التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان - 00:00:02ضَ
محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد اتقوا الله عباد الله حقا التقوى. واستمسكوا من الاسلام بالعروة الوثقى. ايها المسلمون الله هو المنعم وحده ونعمه سبحانه على عباده لا تحصى. واجل النعم الاسلام دين - 00:00:22ضَ
كامل جمع المحاسن كلها ورضيه الله لخلقه ودعا الناس اليه فهدى من شاء منهم اليه وتفضل عليهم به. قال سبحانه بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. ومن لم يعرف - 00:00:52ضَ
الجاهلية لم يعرف حقيقة الاسلام وفضله. وقد كان الناس في جاهلية دهماء دثرت فيها معالم قوة فبعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات الى النور. ومن اكبر - 00:01:12ضَ
مقاصد الدين مخالفة اعداءه لان لا يعود الناس الى جاهليتهم. فنهى عن التشبه بما تختص به اهل الكتاب والمشركون في عباداتهم وعاداتهم. ونهى عن اتباع اهوائهم. قال تعالى ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. وكل امر من الجاهلية فهو مهان. قال عليه الصلاة - 00:01:32ضَ
والسلام الا كل شيء من امر الجاهلية تحت قدمي موضوع. رواه مسلم. واعظم باطل كانوا عليه الشرك بالله. وهذا اكبر ما خالف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية - 00:02:02ضَ
فاتاهم بالتوحيد واخلاص الدين لله وحده. والاعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم سبيل الضلال قال واذا انضاف الى ذلك استحسان الباطل تمت الخسارة. قال سبحانه والذين امنوا - 00:02:22ضَ
في الباطل وكفروا بالله اولئك هم الخاسرون. وحسن الظن بالله عبادة وسعادة. ومن اساء الظن بربه فقد سلك طريق الجاهلين. قال تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ومن ذلك القدح في حكمته والالحاد في اسمائه وصفاته ونسبة النقائص اليه - 00:02:42ضَ
الامر لله وحده فهو الرب وبيده مقاليد كل شيء. واتيان السحرة والكهان قد في الدين وضعكم في العقل ومتابعة لاهل الجاهلية. قال معاوية بن الحكم يا رسول الله تمورا كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهفان. قال فلا تأتوا الكهان. رواه مسلم - 00:03:12ضَ
وامرنا بالتوكل على الله وتفويض الامور اليه. والاستعاذة بالجن عند السحرة وغيرهم بعمل التمائم ونحوها لا تزيد صاحبها الا خورا وضعفا. قال تعالى وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا. وفي الاسلام ابدلنا الله بالاستعاذة - 00:03:42ضَ
به ومن نزل منزلا ثم قال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك. رواه مسلم. والاموات افضوا الى ما قدموا. والصالحون يدعى - 00:04:12ضَ
لهم ولا يدعون مع الله. واتخاذ القبور مساجد ودعاء اهلها من سنة اهل الكتاب. قال عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. متفق عليه. والحكم - 00:04:32ضَ
الله وحده والتحاكم الى دينه وشرعه عدل. والاعتياض عن ذلك بغيره فساد للمجتمع قال سبحانه افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. والتشاؤم ويوهن العزائم ويضعف اليقين بالله او يزيله. والمسلم يؤمن بقضاء الله وقدره ويحب - 00:04:52ضَ
في جميع شؤونه فلا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. والبركة ترجى من الله وحده وطلبها من الاشجار والاحجار او الاحياء والاموات او اعتقادها منهم طريق عبدة الاصنام ومن نسب النعم الى غير الله فما عرف فضله ولا شكره وهذا طريق الجاهلين. يعرفون نعمة الله - 00:05:22ضَ
ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون. ومن سنن الجاهلية الاستسقاء بالنجوم والتعلق بحركات الفلك فجاء الاسلام بابطالها وتعليق القلوب بالله وحده. والزمان مخلوق مسير فمن سبه او اضاف له فعلا ففيه من شعب الجاهلية حيث قالوا وما يهلكونا الا الدهر - 00:05:52ضَ
والقدر قدرة الله وعلى المؤمن الايمان به والتسليم لامر الله وقدره. والمشركون ينكرون القدر ويعارضون به الشرع. فقالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا. والتكذيب بالبعث او الشك فيه كفر من طرق الجاهلية حيث قالوا وما نحن بمبعوثين. ومن كذب بايات الله فهو - 00:06:22ضَ
متابع للمشركين اذ قالوا ان هذا الا اساطير الاولين. والامن من مكر الله او اليأس من روحه ينافي الايمان وعليه كان اهل الاوثان. والمؤمن يسير الى الله بين الخوف والرجاء عامرا قلبه - 00:06:52ضَ
بحب ربه والله سبحانه هو الذي يحلل ويحرم وليس للخلق من ذلك شيء خلافا لما كان عليه اهل الكتاب حيث اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وحجة المؤمن ومصدر تلقيه لدينه هو الكتاب والسنة بفهم سلف الامة. والتقليد والاحتجاج - 00:07:12ضَ
الاباء من حجج الجاهلين. وعلى ذلك بنوا دينهم. قال تعالى عنهم. واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا. والكثرة في العدد لا تدفع حقا ولا تحق - 00:07:41ضَ
باطلا والاغترار بها ليس من نهج المرسلين. والمؤمن لا يستوحش من قلة السالكين ولا ينخدع بكثرة الهالكين. ومن رد الحق لضعف اهله او قلتهم فقد جهل الدين. والاعتياض عن الكتاب - 00:08:01ضَ
والسنة بكتب اهل الضلال من طرق اهل الكتاب. حيث نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واتبعوا ما الشياطين والاسلام دين قيم فلا غلو فيه ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط صراط مستقيم مجانب لطريق اهل الكتاب. ومن سبلهم الغلو. فقال النصارى في نبيهم عيسى - 00:08:21ضَ
عليه السلام وجعلوه ربا. ومن جفائهم لم يعطوا الرب من لم يعطوا الرب ما يستحقه من الوحدانية وقتلوا الرسل ولبس الحق بالباطل وكتمانه من طرائقهم حيث اتخذوا دينهم لهوا ولعبا واتبعوا اهواءهم - 00:08:51ضَ
ويدعون محبة الله والنجاة من النار دون عمل. معتمدين على الاماني الكاذبة وقالوا نحن ابناء الله واحباؤه ويجتهدون باعمال الحيل الظاهرة والباطنة وينسبون باطلهم الى الانبياء المعظمين واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها. احرص الناس على - 00:09:13ضَ
حياة دون ايمان يسألون الله الدنيا دون الاخرة. باطرين عند النعم قنطين عند النقم يعبدون الله على حرف ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض ولا يصلحون. ويحبون ان - 00:09:43ضَ
بما لم يفعلوا. عالمهم لا يعمل بعلمه وجاهلهم يقول على الله بلا علم ويعبد الله على ضلال قال ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ومكروا بهذا الدين مكرا كبارا لا يعرفون للحق الا العداء وهم للباطل اعوان واصدقاء. ولعظم ضلالهم كان النبي صلى الله - 00:10:03ضَ
عليه وسلم يخالفهم في كل شيء. حتى قال المشركون ما يريد هذا الرجل ما يريد هذا الرجل ان يدع من امرنا شيئا الا خالفنا فيه. حتى خالفهم في اماكن ذبحهم. نذر رجل ان ينحر ابلا - 00:10:32ضَ
فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا قال هل كان فيها عيد من اعيادهم؟ قالوا لا. فقال عليه الصلاة والسلام اوف بنذرك. رواه ابو داوود. وفي - 00:10:52ضَ
الصلاة والنداء اليها امرنا النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم. فشرع الاذان وكره بوق اليهود وناقوس النصارى وابدل الله القبلة من بيت المقدس لان اهل الكتاب يتوجهون اليه. ونهى ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها لانها حينئذ يسجد لها الكفار - 00:11:12ضَ
وصلاتهم عند البيت مكاء وتصدية ونهي عن ونهينا عن الاختصار والاشتمال في الصلاة فعل اليهود لا ونهى عن الصلاة قياما والامام قاعد وقال ان ان كدتم انفا لتفعلون فعل فارس والروم - 00:11:42ضَ
على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا. ائتموا بائمتكم ان صلى قائما فصلوا قياما وان صلوا قاعدا فصلوا قعودا. رواه مسلم وفي دفن امواتنا نخالفهم. فاللحد لنا والشق لغيرنا وفي الصدقة جاء الامر بانفاق الاموال في سبيل الله وهم ينفقونها للصد عن سبيله. فسينفقونها ثم - 00:12:04ضَ
ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون. وفي الصيام فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب اكلة السحر ولا يزال الناس بخير ما اخروا السحور وعجلوا الفطر مخالفة لاهل الكتاب. وصام عليه الصلاة والسلام - 00:12:34ضَ
عاشوراء ولما علم ان اليهود تصومه قال لان بقيت الى قابل لاصومن التاسع. رواه مسلم ووقت دخول شهر رمضان والخروج منه برؤية الهلال. قال شيخ الاسلام رحمه الله لا على طريق غيرها من - 00:12:54ضَ
من الامم في الاعتماد على الحساب في عباداتهم واعيادهم. وفي الحج كان اهل الجاهلية لا يعتمرون هنا في اشهر الحج فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم وقال دخلت العمرة في الحج. رواه مسلم - 00:13:15ضَ
وكانوا يدفعون من عرفة قبل الغروب ومن مزدلفة بعد الشروق فخالفهم فاخر من هذا وقدم من هذا وربما حجوا عراة فامر الله بستر العورة واخذ الزينة عند كل مسجد. وكان لهم - 00:13:35ضَ
ذبائح في الجاهلية فنهى عنها وقال لا فرع وهو اول ولد تنتجه الناقة يذبحونه الهتهم ولا عتيرة وهي شاة تذبح في رجب يتقربون بها متفق عليه. ونهى عن الذبح لانها مدى الحبشة. وعند المصائب امرنا بالصبر والاحتساب ونهينا عما يخالف ذلك - 00:13:55ضَ
قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. رواه البخاري والكبر والخيلاء من عادات الجاهلية. قال عليه الصلاة والسلام اربع في امتي من امر الجاهلية له - 00:14:25ضَ
فيتركونهن الفخر في الاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة على الميت. رواه مسلم ومن التواضع عدم الاكل والشرب في انية الذهب والفضة. بل الثياب منهي عن الفخر بها المباهاة فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الثياب المعصفرة وهي المصبوغة بنبات العصفر وقال ان هذه - 00:14:46ضَ
من ثياب الكفار فلا تلبسها. رواه مسلم. والاسلام يجل الانسان ويكرمه ونهى عن السخرية بالاخرين واحتقارهم. فقال عليه الصلاة والسلام لمن عير رجلا بامه انك امرؤ فيه جاهلية متفق عليه. وحذرنا من الحمية فهي سبيل النزاع والافتراء. اذ جعل الذين كفروا - 00:15:16ضَ
في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية. ولما قال الانصاري يا للانصار وقال يا الانصاري وقال المهاجري يا للمهاجرين قال ما بال دعوى الجاهلية متفق عليه. واذا كان هذا التداعي في هذه الاسماء الشرعية فكيف بغيرها - 00:15:46ضَ
وامرنا بالاعتزاز بمعاملاتنا في البيوع وغيرها لما فيها من الصدق والعدل والامانة. ونهينا عن الجاهلية وعن نقص المكيال والميزان واكتساب المال بالميسر والقمار وشدد في الربا احل الله لنا اكل الطيبات وحرم علينا اكل الخبيث. وهم عكسوا ذلك. ولا احسن من خلق الله - 00:16:13ضَ
ومن عادة اهل الكتاب تغيير خلق الله اتباعا للشيطان الامر بذلك. فنهى عليه الصلاة والسلام عن متابعتهم وقال خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب متفق عليه. وامر بصبغ مجانبته السواد. وتبرأ ممن عقد لحيته او تقلد وترى. وكانت المرأة ممتهنة - 00:16:43ضَ
في الجاهلية فلا حجاب يسترها ولا رجل يحميها. واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو وكانوا يئدون البنات ومن قضائهم توريث الرجال دون النساء واستحلال المحارم. واليهود يعتزلون المرأة ايام حيضتها فلا يؤكلونها والنصارى يفعلون معها كل شيء - 00:17:13ضَ
فجاء الاسلام بتكريم المرأة وسترها وقال لهن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى. وجعل لهن حقوقا وعليهن واجبات. وفي الارث كتب لهن نصيبا مفروضا. ومن عال جاريتين فاكثركن سترا من النار. وكانت الجاهلية تنسب الولد الى غير ابيه. فقال عليه الصلاة والسلام الولد - 00:17:42ضَ
فراش متفق عليه. والتسمية لها اثر في المسمى فامرنا باختيار افضل الاسماء للاولاد وغيرهم ونهينا عما يتخذه اهل الجاهلية من الاسماء. كالتعبيد لغير الله او الاسماء القبيحة او ما فيه تزكية - 00:18:12ضَ
للنفس فغير عليه الصلاة والسلام اسم عاصية الى جميلة وبرة الى زينب وابا الحكم الى ابي شريح وقال احب الاسماء الى الله عبدالله وعبدالرحمن. واتخذ اهل الجاهلية اعيادا كما يهوون - 00:18:32ضَ
فابدلنا الله عن اعيادهم بعيد الفطر وعيد الاضحى ومن سنتهم لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر واذا امروا نسوا انفسهم فكانت هذه الامة خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وقدوة لغيرهم. وشعار الجاهلية الفرقة - 00:18:52ضَ
والاختلاف. فلا يجتمعون على دين ولا دنيا. قال تعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. والاجتماع قوة والفة جاء الاسلام به - 00:19:18ضَ
ونهى عن ضده. قال سبحانه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واجتماع الناس على والي امن ورخاء وقوة على الاعداء. ومن سنن الجاهلية الخروج على السلطان ومفارقة الجماعة قال عليه الصلاة والسلام - 00:19:38ضَ
من خرج على السلطان شبرا مات ميتة جاهلية. متفق عليه. ومن قاتل تحت راية عمية قتلة جاهلية رواه مسلم. وان الله يرظى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وان - 00:20:01ضَ
فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وان تناصحوا من ولاه الله امركم. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم الا بسبب الاخلال بهذه الثلاث او بعضها - 00:20:21ضَ
- 00:20:41ضَ