التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده لا اثني لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه - 00:00:00ضَ
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله قيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره - 00:00:17ضَ
باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنقرأ شيئا من ايات الذكر الحكيم ثم ان شاء الله تعالى نعلق على ذلك بما يفتح الله وما وننظر ما ذكره الامام البخاري رحمه الله في تفسيره - 00:00:34ضَ
في هذه الايات المتلوة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما فلا جناح عليهما ان يصلح بينهما صلح - 00:00:53ضَ
والصلح خير. واحضرت الانفس الشح. وان وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا. ولن فلا يميل كل الميل فتذروها كالمعلقة. وان تصلحوا وتتقوا ان الله كان غفورا رحيما. وان يتفرقا يغني الله كل - 00:01:25ضَ
من سعته وكان الله واسعا حكيما. هذه الايات الكريمات هي صلة ما ذكر الله عز وجل قبل ذلك من استفتاء قوم من الصحابة في شأن النساء حيث قال جل وعلا - 00:02:15ضَ
ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وقد ذكر الله تعالى في سياق ذلك جملة جملة من الاحكام التي سبق ان قررها جل في علاه في اول السورة فانه في اول السورة - 00:02:38ضَ
ذكر سبحانه وبحمده وجوب العدل في حقوق اليتامى وفي النساء وكذلك ذكر ما يتصل بالتعدد وشرطه قال الله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم - 00:02:59ضَ
ذلك ادنى ان لا تعولوا ثم ذكر اتيان النساء حقوقهن وفي هذه الايات عاد الله تعالى الى ذكر ذلك وبيان مزيد مما يتصل باقامة العدل والقسط في شأن اليتامى وفي شأن النساء - 00:03:27ضَ
وابتدأه بذكر استفتاء قوم من الصحابة عن شأن النساء فقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل الله يفتيكم فيهن اي في شأن النساء وما سألتم ويفتيكم فيهن ايضا ما يتلى عليكم في الكتاب من يتامى في الكتاب - 00:03:48ضَ
في الكتاب وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن الى اخر ما ذكر الله تعالى ومن جملة ما ذكر الله جل وعلا في هذا الشأن - 00:04:11ضَ
ما ذكره جل وعلا من خوف المرأة نشوز زوجها والنشوز هو نوع من العلو والارتفاع ولذلك يسمى المكان المرتفع ناشزا او نشذا بارتفاعه وعلوه وقد ذكر الله جل وعلا في اية النساء - 00:04:26ضَ
النشوز بصوره الثلاثة نجوز الرجل عن المرأة وهذا في هذه الاية في قوله تعالى وان امرأة خافت من بعلها نشوزا فالتي تخاف النشوز او فالذي يخاف النشوز من الزوجين في هذه الاية هو المرأة - 00:04:55ضَ
وقد تقدم ايضا ذكر نشوز المرأة نشوز المرأة وما وما يترتب عليه من الاحكام في قوله تعالى واللاتي تخافون نشوزهن تعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن وهذا فيه بيان نشوز المرأة - 00:05:17ضَ
واما نشوز الطرفين الرجل والمرأة فقد ذكره الله تعالى في قوله وان خفتم شقاق بينهما النشوز من الطرفين هو الذي افضى الى الشقاق هكذا قال بعض اهل العلم في بيان سورة النشوز الثالثة. وهي نشوز الطرفين - 00:05:40ضَ
والنشوز في المرأة هو خروجها عن طاعة ما يجب عليها من حق الزوج. هذا نشوز المرأة الا تطيع الزوج فيما يجب عليها من الحقوق واما نشوز الرجل عن المرأة فهو ميله عنها ورغبته - 00:06:05ضَ
عنها مما يحمله على نقص حقوقها والتقصير فيما يجب لها وقد بين الله تعالى فيما مضى ما يتعلق معالجة نشوز المرأة وكيف يعالج ذلك وفي هذه الاية ذكر الله جل وعلا - 00:06:30ضَ
التوجيه في معاملة نشوز الرجل. فقال تعالى وان امرأة خافت من بعلها نشوزا خافت من بعلها اي من زوجها نشوزا اي تقصيرا في حقها اما في القسم واما في النفقة واما في العشرة بالمعروف - 00:06:55ضَ
هذه المواضع التي يتبين بها نشوز الرجل. ان يقصر في القسم او يقصر في النفقة او يقصر في العشرة بالمعروف فاذا بدأ للمرأة شيء من ذلك فان الله تعالى بين - 00:07:18ضَ
المخرج للمرأة في معالجة الامر في تلك الاية ذكر الله تعالى كيف يعالج الرجل نشوز المرأة فقال واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم بترك النشوز فلا تبغوا عليهن سبيلا. ان الله كان عليا كبيرا - 00:07:43ضَ
وفي هذه الاية وجه الخطاب للمرأة ووجه الخطاب ايضا في بعضه للرجل لان الرجل عنده من اسباب المعالجة الخروج من نشوزه في حق المرأة ما ينبه اليه قال الله تعالى وان امرأة خافت من بعلها - 00:08:09ضَ
نشوزا او اعراظا اعراضا يعني انصرافا وهو ان يرغب في براقها فهو امر مختلف عن النشوز يعني هو لم ينشز لم يقصر في عشرتها ولا في قسمها ولا في في نفقتها لكن خافت المرأة ان يطلقها - 00:08:36ضَ
وان يرغب عنها وهذي حال غير حال النشوز قال الله جل وعلا او اعراظا فلا جناح عليهما على الزوجين الرجل والمرأة ان يصلح بينهما صلحا ان يصلح بينهما صلحا اي ان يتفقا بينهما على امر - 00:08:58ضَ
يصطلحان يصطلحان عليه ولم يذكر الله جل وعلا ما هو الصلح في هذه الاية لان الاصل في الصلح الجواز كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الصلح جائز بين المسلمين - 00:09:22ضَ
الا صلحا احل حراما او حرم حلالا فلم يبين الله عز وجل هنا ما هو الصلح او تقييدا له او ظبط لان الاصل فيه الحل الا بهذا القيد والظابط ان يكون الصلح محلا لحرام - 00:09:39ضَ
او محرما لحلال وبعد ان بين الله تعالى المخرج في حال خوف المرأة نشوز زوجها او خوفها ان يعرض عنها حث الله تعالى على هذا المخرج وبين جميل عاقبته على الزوجين بقوله والصلح خير - 00:09:57ضَ
يعني الصلح لن يعدم منه الاطراف المتصالحة خيرا بل سيدركون منه خيرا وبرا والخير هنا اثبات مطلق الخيرية ولم يحدد موضعها هل هي في الدنيا او في الاخرة وهو شامل لهذا وذاك. قال الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس - 00:10:24ضَ
ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. فندب الله جل وعلا الى الصلح وبين جميلا عاقبته وفي الحاضر في الدنيا وفي الاخرة اذا احسن القصد واخلصت النية. فقوله تعالى والصلح خير - 00:10:50ضَ
لم يبين موضع الخيرية ليشمل ذلك كله. خيرية الدنيا وخيرية الاخرة ثم بعد ان ندب النفوس الى الصلح وبين بين جميل عاقبته ذكر مانعا من موانع تحقق الصلح بين الاطراف - 00:11:14ضَ
تنازعه ليس فقط في هذا الموضع بل في كل المواضع التي يطلب فيها الصلح وهو قوله تعالى واحضرت الانفس الشح هذا اعظم ما يمنع وقوع الصلح بين الاطراف المختلفة او المتنازعة او التي بينها - 00:11:31ضَ
شقاق او خلاف الذي يمنع هؤلاء من المضي في الصلح واجرائه هو ما ذكره تعالى واحضرت الانفس الشح احظرت الانفس الشح اي الزمت الانفس الشح وما هو الشح الشح هو - 00:11:51ضَ
منع الحقوق الا تسمح نفسك بمنع الحق وهو بخل وزيادة لان البخل منع منع في صورة منصور المنع اما الشح فهو اوسع من ذلك فهو يشمل البخل وزيادة لانه يحمل على منع الحقوق وكراهية بذلها - 00:12:17ضَ
وهو من اعظم الافات التي توقع الناس في فساد الدين والدنيا. ولذلك يقول الله تعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك ايش هم المفلحون هم المدركون للفلاح في الدنيا والاخرة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في تحذير - 00:12:48ضَ
اهل الايمان من الشح قال واتقوا الشح فانما اهلك من فانه اهلك من من كان قبلكم فالشح يفضي الى انواع من الفساد والاختلال في معاش الناس في دمائهم وفي اموالهم وفي اعراضهم - 00:13:09ضَ
فلا يقتصر اثره في تعثر حياة الناس او وقوع الفساد في حياتهم في جانب من الجوانب بل يشمل كل جوانب الحياة سواء كان ذلك في الدماء او كان ذلك في الاموال او كان ذلك في الاعراض. قال الله تعالى واحضرت الانفس - 00:13:30ضَ
شوف للمفسرين في هذه الاية من المقصود بقوله الانفس قولان من اهل العلم من قالوا احذرت الانفس يعني نفوس النساء بالنظر الى سياق الاية نفوس النساء احضرت الشح. كيف ذلك؟ يعني ان المرأة لا تسمح - 00:13:51ضَ
باسقاط حقها او التغاضي عن حقها لابقاء عقد الزوجية بين الرجل بينها وبين زوجها فتجدها تطالب بكامل حقوقها سواء في نفقة او في قسم او غير ذلك مما يتعلق بالحقوق - 00:14:11ضَ
وهذا يحملها على عدم الرضا بالصلح الذي يبقي عقد الزوجية ويحافظ على الرابطة الوثيقة بين الرجل والمرأة وقال اخرون بل قوله تعالى احظرت الانفس الشح هو خبر عن انفس المتنازعين - 00:14:30ضَ
سواء كانوا رجالا او نساء فقول احذرت الانفس اي انفس الرجال وانفس النساء فانفس الرجال تمسك عن بذل ما يمكن ان يكون سببا للصلح وانفس النساء تمسك ايضا عن الرضا بما يمكن ان يكون سببا للصلح والتقارب - 00:14:59ضَ
وبالتأكيد ان النفوس اذا شحنت بهذا المعنى وشحت بحقوقها وطالبت الاستيفاء التام لها في مقام كهذا المقام الذي فيه رغبة الزوج عن الزوجة وعدم حرصه على حفظ بقائها سيكون المآل والمنتهى الى - 00:15:22ضَ
انفراط عقد الزوجية وعدم بقاء الوثيقة والرابطة بين الزوجين ولهذا قوله تعالى واحضرت الانفس الشح اشارة الى العائق المانع قد رجح الطبري رحمه الله ان الاية هنا المراد بها انفس النساء لا انفس الرجال - 00:15:47ضَ
لان المرأة هي المخاطبة في هذا المقام بان تغض الطرف عن بعض حقوقها لتستديم وتستعطف زوجها ليبقيها في عصمتها ليبقيها في عصمته تمر بينهما الرابطة الزوجية وقال في ذلك كلاما - 00:16:16ضَ
مما افاده ان الرجل في هذا المقام ليس في مقام تنازل انما الذي في مقام تنازل هو المرأة وبالتالي قوله احذرت الانفس الشح هو حث للنساء ان يخرجن عن دائرة - 00:16:42ضَ
الشح الذي يقتضي المطالبة بكامل الحقوق وعدم السماح بما يمكن ان يتغاضى عنه لاجل ادامة رابطة الزوجية واكثر المفسرين الذين وقفت على كلامهم في الاية يذكرون ان الاية شاملة للطرفين الرجل والمرأة فاحضرت الانفس الشح - 00:16:59ضَ
للرجال والنساء وان الرجل يشح بمطالبه والمرأة تشح بمطالبها فيقع بينهما ما يقع من انفصام عقد الزوجية وعدم وعدم استمرار الرابطة. يقول الله تعالى بعد ذلك وان تحسنوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا - 00:17:23ضَ
بعد ان حث على الصلح وبين المانع منه عاد الى ذكر ما ينبغي ان تكون عليه الرابطة بين الرجل والمرأة وهما ظمان السلامة في كل رابطة سواء دامت او انتهت سواء استمر او تفرقا. وان تحسنوا - 00:17:52ضَ
وتتقوا الاحسان بذل قل لي تجود به النفس من خير سواء كان ذلك بحسن العشرة او كان ذلك اعطاء مال او كان ذلك بلين كلام او كان ذلك بتغاض عن حق - 00:18:15ضَ
كل هذا يندرج في الاحسان فالاحسان احيانا يكون بذلا واحيانا يكون اسقاطا لحق فالذي يسقط حقه يحسن الى الطرف الاخر فقوله تعالى وان تحسنوا هو خطاب للرجل والمرأة وندب لهما - 00:18:40ضَ
الى الاحسان الذي به يمكن ان تستقيم العشرة وتصلح المعيشة بين الطرفين. واما قوله وتتقوا اي وتجعل بين وبين عذاب الله وقاية وكيف يجعل الانسان بينه وبين عذاب الله وقاية في هذا الشأن في شأن العلاقة الزوجية هو ان يبذل الحقوق - 00:18:59ضَ
وان يراعي حق الله تعالى في ما يجب عليه فان عجز او لم يتمكن فثمة مخرج هو الا يستمر في هذه العلاقة ولا يستمر في هذه الصلة كما سيأتي بيانه في الاية لكن المندوب هنا هو - 00:19:20ضَ
بذل الوسع في اعطاء الحقوق وعدم بخسها فالاحسان هو فظل والتقوى هي العدل الذي يجب ان يكون عليه حال الزوجين. قال الله تعالى فان الله كان بما تعملون خبيث هذا تذكير - 00:19:39ضَ
للرجال والنساء بان الله تعالى مطلع على خفاياهم الخبير هو العليم ببواطن الامور ويختلف عن العليم العليم يطلق على الذي يدرك الامور ويحيط بها لكن الخبير هو علم زائد اذ انه يدرك البواطن والخفايا - 00:20:00ضَ
فقوله تعالى فان الله كان بما تعملون خبيرا تنبيه الى وجوب اصلاح النية والقصد وان من ضرورات حصول الصلح بين الاطراف ان يكون بينهما قصد حسن ان يكون بينهما نية صالحة. وقد جاء النص على هذا المعنى في قول الله تعالى وان خفتم شقاق بينهما - 00:20:25ضَ
تبعث حكما من اهله وحكما من اهلها ثم قال ان يريدا اصلاحا تنبه على النية وان الواجب ان ينوي كل واحد من الطرفين تحقيق الصلح والوئام والوفاق بين الزوجين. ان يريد اصلاحا يوفق الله بينهما - 00:20:52ضَ
وهذا ما اشار اليه في هذه الاية في قوله تعالى فان الله كان بما تعملون خبيرا. يعلم الظواهر والبواطن يعلم المعلن والمخفى يعلم السر والعلانية وبالتالي جدير بالمؤمن ان يحسن قصده وان يراقب ربه وان يبتغي ما عند الله عز وجل وان يغلب جانب الاحسان في هذه - 00:21:14ضَ
العظيمة وهذه العلاقة الوثيقة التي هي اعظم الروابط التي بين الخلق ليس ثمة اعظم رابطة بين الناس بالرابطة الزوجية واقصد بالرابطة الاختيارية يعني حق الوالد عظيم لكن هذا حق ثابت - 00:21:42ضَ
بدون اختيار انت جئت من هذا الاصل بدون اختيار منك لكن فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية هي علاقة في الاصل علاقة تراضي بين اطراف وهي قائمة على كلمة يستحل بها الرجل - 00:22:04ضَ
من المرأة ما لا يستحل غيره ولذلك وصفه الله تعالى بالميثاق الغليظ وبين انه انما حصل الاستباحة بين الزوجين بكلمة الله كل هذا توثيق اهم تبين وثيق العلاقة ورفيع قدر هذه الرابطة - 00:22:20ضَ
ولذلك جاء في الصحيح من حديث عقبة بن عامر من حديث عقبة بن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان احق ان احق ما اوفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج - 00:22:44ضَ
احق ما يوفى به من شروط العقود ما تستباح به الفروج فهذا يدل على عظيم قدر هذه الوثيقة وهذه العلاقة والصلة بين الزوجين قال الله تعالى بعد ذلك بعد ما بين قال في خطابه للرجال وهو ايضا تنبيه - 00:22:58ضَ
للنساء الا يستوفين كامل الحق الذي لهن ولا يطالبن بكل ما ما لهن من الحقوق فيما يتعلق حقوق الزوجية في حال التعدد لان ذلك مما يعسر ويصعب. قال الله تعالى ولن تستطيعوا - 00:23:22ضَ
ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم يعني ولو كان منكم حرص على العدل التام بين الازواء بين الزوجات فان ذلك لا يمكن ان يتحقق والعدل المنفي هنا ليس العدل الواجب المشترط في قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثا ورباع - 00:23:43ضَ
فان خفتم الا تعدلوا فواحدة فان ذاك العدل شرط اباحة النكاح شرط اباحة التعدد وهذا العدل المنفي هنا ليس مانعا من التعدد وانما هو بيان ان العدل الذي يقتضي تمام المساواة بين الزوجات في كل نواحي الحياة امر متعذر - 00:24:06ضَ
امر متعذر لماذا لان العلاقات البشرية منها ما في يد الانسان ان يتحكم فيه ففيما يتعلق بالقاسم شيء يستطيعه الرجل يقسم بين زوجاته في النفقة كذلك في حسن العشرة كذلك - 00:24:32ضَ
لكن في ما يتعلق بميل القلب والحب والبغض هذا امر لا يمكن ان يملكه الانسان بل هو خارج عن اختياره. فميل القلب وانجذابه ليس امرا مقدورا عليه بل هو امر خارج - 00:24:51ضَ
عن الاختيار وعن التحكم وهذا ليس فقط بين الزوجات حتى بين الابناء وبين الاخوان بل بين الاب والام واوثق الاقربين منك قد لا تستطيع ان تتحكم في التسوية فيما يتعلق - 00:25:10ضَ
المشاعر من الحب والبغض فيمن لهم حق المساواة في هذا ولذلك قال الله تعالى ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم لكنه نبه الى ان هذا العجز عن كمال العدل لا يسوغ الحيف - 00:25:32ضَ
والظلم في الحقوق الممكنة ولذلك قال فلا تميلوا كل الميل اي لا يحملكم ما في قلوبكم من محبة لزوجة على اخرى ان تميلوا اليها فتبخس الاخرى حقها. فلا تميلوا كل الميل. فتذروها كالمعلقة. يعني لا هي ذات زوج - 00:25:53ضَ
ولا هي ولا هي ايم ولا هي ذات زوج بسبب ما كان من الانصراف عنها ولا شك ان هذا من الظلم البين الذي يعاقب الله تعالى عليه ولذلك ندب الله تعالى الى - 00:26:16ضَ
الاصلاح ومراجعة النفس في هذا المسار وتقوى الله عز وجل باعطاء الحقوق قال الله تعالى وان تصلحوا يعني ما يكون من تقصير اميل وتتقوا فتتجنبوا ما حصل منكم ب الماضي فلا تستصحبوه في المستقبل الاصلاح لما مضى والتقوى في ما يستقبل تصلح ما مضى من الميل - 00:26:36ضَ
وتتقوا فيما بقي من هذه الصلة فانكم موعودون بفظل من الله ورحمة. قال الله تعالى فان الله كان غفورا رحيما. يغفر ما كان من ميلكم ما كان من تقصيركم في العادل ويظيف اليكم فضلا - 00:27:05ضَ
وهو العطاء الكريم الرحمة هي ايصال كل بر وخير الى المرحوم والله تعالى قد وعد من احسن واتقى واصلح واتقى ان يفيض عليه من فضله بمغفرة ما كان من تقصيره وفتح ما يكون من اسباب استقامته من اسباب وصول الخير له - 00:27:27ضَ
رحمة ثم بعد ان فرغ من ذكر تلك التوجيهات الالهية قد تصل الامور الى حد لا يمكن ان تستقيم فيها الصلة الا على نحو من الميل وعدم اقامة الحقوق فما المخرج؟ قال الله تعالى وان يتفرقا يتفرق الزوجان - 00:27:52ضَ
قذف التفرق اليهما اما بالصلح واما بالطلاق واما بالفسخ فيما اذا طالبت المرأة تقصير زوجها ان يفسخها القاضي واما بالخلع باي نوع من انواع التفرق لم يحدد صورة التفرق والفرقة بين الرجل والمرأة الفرقة في الحياة لها صور - 00:28:17ضَ
الفرقة بين الرجل والمرأة نوعان فرقة في الحياة وفرقة بالموت طرقة الموت لا سبيل الى آآ الى تحصيلها انما هي امر الله تعالى متى جاء حصل واما الفرقة في الحياة فمنه ما يكون الى الرجل - 00:28:47ضَ
وهو الطلاق ومنه ما يكون الى المرأة وهو الفسخ ومنه ما يكون مشتركا بين الرجل والمرأة وهو الخلع فان الخلع يكون بالتراضي والتصالح بين الزوجين على الفراق مقابل عوض فالفرقة في الحياة بين - 00:29:09ضَ
الرجل والمرأة تكون بالطلاق وتكون بالخلع وتكون للفسخ والفسخ له اسبابه. غالب ما يقع من الفرقة اما بالطلاق بالدرجة الاولى. وقد يقع شيء منه بالخلع وهذا بالدرجة الثانية واقل ما يكون بالفسخ - 00:29:34ضَ
وهذا قل ما يكون بين الازواج فيما يشاهد من القضايا التي تكون بين الازواج. فقوله تعالى وان يتفرقا اي ينفصل الرجل عن المرأة ويفارقها باي وجه من اوجه المفارقة بطلاق او بخلع او بفسخ - 00:29:56ضَ
يغني الله كلا من سعته اي يتفضل الله تعالى على كل واحد من الزوجين بالاغتناء عن الاخر فالرجل يجد غيرها وهي قد تجد غيره واذا لم يحصل الغناء بالزواج للطرفين فيحصل الغناء بغير ذلك مما - 00:30:17ضَ
يكفي الله تعالى به الزوجين قال تعالى يغن الله كلا من سعته اي من فضله واحسانه وبره ثم قال تعالى وكان الله واسعا حكيمة واسعا في عطائه حكيما في شرعه - 00:30:40ضَ
فما شرعه الله تعالى في اصلاح امر الزوجين هو في غاية الاتقان وما قضاه من الفرقة عند تعذر الاصلاح هو ايضا في غاية الاحكام. فقوله تعالى وكان الله واسعا حكيما - 00:30:57ضَ
بيان لعظيم فضل الله تعالى في ما اذا وصلت الامور الى الفراق وبيان لعظيم فضل الله على الناس بما ترى لهم من الاحكام التي تصلح احوالهم وتستقيم بها امورهم - 00:31:16ضَ