Baheth

قلوب بين اضلاع البرايا وتكمن خلفها فمن قلب كمثل الصخر قاسي وقلب صار معتلا مري بوسعه الا الشكايا. وقلب وكن مثل السراج والمشتات ما بين الحنان والمشكات ما بين الحنان. الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين صلى علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي - 00:01:00ضَ

ولا زلنا بحول الله وطوله وتوفيقه ومدده نتحدث عن انواع القلوب تحدثت في اللقاءات الماضية عن القلب السليم وشروط سلامة القلب وصفات القلب السليم في القرآن الكريم ثم تكلمت عن النوع الثاني وهو القلب الميت - 00:01:24ضَ

وتعرفنا على حقيقة القلب الميت وعلى اهم صفات القلب الميت التي ذكرها ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم تعالوا بنا من الليلة لان الوقت داهمنا جدا والموضوع طويل تعالوا بنا لنتعرف على القلب الثالث - 00:01:48ضَ

والنوع الثالث من انواع القلوب الا وهو القلب المريض ما هو القلب المريض؟ وما هي علاماته؟ وما هي صفاته وما هي الاسباب التي تؤدي الى مرض القلب لكن قبل ان نتعرف على - 00:02:13ضَ

القلب المريض وصفاته تعالوا بنا لنتعرف على معنى المرض في اللغة والاصطلاح الصلة وثيقة بين معنى المرض لغة واصطلاحا وبين مرض القلب يقول ابن منظور في لغة العرب المرض هو السقم - 00:02:39ضَ

وهو نقيض الصحة ويصيب الانسان والحيوان على السواء وهو حالة من النقصان تعتري الانسان او الحيوان ولذلك يقال بدن مريض اي ناقص القوة وقلب مريض اي ناقص الدين خلاصة هذا التعريف اللغوي ان المرض - 00:03:04ضَ

له معنيان المعنى الاول انه اسم يطلق على ما يصيب البدن من العلل والنقصان والضعف الذي يخرجه عن حد الصحة والعافية والمعنى الثاني ان المرض اسم يطلق على ما يصيب الانسان في دينه - 00:03:32ضَ

كالجهل والجبن والبخل والنفاق وغير ذلك من الرذائل الخلقية هذا هو التعريف اللغوي لمعنى المرض طيب هل للمرض تعريف في الاصطلاح لا يختلف كثيرا التعريف الاصطلاح عن التعريف اللغوي لمعنى المرض - 00:03:53ضَ

فالمرض اصطلاحا هو ما يعرض للبدن فيخرجه عن حالة الاعتدال الخاص به وهو نوعان مرض جسمي ومنه قوله تعالى فمن كان منكم مريضا مريضا هذا مرض جسمي والمعنى الثاني مرض خلقي كالرذائل - 00:04:19ضَ

المعروفة كالنفاق والرياء والكبر والعجب وغير ذلك ومنه قوله سبحانه وتعالى في قلوبهم مرض وزادهم الله مرضا وقد وردت مادة المرض في القرآن الكريم اربعا وعشرين مرة على ثلاثة اوجه - 00:04:42ضَ

وقد وردت مادة القرآن مادة المرض في القرآن الكريم اربعا وعشرين مرة على ثلاثة اوجه. الاول مرض البدن ومنهم قوله تعالى فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك - 00:05:03ضَ

يبقى مرة طول بدن النوع الثاني الشك ومنه قوله تعالى واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم المراد بالمرض هنا الشك. والريبة والنوع الثالث من انواع المرض الفجور - 00:05:24ضَ

ومنه قوله تعالى يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وكل عضو من اعضاء الانسان اعضاء البدن خلق من اجل ان يؤدي وظيفة محددة - 00:05:46ضَ

وعملا معينا مرض هذا العضو ان يتعذر عليه ان يقوم بالوظيفة التي من اجلها خلق فمرض اليد مثلا ان يتعذر عليها ان تقوم بوظيفتها ومرض العين ان يتعذر عليها ان تقوم بوظيفتها - 00:06:14ضَ

ومرض اللسان ان يتعذر عليه ان يقوم بوظيفته وهكذا ومرض القلب خلي بالك بقى ومرض القلب ان يتعذر عليه ان يتعرف على ما خلق من اجله وما خلق له من معرفة الله - 00:06:40ضَ

ومحبته والشوق الى لقائه والانابة اليه لان العبد اخواني واخواتي اذا عرف كل شيء في الكون ولم يعرف ربه سبحانه فوالله لم يعرف شيئا يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون - 00:07:02ضَ

فمن عرف كل شيء ولم يعرف ربه ما عرف اي شيء والله لو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله والانس به والشوق الى لقائه - 00:07:28ضَ

ورب الكعبة لم يظفر بنعيم قط فمن عرف الله احبه واخلص العبادة له وقد يمرض القلب ويشتد مرضه وصاحبه لا يدري لاشتغاله او انشغاله او انصرافه عن معرفة اسباب مرض قلبه - 00:07:50ضَ

فضلا عن الدواء والعلاج وقد يمرض القلب وصاحبه لا يشعر بمرضه ولذلك علامات كثيرة جدا كجهله بربه تبارك وتعالى اعراضه عن الله وعن الاخرة تهالكه على الدنيا وغفلته عن الذكر وجرأته على المعاصي في الخلوة والجلوة - 00:08:30ضَ

انتهاك حرمات الله دون ان تؤلمه جراحات القبائح ومرارة الذنوب والمعاصي او ان يوجعه ويؤلمه جهله بالحق والهدى ولا تبكيه اية ولا تؤثر فيه موعظة ولو كانت بليغة وهو قلب - 00:09:03ضَ

متشرب الشهوات وقابل للشبهات فليستوحش من مجالسة الصالحين والاخيار والابرار والاطهار ويسعد ويأنس جدا بمجالسة العصاة والمذنبين والمنتهكين لحدود رب العالمين والمتجرئين على الله ومرض القلب يا اخواني واخواتي اصعب بكثير واخطر بمراحل - 00:09:35ضَ

من مرض البدن لان غاية مرض البدن ان يفضي بصاحبه الى الموت واما مرض القلب وقد يفضي بصاحبه الى خسران الدنيا والاخرة وامراض القلوب نوعان لا ثالث لهما امراض تتعلق بالجوارح وامراض تتعلق بالعقول - 00:10:17ضَ

شهوات وشبهات لا ثالث لهما شهوات وشبهات اذكر لي اي مرض يخطر لك على بال نستطيع ان ندرج هذا النوع من انواع الامراض تحت هذين الاسمين شبهات او شهوات او العكس شهوات - 00:10:46ضَ

او شبهات وقد جمعهم الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى في حديث الصحيح الذي رواه احمد والطبراني والبيهقي والبزار عن ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما اخشى عليكم - 00:11:11ضَ

شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى. وفي لفظ ومضلات الفتن اكرر الحديث قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى انما اخشى عليكم شهوات الغي نغيظ الظلم والتجاوز والتعدي والاعتداء - 00:11:33ضَ

انما اخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم وموديلات الهوى وفي لفظ ومضلات الفتن الغي والضلال يجمعان سيئات بني ادم الغي والضلال يجمعان سيئات بني ادم الانسان كما قال ربنا - 00:11:55ضَ

انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولة فبظلمه يكون غاوية الاعتداء والتعدي وبجهله يكون ضالا انه كان ظلوما جهولا - 00:12:21ضَ

وكثيرا ما يجمع الانسان بين الغي والضلال في قلوبهم مرض فزادهم الله مرض فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم يجمع بين الاعتداء وبين الضلال فامراض القلوب يا اخواني واخواتي نوعان شهوات وشبهات - 00:12:46ضَ

وهما مرضان في غاية الخطورة اذا تمكنا من القلب كان سبب مرضه وهلاكه وموته والمعصوم من عصمه الله والموفق من وفقه الله والمخذول من خذل اعاذنا الله واياكم وقد ذكرت قبل ذلك حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:09ضَ

في صحيح مسلم وقد وصف فيه القلب المنكوس وقال عليه الصلاة والسلام تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا. يعني فتنة فتنة فاي قلب اشربها فيه نكتة سوداء واي قلب انكرها - 00:13:35ضَ

نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين قلب اسود مرباد اختلط بياضهم عسواده كالكوز مجخيا اي مقلوبا منكوسا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه - 00:13:57ضَ

النوع التاني هو قلب ابيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض الفتن التي تعرض على القلوب هي اسباب مرضها وهي فتن الشهوات والشبهات لا ثالث لهما وهذان المرضان الخطيران - 00:14:21ضَ

قد ذكرهم ربنا تبارك وتعالى في القرآن في مواضع كثيرة منها قوله عز وجل كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوة واكثر اموالا واولادا استمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم باخلاقهم - 00:14:42ضَ

وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون الله تبارك وتعالى في هذه الاية العظيمة يذكر اصلين خطيرين لامراض القلوب اولهما الاستمتاع بالخلاق الاستمتاع بالطلاق ومتضمن لنيل الشهوات - 00:15:08ضَ

التي تمنع الانسان من امتثال الامر واجتناب النهي والوقوف عند الحد والاصل الثاني الخوض بالشبهات الباطلة بلا علم لان فساد الدين اما ان يكون باعتقاد الباطل والتكلم به واما ان يكون بالعمل بخلاف العلم الصحيح من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:15:47ضَ

فساد من جهة الشهوات وفساد من جهة الشبهات ونظرا لخطر هذين المرضين وخطر هاتين الفتنتين الكبيرتين انا اود ان اقف معهما وان اذكر بشيء من التفصيل مرض الشهوة ومرض الشبهة - 00:16:19ضَ

وان اتوقف بعد ذلك عن اسباب هذين المرضين الخطيرين من الشهوات والشبهات من امراض القلوب قبل ان نتعرف على علاج هذه الامراض من كلام ربنا وكلام نبينا صلى الله عليه واله وسلم - 00:16:57ضَ

تعالوا بنا من اللقاء المقبل لنعيش مع هذين المرضين الخطيرين لنبين اسبابهما وعلاجهما قبل ان اتكلم بصفة عامة عن امراض القلب. انا اود ان اقف مع مرض الشبهة وان ابين معنى الشبهة - 00:17:22ضَ

ومع مرض الشهوة نبين معنى الشهوة. واذكر علاج الشبهات واذكر علاج الشهوات في نفس الموطن حتى لا ينسى المسلم والمسلمة ثم بعد ذلك اذكر بصفة عامة علاج امراض القلوب تعالوا بنا من اللقاء القادم باذن الله تبارك وتعالى - 00:17:45ضَ

لنستهل الحديث عن مرض الشهوة وعن معنى الشهوة لغة واصطلاحا واسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظنا واياكم بحفظه من الشهوات والشبهات وان يطهر قلوبنا من كل ما لا يرضيه وان يرزقها نور الايمان واليقين والتوكل والانابة والتفويض والاحسان - 00:18:09ضَ

انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم السلام عليكم ورحمة الله مثل السراج والمشكاة ما بين وقلب ناصع يقظ سليم بفطرته - 00:18:37ضَ

تجملت السجايا فثبت يا اله العرش قلبا منيرا - 00:19:17ضَ