بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الا هادي له - 00:00:01ضَ

واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله عبده المصطفى ونبيه المجتبى العبد لا يعبد الرسول لا يكذب اللهم صلي وسلم عليه - 00:00:32ضَ

وعلى اله واصحابه ومن سلف من اخوانه من المرسلين وسار على نهجهم واقتفى اثرهم واحبهم وذب عنهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الجمع الكريم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته - 00:00:57ضَ

ومغفرته سبحانه ومرضاته اللهم لك الحمد على ما انعمت به علينا من هذه النعم وما اوليتنا اياه من هذه المنن حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضاه الكلام ايها الجمع الكفيئة ايها الجمع الكريم - 00:01:21ضَ

على ايات الصيام وقد سمعتم وتأملتم ما جاء في فرضه وفي شهوده وتنقل الحكم على تخيير المريض والكبير بين الصيام وبين الاطعام وما كان من شأن الصيام اولا ان المخاطبين به مخيرون - 00:01:52ضَ

بين ان يصوموا او يطعم حتى استقر امر الصيام لمن يستطيعه في قول الله جل وعلا فمن شهد منكم الشهر فليصمه بالايات بعدها يقول الله جل وعلا احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم - 00:02:19ضَ

هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر - 00:02:44ضَ

ثم اتموا الصيام الى الليل ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها امر الله جل وعلا بالاكل والشرب حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر - 00:03:06ضَ

وهذا الموضع هو دليل وجوب امساك الصائم عن الطعام والشراب عامدا اخذ من هذه الاية وبه اصل معنى الصوم وهو الامساك عن الطعام وعن الشراب وعن الجماع وعن سائر المفطرات - 00:03:32ضَ

من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس وفي قوله جل وعلا وكلوا واشربوا امر يفيد الاباحة لانه في معنى الامر بعد الحظر ومن قواعد اهل الاصول ان الامر اذا جاء على بابه فهو للوجوب ما لم يصرفه صارف - 00:03:56ضَ

فان جاء ما يصرفه فالغالب ان الامر مخرجه مخرجا الندب والاستحباب فاذا جاء الامر بعد الحظر او في معنى الحظر فان الامر يدل على الاباحة ففي قول الله جل وعلا - 00:04:26ضَ

واذا حللتم فاصطادوا ليس امر للمحرمين بالحج والعمرة ان يصيدوا بعد حلهم من احرامهم وانما هو اذنهم. الاذن لهم بالصيد بعد ما كان محظورا عليهم بهذا الاحرام وكذلك الصيام ان الصائم - 00:04:46ضَ

يمسك عن الطعام وعن الشراب والجماع وكل هذه من المباحات في هذا الجزء من الوقت وهو نهار رمضان وجوبا بعد ذلك اذن له بالاكل والشرب فالامر هنا امر اباحة لا امر الزام - 00:05:09ضَ

ومن تأمل في مفسدات الصيام السبعة وجد انها في اصلها مباحة الطعام والشراب وقضاء الوتر من الاهل هذه امور مباحة والاستقاء امر مباح والحجامة على القول بانها مفطرة مباحة وربي جل وعلا تعبدنا بترك المباحات في نهار رمضان - 00:05:34ضَ

وحال الصوم لتتأدب وتتهذب ايها المؤمن الطائع العابد لربك بترك المحرمات في في نهار رمضان وفي ليله وفي رمظان وفي غيره ونظير هذا يرعاكم الله في محظورات الاحرام ومحظورات الاحرام كم هي - 00:06:05ضَ

كم المحظورات يا اخواني محظورات الاحرام تسع محظورات هي حلق الشعر وتقليم الاظافر ولبس المخيط المفصل على البدن وتغطية الرأس ومس الطيب وعقد النكاح والمباشرة مع الانزال دون الفرج والجماع - 00:06:32ضَ

وقتل الصيد البري المتوحش اصلا هذه التسع في حقيقتها مباحة لم يحرمها ربي وانما حضرها الله على المحرم ليتأدب على امر الله ويتطوع لامره سبحانه وتعالى بالامتثال والانقياد فمحظورات الاحرام في الحج والعمرة - 00:07:07ضَ

كمفسدات الصيام في نهار رمضان وفي كل صيام اصلها مباحة ولكن ربي تعبدنا بتركها طواعية له وتترك هذه المباحات عبودية لله تترك المحرمات في رمضان وفي غيره في حال صومك وحال فطرك - 00:07:34ضَ

عبودية وطواعية لربك سبحانه وتعالى ولما نزلت هذه الاية في جزئها وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر استشكل ذلك بعض الصحابة من الانصار واستشكلها عدي بن حاتم الطائي - 00:07:57ضَ

سيد طي رضي الله عن جميع الصحابة والقرابة فربطوا عند رؤوسهم حبلين عقالين اصل انعقاد الحبل الذي تعقل به الابل حتى صار العقال على رؤوس الناس زينة لا من اصل - 00:08:24ضَ

وظعه انه لربط هذه البهائم ربطوا عند رؤوسهم عقالين ابيظ واسود فكانوا اذا ميزوا بينهما طلع الصبح عندهم فبدأ امساكهم في صومهم انما ذلك الى نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:08:46ضَ

فقال انك لعريض القفا ليس ما ذهبتم اليه انما هو بياض النهار مع سواد الليل وفي هذا التشبيه بلاغة واي بلاغة لما سمى الله جل وعلا الفجر بالخيط الابيض وسمى - 00:09:10ضَ

الليلة بالخيط الاسود وهذا يعرفه من سبر الفجر ونظر اليه فان نور الفجر يعترض في الافق الشرقي من الشمال الى الجنوب خيطا ابيظ فوقه خيط اسود هو سواد الليل وتحته سواد الافق - 00:09:33ضَ

فلا يزال في انفجاره واتساعه الى ان يغيب اولا سواد الافق ثم يغيب ثانيا سواد الليل ثم اتموا الصيام الى الليل الى اي ساعة يصوم الصائمون هل يصومون الى الساعة الثانية عشرة ليلا - 00:09:54ضَ

اذ بعدها الواحدة صباحا كما تأثر بذلك الكثير بالنظام الغربي في التوقيت؟ او يصومون من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس يصومون الى غروب الشمس هذا اليوم الشرعي في ديننا - 00:10:15ضَ

يبدأ من طلوع الفجر الصادق الى الكاذب وهو وقت صلاة الفجر الى غروب الشمس اي سقوط القرص في الافق فيغيب بالكلية هذا هو اليوم في شرعنا ليس اليوم ينتهي في الساعة الثانية عشرة ليلا - 00:10:38ضَ

ويعدون بعدها الواحدة صباحا هذا توقيت غربي انطلى على المسلمين فاثر عليهم في مفهومهم للعبادات وقد صبرنا في سنين في مرمى الجمرات واذا ازحم ما يكون المرمى في الساعة الثانية عشرة ليلا - 00:10:58ضَ

تدرون لم لانه يأتي بزعمه يرمي لهذا اليوم الثاني عشر وينتظر قليلا ليرمي لليوم الثاني الساعة الواحدة صباحا بزعمه تشكل بهذا التوقيت فاثر عليه في عبادته. فلم يصح منه الرمي - 00:11:19ضَ

لليوم الثاني الساعة الواحدة ليلا والحالة هذه ثم قال جل وعلا ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد رسالة في الاية في اولها قصة سرمة الانصار ويأتي الكلام عليها ولكني اعجل ها هنا - 00:11:36ضَ

لما كان كثير منكم معتكف في بيت من بيوت الله بالتنويه على احكام هذا الاعتكاف وبيان مقاصده فان الاعتكاف ايها الاخوة ليست رحلة مع الزملاء او كشتة في المسجد وانما هو عبادة - 00:11:58ضَ

ياتي بيان مقصدها والتنبيه عليه قال الله جل وعلا ولا تباشروهن يعني نسائكم من زوجاتكم وما يلحق فيها من ملك اليمين وانتم عاكفون في المساجد العكوف والاعتكاف هو على اقسام ثلاثة - 00:12:22ضَ

القسم الاول اعتكاف شركي والقسم الثاني اعتكاف بدعي محدث والقسم الثالث اعتكاف شرعي سني فاما القسم الاول وهو الاعتكاف الشركي فمن دلائله ما جاء في السنن من حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه - 00:12:47ضَ

قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم الى حنين اي بعد فتح مكة ونحن حدثاء عهد بشرك او بجاهلية وحنين في اول طريق الطائف من جهة الشرائع ومن جهة وادي نخلة - 00:13:19ضَ

طريق السيل قال فمررنا على سدرة للمشركين مررنا على سدرة المشركين يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم شاهد يعكفون عندها فانهم يعكفون عند هذه السدرة وهي شجرة متميزة في هذا الوادي - 00:13:41ضَ

الذي شجره طلح او سمر فهذه السدرة متميزة باراقها واتساعها اعتقدوا فيها فعكفوا عندها يعكفون عندها وينوطون يعلقون بها اسلحتهم فاعتكافهم عندها واناطة اسلحتهم بها يرجون البركة يرجون فيها ما يأملونه من هذه الشجر - 00:14:08ضَ

يقال لها ذات انواط لكثرة ما فيها من التعاليق تجاوزناها ومررنا على سدرة اخرى وقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط اجعل لنا ذات انواط - 00:14:38ضَ

يشابهون اهل الشرك ولو ظاهرا كما لهم ذات انواط وقال صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة - 00:15:01ضَ

فان قوم بني اسرائيل لما نجاهم الله جل وعلا من عدوهم فرعون وملأه فاغرقهم تجاوزوا فاول ما دخلوا على قرية لهم فيها اصنام والهة قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة - 00:15:24ضَ

قال انكم ايش باطل ما ان هؤلاء مكبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون وقال صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الذين هم حدثاء عهد بجاهلية الله اكبر انها السنن - 00:15:45ضَ

قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون ان هؤلاء ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون ومن اللطائف - 00:16:07ضَ

في هذا الاستدلال ان الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مر المدينة ودرس على عالمين كبيرين من علمائها الشيخ ابن سيف النجدي الفرضي الشيخ محمد حياة السندي وقف الشيخ السندي محمد حياة - 00:16:26ضَ

مع تلميذه محمد بن عبد الوهاب امام مواجه قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهما يسمعان الناس يصطلحون يسألون رسول الله المدد وقضاء الحوائج وايتاء الولد فسأل الشيخ السندي تلميذه - 00:16:54ضَ

محمد ابن عبد الوهاب ما تقول في هؤلاء فاقتبس هذه الاية من الف لام ميم صاد الاعراف قال ان هؤلاء مكبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون هذا النوع الاول - 00:17:14ضَ

اعتكاف شركي ويتكرر في هذه الازمان المتأخرة تكررا كثيرا كمن يعتكف عند المقامات والمزارات والاضرحة ومشاهد الاولياء يعكف عندها يرجو بركتها ويرجو خير هذا الولي بزعمه فهذا الاعتكاف مع الرجاء شرك - 00:17:31ضَ

النوع الثاني اعتكاف بدعي وصوره عديدة منها في هذا المقام بمثالين الاول كمن يعتكف لله عند ضريح من الاضرحة او عتبة من العتبات او عندما زار او عند قبر لصالح من الصالحين - 00:17:58ضَ

اعتكافه لله لكنه عند هذا المقام وعند هذا الضريح فهذا اعتكاف بدعي هو من وسائل الشرك بالله جل وعلا بهذا القبر المعظم الذي اعتكف عنده وهذا المقام الذي خصه به - 00:18:24ضَ

ومن الاعتكاف البدعي ايضا من يعتكف في بيته رجلا كان او امرأة فليس البيوت مواضع للاعتكاف نعم صلاة المرأة في جوف بيتها خير لها من صلاتها في المسجد بل خير لها من صلاتها عند باب الكعبة - 00:18:42ضَ

هذه الصلاة اما الاعتكاف فلا اعتكاف في البيوت لا للنساء للرجال لان الاعتكاف انما هو في المساجد النوع الثالث الاعتكاف الشرعي الاعتكاف المشروع وهو اعتكاف في المسجد ومعنى الاعتكاف اللزوم لزوم الشيء لزوم المكان - 00:19:06ضَ

وقد عرف الفقهاء رحمهم الله الاعتكاف فقالوا هو لزوم مسجد طاعة لله لزوم المسجد فلا يخرج منه الا للحاجة طاعة لله جل وعلا في لزومه لهذا المسجد اذا المساجد بيوت الله جل وعلا - 00:19:32ضَ

وفي هذا التنويه الى حقيقة الاعتكاف لا الى مجرد صورته فان الاعتكاف خلوة من هذا المعتكف بربه الذي يعتكف له يخلو بربه تذكروا ذنوبه فيؤوب ويتوب الى الله منها يتذكروا - 00:19:55ضَ

رجاء ثواب الله ونواله ويعظم رجاؤه بربه ويزداد حسن ظنه به تذكروا ما اعد الله كرامة لاوليائه من انواع النعيم في الجنان وتطمح نفسه الى ذلك رجاء مع الله وينظر الى ما اعد الله عذابا - 00:20:18ضَ

وعقابا لاعدائه في النيران فيخشى ربه ويخافه خوفا عظيما هذا حقيقة الاعتكاف خلوة بالله ولهذا جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت صلى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:20:42ضَ

صلاة الصبح ثم دخل معتكفاه دخل معتكفة لان من مقاصد الاعتكاف ومقصده خلوة هذا المعتكف بالله وفيها جواب لسؤال يتكرر في من ينتظر الصلاة او يصلي الفجر ثم ينتظر طلوع الشمس - 00:21:03ضَ

لو غير من مكانه فتأخر او مشى فهو ما دام في المسجد يصدق عليه انه في مصلاه وفيه الحديث حديث ابي امامة الباهلي الذي رواه بعض اهل السنن والامام احمد - 00:21:26ضَ

في روايات يشد بعضها بعضا من صلى الفجر ثم قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس ويصلي ركعتين له اجر عمرة تامة تامة تامة ما المقصود بالمصلى كل المسجد لك مصلى ايها الجالس - 00:21:44ضَ

بدليل انه صلى الله عليه وسلم لما صلى الفجر دخل معتكفه ومعتكفه في اخر المسجد في جهته الشمالية دل على ان المسجد كله له مصلى وهذا الاعتكاف في لزوم مسجد لطاعة - 00:22:04ضَ

نوعان من حيث حكمه فنوع واجب ونوع مستحب متأكد الاستحباب وهذا المستحب انواع كما يأتي بيانها فاما الواجب فهو الاعتكاف اذا كان ناشئا عن نذر نذره النادر ان يعتكف فيجب عليه ان يفي بنذره - 00:22:28ضَ

فهذا الاعتكاف الواجب في انشائه ويستدل له فيما رواه الامام البخاري في صحيحه عن عمر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اني نذرت ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام - 00:22:53ضَ

في الجاهلية اي انشأ النذر النذر قبل ان يسلم وقال صلى الله عليه وسلم لعمر اوف بنذرك امره بان يفي بنذره وان كان اوقعه وانشأه قبل ان يسلم فهذا هو النذر الواجب - 00:23:14ضَ

وفيه الاعتكاف يكون واجبا بنذره والله جل وعلا يقول وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه في اية الانسان يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا - 00:23:34ضَ

وفي الصحيحين من حديث ام منا عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطعه فهذا امر بالوفاء بنذر الطاعة من نذر ان يطيع الله فليطعه - 00:23:53ضَ

ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه النوع الثاني نذر متأكد مستحب متأكد وهو ما يصنعه وتصنعونه في اعتكافكم في العشر الاواخر من رمضان تأسيا واقتداء بما استقر عليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:13ضَ

فقد كان يعتكف عشرة ايام من رمضان حتى كان اخر رمضان اعتكف عشرين يوما العشر الوسطى ثم قال لاصحابه من كان معتكفا فليعتكف العشر الاواخر فاعتكف العشر الاواخر عليه الصلاة والسلام - 00:24:40ضَ

وصار ذلك الاعتكاف سنة مؤكدة ليست سنة مطلقة بل مؤكدة لانه في سنة من السنين اعتكف العشر الاواخر فنظر فاذا في اخر المسجد قبب فسأل ما هي قيل لامهات المؤمنين - 00:25:00ضَ

وترك الاعتكاف تلك السنة في رمضان وقضاه من شوال فلما قضى هذا الاعتكاف دل على تأكده وشدة استحبابه كما في ركعتي الفجر القبلية من لم يصلها شرع له ان يصليها - 00:25:20ضَ

بعد الفجر او بعد طلوع الشمس وهو افضل وكذلك صلاة الوتر من فاتته من ليلة شرع له ان يقضيها من النهار من بعد ارتفاع الشمس الى قبل الزوال هي قضية شفعا لا وترا - 00:25:38ضَ

والاعتكاف بهذه الصفة سنة مؤكدة لمن حقق فيه هذا المعنى في خلوته بربه جل وعلا والاعتكاف وهو لزوم المسجد طاعة لله لا يلزم منه ان يكون المسجد مسجدا جامعا المسجد تؤدى فيه الفروض - 00:25:57ضَ

واذا جاءت الجمعة خرج وادى الجمعة مع المسلمين ثم رجع وعاد الى معتكفه واما الاعتكاف في المساجد الثلاثة في مكة وكل مكة مما هو داخل حدود الاميال حرم كلها حرام - 00:26:18ضَ

والاعتكاف في مساجدها كلها في مساجد مكة كلها نعم الاعتكاف في المسجد الذي فيه البيت العتيق افضل كما ان الصلاة فيه افضل وان كانت الصلاة مضاعفة في جميع مكة مما هو داخل حدود الحرم - 00:26:38ضَ

في عموم قول الله جل وعلا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من اين من المسجد الحرام وقد اسري به صلى الله عليه وسلم من بيت ام هانئ بنت عمه ابي طالب في الشعب في شعب ابي طالب - 00:27:00ضَ

في قول الله جل وعلا عن المشركين فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا فلا يجوز للكافر والمشرك ان يدخل الى النسيم مثلا او الرصيفة او العزيزية او النزهة او الخالدية او الهجرة - 00:27:20ضَ

لان كل هذا حرم وليس الحكم مخصوص فقط في الموضع الذي فيه الكعبة في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في المسجد الحرام - 00:27:39ضَ

بمائة الف صلاة مما سواه وصلاة في مسجدي هذا اشارة الى مسجده في المدينة بالف صلاة مما سواه وصلاة في المسجد الاقصى بخمسمائة صلاة اعاده الله عاجلا غير اجل الى حوزة الاسلام والمسلمين - 00:27:58ضَ

المسجد الحرام يشمل مكة كلها مما هو داخل حدود الحرم ولا يشكل على هذا ما جاء في رواية مسلم في صحيحه صلاة في مسجد الكعبة فان ذكرى مسجد الكعبة داخل في باب ذكر العام - 00:28:19ضَ

باخص اوصافه فان اخص اوصاف الحرم اشتماله على الكعبة نعم الصلاة في مسجد الكعبة افضل لانه البيت العتيق الذي عبد الله عبد الله فيه عبد الله فيه مدة طويلة فماذا على غيره من الاماكن - 00:28:39ضَ

ما جاء في الحديث لا اعتكاف الا في المساجد الثلاثة كلام اهل العلم فيه يتلخص في مسألتين الاولى في الحديث من جهة الثبوت وفي الثانية في الحديث من جهة الدلالة - 00:29:01ضَ

والمقصود في الحديث لا اعتكاف كامل لا انه نفي لجميع انواع الاعتكاف لاعتكاف كامل وتام الا في هذه المساجد الثلاثة والاعتكاف ما حده افضل الاعتكاف واكمله كما اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم - 00:29:17ضَ

العشر الاواخر من رمضان فيبدأ الاعتكاف كما ذهب اليه الجمهور من غروب شمس يوم العشرين الى غروب شمس اخر ايام رمضان اما برؤية هلاله او باتمام رمضان ثلاثين يوما لان المقصود من الاعتكاف موافاة هذه الليلة الشريفة الفاضلة المنيفة - 00:29:41ضَ

ليلة القدر التي من حكمة الله جل وعلا ان ابانها لرسوله صلى الله عليه وسلم اولا ثم اخفاها عنه اخرا فانسيها عليه الصلاة والسلام فهذا مقصود للاعتكاف اخر المقصود الاعظم الخلوة بالله - 00:30:07ضَ

والمقصود الثاني موافاة هذه الليلة الشريفة. الفاضلة خير ليالي العام على الاطلاق ليلة القدر التي من قام العشر كلها ايمانا اي عبودية لله وتوحيدا واحتسابا اي ثوابها واجرها ونوالها من الله - 00:30:31ضَ

غفر الله له ما تقدم من ذنبه قد ذكر بعض الفقهاء وهذا منصوص الحنابلة وغيرهم ان الاعتكاف اقله وهذا القول مرجوح وسبب انه مرجوح امران الاول استئناس بما جاء من حديث عمر. انه اعتكف ليلة في المسجد الحرام - 00:30:51ضَ

في امر النبي صلى الله عليه وسلم له ان يوفي بنذره الذي نذره في الجاهلية والثاني ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يمكثون مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد اكثر من ساعة - 00:31:19ضَ

وكان من شأنه عليه الصلاة والسلام اذا صلى صلاة الصبح يخرج حتى ترتفع الشمس ضحى وهذه مدة طويلة يحدث فيها اصحابه ويسألونه ويعلمهم ولم يأت ما يدل على انهم ينوونها اعتكافا - 00:31:36ضَ

وهو شيء وجد سببه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأمر به ولم يشر اليه اذا ما هو اقل الاعتكاف اقل الاعتكاف والله اعلم انه يوم او اكثره - 00:31:58ضَ

او ليلة او اكثرها فاذا دخل من الظهر نوى اعتكافا الى الليل له ذلك او من المغرب نوى اعتكافا الى ما بعد التهجد قبل قبل طلوع الفجر رجي له ذلك - 00:32:14ضَ

وافظله كما كان يعتكفه عليه الصلاة والسلام كما كان يعتكف في العشر الاواخر وهذا الاعتكاف له مبطلات كما ان له سنن واداب ومن مبطلاته ثلاثة نوه الله عن واحد منها في هذه الاية من سورة البقرة - 00:32:32ضَ

وقال جل وعلا ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد والمباشرة هي الوطء مفسد للمعتكف سواء وطأ في بيته او وطأ في المسجد هذا يفسد اعتكافه. لان الله نهى عن ذلك والنهي يقتضي الفساد - 00:32:56ضَ

ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد وفي هذا قول ناظم شيخ مشايخنا الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله وان اتى النهي الى نفس العمل او شرطه فذو فساد وخلل - 00:33:20ضَ

يفسد الاعتكاف ثانيا كثرة الخروج من معتكفه لغير حاجة يخرج يتمشى يتروض يتبظع في الاسواق يخرج يتقهوى مع الناس خارج المسجد يخرج يزور اصحابه يعودوا المرظى وكثرة الخروج من المسجد لغير حاجة - 00:33:39ضَ

مفسدة للإعتكاف اذا ما الحاجة يقضي حاجته في خلائه ولا يقضى الخلاء في المسجد يأتي بطعامه بشرابه يذهب يغتسل يتوضأ يجدد ثيابه ان لم يأتي له احد بطعامه وشرابه وثيابه - 00:34:05ضَ

فهذا خروج لحاجة المعنى الثالث وانتبهوا له معشر المعتكفين يا من جعلتم الاعتكاف مجالا للسمر السواليف والحديث والانس حتى من الشباب والشباب الصغار من يتواردون على اعتكاف ويجعلون المعتكف محل لسواليفهم وعبثهم ولعبهم وملاحق بعظهم بعظ - 00:34:28ضَ

هذا خروج عن معنى الاعتكاف ومقصده ليس الاعتكاف مجالا لغيبة الناس وسبهم وتعييرهم او القدح في دينهم واعراضهم فان الشيطان حري وحريص على افساد عباداتكم فيأتيكم بمسمى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وذم البدعة واهلها - 00:34:56ضَ

حتى يوقعكم في الغيبة والنميمة والقدح في اعراض الناس في بيت من بيوت الله وكما الحسنة في الحرم معظمة في نفسها كذلكم السيئة مفخمة في نفسها فانتبه اذا جعلت من اعتكافك ميدانا - 00:35:21ضَ

في الكلام مهذارا ومشذارا في عباد الله او اخرجت الاعتكاف عن معناه الى انس باصحابك وضحك وكهكه وقد سئلنا عن من يلعب البلوت وهو معتكف والمقصود من ذلك ان هناك من جره الشيطان - 00:35:45ضَ

وهواه واصحاب السوء الى ان اخرجوا العبادة عن معناها الى معنى اخر من من حظائ انفسهم ومشتهياتها ومن لم يعتكف العشر كلها فيجتهد ولا اقل من انه اذا دخل في العشر - 00:36:08ضَ

عصرا ان ينوي اعتكافا لانه سيبقى في المسجد الى ما بعد التهجد قبل الفجر فينوي ذلك وله عند الله عز وجل ما نواه ومن سنن الاعتكاف ان تضع على لسانك قفلا - 00:36:29ضَ

الا من كلام طيب نفعه وبركته وبره في صحائفك يوم ان تلقى ربك ومن سننه ان تشتغل في القرآن مراجعة وتلاوة وتفهما وتدبرا وعمود التدبر في كلام الله جل وعلا قائم على امرين اساسيين - 00:36:49ضَ

الامر الاول انك اذا قرأت القرآن تقرأه شغفا به انه كلام الله لا كلام البشر وتطرب نفسك ويعظم ذلك اثره في قلبك انك تقرأ كلام الله اعظم كلام وقد سئل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما - 00:37:16ضَ

فقيل يا ابن عم رسول الله ما افضل ما تقرب العباد به قال افضل ما تقرب العباد به الى الله ما خرج منه يعني كلامه القرآن الاساس الثاني في امر التدبر - 00:37:39ضَ

لا ان تحضر معك كتب التفاسير وتشغل نفسك بكلام العلماء وتفاصيلهم في الاحكام وفي وجوه كلام الله ليس هذا مقامه في مقام التلاوة عماد هذا في اصله الثاني انك اذا مررت بايات الرحمة وقفت فسألت الله من فضله - 00:37:56ضَ

واذا مررت بآيات العذاب والوعيد والزجر والتهديد استعذت بالله من ذلك واذا مررت بايات تعظيم الله وتوحيده عظمت الله بقلبك ثم بلسانك هذان هما عمود التدبر الذي يتناسب مع كلام الله - 00:38:21ضَ

واصله ما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في القرآن فاذا مر باية رحمة سأل الله من فضله واذا مر باية عذاب استعاذ بالله من عذابه واستجار الله منه - 00:38:44ضَ

ومما يكدر على الاعتكاف ما ينشغل به المعتكفون في جوالاتهم ومقاطعهم حتى صار هناك ادمان واي ادمان على الجوال ترون من اخواننا من اذا سلم الامام من التراويح لا من التهجد - 00:39:04ضَ

ادخل يده في جيبه ونظر في رسائل الواتس وفي المقاطع وفي الاتصالات ادمان ادمان على مباح يجره الادمان على المستكره ثم الى الحرام اغلق جوالك واعتكف واخلو بربك الا من شيء ضروري - 00:39:23ضَ

الا من شيء تحتاجه لان الاعتكاف عبادة ومن ذلك ايضا من يجعل من جواله في مسجده مقاما للبيع والشراء ولو شراء طعامه وشرابه المساجد ليست للبيع والشراء ولاء الاشدان الضالة - 00:39:45ضَ

وهذا المعنى يتنافى مع مقصد الاعتكاف فان احتجت الى شيء فاخرج خارج المسجد واطلبه من التطبيقات او من الجهة التي تأتي لك بفطورك وعشائك وسحورك انتبهوا لهذا ان يختلجكم الشيطان ايها الاخوة - 00:40:08ضَ

من اهم ما انبه به في الاعتكاف ان المعتكف كحالكم في رمضان في اول يوم وليلة وفي ثانيها عنده همة ثم بعد ذلك يدركه السآمة ويلحقه الملل والكلل كما الناس في رمضان - 00:40:32ضَ

في اول ايامه تمتلئ بهم المساجد يتزاحم فيهم الصفوف ثم تدركهم يدركهم الملل والسآمة وهذا نذير خطر وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:40:53ضَ

خذوا من الاعمال ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا يقابل عبده بمثل ما قابل العبد به في عبادته ربه جزاء وفاقا والجزاء من جنس العمل فان كان العمل حسنا فهل جزاء الاحسان الا الاحسان - 00:41:15ضَ

وان كان غير ذلك فالجزاء من جنس العمل جزاء وفاقا وهذا المعنى يضعف اعني الملل لمن خفت فيه وفي قلبه وفي نفسه مراقبة ربه جل وعلا في هذه العبادة فانه ان راقب الله في العبادة - 00:41:37ضَ

عظمت هذه العبادة عند الله سبحانه وتعالى ولهذا من مقامات العبادة العظيمة مقام الاحسان ما الاحسان هو كمال المراقبة لهذا المحسن لمن احسن اليه ففي اعظم سورها ان تعبد الله كأنك تراه - 00:41:58ضَ

ثم في اقل منها ان لم تصل الى الاولى ان تعبد الله كأنه يراك هذا الاحسان هو في كمال المراقبة لله جل وعلا وليس هذا في صلاة فقط بل في صلاة وفي صيام. وفي زكاة وفي حج وفي اعتكاف وفي قراءة - 00:42:20ضَ

وفي انس بالله جل وعلا وهنيئا لكم ايها المسلمون فقد ادركتم الزمان الفاضل والمكان الفاضل والعبادة الشريفة الفاضلة جمعها الله لكم في هذا المكان في الحرم فالزمان الفاضل رمظان وعشره التي هي افضل - 00:42:39ضَ

ليالي العشر على الاطلاق والمكان الفاضل الحرم افضل البقاع على وجه هذه البسيطة والعبادة الفاضلة صيام في نهار رمضان وقيام واحياء للياليها بالقنوط والصلاة والدعاء وما يشتمل عليه من انواع القرب - 00:43:01ضَ

تحريا وتلمسا لادراك ليلة القدر. التي من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومدار قيامها باربع عبادات الصلاة وافضلها طول القنوت من القيام والتلاوة والسجود والركوع والجلوس - 00:43:26ضَ

ثانيها بالدعاء وفيها الحديث الذي رواه اهل السنن عن عائشة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله ارأيت ان انا وافقت ليلة القدر ما اقول فيها قال قولي يا عائش - 00:43:48ضَ

قولي يا عائشة اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ثالثها في قراءة القرآن يحيي ليله بقراءة كلام الله جل وعلا رابعها في جنس الذكر ومن جنس الذكر هذا الدعاء - 00:44:03ضَ

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد اللهم اجعل اعمالنا واقوالنا ومقاصدنا خالصة لوجهك لاحظ فيها لاحد غيرك كائنا من كان - 00:44:19ضَ

اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا منان يا بديع السماوات والارض نسألك اللهم باسمائك الحسنى وصفاتك العلى وباسمك الاعظم وباسمائك الحسنى وصفاتك العلا وبوجهك الكريم فردوسك الاعلى من الجنة. وان ندخلها بغير حساب ولا عذاب. وان تحل علينا مرضاتك فلا تسخط علينا ابدا - 00:44:38ضَ

ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وذرارينا وولاتنا وجميع المسلمين. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:45:03ضَ