Baheth

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله وتوفيقه ومدده - 00:00:00ضَ

على موعد مع اللقاء السابع والسبعين بعد المائتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء الثاني والثلاثين من تفسيرنا لسورة ال عمران ولا زال توجيه القرآن الكريم لاهل الايمان مستمرا وبعد ان نهى الحق تبارك وتعالى المؤمنين - 00:00:21ضَ

عن اتخاذ بطانة من دونهم وبين لهم ما يتقون به ضررهم وشرهم وكيدهم يأمرهم سبحانه بما يحققون به النصر في ميدان الجهاد بعد النصر في ميدان النفس لما بينهما من ارتباط وثيق - 00:00:45ضَ

فلا يمكن ابدا تحقيق النصر على الاعداء في ميدان الجهاد الا بعد تحقيق النصر على النفس والسيطرة على الاهواء والتحكم في الشهوات والتخلص من المطامع والمطامح وتزكية النفوس وتطهير القلوب - 00:01:08ضَ

فيأمر الحق جل وعلا اهل الايمان بطيب المطعم والتخلص من اكل الربا ويأمر بالتقوى التي هي سبيل الفلاح ويأمر باتقاء النار التي اعدت للكافرين ولا يكون ذلك الا بامتثال الامر واجتناب النهي والوقوف عند الحد - 00:01:35ضَ

ثم يأمر جل وعلا بعد ذلك بطاعة الله ورسوله ليكون اهل الايمان اهلا لنصرته وفضله ورحمته فيقول سبحانه في هذه الايات العظيمة الجليلة يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة - 00:02:01ضَ

واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي اعدت للكافرين واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون لقد سبق الحديث في سورة البقرة بالتفصيل عن الربا وانواع الربا وخطورة الربا عند قول الله تعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون - 00:02:26ضَ

اي من قبورهم يوم القيامة الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فلهما سلف - 00:02:53ضَ

وامره الى الله الى اخر الايات الى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين لا شك ولا ريب ان اخر ايات الاحكام نزولا - 00:03:12ضَ

هي ايات سورة البقرة نزلت بعد هذه الايات في سورة ال عمران المراد كما قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله يا ايها الذين امنوا بالله ورسوله لا تأكلوا الربا في اسلامكم بعد ان من الله عليكم بالايمان والهدى - 00:03:36ضَ

لا تأكلوا الربا كما كنتم تأكلونه في الجاهلية اضعافا مضاعفة وكان اكلهم بالربا في جاهليتهم ان الرجل منهم كان يكون له على الرجل مال الى اجل يعني يعطي الدائن مالا الى المدين - 00:04:01ضَ

الى اجل محدد معلوم اذا حان وقت السداد وحل وقت الاجل طلب صاحب المال ما له من المدين اي من الذي اخذ الدين والمال فيقول له المدين المعسر الذي لا يقدر على السداد - 00:04:25ضَ

يقول له اخر عني الدين وازيدك على مالك. اه هذا هو الربا ولادة المال للمال لعنصر الزمن ليس الا لا تجارة ولا بيع ولا شراء ولادة المال للمال لعنصر الزمن ليس الا - 00:04:51ضَ

يقول له الذي عليه المال يعني المدين اخر عني الدين المفروض ان يرد الدين في هذا الشهر مثلا او في نهاية هذا العام لكنه عاجز عن السداد فيذهب الى صاحب المال ويقول - 00:05:17ضَ

اخر عني الدين فيقول له صاحب المال اؤخر عنك لكن بزيادة او يقول اخر عني الدين وازيدك على مالك يتفقان على ذلك فذلك هو الربا اضعافا مضاعفة فنهاهم الله جل وعلا - 00:05:36ضَ

في اسلامهم بعد ان هداهم الله لهذا الدين نهاهم عن اكل الربا اضعافا مضاعفة الالف جنيه مثلا هذا العام يقول له اخر وازيدك في مالك يبقوا الف وخمسمية والعام الذي يليه ان عجز يبقوا الفين - 00:05:59ضَ

والعام الذي يلي ان عجز عن السداد يبقوا تلات تلاف وهكذا اضعافا مضاعفة. ولذلك لما سئل الامام احمد رحمه الله تعالى عن الربا الذي لا يشك فيه عن الربا الذي لا يشك فيه قال - 00:06:25ضَ

هو ان يكون له دين فيقول له اتقضي اه اتقضي الدين في الاجل المتفق عليه ان ازيد عليك اي تزيد فان لم يقض زاده في المال وزاده هذا في الاجل - 00:06:43ضَ

ان لم يقض اي المدين زاده المال وزاد الدائن المدينة في الاجل هذا هو المعروف بربا النسيئة وهذا هو الذي نزلت ايات القرآن الكريم بهذا الوعيد الشديد والتحذير الرهيب في تحريمه - 00:07:06ضَ

والنهي عنه والتحذير منه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله الله اكبر من يقدر على حرب الله - 00:07:29ضَ

ومن يقدر على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالمراد لا تأكلوا الربا حال كونه اضعافا مضاعفة تضاعف بتأخير اجل سداد الدين كما كنتم تفعلون في الجاهلية قد يظن البعض - 00:07:45ضَ

وقال البعض ذلك فعلا الله جل وعلا في هذه الاية لا يحرم الربا الا اذا كان اضعافا مضاعفة فاذا كان الربا دون الاضعاف المضاعفة يجوز اكله. حاشا وكلا حاشا وكل هذا مفهوم خاطئ - 00:08:07ضَ

بل لا تأكلوا الربا حال كونه اضعافا مضاعفة كما كنتم تأكلونه في الجاهلية والله جل وعلا يحذرهم مما كان واقعا بينهم يحذرهم مما كان واقعا بينهم الله سبحانه وتعالى يقول يا ايها الذين امنوا يا من حققتم الايمان بالله لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة كما كنتم تأكلون - 00:08:27ضَ

في جاهليتكم قبل ان يمن الله عز وجل عليكم بهذا الدين العظيم الاسلام يحرم الربا قليلة وكثيرة يقول الصادق الذي قال الله في حقي وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم - 00:08:58ضَ

والعلوم يتفكرون. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يبين ما اجمله القرآن ويفسر ويوضح ما حكاه القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم يقول درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم اشد عند الله من ست وثلاثين زنية - 00:09:19ضَ

ولا حول ولا قوة الا بالله والله جل وعلا يقول فان تبتم فلكم رؤوس اموالكم فقط لا تظلمون اي لا تظلمون اولئك الذين اخذوا المال بالربا ولا تظلمون بنقص رؤوس اموالكم - 00:09:43ضَ

وخذ رأس ما لك ودع هذه الزيادة الربوية المحرمة لا تظلمون ولا تظلمون. ثم قال الله جل وعلا في اية محكمة واحل الله البيع وحرم الربا. الربا كله حرمه ربنا تبارك وتعالى - 00:10:04ضَ

يقول الحق تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة واتقوا الله ايها اتقوا الله في هؤلاء المحتاجين البؤساء الفقراء لا تحملوهم من الدين هذه الاثقال التي تؤرقهم - 00:10:24ضَ

وتنكد عيشهم بالليل والنهار بل وتخرب بيوتهم وتشعرهم بالهم والذل لعلكم تفلحون في دنياكم واخراكم يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي اعدت للكافرين - 00:10:44ضَ

كي لا تكونوا يا اهل الايمان فاولئك الذين قست قلوبهم واستحوذ عليهم الشيطان واعماهم الطمع والجشع والبخل استغلوا حاجة الفقراء والبائسين والمحتاجين اتقوا النار اجعلوا بينكم وبين النار التي اعدت وهيأت للكافرين. اجعلوا بينكم وبينها وقاية - 00:11:17ضَ

وقاية بطاعة الله بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم استحلالكم للربا وغيره من المعاصي والذنوب واعجب لقول بعض اهل العلم قالوا ان هذه الاية اخوف اية في القرآن - 00:11:48ضَ

واتقوا النار التي اعدت للكافرين قالوا هذه الاية اخوف اية في القرآن لان الله جل وعلا اوعد فيها المؤمنين بالنار التي اعدت للكافرين ان لم يتقوه ويجتنب محارمه وقال فريق اخر من اهل العلم - 00:12:13ضَ

بل الاية كلها رجاء الاية كلها رجاء كيف قالوا تقوي وتجدد رجاء المؤمنين في رحمة رب العالمين الذي قال واتقوا النار التي اعدت للكافرين. فجعل النار معدة للكافرين دون المؤمنين - 00:12:40ضَ

هذا من رحمة رب العالمين ثم قال جل جلاله واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ايات جميلة يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي اعدت للكافرين - 00:13:03ضَ

واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون اطيعوا الله والرسول في كل امر وفي كل نهي فلا تأكلوا الربا واتقوا النار لعلكم ترحمون في الدنيا بتقواكم وامتثالكم للامر واجتنابكم للنهي ووقوفكم عند حدود ربكم سبحانه وتعالى - 00:13:26ضَ

لعلكم ارحمون الطاعة سبيل حتمي لرحمة الرب العلي وللفلاح والسعادة والنجاة في الدنيا والاخرة ثم امر الله سبحانه وتعالى اهل الايمان بالمسارعة والمبادرة الى مغفرته جل جلاله لنيل رضوانه والفوز بجنته - 00:13:57ضَ

ويقول سبحانه وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ان يسارعوا الى ما يوجب المغفرة والجنة وذلك بفعل المأمورات والطاعات وترك المنهيات والسيئات ثم وصل ربنا جل وعلا - 00:14:38ضَ

بين المغفرة والجنة وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة ففرق بين المغفرة والجنة لان المغفرة ستر الذنوب والعيوب ومحو العقاب المغفرة من المغفر هو الذي يضعه الفارس على رأسه ليتقي به ضربات السيوف والرماح - 00:15:08ضَ

فالمغفرة ستر للذنوب والعيوب ومحو للعقاب اما الجنة رضوان الله سبحانه وهي ثوابه ولا تتم سعادة الانسان الا بالامرين معا بالمغفرة والجنة بالمغفرة ستر الذنوب والعيوب وبالجنة اي بزوال المكروه - 00:15:38ضَ

وحصول المطلوب الجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر طالب فيها خالقها سبحانه وتعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض - 00:16:12ضَ

هذه صفة عرض الجنة فكيف طولها؟ وفي اية سورة الحديد عرضها كعرض السماء والارض وسابقوا سورة الحديد وسابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض وقد سأل ناس من اليهود - 00:16:39ضَ

عمر ابن الخطاب رضي الله عنه هذا السؤال الذي يتبادر الى اذهاننا جميعا الان فقالوا له يا عمر اذا كانت الجنة عرضها السماوات والارض. فاين تكون النار اذا كانت الجنة عرضها فقط - 00:17:03ضَ

السماوات والارض فاين تكون النار؟ وقال لهم عمر رضي الله عنه ارأيتم اذا جاء الليل اين يكون النهار واذا جاء النهار اين يكون الليل فقالوا ان مثلها في التوراة ومعناه - 00:17:26ضَ

انه حيث شاء الله سبحانه وتعالى والامر امره هو الملك ملكه وقد لا يستوعب العقل البشري قدرة الرب العلي. بل انا اقول ان من يكلف عقله البشري ان يعرف منتهى قدرة الرب العلي - 00:17:48ضَ

كمن يكلف طفلا رضيعا مثلا ان يتسلق قمة جبل الهيمالايا قدرة الله لا حدود لها ولا منتهى لها بل لقد اخرج ابن حبان عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل - 00:18:12ضَ

الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ارأيت جنة عرضها السماوات والارض فاين النار؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام ارأيت هذا الليل قد كان ثم ليس شيء - 00:18:35ضَ

اين جعل قال الله اعلم قال فان الله يفعل ما يشاء سبحانه وتعالى والحديث رواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين وقال الهيثمي في المجمع رواه البزار ورجاله رجال الصحيح - 00:18:50ضَ

وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. اعدت هيأت هيأت للمتقين والاية دليل صريح واضح جدا على ان الجنة مخلوقة الان وهي موجودة الان وقد رأى النبي عليه الصلاة والسلام - 00:19:13ضَ

سدرة المنتهى ليلة الاسراء والمعراج ورأى عندها جنة المأوى كما في الصحيحين من حديث انس في قصة الاسراء بل ورأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة وهو يصلي صلاة الكسوف - 00:19:41ضَ

والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال ان خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث الطويل وفيه وقال عليه الصلاة والسلام اني رأيت الجنة - 00:20:02ضَ

انه مد يده عليه الصلاة والسلام كأنما يريد ان يتناول شيئا ثم كعكع تقهقر تأخر وقالوا يا رسول الله رأيناك فعلت شيئا لم تكن تفعله فقال عليه الصلاة والسلام اني رأيت الجنة. الله الله الله! وهو يصلي في الدنيا - 00:20:25ضَ

اني رأيت الجنة وتناولت عنقودا اي من ثمارها ولو اصبته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم ارى منظرا كاليوم قط افظع اي افظع وابشع واشنع مما رأيت في رواية مسلم - 00:20:49ضَ

من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا قالوا وما رأيت يا رسول الله قال رأيت الجنة والنار - 00:21:14ضَ

حديث في هذا الباب بفضل الله كثيرة جدا وقد ترجم الامام البخاري في صحيحه بابا بعنوان باب ما جاء في صفة الجنة وانها مخلوقة. الله على الترجمة. وعلماؤنا يقولون فقه البخاري في تراجمه - 00:21:35ضَ

او فقه البخاري في تراجمه ترجمة هذه الترجمة البليغة بابا بعنوان باب ما جاء في صفة الجنة وانها مخلوقة هذا معتقد اهل السنة وما على العبد المؤمن الا ان يشمر عن ساعد الجد والاجتهاد - 00:21:56ضَ

في طاعة رب العباد وطاعة النبي عليه الصلاة والسلام وان يكف عن المعاصي والذنوب والمحارم لينال هذا النعيم المقيم الدائم العظيم ليفوز بجنة رب العالمين ولينجوع من النار ثم وصف الله سبحانه وتعالى - 00:22:18ضَ

المتقين بخمس صفات وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. اعدت للمتقين. من هم المتقون يا رب؟ تدبر واعرض نفسك على هذه الصفات وسل نفسك متجردا صادقا كم حققت من صفات المتقين - 00:22:42ضَ

وقال سبحانه الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون - 00:23:06ضَ

تعال للصفة الاولى من صفات المتقين بشهادة رب العالمين سبحانه الذين ينفقون في السراء والضراء هذه الصفة الاولى الانفاق في حال الرخاء والشدة في حال السعة والسراء والضيق والعسرة والضراء - 00:23:35ضَ

اتقي ينفق على اي حال والانفاق في السراء والضراء دليل عملي دليل عملي حقيقي على تقوى الرب العلي اخواني الانفاق امر ليس سهلا وليس سيرا الا على من يسره الله عليه - 00:24:04ضَ

فالمال عزيز على صاحبه وقد جبلنا جميعا بلا استثناء على حب المال وتحبون المال حبا جما فمن الذي اذا وسع الله عليه؟ ومن الله عليه ينفق وهو في غاية السخاء - 00:24:37ضَ

وفي غاية الرضا وفي غاية السعادة والفرح ولا يجد صعوبة ولا عنة ولا مشقة ولا حرجا في الانفاق الذي يفعل ذلك فهذا دليل عملي وبشارة له من الرب العلي انه مؤمن تقي - 00:24:59ضَ

وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء امر شاق جدا على النفس البشرية الا اذا ارتقت واطمأنت وعلمت يقينا ان المال مال الله - 00:25:22ضَ

وان الرزق من عند الله تبارك وتعالى وتطهرت وتخلصت من الجشع والطمع والشح والبخل والبطر والطغيان الذي تصاب به النفس في حال السراء والرخاء والغنى وهذه صورة مشرقة ودودة مقابلة لتلك الصورة القبيحة الجشعة المستغلة التي ذكرناها لاولئك الذين ياكلون الربا اضعافا مضاعفة - 00:25:49ضَ

الربا اكل للمال بلا مقابل واستغلال رخيص لحاجة الفقراء والمضطرين والبائسين اما الانفاق في سبيل الله بالزكاة وبالصدقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين عمل ربما تعجز الكلمات على بلاغتها ان تعبر عنه - 00:26:31ضَ

فشتان شتان بين من يمتصون دماء المحتاجين والمضطرين وبين من ينفقون بسخاء ويكرمون الفقراء والمحتاجين. ويكفيهم شرفا ان يقول الله عز في حقهم الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون - 00:26:58ضَ

الصدقة تديم النعم وتدفع النقم وترفع البلاء وتنزل الشفاء وتنجي من الكرب وتطفئ غضب الرب اكرر هذه الكلمات الصدقة تديم النعم وتدفع النقم وترفع البلاء وتنزل الشفاء وتنجي من الكرب - 00:27:27ضَ

وتطفئ غضب الرب اذا الصفة الاولى من صفات المتقين الذين ينفقون في السراء والضراء الساعة والضيق في الشدة والرخاء هو ينفق اما الصفة الثانية من صفات المتقين قال رب العالمين - 00:28:01ضَ

والكاظمين الغيظ. الله ما شاء الله لا قوة الا بالله وانا اقول من نجح وانتصر على نفسه فاخرج المال الذي هو احب شيء اليه استطاع بعد ذلك ان يكظم غيظه - 00:28:29ضَ

وان يملك نفسه والكاظمين الغيظ اصل الكظب الامساك وحبس الشيء الامساك على ما في النفس من غيظ وحنق الاصفهاني يقول الغيظ اشد الغضب الغيظ اشد الغضب فكظم الغيظ ان يتجرعه - 00:28:50ضَ

وان يتحمل وان يصبر على اسبابه واثاره وهذا بلا ريب دليل على عزيمة صادقة وارادة راسخة على قهر النفس وترك العادة وفي الحديث الصحيح الذي رواه احمد وابن ماجه والبيهقي من حديث ابن عمر بالله تدبره - 00:29:34ضَ

بالله تدبر فما اروعه وما اجمله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من جرعة اعظم اجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله. الله اسمعوا الحديث مرة ثانية - 00:30:04ضَ

ما من جرعة اعظم اجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله ما اكثر الاسباب التي تغيظ والتي تؤلم وما اشنع وابشع الكلمات وما اشنع وابشع التهم - 00:30:27ضَ

التي تكال في الليل والنهار لاهل الفضل واهل الخير. فمن يكظم غيظه ويمسك هذا الغضب والالم ولا يبوح بكلمة لا ترضي الرب سبحانه. فضلا عن فعل يغضب الله جل جلاله هذا اجره. ما من جرعة اعظم - 00:30:50ضَ

اجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله لانه قهر نفسه الامارة بالسوء النفس يا اخواني وخواتي مجبولة على حب الانتقام بل وعلى رد العدوان هذا امر جبلي - 00:31:13ضَ

بل وعلى المجازاة بالاساءة لمن اساء ما دام الانسان قادرا على ذلك فاي خلق جميل هذا حين يقزم الانسان غيظه واه لو انضم الى كظم الغيظ العفو وتجلل جمالا وفضلا - 00:31:34ضَ

بالاحسان. لذا قال ربنا في الصفة الثالثة المتقين والعافين عن الناس العفو مرتبة اعلى من كظم الغيظ وربما يكظم المرء غيظه على مكر وحقد وضغينة اما العفو وهو التجاوز عن الذنب وترك المؤاخذة عليه مع القدرة على الانتقام - 00:31:58ضَ

بل ويسامح المسيء هذا خلق نبيل جدا وكرم في التعامل قل من يقدر عليه. وقل من يتبوأ سنامه. ولذا جعل الله جل وعلا اجر العافين عن الناس اجرا عظيما في لفتة قرآنية بديعة - 00:32:23ضَ

بين سبحانه انه لا يعلم اجر العافين عن الناس الا الله. فقال سبحانه فمن عفا واصلح فاجره على الله وقال سبحانه وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم. فالجزاء من جنس العمل. فمن عفا عن الخلق - 00:32:44ضَ

عفا عنه الله جل جلاله. ومن صفح عن الخلق صفح عنه الله جل جلاله. ومن غفر للخلق غفر الله جل وعلا له. وفي الحديث الذي رواه مسلم وغيره من حديث - 00:33:07ضَ

ابي هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا ثم وصف الحق جل جلاله المتقين بصفة رابعة اعلى - 00:33:22ضَ

من صفة العفو الا وهي الاحسان وقال سبحانه والله يحب المحسنين في لفتة قرآنية بديع ان الاحسان لم يأت معطوفا على الصفات السابقة بل جاء بهذه الصياغة القرآنية البليغة تمييزا له عن غيره. بكونه - 00:33:41ضَ

في اعلى المراتب لانه محبوب الى الله سبحانه وتعالى. ويا له من شرف تخجل ورب الكعبة امامه العبارة مهما كانت بلاغته وفصاحتها ان ينال اولئك المتقون المحسنون الى الخلق الخالق جل جلاله ومحبة الله للعبد اعظم مراتب القرب - 00:34:04ضَ

واعم درجات الفضل والاجر. فاولئك المتقون في اموالهم المنفقون في السراء والضراء محسنون اولئك الذين يكظمون غيظهم ويعفون عن الخلق مع قدرتهم على المؤاخذة ورد الاساءة محسنين والله جل جلاله يحب المحسنين. ومن اهل علم من قال وهذه الاخلاق - 00:34:29ضَ

هي اكمل احوال المتقين. وهذا من مقامات الاحسان. ثم قال جل جلاله والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الصفة لنعيش معها في اللقاء المقبل ان شاء الله - 00:34:59ضَ

والله تعالى اسأل ان يجعلني واياكم من المتقين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله اصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مجلس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى - 00:35:25ضَ

ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا كوثر فانهل لتروي ظلت الظمآن. هدي الكتاب مع حبيبي المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:35:55ضَ