التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا حديث عن الرضا بما قدره الله - 00:00:00ضَ
الايمان بالقضاء والقدر احد اركان الايمان الستة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته اسباب الايمان والرضا بما اختاره الله لهم كما يعلمهم السورة من القرآن لاستتار الغيب وخفاء الحكمة عنهم - 00:00:23ضَ
قال جابر رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن رواه البخاري وما يقضيه الله للعبد خير مما يطلبه لنفسه - 00:00:45ضَ
فانه اعلم به منه وما يدخره الله للعبد اذا منعه ما يحب خير له ولو كانت نفسه متشوفة الى ضده قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير - 00:01:05ضَ
ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك الا للمؤمن رواه مسلم وما يصيب المسلم من مصائب واحزان يبتليه الله بها ليهذبه - 00:01:27ضَ
ويمنعه ليرفعه والمكروه قد يأتي بالمحبوب والمرغوب قد يأتي بالمكروه. والله يعلم وانتم لا تعلمون فانقض الله لعبده بسبب الابتلاء من الدرجات والهبات ابراهيم عليه السلام وهب الله له اسماعيل بعد كبر - 00:01:50ضَ
فامره الله بذبحه ابتلاء له وقد احبه ابراهيم فامتثل الخليل لامر الله وكانت الخيرة له نجاه الله من الذبح وبنى معه الكعبة ورزقه اسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب ولم يأت نبي الا من سلالة الخليل ابراهيم عليه السلام - 00:02:15ضَ
وهاجر عليها السلام تركها زوجها ابراهيم مع رضيعها بامر الله في مكة بواد قفر لا حسيس فيه ولا انيس واوشكت على الهلاك لا ماء ولا مأوى تظن السراب ماء تجري بين جبلين لعل نظرها يصدق امانيها - 00:02:43ضَ
فنزل جبريل فظرب بجناحه الارظ فخرجت زمزم عينا معينا يشرب منها الناس ببركة توكل هاجر على الله ويوسف عليه السلام عاش في كنف اب رحيم مشفق يخاف عليه ان يخرج للعب مع اخوانه - 00:03:09ضَ
ارسله معنا غدا يرتع ويلعب وانا له لحافظون ثم ينتزع من وسط تلك الرعاية والعطف ويفقد حنان الابوة وانس الاخوة ويلقى في الجب فريدا منحه الله نسبا وجمالا وشبابا فراودته امرأة عن نفسه مع توافر الدواعي - 00:03:34ضَ
فقال معاذ الله انه ربي احسن مثواي فاعاظه الله ثناء وجعله مثالا لعفاف الشباب والخشية من الله في الخفاء ومنحه الرسالة وانزلت سورة باسمه تتلى الى يوم القيامة وايوب عليه السلام يبتلى بالمرض ويتوارى عن الاصحاب. ومات له اولاد وهو على تلك الحال - 00:04:01ضَ
عوفي برحمة الله من الابتلاء ورزقه الله مثلهم من العدد وجعله الله مثلا للصابرين قال سبحانه وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا - 00:04:33ضَ
وذكرى للعابدين ويونس عليه السلام يلقى من السفينة في البحر ويلتقمه حوت ولكن الله انجاه من الهلاك ورعاه بكلاءته القاه الحوت على ساحل البحر وانبت الله عليه شجرة من يقطين - 00:05:03ضَ
وارسله الى مئة الف او يزيدون امنوا كلهم فمتعهم الله الى حين وكانت عاقبة ذلك الابتلاء الخير جعله الله اية للعالمين. وعبرة للمكروبين فكان ابتلاءه خيرا له ولقومه وللمكروبين من بعده - 00:05:29ضَ
قال عليه الصلاة والسلام دعوة ذي النون لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لن يدعو بها مسلم في شيء قط الا استجاب الله له بها رواه النسائي - 00:05:57ضَ
وزكريا عليه السلام حرم الذرية دهرا طويلا ووهن عظمه واشتعل رأسه شيبا والتجأ الى الله بالدعاء فكانت عاقبة هذا التأخير ان نادته الملائكة ان الله يبشرك بغلام والذي سمى هذا الغلام هو الله. سماه باسم - 00:06:17ضَ
لم يسمى به مخلوق من قبل يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا وقبل حمل امه به كشف الله لوالده ما سيكون حال ابنه في الحياة - 00:06:46ضَ
لتطمئن نفسه بهدايته مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين وام موسى عليه السلام يأمرها الله بالقاء ابنها موسى في اليم وفي ظاهر ذلك الهلاك لكن الله حفظه وحرم عليه المراضع - 00:07:07ضَ
ورده الى امه ترضعه وتأخذ ثمنا على رضاعتها له ثم يعيش عليه السلام في مساكن فرعون في نعيم ورخاء فاذا ملأ يأتمرون به ليقتلوه ويخرج من مصر خائفا يترقب ويسير في صحراء جرداء - 00:07:34ضَ
ويصل الى مدين في رفع بصره الى السماء ربي اني لما انزلت الي من خير فقير فمنحه الله بعد هذا العناء الرسالة والنبوة وكلمه بلا ترجمان وام مريم تتمنى ان ترزق بمولود ذكر. فرزقها الله انثى - 00:07:59ضَ
فكانت العاقبة خيرا كثيرا فولدت تلك الانثى نبيا رسولا ومريم عليها السلام حفظت فرجها فنفخ الله فيها من روحه. فحملت بامر الله من غير زوج ومن هول مصابها قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا - 00:08:25ضَ
ولكن الله حكيم عليم. جعل هذا الحمل اية للناس تحمل به من غير زوج ويولد ذلك الحمل ويكون نبيا ويخلد الله ذكرها وولدها في القرآن قال سبحانه وجعلناها وابنها اية للعالمين - 00:08:51ضَ
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم نشأ يتيم الابوين ولا اخوة له يرافقهم فكان الله هو الذي اواه قال عز وجل الم يجدك يتيما فاوى وصعد الى السماء في الاسراء والمعراج برفقة جبريل - 00:09:17ضَ
واعد الله له خير نزل في الجنة وقال له وللاخرة خير لك من الاولى الصحابة رضي الله عنهم هاجروا من مكة الى المدينة تركوا وطنهم واهلهم الى ارض اخرى وقوم اخرين - 00:09:40ضَ
فجازاهم الله الجزاء الاوفى وجعلهم حملة الدين ورضي الله عنهم ورضوا عنه وفي السنة السادسة من الهجرة قدم النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الى مكة في الحديبية وعددهم الف واربعمائة - 00:10:02ضَ
وصدهم المشركون عن دخولها واصطلحوا على ان يأتوها العام المقبل تألمت قلوب الصحابة وحزنت نفوسهم اذ صدوا عن البيت بعد قربهم منه وامروا بالرجوع عنه وقد قدموا اليه فاستجابوا لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجوع عن الدخول هذا العام - 00:10:25ضَ
وعوضهم الله عز وجل قوة وعزا وصاروا عشرة الاف ودخلوا مكة من غير قتال عام الفتح ودخل الناس في دين الله افواجا وكسر النبي صلى الله عليه وسلم الاصنام التي حول الكعبة وهو يتلو - 00:10:53ضَ
وقل جاء الحق وزهق الباطل وانتشر الدين في الافاق ومن نشأ على طاعة الله في شبابه ومنع نفسه من المحرمات واتباع الهوى اظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله - 00:11:16ضَ
ومن قدر على امرأة محرمة عليه فتركها مخافة الله حشره الله تحت ظل عرشه مع خير عباد الله قال قتادة رحمه الله لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به الا مخافة الله - 00:11:36ضَ
الا ابدله في عاجل الدنيا قبل الاخرة ما هو خير له من ذلك ومن فقد بصره فصبر عوضه الله في الاخرة بما لا عين رأت قال عليه الصلاة والسلام قال الله عز وجل - 00:11:58ضَ
من اذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم ارضى له بثواب دون الجنة رواه احمد فمن عرف حسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائب وسهلت عليه المصاعب واستبشر بما حصل ثقة بلطف الله وكرمه وحسن اختياره - 00:12:19ضَ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:45ضَ