أحسن الحديث

أحسن الحديث. أثر القرآن في نفوس العرب

محمد حسان الطيان

الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله فما له من هاد - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان والصلاة والسلام الاتمان الاكرمان على سيد ولد عدنان وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان ايها الاخوة المشاهدون سلام من الله عليكم. وتحية مني اليكم في الحلقة الثانية - 00:00:44ضَ

من هذا البرنامج الذي نعيش فيه مع بلاغة القرآن الكريم ايها الاخوة قد بينا بعض اثر البيان في نفوس العرب ومن اثر هذا البيان انه كان يرفع ويخفض يأسو ويجرح - 00:01:10ضَ

يرفع قوما ويخفض اخرين قد يرفع قوما الى اعلى عليين ببيت من الشعر بمثل قول الحطيئة في قوم كانوا يعيرون بانهم بلقب لهم وهو انف الناقة صنف الناقة لقب يعني آآ قد يستهزئ فيه البعض ويرون فيه آآ لقبا سيئا - 00:01:31ضَ

كانوا كذلك في الواقع الى ان قال الحطيئة في حقهم قوم الانف والاذناب غيرهم. ومن يسوي بانف الناقة الذنب يقول كتب التاريخ ان هؤلاء القوم اصبحوا يتفاخرون لانهم انف الناقة. بعد قول الحطيئة فيهم هذا البيت - 00:01:58ضَ

اما اولئك الذين نزل بهم البيان والشعر الى اسفل السافلين بنو نمير بنو نمير وكان منهم الراعي النميري. وهو شاعر تعرض لجرير. وما ادراكم ما جرير. جرير كان شاعرا شعراء العصر - 00:02:23ضَ

الاموي ولا شك ان اكثرنا يعلم تلك المعارك الادبية وتلك النقائض التي دارت بين وبين الفرزدق والاخطل واكثر النقاط كانت بين جرير وبين الفرزدق الراعي النميري تورط في المسألة ويبدو انه صف مع الفرزدق. فنزلت عليه آآ لعنة الشعر - 00:02:46ضَ

قال له جرير فغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا تغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا. هذا البيت جعل بني نمير تجلو عن مضاربها وتغادر اراضيها وتغض وتغض طرفها كل - 00:03:14ضَ

ما رأت احدا استخذوا لم تعد لهم لم تعد تقوم لهم قائمة بعد قول جرير فيهم فغض الطرف انك من نمير من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا اذا هذا عمل الشعر - 00:03:43ضَ

الشعر اذا رضي والبيان اذا رضي فانه يصافح القلوب واذا غضب فانه يقرع الاسماع ويجرح القلوب وكما قال الشاعر جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان يلتئم الجرح الذي يجرحه السيف او الرمح - 00:04:01ضَ

اما ما يجرحه اللسان فلا يمكن ان يلتئم كل هذا ايها الاخوة هو اثر البيان في النفوس. هذا الاثر العظيم اردت ان اوضحه قبل ان ابين ماذا فعل القرآن بنفوس القوم - 00:04:29ضَ

على هؤلاء القوم ايها الاخوة نزل القرآن ببيان لا ارق ولا اعذب ولا احلى ولا اعلى ولا اجمل ولا اعظم في بيان سجدت له قلوبهم قبل ان تسجد له جباههم - 00:04:48ضَ

ببيان اذعمت له النفوس حتى تلك النفوس الكافرة ايها الاخوة اذعنت وكانت تستمع الى كتاب الله باصغاء كانت تستمع الى كلام الله باعجاب بتقدير حتى ان المشركين ائتمروا فيما بينهم واتفقوا على ان آآ على ان يلغوا - 00:05:09ضَ

وقال فيهم ربنا جل وعلا آآ لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه. امروا صغارهم وآآ عبيدهم ان يلغوا اسناء ان يحدثوا آآ ضجيجا وان يحدثوا لغوا يمنعوا الناس من ان يستمعوا الى هذا القرآن لان مجرد الاستماع - 00:05:36ضَ

يحدث اثر السحر في نفوسهم اذا فالقرآن نزل على اسماع هؤلاء ببيان سام ببيان اسر ببيان لامس قلوبهم ببيان نفذ الى افئدتهم فضلا عن اسماعهم في بيان سجدوا له وانصاعوا مذعنين - 00:06:03ضَ

كما قلت ايها الاخوة حتى اولئك الذين لم تؤمن السنتهم امنت قلوبهم والدليل ان بعضهم كان يسترق السمع يسترق السمع الى القرآن الكريم وقد روي ان ثلاثة من اكابر مجرميهم من اكابر مجرمي قريش كان - 00:06:45ضَ

يسترقون السمع ليلا الى رسولنا صلى الله عليه واله وسلم سرا وكل واحد يسترق وحده. ثم انهم آآ رأى بعضهم بعضا. فاتفقوا الا يعودوا. ثم عاد عادوا الى ذلك ظنا منهم ان الواحد قد عاد وان من اتفق معه لم يعد ثم عادوا مرة اخرى وكرة ثالثة - 00:07:06ضَ

الى ان اتفقوا على الا يعودوا لمثل ذلك خشية ان يراهم القوم من من العبيد الذين صبأوا ظنهم وتركوا دين ابائهم واجدادهم ومن غيرهم اه تكون يعني فيكون الايمان جماعيا لانهم كانوا - 00:07:33ضَ

يريدون لهؤلاء لا يريدون لقومهم ان يؤمنوا لا يريدون ان يذعنوا. اذا كان له اثر عظيم واريد ان الخص ايها الاخوة هذا الاثر في ثلاثة مشاهد اكتفي بها وهي فعلا تلخص اثر القرآن في في نفوس القوم - 00:07:53ضَ

المشهد الاول مشهد واحد من اعظم شعراء العرب وهو لبيد لبيد هو صاحب احدى المعلقات السبع المشهورات اه عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها المعلقة المشهورة له وهو قامة من قامات الشعراء آآ العظام - 00:08:14ضَ

عندما سمع كلام الله جل وعلا اخذ على نفسه الا يقول شعرا كما قال في الاسلام الا بيتا واحدا الحمد لله اذ لم يأتني اجلي حتى تسربلت بالاسلام سربالا وما قال بعده بيتا قط - 00:08:43ضَ

سكت عن الشعر لانه ادرك انه امام كلام اعظم واسمى آآ آآ من هذا الشعر اه لبيد الذي قال بحقه رسولنا صلى الله عليه واله وسلم اصدق او اشعر كلمة قالها شاعر - 00:09:04ضَ

كلمة لبيد الا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل وقد قال في ذلك في لبيد وفي سكوته عن الشعر شيخنا الشيخ صالح الففور رحمه الله تعالى يقول اتيتهم بكتاب - 00:09:25ضَ

فبالله معجزة اخجلت قسا وصحبانا وحسانا القى لبيد عصاه حين اعجزه قولا فصيح بايات لعمرانا ولم تجد في شعر شتان شعر واي الله شتان هذا البيان الذي عجائبه رغم الانوف وان شانوه بهتانا - 00:09:44ضَ

يريد هذا البيان بيان الله جل وعلا في القرآن هذا البيان الذي تبقى عجائبه رغم الانوف وان شانوه بهتانا اذا هذا موقف اول. اما الموقف الثاني ما هو موقف سيدنا عمر رضي الله تعالى عن عمر - 00:10:18ضَ

وكلكم ايها الاخوة يعلم ذلك الموقف الذي آآ حول سيدنا عمر من قاصد قتل الى طالب هدى واسلام كان قد اخذ سيفه وقصد قتل رسولنا صلى الله عليه واله وسلم فصادفه في الطريق من قال - 00:10:39ضَ

ان اختك قد صبأت. فذهب الى بيت اخته والقصة معروفة ليجدها تتلو كتاب الله في وعندما اخذ منها او عرف ما تتلو او تلت على مسامعه تلك الايات البينات الطاهرات - 00:11:05ضَ

البليغات من سورة طه ما كان يفرق بينه وبين الاسلام الا سماع تلك الايات بسم الله الرحمن الرحيم طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن - 00:11:30ضَ

خلق الارض والسماوات العلى الرحمن الرحمن على العرش استوى سمع هذه الايات فخضع قلبه ولانت نفسه وسكنت جوارحه وانطلق الى رسولنا صلى الله عليه واله وسلم يعلن اسلامه اذا اي سحر هذا - 00:11:56ضَ

في نفسه بعد ان سمع كلام الله هذا اثر كلام الله اما الموقف الثالث والشخص النموذج الثالث الذي اريد ان ابين فيه اثر القرآن فهو الوليد ابن المغيرة الوليد كما تعلمون ايها الاخوة - 00:12:25ضَ

كان رأسا من رؤوس قريش وآآ ارادت قريش من الوليد ان يقول في هذا القرآن قولا يسير بين الناس ان ان تنتشر كلمته بين الوفود وكان وكان موسم الحج قد اقبل. فطلبوا منه - 00:12:48ضَ

ان يقول فيه قولا يعني تسير فيه الركبان. فماذا قال ذهب الى رسولنا صلى الله عليه واله وسلم يستمع الى القرآن وقال له رسولنا صلى الله عليه واله وسلم اسمع يا عمه - 00:13:10ضَ

وتلى عليه قوله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وماذا قال الوليد يبدو ان الوقت لن يسعفنا في مقولة الوليد - 00:13:31ضَ

الى غد ان شاء الله والى حلقة قادمة نذكر فيها مقولة الوليد والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم - 00:13:55ضَ

وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله فما له من هاد - 00:14:27ضَ