( شروح متون طالب العلم المستوى الاول )
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما اما بعد فهذا درس من دروس شرح ثلاثة الاصول للامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. قال - 00:00:02ضَ
المصنف رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة لما ذكر المصنف رحمه الله انواعا من العبادة مجملة شرع في ذكر ادلتها. فلما ذكر امثلة لانواعها قال مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء الى اخر ما ذكره من امثلة العبادات شرع في - 00:00:22ضَ
ادلتها. واما الاسلام والايمان والاحسان فسيذكر ادلتها مفصلة في الاصل الثاني كما سيأتي باذن الله فبدا هنا بعبادة الدعاء الذي هو اصل العبادات واساسها. فقال رحمه الله وفي الحديث الدعاء - 00:00:48ضَ
دعاء مخ العبادة. اي وفي الحديث الذي يدل على ان الدعاء من انواع العبادة ما رواه الترمذي من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء مخ العبادة اي الدعاء وسؤال الله الحوائج - 00:01:08ضَ
هو مخ ولب وخالص العبادة التي امر الله بها الخلق. كما يفسره الحديث الاخر الذي رواه ابو داود من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة. فجعل الدعاء - 00:01:28ضَ
هو عين العبادة. ودعوة الرسل جاءت لتتوجه القلوب لسؤال الله وحده. وانما كان الدعاء هو مخه ولب العبادة لان الانسان اذا توجه الى ربه بالدعاء فدل على ان قلبه وجه - 00:01:48ضَ
الى ربه جل وعلا اي ان قلبه قد افرد ربه بالوحدانية وتوجه اليه وحده دون من فكان الدعاء هنا هو عين العبادة. ودعوة الرسل جاءت لتتوجه القلوب لسؤال الله وحده - 00:02:08ضَ
ودعاء وسؤال غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله من انواع الشرك الاكبر المحبط لجميع الاعمال جاء في الدرر السانية اتفق العلماء كلهم على ان من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم - 00:02:28ضَ
ويتوكل عليهم ويسألهم فقد كفر وهذا باجماع العلماء على ان من توجه الى اموات وغيرهم فيما لا يقدر عليه الا الله انه يقع والعياذ بالله في هذا الذنب العظيم. فدعاء غير الله من اكثر انواع الشرك وقوعا بين الخلق. فهو - 00:02:48ضَ
من الذبح لغير الله واكثر من النذر لغير الله وهكذا. لان العبد محتاج الى الدعاء كثيرا. فان الى ربه وحده فهو الموحد. وان توجه الى غير الله عز وجل فقد وقع والعياذ بالله في الشرك. جاء - 00:03:12ضَ
الدرر السنية من اعظم انواعه اي الشرك قال من اعظم انواعه واكثره وقوعا في هذه الازمان طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم والتوجه اليهم. وهذا اصل شرك العالم وهذا متفق - 00:03:32ضَ
عليه انه من الشرك الاكبر. اي ان من توجه الى غير الله من الاموات ونحوهم يستغيث بهم. ويسأل كشف الكربات ورفع الملمات. فهذا باتفاق العلماء انه من الشرك الاكبر. قال رحمه الله والدليل - 00:03:52ضَ
تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين والدليل اي والدليل على ان عبادة وان صرفه لغير الله شرك قوله تعالى وقال ربكم وخالقكم ادعوني وانزلوا بي حوائجكم. استجب لكم واعطيكم سؤلكم. ان الذين - 00:04:12ضَ
ويعرضون عن عبادتي ودعائي سيدخلون جهنم داخرين. اي سيدخلون نار جهنم والعياذ بسم الله داخرين ذليلين حقيرين. يجتمع عليهم العذاب والاهانة عقوبة لهم على ما تركوه من عبادة الله التي فرضها عليهم. والعاقل يعلم ان الكروب لا يكشفها الا الله. لانه القدير - 00:04:42ضَ
على كشفها. قال سبحانه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. والمخلوق لا يصلح ان يدعى او يستغاث به من دون الله. لانه عبد ضعيف يمرض ويموت ويفرح - 00:05:12ضَ
ويحزن لا يملك لنفسه دفع ضر ولا جلب نفع فكيف يجلب ذلك لغيره؟ قال سبحانه الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. فالبشر لا يملكون لك نفعا ولا ضرا. انما الجأ الى - 00:05:32ضَ
الله وحده وانزل به حوائجك. وسله ما شئت يعطيك سؤلك. واستغفره يغفر لك ادعو ربك بقلب خاشع خاضع يستجب لك. ومن انزل حوائجه بالله والتجأ اليه تعلق قلبه بربه وكفر بما يعبد من دون الله فهو الموحد. قال المصنف رحمه الله ودليل - 00:05:52ضَ
الخوف قوله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. منزلة الخوف من اجل القلبية وهي فرض على كل احد. اي انه واجب على كل عبد ان يخاف الله عز وجل. وهو - 00:06:22ضَ
ركن العبادة الاعظم ولا يستقيم اخلاص الدين لله الا بالخوف منه سبحانه. وتعريف الخوف هو وتألم القلب وحركته. بسبب توقع مكروه في المستقبل. تألم القلب وحركته اي ان القلب يتألم ويخشع ويلين بسبب توقع مكروه في المستقبل اي بسبب توقع امر - 00:06:42ضَ
لا يريده. فمثلا المؤمن ينقبض ويخاف قلبه من نار جهنم. فيتألم قلبه بسبب بخوفه من دخول نار جهنم. فاذا تألم القلب وتغير من سكون الى حركة فيسمى هذا خوفا والخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله اي ما منعك من الوقوع في المعاصي - 00:07:12ضَ
وهناك فرق بين الخوف وبين الوجل والخشية والرهبة. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين الوجل والخوف والخشية والرهبة الفاظ متقاربة غير مترادفة. اي انها الفاظ اقاربة لكن معانيها مختلفة. والفرق بين الخوف والوجل ان الخوف - 00:07:42ضَ
القلب على شيء يخاف منه في المستقبل. مثل رجل يخاف من مجاعة يتوقع ان تصيبه بعد شهر فاذا كان قلبه يتألم من وقوع مجاعة عليه بعد شهر فان هذا يسمى خوفا - 00:08:12ضَ
واما الوجل فهو رجفان القلب وحركته على شيء مخوف واقع عليه الان مثل لو ان رجلا رأى اسدا فرجف قلبه من مشاهدته حين رؤيته. فرجفان القلب بحال المشاهدة يسمى وجلا. اذا الخوف المرء يخاف من شيء مستقبل. مثل رجل يريد ان يسافر - 00:08:32ضَ
فيخاف ان يقع عليه حادث في الطريق. هذا خوف في المستقبل. هذا يسمى خوفا. اما حين الحادث عليه في حال وجله نقول هذا يسمى وجلا فما كان قبل الحادث يتوقع او يخشى - 00:09:02ضَ
من الحادث يسمى خوفا. اما حين حدوثه فوقوع الامر عليه يسمى في قلبه وجلا. فتألم القلب على امر مخوف متوقع في المستقبل يسمى خوفا. وتألمه من امر واقع عليه الان - 00:09:22ضَ
وجلا. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين واما الوجل فرجفان القلب وانصداع لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او لرؤيته. فاذا كان القلب يرجف حال رؤية سلطان او حين حلول العقوبة عليه او رؤيتها فان وقوع هذه على القلب يسمى وجلا - 00:09:42ضَ
قال رحمه الله ودليل الخوف اي ودليل ان الخوف عبادة من العبادات لا يصرف الا لله قوله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. فلا تخافوهم اي المشركين فان نواصيهم - 00:10:13ضَ
وخافوني فانا ربكم الذي ينصر اوليائه الخائفين منه. ان كنتم مؤمنين اي ان كنتم مؤمنين فخافوني ولا تخافوا الاعداء. والخوف منه سبحانه من اسباب صلاح القلب. قال الاسلامي رحمه الله في الفتاوى فما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون اليه بمثل - 00:10:33ضَ
خوفه ورجائه ومحبته. فمتى خلا القلب من هذه الثلاث اي التي هي الخوف والرجاء محبة فسد فسادا لا يرجى صلاحه ابدا. ومتى ضعف فيه شيء من هذه اي من هذه الثلاث - 00:11:03ضَ
ضعف ايمانه بحسبه. يعني اذا قل الخوف من قلب العبد حصل له خلل. وكذلك اذا ضعف رجاء العبد بالله كذلك يقع عنده خلل. واذا ضعفت محبته في القلب كذلك يقع الخلل في القلب - 00:11:23ضَ
وقد كان الانبياء حريصون على تلك العبادة. اي الخوف. فكانوا اشد الخلق خوفا من الله. قال نوح عليه السلام لقومه اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم. خاف على قومه العذاب العظيم لان قلبه - 00:11:43ضَ
خوفا منه جل وعلا. وقال شعيب عليه السلام واني اخاف عليكم عذاب يوم محيط. فخاف على قومه ذلك العذاب الذي يحيط بهم لخوفه من الله. وقال الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:12:03ضَ
قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. اي اظهر للمشركين خوفك من الله عز وجل وانك لا تقرب اي امر نهاك الله عنه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ولصدره ازيز - 00:12:23ضَ
عزيزي المرجل من البكاء. رواه النسائي. اي كصوت الاناء اذا غلا فيه الماء. فكان عليه الصلاة والسلام صدره صوت من شدة خوفه وبكائه الذي يخفيه وكلما كان العبد بالله اعلم كان منه اخوف. ونقصان الخوف من الله انما هو لنقصان معرفة - 00:12:43ضَ
العبد بربه. فاذا كان العبد ناقص الخوف من الله فسبب ذلك هو نقصان معرفة قدر الله عز وجل في عينه فاعرف الناس اخشاهم لله. ومن عرف الله اشتد حياؤه منه. وخوفه وحبه له. وكلما - 00:13:08ضَ
زاد معرفة ازداد حياء وخوفا وحبا. فيزداد حياؤه فلا يقع في معصية يزداد خوفه فيراقب ربه في سكناته. ويزداد حبه لله عز وجل فيكثر من الطاعات وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية. فكلما كثر العلم في صدر العبد كلما - 00:13:31ضَ
خوفه وخشيته. كما قال عليه الصلاة والسلام اني لاعلمهم بالله واشدهم له خشية. رواه البخاري بخاري فهو اعلمهم بالله عز وجل. وهذا العلم قاده الى خشيته منه سبحانه. وقال عليه الصلاة - 00:14:01ضَ
والسلام لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. ولما تلذذتم بالنساء على ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله. رواه احمد والترمذي. فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بالله عز وجل هو الذي جعله اشد خشية وخوفا منه سبحانه - 00:14:21ضَ
والخوف منه جل وعلا هو الطريق الى طاعته. قال شيخ الاسلام رحمه الله الخوف من الله يستلزم العلم به اي ان العلم هو الذي قادك الى الخوف منه سبحانه. والعلم به يستلزم خشيته - 00:14:47ضَ
اي ان العلم هو الذي قادك الى الخشية. قال الخوف من الله يستلزم العلم به. اي ان العلم به سبحانه هو الذي قادك للخوف. والعلم به يستلزم خشيته. فالعلم هو الذي قادك للخشية - 00:15:07ضَ
وخشيته تستلزم طاعته. فمن خشي الله اطاعه. ولا صلاح للقلب الا بالخوف من الله تعالى قال ابو سليمان الداراني رحمه الله ما فارق الخوف قلبا الا خرق. والخوف هو الذي يمنعك من - 00:15:27ضَ
اتباع الشهوات قال ابراهيم بن سفيان رحمه الله اذا سكن الخوف القلوب احرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها. واذا فارق الخوف القلب ظل عن الاستقامة. قال ذو النون رحمه الله الناس - 00:15:47ضَ
وعلى الطريق ما لم يزل عنهم الخوف. فاذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق. فالذي يقودك الى الله الله عز وجل والى الاستقامة هو الخوف منه سبحانه. والخائف من ربه يتكرم الله عز وجل عليه بان - 00:16:07ضَ
يمنحه التبصر في اياته ونذره. قال جل وعلا ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة ما يحدثه الله في الكون يجعله عبرة وعظة للقلوب المستيقظة وهي من خاف من الله - 00:16:27ضَ
يجازي الله سبحانه وتعالى في الاخرة من خافه بالجنان. قال عز وجل ولمن خاف مقام ربه جنة وقال سبحانه واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى - 00:16:47ضَ
ومن عظم وقار الله في قلبه وقره الله في قلوب الخلق ان يذلوه. فمن كان خائفا من الله يخاف البشر من اذلاله او احتقاره او ازدرائه. واركان العبادة ثلاثة. الخوف - 00:17:07ضَ
والرجاء والمحبة. الخوف من الله والرجاء والطمع فيما عند الله من الثواب. الخوف من الله عقابه والرجاء والطمع في ثواب الله وفضله ومحبة الله عز وجل. ويجب على العبد الاتيان - 00:17:27ضَ
بهذه الاركان جميعا سواء. قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد قال بعض السلف من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديق. ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري. ومن عبده بر - 00:17:47ضَ
وحده فهو مرجع. ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن. وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. فابتغاء الوسيلة اي في قوله تعالى يبتغون الى ربهم الوسيلة هو محبته الداعية - 00:18:07ضَ
الى التقرب اليه. فهذه هي المحبة. ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف. وهي في قوله ويرجون رحمته هذا الرجاء ويخافون عذابه هذه عبادة الخوف. قال فهذه طريقة عباده واوليائه. والمحبة تجلب الخوف والرجاء. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين كل محبة فهي مصحوبة بالخوف والرجاء - 00:18:37ضَ
وعلى قدر تمكنها من قلب المحب يشتد خوفه ورجائه. اي ان المحبة الصادقة هي التي يكون الخوف والرجاء مصاحبا لها سواء بسواء. وقد شبه العلماء اركان العبادة الثلاثة هذه فالمحبة هي رأسه والخوف والرجاء هما جناحاه. فالمحبة هي التي تقود الطائر. وهي رأسه - 00:19:07ضَ
والخوف والرجاء يسيران سواء بسواء. الخوف والرجاء. فتخاف من الله ومن وعيده. وترجو ما عند الله من ثواب وما اعد لك من الفضل والخير. والخوف من حيث هو اي في اصله ينقسم الى ثلاثة اقسام - 00:19:37ضَ
القسم الاول خوف السر. وهو ان يخاف من غير الله من وثن او طاغوت ان يصيبه بما يكره هذا شرك اكبر. كأن يخاف من صاحب القبر ان يضره او يحل عليه عقوبة. اذا لم يلجأ اليه - 00:19:57ضَ
ولا يلزم من كونه شركا ان يكون الخائف من صاحب القبر ان يكون بجانب القبر. بل لو ان انسانا خاف من صاحب قبر ميت ان يحل عليه العقوبة او ان يضره او ان يغضب عليه او ان يسخط عليه ونحو ذلك - 00:20:17ضَ
فهذا حتى ولو كان بعيدا عن صاحب القبر فهذا والعياذ بالله هو الشرك الاكبر او ان يخاف من صاحب القبر ان يصيبه بشيء اذا تنقص ذلك الميت. مثل لو ان رجلا قال - 00:20:37ضَ
تسب صاحب هذا القبر لاني اخاف ان يحل عليك عقوبة اذا وقعت فيه ونحو ذلك. هذا والعياذ بالله نوع من انواع الشرك الاكبر وهو الذي يسمى خوف الشرك. كما قال جل وعلا اخبارا عن قوم هود انهم قالوا لنبيهم - 00:20:57ضَ
ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء. اي ان الهتنا هي التي اصابتك بسوء ومكروه فهم خافوا الالهة ان تصيبهم بسوء ومصيبة. وكقوله تعالى ويخوفونك بالذين من دونه هذا الواقع من عباد القبور ونحوها من الاوثان يخافونها ويخوفون بها اهل التوحيد. اذا انكروا عبادة - 00:21:17ضَ
وامروا باخلاص العبادة لله وحده. وهذا ينافي التوحيد. فكما انه اذا دعا غير الله او قال غير الله انتفى عنه الايمان فكذلك اذا خاف من غير الله. قال شيخ الاسلام رحمه الله فمن سوى - 00:21:47ضَ
ان الخالق والمخلوق في الحب له او الخوف منه والرجاء له فهو مشرك. فمن كان يحب صاحب القبر معتقدا انه ينفعه او يدفع عنه الضر. او يخاف منه ان يصيبه بعقوبة او - 00:22:07ضَ
ما عنده من ثواب ونحو ذلك فهذا والعياذ بالله شرك اكبر. فهذا هو القسم الاول من اقسام الخوف وهو خوف السر. وهو ان يقع في قلبه الخوف من غير الله ان ينفعه او يضره فيما هو - 00:22:27ضَ
من خصائص الله عز وجل كالاحياء والاماتة ونحو ذلك. القسم الثاني من اقسام الخوف ان يترك الانسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس. قال في فتح المجيد فهذا حرام - 00:22:47ضَ
هو نوع من الشرك بالله المنافي لكمال التوحيد. كما قال تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه جاءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. فمثلا ان يدع الانسان النافلة يخاف ومن بعض الناس فهذا محرم لانه يجب عليه الا يخاف الا من الله عز وجل. قال ابن القيم رحمه الله في اغاثة الله فان - 00:23:07ضَ
ومن كيد عدو الله ان يخوف المؤمنين من جنده واوليائهم لان لا يجاهدوهم ولا يأمروهم معروف ولا ينهوهم عن منكر. واخبر تعالى ان هذا من كيد الشيطان وتخويفه ونهانا ان نخاف - 00:23:37ضَ
فهذا هو القسم الثاني وهو ان يترك الانسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس. القسم الثالث من اقسام الخوف وهو الخوف الطبيعي. مثل خوف الانسان من السبع وخوفه من النار والغرق - 00:23:57ضَ
العقرب ونحو ذلك. فهذا لا يلام عليه العبد كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام فخرج منها خائفا ان يترقب فموسى عليه السلام خاف من عدوه ان يبطش به. فهذا خوف طبيعي لا محظور فيه. وهذا - 00:24:17ضَ
هو القسم الثالث من اقسام الخوف. القسم الاول شرك اكبر والعياذ بالله وهو الذي يسمى خوف السر. وهو ان تخاف في سرك وقلبك من غير الله ان ينفعك او يضرك مما هو من خصائص الله. القسم الثاني - 00:24:37ضَ
ان يدع الانسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس. وهذا محرم. والقسم الثالث وهو الخوف الطبيعي كخوف الانسان من عقرب والاسد ونحو ذلك وهو لا يذم عليه العبد والاستسلام لله وتفويض الامور اليه مما ينزع الخوف من البشر. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج - 00:24:57ضَ
والذي يحسم مادة الخوف هو التسليم لله. فان من سلم لله واستسلم له علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وعلم انه لن يصيبه الا ما كسب - 00:25:26ضَ
كتب الله له لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع. فمن خاف من الله عز وجل نزع منه الخوف من البشر. ومن خاف ربه تعالى في الدنيا امن يوم الفزع في الاخرة. ومن خاف ربه في الدنيا - 00:25:46ضَ
اثابه الله بالامن يوم الفزع في الاخرة. ومن امن من الله ولم يخف عقوبته وسخطه في الدنيا عاقبه الله بالفزع في الاخرة. والله سبحانه لا يجمع لعباده بين خوفين. اما خوف في - 00:26:06ضَ
الدنيا من الله واما خوف في الاخرة لمن لم يخف منه في الدنيا. ومن خاف ربه لم يفزع احد بل هو مطمئن القلب ساكن الجوارح. ومن صح خوفه من الله هرب اليه. ومن - 00:26:26ضَ
فراره الى الله صح فراره مع الله. وانعم بنفس لا تأنس الا مع الله. ولا يعد خائفا من لم يكن للذنوب تاركا. وكل عاص لله فهو جاهل. وكل خائف منه فهو عالم - 00:26:46ضَ
مطيع لله. فراقب ربك في احوالك وخف من عقابه تكن اسعد الناس عند الله. والمخلوق واذا خفته استوحشت منه وهربت منه. والرب تعالى اذا خفته انست به وقربت اليه قال رحمه الله ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا - 00:27:06ضَ
ولا يشرك بعبادة ربه احدا لما ذكر المصنف رحمه الله امثلة لانواع العبادات. وهنا ذكر دليل الرجاء. والرجاء عبادة قلبية وهو الرغبة والطمع في حصول شيء مرجو. وهو يتضمن التذلل - 00:27:36ضَ
فمن رغب في الجنة مثلا وطمع في حصولها فان عزمه القلب هذا يسمى رجاء ولما رغب وطمع في حصوله وعمل فهو يتضمن التذلل والخضوع. والفرق بين الرجاء والتمسك ان الرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل. فمن رجا الجنة عمل لها وتوكل - 00:28:00ضَ
الله في حصولها. اما التمني يطلب الجنة بقلبه ولا يعمل فان فعله هذا يسمى تمني والتمني يكون مع كسل والرجاء هو الحادي للاعمال وهو الذي يقوي عزائم النفس للصالحات. قال ابن القيم رحمه الله - 00:28:30ضَ
في مدارج السالكين لولا رح الرجاء يعني لولا الرجاء لعطلت عبودية القلب والجوارح وهدم صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا. اي لو ان الانسان لا في ثواب الله ورضاه ودخول الجنة وفضله عز وجل لما عمل القلب. ولم يتشجع القلب على - 00:28:54ضَ
فعل الصالحات وحقيقة الرجاء هو الخوف والرجاء معا. ليس فقط رجاء فمن صدق في رجائه فانه ايضا يكون خائفا من الله فمن كان يرجو دخول الجنة فانه يخاف من الله ان يدخله النار. قال ابن القيم رحمه الله في مدار - 00:29:24ضَ
السالكين وحقيقة الرجاء الخوف والرجاء. فيفعل ما امر به على نور الايمان راجيا للثواب ويترك ما نهى عنه على نور الايمان خائفا من العقاب. والرجاء له ثلاثة انواع قال ابن القيم رحمه الله في المدارج والرجاء ثلاثة انواع. نوعان محمودان ونوع غرور مذموم - 00:29:46ضَ
فالاول اي النوعان المحمودان رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله فهو راج ثوابه فهذا النوع الاول وهو الذي يعمل الطاعات ويرجو الجنة. والنوع الثاني قال ورجل اذنب ذنوب - 00:30:16ضَ
ثم تاب منها فهو راج لمغفرة الله تعالى وعفوه واحسانه وجوده وحلمه وكرمه فهذا هو النوع الثاني رجل اذنب ثم تاب بعد ذلك ورجى مغفرة الله وعفوه. فهذا نوع ايضا محمود - 00:30:36ضَ
لان لا يقع المرء في اليأس والثالث اي النوع الثالث من انواع الرجاء وهو المذموم قال رجل متماد في التفريط والخطايا يرجو الله بلا عمل. يعني يقول انا اريد الجنة ولا يعمل الصالحات. او يقول ورحمتي وسعت كل شيء ولا - 00:30:56ضَ
سابق الى الخيرات او يقول الله غفور رحيم ولا يسعى للعمل الصالحات ويبتعد عن الخطايا. قال فهذا هو هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب. وهذا امر لا يجوز وهو ان يعتمد المرء على رحمة الله - 00:31:20ضَ
دون سبب كسب تلك الرحمة وهو العمل الصالح. كما قال عز وجل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. اي العمل الصالح هو الانسان يرجو رحمة الله ويتقرب الى الله بنيل تلك الرحمة بالعمل الصالح - 00:31:40ضَ
قوي رجاؤه ازداد عمله الصالح. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد كلما قوي الرجاء جد في العمل. كما ان البادر كلما قوي طمعه في المغل غلق ارضه بالبذر. واذا ضعف - 00:32:00ضَ
رجاءه قصر في البذر. اي ان المزارع اذا قوي طمعه في ان يكون محصوله في هذا العام في مثلا كثيرا فانه يكثر من زرع ارضه. واذا ضعفت همته عن ان تثمر مزرعته شيئا كثيرا - 00:32:20ضَ
فانه يقصر في الزراعة وفي البذر. وهكذا العمل الصالح من اراد الجنة فانه يجد في العمل ويكثر منه مع الاخلاص والرجاء يحدو بالعبد في سيره الى الله. ويقويه ويطيب له المسير. ويحثه عليه. ويبعثه - 00:32:40ضَ
وهو على ملازمته. قال ابن القيم رحمه الله في المدارج ولولا الرجاء لما سار احد. اي لا ما عمل احد الصالحات فان الخوف وحده لا يحرك العبد. وانما يحركه الحب. فاذا كان الشخص يرجم - 00:33:04ضَ
وعند الله ويحب رضاه يكثر من العمل الصالح. ويزعجه الخوف اي يزجره عن فعل السيئات الخوف. وانما يحركه الحب اي حبه لله عز وجل هو الذي يحرك العمل. ويزعجه الخوف ان يزجره الخوف عن فعل السيئة - 00:33:24ضَ
ويحدوه الرجاء ان يقويه ويشد عن ساعد الجد هو الرجاء. وهذه هي الاركان العبادة الخوف والرجاء والمحبة. المحبة هي التي تقود الخوف والرجاء. فالعبد يجمع بين المحبة والخوف. ولا تحصل العبودية لله الا بهذه الثلاثة. قال شيخ الاسلام رحمه الله في الفتاوى اعلم ان - 00:33:44ضَ
محركات القلوب الى الله عز وجل ثلاثة. المحبة والخوف والرجاء. واقواها المحبة. وهي مقصودة تراد لذاتها. لانها تراد في الدنيا والاخرة. اي ان الشخص يعمل الصالح محبة الله عز وجل وهذه المحبة في الدنيا وتبقى ايضا في الاخرة. قال بخلاف الخوف فانه يزول في الاخرة - 00:34:14ضَ
اي ان الخوف من الله عبادة في الدنيا ثم يزول في الاخرة. قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف ولا هم يحزنون. والخوف المقصود منه الزجر والمنع من الخروج عن الطريق. فالمحبة تلقى - 00:34:44ضَ
العبد في السير الى محبوبه. وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره اليه. والخوف يمنعه ان يخرج عن عن طريق المحبوب اي ان الخوف من الله ومن عقابه يمنعه عن فعل السيئات. والرجاء يقوده اي - 00:35:04ضَ
ان الرجاء هو الذي يشمر عن ساعد الجد لعمل الصالحات. قال فهذا اصل عظيم يجب على كل عبد ان يتنبه له فانه لا تحصل له العبودية بدونه. وكل احد يجب ان يكون عبدا لله - 00:35:24ضَ
لا لغيره. فان قيل فالعبد في بعض الاحيان قد لا يكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه فاي شيء يحرك القلوب؟ قلنا يحركها شيئان. احدهما كثرة الذكر للمحبوب. يعني كأن شيخ - 00:35:44ضَ
الاسلام يقول ما هو الذي يزيد في محبة الله؟ قال قلن يحركها شيئان احدهما كثرة الذكر للمحبوب اي كثرة ذكر الله عز وجل عبادة تقرب من الله عز وجل. قال لان كثرة ذكره - 00:36:04ضَ
القلوب به. ولهذا امر الله عز وجل بالذكر الكثير. فقال تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا. هذا هو الشيء الاول الذي ذكره شيخ الاسلام رحمه الله - 00:36:24ضَ
الذي يقوي محبة العبد لله عز وجل. وهي الاكثار من ذكره تعالى. والثاني اي والشيء الثاني الذي يجعل العبد محبا لربه تعالى قال مطالعة الائه ونعمائه. قال الله تعالى فاذكروا - 00:36:44ضَ
الاء الله لعلكم تفلحون. وقال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. وقال تعالى واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة. وقال تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فاذا ذكر العبد - 00:37:04ضَ
ما انعم الله به عليه من تسخير السماء والارض وما فيها من الاشجار والحيوان وما اسبغ عليه من النعم الباطنة من الايمان وغيره فلابد ان يثير ذلك عنده باعثا. وكذلك الخوف تحركه - 00:37:24ضَ
مطالعات ايات الوعيد والزجر والعرض والحساب ونحوه. اي ان الذي يحرك القلب الى محبة الله ذكر الله عز وجل واستشعار نعمه. والذي يحرك الخوف هو النظر في ايات الوعيد والحشر والحساب - 00:37:44ضَ
ابي ونحو ذلك مما يزجر القلب عن فعل السيئات. قال وكذلك الرجاء يحركه مطالعة الكرم والحلم والعفو. اي ان الذي يقوي الرجاء هو ان يتأمل المرء في كرم الله وما اغدق عليك من النعم - 00:38:04ضَ
وفي حلمه وعفوه وفضله وغناه واعطائه لعباده فهذه هي التي تقوي وتحرك الرجاء بالله عز وجل. والرجاء يقوى كلما قوي العلم بالله. قال ابن القيم في مدارج السالكين قوة جاء على حسب قوة المعرفة بالله واسمائه وصفاته. والرجاء من الاسباب التي ينال بها - 00:38:24ضَ
العبد ما يرجوه من ربه. فرجاء العبد ثواب الله واستسلامه لربه بانطراحه بين يديه ورضاه بمواقع حكمه فيه ما ذاك الا رجاء منه ان يرحمه ويقيله عثرته ويعفو عنه ويقبل حسناته مع عيوب اعماله وافاتها ويتجاوز عن سيئاته. فقوة رجاءه بالله عز وجل - 00:38:54ضَ
اوجبت له هذا الاستسلام والانقياد والانطراح بالباب. اي ان فعل العبد في الرجاء والتذلل لله والانطراح بين يديه هذه عبادة من العبادات وهو الذي يسمى الرجاء. فان هذا الفعل وهو الانطراح بين يدي الله والاستسلام له. وتفويض الامور اليه لا يتصور هذا بدون الرجاء. فالرجاء - 00:39:24ضَ
حياة الطلب وهو سبحانه يحب من عباده ان يأملوه ويرجوه ويسألوه من فضله. اي ان الانسان كلما يسأل ربه خيرا وفضلا فهذه عبادة الله عز وجل يحبها. لانه الملك الحق الجواد - 00:39:54ضَ
اجود من سئل واوسع من اعطى واحب شيء الى الجواد ان يرجى ويؤمل ويسأل. لان في هذا اقرار بان من ترجوه قوي حميد كريم عفو قدير. والمسلم اذا دعا ربه مستشعرا بذلك امل من الله تعالى في تحقيق سؤله ورجائه بالله. وكلما - 00:40:14ضَ
قوي رجاء العبد وطمعه في فضل الله ورحمته وتيسير اموره قويت عبوديته لله تعالى واذا قويت عبوديته لله تعالى كلما كان ارجى الاستجابة دعائه ومسألته التي طرح بين يدي ربه عز وجل. قال المصنف رحمه الله ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو - 00:40:44ضَ
لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. اي والدليل ان الرجاء عبادة لا تصرف لغير الله قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهو الموافق لشرع الله ولا - 00:41:14ضَ
لا يشرك بعبادة ربه احدا لا رياء ولا سمعة ولا يصرف العبادة لغير خالقه. بل يجعل ما له كلها خالصة لوجه الله. فمن جمع بين الاخلاص والمتابعة نال ما يرجو ويطلب ومن عدم ذلك - 00:41:34ضَ
فانه خاسر وفاته القرب من مولاه ونيل رضاه. وقد امر الله عز وجل بتعليق الرجاء به فقال ما لكم لا ترجون لله وقارا. والمسلم يعلق اماله واطماعه ورجاءه بالله. قال سبحانه - 00:41:54ضَ
ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون. اي ان المسلم ارجو ما لا يرجوه الكافر. وكان الله عليما حكيما. فالرجاء صفة خاصة بالمسلم. هو الذي يطرق - 00:42:14ضَ
ويسعى اليها ويحققها. والطامع في رجاء الله يحدو به الى التأسي بنبيه صلى الله عليه وسلم. قال جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر - 00:42:34ضَ
الله كثيرا ومن لم يرجو فضل الله عرض نفسه للوعيد. قال سبحانه ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما - 00:42:54ضَ
فكانوا يكسبون ومن رجا غير الله مما لا يقدر عليه الا الله كمغفرة ذنوبه او شفاء مريض فقد صرف تلك العبادة لغير الله ووقع في الشرك الاكبر. لان هذا طمع في شيء لا يملكه الا - 00:43:14ضَ
الله وصرف عبادة الرجاء الى غير الله. قال شيخ الاسلام رحمه الله الرجاء ينبغي ان يتعلق بالله ولا يتعلق بمخلوق ولا بقوة العبد ولا عمله. فان تعليق الرجاء بغير الله اشراك. وان كان الله قد - 00:43:34ضَ
جعل لها اسبابا فالسبب لا يستقل بنفسه. بل لا بد له من معاوي. ولا بد ان يمنع العارض المعوق له وهو لا يحصل ويبقى الا بمشيئة الله تعالى. ومن رجا مخلوقا او تعلق به انصرف - 00:43:54ضَ
فقلبه عن العبودية لله. وصار عبدا لغيره بقدر ما في قلبه من التعلق والرجاء. فذل لغير الله وخضع قال شيخ الاسلام رحمه الله ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله الا خاب من تلك - 00:44:14ضَ
ولا استنصر بغير الله الا خذل. وقد قال تعالى واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عز كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا. فهم رجوا ان تنصرهم تلك الالهة لكنهم خذلوا. ومن علق رجاءه بالبشر خذل. قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة - 00:44:34ضَ
وكل من خاف شيئا غير الله سلط عليه. كما ان من احب مع الله غيره عذب به ومن رجا مع الله غيره خذل من جهته. قال وهذه امور تجربتها تكفي عن ادلتها - 00:45:04ضَ
فمن كان يخاف احدا غير الله فان ذلك المخوف يوقع عليه الخوف. ومن احب مع الله غيره فمن احب مالا توصله تلك المحبة الى درجة المحرم فانه يعذب بذلك المال. وايضا من - 00:45:24ضَ
مع الله غيره خذل من جهته ولم يحقق له سؤله. فيجب على العبد ان يعلق رجاءه بالله دون من سواه فالخلق مجبولون على الضعف. عاجزون عن جلب النفع لانفسهم ودفع الضر عنهم. وهم عن غيرهم - 00:45:44ضَ
اعجز قال شيخ الاسلام رحمه الله وما رجا احد مخلوقا او توكل عليه الا خاب ظنه فيه ان يجني من ورائهم سوى الذلة والمهانة. قال شيخ الاسلام ايضا رحمه الله في الفتاوى اذا تعلق بالمخلوقين - 00:46:04ضَ
رجاهم وطمع فيهم ان يجلبوا له منفعة او يدفعوا عنه مضرة فانه يخذل من جهتهم لا يحصل مقصوده بل قد يبذل لهم من الخدمة والاموال وغير ذلك ما يرجو ان ينفعوه وقت حاجته اليه - 00:46:24ضَ
فلا ينفعونه. اما لعجزهم واما لانصراف قلوبهم عنه. واذا توجه الى الله بصدق الافتقار اليه واستغاث به مخلصا له الدين. اجاب دعاءه وازال ضرره وفتح له ابواب الرحمة فموسى عليه السلام توجه الى الله بالافتقار اليه. وكم من خير ناله لما دعا ربه - 00:46:44ضَ
اني لما انزلت الي من خير فقير. اي ان كل ما تعطيني اياه اي انني مفتقر اليك في جميع اموري ولا غنى لي عن طاعتك وفضلك. لما دعا عليه السلام بهذه الدعوة العظيمة - 00:47:14ضَ
ربي اني لما انزلت الي من خير فقير امنه الله عز وجل في مسكنه بعد ان كان موسى عليه السلام فر من قومه هاربا خشية ان يقتلوه. ولما امنه في مسكنه وهبه الله عز وجل زوجة - 00:47:34ضَ
تزوجها بعد ان تفضل الله عليه باجابة دعوته. فجاءته احداهما تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا. فلما جاءه وقص عليه القصص. قال لا نجوت من القوم الظالمين. اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين على ان تأجرني - 00:47:54ضَ
ثماني حجج فان اتممت عشرا فمن عندك. فلما توجه موسى عليه السلام مفتقرا الى الله اني لما انزلت الي من خير فقير. نالته النعم من الله والافضال والاكرام. وايوب عليه السلام - 00:48:24ضَ
تعلق بربه الكريم وقال ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين. فاستجاب الله عز وجل له دعاءه فقال فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر. واتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين. وانزل الله عز وجل على ايوب جرادا من ذهب فجعل - 00:48:44ضَ
في ثوبه وهو يقول لا غنى لي عنك يا رب. كما في صحيح البخاري. فمن توجه الى الله اعطاه الله عز وجل خيرا وفضلا جزيلا. وسليمان عليه السلام لما دعا ربه وقال وهب لي ملكا - 00:49:14ضَ
لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب. فعلمه سبحانه منطق الطير. وجعل الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب. وقوى ملكه بجنود من انس وجن وطير. كما قال سبحانه وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون. ووهبه ملك - 00:49:34ضَ
لن يناله من بعده. قال واوتينا من كل شيء. قال الله له هذا عطاؤنا فمن او امسك بغير حساب فعطاء الله عز وجل لا حدود له ولا ينفد ما عنده. قال سبحانه ما - 00:50:04ضَ
ينفد وما عند الله باق. والله عز وجل الان لداود عليه السلام الحديد. وسخر الجبال تؤوب معه والطير. قال عز وجل ولقد اتينا داوود منا فضلا. يا جبال اوبي معه والطير والنا له الحديد. ففظل الله عز وجل واسع وكرمه جزيل وفضله - 00:50:24ضَ
هو عظيم ومن كرم الله عز وجل ان امر عباده ان يسألوه من فضله العظيم. قال سبحانه واسألوا الله من فضله. فهو سبحانه الوهاب الرزاق الكريم الحميد الغني. فارفع لديك وارجو ما عند الله واطمع في عطائه. فيده سبحانه ملأى لا تغيظها نفقة. وهو القائل - 00:50:54ضَ
ان الله يرزق من يشاء بغير حساب. وهكذا يجب على العبد ان يتوجه بقلب الى الله وحده. اما الخلق فانهم لا ينفعون الا بامر الله. ولن يضروا الا باذن الله. قال عليه - 00:51:24ضَ
الصلاة والسلام واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك فهو سبحانه اذا اراد ان ينفعك نفعك ولو تمالأ اهل الارض على ان لا - 00:51:44ضَ
لك هذا الخير والله قدر ان ينالك فانه ينالك مهما فعل البشر. قال عليه الصلاة والسلام ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رواه الترمذي - 00:52:04ضَ
وكم من شر يتمالأ البشر على ضرر احد ولكن الله عز وجل يكتب النجاة والسلامة لمن ارادوا ضره الا يضر بشيء. كما قال عز وجل عن السحر واضراره وما هم بضارين به من احد - 00:52:24ضَ
الا باذن الله. فابراهيم عليه السلام لما علق قلبه بالله لن تضره تلك النار المحرقة مع ان الظرر فيها متحقق. يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. وقريش فعلت ما فعلت لتلقي بالنبي صلى الله عليه وسلم لكنه اختفى في الغار فاعمى الله ابصار - 00:52:44ضَ
عن النبي صلى الله عليه وسلم مع قربهم منه ووصولهم اليه. اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها. وجعل كلمة الذين كفروا السف - 00:53:14ضَ
لا وكلمة الله هي العليا. والله عزيز حكيم. قال الفضيل بن عياض رحمه الله من عرف الناس اي ان من عرف الناس حق المعرفة وانهم لا ينفعون ولا يظرون فان قلبه يستريح - 00:53:34ضَ
لعلمه ان ليس بايديهم لا نفع ولا ضر الا بامر الله عز وجل. فمن فوض امره الى الله فهما اهمه وكشف عنه ما اغمه. وهو سبحانه المتفضل على عباده بالانعام والاكرام. قال - 00:53:54ضَ
عز وجل وما بكم من نعمة فمن الله وخزائن الله ملأى لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار قال عليه الصلاة والسلام ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم ينقص - 00:54:14ضَ
ما في يمينه متفق عليه. فلا تعلق اطماعك واملك بغير الله. فلن تجني سوى العدم ذل المسألة وتفرط في عبادة جليلة وهي عبادة الرجاء. فرج كرم الله وعطاءه ازيل مناه فتلك عبادة عظيمة. واطلب منه كشف الحاجات والملمات فذلك ارفع للدرجات - 00:54:34ضَ
واعز للنفس وفيه تحقيق للمأمول. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من المحققين لمحبة الله ورجائه والخوف منه. قال المصنف رحمه الله ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. التوكل هو - 00:55:04ضَ
التفويض والاعتماد على الله في جميع الامور. فتفوض جميع امورك اليه سبحانه. وتعتمد عليه في جميع احوالك وتظهر له العجز والاستسلام والذل له. وتضع حوائجك بين يديه جل وعلا عبادة من العبادات. بل هو من اجل انواع العبادات واعلى مقامات التوحيد - 00:55:34ضَ
قال في تيسير العزيز الحميد التوكل فريضة يجب اخلاصه لله لانه من افضل العبادات واعلى ما قامات التوحيد بل لا يقوم به على وجه الكمال الا خواص المؤمنين. كما في صفة السبعين الفا الذين يدخلون - 00:56:02ضَ
يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. ولذلك امر الله به في غير اية من القرآن اعظم مما امر بالوضوء والغسل من الجنابة. بل جعله شرطا في الايمان والاسلام. ومفهوم ذلك انتفاء الايمان - 00:56:22ضَ
عند انتفائه مما يدل على اهمية التوكل. وانه منزلة عالية عظيمة يجب ان تفوض جميع الامور اليه وحده دون من سواه. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين التوكل نصف الدين. والنصف الثاني الانابة - 00:56:42ضَ
فان الدين استعانة وعبادة. فالتوكل هو الاستعانة والانابة هي العبادة. ومنزلته المنازل واجمعها. قول ابن القيم رحمه الله التوكل نصف الدين والنصف الثاني الانابة فان الدين استعانة اي توكل على الله وتفويض الامور اليه وعبادة بالتوجه الى الله. فالتوكل هو الاستعانة والانابة - 00:57:05ضَ
هي العبادة فتستعين بالله عز وجل وتفوض امورك اليه في عباداتك واحوالك. قال ابن القيم رحمه الله ومنزلة التوكل قبل منزلة الانابة. اي ان الانسان يستعين بالتوكل ليصل الى منزلة الانابة لانه يتوكل في حصولها اي لانه يفوض الامور اليه جل وعلا - 00:57:35ضَ
تصل الى منزلة الانابة. قال فالتوكل وسيلة والانابة غاية وقد جعل الله تعالى التوكل سببا لنيل محبته. قال عز وجل ان الله يحب المتوكلين. والتوكل دليل على صحة اسلام المتوكل. قال سبحانه اخبارا عن موسى وقال موسى يا قوم ان كنتم - 00:58:05ضَ
اقسم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. وحقيقة التوكل هو تعلق القلب بالله والاخذ بالاسباب مع عدم الاعتماد عليها. اي ان تفوظ امرك اليه سبحانه بقلبك مع بالاسباب بشرط عدم الاعتماد عليها ولا تظن ان الاسباب هي التي تنفع وتضر وانما هي وسيلة - 00:58:32ضَ
الى ما تتخذه وقد تتخلف تلك الاسباب عما اردت. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه قائد وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده. فلا يضره مباشرة الاسباب - 00:59:02ضَ
مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون اليها. اي فوض امرك اليه سبحانه. واذا كان القلب متعلقا به جل وعلا وحده فان الاسباب لا يظر اتخاذها مع تعلق القلب مع الله. قال كما - 00:59:22ضَ
لا ينفعه قوله توكلت على الله مع اعتماده على غيره وركونه اليه وثقته به توكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء اخر. اي ان الانسان اذا كان يزعم انه متوكل على الله - 00:59:42ضَ
بلسانه لكن قلبه ضد ذلك فقول اللسان لا ينفعه بذلك في شيء. والتوكل محله السبب وكماله بالتوكل. قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد التوكل محله الاسباب. وكماله بالتوكل على الله. وهذا كتوكل الحراث الذي شق الارض والقى فيها البدر. فتوكل على الله - 01:00:02ضَ
في زرعه وانباته فهذا قد اعطى التوكل حقه. هذا مثال عظيم ذكره العلامة ابن القيم في بين التوكل والسبب. فالمزارع يصلح الارظ ويلقي البذر فيها. ثم يتوكل على الله عز وجل - 01:00:32ضَ
في اخراجها لانه ليس في مقدور البشر انبات النبات. فهو يفعل السبب بالقاء البذور فيها ثم توكلوا على الله عز وجل في اخراجها. وهكذا المسلم يفوض جميع اموره الى الله عز وجل بالقلب مع - 01:00:52ضَ
الاسباب المشروعة. فيجب عليه فعل الاسباب مع التوكل. ولكن مع عدم الركون اليها. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين من انكر الاسباب لم يستقم منه التوكل اي لابد من فعل السبب مع - 01:01:12ضَ
ولكن من تمام التوكل عدم الركون الى الاسباب وقطع علاقة القلب بها. فيكون حال قلبه قيامه بالله لا بها اي لا بالاسباب. وحال بدنه قيامه بها اي بالاسباب. يعني ان القلب يجب ان - 01:01:32ضَ
ان يكون كله متوجها الى الله بكليته اليه سبحانه. وهذا هو التوكل. واما البدن فهو الذي يقوم بالاسباب. فاجعل الاسباب على جوارحك ولا تجعل الاسباب في قلبك. والتوكل من حيث - 01:01:52ضَ
وينقسم الى قسمين. القسم الاول توكل اضطرار. وهذا لا يتخلف عنه الفرج باذن الله والقسم الثاني توكل اختيار. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين التوكل تارة يكون اضطرار والجاء. بحيث لا يجد العبد ملجأ ولا وزرا اي ولا حسنا الا التوكل. كما اذا ضاقت - 01:02:12ضَ
عليه الاسباب وضاقت عليه نفسه. وظن ان لا ملجأ من الله الا اليه. وهذا اي وهذا النوع هو توكل الاضطرار لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة. وتارة اي هذا القسم الثاني من انواع التوكل - 01:02:42ضَ
وتارة يكون توكل اختياري. وذلك التوكل مع وجود السبب المفضي الى المراد. فان كان السبب مأمورا به ذم على تركه. اي اذا كان السبب مما امر به. فاذا تركه يكون مذموما على - 01:03:02ضَ
وتركه. فان كان السبب مأمورا به ذم على تركه. وان قام بالسبب وترك التوكل ثم على تركه ايضا فانه واجب باتفاق الامة ونص القرآن. والواجب القيام بهما والجمع بينهما اي بفعل السبب مع التوكل. وان كان السبب محرما حرم عليه مباشرته - 01:03:22ضَ
وتوحد السبب في حقه في التوكل. فلم يبق سبب سواه. فان التوكل من اقوى الاسباب في حصول المراد ودفع المكروه. بل هو اقوى الاسباب على الاطلاق. وان كان السبب مباحا نظرت. هل - 01:03:52ضَ
قيامك به التوكل او لا يضعفه. فان اضعفه وفرق عليك قلبك وشتت همك وتركه اولى. وان لم يضعفه فمباشرته اولى. لان حكمة احكم الحاكمين اقتضت ربطا به فلا تعطل حكمته. انتهى كلامه رحمه الله. والتوكل ينقسم الى توكل في الامور الدنيوية - 01:04:12ضَ
توكل في الامور الدينية. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد التوكل على الله نوعان. احد احدهما توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية. او دفع مكروهاته ومصائبه - 01:04:42ضَ
الدنيوية. والثاني التوكل عليه في حصول ما يحبه ويرضاه. من الايمان واليقين الجهاد والدعوة اليه. قال وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه الا الله. فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله اي في الامور الدينية كفاه النوع الاول تمام الكفاية. اي كفاه - 01:05:02ضَ
الله اموره الدنيوية. ومتى توكل عليه في النوع الاول دون الثاني كفاه ايضا لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه ويرضاه. فاعظم التوكل عليه التوكل في الهداية تجريد التوحيد ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وجهاد اهل الباطل. فهذا توكل الرسل عليهم - 01:05:32ضَ
الصلاة والسلام وخاصة اتباعهم. واذا قوي توحيد العبد قوي توكله باذن الله. قال ابن القيم رحمه الله الله في مدارج السالكين لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده. بل حقيقة - 01:06:02ضَ
التوكلي توحيد القلب. فما دامت فيه علائق الشرك فتوكله معلول مدخول. وعلى قدر التوحيد يكون صحة التوكل. فان العبد متى التفت الى غير الله اخذ ذلك الالتفات شعبة من شعب قلبه. فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشعبة. ومن ها هنا - 01:06:22ضَ
ظن من ظن ان التوكل لا يصح الا برفظ الاسباب. قال وهذا حق لكن رفظها عن القلب لا عن الجوارح. فالتوكل لا يتم الا برفض الاسباب عن القلب. وتعلق الجوارح بها - 01:06:52ضَ
فيكون منقطعا منها متصلا بها. اي ان التوكل محله القلب والاسباب تفعل بالجوارح ولا يجعل محل الاسباب هو القلب. بحيث يعتمد ويركن القلب الى الاسباب. فالتوكل اذا عبادة قلبية لان محله القلب. فان اعتمد على غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. فذلك - 01:07:12ضَ
هو الشرك الاكبر مثل كان يقول شخص توكلت عليك في مغفرة ذنوبك. او يقول له توكلت عليك في شفاء مريضي ونحو ذلك. فشفاء المريض ومغفرة الذنوب خاصة بالله عز وجل. وان اعتمد - 01:07:42ضَ
جعل الاحياء الحاضرين من السلاطين ونحوهم فيما اقدرهم الله عليهم من رزق او دفع اذى ونحوه فهو نوع شرك اصغر. لان المرء يفعل السبب ولا يتعلق به. فاذا توكل على الاحياء - 01:08:02ضَ
الحاضرين القادرين في فعلهم. وامال قلبه اليهم فهو نوع شرك اصغر قال مصنف رحمه الله ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. اي ود ان التوكل عبادة لا يصرف الا لله. قوله تعالى وعلى الله لعلى غيره. فتوكلوا - 01:08:22ضَ
وفوضوا اموركم اليه. ان كنتم مؤمنين به. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين علقوا على الشرط يعدم عند عدمه. وهذا يدل على انتفاء الايمان عند انتفاء التوكل من لا توكل له لا ايمان له. قال الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى - 01:08:50ضَ
وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وقال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. وهذا يدل على حصار المؤمنين فيمن كان بهذه الصفة. قال المصنف رحمه الله وقوله تعالى اي ودليل التوكل - 01:09:20ضَ
وايضا قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اي ومن يعتمد على الله في اموره فهو قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدو - 01:09:50ضَ
ولا يضره الا اذى لابد منه كالحر والبرد والجوع والعطش. واما ان يضره بما يبلغ به مراده فلا يكون ابدا. وفرق بين الاذى الذي هو في الظهر ايذاء وفي الحقيقة - 01:10:10ضَ
احسان واضرار بنفسه وبين الضر الذي يتشفى به منه ومن كان الله كافيه تيسرت باذن الله اموره ولم يطمع فيه احد. قال شيخ الاسلام رحمه الله بالله والتوكل عليه واللجأ اليه والدعاء له هي التي تقوي العبد وتيسر عليه الامور - 01:10:30ضَ
ولهذا قال بعض السلف من سره ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله. ولم يذكر تعالى التوكل جزاء غير تولي كفاية العبد. ولم يأت في اي عبادة من العبادات ان الله قال - 01:10:58ضَ
فهو حسبه الا في مقام التوكل. فدل على عظم شأن التوكل وفضيلته. وانه اجل ان واعي العبادة وانه اعظم الاسباب في جلب المنافع ودفع المضار. ثم قال تعالى ان الله بالغ امره فلا يعجزه شيء اراده. قال شيخ الاسلام رحمه الله واما ارجح المكاسب - 01:11:18ضَ
فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به. وذلك انه ينبغي للمهتم بامر الرزق ان يلجأ فيه الى الله ويدعوه. وراحة النفس في تفويض امرها لخالقها ويزداد تعلقها ببارئها. اذا تذكرت ان الرب عليم بحالها. رحيم بامر - 01:11:48ضَ
قدير على كشف ضرها. كريم يأجرها على مصيبتها. ويخلف لها عوضا خيرا من ما فات عنها واذا صدق التوكل على الله تحققت المنى بامر الله. قال ابن القيم رحمه الله - 01:12:18ضَ
مدارج السالكين ومن صدق توكله على الله في حصول شيء ناله. فان كان محبوبا له مرضيا كانت له فيه العاقبة المحمودة. وان كان مسخوطا مبغوضا كان ما حصل له بتوكله - 01:12:38ضَ
مضرة عليه. وان كان مباحا حصلت له مصلحة التوكل دون مصلحة ما توكل فيه ان لم يستعن به على طاعاته. واذا قوي التوكل وعظم الرجاء اذن الله بالفرج. ترك الخليل - 01:12:58ضَ
عليه السلام زوجته هاجر وابنها اسماعيل صغيرا رظيعا بواد لا حسيس فيه ولا انيس ولا زرع حوله ولا ضرع. توكلا على الله وامتثالا لامره. فاحاطهما الله بعنايته فاذا الصغير يكون نبيا وصفه الله بالحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة - 01:13:18ضَ
والامر بها والماء المبارك زمزم ثمرة من ثمار توكل الخليل عليه السلام. ولما عظم البلاء ببني اسرائيل وتبعهم فرعون بجنوده واحاطوا بهم وكان البحر امامهم قال اصحاب موسى انا لمدركون. قال نبي الله موسى عليه السلام الواثق بنصر الله كلا ان معي ربي - 01:13:48ضَ
يهديني فامره الله بظرب البحر فصار طريقا يبسا كل فرق كالطود العظيم يونس عليه السلام التقمه حوت في لجج البحر وظلمائه. فلجأ الى مولاه والقى حاجته اليه لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فنبذ وهو سقيم في العراء. وما ضاع - 01:14:18ضَ
غدا في الخلاء وام موسى عليه السلام القت ولدها موسى في اليم ثقة بالله وامتثالا لامره فاذا هو رسول من اولي العزم المقربين. ويعقوب عليه السلام قيل له ان ابنك اكله الذئب - 01:14:48ضَ
ففوض امره الى الله وناجاه. فرده عليه مع اخيه بعد طول حزن وفرار. ولما ضاق الحال وانحصر المجال وامتنع المقال من مريم عليه السلام عظم التوكل على ذي العظمة والجلال ولم يبق الا الاخلاص والاتكال. فاشارت اليه ان خاطبوه. قالوا كيف نكلم - 01:15:08ضَ
من كان في المهد صبيا فعندها انطقه الله قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يتوارى مع صاحبه عن قومه في جبل اجرد في غار - 01:15:38ضَ
من طفر مخوف فبلغ الروع صاحبه وقال يا رسول الله لو ان احدهم نظر الى قدميه اذا ابصرنا فقال عليه الصلاة والسلام وهو واثق بربه يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله - 01:15:58ضَ
ثالثهما فانزل الله تأييده ونصره. وامده بجنود لا ترى فسكن الجأش وحصد الامن وتمت الهجرة وانطلقت الرسالة. واذا تكالبت عليك الايام واحاطت بك دوائر ابتلاء فلا ترجو الا الله وارفع اكف الضراعة والق كنفك بين يدي الخلاق وعلق - 01:16:18ضَ
جاءك به وفوض الامر للرحيم. واقطع العلائق عن الخلائق. ونادي العظيم وتحرى اوقات الاجابة كالسجود واخر الليل. واذا قوي التوكل والرجاء وجمع القلب في الدعاء لم يرد النداء امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. فسلم الامر لمالكه - 01:16:48ضَ
والله عزيز لا يذل من استجار به ولا يضيع من لاذ بجنابه وتفريج الكربات عند تناهي الكرب واليسر مقترن بالعسر. وتعرف على ربك في الرخاء يعرفك في الشدة حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها الخليلان في الشدائد. ومن صدق توكله على الله في حصول شيء - 01:17:18ضَ
ومن فوض امره اليه كفاه ما اهمه. ومن حقق التوكل عليه لم يكله الى غيره بل تولاه جل وعلا بنفسه. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وعلى قدر حسن ظنك بربك - 01:17:48ضَ
ورجائك له يكون توكلك عليه. فاجعل ربك وحده موضع شكواك. قال الفضيل رحمه الله والله لو يئست من الخلق حتى لا تريد منهم شيئا لاعطاك مولاك كل ما تريد وكلما كان العبد بالله اعرف كان توكله عليه اقوى. وقوة التوكل - 01:18:08ضَ
وضعفه بحسب قوة الايمان وضعفه. ومن توكل على الله فلا يستبطئ الفرج. فالله ذكرك كفايته للمتوكل عليه. وربما اوهم ذلك تعجل الكفاية وقت التوكل. فالله جعل لكل شيء قدرا ووقتا. فلا يستعجل المتوكل فيقول قد توكلت ودعوت فلم ارى شيئا - 01:18:38ضَ
فالله بالغ امره قد جعل لكل شيء قدرا. والله سبحانه هو المتفرد بالاختيار والتدبير وتدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه وهو ارحم به منه بنفسه. وايوب وعليه السلام شكى فقره وحاجته ومصيبته الى الله عز وجل. ونادى ربه قال الله عز وجل - 01:19:08ضَ
وايوب اذ نادى ربه اني مسني الظر وانت ارحم الراحمين. فاستجاب الله عز وجل له دعاء قال سبحانه فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر واتيناه اهله ومثله كن معهم رحمة من عندنا. ففرج الله عز وجل عنه كربه ورزقه فضلا عظيما كثيرا جزيلا - 01:19:38ضَ
من اعادة اهله وولده اليه. ورزق مالا كثيرا وانزل الله عز وجل عليه جرى ادم من ذهب كما في صحيح البخاري وجعل يحثو في ثوبه والله عز وجل يقول له وانت يا ايوب وهو - 01:20:08ضَ
يقول لا غنى لي عن بركتك. قال الله سبحانه لما ذكر قصة ايوب قال وذكرى للعابدين وفي هذا تنبيه لجميع الخلق ان من وقع في كرب ومصيبة ومحنة ثم التجأ الينا - 01:20:28ضَ
كما التجأ عبدنا ايوب الينا فاننا نفرج كربه ونزيح عنه غمومه وهمومه من حيث لا يحتسب. فضلا عظيما ونعمة منا. كما قال سبحانه والله ذو الفضل العظيم سليمان عليه السلام توجه الى الله ودعاه وقال وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي - 01:20:48ضَ
انك انت الوهاب. فاستجاب الله عز وجل له دعوته. واتاه ملكا لا ينبغي لاحد من بعده. فسخر له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب. والشياطين كل بناء وغواص قرين مقرنين في الاصفاد. ومنحه جنودا من الانس والجن والطير. كما قال سبحانه - 01:21:18ضَ
وحشر لسليمان جنوده من الانس والجن والطير فهم يوزعون. وعلمه تعالى منطق الطير داوود عليه السلام قرب من ربه فاتاه الله سبحانه نعما عظيمة واثنى الله عز وجل عليه بشكره لنعم الله. قال سبحانه اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور. منحه الله عز - 01:21:48ضَ
فظلا عظيما ذكر الله سبحانه قصته في قوله ولقد اتينا داوود منا فضلا يا الجبال اوبي معه والطير. فكانت الجبال والطير تسبح بتسبيحه وترجع بقوله. يا جبال اوبي معه والطير والنا له الحديد. ان اعمل سابغات وقدر في الشر واعملوا صالحا - 01:22:18ضَ
اني بما تعملون بصير. ولسليمان الريح غدوها شهر. ورواحها شهر. واسلنا له عين ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه. ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير - 01:22:48ضَ
يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب. هذا من فضل الله عز وجل على من قرب اليه من عباده وعلق قلبه به وعلق اطماعه ورجاءه وتوكل وفوض اليه - 01:23:08ضَ
اموره عز وجل. فعلق قلبك بالله في السلامة من الشرور والعافية من الفتن وحصول الرزق ودخول الجنة والنجاة من النار مع الاخذ بالاسباب المشروعة. واياك والتعلق بالمخلوق. فانه وعاجز عن كشف الضر قتور في العطاء. والمخلوق وان كان له نوع قدرة فلا يعتمد عليه. ولو - 01:23:28ضَ
فيما اقدره الله عليه. بل يعتمد على الله وحده. فان من اعتمد على حسبه ذل. ومن اعتمد على عقله ظن ومن اعتمد على ما له قل ومن اعتمد على الناس مل فاعتمد على الله وحده - 01:23:58ضَ
فانه كافيك جميع امورك وهو متوليها ان القيت اليه حاجاتك. وسلمت اليهم مقاليد امورك واحسن الظن به تعالى وتوكل عليه في جميع امورك تحقق عبادة من اجل العبادات وهي التوكل فلا ذلة ولا قلة ولا مظلة ولا ملل في ظل الله عز وجل - 01:24:18ضَ
قال المصنف رحمه الله ودليل الرغبة والرهبة والخشوع. قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين لما ذكر المصنف رحمه الله امثلة لانواع العبادة بدأ يذكرها مع ادلتها. فقال ودليل الرغبة - 01:24:48ضَ
الرغبة هي طلب الوصول الى الشيء المحبوب. فمن يطلب الجنة فانه يطلب الوصول اليها وهي شيء محبوب الى النفس. فطلب الجنة هنا يسمى رغبة. والفرق بين الرغبة والرجاء ان رجاء طمع فمن كان يطمع في دخول الجنة فطمعه هذا يسمى رجاء. والرغبة طلب اي فمن طمع - 01:25:14ضَ
في دخول الجنة مثلا فطمعه هذا يسمى رجاء. فمجرد الطمع في القلب يسمى رجاء. ومن طلبها بالعمل الصالح فان طلبه لها هذا وسعيه اليها بالعمل الصالح يسمى رغبة. اذا كل رغبة فهي رجاء. فالرجاء في القلب والرغبة تتضمن ما في القلب وتصدقه الجوارح - 01:25:44ضَ
العمل. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين والفرق بين الرغبة والرجاء ان الرجاء طمع. والرغبة طلب فهي ثمرة الرجاء. اي ان الرغبة هي ثمرة الرجاء. فانه اذا رجا الشيء طلبه والرغبة من - 01:26:14ضَ
الرجاء كالهرب من الخوف. اي ان الرغبة عمل يزيد على الرجاء كالهرب خوف. فالخوف في القلب فاذا هربت الجوارح عن هذا شيء مخوف كان تخاف من عقرب فهربت منها فذهابك عن العقرب - 01:26:34ضَ
يسمى هربا واما خوفك فهو في القلب وقد امر الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ان يرغب اليه وحده جل وعلا وان يحقق تلك العبادة هي الرغبة. فقال عز وجل والى ربك فارغب. اي ارغب الى ربك وتوجه اليه بالعمل الصالح. قال - 01:26:54ضَ
الله ودليل الرغبة والرهبة. الرغبة سبق بيانها والفرق بينها وبين الرجاء. اما الرهبة فهي خوف مقرون بعمل. قال ودليل الرغبة والرهبة. الرهبة هي الخوف والفزع المثمر للهوى من المخوف. فمثلا من خاف من اسد ثم هرب عنه. فالهروب هذا يسمى رهبة. فهي - 01:27:18ضَ
خوف مقرون بعمل. فالخوف في القلب فهو خوف من الاسد وهربه من الاسد بقدميه. هذا الهرب يسمى رهبة. قال ابن القيم رحمه الله واما الرهبة فهي الامعان في الهرب من المكروه. وهي ضد الرغبة - 01:27:48ضَ
التي هي سفر القلب في طلب المرغوب فيه. اذا ان الرغبة والرهبة متقابلان بمعنى ان الرغبة تكون بعد طمع في القلب بعمل صالح. اما الرهبة فتكون بعمل شيء مخوف. فالعمل بعد الشيء المخوف يسمى رهبة. والعمل بعد الشيء المحبوب يسمى - 01:28:08ضَ
رغبة والرغبة والرهبة لا تقوم الا على ساق الصبر. فرهبته تحمله على الصبر. ورغبته تقوده الى الشكر لانه يعمل صالحا. وعبادة الرغبة والرهبة تنحسران عن العبد بقدر ذنوبه والعياذ بالله - 01:28:38ضَ
وتزيدان بزيادة ايمانه. والعبد يناله التوفيق باذن الله بقدر تلك العبادة. قال ابن رحمه الله في شفاء العليل اذا اراد بعبده خيرا وفقه لاستفراغ وسعه وبذل جهده في الرغبة والرهبة اليه فانهما مادتا التوفيق. فبقدر قيام الرغبة والرهبة في القلب يحصل - 01:29:00ضَ
فهذا هو بيان الرهبة. وسبق بيان الرغبة وهي ان الرغبة تكون بعد رجاء في القلب بعمل صالح. واما الرهبة فهي التي تكون بهرب بعد شيء مخوف منه في القلب. قال - 01:29:30ضَ
الله ودليل الرغبة والرهبة والخشوع. الخشوع هو الذل لعظمة الله. ويكون في القلب والجوارح وهو قريب من الخضوع. الا ان الخضوع في البدن. فالخشوع اذا هو الذل لعظمة الله وكبريائه وهذا الخشوع محله القلب ويظهر على الجوارح باللسان. وهو قريب من الخضوع - 01:29:51ضَ
لان الخضوع هو خضوع في البدن. وقد لا يصاحب الخضوع البدن خضوع القلب. قال شيخ الاسلام رحمه الله في والخشوع الخضوع لله عز وجل والسكون والطمأنينة اليه بالقلب والجوارح فاذا سكن القلب والجوارح لله عز وجل فهذا يسمى خشوعا. اما سكون البدن فقط فان - 01:30:21ضَ
يسمى خضوعا. فالخضوع للبدن والخشوع يكون بالقلب والجوارح. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين الخشوع محله القلب. هو ثمرته على الجوارح وهي تظهره. وكلما خشع القلب لله كان اكمل له عبودية. قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة واكمل الخلق - 01:30:51ضَ
اكملهم ذلا لله وانقيادا وطاعة. فاذا خشع المرء لله عز وجل فقد كملته هديته لله عز وجل. ومن فضل الله على عباده ان من رغب وطمع فيما عند الله اجر. ومن - 01:31:21ضَ
من عذاب الله امنه الله. ومن خشع قلبه وجوارحه لله عاش حميدا عزيزا في الحياة ولم يخضع لاحد من الخلق. فاذا حقق العبد الرغبة والرهبة والخشوع لله عز وجل. اطمئن - 01:31:41ضَ
ان قلبه وعاش سعيدا في هذه الحياة. ولم يخضع لاحد من العباد. والرغبة والرهبة والخشوع عبادات عظيمة جليلة عالية المنزلة عند الله عز وجل حقيق بالعبد ان يسعى لتحقيقها قال المصنف رحمه الله ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات - 01:32:01ضَ
ويدعوننا رغبا ورهبا. ودليل اي ودليل ان الرغبة فيما عند الله والرهبة من عذابه الخشوع والخضوع له وحده وانها من انواع العبادة الدليل على ذلك ما ذكره الله تعالى عن الانبياء - 01:32:31ضَ
الصالحين في معرض الثناء عليهم في قوله تعالى انهم كانوا يسارعون ويسابقون في الخيرات والطاعات وعمل القربات. ويدعوننا وحدنا ويسألوننا الامور المرغوب فيها. فيدعون ربهم رغبا فيما عندنا من الثواب ورهبا مما عندنا من العقاب وكانوا لنا خاشعين - 01:32:51ضَ
متذللين متضرعين. وذلك لكمال معرفتهم بربهم. فدلت الاية على ان هذه ثلاثة الانواع وهي الرغبة فيما عند الله والرهبة من الله والخشوع لله انها عبادة اداة من اجل انواع العبادات. وبعض الناس يذهب الى قبور الاولياء والاموات والاضرحة - 01:33:21ضَ
ونحو ذلك يرغب ويطلب منهم ان يحققوا اماله من نكاح او مال او رزق او نحو ذلك. طامعا منهم تحقيق رغبتهم من دون الله. وهذا العمل والعياذ بالله شرك اكبر - 01:33:51ضَ
لان الرغبة فيما لا يقدر عليه الا الله وطلب الحوائج من غير الله فيما لا يقدر عليه ان الله نوع من انواع الشرك الاكبر. وقد بين المصنف رحمه الله ان صرف تلك العبادة لغير الله - 01:34:11ضَ
نوع من انواع الشرك. وبين لك المصنف دليل ان الرغبة عبادة لا يجوز صرفها الا لله وحده جل وعلا. وبعض الناس يرهب من قبور الاولياء والصالحين ظانا منهم ان لم يقدم القرابين والنذور والذبائح اليهم يظن انهم سوف يظرونه وسوف يوقن - 01:34:31ضَ
عليه العذاب والنفع والضر انما هو بيد الله عز وجل. وبين لك المصنف رحمه الله ان الرهبة لا تصرف الا لله عز وجل. فلا يخاف الا منه ولا يرهب الا منه جل وعلا. في - 01:35:01ضَ
ما لا يصرف الا له وحده سبحانه وتعالى. وبعض الناس اذا اتى عند قبور الاضرحة اولياء والانبياء ونحو ذلك. يقف امامها خاشعا ذليلا بقلبه وجوارحه وهذا والعياذ بالله نوع من انواع الشرك الاكبر. حتى وان لم يسألهم جلب نفع او دفع ضر - 01:35:21ضَ
فمجرد الوقوف عند القبور ونحوها خشوعا لذلك المخلوق هذا نوع من انواع الشرك الاكبر والعياذ بالله. لان الخشوع عبادة عظيمة لا تصرف الا له سبحانه. فلا يخشع الا له جل وعلا. قال سبحانه مثنيا على عباده الخاشعين. قد افلح المؤمنون الذين - 01:35:51ضَ
هم في صلاتهم خاشعون. فالخشوع عبادة. وذكر لك المصنف ان الخشوع عبادة عظيمة لا تصرف الا لله عز وجل. فمن صرفها فقد وقع في الذنب العظيم وهو الشرك الاكبر فواجب على العبد الا يرغب الا الى الله سبحانه ولا يرهب الا منه وحده جل وعلا - 01:36:21ضَ
والا يخشع الا لربه العظيم. سبحانه وتعالى. فلا يصرف ايا من انواع العبادات الا سبحانه وتعالى فهو الذي يجلب النفع ويدفع عنك الظر جل وعلا. قال رحمه الله ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني. الخشية بمعنى الخوف. الا - 01:36:51ضَ
ان الخشية اخص من الخوف. اي ان الخوف عام. لكن الخشية منزلة اخص من منزلة الخوف لان الخشية مقرونة بمعرفة الله. قال عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء - 01:37:21ضَ
لا تتحقق تلك المنزلة الا لمن كان معه علم. قال ابن القيم رحمه الله في التبيان خشيته وتعالى مقرونة بمعرفته. وعلى قدر المعرفة تكون الخشية. اي ان الخوف من الله - 01:37:41ضَ
عز وجل يخافه العالم ويخافه غير العالم. اما منزلة الخشية فلا يصل العبد اليها الا بالعلم. كما في قوله انما يخشى الله من عباده العلماء. والخشية متضمنة للرجاء. فمن خشي الله يكون - 01:38:01ضَ
قد رجاه. قال شيخ الاسلام رحمه الله والخشية ابدا متظمنة للرجاء. ولولا ذلك لكان كانت قنوطا اي لكانت الخشية قنوطا ويأسا من الله. فهو يخشى الله لكن الرجاء متضمن لتلك الخشية - 01:38:21ضَ
ليحدوه الرجاء الى العمل الصالح. قال كما ان الرجاء يستلزم الخوف. فمن رجا الله وعمل صالحا فرجاءه هذا يقوده الى الخوف من الله عز وجل. قال ولولا ذلك لكان امنا - 01:38:41ضَ
اي لو ان الانسان عبد ربه بالرجاء وحده لكان امنا ولم يحقق منزلة الخوف لكن الرجاء في حقيقته يستلزم الخوف. قال فاهل الخوف لله والرجاء له هم اهل العلم الذي - 01:39:01ضَ
مدحهم الله والخشية عبادة عظيمة لا تصرف الا لله. قال رحمه الله ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني. اي ودليل ان الخشية عبادة من العبادات قوله تعالى فلا تخشوهم فليسوا اهلا للخشية. واخشوني لان خشيته تعالى هي رأس كل خير - 01:39:21ضَ
فمن لم يخشى الله لم ينكف عن معصيته ولم يمتثل امره. قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين ولا يمكن لاحد قط ان يصل ما امر الله بوصله الا بخشيته. ومتى ترحلت الخشية - 01:39:51ضَ
من القلب انقطعت هذه الوصول. ومن خشي ربه عز وجل رزقه الله حياة القلب من المواعظ قال سبحانه سيذكر من يخشى. فمن يخشى الله هو الذي يتذكر ويعي قلبه. وقال عز - 01:40:11ضَ
عز وجل ان في ذلك لعبرة لمن يخشى. فلا يعتبر بالايات والنذر الا اهل الخشية. واثار الخضوع لله بادية لمن يخشاه. قال سبحانه تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم - 01:40:31ضَ
جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. والهداية انما هي وسيلة الى الخشية. قال عز وجل واهديك الى ربك فتخشى. فالمرء يحقق الهداية ليصل الى مرتبة الخشية لانها عالية وهي موجبة لمغفرة الله وفضله العميم. قال جل وعلا ان الذين يخشون - 01:40:51ضَ
ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير. والخشية موجبة لجنات النعيم. قال تعالى جزاء عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم مرضوا عنه ذلك لمن خشي ربه. فذاك النعيم المتقدم هو لمن يخشى الله تعالى. واخشى الناس لله - 01:41:21ضَ
هم اعرفهم به. والعالم حقا هو من خشي الله. قال جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء قال شيخ الاسلام رحمه الله كل من خشي الله فهو عالم. وحسبك بالخشية علما - 01:41:51ضَ
قال ابن مسعود كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا. وكل من خشيه فاطاعه فعل اوامره وترك نواهيه فهو العالم حقا. قال سبحانه امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا - 01:42:11ضَ
انما يتذكر اولو الالباب. ومن خشي ربه عاش بين الخلق عزيزا. وفي حياته سعيدا فاجعل ربك بين ناظريك. واخشى الامن من مكره وحلول عقوبته. واكثر من الطاعات لتنال خشيته تعالى وهو سبحانه اهل ان يخشى وقد امر بخشيته وحده ونهى عن خشية من - 01:42:41ضَ
قال عز وجل فلا تخشوهم واخشوني ولاتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون. وخشية المخلوق من المخلوق ذل وخضوع لمن لا يستحق الخضوع. فلا تخشى الا ربك فالخشية عبادة عظيمة من اجل العبادات. وصرفها لغير الله شرك. فحقق تلك العبادة بطلب العلم الشرعي - 01:43:11ضَ
وبتوجه القلب الى الله بفعل الطاعات والابتعاد عن المعاصي قال المصنف رحمه الله ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. الانابة هي الرجوع الى الله. واصلها محبة القلب وخضوعه وذله للمحبوب المراد. فمن لا - 01:43:41ضَ
يحب لا يناب اليه. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد الانابة هي عكوف القلب على الله الله عز وجل كاعتكاف البدن في المسجد لا يفارقه. وحقيقة ذلك عكوف القلب على محبته - 01:44:09ضَ
وذكره بالاجلال والتعظيم. وعكوف الجوارح على طاعته بالاخلاص له والمتابعة صلى الله عليه وسلم. والانابة هي بمعنى التوبة. ولكنها اعلى من التوبة. لان اقلاع وعزم على الا يعود وندم على ما مضى. فان استمر على ما هو عليه - 01:44:29ضَ
من عباداته فهو تائب. فاذا اقبل على الطاعات بعد توبته كقراءة القرآن والصدقة فهذه انابة الى الله تعالى. فمن تاب من استماع الاغاني مثلا كان تائبا. فاذا اقبل على بعد التوبة كقراءة القرآن والاستغفار والاكثار من النوافل كان منيبا - 01:44:59ضَ
فتركه للاجتماع الى الاغاني هذه توبة. فاذا زاد من فعل الطاعات بعد تلك التوبة فطاعاته تلك تسمى انابة. فالانابة تدل على التوبة. وتدل على الاقبال على الله بالعبادات. والمصنف رحمه الله اقتصر على ذكر الانابة ولم يذكر التوبة من انواع العبادة لان صورة العبادة - 01:45:29ضَ
بالنسبة للانابة اوضح من صورتها بالنسبة الى التوبة بسبب زيادة الاقبال على العبادة لان الانابة اعم من التوبة. فالانابة تشمل ايضا التوبة. فالانابة لا تكون الا بعد توبة والمنيب الى الله تعالى هو المسرع الى مرضاته. العائد الى الله في كل وقت. السباق - 01:45:59ضَ
يا محابه قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين انابة اوليائه انابة لالهية انابة عبودية ومحبة. وهي تتضمن اربعة امور. محبته والخضوع له والاقبال عليه والاعراض عما سواه. فهذا ما تتظمنه الانابة محبته المحبة لله - 01:46:29ضَ
والخضوع له وسكون الجوارح لله سبحانه. والاقبال عليه اي بالطاعات والاعراض عما سواه فالمنيب الى الله المسرع الى مرضاته. الراجع اليه كل وقت المتقدم الى محابه لان لفظ الانابة فيه معنى الاسراع والرجوع والتقدم. والانابة الى الله تعالى هي دأب - 01:46:59ضَ
الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. قال سبحانه عن داوود عليه السلام وظن داوود ان ما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وانام. فتاب الى الله ثم اناب اليه. فالانابة منزلة بعد التوبة - 01:47:29ضَ
وقال عن سليمان عليه السلام ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اي بعد توبته اناب الى الله وقال شعيب عليه السلام وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. وقال نبينا صلى الله عليه وسلم ذلكم الله ربي عليه توكلت واليه انيب - 01:47:49ضَ
واثنى الله على خليله ابراهيم عليه السلام لاتصافه بالانابة اليه والرجوع اليه في كل امر قال سبحانه عنه ان ابراهيم لحليم اواهم منيب. لحليم متصف بالحلم وعدم الغضب اواه اي رجاع الى الله. منيب اي مكثر من الطاعات اليه سبحانه. والبشارة - 01:48:19ضَ
لاهل الانابة. قال عز وجل والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى فالبشرى لمن اناب الى الله واجتنب الطاغوت ولا يعتبر بالايات ولا يتعظ بالعبر الا المنيب الى ربه - 01:48:49ضَ
قال سبحانه تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. قال ابن القيم رحمه الله في المدارج العبد اذا اناب الى الله ابصر مواقع الايات والعبر. فاستدل بها على ما هي ايات له. اي ان - 01:49:09ضَ
القلب المتيقظ انما هو قلب المنيب الى الله سبحانه. اي ان من اناب الى الله استيقظ قلبه وانيرت بصيرته. والانابة الى الله مانعة من عذاب الله. قال عز وجل وانيبوا الى ربكم - 01:49:29ضَ
واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. والجنة اعدت نزلا للقلب خاشع المنيب. قال جل وعلا وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لاواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. وامر الله جميع الخلق بالانابة - 01:49:49ضَ
اليه والرجوع اليه. قال سبحانه منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة. ولا تكونوا من المشركين ومنزلة التوكل قبل منزلة الانابة. لانه يتوكل في حصول منزلة الانابة. فالتوكل وسيلة والانابة غاية والانابة من اسباب سعادة العبد في الدارين. قال شيخ الاسلام رحمه الله العبد انما خلق لعبادة ربه - 01:50:19ضَ
فصلاحه وكماله ولذته وفرحه وسروره في ان يعبد ربه وينيب اليه. ولكون الانابة منزلة عالية عند الله فان الشيطان يسعى لصد العبد عنها. قال شيخ الاسلام رحمه الله والله الشيطان يكثر تعرضه للعبد اذا اراد الانابة الى ربه والتقرب اليه والاتصال - 01:50:53ضَ
والانابة عبادة يتفاوت العباد فيها. قال ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين الناس في انابتهم على درجات متفاوتة. فمنهم المنيب الى الله بالرجوع اليه من المخالفات ومنهم المنيب اليه بالدخول في انواع العبادات والقربات. ومنهم المنيب الى الله بالتضرع - 01:51:23ضَ
والدعاء والافتقار اليه والرغبة وسؤال الحاجات كلها منه والفطرة دالة على الانابة. قال شيخ الاسلام الفطرة تتضمن الاقرار بالله والانابة اليه قال المصنف رحمه الله ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. اي ودليل - 01:51:53ضَ
ان الانابة عبادة عظيمة امر الله تعالى عباده بها في قوله تعالى وانيبوا الى ربكم اي بقلوبكم وانيبوا الى ربكم بقلوبكم واسلموا له بجوارحكم. فالاية ظاهرة في ان انها عبادة وانه يحبها شرعا ودينا. فصرفها لغير الله شرك. فبادر الى الله وحده عز وجل - 01:52:21ضَ
بالاكثار من الطاعات لتحقق تلك العبادة العظيمة وهي الانابة الى الله عز وجل قال رحمه الله ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا فاستعن بالله. الاستعانة هي طلب العون وهي تجمع الثقة بالله والاعتماد عليه - 01:52:51ضَ
مع كمال الذل له. فلابد من هذه الامور الثلاثة. الثقة بالله عز وجل والاعتماد عليه تفويض الامر اليه. الثقة بالله اي ان تتيقن بان الله هو الذي يعينك ويكشف ضرك - 01:53:21ضَ
والاعتماد عليه اي تفوض امرك هذا له سبحانه. معك مال الذل له فلابد مع خضوع لله سبحانه في طلبك واستعانتك لهذا الامر. فلا تستكبر عن طلبه. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج - 01:53:41ضَ
السالكين والاستعانة بالله تتضمن ثلاثة امور. كمال الذل له مع الثقة به اعتماد عليه. ومن استعان بغير الله محققا هذه المعاني الثلاثة فقد اشرك مع الله غيره فمن وثق بغير الله واعتمد عليه وذل له فقد وقع والعياذ بالله في الشرك الاكبر - 01:54:01ضَ
قال رحمه الله ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. اي ودليل ان استعانة من انواع العبادة قوله تعالى اياك نعبد اي نخصك وحدك بالعبادة. واياك نستعين اي نفردك بالاستعانة دون خلقك. وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها - 01:54:31ضَ
لاحتياج العبد في جميع عباداته الى الاستعانة بالله تعالى. فانه ان لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الاوامر واجتناب النواهي. فالاول تبرأ من الشرك. وهو اياك - 01:55:01ضَ
اعبد والثاني وهو اياك نستعين تبرأ من الحول والقوة. ومدار الدين على العبادة اعانة والقيام بعبادة الله والاستعانة به هما الوسيلة للسعادة الابدية والنجاة من جميع الشروط فلا سبيل الى النجاة الا بهما. اي بالعبادة والاستعانة. قال شيخ الاسلام رحمه الله الدين - 01:55:21ضَ
الا يعبد الا الله ولا يستعان الا به. والعبادة من مقتضيات الوهيته. والاستعانة من مقتضيات ربوبيته. قال شيخ الاسلام رحمه الله اياك نعبد اشارة الى عبادته بما اقترب الهيته من المحبة والخوف والرجاء والامر والنهي. واياك نستعين - 01:55:51ضَ
الى ما اقتضته الربوبية من التوكل والتفويض والتسليم. والاستعانة تكون على امور قال شيخ الاسلام فان الاستعانة والتوكل انما يتعلق بالمستقبل. فاما ما وقع ان ما فيه الصبر والتسليم والرضا. فانت تستعين وتتوكل على الله على امور تريد تحقيقها - 01:56:21ضَ
في المستقبل والاستعانة عبادة عظيمة. ومما يعين عليها قول لا حول ولا قوة الا بالله قال شيخ الاسلام رحمه الله وقول لا حول ولا قوة الا بالله يوجب الاعانة. ولهذا سنها النبي - 01:56:51ضَ
صلى الله عليه وسلم اذا قال المؤذن حي على الصلاة فيقول المجيب لا حول ولا قوة الا بالله. متفق عليه. وقال ايضا ان هذه الكلمة اي لا حول ولا قوة الا بالله. كلمة استعانة لا كلمة - 01:57:11ضَ
وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع. ويقولها جزعا لا صبرا. اي ان هذه الكلمة وهي لا حول ولا قوة الا بالله. في اصل شرعيتها ان تقال قبل اي عمل - 01:57:31ضَ
لانها اقرار بانه لا حول ولا اعانة الا بالله في تحقيق هذا الامر. وبعض الناس عند حلول المصيبة. وهي ليست من كلمات الاسترجاع ومما يقال عند المصيبة واجمع الادعية طلب العون على الطاعة. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ناقلا عن شيخه - 01:57:51ضَ
لشيخ الاسلام رحمه الله قوله تأملت انفع الدعاء فاذا هو سؤال الله العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة في اياك نعبد واياك نستعين. فينبغي للشخص ان يكثر من دعاء اللهم - 01:58:20ضَ
اعني على ذكرك وشكرك وعلى حسن عبادتك. لان المرء اذا كان معانا على فعل الطاعة فانه يكون من عباد الله المقربين. وبالاستعانة بالله تستغني عن الاستعانة بالخلق. وكمال غنى العبد - 01:58:40ضَ
في تعلقه بربه. ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله الى من استعان به فصار مخذولا. وقد امر الانبياء اقوامهم بالاستعانة بالله وحده. قال سبحانه قال لقومه استعينوا بالله واصبروا. فيجب على المرء ان يحقق تلك العبادة. قال المصنف رحمه الله - 01:59:00ضَ
وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. لما ذكر دليلا من القرآن على الاستعانة انها عبادة وهو قوله اياك نعبد واياك نستعين ذكر دليلا اخر من السنة على ان الاستعانة من العبادة فقال وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. اي وفي الحديث الذي رواه الترمذي من حديث - 01:59:30ضَ
ابن عباس رضي الله عنه اذا استعنت فاستعن بالله. اي اجعل استعانتك خالصة بالله وحده قال ابن دقيق رحمه الله بقدر ما يركن الشخص الى غير الله بطلبه او بقلبه او بامله - 02:00:00ضَ
فقد اعرض عن ربه الى من لا يضره ولا ينفعه. وكذلك الخوف من غير الله. ولا بأس الاستعانة بالمخلوق الحي على امر قادر عليه. فان كانت الاستعانة على بر وخير فهي احسان. قال - 02:00:20ضَ
سبحانه وتعاونوا على البر والتقوى. وان كانت على اثم فهي حرام. قال جل وعلا ولا تعاونوا على باسمي والعدوان. واما الاستعانة بالاموات او بالاحياء الغائبين او بالاحياء الحاضرين على امر - 02:00:40ضَ
لا يقدرون عليه فهذا شرك. مثل ان يقول شخص لاخر من الاحياء انا استعنت بك على غفران ذنبي ونحو ذلك فهذا والعياذ بالله شرك. لان لا يملك غفران الذنوب سوى الله. والعبد ضعيف بنفسه - 02:01:00ضَ
لا غنى له عن عون الرب. ومن سعى في تحقيق مطلوبه ولم يكن مستعينا بالله متوكلا عليه مفتقرا اليه في حصوله لم يتم له مقصوده. ومن فضل الله وكرمه على عباده ان من - 02:01:20ضَ
به منهم اعانه الله. فالاستعانة عبادة عظيمة عليها مدار الدين على العبد وعدم التفريط بها. ليعان من رب العالمين على تحقيق اموره وعباداته. قال المصنف رحمه الله بعد ذلك ودليل الاستعاذة قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس. الاستعاذة - 02:01:40ضَ
هي الالتجاء والاعتصام والتحرز. وحقيقتها هي الهرب من شيء تخافه الى من يعصمك فتلتجئ الى القوي ليعصمك من ذاك الذي اخافك. والاستعاذة بالله هي الالتجاء الى الله والاعتصام به. واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شر. فهي الالتجاء - 02:02:10ضَ
جاءوا الى الله بالقلب والاعتصام اليه بكلية قلبك تلتجئ اليه واعتقاد كفايته اي ان تعتقد قلبك بان الله يعصمك من تلك الشرور التي فررت منها الى ربك ليعصمك منها. وتمام حماية - 02:02:40ضَ
من كل شر بان تتوكل على الله وتعتقد بان الله هو الذي سوف يعيدك مما استعدت به من شره والاستعاذة عبادة من العبادات التي امر الله بها. كما قال تعالى واما - 02:03:00ضَ
زغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. وقال عز وجل فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. قال في فتح المجيد وقد اجمع العلماء على انه لا تجوز الاستعاذة بغير الله - 02:03:20ضَ
اي لا يجوز لشخص ان يذهب الى قبر او ضريح ويقول يا فلان اعذني من المرض يا فلان اعذني من الهم ونحو ذلك. فهذا امر لا يملكه الا الله عز وجل وطلبه من غير الله شرك - 02:03:40ضَ
فلا عاصم في تفريج الكروب ورفع الخطوب سوى رب العالمين. والحياة مليئة بالافات والمكاره ولكل مخلوق اعداء من الجن والانس. وعلى مقدمتهم ابليس لعنه الله. قال سبحانه ان ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. واخبر الله ان لكل نبي اعداء من الجن والانس - 02:04:00ضَ
قال سبحانه وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. وكذلك اتباع الرسل يتعرضون للابتلاء من شياطين الانس والجن ولا غنى لاي مخلوق من الاحتماء بجناب الله. والاعتصام بحماه من شرور الانس والجن - 02:04:30ضَ
من مكاره الحياة وافاتها. ومن طلب العوذ من غير الله فقد رام عبادة جليلة امر الله بها في اكثر من موضع في كتابه. قال المصنف رحمه الله ودليل الاستعاذة تعالى قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس اي ودليل ان الاستعاذة من - 02:05:00ضَ
العبادة قوله تعالى اي قل يا محمد متعوذا والخطاب ايضا لجميع امته. قل اعوذ اي اعتصموا والتجأ بربي وخالق الفلق وهو الصبح. وقوله قل اعوذ بربي وخالق ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس اي ودليل ان - 02:05:30ضَ
استعادة من انواع العبادة قوله تعالى قل يا محمد والخطاب ايضا لجميع امته. قل اعوذ ايعتصم والتجئ بربي وخالق الفلق وهو الصبح. وقوله اي ودليل اخر على ان الاستعاذة عبادة قوله تعالى قل اعوذ برب وخالق الناس. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 02:06:00ضَ
عن المعوذتين لعقبة بن عامر رضي الله عنه المتر ايات انزلت الليلة لم يرى مثلهن قط قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس. رواه مسلم. فيجب على المسلم ان يداوم على - 02:06:30ضَ
سعادتي بهما في صباحه ومسائه فهي سبب في تحصينه من الشرور والافات يومه وليلته وقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة ابن عامر رضي الله عنه ان يتعوذ بهما وقال له تعود - 02:06:50ضَ
بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما. رواه ابو داوود. قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد العبد الى الاستعاذة بهاتين السورتين اعظم من حاجته الى النفس والطعام والشراب واللباس فينبغي للمسلم ان يحصن نفسه صباح ومساء بالمعوذتين فيقرأ قل اعوذ برب الفلق - 02:07:10ضَ
الى اخر السورة هو يقرأ قل اعوذ برب الناس الى اخر السورة ويكررها ثلاث مرات. وكذلك فيعود اولاده وصبيانه حتى ولو كانوا بعيدين عنه. فمثلا لو كان هو في بلد وهم في بلد - 02:07:40ضَ
سيعوذهم بتلك السورتين. وطريقة تعويذهما حتى ولو كنت بعيدا. فلا يلزم ان عليهما حتى ولو كانوا بقربك لا يشترط النفث عليهما. وانما تتعوذ بتلك السورتين. فتقول قل وانت تنوي الدعاء لاولادك وزوجتك وتحصينك بهما فتقول اعيذكم - 02:08:00ضَ
بالفلق من شر ما خلق الى اخر السورة وتقول اعيذكم برب الناس ملك الناس اله الناس. وكذلك تقول وانت تحصن اولادك اعيذكم بكلمات الله التامات من شر ما خلق. وتقول ايضا اعيذكم بكلمات - 02:08:30ضَ
الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. واذا اكثرت من التعوذ فهو دعاء فانت ستدعو ربك بان يعيذ اولادك من شرور الانس والجن. والرب سبحانه متصف بالقوة - 02:08:50ضَ
والعزة. من اعتصم به لم يصله اذى احد. وتخلف عنه الظرر ولو مع وجود اسبابه قال عليه الصلاة والسلام من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - 02:09:10ضَ
لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك. رواه مسلم. قال القرطبي رحمه الله هذا خبر صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليلا وتجربة. قال فاني منذ سمعت هذا الخبر حملت عليه فلم يضرني شيء الى ان تركته فلدغني عقرب بالمهدية ليلا والمهدية مدينة - 02:09:30ضَ
ببلاد الاندلس. قال فتفكرت في نفسي. يعني لماذا لدغتني تلك العقرب؟ فاذا بي قد نسيت ان فتعود بتلك الكلمات. اي الكلمات الواردة في الحديث اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - 02:10:00ضَ
فيقولها المسلم وهو مستيقن وواثق بان الله عز وجل سيعيده من شرور ما فاذا تيقن القلب ووثق بكفاية الله عز وجل وقدرته وقوته باذن الله يعصم من شر ما والمخلوق ضعيف يتعرض للاذى. لا تهنأ له حياته الا بالاعتصام واللوذ بالله. ويجب - 02:10:20ضَ
على العبد ان يعلم ان الظرر والنفع بيد الله وحده. وان من سعى للاظرار بك لا يتحقق له مناه ما لم يشأ الله ذلك. فلا تخف اذا من البشر فالامر كله بيد الله. قال عليه - 02:10:51ضَ
الصلاة والسلام واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله - 02:11:11ضَ
رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي. فلا يملك النفع ولا يدفع عنك الضر سوى رب العالمين وليس بيد البشر نفع ولا ضر لك. وانما العاصم هو الله. قال سبحانه وان يمسسك الله - 02:11:31ضَ
بضر فلا كاشف له الا هو. وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. وفي الاية الاخرى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله. يصيب به - 02:11:51ضَ
في من يشاء من عباده. وقد ذكر الله عز وجل ما ضرره ظاهر متحقق في رأي العبد وهو سحر ومع ذلك فقد يتخلف عنه ضرر السحر وان كان في الظاهر انه قد يضر يقينا. قال سبحانه - 02:12:11ضَ
وما هم بضارين به من احد الا باذن الله. فاذا كان ظرر السحر يدفع بامر الله عز وجل وان كان في الظاهر ان المسحور قد يتضرر من هذا السحر لكن اذا لم يأذن - 02:12:31ضَ
لا يتظرر ذلك العبد المسحور. وان فعل به ما فعل. فالاستعاذة بالله عبادة من من اجل العبادات امر الله نبيه ان يستعيذ بخالق الاصباح من شر جميع المخلوقات ومن شر الغاسق والساحر والحاسد. والقادر على ازالة هذه الظلمة عن العالم هو - 02:12:51ضَ
قادر ان يرفع عن المستعيذ ما يخافه ويخشاه. ولا بأس بالاستعاذة بالمخلوق الحي الحاضر بشرط فيما يقدر عليه. لحديث جابر بن عبدالله ان امرأة من بني مخزوم سرقت فاتي بها - 02:13:21ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم فعادت بام سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عليه الصلاة السلام والله لو كانت فاطمة لقطعت يدها فقطعت. رواه مسلم - 02:13:41ضَ
قال في تيسير العزيز الحميد المخلوق يطلب منه ما يقدر عليه ويستعاذ به فيه. بخلاف ما لا يقدر عليه الا الله فلا يستعاذ فيه الا بالله. اما الاستعاذة بالاموات او - 02:14:00ضَ
الاحياء او بالاحياء الحاضرين على امر لا يقدرون عليه فهذا شرك اكبر والعياذ ومثال الاستعاذة بالاموات كمن يذهب الى قبور الاضرحة والاولياء والصالحين يستعيذون بهم مما يخشون وقوعه عليهم. فيقولون مثلا يا فلان اعذني - 02:14:20ضَ
من الامراض ويا فلان اعذني من الشرور والافات. ويا فلان اعذني من اذية الجيران ونحو ذلك فالاستعاذة بالاموات هذا شرك اكبر والعياذ بالله. فالاموات في قبورهم لا يملكون نفعا ولا يملكون دفع ضر لا عن انفسهم فضلا عن غيرهم. قال سبحانه والذين تدعون من دونه - 02:14:50ضَ
لا يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير. وكذلك بعظ الناس يعتقد ان الولي الفلاني وهو في قبره يملك ان يعيذني من شرور الناس والافات ونحو ذلك. فهذا ايضا - 02:15:20ضَ
نوع من انواع الشرك الاكبر. فان الاموات لا يملكون نفعا ولا ضرا. انما مالك النفع دافع الضر هو الله سبحانه. قال جل وعلا وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو - 02:15:50ضَ
وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ومثال الاستعاذة بالغائبين الاحياء مثل ان يكون رجلا وهو في داره وينادي رجلا وهو في بلد اخر او في نفس البلد. لكنه لا يسمع صوته. ويقول يا فلان اعذني - 02:16:10ضَ
من شرور الناس يا فلان اكشف عني ما حل بي. فهذا والعياذ بالله نوع من انواع الشرك الاكبر لان الاستعاذة لا تجوز الا بالله عز وجل. ومثل بعض الناس يقول يا فلان اسم من اسماء - 02:16:36ضَ
الجن تعالى وخذ فلانا واعذني من شره. فهو لا يرى الجن. فهذه من الاستعاذة بالغائبين الاحياء فهي استعادة شركية والعياذ بالله. ومن انواع الاستعاذة الشركية ايضا الاستعاذة الاحياء الحاضرين على امر لا يقدرون عليه. مثل ان تكون جالسا بجانب رجل - 02:16:56ضَ
وتقول يا فلان اعدني من الامراض التي تحدث بي. ويا فلان ابعد عني شرور الجن والانس لا يصيبني في حياتي ونحو ذلك. فهذا الرجل الذي بجانبك لا يملك دفع الشرور والافات عنك. من - 02:17:26ضَ
الانس ولا الجن ولا نحو ذلك. فاذا كان لا يقدر على ذلك فهي استعاذة شركية لعدم على ذلك. او تقول يا فلان اعذني الا يقع علي حادث في سفري هذا. فهذا امر - 02:17:46ضَ
لا يقدر عليه البشر حتى نطلب الاستعاذة منهم. فهي نوع من انواع الشرك الاكبر والعياذ بالله كما قال عز وجل وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم - 02:18:06ضَ
واما الاستعاذة بالاحياء الحاضر القادرين على ذلك الامر ان هذه السعادة جائزة. فالاستعاذة الجائزة لا تكون جائزة الا اذا توفرت فيها ثلاثة شروط الشرط الاول ان تكون الاستعاذة بحي اي ليس برجل ميت. والشرط الثاني - 02:18:26ضَ
ان يكون حاضرا اي ان يكون ذلك الرجل الحي حاضرا عندك. اي ليس بعيدا عنك ولا يسمع كلامك فلابد ان يكون حاضرا بجانبك ويسمع كلامك الشرط الثالث ان يكون ذلك الرجل الحي الحاضر قادرا على ان يدفع عنك ما استعذت به - 02:18:56ضَ
فاذا توفرت هذه الشروط فان هذه الاستعاذة جائزة. مثال ذلك لو تخاصم طفلان امامك فقال احدهما اعذني يا فلان من شر هذا الطفل لا يضربني. فانت قادر ان تدفع الطفل الا يضرب ذلك. فهذه الاستعاذة لانك حي وحاضر تسمع كلام الطفل - 02:19:23ضَ
على تحقيق ذلك. يعني في مقدور البشر مما اقدرهم الله عز وجل ان يرفعوا عن ذلك المستعاذ ما استعاذ به فتقول ادفع عني اذى هذا الطفل. فهذه استعاذة جائزة. اما - 02:19:53ضَ
لو طلب منك امرا لا تستطيع ان تعيد من طلب منك فهذه استعاذة شركية مثل لو اتاك رجل وقال لك اعذني من قطاع الطريق فانا سوف اسافر. اعذني منهم لان لا يظروني - 02:20:13ضَ
فهذه استعادة لا يقدر عليها ذلك الرجل. لانها خارجة عن مقدوره. فالاستعاذة من شرور اولئك لا يقدر على دفعها الا رب العالمين. فاذا كان لا يستطيع كشف ما استعاذ به - 02:20:33ضَ
مما هو في مقدور البشر فان تلك الاستعاذة تكون شركية. ومن استعاذ بالله عز وجل ولاذ ودعاه بان يحفظه من شرور الانس والجن فقد حقق عبادة عظيمة امر الله عز - 02:20:53ضَ
وجل عباده ان يحققوها وان يتعبدوا ربهم بها. فقال قل اعوذ برب الفلق. فالله امرنا ان نتعوذ به سبحانه من الشرور وقال قل اعوذ برب الناس فهذه عبادة امرنا الله عز وجل ان - 02:21:13ضَ
حققها فاجعل مسألتك واستعاذتك بالله وحده. فلا عاصم من المهالك سواه ولا الجالبة للنفع غيره. نسأل الله عز وجل ان يعيذنا من شرور الانس والجن ومن الافات ومن الكروب. قال المصنف رحمه الله ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب - 02:21:33ضَ
لكم الاستغاثة هي طلب الاغاثة والغوث. وهو طلب الانقاذ من الظيق والشدة. فمثلا فلو ان انسانا غرق ثم بدأ ينادي فمناداته هذه استغاثة. لانه وقع في ضيق وكربة. قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد الاستغاثة لا تكون الا بعد الذعر اي الا بعد الخوف والذعر - 02:22:03ضَ
والفزع فمن رأى مثلا لصا يريد ان يأخذ ماله فنادى غيره لينقذه من ذلك اللص مناداة هذه تسمى استغاثة. والفرق بين الدعاء والاستغاثة ان الاستغاثة لا تكون الا من المكروه - 02:22:33ضَ
اي في حال كربته وضيقه وشدته. كغرق وخوف من لص ونحو ذلك. واما الدعاء فهو يكون من المكروب ويكون من غيره. يكون من المكروب مثل ان يدعو الشخص ربه ان يشفيه. فهذا رجل - 02:22:53ضَ
مكروب ويكون الدعاء ايضا من غير المكروب. مثل ان يدعو الانسان ربه ان يزيد من ما له. فهذا غير مكروب فالدعاء يكون من المكروب ومن غير المكروب. فالاستغاثة اذا هي اخص انواع الدعاء. فان دعاء - 02:23:13ضَ
يقال له استغاثة. والفرق بين الاستغاثة والاستعاذة ان الاستعاذة تطلب منه ان يعصمك وان يمنعك وان يحصنك من امر تخشى ان يقع ظرر عليك بسببه. مثل ان تستعيذ بالله تخشى من العين. فالخشية من العين على امر مستقبل. فانت تلتجأ الى الله الا تصيبك العين - 02:23:33ضَ
واما الاستغاثة فهي ان تطلب منه ان يزيل ما حل بك من شدة. مثل غريق ينادي فمناداتك حال الغرق بعد وقوع الشدة عليك. اي ان الاستعاذة تكون قبل حدوث الحدث. واما - 02:24:03ضَ
استغاثة فتكون بعد وقوع الحدث. والاستغاثة تتضمن كمال الافتقار اليه. واعتقادك كفايته اي ان الاستغاثة حتى تكون استغاثة فيها معنى العبادة ان تكون مشتملة على وكمال الافتقار الى الله. بمعنى الذل والانطراح بين يديه. والامر الثاني اعتقاد كفاية - 02:24:23ضَ
وان الله قادر على تفريج هذا الكرب الذي انت فيه. فاذا تضمنت الاستغاثة هذين الامرين الافتقار الى الله واعتقاد كفايته والثقة به فهي استغاثة. والاستغاثة من افضل الاعمال واكملها والمرء في هذه الحياة عرضة للكروب والكوارث. فمن استغاث بربه في كشف ملماته - 02:24:53ضَ
فقد ادى عبادة عظيمة فزع اليها الانبياء والصالحون عند الشدائد ففرج الله كروبهم اغاثة تكشف كربك وايضا مع كشفها لكربك فانت في عبادة عظيمة لانك علقت قلبك في كشف كربتك بالله عز وجل. قال المصنف ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ - 02:25:23ضَ
ربكم فاستجاب لكم. اي ودليل ان الاستغاثة عبادة. قوله تعالى اذ تستغيثون اي اذكروا نعمة الله عليكم. لما قرب التقاؤكم بعدوكم فقمتم تستغيثون ربكم وتطلبون منه المدد والعون والنصر. فاستجاب لكم وذلك يوم بدر. حين نظر النبي - 02:25:53ضَ
صلى الله عليه وسلم الى كثرة المشركين. وجعل يهتف بربه ويناشده. ويطلب منه الغوث. والله الله يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه. فامده الله بالنصر على عدوه. فقتلوا واسروا ظهر الاسلام وسمي يوم الفرقان. فذكر الله عز وجل هذه الاية ليبين للمؤمنين على - 02:26:23ضَ
العصور ان من استغاث بربه ولجأ اليه نصره وكشف عنه كربه كما نصر الله عز وجل نبيه يوم بدر في اعظم غزوة كانت هي الفرقان بين الحق والباطل. فدلت الاية على ان الاستغاثة - 02:26:53ضَ
عبادة من اجل العبادات. لجأ اليها النبي صلى الله عليه وسلم. وان صرفها لغير الله. كان بالاصنام او الاموات او الغائبين او نحوهم شرك به تعالى. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج - 02:27:13ضَ
ومن انواعه اي من انواع الشرك طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم والتوجه اليهم وهذا اصل شرك العالم. اي دعاء الاموات والتوجه اليهم هذا هو اصل شرك العالم. فان ان الميت قد انقطع عمله. وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا. فضلا عمن استغاث به وسأله - 02:27:33ضَ
قضاء حاجاته او سأله ان يشفع له الى الله تعالى. بل ان الميت محتاج الى دعائك بان يرفع الله درجاته وان يفسح له في قبره. فهو محتاج اليك ولا يستطيع هو ان يكشف كربك - 02:28:03ضَ
فانه موسد تحت التراب لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عنان ينفع غيره او يرزقه او يكشف ضره بل ان الميت ينتظر دعوات الاحياء بالمغفرة والرحمة. والاستغاثة بغير الله - 02:28:23ضَ
لا نفع منها سوى الحسرة والندامة. وصاحبها يجري خلف سراب لن يتحقق له مبتغاه ففي الدنيا خاسر وفي الاخرة هالك. كما قال عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما - 02:28:43ضَ
غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يأس الكفار من اصحاب القبور. فداعي الاموات رجل يائس لن يحصل من دعائه شيئا. قال شيخ الاسلام رحمه الله استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة - 02:29:03ضَ
الغريق بالغريق فلو ان رجلين غريقين واستغاث احدهما بالاخر الغريق الاخر عاجز عن اغاثة نفسه فضلا عن اغاثة غيره. فالاستغاثة المخلوق بالمخلوق استغاثة هالكة. فمن غير الله والتجأ اليه من الاموات او الاحياء الغائبين فلن يتحقق له مطلوبه ولو عكف على - 02:29:23ضَ
اغاثته سنين. قال عز وجل ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم الاستغاثة بالاحياء الحاضرين القادرين على الاغاثة جائزة بشرط ان يكونوا قادرين عليه قال تعالى في قصة موسى عليه السلام فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى - 02:29:53ضَ
اما انزال وطلب الحوائج منهم. اي من الاحياء وهم غير قادرين. او طلبوا الحوائج من الاموات او الغائبين فهي شرك بالله عز وجل. وبعض الناس يذهب الى قبور الاولياء والصالحين ويطلب منهم الغوث والمدد. ويقول يا فلان اغثني ويا فلان نجني من الكربة - 02:30:23ضَ
التي انا فيها ونحو ذلك من الالفاظ والاستغاثات بغير الله. وهذه الاستغاثة شرك بالله عز وجل لان الغوث لا يطلب الا من الله عز وجل. لان كشف الكروب ورفع البلاء لا يقدر عليه - 02:30:53ضَ
الا رب العالمين. وطلبها من الاموات او الغائبين نوع من انواع الشرك الاكبر والعياذ بالله والعاقل لا يستغيث برجل ميت لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن ان يستغيث - 02:31:13ضَ
بالاخرين ومن مكث عند القبور دهورا طويلا وازمنة مديدة زعما منه ان الاموات لا يملكون له نفعا او ظرا فقد طلب محالا وتبع سرابا. وانما ما لك النفع ودافع هو رب العالمين وحده. قال جل وعلا وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو - 02:31:33ضَ
وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده. وهو الغفور الرحيم فاذا حلت بك الخطوب واشتدت بك الكروب فاستغث بعلام الغيوب فبيده مقاليد السماوات والارض انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. ولا تطأطئ رأسك لاهل - 02:32:03ضَ
من الاموات او للاحياء العاجزين. فربك علي قدير قوي قادر على كشف كروبك فعلق قلبك واملك بالله عز وجل. ثم قال المصنف رحمه الله ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت - 02:32:32ضَ
وانا اول المسلمين. الذبح تقربا الى الله تعالى. من اجل الطاعات ومن افضل العبادات المالية وامارة على صدق الايمان وسمو النفس لله. لان الحيوان المذبوح محبوب لاربابه اصحابه فاذا بذله لله متقربا به الى الله في الاضحية والهدي وسمحت نفسه - 02:33:02ضَ
باذاقة الحيوان الموت صار افضل من مطلق العبادات المالية. قال شيخ الاسلام رحمه الله ما يجتمع في النحر اذا قارنه الايمان والاخلاص من قوة اليقين وحسن الظن به امر عجيب - 02:33:32ضَ
اي من ظهور حلاوة الايمان على القلب. والمسلم لا يذبح الا لله عز وجل. لا تذبح للقبور ولا يذبح للاولياء ولا يذبح عند الاضرحة. لانها عبادة لا تصرف الا الله عز وجل وصرفها لغيره شرك. قال المصنف ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي - 02:33:52ضَ
اي ودليل ان الذبح عبادة عظيمة لله تعالى قوله تعالى قل ان اي قل يا محمد ان تعبدي بصلاتي ونسكي اي بالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس من المال لما هو احب اليها وهو الله. وخص هاتين العبادتين التي هي الصلاة والنسك. لشرف - 02:34:22ضَ
وفضلهما ودلالتهما على محبة الله واخلاص الدين له. فالصلاة من اجل البدنية والنحر من اجل العبادات المالية. ومن اخلص في صلاته ونسكه استلزم ذلك اخلاصه لله في سائر اعماله واقواله. لهذا قال عز وجل ومحياي ومماتي - 02:34:52ضَ
لله رب العالمين لا شريك له. ومحياي اي ما اتيه في حياتي. ومماتي اي ما ادخره عند الله بعد مماتي. كل ذلك لله اي لا لغيره. رب العالمين ومعبودهم. لا شريك له - 02:35:22ضَ
في العبادة كما انه ليس له شريك في الملك والتدبير. وبذلك اي باخلاص تلك الاعمال لله امرت امرا حتما يجب علي امتثاله. وبذلك امرت اي امرت امرا حتما يجب علي امتثاله وانا اول المسلمين اي من هذه الامة. فان من سخر جسده بالتعبد لله - 02:35:42ضَ
وما له بذبح القرابين لربه فهو المسلم حقا. وقد امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم باخلاص تلك العبادتين له لفضلهما. فقال فصل لربك وانحر. اي صل واذبح لله لا لغيره. وكما ان الصلاة لا تجوز ان تؤدى لغير الله. فكذلك الذبح لا يصرف الا لله - 02:36:12ضَ
الوحدة ومن هانت عليه نفسه فصرف عبادته لغير الله بان ذبح للاصنام او للقبور او للاولياء والاضرحة ونحوهم تعظيما لهم او خوفا منهم. او التماسا لشفاعة اربابها او في طريق قدوم سلطان او لنحو ذلك. فقد وقع في الشرك. سواء كان المذبوح كبيرا او صغيرا - 02:36:42ضَ
سواء كان بعيرا او بقرة او شاة او دجاجة او اصغر من ذلك. وقد جاء الوعيد الشديد في من فعل ذلك من السنة. لذلك قال المصنف ومن السنة لعن الله من ذبح لغير الله - 02:37:12ضَ
اي والدليل من السنة في قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله لعن الله من ذبح لغير الله. اي لعن الله من ذبح واراق الدماء لغير الله - 02:37:32ضَ
رواه مسلم. فمن استحوذ عليه الشيطان وقدم القرابين لغير خالقه فقد كفر النعمة وهظم وتنقص الوهيته وعظم غير خالقه وتعرظ لوعيد الله عليه باللعن لجرم ما ارتكبه من اراقة الدماء بالذبح لمخلوق لا يستحق ان يصرف له اي شيء - 02:37:52ضَ
من انواع العبادة. وبعض الناس يذبح عند قبور الاولياء والاضرحة والاموات. طالبا منه المدد او النفع او كشف الظر او يذبح لهم تعظيما لهم او تزلفا اليهم. وهذا والعياذ بالله - 02:38:22ضَ
شرك اكبر يخرج العبد من الملة. فان الذبح لا يكون الا له سبحانه وحده. ولا يذبح بغيره وكيف يذبح الرجل لاموات لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظرا ولا يستطيعون الخروج - 02:38:42ضَ
من قبورهم بل ان الاموات هم محتاجون للاحياء بان يدعون الله عز وجل لهم بالرحمة والمغفرة والرضوان ونحو ذلك. ومن ذبح القرابين لهم فقد خسر مالا في غير محله. وعمل - 02:39:02ضَ
عملا يغضب الله عز وجل. لانه صرف هذا العمل لغيره سبحانه وتعالى. ومن ذبح لغير الله عز عز وجل فقد احبط جميع اعماله الصالحة لوقوعه في الشرك الاكبر. قال جل وعلا وقدمنا الى - 02:39:22ضَ
ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. وقال سبحانه ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر اولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون. فكيف يتوجه العاقل ويهدر ماله في اعظم ذنب عصي الله به وهو الشرك به. بان يذبح - 02:39:42ضَ
اولياء وان يذبح للصالحين ولعظيم جريرة ذلك الذنب. فانه لا يجوز ان يؤكل من الذبيحة التي ذبحت لغيره سبحانه. قال جل وعلا ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق - 02:40:12ضَ
والذبح لغير الله وان كان ذكر عليها اسم الله فانه لا يحل اكلها. لانها لم يرد بها وجه الله سبحانه وتعالى وكيف يقدم العاقل على منة ورزق اعطاه الله عز وجل وهو المال ثم يشتري - 02:40:32ضَ
من بهيمة الانعام من غنم ونحو ذلك. ويعمل جرما عظيما يحارب الله عز وجل. ويعرض نفسه لسخط الله عز وجل عليه. وانزال العقوبة به. وقد سأل ابن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه - 02:40:52ضَ
سلم. اي الذنب اعظم عند الله؟ قال ان تجعل لله ندا وقد خلقك. فاحذر ان تذبح اولياء او للصالحين او للاموات او الانبياء او الملائكة او الجن. فان هذا هو الشرك الاكبر - 02:41:12ضَ
المخرج من الملة. ولا تنظر الى كثرة من يفعل ذلك. فالله عز وجل قال وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. ولا توجه قلبك وقصدك وتعظيمك الا لله سبحانه. ولا تذبح القرابين - 02:41:32ضَ
الا لله عز وجل مذكورا عليها اسم الله جل وعلا. لتؤدي عبادة عظيمة وهي الذبح له سبحانه. ثم قال المصنف رحمه الله بعد ذلك ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر - 02:41:52ضَ
ويخافون يوما كان شره مستطيرا. تعريف النذر هو ايجاب المكلف على نفسه ما ليس واجبا عليه باصل الشرع. معنى هذا مثلا لو ان انسانا قال لله علي نذر ان اتصدق كل يوم بعشرة ريالات. فهنا المكلف اوجب على نفسه ان يتصدق بعشرة ريالات - 02:42:12ضَ
كل يوم والتصدق بعشرة ريالات كل يوم ليس واجبا عليه باصل الشرع. وانما هو والذي اوجبها على نفسه. فمن اوجب على نفسه ما لم يوجبه الشرع فهذا يسمى نذرا. وهو عبادة - 02:42:42ضَ
يجب اخلاصها لله. ويجب الوفاء بالنذر اذا كان طاعة. اما اذا كان معصية فانه يحرم عليه الوفاء به. فمثلا لو قال شخص لله علي نذر ان اسرق. فنقول لا يجوز لك الوفاء - 02:43:02ضَ
في هذا النذر وكفر عنه يمينه. اما اذا كان النذر لغير الله فانه لا يجوز الوفاء به ولا تجب فيه الكفارة لانه عمل شركا اكبر يجب عليه التوبة منه. قال رحمه الله ودليل النذر - 02:43:22ضَ
قوله تعالى يوفون بالنذر. اي ودليل ان النذر عبادة لا يصرف الا لله. قوله تعالى في معرض الثناء على من وفى بالنذر قال مثنيا عليهم عز وجل يوفون بالنذر اي بما - 02:43:42ضَ
الزموا به انفسهم من النذور. واذا كانوا يوفون بما هو غير واجب في الاصل عليهم. الا بهم على انفسهم ففعلهم وقيامهم بالفروظ الاصلية من باب اولى واحرى. وهو سبحانه لا - 02:44:02ضَ
يثني الا على فاعل عبادة. وليس معنى هذا ان النذر مستحب. بل ان حكم النذر في اصله لان الانسان قد اوجب على نفسه ما ليس واجبا عليه باصل الشرع. وقد قال عليه الصلاة والسلام عنه وان - 02:44:22ضَ
انما يستخرج به من مال البخيل. وبعض الناس يظن انه اذا نذر ان هذا النذر يكون ملزما لربه في فعل ما اراده العبد مثل بعض الناس يقول لله علي نذر ان شفى الله مريضي - 02:44:42ضَ
فتصدق بكذا وكذا. يظن انه ان فعلت ذلك النذر ان ربه عز وجل سوف يشفي مريضه بسبب وبنذره ونقول لا الاصل ان الانسان لا ينذر يتصدق بدون نذر يفعل الخير بدون نذر - 02:45:02ضَ
يتقرب الى الله بدون نذر. لكن اذا نذر فانه يجب عليه الوفاء به. قال سبحانه يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. اي ويخافون يوما عسيرا كان شره اي ما فيه من الاهوال مستطيرا اي منتشرا وقاسيا على الناس الا من رحم الله. والمسلم - 02:45:22ضَ
معلق بالله لا يصرف اي نوع من العبادة لغير الله. بل يؤدي جميع العبادات على وجهها وان اوجب على نفسه شيئا بالنذر فيما لم يوجب الشارع الحكيم عليه لم ينذر الا لله. يقول عليه - 02:45:52ضَ
الصلاة والسلام من نذر ان يطيع الله فليطعه. ومن نذر ان يعصيه فلا يعصه. رواه البخاري ومن صرف النذر لغير الله فقد صرف عبادة من العبادات لغير الله. ووقع في الشرك. والنذر لغير الله - 02:46:12ضَ
اعظم في الاثم من الحلف بغير الله. قال شيخ الاسلام رحمه الله فمن نذر لغير الله فهو مشرك اعظم من شرك الحلف بغير الله. ومن نذر لمخلوق لم ينعقد نذره. ويحرم عليه الوفاء به - 02:46:32ضَ
فمثلا لو ان شخصا قال لله علي نذر ان اذبح عند القبر الفلاني شاة ونحو ذلك فان هذا نذر لم ينعقد ويحرم عليه الوفاء به. وهو شرك اكبر والعياذ بالله لو وفى بنذره. قال - 02:46:52ضَ
الاسلام رحمه الله النذر للقبور او لاحد من اهل القبور. كالنذر لابراهيم الخليل او للشيخ وفلان او فلان او لبعض اهل البيت او غيرهم نذر معصية لا يجب الوفاء به باتفاق - 02:47:12ضَ
ائمة الدين بل ولا يجوز الوفاء به. فانه قد ثبت في الصحيح اي في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من نذر ان يطيع الله فليطعه. ومن نذر ان يعصيه فلا يعصيه. رواه البخاري - 02:47:32ضَ
وكيف تصرف العبادة لمخلوق لا يملك نفعا ولا يدفع ضرا. هذا من اعظم البهتان. والنذر لا الا لله. وان نذر لله في طاعة وجب الوفاء به. وعقد النذر لله ابتداء مكروه - 02:47:52ضَ
لذا ينبغي للمسلم الا ينذر وان كان لله. فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انه لا يقدم شيئا ولا يؤخره. وانه لا يأتي بخير. وانما يستخرج به من البخيل. متفق عليه - 02:48:12ضَ
ولكن ان اراد ان ينذر فانه لا يحل له ان ينذر الا لله فحسب. لان النذر عبادة لا يجوز ان تصرف ولا ينذر الا لله عز وجل وحده. وبعض الناس يقول نذر علي - 02:48:32ضَ
ان ادبح عند القبر الفلاني او ان اذبح للولي الفلاني او ان اذبح للصالح الفلاني ونحو ذلك. فهذا بالله نذر لغير الله وهو شرك اكبر. لان النذر لا يكون الا لله سبحانه جل وعلا - 02:48:52ضَ
واحذر ان تنظر للاولياء او للصالحين او للاموات. لان النذر فيه تعظيم للمنظور فمن عظم غير الله بالنذر فقد وقع في الشرك الاكبر. واذا اراد العبد ان ينظر مع ان النذر مكروه - 02:49:12ضَ
ولا تظنوا ايها العبد انك اذا نذرت سوف يحقق الله املك وطمعك بهذا النذر. انما النذر مكروه فلا يقدم عليه العبد. ومن ابى الا النذر فلا يجوز له ان ينظر الا لله سبحانه وتعالى - 02:49:32ضَ
نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من المخلصين في عباداتنا واعمالنا واقوالنا لله سبحانه. والى هنا نأتي الى نهاية درس من دروس شرح ثلاثة الاصول للامام العلامة المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه - 02:49:52ضَ
الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 02:50:12ضَ