شرح كتاب (أعلام السنة المنشورة)
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين وللمسلمين اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى في الجواب على سؤال - 00:00:00ضَ
ما مثال الاسماء الحسنى من القرآن؟ قال رحمه الله قوله تعالى ان الله كان غفورا رحيما. وقوله انه بهم رؤوف رحيم وقوله والله غني حليم وقوله انه حميد مجيد وقوله ان ربي على كل شيء حفيظ - 00:00:27ضَ
وقوله ان ربي قريب مجيب. وقوله ان الله كان عليكم رقيبا وقوله وكفى بالله وكيلا. وقوله وكفى بالله حسيبا. وقوله وكان الله على كل شيء مقيتا وقوله انه على كل شيء شهيد. وقوله انه بكل شيء محيط. وقال تعالى الله لا - 00:00:49ضَ
الا هو الحي القيوم. وقال تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم - 00:01:16ضَ
تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من عباده الصالحين. واولياءه المتقين الذين اذا اعطوا شكروا واذا اذنبوا استغفروا واذا نسوا تذكروا وان يعصمنا - 00:01:35ضَ
بتوفيقه وان يحفظنا بفضله. وان يمن علينا من عطائه وان يجعلنا من المهتدين الموفقين ان ربنا جواد كريم لا يزال الحديث موصولا في ذكر هذه الايات العظيمة التي فيها ذكر اسماء الله جل وعلا الحسنى - 00:01:55ضَ
وان طال الحديث في مثل اه الوقوف مع هذه الايات الا انه وقوف ذو شأن وقوف مع اسماء الله الحسنى من اعظم ما يعمر به القلب وتصلح به النفس ويستقيم عليه او تستقيم عليه الجوارح وهو - 00:02:17ضَ
اعظم ما يكون زادا للايمان وصلاحا للنفس من الهوى ومن الشيطان. وابعادا لكل بلاء وآآ شهوة وكل شبهة وفتنة ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وفيه قول الله جل وعلا ان الله كان غفورا رحيما - 00:02:39ضَ
ذكر اسم الله الغفور ذكر اسم الله الرحيم الغفور هو على وزن فعول دال على المبالغة والغفور من الغفر بمعنى الستر. فالله جل وعلا يستر على ويقتضي سجنه تجاوزه وعفوه ورحمته - 00:03:03ضَ
وآآ محوه لتلك الذنوب والاثام. وآآ ذهاب تلك الذنوب والاعصار فاذا علم العبد ان الله الغفور بعباده لم يزل متعرضا لرحمته بان يغفر له تتساف يدخل في مغفرته وتسعه رحمته وذلك فضل الله جل وعلا يتفضل على عباده واولى - 00:03:25ضَ
من يدخلون في ذلك ويشملهم هذا الفضل. هم من عرفوا اسماء الله حق معرفتها. فتعبدوا لله جل وعلا ثناء عليه باسمه الغفور وتعرضا لهذه الصفة. وهي مغفرة الله لعباده. فلم يزالوا يسأل الله - 00:03:54ضَ
ان يغفر ويستر وان يتجاوز ويدمح وان يعفو ويصفح وان يرحم العبد مما آآ اقترفه ومما سولت له ومما غلب عليه شيطانه وجاء في كتاب الله جل وعلا اسم اسم الله الغفور. واسم الله الغفار. وكلها مبالغة دالة على عظيم - 00:04:14ضَ
مغفرة الله سبحانه وتعالى ولم يأتي بدون مبالغة الا في موضع واحد. وهي في اول سورة غافر غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب فيا لله ما اعظم مغفرته وتجاوزه عن عباده وستره لاوليائه. الذين - 00:04:37ضَ
عصوا واذنبوا واخطأوا وتجاوزوا واقترفوا. والله يتولانا برحمته. وجمع اليها الرحمة. فالله جل وعلا ايضا رحيم بعباده. وقد تقدم كثيرا ذكر بيان اسم الله الرحيم. وما اه اقترن به من اسم الله - 00:05:02ضَ
وآآ ما الفرق بينهما فهما يجتمعان في الدلالة على رحمة الله. وهي رحمة عامة داخلة في اسم الله الرحمن هي رحمة خاصة ادل ما يكون عليها اسم الله الرحيم. ولذلك قال الله جل وعلا في كتابه وكان بالمؤمنين - 00:05:22ضَ
رحيما وفي قول من قال من اهل العلم ان الرحمن دال على الصفة الذاتية والرحيم دال على الصفة الفعلية ومقتضى ذلك كله ان رحمة الله جل وعلا قريب من عباده - 00:05:43ضَ
ولو لم يكن في ذلك الا ما جاء في الحديث الذي في الصحيح لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة بعد على اثر غزوة تطوف في ميدانها كلما رأت صبيا رفعته الى صدرها فالقمته ثديها - 00:05:58ضَ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اترون ان هذه طارحة ولدها في النار قالوا لا يا رسول الله وهي تقدر على ذلك. قال فالله ارحم بعباده من هذه بولدها. فالله ارحم بك من كل - 00:06:18ضَ
والله ارحم بك من والدتك. ولذلك جاء عن بعض السلف انه قال لو اخترت ان يحاسبني ان تحاسبني والدتي او يحاسبني الله لاخترت ان يحاسبني الله جل وعلا يا عظيم رحمتي - 00:06:35ضَ
ولطفه بعباده وتجاوزه عن اهل طاعته. عسى الله جل وعلا ان يشملنا برحمته. ان ربنا جواد كريم. ثم عطف المؤلف رحمه الله تعالى على هذه الاية اية بمعناها وهي قول الله جل وعلا انه بهم رؤوف - 00:06:53ضَ
فدالة على اسمين من اسماء الله جل وعلا احدهما الرحيم الذي تقدم والاخر رؤوف والرؤوف ايضا قريب في معناه بمعنى الرحمة فهي اه الرأفة ابلغ ما تكون في الرحمة والطف ما تكون فيها - 00:07:13ضَ
فكما ان الله رحيم فانه غاية في الرأفة والرحمة واللطف بعباده وكما ذكرنا سابقا ان تكرار هذه الاسماء بمعان متقاربة وان لم تكن متطابقة هي زيادة في اه عظيم ما اتصف الله جل وعلا به من الصفات - 00:07:37ضَ
وما تسمى الله سبحانه وتعالى بهذه الاسماء الا للدلالة لكل واحد منها على ما اختص به من معنى اخص من المعنى السابق. وصفة تم متممة او آآ مقارنة للصفة الاخرى دالة على آآ عظيم او خصوصية معه - 00:08:08ضَ
ولذلك فالله رؤوف بعباده وربما قال بعض اهل العلم ان الرأفة لا تكون الا في الخير وان الرحمة ربما كانت في خلاف ذلك بمعنى انه ربما يحرم الانسان من الرزق رحمة به. لان لا - 00:08:34ضَ
تفسده او تطغيه كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى سيكون من رحمة الله جل وعلا ان يمنعه الرزق او ان يمنعه الصحة او ان يمنعه الولد او ان يمنعه الزوجة او - 00:08:58ضَ
شيئا سوى ذلك. لكن الرأفة قالوا انما تكون في الامر الخير او في الامر المحبوب. وربما لا تكونوا رحمة كذلك دائمة. ولا وان كان معناهما جميعا يؤول الى لطف الله جل وعلا ورحمته - 00:09:13ضَ
احسانه الى عبده وآآ حفظه مما يسوؤه في آآ اخرته. او في دنياه وفي اخرته. نعم قال والله غني حليم. والله غني حليم. ايضا اسم الله الغني والغني الذي اكتمل غناه - 00:09:33ضَ
وتم فظله فلا يحتاج الى احد سواه وهو الله سبحانه وتعالى ليس احد غيره فليس احد سوى الله الا ومحتاج وان اغتنى من جهة فهو فقير من جهة اخرى ولا يزال الفقر صفة لازمة لكل مخلوق - 00:09:58ضَ
والغنى لله جل وعلا من كل وجه. ولذلك قال الله جل وعلا في كتابه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد فغناه غنى مطلق. ولذا جاء في آآ وصف كامل - 00:10:19ضَ
بانه الغني الحميد سبحانه وتعالى. فالله غني بما اكتمل له من الصفات. وتم له من الخلق جل في علاه استجمع من صفات الجلال وصفات الجمال والعظمة فسبحانه من رب عظيم. وسبحانه من خالق له الامر وله الخلق والامر - 00:10:39ضَ
سبحانه لا رب لنا سواه ولا اله غيره. وقال حليم فالله جل وعلا ايضا من اسماء الله الحليم والحليم كما قال اهل التفسير انه من الاناة وهو نقيض السفه الله جل وعلا - 00:11:09ضَ
واناة وحلم على العاصين في عصيانهم وعلى المعارضين لامره والمخالفين لرسله والمنتهكين لحرماته ايحسبون اننا نسارع لهم في الخيرات من لا يشعرون ربما الله جل وعلا لبعض المجرمين ومتعهم في دنياهم - 00:11:32ضَ
ولكن العاقبة عقاب اليم وعذاب شديد والله جل وعلا في حلمه لعلهم ان يستعتبوا ولعلهم ان يتوبوا. ولعلهم ان يرجعوا حتى اذا كان سوى ذلك فتمادوا في ظلمهم اخذهم الله جل وعلا اخذ عزيز مقتدر. ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لهم - 00:12:02ضَ
انما نملي لهم ليزدادوا اثما كذلك هو قول الله جل وعلا عن نفسه في الاملاء للظالمين وآآ اخذه لهم اخذ عزيز مقتدر. وكاد اخذ ربك اذا اخذ وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد - 00:12:31ضَ
الله حليم على عباده يعلم انهم يخطئون ويعلم انهم يتجاوزون تلعب بهم نفوسهم وآآ توسوس لهم شياطينهم فيقع في الصغيرة وتحلو له المعصية ويتطلع الى ما بعدها وربما واقع الكبيرة - 00:12:54ضَ
وتلطخ بالفاحشة او امتدت يده الى سرقة ومع ذلك لا يزال الله جل وعلا يحلم على عبده وهو قادر على ان يأخذه من اول وهلة ويعذبه في اول معصية. لكن - 00:13:18ضَ
لان الله جل وعلا هو الحليم يملي لعباده ويحلم عليهم حتى اذا رجعوا فتابوا عفا واصفح وقبل منهم التوبة واصلح لهم العمل. وبدل سيئاتهم حسنات واذا تمادوا في الظلم والبغي والطغيان جازاهم بنحو ما صنعوا وعاقبهم بما اقترفوا وعذبهم - 00:13:37ضَ
لهم العذاب الشديد ثم يقول الله جل وعلا انه حميد مجيد فمن اسماء الله سبحانه وتعالى الحميد والحميد بمعنى فعين بمعنى مفعول. فهو المحمود سبحانه وتعالى والحمد كما مر بنا كثيرا ايضا هو الثناء - 00:14:04ضَ
على المحبوب على المحبوب فرق بين الحمد والمديح فالمديح مطلق الثناء. والحمد لا يكون الا ثناء مع محبة واجلال. محبة وتعظيم محبة واحترام وكذلك يكون العباد لله جل وعلا. فالله هو المحمود بكل لسان. والله سبحانه وتعالى المستحق للحمد لا - 00:14:29ضَ
لا احد سواه. ولذلك يقرأ العباد في كل صلاة الحمد لله اللام هنا لام الاستحقاق او لام الملك فهو المستحق لذلك والمالك له فليس احد يستحق الحمد سواه لكمال ذاته - 00:15:00ضَ
فهو يحمد على ذاته. ويحمد على صفاته ويحمد على احسانه لعباده ويحمد على اجابته لدعائهم. ويحمد على ما يكون من امهال العصاة. ويحمد على ما هداهم ودلهم بما انزل اليهم من الكتب وارسل اليهم من الرسل ويحمد سبحانه وتعالى على عدله وحسابه - 00:15:22ضَ
واثابته وعقابه. فسبحانه من رب محمود بكل لسان معبود في كل زمان ذلك قال الله جل وعلا انه حميد. فهو الحميد سبحانه وهو المحمود او هو الحميد بمعنى المحمود. وقوله - 00:15:49ضَ
ايضا اسم الله المجيد من اسماء الله الحسنى وهو دال على استغراق صفات الكمال من الاكرام والاحسان فله المجد من كل ابوابه وله اه اه تمجيد عباده وتعظيمهم له سبحانه لما اتصف به من كمالات ولما اه اه - 00:16:09ضَ
من الصفات ولذلك كما قلنا اجتمع لله جل وعلا صفات الجلال وصفات الجمال صفات الجلال الدالة على عظمة الله جل وعلا وانتقامه من عباده وبطشه باهل عقابه آآ باهل آآ الشرك وآآ المعارضة - 00:16:37ضَ
من اطاع شيطانه وبمن تنكب عن طاعته وبمن اه تعرض لاوليائه وصفات آآ الجمال الدالة على رحمة الله وفضله واحسانه وآآ آآ ما يكون من من انعامه لعباده وحبه واحسانه ومعيته وفضله سبحانه وتعالى. وهذا كله في معنى اسم الله المجيد - 00:17:00ضَ
وكلما امتلأ القلب من هذه الاسماء زاد تعظيم تعظيم العبد لله جل وعلا فزادت عبادته واخباته اقباله على مولاه وذهبت حظوظ نفسه وما يدعوه اليه شيطانه وما تسوله له نفسه. وقول الله جل وعلا ان ربي على كل شيء حفيظ. فالحبيب - 00:17:31ضَ
من اسماء الله آآ فهو الحفيظ على عباده حفيظ على عباده وهو الحفيظ على اعمالهم لا ينقصهم ولا يزيدهم ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلا تظلم نفس شيئا. وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا - 00:17:58ضَ
والله جل وعلا الحفيظ لعباده الصالحين فيحفظهم من المهالك ويحميهم من العطب ويعينهم على الطاعة ويحفظهم من الشيطان. لما اعتصموا به واستعاذوا به من البلاء والشر والفتنة الله جل وعلا حفيظ على العباد - 00:18:20ضَ
باعمالهم وحفيظ على اهل عبادته باعانتهم وتوفيقهم وصيانتهم وسلامتهم وهو الحفيظ اعليهم في آآ يوم القيامة فلا تخفى على عليه منهم خافية يحاسب كل واحد بعمله آآ بكتابه ثم قول الله جل وعلا ان ربي قريب مجيب - 00:18:44ضَ
فاسم الله القريب دال على بالله جل وعلا بعلمه من عباده مع علوه سبحانه واستوائه على عرشه والله جل وعلا قريب من عباده بعلمه ولذلك انزل الله جل وعلا اية من اعظم ما تكون من ايات الرجا. واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب - 00:19:15ضَ
دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. والنبي صلى الله عليه وسلم لما رفع الصحابة اصواتهم بالدعاء قال اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائب. ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته - 00:19:45ضَ
فقرب الله جل وعلا واجابة للداعين. اذا دعوه وسألوه وهو اجابة للطائعين اذا اطاعوه واحسانهم لان مقتضى الطاعة هو طلب الفضل والمنة والحسنة والمجازاة من الله جل وعلا. فالله يجازي عباده الطائعين. وايضا يدل على قرب الله من عباده - 00:20:07ضَ
يقتضي الاحاطة والعلم فيكون تحذيرا للعبد من ان يقترف حرمات الله جل وعلا او ان يتجرأ على معاصيه اسم الله المجيب. ايضا دال على الاجابة لعباده. ودال على اه اه اجابة الداعين في دعائه - 00:20:35ضَ
واجابة الطائعين في آآ آآ طلبتهم واحسانهم وآآ اقبالهم على الله آآ جل وعلا واسأل الله ان يملأ قلوبنا بتعظيمه والاخبات له والانكسار بين يديه وان يجعلنا ممن فقه في اسمائه - 00:20:55ضَ
فزاده ايمانا وتعظيما لله جل وعلا. وان يعصمنا من كل سوء ومكروه. وان يحفظنا من كل شر وبلاء وان يجعلنا واياكم من الموفقين. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى - 00:21:15ضَ
اله وصحبه اجمعين - 00:21:35ضَ