أحسن الحديث

أحسن الحديث الحلقة 29 الكناية

محمد حسان الطيان

الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. ذلك هدى الله يهدي به من ومن يضلل الله فما له من هاد - 00:00:05ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان الصلاة والسلام الاتمان الاكرمان على سيد ولد عدنان وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان السلام من الله عليكم وتحية مني اليكم ايها الاخوة الاكارم. في هذا اللقاء الجديد من لقاءاتنا حول بلاغة القرآن - 00:00:49ضَ

وفي رحاب لغة القرآن كنا ايها الاخوة قد اتينا في الحلقتين الاخيرتين او الحلقتين بسكون اللام والحلقة هي دائما بالسكون اما فبفتح اللام وهذا خطأ شائع. يقولون الحلقة وهي الحلقة ايها الاخوة. على كل حال في الحلقتين السابقتين كنت قد اتيت - 00:01:18ضَ

على ذكر التشبيه ثم الاستعارة واليوم موعدنا مع الكناية. وهي النوع الثالث من انواع علم البيان. الكناية ايها الاخوة لفظ اريد به لازم معناه. يعني ما يلزم عن معناه مع ان معناه الحقيقي يمكن ان يراد - 00:01:42ضَ

كقولنا مثلا فلان آآ طويل النجاد طويل النجاد يعني هو طويل لذلك غمد سيفه طويل اه كناية عن الطول او فلان آآ كثير الرماد كثير رماد يعني عنده نار وعنده ورماده كثير. طبعا هنا لا يراد ان رماد النار عنده كثيرة وانما - 00:02:05ضَ

انه كريم دائما يطبخ ويقري الضيف ويطعم الناس فهو كثير الرماد. لاحظوا كيف اطلق الكلمة واريد بها لازموا معناها يقال فلان ايضا مثلا آآ طويل العماد طويل العماد العماد هو العمود الاساسي في الخيمة. فاذا كان طويلا فهذه كناية عن انه سيد في قومه - 00:02:35ضَ

وعن ان خيمته هي الاكبر هي الاوسع هي الارحب وهذا لا يكون الا في السادة والاشرار الذين يقصدون ويكثروا زوارهم ويكسروا جلاسهم فهذه اذا كنايات اطلقت اطلق اللفظ واريد لازم معناه - 00:03:05ضَ

والكناية في القرآن كثيرة وهي آآ عجيبة في مدلولاتها رائعة جميلة فيما آآ تعبر عنه من مثل تعبير المولى جل وعلا في القرآن الكريم عن الجماع والوطء بالفاظ لا اعذب ولا ارق منها - 00:03:29ضَ

ليس التعبير مباشرا ايها الاخوة وانما يعبر عن ذلك مثلا باللمس او بالرفث او بالسر او بالافضاء او بالمباشرة وما الى ذلك لقوله تعالى اولى مستم النساء. لاحظوا او لامستم النساء - 00:03:53ضَ

وكقوله تعالى احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم ثم قال ايضا آآ في في الاية نفسها فالان باشروهن الان باشروهن فلم يعبر اذا عن عن ذاك الفعل بفعله بلفظه وانما عبر عنه بفعل اخر - 00:04:16ضَ

على سبيل الكناية. وكقوله تعالى فلما تغشاها حملت حملا خفيفا. كناية ايضا عن الجمال مما يصب في هذا المصب بعض الكنايات التي ايضا تكني عن شيء لا يحصل ذكره كقوله تعالى مثلا ما المسيح ابن مريم - 00:04:40ضَ

الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام طبعا انتم تعلمون ايها الاخوة ان المسيح اتخذ الها بل اتخذ ابنا للاله. فالله جل وعلا اراد ان يبين - 00:05:06ضَ

للناس اراد ان يبين لهؤلاء خصوصا وللناس عموما ان المسيح بشر من البشر البشر واتى ببعض خصائص البشر وبخاصية يعني آآ تجعله لا يمكن ان تصور المرء ان يكون الها وهي خاصية الدخول الى التغوط اخراج الفضلات لم يعبر - 00:05:24ضَ

جل وعلا عن ذلك بلفظ مباشر. وانما قال كانا يأكلان الطعام. ومن يأكل الطعام فلا ان يتبرز او يتغوط وان يتغوط. فهذه طبعا لم يعبر عنها القرآن الكريم. عبر بكناية كنا عنها - 00:05:53ضَ

كانا يأكلان الطعام وآآ الامثلة كثيرة آآ في هذا الباب ايها الاخوة كقوله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط اليد المغلولة الى العنق كناية عن الشح والبخل - 00:06:13ضَ

والبسط هو كناية عن الاسراف والتبذير وعدم القصد الوسطية في الانفاق ومن الكنايات القرآنية الرائعة. قوله تعالى فيهن قاصرات الطرف وصيانة الطرف ايها الاخوة تعبير جميل رائع يكني به رب العزة عن العفة - 00:06:37ضَ

يعني هو المراد هنا انهن عفيفات لا يمتد طرفهن الى ما حرم الله جل وعلا. فيهن قاصرات الطرف فهن اذا يقنعن بازواجهن ولا تمتد اطراف اطرافهن الى ما وراء مما حرم الله - 00:07:24ضَ

من الكنايات الدقيقة والتي ذكرت في معرض التنفير قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يوليهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله - 00:07:49ضَ

لاحظوا ايها الاخوة كيف عبر عن الهزيمة عن الفرار لتولية الادبار فلا تولوهم الادبار عبر بتعبير يعني يستقبح الانسان فعله ما اقبح ان يدير الانسان ظهره فيولي آآ عدوه دبره - 00:08:17ضَ

هذه الكناية تنفر من عملهم وتجعل الانسان يعني يشمئز من هذا الفعل الا يقترفه ابدا. هذا يعني يذكرنا بقول الشاعر فلسنا على الاعقاب تدمى كلومنا ولكن على اعقابنا تقطر الدم - 00:08:40ضَ

فلاحظوا ايها الاخوة كيف قال فلسنا على الاعقاب العقب هو خلف الرجل. فهو اذا لا تجرح اعقابه هو لا لا يجرح رجله من الخلف الكلوم والجرح. فلسنا على الاعقاب تدمى كلومنا. لا تدمى اذا جراحنا على اعقاب - 00:09:04ضَ

رجولنا ولكن على اقدامنا يعني في مقدمة فالجرح يأتيهم من المقدمة لانهم مقبلون وليسوا مدبرين المدبرون هم الذين يعني آآ يمكن ان يكون ان تكون جروحهم على اقدامهم آآ انطلق معكم الى كنايات قرآنية سريعة - 00:09:24ضَ

من مثل قوله تعالى يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت يمثل الله سبحانه وتعالى يوم القيامة او يعبر عن هول ذلك الموقف في هذا التعبير جناية عن الهول والخوف والفزع الذي يجعل المرضع - 00:09:54ضَ

تذهلوا عما ارضعت ولا شيء يمكن ان يذهل اما مرضعة عن رضيعها الا هول ذلك الموقف ومن الكنايات في القرآن الكريم قوله تعالى واذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم - 00:10:18ضَ

لووا رؤوسهم هذه كناية عن رفضهم وعن آآ سخريتهم وامعانهم في الكفر والغيظ والحقد والامتهان من الكنايات ايضا قوله تعالى فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو فسينغضون اليك رؤوسهم اي يميلونها وهذه كناية عن آآ رفضهم آآ - 00:10:40ضَ

ما سمعوا ورفضهم او عدم قناعتهم بما يقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم عبر القرآن عن ذلك بقوله فسينغضون اليك رؤوسهم ومن الكنايات ايضا قوله تعالى ولا يكلمه الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة - 00:11:15ضَ

ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة وهي كناية عن الاهمال لهؤلاء الذين آآ كفروا لقاء الاخرة فالله سبحانه وتعالى ينصرف عنهم يهملهم لا يكلمهم لا ينظر اليهم الكناية ايها الاخوة يعني من الاشياء التي تجعل السامع يتأثر كل التأثر - 00:11:43ضَ

انهي الكنايات بقول الحطيئة دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فانك انت الطاعم الكاسي لم يتعرض الحطيئة لهجاء هذا الرجل بانه كذا وكذا او لم يقذع في هجائه بل اكتفى بان يقول له اقعد فانك انت الطاعم الكاسي هذه كناية عن المرأة التي آآ - 00:12:13ضَ

اه تقعد عندهم في الدار لا تنطلق لطلب كسب ولا تنطلق اه جهاد او غزو وانما هي مطعمة مكسوة. يأتيها اكلها وشربها كسوتها بهذا تنتهي حلقة اليوم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:12:44ضَ

الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله فما له من هاد - 00:13:15ضَ