خطب الجمعة

أسباب أخرى للرزق | د.عمر المقبل |

عمر المقبل

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد - 00:00:00ضَ

فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله تعالى. والاشتغال بما خلقنا له عن الاشتغال بما ضمن لنا ايها المسلمون ذكر ابن قدامة رحمه الله في كتابه التوابين. قصة توبة احد صالحين فيما بعد. والذي سئل ما قصة توبتك من قطع الطريق واخافة الناس - 00:00:22ضَ

قال كنت في بعض النواحي اقطع الطريق. وكان في تلك الناحية وذلك السبيل ثلاثة نخلة منهن لا تحمل ولا تثمر. واذا بعصفور يأخذ من حمل النخلة التي احمل يأخذ رطبة فيدعها في رأس التي لا تحمل - 00:00:58ضَ

فلم ازل ارقبه حتى فعل ذلك عشر مرات فقلت في نفسي ان لهذا العصفور خبرا وشأنا. فقمت فنظرت فاذا في رأس النخلة التي لا تثمر حية عمياء. واذا بالعصفور يضع الرطبات العشر في فمها. فبكيت وقلت - 00:01:25ضَ

قلت يا الله يا الله يا سيدي هذه حية عمياء امرنا نبينا بقتلها. اقمت لها عصفورا يقوم برزقها وكفايتها وانا عبدك اقر بوحدانيتك. اقطع الطريق واخيف السبيل. فاوقع الله في قلبي - 00:01:52ضَ

توبة من هذا الطريق. وعرفت ان رزق الله لا يؤتى بالحرام. فاوقع الله في قلبي التوبة كسرت سيفي وتبت لربي. فانتبه لي رفاقي من العصابة. قالوا ما لك؟ قلت تبت مما هنالك. فقالوا على الفور ونحن كذلك. هذه يا عباد الله رحمة الرحمن - 00:02:22ضَ

هذه بركة الرزاق الوهاب. فكيف يقلق عبد بعد ذلك؟ كيف يقلق عبد بعد ذلك اتاه الله ادراكا وفهما على رزقه وهو يسمع ويرى. رزق البهائم والحشرات والطيور التي لا تعي وعيه. ولا تدرك ادراكه. كيف يقلق عبد على رزقه؟ وهو الذي لم يخرج من الدنيا - 00:02:52ضَ

الا وقد كتب له. بل قد اخذ بعض نصيبه وهو يأكل ويشرب من مشيمة امه حين كان في رحمها ايها المسلمون ان مما يشغل بال كثير من الناس خصوصا في اوقاتنا هذه - 00:03:22ضَ

وسائل الرزق والتي انحسرت في نظر كثير منهم في طرق محدودة. مما جعل بعضهم وللاسف يتنازل عن شيء من دينه لظنه ان التمسك بالدين يضيق فرص الرزق او يضيق بعضها. عجبا ايكون ما يشرعه الوهاب؟ ويأمر بالتمسك به الرزاق - 00:03:42ضَ

ايكون ذلك سببا في تظييق الارزاق؟ لا وربي. لكنه الابتلاء والامتحان. حينما يرى الانسان كافرا قد ابتلاه الله تعالى بتوزيع رزقه. وحينما يرى في الوقت ذاته مؤمنا صالحا قد ضيق عليه في رزقه. فيكون للمؤمن رفعة لدرجاته. ويكون للكافرين - 00:04:13ضَ

امهالا واستدراجا او لحكم لا نعلمها. وكل هذا لا يعني ان من تمرد اغتنى ولا ان من تمسك بدينه افتقر. بل من وراء ذلك حكم تخفى على اكثر البشر لقد ظن كثيرون ان اسباب الرزق محصورة في اسباب في اسباب حسية - 00:04:43ضَ

وغفلوا ان ثمة اسبابا للرزق لا يدركها الا الموقنون بوعد الله ورسوله ومن ذلكم الاستغفار والتوبة. اللذان يخرجان من لسان ناطق وقلب صادق الم تسمعوا قول نوح لقومه؟ فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا. ماذا - 00:05:13ضَ

تجنون من هذا الاستغفار؟ وما الذي يمكن ان يتبعه؟ استمع يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم مدد ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم ويقول هود لقومه مقررا هذه الحقيقة. ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه - 00:05:43ضَ

يرسل السماء عليكم مدرارا. ويزدكم قوة الى قوتكم. عجبا! حتى الاستغفار له اثر في قوة البدن التي هي سبب في طلب الرزق. فاين الموقنون؟ واين المنفذون رجل الى الحسن البصري رحمه الله جدوبة وفقرا. فقال له استغفر الله. وشكى له اخر - 00:06:13ضَ

الفقر والعوز. قال له استغفر الله وشكى له ثالث جفاف بستانه. فقال له استغفر الله وشكى له رابع انه لم يولد له. فقال استغفر الله. فقيل له يا ابا سعيد اوكلما شكى اليك رجل من هؤلاء؟ قلت له استغفر الله. قال ما قلت ذلك من عندي - 00:06:43ضَ

اني سمعت الله يقول فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء وليس مجرد نزول عادي. بل هو ارسال وما ظنك برزق الله اذا تتابع يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا - 00:07:13ضَ

ومما تستجلب به الارزاق تقوى الله سبحانه وتعالى. بان يفعل العبد ما امر به ويجتنب ما نهي عنه هذا قول الحق في اصدق كتبه وكل كتبه حق ومن يتق الله يجعل - 00:07:43ضَ

له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. لكن هذا الرزق الذي لا يحتسب له الانسان اي لا يخطر بباله اهو مجرد رزق مادي؟ اهي اموال تتدفق الى حسابه البنكي؟ لا - 00:08:03ضَ

ان الرزق هنا اعظم من ان يحصر في شيء محسوس. بل من اعظم الرزق الذي يرزقه العبد هو رزق القلب. القناعة اليقين. الرضا. السكينة. التي لا تشترى من الصيدليات ولا تباع في الاسواق الكبيرة. ولو تمناها اصحاب المليارات. بل هي رزق يسكبه الله في قلوب - 00:08:23ضَ

المتقين. ويرزقه من حيث لا يحتسب. لا يخطر لباله. حدثني احد الاخوة قال تصدقت وانا موقن موقن بخلف الله ورزقه. تصدقت مع طلوع الشمس بثلاث مئة ريال. فلم تغب الشمس الا وقد نقص من ديني - 00:08:53ضَ

ثلاثة الاف ريال. لم اسعى لها بل اتصل بي صاحب الدين وقال قد اعفيتك منها. قال الله عز وجل ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض - 00:09:23ضَ

لكن ما الذي حال بين ذلك وبينه؟ ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون. ويتبع هذا السبب سبب اخر مما تستجلب به الارزاق وهو صدق التوكل على الله. والتفويض والاعتماد عليه - 00:09:43ضَ

العلائق بالخلق مع فعل الاسباب الممكنة. قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الترمذي وغيره وصححه. لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. تغدو تذهب في الصباح الباكر. تغدوك خماصا جائعة - 00:10:03ضَ

وتروح بطانا. الله اكبر. طيور تتوكل فترزق. تذهب صباحا جائعة وتعود مساء شابعة. افتظن ان هذه الطيور خير منك ايها الموحد. ان توكلت على الله وعملت بالاسباب. واذا ذكر التوكل فان من تمام حقيقته وتحقيقه. ان - 00:10:25ضَ

جعل العبد السبب فان الحديث السابق لم يذكر النبي عليه الصلاة والسلام ان الطير رزقت وهي في وكلاتها بل خرجت تطلب رزقها. واذا حيل بين العبد وبين السعي وعجز عن ذلك - 00:10:55ضَ

فليستعمل بقية الاسباب. منها ما ذكرنا ومنها ما سنذكره في الخطبة الثانية ان شاء الله. بارك الله الله لي ولكم فيما سمعنا. فان من اسباب الرزق التي لا ينتفع بها ولا يدركها حقا. الا - 00:11:15ضَ

موقنون بوعد الله ورسوله. ما حدثنا به صلى الله عليه وسلم في قوله من سره ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره. فليصل رحمه. وهذا شيء مدرك ومشاهد. واعظم الرحم التي - 00:11:35ضَ

هما الوالدان ثم الادنى فالادنى. توصل الرحم بالزيارة والاحسان والتعطف عليهم ورعاية احوالهم والسؤال عنهم ما استطاع الانسان الى ذلك سبيلا. ومن اعاجيب الاسباب التي تستجلب بها الارزاق مما لا يوقن به الا المؤمنون الانفاق في سبيل الله تعالى. عجبا - 00:11:55ضَ

ايكون اخراج المال ونقصه حسيا من الارصدة. ايكون سببا في زيادة الرزق؟ والجواب او نعم استمع لقول الله تبارك وتعالى قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء من ويقدر له وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. فهو يخلفه - 00:12:25ضَ

فهو يخلفه. رددها معي. ثم تأمل في ختام الاية. وهو خير الرازقين. فليس مجرد تعويض بل هو رزق خير من الرزق الذي بذلته. انه وعد الله الذي لا يخلف. لكن - 00:12:55ضَ

القلب المريض او القلب ضعيف الايمان لا يوقن بهذا. بل ربما كان على حال معكوسة يرى ان حبس المال وامساكه انه سبب لزيادة المال. وتنميته. وصدق الله عز وجل اذ يقول الشيطان هذا وحيه استمعوا له. الشيطان يعدكم الفقر. متى؟ اذا - 00:13:15ضَ

بالانفاق يعدكم بالفقر ويأمركم بالفحشاء. اذا ما الذي يعدنا ربنا في مقابل ذلك؟ والله يعدكم مغفرة منه وفضلا. والله واسع عليم. من يصدق المؤمن؟ ايصدق والله الذي خزائن الدنيا والاخرة وخزائن ارزاق العباد بيده ام يصدق قول خصمه الذي - 00:13:45ضَ

الذي لا يسر الا بان يرى خصومه قد سجروا في نار جهنم. ايها المؤمنون ان العبرة ليست بكثرة الارقام الموجودة في الرصيد. بل بما يطرحه الله عز وجل من البركة. في مال العبد - 00:14:15ضَ

ومن كان في شك او ريب فليسأل الذين يتعاملون بالربا. كيف يمحق الله اموالهم؟ وكيف فيمحق بركتها. واسألوا في المقابل كيف يبارك الله في اموال اهل التقوى. ولولا ظيق المقام. لحدثتكم - 00:14:35ضَ

اناس تاب الله عليهم من من الربا واكله كيف كانت حياتهم مع الربا وكيف كانت حياتهم بعد الربا ختاما انبه على امرين مهمين في هذه المسائل. اولها ان ما ذكر من اسباب او لم يذكر - 00:14:55ضَ

انما يكون اثره بقدر اليقين الذي يقوم في قلب العبد. والتصديق بموعود الله ورسوله. مع بذل الاسباب الاخرى. ثانيا ان الانسان قد يفعل بعض هذه الاسباب ولا يرى الاثر مباشرة. فهنا - 00:15:15ضَ

قد يأتيه الشيطان ويقنطه او يضعف ايمانه بهذه الاسباب. وهنا ينبغي ان يعلم من ان الانسان مأمور ببذل السبب. اما تحقق المسبب فليس اليه. بل هو الى الله وحده. على المرء - 00:15:35ضَ

ان يسعى الى الخير جهده. وليس عليه ان تتم المقاصد. اليس الانسان قد يتزوج ولا يرزق بالولد قد يتأخر ولده اليس الانسان يشرب المريض يشرب الدواء احيانا ولا ينتفع به كل - 00:15:55ضَ

هذه ايها الاخوة امور قد تكون من حيث من حيث العموم حاضرة في الاذهان. لكنها عند التحقيق وعند المواقف الحساسة قد تذهب بسبب عصف التفكير وضغط الواقع. اللهم انا نسألك رزقا واسعا - 00:16:15ضَ

طيبا مباركا فيه. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا. اللهم اغننا بحلالك عن حرامك فضلك عمن سواك - 00:16:35ضَ