باحث

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ايها الاخوة المستمعون. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا حديث عن الثبات عند المصيبة - 00:00:01ضَ

خلق الله السماوات والارض والموت والحياة للابتلاء قال سبحانه وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم هم احسن عملا فجبلت الدنيا على الاخطار والاكدار - 00:00:22ضَ

هذا مبتلى بالجوع. وهذا بالخوف. وذاك بنقص الانفس واولئك بالاموال والمحن لا تعرف زمانا ولا جنسا ولا مكانا ولا سنا قال جل وعلا ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون والايمان بالاقدار خيرها وشرها ركن من اركان الايمان - 00:00:44ضَ

والمؤمن ثابت عند الشدائد والعظائم. لا تزعزعه البلايا والمحن يسير مع القضاء كيفما كان مؤمنا به مفوضا امره الى الله متوكلا عليه والابتلاء مسلك العظماء قال عليه الصلاة والسلام اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل - 00:01:14ضَ

يبتلى الرجل حسب دينه فان كان في دينه صلابة زيد في بلائه وان كان في دينه خفف عنه رواه الترمذي وابتلاء المؤمن لتمام اجره وعلو منزلته قال عليه الصلاة والسلام - 00:01:43ضَ

وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الارض وما عليه خطيئة رواه احمد قال ابن رجب رحمه الله وانما يعرف قدر البلاء اذا كشف الغطاء يوم القيامة والمسلم عزيز عظيم لا ينكسر امام البلايا - 00:02:04ضَ

قال عليه الصلاة والسلام مثل المؤمن كالخامة من الزرع وهي اول ما ينبت تفيؤها الريح اي تميلها مرة وتعدلها مرة اي يبتلى ثم يعود الى قوته ومثل المنافق كالارزة اي كشجرة الارز لا تزال حتى يكون انجعافها اي سقوطها مرة واحدة - 00:02:28ضَ

اي انها قوية في رأي العين لكنها في حقيقتها ضعيفة تسقط مرة واحدة متفق عليه وكان نهج الانبياء عليهم السلام القوة عند البلاء والثبات على الدين عند المحن وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد - 00:02:56ضَ

رواه النسائي والخليل ابراهيم عليه السلام فسر الاصنام وقال اعداؤه فاتوا به على اعين الناس ليروا عذابنا له فلم يخش منهم وقال اف لكم ولم تعبدون من دون الله وهددوه بالحرق بالنار - 00:03:27ضَ

فلم يزده الا املا بالله وقال رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم ولما قال له ابوه يا ابراهيم لان لم تنتهي لارجمنك لم يضعف عن الدعوة وقال سلام عليك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا - 00:03:50ضَ

ويوسف عليه السلام وهو في السجن لم يقعده حزن عن الدعوة الى التوحيد يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ولوط عليه السلام قال له قومه فان لم تنتهي يا لوط لتكونن من المخرجين - 00:04:16ضَ

وقال لهم بعزة اني لعملكم من القالين. اي المبغضين وشعيب عليه السلام توعدوه بالاخراج ان لم يتبع دينهم. فقال لهم قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها - 00:04:39ضَ

ويونس عليه السلام لم يثنه الهم عن التعلق بربه وهو في بطن الحوت بل كان ينادي ربه بالتوحيد لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وفرعون يتهم موسى بالجنون - 00:05:02ضَ

ويقول ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون وموسى عليه السلام لا يضيره كلامه. ويدعوه الى التوحيد. ويقول ربي هو رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون ولما جمع فرعون سحرته لارجاف موسى - 00:05:22ضَ

قال موعدكم يوم الزينة. اي يوم العيد ليرانا جميع الناس وكان ذلك في موقف مهول. وقال موسى وهو واثق بنصر الله متيقن من هزيمتهم. القوا وما انتم ملقون ولما خذله بنو اسرائيل واستنكفوا عن القتال معه وقالوا اذهب انت وربك فقاتلا انا - 00:05:46ضَ

ها هنا قاعدون لم يتوانى عن انفاذ امر ربه بل قاتل وقاتل معه اتباعه ونصرهم الله ولما خرج من مصر تبعه فرعون فاذا البحر امامه وفرعون خلفه فقال اصحاب موسى انا لمدركون - 00:06:15ضَ

وقال بايمان راسخ وقوة بالله كلا ان معي ربي سيهدين ونبينا صلى الله عليه وسلم حبس في احد شعاب مكة ثلاث سنوات ولم يتوقف عن الدعوة وسخروا منه وقالوا ساحر وكذاب ومجنون. فاعرض عنهم - 00:06:38ضَ

واخرجوه من بلده مكة اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين فاكمل ابلاغ رسالة ربه في بلد اخر وفي بدر يرى كثرة المشركين ويقول اني اريت مصارع القوم وانهزم المسلمون في احد وسار النبي صلى الله عليه وسلم الى خيبر للقتال - 00:07:04ضَ

وتجمعت عليه الاحزاب في غزوة الاحزاب ثم سار الى مكة لفتحها. وقال بعد غزوة الاحزاب اليوم نغزوهم ولا يغزوننا. رواه البخاري وهزم المسلمون في حنين ثم غزى الروم في تبوك - 00:07:32ضَ

وكسرت رباعيته وشج رأسه وسال الدم على وجهه وسحره اليهود ووضع له السم وربط الحجارة على بطنه من شدة الجوع ورمي في بيته بالافك ومات ستة من اولاده ولم يبقى له من اولاده سوى فاطمة - 00:07:52ضَ

فما صده ذلك عن نفع الناس بالعلم والنور واثنى الله على صبر الرسل وعزيمتهم بقوله وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا والصحابة رضي الله عنهم اخرجوا من ديارهم كما وهنهم الخروج عن نصرة الدين - 00:08:16ضَ

وجعل الله كنوز كسرى وقيصر تحت ايديهم وفي غزوة الخندق والاحزاب يمسهم البرد والجوع والقلوب لدى الحناجر من الخوف وصبروا لابلاغ دين الله واصاب الصحابة رضي الله عنهم مصاب جلل - 00:08:39ضَ

وهو وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقف حزنهم على موته عائقا دون استمرارهم في الدعوة الى الله والجهاد في سبيله فساروا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم في حياته. فانفذ ابو بكر جيش اسامة وقاتل المرتدين وقاتل - 00:09:00ضَ

امانع الزكاة ونصر الله الاسلام على الدين كله وخضعت امم الارض ودخلت في دين الله افواجا ودين الله متين. والله ناصره وناصر اتباعه قال سبحانه كتب الله لاغلبن انا ورسلي - 00:09:22ضَ

والابتلاء تمحيص ورفعة. وتكفير سيئات ومحنة المؤمن خفيفة منقطعة والمسلم عند الشدائد راض محتسب والمؤمن اذا اوذي في الله حمل عنه اداه بحسب طاعته واخلاصه ويحمل عنه من الاذى ما لو كان شيء منه على غيره لعجز عنه - 00:09:43ضَ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:12ضَ