خطب الجمعة

أعمال صالحات في الخلوات |د.عمر المقبل |

عمر المقبل

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد - 00:00:00ضَ

فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله عز وجل. ايها المؤمنون لان كانت ذنوب الخلق من اعظم مفسدات القلب. فان اعمال فان الاعمال الصالحات في الخلوات من اعظم اسباب صلاحه. ولهذا كان السلف يوصون ويتواصون بهذا النوع من الاعمال - 00:00:22ضَ

يقول الزبير رضي الله تعالى عنه من استطاع منكم ان تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل ويقول بعض السلف كانوا يستحبون ان يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته - 00:00:52ضَ

ولا غيرها. ولقد كان السلف يثنون على الرجل بهذه الخصلة العزيزة النادرة فهذا ابن المبارك يذكر الامام مالكا رحمه الله تعالى بل رحمة الله عليهما تعالى فيقول ما رأيت رجلا ما رأيت رجلا ارتفع مثل ما لك ابن انس - 00:01:14ضَ

ليس له كثير صيام ولا صلاة. الا ان تكون له سريرة. ويسأل ابن المبارك عن ابراهيم ابن ادهم فقال له فضل في نفسه وهو صاحب سرائر. ايها الاخوة ان اعمال - 00:01:41ضَ

على السر الصالحة. لهي الترجمة الحقيقية للعبودية الباطنة. ذلك ان العبد عليه عبوديتان عبودية باطنة وعبودية ظاهرة. وقيام الانسان بالعبودية الظاهرة مع تعريه من العبودية الباطنة لا يقربه الى ربه. ولا يوجب له الثواب وقبول العمل. فان المقصود امتحان - 00:02:01ضَ

القلوب وابتلاء السرائر. فعمل القلب هو روح العبودية ولبها. فاذا خلا عمل الجوارح منه كان كالجسد المواتب لا روح. ايها المسلمون اذا كان هذا هو موقع اعمال وهذا هو شأنها عند سلفنا الصالح. فخليق بالمؤمن ان يكون له موطئ قدم فيها - 00:02:31ضَ

وله نصيب منها. ومن تلك الاعمال التي ينبغي ان يكون للانسان حظ منها في خلواته التعبد لله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى. فتلك وربي من اجل اعمال القلوب. ومن - 00:03:01ضَ

اجل اعمال الخلوات. خاصة تلك الاسماء والصفات التي تدل على سعة علم الله واطلاعه وخبرته كالعليم والسميع والبصير والباطن والقريب والخبير وغيرها. فالعبد حين يتعبد لله بها يتذكر احاطة الله بالعوالم كلها. ويستشعر قرب الله منه وان ما اخفاه - 00:03:21ضَ

فهو ظاهر معلوم كله لله. وانه لا يخفى عليه شيء من سريرته. كل هذا يعين العبد على تطهير السريرة. التي هي عند الله عز وجل علانية. ويصلح له غيبته. فان الله فان - 00:03:51ضَ

انها عند الله تعالى شهادة. وكذلك يعينه على تزكية باطنه. فانه عند الله ظاهر. ومن الامثلة التطبيقية لهذا النوع من التعبد ما اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عن احد السبعة الذين يظلهم الله في ظله - 00:04:11ضَ

يوم لا ظل الا ظله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. فاضت عيناه محبة وشوقا الى لقاء الله. وربما فاضت عيناه خوفا من المقام بين يدي الله الله تعالى اذا تحرك داعي المعصية. ومن عبادات الخلوات - 00:04:35ضَ

مناجاة الله تعالى والتضرع اليه وخصوصا في وقت الاسحار ووقت هجوع العيون السنا نقرأ القرآن الذي يحدثنا عن اهل الجنة كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون. ومن اجل الاعمال - 00:05:02ضَ

التي يتعبد بها المؤمن في حال الخلوات. وهي وهي عبادة قلبية. هي محبة الله عز وجل فان هذه المحبة هي التي تخفف اثقال التكاليف وتروظ النفس وتطيب الحياة بها الحقيقة هذه المحبة هي التي تنور الوجه وتشرح الصدر وتحيي القلب. وهي اثر - 00:05:26ضَ

من اثار التعبد لله تعالى باسمائه وصفاته. ومن عبادات الخلوات يا عباد الله. صدقة السر التي يجتهد العبد في اخفائها. كما قال عليه الصلاة والسلام في احد السبعة الذين يظلهم الله في ظله - 00:05:56ضَ

يوم لا ظل الا ظله. ورجل تصدق بصدقة فاخفاها. حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه كان زين بن العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضوان الله عليهم اجمعين - 00:06:16ضَ

كان يعول عشرات البيوت في المدينة النبوية. ويوصل الصدقات الى اهلها ليلا. فلم يعرف ذلك عنه الا بعد موته حينما رأوا سوادا في ظهره عند تغسيله. ولم تكن هذه هي العلامة الابرز - 00:06:36ضَ

بل كان الابرز انقطاع تلك الصدقات بموته رحمه الله. ومن اجل العبادات في الخلوات يا ايها الاخوة الاخلاص لله عز وجل. يقول ابو سليمان الداراني رحمه الله لما سئل عن اقرب احوال العبد - 00:06:56ضَ

من الله قال ان يطلع على قلبك وانت لا تريد من الدنيا والاخرة الا هو اسمعتها؟ ان يطلع الله على قلبك وانت لا تريد من الدنيا والاخرة الا هو. ذلك يا عباد الله ان المعول على السرائر والمقاصد - 00:07:16ضَ

والنيات والهمم. فهي كما يقول ابن القيم رحمه الله هي الاكسير الذي يقلب نحاس الاعمال ذهب او يردها خبثا. ويتبع ذلك ايها الاخوة من اعمال الخلوات الجليلة كراهيتك ان يطلع الناس على سريرة عمل بينك وبين الله. قال بعض السلف رحمهم الله ثلاث - 00:07:43ضَ

من اعلام الصدق ملازمة الصادقين. والسكون عند نظر المتفرسين. ووجدان الكراهية الاطلاع الخلق على سرائر عملك. ايها المؤمنون ان من وفق لعبادات الخلوات فسيجني ثمارا عظيمة في الدنيا والاخرة. فمن تلكم الثمرات انها احد اسباب دخول الجنة - 00:08:13ضَ

فان بلالا رضي الله تعالى عنه لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح حدثني يا بلال بارجى عمل عملته في الاسلام. فاني سمعت دفا عليك بين يدي في الجنة. قال يا رسول الله - 00:08:43ضَ

ما عملت عملا ارجى عندي اني لم اتطهر طهورا في ساعة من ليل او نهار الا اصليت بذلك الطهور ما كتب لي ان اصلي. قال العلماء ففيه دليل على ان الله تعالى يعظم - 00:09:03ضَ

المجازاة على ما ستر العبد بينه وبين ربه. مما لا يطلع عليه احد. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بعمل بلال حتى سأله عن ذلك. ويستفاد منه ايضا ان من اعظم ثمرات - 00:09:23ضَ

فالعمل انه يتضاعف اضعافا كثيرة. ذلك انه كسي حلة الاخلاص ايها الاخوة ومن ثمرات اخفاء العمل انه سبب في حسن الختام. اسأل الله لي ولكم ذلك بمنه و وكرمه. فاذا كان الدسائس السوء والعياذ بالله سببا في سوء الختام. كما في قصة الذي قتل نفسه - 00:09:43ضَ

بعد ان قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم بسبب دسيسة سوء كانت في قلبه اذا كانت هذه الدسيسة سببا في سوء الخاتمة. فان السرائر الصالحة من اعظم اسباب حسن الخاتمة. نسأل الله من فضله. ومن - 00:10:12ضَ

من ثمراتها الجليلة يا عباد الله انها علامة على ان العبد ممن وفق للدخول في ركب المخلصين المخلصين اهل الاخلاص الذي هو اعظم اسباب النجاة يوم القيامة. الاخلاص الذي اهله هم - 00:10:32ضَ

اسعد الناس حظا بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن المؤكد ايها الاخوة ان العامل اذا اعتاد على اعمال الخفاء ما امكن فانه يتربى على راحة اخرى. الا وهي الراحة من مجاهدة النفس على اخلاص العمل - 00:10:52ضَ

ودفع مراعاة الخلق لكن يبقى عليه مجاهدة نفسه على دفع العجب فان الشيطان لن يدعه هو نفسه تتردد. ومن استعان بربه ومن استعان بربه كفاه واواه واعانه. ومن اخفاء الاعمال الصالحات في الخلوات. انها سبب للرفعة وحسن الذكر في الدنيا. يقول ابن الجوزي - 00:11:12ضَ

الله. والله والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت. ويتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه. وقدره في النفوس ليس بذاك. ورأيت رأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع. والقلوب تتهافت على محبته. فتدبرت السبب - 00:11:42ضَ

فوجدته السريرة. فمن اصلح سريرته فاح عبير فضله. وعبقت القلوب بنشر طيبه. فالله الله في السرائر. فانه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر. انتهى كلامه رحمه الله. ومن ثمرات اخفاء الاعمال الصالحات في الخلوات. انها من امارات صدق العبودية. مع الله عز وجل. يقول مطرف ابن - 00:12:13ضَ

عبدالله رحمه الله اذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله عز وجل هذا عبدي حقا. رواه احمد في الزهد ومن ثمرات اخفاء الاعمال انها من اسباب الرفعة والنجاة يوم يوم - 00:12:43ضَ

القيامة ذلك اليوم الذي قال الله عنه خافضة رافعة يخفض فيها المراؤون ويرفع فيها المخلصون ذلك اليوم الذي قال الله فيه يوم تبلى السرائر. فتأمل ايها الموفق تأمل اي ايها المتدبر لكلام ربك. تأمل في قوله تبلى السرائر. كيف عبر عن الاعمال بالسر؟ ذلك - 00:13:03ضَ

ان الاعمال نتاج السرائر الباطنة. فمن كانت سريرته صالحة كان عمله صالحا. فت تبدو سريرته على وجهه نورا واشراقا وحياء. ومن كانت سريرته فاسدة كان عمله تابعا في سريرته ولا اعتبار بصورته. فتبدو سريرته على وجهه سوادا وظلمة وشينا. وان كان - 00:13:35ضَ

يبدو عليه في الدنيا انما هو عمله لا سريرته. اما يوم القيامة فتبدو عليه سريرته ويكون الحكم والظهور لها. يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين يأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة - 00:14:05ضَ

لا يزن عند الله جناح بعوضة. ويقول الامام مالك رحمه الله من احب ان يفتح له فرجة في قلبه وينجو من غمرات الموت واهوال يوم القيامة. فليكن في عمله في السر. فليكن - 00:14:25ضَ

عمله في السر اكثر من عمله في العلانية تأملها جيدا القائل مالك ومن مالك؟ مالك هو الامام الذي اثنى عليه عبدالله ابن المبارك في الكلمة التي صدرنا بها حديثنا لم يكن مالك صاحب صالات ولا صيام. يقصد انه لم يكن - 00:14:45ضَ

متميزا في ذلك. انما كانت له سريرة صالحة. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان - 00:15:10ضَ

رحيم اما بعد. فان الانسان الناصح لنفسه يا عباد الله حين يسمع ثمرات عبادات الخلوات خليق به خليق به ان يجتهد في البحث عن الاسباب التي تعينه على ذلك. ولعل من ابرزها تقوية علمه بمعاني - 00:15:30ضَ

اسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العلى. فان ذلك من اعظم البوابات التي تملأ القلب خشوعا. وخشية لله عز وجل الم تسمع قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. الم تسمع ثناء الله عز وجل - 00:15:53ضَ

على اهل العلم الذين سبقوا هذه الامة في حالهم مع القرآن الكريم. بل بل هذا ثناء الله على انبيائه. اذا عليهم ايات الرحمن خروا سجدوا وبكيا. وقال تعالى عن اهل العلم الذين سبقوا هذه الامة - 00:16:13ضَ

ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للاذقان يبكون. ويزيدهم خشوعا. فكلما زاد المبارك المزكى ينبغي ان يكون اثره اكثر. خصوصا في حال الخلوات واية الاسراء التي ذكرتها عن اهل العلم - 00:16:33ضَ

دليل على ان تدبر القرآن والعيش معه من اعظم اسباب تحصيل هذا العلم. ومن اسباب ومن اسباب الحصول على تلك الثمرات. ان يلهج العبد بالدعاء لربه. ويتحين اوقات الاجابة. فما - 00:17:03ضَ

دعي فما دعي رب العزة بمثل سؤاله سبحانه على الاعانة على ذكره وشكره والاعانة على اجلاله والاخلاص للعمل له في حال الخلوة. ومن الاسباب ايضا ان ان يكتم العبد ما يعمله من الصالحات التي يوفق له - 00:17:23ضَ

وان كانت قليلة. يقول عبد الله بن داوود الخويبي رحمه الله وهو احد السلف الصالحين. كانوا يستحبون ان يكون للرجل خبيئة من عمل صالح. لا تعلم به زوجته ولا غيرها. ومن اسباب - 00:17:43ضَ

لهذه الحال المباركة. القراءة في سير الصالحين المخلصين. فان لذلك اثرا ملموسا ومشهودا خامس الاسباب المعينة. التوبة سريعا اذا حصل من العبد هتك لستر الخلوات. يقول الربيع ابن خثيم رحمه الله موصيا تلاميذه السرائر السرائر اللاتي يخفين على العباد وهن وهن - 00:18:03ضَ

عند الله بواد. التمسوا دواءهن. قالوا وما دواؤهن؟ قال ان تتوبا ثم لا تعود. ختاما يا عباد عباد الله تأملوا في هذه المقولة المسددة من بعض السلف رحمهم الله. يقول اذا كانت سريرة الرجل - 00:18:33ضَ

من علانيته فذلك الفضل. واذا كانت سريرة الرجل وعلانيته سواء فذلك النصف. واذا كانت علانيته افضل من سريرته. فذلك الجور. اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة. اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب - 00:18:53ضَ

والشهادة اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة. اللهم اجعلنا ممن رزق الخوف من مقامك يوم نلقاك. اللهم املأ قلوبنا خشية تحول بيننا وبين معاصيك. ويقينا يعلقنا برظوانك وجنتك. ويزهدنا بمعاصيك يا رب العالمين - 00:19:13ضَ

- 00:19:33ضَ