Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا حديث عن اسماء الله الحسنى - 00:00:00ضَ
العلم بالله احد اركان الايمان. بل هو اصلها وما بعده تبع له ومعرفة اسماء الله وصفاته افضل واوجب ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وادركته العقول قال ابن القيم رحمه الله - 00:00:25ضَ
اطيب ما في الدنيا معرفته سبحانه ومحبته والقرآن كله يدعو الناس الى النظر في اسماء الله وصفاته وافعاله قال شيخ الاسلام رحمه الله والقرآن فيه من ذكر اسماء الله وصفاته وافعاله - 00:00:46ضَ
اكثر مما فيه من ذكر الاكل والشرب والله يحب من يحب ذكر صفاته وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقرأ سورة الاخلاص لان الله يحبه لما قال اني لاحبها لانها صفة الرحمن - 00:01:09ضَ
رواه البخاري. واسماؤه سبحانه احسن الاسماء وصفاته اكمل الصفات ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وحقيق بكل مسلم معرفتها وفهم معانيها فربنا تعالى هو الرحمن الرحيم وسعت رحمته كل شيء - 00:01:32ضَ
ورحمته اوسع صفاته قال النبي صلى الله عليه وسلم خلق الله مائة رحمة وانزل منها الى الارض رحمة واحدة بين الجن والانس والبهائم والهوان بها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها - 00:01:58ضَ
حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه متفق عليه وما من احد الا وهو يتقلب في رحمة الله وكل نعمة تراها هي من رحمته وكل نقمة صرفت فهي من اثار رحمته - 00:02:24ضَ
قال ابن القيم رحمه الله وكان هذا الكتاب اي ان رحمتي سبقت غضبي كالعهد من الله سبحانه للخلق ولولاه لكان للخلق شأن اخر ومن كان قريبا من الله كانت رحمة الله اولى به - 00:02:47ضَ
وهو سبحانه الملك المتصرف بخلقه كما يشاء لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن الا بعلمه وارادته يأمر وينهى يعز ويذل بلا ممانعة ولا مدافعة لا يعجزه فيهما شيء ففوض الى الملك امورك - 00:03:11ضَ
بيده المقاليد وتوكل عليه في جميع احوالك تجده قريبا وهو سبحانه القدوس المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال فلا اله معه يدعى ولا ولي معه ينادى وهو السلام السالم من جميع العيوب وخلل الاوصاف - 00:03:37ضَ
جميع المخلوقات تنزه ربنا من ذلك قال تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو جل وعلا المؤمن خلقه امنون من ان يظلمهم او يبخسهم حقهم فتزود من التقوى - 00:04:06ضَ
فالاعمال محفوظة مضاعفة وهو المهيمن على خلقه مطلع على خفاياهم وخبايا صدورهم فلا تأمن مكر الله ان عصيته وهو الشهيد على اقوال وافعال عباده وما الله بغافل عما تعملون. هو العزيز لا يغلب - 00:04:27ضَ
عز كل شيء فقهه ذلت الصعاب لعزته ولانت الشدائد لقوته اذا قضى الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان من دنى منه بالطاعة عزل قال سبحانه من كان يريد العزة فلله العزة جميعا - 00:04:52ضَ
ومن بارزه بالمعصية ذل فلا تنظر الى المعصية وانظر الى من عصيت وهو العلي الاعلى. اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه هو الجبار جبر خلقه على ما يريد لا يمتنع منهم احد - 00:05:22ضَ
انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون قال للسماء والارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين وهو سبحانه جابر قلوب المنكسرين هو الكبير كل شيء دونه - 00:05:46ضَ
ولا شيء اعظم ولا اكبر منه الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه يجعل السماوات على اصبع والارض على اصبع والجبال والشجر على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق - 00:06:09ضَ
على اصبع متفق عليه هو المتكبر وحده ولا يليق الكبر الا به ومن تكبر من خلقه فمأواه سقر قال جل وعلا اليس في جهنم مثوى للمتكبرين والعبد واجب عليه التذلل والخضوع لربه والتواضع لعباده - 00:06:34ضَ
وهو الخالق اوجد الكون وابدعه فأبهر من تأمله حلاق اتقن ما خلق. فتبارك الله احسن الخالقين هو البارئ برأ الخلق من عدم نجوم وشمس وقمر. وخلق في الافق كل في فلك يسبحون - 00:07:01ضَ
ادهشت من تفكر فيها وتذكر وهو المصور صور خلقه على صفات مختلفة وهيئات متباينة كيف شاء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع - 00:07:26ضَ
وخلق الانسان في احسن صورة لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم هو المصور وحرم التصوير على خلقه وتوعد المصورين من خلقه ولعنهم. قال عليه الصلاة والسلام لعن الله المصور رواه البخاري - 00:07:49ضَ
وقال كل مصور في النار متفق عليه وهو الغفور يمحو ذنوب من اناب اليه من عباده. وان تناهت خطاياه غفر لسحرة فرعون كفرهم وسحرهم ومبارزتهم لنبيهم. بسجدة واحدة لله بتوبة - 00:08:12ضَ
واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى وهو القهار الخلق تحت قهره وقبضته ينزع روح من شاء متى شاء لا يقع في الكون امر الا بمشيئته ولو سعى العبد الى تحقيقه - 00:08:38ضَ
وهو الفتاح يفتح ابواب الرزق والرحمة واسبابها لعباده ويفتح عليهم المنغلق من امورهم واحوالهم وهو الرزاق يرزق العبد من السماء والارض. قل من يرزقكم من السماوات والارض قل الله عم برزقه كل شيء - 00:09:02ضَ
فما من دابة في الارض الا على الله رزقها. رزق الاجنة في بطون الامهات ورزق السباع في القفار والطيور في اعالي الاوكار والحيتان في قعر البحار وهو الوهاب يعطي من اراد ما شاء - 00:09:27ضَ
بيده خزائن السماوات والارض وهب ذرية طيبة لانبياء بعد بلوغهم عتيا من الكبر وسأل سليمان عليه السلام ربه الوهاب ملكا لا ينبغي لاحد من بعده فوهبه الله ايات وعبرا من العطاء - 00:09:49ضَ
ريحا وجنا وعين قطر مسخرات بامره هو العليم يعلم السرائر والخفيات لا يخفى عليه قول ولا فعل مما يجترحه العباد ان الله بكل شيء عليم هو السميع يسمع النجوى وما اعلن والسر وما اخفي - 00:10:14ضَ
ان جهرت بقولك سمعه. وان اسررت به لصاحبك سمعه وان اخفيته في نفسك علمه هو البصير يرى خوافي الامور وان دقت لا يعزب عنه مثقال ذرة وان خفيت يرى في ظلم الليل ما تحت الثرى - 00:10:40ضَ
ويبصر قعر البحار في الدهماء هو الظاهر والباطن لا يخفى عليه دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ان فعلت فعلا ظاهرا رآك وان عملت باطنا ولو في جوف بيتك ابصرك - 00:11:03ضَ
ان ربك لبالمرصاد ومن علم ان الله مطلع عليه استحى ان يراه على معصية هو الحكيم لا يدخل في احكامه ولا تشريعاته خلل ولا زلل وليس لاحد ان يراجع احكام الله او يتنقصها او يضعها للجدل. والله يحكم لا - 00:11:27ضَ
عقب لحكمه بل الواجب التسليم والاذعان لها والانقياد اليها ان الله يحكم ما يريد ولا يصلح لعباده سوى شرعه المطهر ومن سخر بدينه او شرعه اذله الله هو اللطيف يلطف بعباده - 00:11:54ضَ
يسوق الرزق اليهم وهم لا يشعرون وهو الخبير بامور العباد لا يخفى عليه شيء مطلع على حقيقة كل امر فاسأل به خبيرا وهو الحليم لا يعجل العقوبة على عباده بذنوبهم - 00:12:19ضَ
ولا يحبس انعامه وافضاله عنهم بخطيئاتهم يعصونه ويرزقهم. يذنبون ويمهلهم يجاهرون ويستر عليهم فلا تغتر بحلم الله وكرمه عليك فقد يبغتك العذاب يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم وهو العظيم اذا تكلم بالوحي اخذت السماوات منه رجفة او رعدة شديدة خوفا من - 00:12:41ضَ
فاذا سمع ذلك اهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا. وهو الشكور يعطي الجزيل على اليسير من العمل ويغفر الكثير من الزلل فلا تحقر اي عمل صالح وان قل. فالحسنة تتضاعف - 00:13:18ضَ
قال سبحانه من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا. ان الله غفور شكور. وهو الحفيظ يحفظ اعمال العباد ويحصي اقوالهم لا يضل ربي ولا ينسى ويحفظ عباده من المهالك والمعاطب - 00:13:41ضَ
حفظ يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت في لجج البحار وحفظ موسى عليه السلام وهو رضيع في اليم فتوكل على الله في حفظ نفسك واولادك فلا تعاويذ شركية ولا تمائم ولا سحرة ولا كهان - 00:14:04ضَ
وهو القوي لا يعجزه شيء قوي في بطشه قال ابن جرير رحمه الله اذا بطش بشيء اهلكه امر جبريل عليه السلام بقلب قرية عاتية بالفواحش قوم لوط فعلى بها بطرف جناحه ثم قلبها بمن فيها - 00:14:27ضَ
وجعلها اية للاعتبار عبر القرون وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افلا تعقلون ومن تأمل من عصى ترك ما عصى وهو سبحانه الشافي يشفي ويعافي من الامراض والاسقام واذا مرضت فهو يشفين. والادوية اسباب يجب ان لا يتعلق القلب بها - 00:14:52ضَ
وهو المنان يبدأ بالعطاء قبل السؤال والله سبحانه هو المحسن غمر الخلق باحسانه وفضله. هو الكريم يعطي ويجزل في العطاء ليس بينه وبين خلقه حجاب فاسأل وربك الاكرم واذا فتح الرزق على عبده لم يمنعه احد - 00:15:24ضَ
قال سبحانه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وهو حيي اذا سأله عبده عطاء ورفع اليه يديه يستحي ان يردهما صفرا وهو الرقيب لا يغفل عن خلقه ولا يضيعهم. وما كنا عن الخلق غافلين - 00:15:51ضَ
مطلع على ما اكنته ضمائرهم قال الحسن البصري رحمه الله رحم الله عبدا وقف عند همه فان كان لله مضى وان كان لغيره تأخر فقف وقفة عند كل عمل فان كان لله فتقدم. وان كان لغيره فتأخر - 00:16:18ضَ
وهو الودود يتودد الى عباده بالنعم وترك العصيان ومن ترك شيئا لاجله اعطاه المزيد وهو ذو محبة لعباده الصالحين تحب التوابين منهم والمتوكلين والصابرين. وهو المجيد ذو مجد ومدح وثناء كريم - 00:16:44ضَ
لا مجد الا مجده وكل مجد لغيره انما هو عطاء وتفضل منه سبحانه وهو الحميد مستحق للحمد والثناء بفعاله يحمد في السراء والضراء وحمده من اجل الاعمال قال عليه الصلاة والسلام - 00:17:11ضَ
والحمدلله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمدلله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض. رواه مسلم. وهو سبحانه الحي القيوم قائم بامر جميع الخلائق يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن. هو احد لم يزل وحده. ولم يكن معه - 00:17:36ضَ
وغيره وتوحد بجميع الكمالات لا يشاركه فيها مشارك وهو الصمد تصمد اليه الخلائق في حاجاتها وتبث اليه شكواها وتضع بين يديه ملماتها وهو السيد اليه الملجأ وحده عند الشدائد والكروب - 00:18:05ضَ
وهو القدير تام القدرة والنفوذ على كل شيء قال لنار محرقة كوني بردا وسلاما على ابراهيم فكانت كما امر وامر بحرا زاخرا بالامواج ان يكون طريقا يابسا لموسى ثم عاد بحرا على اكمل حال. وهو البر يحسن الى عباده ويصلح احوالهم - 00:18:32ضَ
بر بالمطيع في مضاعفة الثواب وبر بالمسيء في الصفح والتجاوز. انه هو البر الرحيم وهو التواب لا يرد تائبا. من جاء اليه في ليل او نهار قبله بل واحبه ان الله يحب التوابين وهو العفو مهما اسرف العبد على نفسه بالعصيان ثم تاب عفا عن - 00:19:04ضَ
ذنوبي وهو الرؤوف بجميع خلقه. يغدق عليهم الارزاق وان عصوه رأفة منه بهم ان الله بالناس لرؤوف رحيم وهو الغني لا حاجة له الى خلقه يده ملأى لا تغيضها نفقة. سحاء الليل والنهار - 00:19:35ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك من مال - 00:20:00ضَ
عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. رواه مسلم. وباسمائه سبحانه الحسنى يدعى وبها وبصفاته العلى يثنى. والله يحب من يدعوه ويحمده. واكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الاسماء والصفات - 00:20:23ضَ
واسماؤه لا حصر لها. منها تسعة وتسعون اسما من احصاها بالعلم بمعناها والعمل بمقتضاها طه دخل الجنة ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون - 00:20:48ضَ
ومفتاح دعوة الرسل وخلاصة رسالتهم معرفة المعبود باسمائه وصفاته وافعاله ومعرفة الله وما يستحقه من الاسماء الحسنى والصفات العلا يستلزم اجلاله واعظامه وخشيته ومهابته ومحبته ورجاءه والتوكل عليه والرضا بقضائه. والصبر على بلائه - 00:21:11ضَ
وعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب في القلب واعرف الناس به اشدهم له تعظيما واجلالا ومن عرف اسماء الله وصفاته علم يقينا ان المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل فيها من دروب المصالح التي لا يحصيها علمه - 00:21:43ضَ
والله يحب موجب اسمائه وصفاته فهو كريم يحب الكريم من عباده. حليم يحب الحلم. عليم يحب العلماء. شكور نحب الشاكرين نسأل الله ان يرزقنا واياكم الفقه باسماء الله وصفاته وان نعمل بمقتضاها - 00:22:10ضَ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:22:36ضَ