تيسير التفسير(جزء عمَّ)

96 - تيسير التفسير « سورة الشرح ج2 » الأستاذ الدكتور عيسى بن محمد المسملي.

عيسى المسملي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا - 00:00:11ضَ

فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد مرحبا بكم واهلا في هذا اللقاء الذي اسأل الله تبارك وتعالى - 00:00:51ضَ

ان يكون مباركا متقبلا سورة الشرح تقدم الكلام عنها عن اسمها وعن كونها جاءت بعد الضحى وهي كالتكملة لها كما ذكر بعضهم وايضا هي سورة مكية وفيها امتنان الله تبارك وتعالى على رسوله الكريم - 00:01:16ضَ

عليه الصلاة وافضل التسليم. وقد مر الكلام في اللقاء السابق عن الاية الاولى من هذه السورة. الم نشرح لك صدرك؟ قد شرحنا لك صدرك تقدم الكلام عن انشراح الصدر واسباب انشراح الصدر - 00:01:39ضَ

وغير ذلك الم نشرح لك صدرك؟ الله تبارك وتعالى يمتن على نبيه ومصطفاه. مذكرا اياه بالنعم العظيمة الجليلة ومن وهذا يشبه ما في الضحى في قوله عز الم يجدك يتيما فاوى؟ ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا - 00:01:56ضَ

وهنا يقول الله عز وجل الم نشرح لك صدرك وتقدم الكلام عن هذه العطية والهبة الربانية العظيمة الجليلة. وعن انشراح الصدر الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك؟ هذه منة اخرى عظيمة من الله تبارك وتعالى. وهذه والوزر هو الاثم - 00:02:18ضَ

هو الثقل والاثم يثقل يثقل الانسان ويقعده عن النشاط والحيوية في طاعة الله عز وجل هذا الوزر الم ووضعنا عنك وزرك ووضع الوزر هو كقوله عز وجل ليغفر ليغفر لك ليغفر لك الله - 00:02:41ضَ

ما تقدم من ذنبك وما تأخر نعم وقد كان عليه الصلاة والسلام اشرح الناس صدرا وكان اسرع الناس الى العبادة وانشطهم فيها. يقوم عليه الصلاة والسلام حتى تتفطر قدماه ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك - 00:03:05ضَ

النقيض في لغة العرب يطلقونه على الصوت الرحل الذي يكون على البعير مثلا اذا اثقل عليه الحمل يصبح فيه مثل الازيز مثل الصوت. فهذا هو النقيض ولا شك ان الاثم والذنب يثقل الانسان عن طاعة الله ويثقله ويكون عليه ثقيلا فيمتن الله - 00:03:28ضَ

تبارك وتعالى على نبيه الكريم. ومصطفاه عليه افضل الصلاة وازكى التسليم. بان الله تبارك وتعالى قد وضع عنه له ووضع عنه وزره وهو كما تقدم. كقول الله عز وجل وما وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا - 00:03:54ضَ

ما كنت تدري. قال بعضهم هذا هو كما قال وجدك ضالا فهذا قالوا هذا هو. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من من عبادنا. وهنا يقول سبحانه - 00:04:13ضَ

تعالى ووظعنا عنك وزرك اي رفعناه ووضعناه اي وضعناه عنك واسقطناه عنك واصبحت كما قال الله عز ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر موضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك - 00:04:28ضَ

اثقل ظهرك اثقل الوزر والاثم يثقل الظهر من هنا فائدة عظيمة جليلة نستفيدها ايها الاخوة والاخوات. احيانا يكون الانسان صحيحا سليما معافى. يصلي ركعتين ثم يكسل بعد ذلك ما الذي اقعده الذنوب والمعاصي - 00:04:47ضَ

يعمل الانسان احيانا بعض النوافل ثم يكسل من دون من دون عجز ولا شيء اما اذا كان يتكاسل عن الفرائض فهذا ايضا واضح انه من اثار الذنوب والمعاصي واثاره عظيمة جدا. وهنا يقول الله عز وجل ووضعنا عنك وزرك الذي - 00:05:05ضَ

ينفظ ظهرك ثم تأتي المنة الربانية العظيمة الجليلة على نبيه ومصطفاه ورفعنا لك ذكرك الله اكبر لا يوجد في الكون لا يوجد في الدنيا احد يذكر بعد الله عز وجل مثل نبيه ومصطفاه عليه الصلاة والسلام - 00:05:23ضَ

فذكره في اعظم ما يقال وهو الشهادتان وذكره صلى الله عليه وسلم في الشهادة بالنبوة. التي لا يقبل من احد دينا الا بان يشهد بها وايضا ذكره صلى الله عليه وسلم في الاذان - 00:05:46ضَ

في كل اذان في كل صلاة في مشارق الارض ومغاربها. الان في هذه اللحظة هناك بعض البلاد يؤذنون للفجر وبلاد يؤذنون للظهر واخرون يؤذنون للعصر واخرون يؤذنون للعشاء وهكذا في كل اصقاع الدنيا لا - 00:06:05ضَ

ينقطع هذا الرفع الذي ذكره الله عز وجل ورفعنا لك ذكرك فلا يذكر الله فيذكر الله عز وجل ويذكر معه نبي الله صلى الله عليه وعليه وسلم. ومن ذلك شعائر الاسلام العظمى الكبرى. ومنها الاذان هذا الاذان الذي يعلن به وينادى - 00:06:25ضَ

الصلوات الخمس في الفرائض العظيمة الجليلة. اشهد ان لا اله الا الله. اشهد ان محمدا رسول الله. ويذكر في الخطبة عليه الصلاة والسلام. ذكره بالخطبة وذكره في الشهادتين. وذكره في خطبة في خطبة النكاح. وغير ذلك عليه الصلاة والسلام في كل الاحوال - 00:06:47ضَ

يذكر عليه الصلاة والسلام ويصلى عليه صلاة وفضائل الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام عظيمة جليلة. اذا ورفعنا لك ذكرك لا يذكر الله تعالى الا ويذكر معه نبيه عليه الصلاة والسلام. هذا رفع عظيم جليل من الله عز وجل. ولا يوجد احد كل احد اصحاب - 00:07:07ضَ

يذكرون ثم ينسون. اين اين ذكر قارون واين خزائن قارون؟ واين ذكر فرعون؟ كلهم ذهبوا ومضوا الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره يطبق الارض كلها وذكر عليه الصلاة والسلام باق الى ان يرث الله الارض. ومن عليها ورفعنا لك ذكرك - 00:07:29ضَ

الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك ثم تأتي البشارة الربانية العظيمة الجليلة. البشارة لنبي الله صلى الله عليه وسلم. والبشارة لكل مكروب. والبشارة - 00:07:51ضَ

لكل ذي ضيق. والبشارة لكل ذي كرب. فيقول الله عز وجل فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا تكررت الجملة مرتين. وهنا نقف وقفة يسيرة الفرق بين المعرفة والنكرة - 00:08:08ضَ

اذا قلت جاءني انسان ورأيت انسانا ومررت بانسان واكرمت انسانا لا شك من المفهوم الواضح ان كل انسان غير الاخر فهؤلاء اربعة اذا قلت مررت بانسان وجاءني انسان ورأيت انسان وسلمت على انسان. لكن حين تقول - 00:08:27ضَ

جاءني الانسان ومررت بالانسان واكرمت الانسان فالهذه التي للتعريف هذه تجعله شخصا واحدا في في الغالب في الاصل هنا يأتي معنا فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. فالعسر معرف فهو واحد - 00:08:49ضَ

العسر فان مع العسر ثم قال ان مع العسر فهو واحد اما اليسر فجاء فذكره على سبيل التنكير نكرة. فقال فان مع العسر يسرا. والتكير احيانا للتعظيم والاحياء للتكثير وقال فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. هذه بشارة عظيمة ربانية - 00:09:12ضَ

من رب كريم على كل شيء قدير انه ما نزل ما نزل العسر ولا وقع العسر ولا وقعت الشدة الا واليسر معه مع العسر ومع الشدة مع معها ولاحظوا حفظكم الله بهذه الاية الكريمة لم يقل - 00:09:38ضَ

فان بعد العسر يسرا من قال فان مع هذه اشارة الى انه لا يقع عسر الا واليسر مصاحب له ومقارب له وملاصق له لكن قد لا نراه وقد يتأخر في عرفنا - 00:09:58ضَ

لكنه لا شك واقع بلا شك لهذا قال بعض الصحابة لن يغلب عسر يسرين اليسر في الحقيقة مع العسر وبعده. كما قال الله عز وجل سيجعل الله بعد عسر يسرى - 00:10:14ضَ

اليسر يسبق فاليسر يكون مع العسر كما دل عليه هاتان الايتان في هذه السورة فان مع مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا هو وكذلك ايضا يكون بعد العسر يسر. كما قال الله عز وجل سيجعل الله بعد عسر يسرا. هذه - 00:10:34ضَ

البشارات الربانية تنزل على قلب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وعلى قلب كل مكلوم وكل مجروح وكل صاحبي ضيق تنزل عليهم بردا وسلاما. بهذه البشارة الربانية العظيمة نحتاج الى متى كذلك حين يأذن الله تعالى به. لكن ينزل مع العسر اليسر ومع الشدة الرخاء - 00:10:54ضَ

فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا واننا لنرجوا الله عز وجل وندعوه ونأمل في وعده الكريم الذي لا يتخلف ابدا باذنه سبحانه ان ان يجري اليسر على كل معسور في هذا الزمان - 00:11:20ضَ

وان وان يجعل اليسر على كل اخواننا المظلومين والمقهورين والمضطهدين الذين نزل بهم البلاء والشدة والكرب واللأواء. فنسأله تعالى ان يعجل باليسر لهم بنصرهم ان مع العسر فان مع العسر ثم هذه التأكيد - 00:11:39ضَ

وكلام الله حق لا شك فيه المريض الذي يتقلب في الفراش المكروب السجين في حقوق الناس او في غيرها المظلوم المقهور الذي نزل به العسر المعسر الذي ليس عنده ما يأكله - 00:12:01ضَ

ولا ما يشربه اليسر قريب منه. باذن الله حين يتوكل على الله ويتطلع الى الله ويرجو ما عند الله فان مع ان مع العسر يسرا ان ثم كرر التأكيد مع - 00:12:21ضَ

يسري اليسرى ثم يأتي التوجيه الرباني الى نبيه الكريم. كما مر بكم في سورة الضحى بعد الامتنان الشكر وهنا كذلك. قال فان مع العسر يسرا فان مع العسر يسرا. قال الم نشرح لك صدرك؟ وضعنا عنك وزرك؟ الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب - 00:12:36ضَ

اذا فرغت من كل شيء يشغلك يشغلك تنشغل بامر دنيا لاهلك وعيالك او تنشغل بعبادة او تنشغل بدعوة اذا برغت من كل ما هو شاغل كما اشار بعض المفسرين الى ان الاية عامة تعم كل - 00:12:57ضَ

فاذا فرغت اذا فرغت من اي شيء يشغلك فقف بين يدي الله وانصب له في متعبدا متذللا متخشعا واليه لا الى غيره متوجها. ورجاء ما عنده لا ما عند غيره. قال سبحانه والى ربك فارغب. ارغب الى الله - 00:13:15ضَ

عباداتك طاعاتك قرباتك كلها لا ترجو بها الا ما عند الله ويدل على هذا تقديم المعمول فيما قال وارغب الى ربك. قال والى ربك فارغب. وهذا يدل على القصر والحصر. اي لا الى غيره - 00:13:38ضَ

قال سبحانه اياك نعبد اي لا نعبد الا انت وحدك لا شريك لك. واياك نستعين كذلك. وهنا يقول الى ربك فارغب كن طمعا في فضل الله متوجها الى ما عند الله راغبا فيما عند الله عز وجل والى ربك - 00:13:54ضَ

هذه السورة العظيمة سورة الشرح ونزلت كما تقدم وهي جاءت في ترتيبها بعد سورة الضحى. وهي كما قال بعضهم كالمتممة لها فيها امتنان الله على نبيه. وفيها دفاعه سبحانه وتعالى عن نبيه - 00:14:12ضَ

وبها وعده الكريم لنبيه ولامته بان مع بان مع العسر يسرا ان مع العسر اسأل الله ان ينفعني واياكم بالقرآن العظيم. وبهدي سيد المرسلين الى ان القاكم باللقاء القادم. اسأل الله تعالى ان ييسر على كل معسر منكم - 00:14:27ضَ

اسأل الله تعالى ان ينفس كرب كل مكروب منكم - 00:14:46ضَ