لامية أبي طالب في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
أبو طالب يلوم رجال قريش - شرح قصيدة أبي طالب في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم (4)
Transcription
السلام عليكم. اهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة على قناة مدرسة الشعر العربي نواصل قراءتنا للقصيدة اللامية لابي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم التي قالها في الدفاع عنه ومدحه - 00:00:03ضَ
في حلقة اليوم سيسمي ابو طالب رجالا من قريش يحددهم باسمائهم ويعاتبهم عتابا شديدا بسبب عداوتهم لبني هاشم والحصار الجائر المفروض عليهم ونلاحظ انه لم يوضح ما فعله هؤلاء الرجال تحديدا. بل يذكر اسمائهم فقط - 00:00:19ضَ
ولهذا وجدت صعوبة في تتبعهم ومعرفة ما الذي فعلوه بالضبط وهذا يلقي ظلالا على القصيدة المعلومات التي نستقيها منها مبهمة بشكل كبير ومع ذلك سوف تكون حلقة ممتعة. وسوف تضيف لنا معلومات لغوية وتاريخية جديدة. وسنستمتع فيها بجميل الادب العربي - 00:00:40ضَ
لا تنسى ان تشترك على القناة وان تفعل زر الجرس. وهيا بنا نبدأ هذه الحلقة قال ابو طالب لعمري لقد اجرى اسيد ورهطه الى بغضنا وجزآنا لاكليه لعمري هي كلمة قسم. يقسم بحياته - 00:01:04ضَ
اجرى اي سعى وعمل على الامر السيد هو رجل من قريش. وهو اسيد ابن ابي العيص ابن امية رهطه جماعته يقسم ابو طالب بحياته ان اسيد بن ابي العيص وجماعته قد تمادوا في اذيتنا وفعلوا فينا الافاعيل وقسمونا - 00:01:30ضَ
ومن المعلوم ان بني امية هم اولاد عم بني هاشم. يلتقون في جدهم عبدالمناف بن قصي. ولهذا يقول ابو طالب ان هذا الخلاف جزأ اولاد العم وقسمهم. وبهذا جعلونا فريسة سهلة لمن يريد ان يأكلهم جميعا - 00:01:51ضَ
وكان من المفترض ان يقفوا معهم واسيد بن ابي العيص هو والد عتاب ابن اسيد الذي عينه الرسول صلى الله عليه وسلم واليا على مكة بعد الفتح. وبقي وادي عليها حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:02:09ضَ
ثم ابقاه ابو بكر في منصبه حتى توفي وهو والي مكة وهو ايضا والد خالد بن اسيد الذي سيذكره ابو طالب في البيت القادم جزت رحم عنا اسيدا وخالدا جزاء مسيء لا يؤخر عاجلي - 00:02:26ضَ
الرحم هي القرابة. كما ذكرنا فبنو امية وبنو هاشم اولاد عم يدعو ابو طالب على عتاب ابن اسيد وابنه خالد ان يصيبهما سوء الجزاء على اساءتهما لاولاد عمهم بني هاشم - 00:02:47ضَ
هم الرحم والقرابة. وكان يتوقع منهما غير ذلك. ويدعو ان يريا نتيجة افعالهما عاجلا وليس اجلا دعاء يحمل المرارة وخيبة الامل ولا اعلم ما الذي فعله اسيد بن ابي العيص بشكل خاص. فقد بحثت ولم اتوصل لشيء - 00:03:02ضَ
ومع ذلك فقد اسلم اولاده عتاب الذي ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم على مكة وخالد الذي اسلم يوم فتح مكة. ومما يروى عنه انه كان فيه تيه وعجب ويمشي متبخترا. وتوفي بمكة وقيل فقد في معركة اليمامة - 00:03:22ضَ
وعثمان لم يربع علينا وقنفذ ولكن اطاع امر تلك القبائل عثمان ذكر ان عثمان المقصود هو عثمان بن عبيد الله التيمي اخو طلحة ابن عبيد الله. وقد اسلم فيما بعد. اما قنفذ فلم اتبين من هو - 00:03:43ضَ
يربع علينا اي يعطف علينا. اي يعود ويقترب منه البيت ان هذين الرجلين لم ينحازا الى ابي طالب وبني هاشم لكنهما اطاعا امر القبائل المعادية اطاع ابيا وابن عبدي يغوثهم. ولم يرقبا فينا مقالة قائل - 00:04:03ضَ
ابي هو الاخنس ابن شريق الثقفي. حليف بني زهرة. وقد اسلم هذا الرجل فيما بعد ويعرف له موقف في غزوة بدر وهو انه عاد الى مكة وعاد معه بنو زهرة. لما علم ان ابا سفيان افلت بالقافلة - 00:04:26ضَ
لم يشأ ان يحارب المسلمين رجع بثلث جيش قريش تقريبا ولقب بالاخنس بسبب ذلك. فقالوا خنس الاخنس ببني زهرة والخمس تعني التراجع او التأخر فكأن تراجعه كان سببا في اضطراب صفوف قريش وتهيئة لنصر المسلمين في بدر - 00:04:44ضَ
ابن عبدي يغوص هو الاسود ابن يغوث الزهري. ابن خال الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان يستهزئ بالمسلمين والنبي ومات كافرا هذان رجلان من بني زهرة بالميلاد او بالتحالف. وهم اخوال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:05ضَ
وابو طالب يلوم عثمان بن ابي طلحة وقنفذ انهما اطاعا هذين الرجلين من زهرة. ولم يأخذا بكلام احد ولم يأخذها ونلاحظ كما قلت في المقدمة ان القصيدة لا تدلنا على ما الذي فعله هؤلاء الرجال تحديدا ولما يعيب عليهم ابو طالب - 00:05:23ضَ
القصيدة فيها نوع من الغموض او المعلومات الناقصة كما قد لقينا من سبيع ونوفل وكل تولى معرضا لم يجامل سبيع يقال ان اسمه سبيع بن خالد. ولا يوجد له ذكر فيمن اسلم. اي اننا لا نعرف هذا الشخص المقصود في البيت - 00:05:44ضَ
نوفل هو نوفل بن خويلد بن اسد بن عبدالعزة. اخو السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. وكان من شياطين العرب وارهق كثيرا من المسلمين بتعذيبهم. قتله علي بن ابي طالب رضي الله عنه يوم بدر - 00:06:08ضَ
يجامل المجاملة هي المقابلة بالجميل من الاقوال والافعال والمعنى ان ما لقينا من عثمان وقنفد مثل ما لقينا من هذين الرجلين سبيع ونوفل. كلهم تولوا عنا واعرضوا عن نصرتنا ولم يعاملونا بجميل ما تقتضيه الرحم وصلات المعرفة والقرابة - 00:06:26ضَ
فان يلفيا او يمكن الله منهما نكل لهما صاعا بكيل المكايل اي يعثر عليهما او نجدهما يمكن الله منهما اي يقدرنا الله عليهما او نتمكن منهما يكيل اي يحدد لهما مقدار البضاعة بقدر مكيال. وهو قدر متفق عليه - 00:06:50ضَ
الصاع هو الاناء او الوعاء. وكان يتخذ وحدة قياس للحبوب ونحو ذلك الكيل هو المقدار من الحبوب التي يأخذها الصاع يقول لو وجدنا هذين الشخصين او لو تمكنا منهما سنرد لهما افعالهما بنفس القدر - 00:07:15ضَ
كما يكيل المشتري صاع من الحبوب. سنرد لهما نفس الصاع والمعنى انه يتمنى ان يتمكن ان يرد عليهم افعالهم بنفس المقدار وذاك ابو عمرو ابى غير بغضنا ليطعننا في اهل شأن وجاملي - 00:07:36ضَ
ابو عمرو المقصود هو قرظة ابن عبد عمرو ابن نوفل ابن عبد مناف وبنو نوفل هم اولاد اعمام بني هاشم مثل بني امية ابى اي رفض ضعنا به اي سار به والضعينة هي المسافرة. يقصد انه ينقل اخبارهم ويسير بها - 00:07:56ضَ
شاء وجامل اي الرعاة اصحاب الخراف والجمال يقول وذلك الرجل الاخر ابو عمرو اصر على كراهيتنا ونقل الكلام عنا بين الرعاة والاعراب المحيطين بمكة اي انه تكلم عنهم بسوء ونقل اخبارا سيئة عن بني هاشم بين الاعراب المقيمين حول مكة - 00:08:18ضَ
يناجي بنا في كل ممسى ومصبح مناجي ابا عمرو بنا ثم قاتليه المناجاة هي التكلم وتوجيه الكلام الى الناس. او الى الله في الدعاء قاتل يقاتل اي يخادع ويستغفل الناس - 00:08:41ضَ
يقول انه يتكلم علينا بالسوء في كل فرصة يجدها وفي كل مجلس يجلسه. صباحا او مساء. ويتهمه ابو طالب بانه يخالف ويكذب ويوجه له نداء على وجه التوعد ان يستمر على ما يفعله من الكلام والكذب. فسوف يرى عاقبة ذلك - 00:09:00ضَ
ويؤلى لنا بالله ماء يغشنا بلى قد تراه جهرة غير حائل يؤلى لنا اي يقسم لنا اي يقسم الناس لنا في معلقة طرفة. قال فآليت لا ينفك كشحي بطانة. اي اقسمت - 00:09:20ضَ
جهرة اي اعلانية حائل بمعنى ممانع او حاجز والمعنى ان هذا الرجل يظهر المودة ويقسم لهم على ذلك. وهو يبطل لهم الكراهية ولا يتوقف عن الكلام ضدهم. وربما به لسانه وظهرت عليه الكراهية فتراها علانية لا يقدر على منعها. لان ما في القلب سيظهر حتى لو حاول الانسان اخفاءه - 00:09:40ضَ
اضاق علينا بغضه كل طلعة من الارض بين اخشب فمجادل الطلعة هي التلة او الارض المرتفعة الاخشب هو الجبل غليظ الحجارة. ومكة بها اخشبان هما جبل ابو قبيس والاحمر مجادل الظاهر من السياق انه اسم موقع او جبل لكنني لم استطع التعرف عليه - 00:10:07ضَ
يقول ان بغض هذا الرجل اضاق على بني هاشم الارض. وضاقت عليهم جبال مكة على اتساعها. اي ان كلام هذا الرجل ونميمته قلب الناس على بني هاشم وسبب لهم الضيق - 00:10:33ضَ
وسائل ابا الوليد ماذا حبوتنا بسعيك فينا معرضا كالمقاتل سائل اي استمر في السؤال. اسأله كثيرا حتى تعرف لما يفعل ذلك والمعنى انه يلومه بشدة ابا الوليد هو عتبة ابن ربيعة ابن عبدشمس. من شرفاء قريش وعقلائها رغم انه لم يسلم - 00:10:48ضَ
الحباء هو الاعطية والمكرمة. وحبوتنا اي اكرمتنا معرضا عرض به اي ذكره بالتلميح دون ان يصرح بالكلام والمقاتل هو المخادع كما تقدم والمعنى انه يعاتب عتبة ابن ربيعة بشدة. لعدم قيامه بالصلح بينهم وبين قريش وهو الرجل الذي ينتظر منه ذلك - 00:11:13ضَ
ويقول ماذا اعطيتنا؟ وماذا اخذنا منك في هذه الازمة؟ وانت تسعى وتلمح بعداوتنا وتخدعنا في الحديث وكنت امرأ ممن يعاش برأيه ورحمته فينا ولست بجاهلي مما يزيد غضب ابي طالب من عتبة انه من عقلاء القوم الذين كان ينتظر منهم اكثر من ذلك. وكان الناس يأخذون برأيه في امور - 00:11:38ضَ
ومشهود له بالرحمة واحسان تسيير الامور وليس رجلا جاهلا احمق وهو يعلم ان بني هاشم مظلومون. ولهذا يكون اللوم له اشد فلو كان رجلا جاهلا مثل الاخرين لهان الامر. لكن ما يحز في نفس ابي طالب ان هذا رجل حصيف. وكان من المفترض الا يفعل ذلك - 00:12:05ضَ
اعد متى لا تسمع بنا قول كاشح حسود كذوب مبغض ذي دغاول عتبة الهمزة هي همزة النداء المعنى يا عتبة وعتبة ونفسه عتبة بن ربيعة الذي يواصل الحديث عنه كاشح قلنا ان الكشح هو الصدر. ومعنى كاشح اي الحاسد الذي يحمل حسده في صدره - 00:12:30ضَ
حسود وكذوب على وزن فاعول. وهي من صيغ المبالغة. اي كثير الحسد كثير الكذب ديدا غاول اي صاحب دغاول. والدغاول هي الدواهي والاحقاد التي يخفيها الرجل عميقا في صدره ودخل الرجل في الامر اي دخل فيه دخلة مريبة - 00:12:59ضَ
ومنها الادغال وهي الشجر الكثير الملتخ. وهي تخفي ما بداخلها المعنى يخاطب صوت العقل عند عتبة ابن ابي ربيعة. ويدعوه الا يسمع قول الحساد الذين يتكلمون بسوء عن بني هاشم. ويصفون - 00:13:20ضَ
بانهم حاقدون شديدو الحسد والكذب. ويخفون داخلهم احقادا كثيرة. فلا تسمع لقول هؤلاء وقد خفت ان لم تزجرنهم وترعوا تلاقي ونلقى منك احدى البلابل الزجر هو النهي والردع ليكفوا عما يفعلون - 00:13:36ضَ
ارعوا ارعوا عن الشيء اي رجى عنه وكف البلابل ذكرنا انها الامور التي تسبب الاضطراب. وهذه الكلمة يكررها ابو طالب كثيرا يخاطب عقبة بما انه كبير قومه بانه اذا لم ينهى قومه ولم يكفهم عن التمادي ولم يتراجعوا حينها يخاف ابو طالب - 00:13:58ضَ
انه لن يكون امامهم الا مواجهة بين قومنا وقومك. وسوف يحدث اضطراب كبير بيننا. ولهذا يخاطبه ان يوقف قومه ليتجنبوا مثل هذه المواجهة سوف اتوقف هنا لحلقة اليوم لان الحلقة ستطول اذا اكملت - 00:14:21ضَ
وسوف يستمر ابو طالب في ذكر جال اخرين من قريش منهم ابو سفيان ابن حرب الاموي وبني عمه بنو شمس وبنو نوفل ثم سيبدأ في الفخر بمكانة ال هاشم وانهم صميم قريش واكرم بيوتها - 00:14:43ضَ
رأينا انه في هذه الحلقة ذكر رجالا كثيرين من قريش وانتقد افعالهم معه وذكرهم بسوء نتائج افعالهم وقد اجتهدت وحاولت معرفة هؤلاء الرجال ومعرفة ما الذي فعله كل واحد منهم وموقفه تحديدا من الاسلام وحصار بني هاشم - 00:15:01ضَ
اتمنى ان تكونوا قد استمتعتم بهذه الحلقة على قناة مدرسة الشعر العربي وان تكونوا قد استفدتم بمعلومات لغوية وتاريخية جديدة. والان كما اعتدنا سوف اعيد ذكرى ابيات الحلقة مرة واحدة - 00:15:20ضَ
نستطيع ان نحفظها متصلة قال ابو طالب لعمري لقد اجرى اسيد ورهطه الى بغضنا. وجزآنا لاكلين جزت رحم عنا اسيدا وخالدا جزاء مسيء لا يؤخر عاجلي وعثمان لم يرب علينا وقنفذ. ولكن اطاع امر تلك القبائل - 00:15:36ضَ
اطاع ابيا وابن عبدي يغوثهم ولم يرقبا فينا مقالة قائدي كما قد لقينا من سبيع ونوفل وكل تولى معرضا لم يجامل فان يوفيا او يمكن الله منهما نكل لهما صاعا بكيل المكايل - 00:16:02ضَ
وذاك ابو عمرو ابى غير بغضنا ليضعننا في اهل شاء وجاملين يناجي بنا في كل مومس ومصبح مناجي ابا عمرو بنا ثم قاتلي ويؤلى لنا بالله ماء يغشنا بلى قد تراه جهرة غير حائل - 00:16:25ضَ
اضاق علينا بغضه كل طلعة من الارض بين اخشب فمجادل وسائل ابا الوليد ماذا حبوتنا بسعي كافينا معرضا كالمقاتل وكنت امرأ ممن يعاش برأيه. ورحمته فينا ولست بجاهلي عقبة لا تسمع بنا قول كاشح حسود كذوب مبغض ذي تغاول - 00:16:48ضَ
وقد خفت ان لم تزجرنهم وترعوا. نلاقي ونلقى منك احدى البلابل شكرا لكم على متابعة الحلقة. اراكم قريبا في الحلقة القادمة ان شاء الله. السلام عليكم - 00:17:18ضَ