أ.د. علي الشبل | آيات الصيام رمضان 1445
Transcription
لله وكفى صلى الله وسلم على عباده الذين اصطفى ومن سار على نهجهم واقتفى وسلم تسليما كثيرا ابدا دائما محتفى اما بعد فهذا المجلس الخامس في هذه الليلة ليلتي الرابع والعشرين من رمضان - 00:00:01ضَ
في هذا العام عام الف واربع مئة وخمس واربعين من مهاجر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واتماما للمجلس السابق في ما يتعلق بالمنام ورؤيتي هذه الليلة التي يهتم فيها - 00:00:28ضَ
ولها وعليها المؤمنون وامدادا لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما المخرج في الصحيحين ان ناسا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ليلة القدر في السبع الاواخر - 00:00:50ضَ
واخبروا برؤاهم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فقال ارى رؤياكم قد تواطأت على انها في السبع الاواخر فمن كان منكم متحريها فليتحرها في السبع الاواخر من رمضان والحديث له افادات - 00:01:14ضَ
فمنها ان هذا على جهة الغالب لا على جهة القطع انها لا تكون قبلها لما جاء في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انها وقعت في سنة من السنين - 00:01:40ضَ
وقعت ليلة القدر ليلة الحادي والعشرين وهذا من اقوى الادلة على انها ليلة متنقلة ليست بليلة ثابتة ونبينا صلى الله عليه وسلم لم يعبرها في تحديدها بليلة واحدة وانما جعلها على هذا الاصل - 00:01:58ضَ
الذي يتسق مع هذا المقصد الشرعي في اخفائ هذه الليلة على هذه الامة ليجتهدوا ويبذل ويسابق وفي هذا الصدد فان كثيرا مما يؤثر على الناس في هذه الازمان امور المنامات والرؤى - 00:02:23ضَ
والاحلام حتى غدت في تأثيرها على اهلها اشد واقوى من تأثير الادلة الشرعية في قوارعها وفي وعدها ووعيدها وهذا يدل على ضعف الايمان اولا وعلى ضعف العقل ثانيا وعلى تلاعب - 00:02:47ضَ
الشياطين شياطين الانس والجن الذين وصفهم الله بقوله شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فدرهم وما يفترون وتأصيلا لهذا الأمر وتأسيسا عليه - 00:03:11ضَ
فان العلماء رحمهم الله يقسمون المنامات الى ثلاثة اقسام في مقتضى ما دلت عليه الادلة وبما يؤيده من الواقع القسم الاول هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له وهي رؤية مبشرة - 00:03:34ضَ
فيها البشارة وفيها الفرح والحبور وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يبعث هذه الرؤيا الصالحة على يد ملك حتى جاء تسميته في الحديث الصحيح بملك الرؤيا موكل بها - 00:04:04ضَ
وضابطها كما جاء في الحديث يراها المؤمن لنفسه او لغيره وترى له كمن يرى انه في الجنة او يبشر بانه بالجنة انه في الجنة او يراها لاخيه انه في الجنة - 00:04:28ضَ
وهذه الرؤيا مبشرة لا تعدو كونها كذلك فلا يصح اعتقاد تحققها او التعويل عليها وانما هي رؤيا مبشرة مؤنسة لصاحبها او لمن رأيت له وهذه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:48ضَ
في الرؤية الصالحة الا يقصها الا على لبيب ناصح لبيب حيث ذكى وفطنة ولمحة وناصح لا يكون في قلبه شنآن او غيره او تشاحن او حسد لانه يزداد بها حظ نفسه من جهة التحاسد والتباغظ والشحناء - 00:05:17ضَ
ويحمد المؤمن ربه عليها اذا رآها او رؤيت له وفي هذا الصدد يجب ان ينتبه المؤمن ان يغتر برؤيا صالحة رآها او رؤية له يحذر من هذا المدخر من مداخل الشيطان على الانسان - 00:05:46ضَ
والشيطان اعني القرين همه ان يجرك مع حزبه وجند ابليس الى النار ولهذا يستغل منك مواطن الضعف ومنها الفرح ومنها الغضب ومنها الحزن فهذه الثلاث من اكثر مداخل الشيطان على صاحبها شدة الفرح - 00:06:05ضَ
وشدة الحزن شدة الغضب وقد جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على امرأة تبكي عند قبر ابن لها فقال اصبري يا هانتاة واحتسبي قالت اليك عني - 00:06:34ضَ
فانه لم يصبك الذي اصابني فلما اخبرت بانه رسول الله جاءت اليه معتذرة اي على ما صدر منها من قول تجاهه وقال صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة - 00:06:51ضَ
الاولى وفي شدة الفرح ما جاء في الصحيحين في خبر الذي اظل راحلته في فلاة من الارض وعليها طعامه وشرابه اي عليها سبب نجائة فايقن في هلكته فاسند ظهره الى جذع شجرة ينتظر الموت. رفت عيناه - 00:07:10ضَ
فانتبه واذا خطام ناقته التي عليها سبب نجائه يتدلى امام عينيه فاخذه فرحا طربا به ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ فقال كفرا من شدة الفرح - 00:07:36ضَ
وشدة الغضب كما ترونها اذا تغاضب الاثنان او غضب الرجل او غضبت المرأة طلع خرج منه كلام لم يعقله ويتمنى في حال ركوده انه لم يبدو هذا الكلام ولم يظهر منه - 00:07:55ضَ
ولا يهون الطلاق الذي اشغل اهله المفتين به واول ما يعتذر هؤلاء المطلقون بين قوسين المهايطية اول ما يعتذرون بانه بشدة غضب وانه في غضب المقصود ان الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له - 00:08:15ضَ
لا يدخل الشيطان من خلالها فيورثك العجب والغرور والاعتداد بنفسك او توقن بانها شهادة لك بانك من اهل الجنة او من اهل الصلاح او من اهل النجا. انتبه فانك ان استسلمت لهذا اعطيت عدوك - 00:08:37ضَ
رقبتك وبيده سبب حتفك وهذا امام اهل السنة والجماعة الامام احمد بن حنبل في مرضه سمع فظنه سامعوه من ولده انه يهدري في سكرات الموت وهو يقول بعد بعد ثم غشي عليه فلما افاق - 00:08:57ضَ
قال له ابنه يا ابتاه سمعناك تقول بعد بعد فما بعد قال هذا الشيطان جاءني فقال فتني يا احمد خلاص ما لي اليك سبيل اراد ان يؤمن جانبه وان يصيبه - 00:09:25ضَ
العجب والغرور فقال الامام احمد بعده بعد حتى تخرج الروح النوع الثاني من المنامات الحلم وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم الحلم من الشيطان الحلم من الشيطان ليحزن الذين امنوا ان يخوفهم - 00:09:44ضَ
ويرعبهم ويورثهم بهذا الحلم المزعج القلق والخوف والكآبة وهذا الحلم المزعج المؤذي هو الذي يسميه الناس اليوم بالكوابيس وهو الذي يسمى التحزينات والتخويفات وذلك ان الشيطان اذا عجز عن العبد - 00:10:11ضَ
هون له وخطرف له في مناماته كمن يرى انه يسقط من محلات شاهقة او ان السباع وذوات السموم تتبعه وتنهشه او انه يقع في نار الى اخر ذلك فهذه من الشيطان - 00:10:43ضَ
وضابطها انك اذا انتبهت من منامك ذلك تتنفس الصعداء وتقول الحمد لله انه ليس حقيقة وقد ارشدنا صلى الله عليه وسلم في مثل هذا المنام المزعج وفي الحلم الشيطاني الى ستة اشياء - 00:11:05ضَ
وهذه يا اخواني كثيرا ما تكون اذا هم الانسان امر او بعد عن اهله بعض المعتكفين تتوارد عليهم امثال ذلك في منامات اذا استغرقوها لا سيما بعد طعام دسم تتوارد عليه مثل ذلك - 00:11:26ضَ
ارشد صلى الله عليه وسلم في هذه الاحلام الشيطانية المؤذية المزعجة الى ستة اشياء لابد من الاتيان بها جميعا فاولها انه اذا انتبه من نومه امر بان يستعيذ بالله من الشيطان ثلاثا - 00:11:48ضَ
ويستعيذ بالله من شر ما رأى ثلاثا ويتفل عن يساره ثلاثا هكذا اعوذ بالله من الشيطان من شر ما رأيت اعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت اعوذ بالله من الشيطان من شر ما رأيت - 00:12:08ضَ
وتأملوا في هذه الثلاث العياذة بالله عبودية والعياذة بغير الله شرك العياذ بالله عبودية له وبغيره شرك وانه كان رجال من الانس يعوذون اي يطلبون العيادة والليابة يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا - 00:12:26ضَ
ثانيا فيها لجأ ودعاء الى الله بالاستعاذة من الشيطان اولا ومن شر ما رأى ثانيا وفيها التفل عن يساره ترغيما وارغاما وتخشئة بسبب هذا الحلم المزعج وهو الشيطان الامر الرابع - 00:12:53ضَ
ان ينقلب على جهة اخرى على غير الجهة التي انتبه عليها تفاؤلا بان يغير الله حال نومه من حال الى حال كما في الاستسقاء اذا قلب رداءه من حكم ذلك - 00:13:15ضَ
انه يتفائل ان الله يقلب حاله من حال الجدب والقحط الى حال الري والشبع الامر السادس صحيح لا تدربون روسكم يا اخواني الامر الخامس انه اذا تكرر هذا الحلم المزعج - 00:13:33ضَ
في منامه ذلك او في ليال قادمة منامات قادمة قال صلى الله عليه وسلم فليقم وليتوضأ وليصلي ركعتين وضوءه سلاح في الحديث الوضوء سلاح المؤمن يواجه به عدوه وصلاة الركعتين ارغام لسبب هذا الحلم المزعج وهو الشيطان - 00:13:56ضَ
في اوبتك وصلاتك لله جل وعلا الامر السادس وهو المهم واهميته تكمن من اهمال الكثيرين له حتى اشغلوا المشايخ وغيرهم بنشدتهم عن هذه الاحلام المزعجة المؤذية الامر السادس قال صلى الله عليه وسلم - 00:14:25ضَ
ولا يحدثن بهذا احدا فانها لا تضره باذن الله مفهوم الحديث في مخالفته ان تحدث بها اهتم لها اولا قد تضره ضررا نفسيا او ضررا اخر لانه القى لها بال - 00:14:50ضَ
وهذه الاحلام ما اسرع ما تنساها لا سيما اذا اتيت بهذه الاسباب الستة التي ابانها نبينا صلى الله عليه وسلم ووضحها لنا ومن هذا النوع ما يحصل الجزم واليقين به في تحديد ليلة القدر في الازمان المتأخرة - 00:15:12ضَ
هي من هذا الباب كيف وهي غير محزنة وغير مخوفة لانها تصرف الجمهور ممن يرخي لها ذهنه ويسلم لها عاطفته وقلبه عدم الاهتمام في الليلة بالليالي قبل هذه الليلة المنصوص عنها في تعبيراته وتهوكاتهم والليالي التي بعدها - 00:15:36ضَ
وهذا مما يخدم الشيطان ويحقق مأربه في صرف الناس عن عبادة الرحمن والتعرض برحماته ونفحاته واني اعجب ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي منامه وحي يوحيه الله اليه - 00:16:04ضَ
وهو الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام لم لم يعبر للصحابة انها ليلة كذا وكذا ويحددها لهم بانه الذي اريها ثم انسيها ليبقى الامر اجتهاد المسلمين في العشر الاواخر ان يطلبوا هذه الليلة ويدركوها - 00:16:26ضَ
وقد بلغ اهتمام العلماء في هذه الليلة اهتماما عظيما حتى ذكر الحافظ ابن حجر في شرحه لحديث ليلة القدر انه ذكر فيها ستة واربعين قولا لاهل العلم وما ذلك الا من حفاوة العلماء - 00:16:48ضَ
واهتمامهم وبذلهم هذا الفقه في هذه الليلة وتحري ادلتها كما الشأن ايضا في ساعة الاجابة في يوم الجمعة ثم يتوارد وتأتي هذه الوسائل بانواعها فتشيع الامر وتذيعه حتى يكون عند الناس كالمسلم وهو - 00:17:11ضَ
لا يعدو ان يكون من الكذب ومن الشائعات التي لا اساس لها انها ليلة كذا ينقلها هؤلاء يتواردونها فينعكس ذلك عليهم في تصورهم وفي اعتقادهم اهتمامهم بها وتركهم ما قبلها وما بعدها - 00:17:35ضَ
النوع الثالث من هذه المنامات ما يسمى عند العوام بالخرابيط وتسمى في الشريعة باضغاث الاحلام وهذه غالبا تأتي في عدة مناحي فمنها ما يورث احتلاما لصاحبه كان يرى انه يطأ ذات محرم منه - 00:17:57ضَ
عمته خالته اخته بنته وكذا المرأة ايضا ترى ذلك من ذي محرم منها ويحصل في هذا الاحتلام انزال فهذه من اضغاث الاحلام ليس لها اثر ولا تعبر بل هي من اضغاث الاحلام - 00:18:22ضَ
ومنها كذلك ما يهتم به المهتم في ليله فينعكس ذلك عليه في منامه عنده اختبار عنده سفر عنده امر يقوم به ينعكس ذلك على منامه ومنها اذا اكل اكلا دسما - 00:18:42ضَ
ثم نام بعده الغالب انه ينعكس من ذلك في منامه الاحلام لا ينظر اليها ولا يلتفت لها ولا يسأل عنها ولهذا من اهل العلم ومنهم شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله - 00:19:00ضَ
يرى ان المنام نوعين ان المنام نوعان اما حلم من الشيطان مؤذي ليحزن الذين امنوا واما انه رؤيا صالحة ولقد سألت رحمه الله عن هذه التي يذكرها العلماء بابغاث الاحلام - 00:19:20ضَ
قال ترجع اما الى هذا او الى هذا والمسألة سهلة والحمد لله بقي الامر المهم وهو اننا لا نبني ديننا ولا عقيدتنا ولا على تشريع اعمالنا وعباداتنا على المنامات ولو رآها الصلحاء - 00:19:40ضَ
ولو رآها الاخيار وانما غاية ما يكون في هذه الرؤيا الصالحة يراها المؤمنون او ترى لهم ان تكون مبشرة مؤنسة لا ينبني عليها لا اعتقاد ولا تشريع وهذا اصل فارق بين طريقة ومنهج اهل السنة والجماعة - 00:20:01ضَ
وطريقة اهل الاهواء والبدع عوام الخوارج يبنون دينهم واعتقاداتهم واعتقاداتهم على هذه المنامات يتكرر ذلك جيلا بعد جيل وقد اخبرتكم بحادثة الحرم في وقت جهيمان فان من اسبابها ما توارد ان فلان ابن فلان - 00:20:24ضَ
محمد ابن عبد الله هو المهدي فظنوها عقيدة وبنوا عليها هذا التجرؤ وهذا الشطح في استحلال حرم الله ومنع المصلين منه ما تعلمون من نحو اسبوعين يقابلهم كذلك دهماء وعوام المتصوفة - 00:20:46ضَ
الذين من دينهم ومن زكاتهم طلب الكرامات ولهذا طلبوا الكرامات بامرين بالخوارق والمخارق الشيطانية حتى وراجت بينهم سوق الشعوذة والسحر الاستعانة بك بالشياطين وكذلك لعب الشياطين الشياطين بهم في مناماتهم واهوائهم - 00:21:08ضَ
حتى يظنوا انهم من اولياء الله ومن عباده فبنوا هذا على انها مواجيد او انها كشوفات او انها فيوضات من الله عز وجل على هذا الذي يظن ويزعم انه ولي فيصدقها ويبني عليها اعتقاده ويبني عليها عمله - 00:21:35ضَ
المؤمن يا ايها الاخوة كيس فطن هكذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم وواء سفاه من اناس ليسوا بالقليلين اشبه ما يكونون بكيس قطن بالكيس قطن لا يفهم ولا يتعلم - 00:21:57ضَ
ولا يرد عن نفسه هذه السهام التي يرشقه بها شياطين الانس وشياطين الجن وامران اذا راجا بين الناس وغلوا فيهما افضى بهما ذلك الى الكهانة والسحر في باب الرقية من غير اهلها - 00:22:18ضَ
حتى تكون كما ترون فيها ما فيها من استعانة بالجن وطلب للدنيا وبالرفعة وعطف انظار الناس اليهم وباب اخر هو باب التعبير والعلم في المنام علم يدرس ويتعلم لا انه مجرد ما يكون بالتجربة والتخرص - 00:22:39ضَ
والظنون التي يصدقها هؤلاء فيدخلون فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وعيدا من امر الكهان قد اخبر ان الكاهن من الكاهن انه العراف انه الذي يتكلم بالمغيبات يتكلم بتسعة وتسعين كذبة - 00:23:03ضَ
وبصدقة واحدة من وراءه يسمع له من الدهماء والعوام والطغام لا يلتفتون الى كذباته التسعة والتسعين وانما ينظرون الى الصدقة الواحدة. الم يخبرنا انه يقع كذا وكذا قطن الى صدقة واحدة - 00:23:28ضَ
واهمل اعدالها من تسعة وتسعين كذبة هذا الامر يتكرر الان عند فئام من هؤلاء المعبرين وفئام من هؤلاء الرقاة وقد وفق الله الدولة الى مكافحة هؤلاء وتتبعهم صيانة لعقيدة الناس ودينهم - 00:23:48ضَ
وحفظا لاموالهم والا ففيها من انواع الابتزاز بالمال ما ترونه وتلحظونه كيف تكون القراءة المركزة بهذه القيمة في عسل ولا في ماء ولا في دهن وقراءة غير مركزة بدت القراءة كأنها اسيد. وحامل الكبريت - 00:24:12ضَ
هذا من العبث لماذا لانهم تاجروا بالقرآن وتاجروا بالدين عند هؤلاء الدهماء. ويأتي المريض وذووه يتعلقون بالهدبة يتسببون بذلك وليس هؤلاء اعني المتطببين من جهة والمتطبب بهم من جهة اخرى - 00:24:31ضَ
وكذلك الخاضعون لهؤلاء علقوا مهجهم وقلوبهم بالله جل وعلا الذي مسبب الاسباب والذي امره بين الكاف والنون والذي لا يعجزه سبحانه شيء في الارض ولا في السماء لو انهم علقوا امالهم بالله - 00:24:55ضَ
طلبا لما عنده ورجاء لثوابه خوفا من بلاءه سلموا في دينهم وسلمت لهم دنياهم في انفسهم وهذا ان وسعت دائرته في امر اخر في اهتماماتنا في الدنيا واهتمامنا في الاخرة - 00:25:16ضَ
والله لو اننا نهتم لاخرتنا كاهتمامنا لدنيانا كحرصنا على هذه الدنيا لا اكثر لكن بالتساوي لاصلح الله لنا دنيانا واخرتنا ولكن لعبت علينا اهواءنا وشياطيننا ورغباتنا فغلبنا العاجلة على الآجل والدنيا على الاخرة - 00:25:35ضَ
واخذت منا مأخذها وجماع هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه بعض اهل السنن في قوله عليه الصلاة والسلام ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس - 00:26:01ضَ
يحبك من الناس لانك لم تنافسهم على دنياهم ومناصبهم واموالهم ومشتهياتهم ومن كانت الدنيا همه جعل الله عز وجل فقره بين عينيه ولم ينل من الدنيا الا ما كتب له طار في السماء ولا غاص في الارض - 00:26:22ضَ
ومن كانت الاخرة همه جعل الله عز وجل قلبه جعل الله غناه في قلبه وادخله جنته نسأل الله الكريم الواسع من فظله هذا الامر اخذ هذا المأخذ من حيث التأصيل والتفريع والتمثيل - 00:26:45ضَ
لان البلوى للاسف الشديد قد عمت به ولا نحصي من يسأل عن ذلك ويشغل المشايخ بالسؤال عنه حتى كان ما كان انت ايها الحريص وانت ايتها الموفقة الحريصة اذا اردتم - 00:27:03ضَ
هذه الليلة الشريفة فهي دونكم مضى منها ثلاث ليال وهذه الليلة ليلة الرابع والعشرين وبقي ما شاء الله منها اجتهدوا فيما بقي كما بذلتم فيما كما بذلتم فيما مضى ومن قامها ايمانا واحتسابا بايمان صادق - 00:27:23ضَ
ونية خالصة فهو مدركها لا محالة نوقن بذلك اخبرنا بها به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يكن في التفاتك واهتمامك ان تذهب تستتبع الشمس كيف تخرج في صبيحتها - 00:27:44ضَ
اذ هذي العلامة لا تفيدك فان كنت مفرطا في ليلها زادتك ندامة واسفا انها فاتتك ولكن اجتهد واحرص واقل ذلك الا يفوتك قيام الامام يقوم معه حتى ينصرف لقد جاء - 00:28:05ضَ
في السنن واللفظ للنسائي من حديث ابي ذر رضي الله عنه انهم قاموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وقام بهم ليلة الثانية وقام بهم صلى الله عليه وسلم الليلة الثالثة - 00:28:30ضَ
في كل قيام اطول من ذي قبله ثم ترك ذلك ان يقوم بهم مخافة ان تفرض القيام عليهم ثم قال صلى الله عليه وسلم مبشرا صحابته وهي بشارة لعموم امته - 00:28:47ضَ
ايما امرئ في لفظ ايما رجل قام مع الامام حتى ينصرف احتسب له قيام ليلة اللفظي الثاني عند احمد وغيره كتب له قيام ليلة فهذه بشارة ولتكن هذا الحد الادنى في قيامك - 00:29:05ضَ
ثم بعد ذلك اشتغل بما يفتح الله عليك من الدعاء صلاة قراءة القرآن الابتهال لان خصوصية ليلة القدر ليست في الصدقات وليست في الطواف طواف العمرة وليست في الصلة والبر وانما خصوصيتها - 00:29:23ضَ
بما قاله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. يشمل القيام الصلاة وطول القنوت فيها ويشمل الذكر - 00:29:46ضَ
واعظمه الدعاء والضراعة والابتهال الى الله سبحانه وتعالى وكذلك ايها الموفق ليكن بين عينيك وفي اهتمامك انك اذا دعوت لنفسك ان تعم بدعائك والديك واخوانك المسلمين ولك فيها من الفضائل العظائم عند الله - 00:30:06ضَ
من نحو قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه بعض اهل السنن الترمذي وغيره ما من مسلم يدعو لاحد من المسلمين الا كان له بكل مسلم حسنة والحسنة اقل مضاعفاتها كم - 00:30:32ضَ
في عشر فلو قلت اللهم اغفر لي ولجميع المسلمين. وفي نيتك المسلمين من اول الزمان الى اخره كم يا ترى ياتيك من الخيرات والحسنات في شيء يسير رتب الله عليه هذه العظائم - 00:30:52ضَ
والفضائل من الاجور وايضا ما روى احمد وغيره باسناد صحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الميت ليرفع في قبره درجة - 00:31:09ضَ
فيفرح فرحا عظيما لا تسعه الدنيا بمن فيها كانه اعطي الدنيا وفرحه اعظم من ذلك انقطع عمله ويقول مما هذا يا ربي فيقال هذا من استغفار ابنك الصالح لك اذا دعا الابن لابيه - 00:31:26ضَ
او الولي لوليه واستجاب الله الدعوة نفع الله المدعو له نفعه الله بها في في قبره انقطع عمله يتمنى ان يبذل كل ما يستطيع يرجع الى الدنيا يسبح تسبيحة واحدة - 00:31:48ضَ
او يركع ويسجد سجدة واحدة واصله في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث - 00:32:10ضَ
اول ما ذكر ماذا ولد صالح يدعو له ولد لانه احنى واعطف واحن على والديه ووصفه بالصلاح لان الصلاح عنوانه بذل النفع والخير لنفسه ولغيره يدعو له ولهذا اعظم ما ينتفع به الميت - 00:32:24ضَ
اعظم ما ينتفع به الميت وهو ايسره عليك ايها الحي الدعاء وها هنا مسألة لها علاقة بهذا الاصل وهي ما هي الاعمال التي تنفع الميت من عمل الحي هي ستة - 00:32:48ضَ
كما جاءت في الادلة اولها وانفعها وايسرها عليك ايها الحي وانفعها للميت الدعاء ولاجله شرعت صلاة الجنازة فحقيقة هذه الصلاة ومقصدها شفاعة من الاحياء المصلين على هذا الميت المجندل امامهم - 00:33:06ضَ
في صحيح مسلم حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت فيقوم عليه اربعون لا يشركون بالله شيئا في رواية يقوم عليه مئة - 00:33:27ضَ
صلي عليه مئة من المسلمين الا شفعهم الله عز وجل فيه ثانيا مما ينفع الله الميت من عمل الحي قضاء الديون عنه في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:33:42ضَ
قال قدمت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم جنازة فتقدم ليصلي عليها ثم وقف ثم رجع القهقرة عليه الصلاة والسلام ثم التفت فقال اعليه دين وقالوا عليه ديناران يا رسول الله - 00:33:59ضَ
فقال تقدموا فصلوا على صاحبكم فبطن لذلك صحابي جليل هو ابو قتادة الانصاري رضي الله عنه ما اسم ابي قتادة ها يا عبد الله ها الحارث ابن ابن ربيعي الخزرجي الانصاري رضي الله عنه - 00:34:19ضَ
قال هما علي يا رسول الله لئلا تفوت هذا الميت صلاة النبي عليه باشار صلى الله عليه وسلم برأسه اي نعم فتقدم فصلى عليه فسأله من الغد اديتهما عنه؟ قال لا يا رسول الله - 00:34:43ضَ
ثم لقيه فسأله ااديتهما عنه؟ قال نعم. قال الان بردت عليه جلدته لم؟ لان قضاء الديون من ذويه او من غيره ينفع الميت من عمل الحي ثالثا صيام الواجب الثابت في ذمته. من قضاء رمضان - 00:35:00ضَ
او كفارات لا صيام النافلة فانه ينفع الله به الميت ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وعليه صوم صام عنه وليه - 00:35:21ضَ
وعليه اي وجب عليه صوم فخرج به صيام النفل وخصه الامام احمد رحمه الله بصيام بصيام النذر ونكمل الثلاثة الباقية بعد الاذان ان شاء الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله - 00:35:38ضَ
اشهد اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح - 00:36:39ضَ
حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله لا اله الا الله الامر الرابع الذي ينتفع به الميت من عمل الحي الحج عنه سواء حج فرض او حج نافلة - 00:38:25ضَ
في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان امي نذرت ان تحج فلم تحج حتى ماتت افاحج عنها - 00:39:38ضَ
قال ارأيت لو كان على امك دين اكنت قاضيته الله فالله احق بالوفاء الامر الخامس او السادس الخامس مما ينفع الله به الميت من عمل الحي العمرة عنه تشمل عمرة الواجب - 00:39:53ضَ
وعمرة النفل بعموم حديث ابي رزين العقيل اليماني رضي الله عنه قال حج عن ابيك واعتمر حج عن ابيك واعتمر كم هذه السادس مما ينفع الله به الميت من عمل الحي الصدقة عنه جنس الصدقة - 00:40:13ضَ
لما في الصحيحين من حديث سعد ابن مالك وسعد ابن عبادة رضي الله عنهما انهما قال يا رسول الله ان امي افتتت نفسها واظنها لو تكلمت تصدقت افتصدقوا عنها؟ قال عليه الصلاة والسلام - 00:40:36ضَ
تصدق عنها خرج العلماء عليها امرا سابعا وهو الطواف لان الطواف بعض نسك في الحج وفي العمرة يصح استقلاله السعي والوقوف بعرفة والمزدلفة لا يصح الا مع النسك اما الطواف يصح مع النسك ويصح في غيره - 00:40:53ضَ
فقالوا ان الطواف يلحق هذا هذا الحج والعمرة لانه بعضه وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح واورثنا واياكم مرضاته. وختم لكم لنا ولكم بخاتمة السعادة وجعلنا واياكم من اهل الفردوس الاعلى من الجنة. نسأل الله ذلك بوجهه الكريم - 00:41:18ضَ
وباسمه الاعظم لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وولاتنا وذرارينا لجميع المسلمين والمسلمات سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله - 00:41:42ضَ