممن لم يبايعوا علي لم يكن قصدهم في ذلك المنازعة في الامام. ولم يظهر ذلك - 00:02:02ضَ
ولم يظهر ذلك انما كان قصدهم تأجيل البيعة الى اخذ الثأر او القصاص لعثمان رضي الله عنه وهذه مسألة اجتهادية لم يدع احد ولم يرفع احد رايه يقصد بها منازعة علي الامامة - 00:02:20ضَ
الى ان ظهرت الخوارج ولذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية في رده على من زعم ان من زعف الامامة حدث في عهد ابي بكر في قصة السقيفة او انه حدث بعد - 00:02:38ضَ
في اثناء قصر عثمان رد على هؤلاء بقوله وذلك ان النزاع في الامامة لم يظهر الا في خلافة علي رضي الله عنه وذلك بخروج الخوارج واعتقاد الشيعة الاعتقاد الذي ادى الى الخروج على الجماعة - 00:02:51ضَ
اما نزاع الخوارج فهو نزاع ظاهر حيث نزعوا يد الطاعة واعلنوا نقض البيعة لعلي رضي الله عنه وبايعوا اماما جديدا عبد الله بن وهب الراسبي فكان هذا اول نزاع فعلي ظاهر. اما الرافضة فما جرؤه على ان يفعلوا شيئا لكنهم نازعوا اعتقادا واظهروا - 00:03:10ضَ
نزع في الاعتقاد ثم بعد ذلك ظهرت اول مقولة فرقت بين الامة بعد السبئية وهي مقولة الخوارج ثم مقولة القدري والمقصود بالمقولة الدعوة او العقيدة التي يؤسس لها وتعلن وينتصر لها اصحابها. تسمى مقولة - 00:03:34ضَ
السلف كانوا يعبرون عما يخرج به اهل الاهواء من عقائد مقولات مقولات مثل ما نقول نحن مناهج او اصول عقدية فاسدة او بدع عقدية اذا كنا علمنا ان اول المقولات التي سببت الافتراق وهو المقولات السبئية المتمثلة باضطرابات الثوار على عثمان رضي الله عنه وان هذه الامور هي التي مهدت - 00:04:04ضَ
لظهور الاهواء ثم نشأت عنها مقالة الخوارج ومقالة الشيعة ثم عاقبها قول القادرية بعد منتصف القرن الاول لذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية فاول مسألة فرقت بين الامة هي مسألة الفاسق الملي - 00:04:28ضَ
اي ان اول مقولة ظهرت هي مسألة تكفير المخالف او مرتكب الكبيرة تكفير المخالف او تكفير مرتكب الكبيرة. وتسمى مسألة الفاسق الملي. الماء فاسق الملي هو مرتكب الكبيرة. اي اهل الملة - 00:04:43ضَ
الذين يقعون في الفسق اي اهل الكبائر. نزعت الخوارج من اول وهلة الى تكفير من يفعل ذلك وادرجته الخوارج في نصوص الوعيد وخلدوه في النار. وحكموا بكفره ووافقتهم المعتزلة بعد ذلك - 00:05:02ضَ
فلذلك لما اعتقدت الخوارج ان الحكم بغير ما انزل الله كبيرة وانها ترادف معنى الكفر وان الكفر يرادف معنى الكبيرة. كفروا عليا رضي الله عنه وصرفوا معنى التكفير الوارد في الاية وفي النصوص الى التكفير المخرج من الملة - 00:05:18ضَ
اولا يعتبر علي ابن ابي طالب حكم بغير ما انزل الله وقالوا انك حكمت الرجال مع ان هناك شيء في ذلك فيما بعد وقال هل يمكن ان يناقشهم هو والصحابة الاخرون كابن عباس؟ قالوا هل يمكن تحكيم كتاب الله الا بالرجال - 00:05:43ضَ
كتاب الله ليس رجلا ينطق كتاب الله مرجعه فهم الراسخين. لكنهم اتوا من قبل سذاجة العقول والحمق وضيق الافق وقصر النظر والحدة والشدة والعنف والتنطع في الدين ثم الاهواء نسأل الله السلامة - 00:05:59ضَ
فالمهم انهم لما رأوا ان علي او زعموا ان علي بتحكيمه للرجال وقع في الكفر حكم اه حكم بغير ما انزل الله وروا انه وقع في الكفر وان الكفر الذي - 00:06:19ضَ
وقع به هو الكفر المخرج من الملة وانه بذلك لا يصح ان يكون اماما للمسلمين وان امامته لتنعقد فمن هنا من كان معه وبايعه فهو حكمه حكمه ومن اقر التحكيم واقر بالحكمين او رضي بذلك - 00:06:35ضَ
فانه مثله. وهكذا جر قضية التكفير الى كل من تلبس بهذا الحكم من هنا نشأ القول بتكفير مرتكب الكبيرة اول نتعرض للوعيد وخلودي في النار ووافقهم بعد ذلك المعتزلة على دخول - 00:06:55ضَ
مرتكب الكبيرة في نصوص الوعيد وخلوده في النار لكنهم لم يحكموا بكفره في الدنيا وقالوا لا كافر ولا مؤمن في الدنيا كما سيأتي فيما بعد قالوا في منزلة بين منزلتين - 00:07:17ضَ
ثم جاءت مسألة القدر في منتصف بعد منتصف القرن الاول الهجري. وتقريبا بعد سنة ستين او على جهة التحديد كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ان الارجح انه اول ما عرفت مسألة - 00:07:29ضَ
القدرية سنة اربعة وستين حينما احترقت الكعبة او ثلاثة وستين وانه اتخاذ ناس في مسألة احتراق الكعبة. هل احترقت بقدر الله؟ وكيف يقدر الله احتراق الكعبة يتكلم عن ذلك بالسذاجة وبغير علم ولا فقه - 00:07:46ضَ
بدأوا بدأوا يخوضون في القدر ثم نسبوا هذه الافعال مثل اختراق الكعبة الى غير الله. وقالوا هذا من فعل مخلوق. والامر انف. هذا الامر لم يعلمه الله ولم يقدره حتى حدث. لما حدث علمه الله. اذا - 00:08:01ضَ
نسبوا مثل هذا الفعل الى المخلوق وقالوا المخلوق خالق افعاله وان الله عز وجل قد يكون في ملكه ما لم يعلمه ولم يقدره نشأت القدرية الاولى على هذا النحو وانضافت الى الفرقتين السابقتين - 00:08:15ضَ
الخوارج والشيعة فصارت هي الفرقة الثالثة في تاريخ الاسلام والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هل ينصح باثارة الاحداث والوقائع؟ طبعا ما قالوا الوقائع لكني اقولها من باب تفسير معنى الاحداث - 00:08:35ضَ
هل ينصح باثارة الاحداث التي تمت بين الصحابة اقصد ما جرى بين معاوية رضي الله عنه عن ابن ابي طالب رضي الله عنه سواء في الدراسات الجامعية او في البحوث الاخرى - 00:08:52ضَ
من اجل دراستها والاستفادة منها اما اثارتها في المجالس العامة وفي الدروس بغير ظرورة فلا ينبغي اما في المجالس العامة فارى وجوب الكف عنها وجوبا وان الوقوع فيها اثم لان الناس - 00:09:02ضَ
لا يعرفون ملابساتها ولا تفصيلها والسلف انتهوا فيها بخلاصة. هذه الخلاصة هي الكف عما حدث. عما جرى بين الصحابة واعتبار ما جرى كله باجتهاد وان اكثر ما روي لا يصح. وهذه مسألة مهمة يغفل عنها كثير من طلاب العلم. وهو ان اكثر ما روته كتب التاريخ - 00:09:18ضَ
في ما جرى بين الصحابة لا يصح ولذلك تجدون الروايات التي في الصحاح والمسانيد والسنن في هذا الامر قليلة جدا قليلة جدا واكثرها يختلف كثيرا عما في كتب التاريخ والشاهد ذلك او مثال ذلك ان كتب التاريخ تذكر ان الصحابة اكثرهم - 00:09:37ضَ
وقعوا او شاركوا بين الفريقين ما بين منتصر لموقف علي وبين منتصر لموقف معاوي مع انه المحقق الذي ثبت عن الائمة في ذلك الوقت انه لم يشترك من الصحابة الا عدد محدود حتى ان بعضهم اقسم انهم لا يزيدون عن عشرة وبعضهم قال خمسة - 00:10:04ضَ
واكثر ما قيل كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية انهم ثلاثين الذين اشتركوا اكثرهم بل جلهم لما علموا ان هناك من يغذي الفتنة خرجوا منها حتى علي رضي الله عنه ومعاوية في اخر الامر. لما ادرك كل منهما ان المسألة فيها شيء - 00:10:26ضَ
اه تسامح كل منهما او سمح كل او اعتذر كل منهما للاخر وحصل بينهما ما حصل من الاعتذار ومن التأثر السابق. فعلى اي حال اقول هذا دليل او شاهد على وهو قولي بانه لم يشارك من الصحابة الا عدد يعد على الاصابع - 00:10:47ضَ
او ربما اكثر ما قيل ثلاثين. والصحيح انهم لم يزيدوا عن عشرة وهذا شاهد على ان اكثر ما تقوله كتب التاريخ لا يصح وان اكثر كلام الناس واحكامهم على ما قيل في كتب التاريخ. اذا الناس قالوا بغير علم وشحنوا قلوب عامة المسلمين على ذلك - 00:11:07ضَ
الفاضل على روايات رواها الشيعة والمعتزلة والجهمية وغيرهم. وحشدوا بها كتب التاريخ. اذا اثارة هذا الموضوع عند العوام لا يجوز ابدا وارى انه من الاثم وعند صغار طلاب العلم كذلك - 00:11:27ضَ
اما اثارته في دروس العلم المخصصة فينبغي ان يكون بقدر اي عند الحاجة وعندما يأتي له مناسبة اما في الدراسات فاذا امكن ان يدرس على يد متمكن سليم العقيدة وباشراف عالم - 00:11:42ضَ
متخصص تدرس مثل هذه الامور ويخرج بها بنتائج تنفع المسلمين كما فعل كثير من الائمة والعلماء مثل ما فعل اه صاحب العواصم من القواسم وشيخ الاسلام ابن تيمية وغيرهم كتبوا كتابات حررت هذا الموضوع تحريرها نفع المسلمين - 00:12:00ضَ
فاذا كان بهذه الظوابط والشروط فلا مانع من دراسة هذه المسائل لاسيما وان الموضوع يثار ضد الصحابة في كل وقت وفي كل حين. والان من القضاء من اخطر القضايا اللي تثار هو هذا الموضوع سواء من - 00:12:22ضَ
يصوم السلف وبل من اعداء الاسلام كالرافضة وغيرهم او من خصوم السلف من اهل البدع او من الجهلة او العوام وكثير من مثقفينا والادباء والمؤرخين مع الاسف يخوضون في هذه المسائل - 00:12:38ضَ
على مذهب الرواة رواة التاريخ الذين هم اكثرهم رافظة وشيعة واشباههم. فينبغي ان تحرر الامور علميا من اجل ان هؤلاء يقفون عند حدهم. وتدرس لهم هذه المسائل دراسة علمية منهجية على ضوء الدراسات الحديثة تكون جاهزة لقطع الخط على امثال هؤلاء الذين يشوشون على الامة - 00:12:55ضَ
وينتهزون مثل هذه الاحداث للطعن في الاسلام والمسلمين وفي السلف. والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:22ضَ