Transcription
ما شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله اللهم صلي وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن والاه. ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم واحبهم عنهم الى يوم لقاه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ايها الجمع الكريم يقول الله - 00:00:03ضَ
جل وعلا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ويظل الله الظالمين يفعل الله ما يشاء. هذه الاية فيها هذه المنة العظيمة. في تثبيت الله لمن امن - 00:00:43ضَ
بعد منته عليهم بان هداهم للايمان. فان من هدي للايمان نالته هذه المنة الالهية العظمى التي لا اعظم منها من منة. فان اعظم المنن واجلها ان جعلنا الله عز وجل من - 00:01:03ضَ
عباده المؤمنين ومن عباده الموحدين. ومن هذه النعم ان يثبت الله من امن على ايمانه حتى يموت فتكون له الخاتمة الحسنة خاتمة اهل السعادة بخلاف من لم ثبتهم الله فماتوا على خاتمة اهل الشقاوة. تلكم الخاتمة السيئة. وهذه الاية استدل بها - 00:01:23ضَ
اتى بها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء ابن عازب رضي الله عنهما الذي رواه السنن الامام احمد وغيره في اوسع احاديث عذاب القبر ونعيمه. فانه ما ذكر صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا مات جاءه ملكان فاقعده فيسألانه اربعة - 00:01:53ضَ
اسئلة من ربك؟ وما دينك؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ السؤال الرابع وما وعند ابي داوود وما يدريك فيقول المؤمن ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد وصلى الله عليه وسلم. فاذا قيل وما علمك وما يدريك؟ قال قرأت كتاب الله فعرفته. هذا تثبيت الله - 00:02:23ضَ
للذين امنوا في الحياة الدنيا. هي بالنسبة للاحياء في الدنيا. اما لهذا الذي مات فهو في اول منازل الاخرة وتثبيت اخر اعظم منه يثبت الله جل وعلا هؤلاء المؤمنين الذين ختم الله لهم بخاتمة - 00:02:53ضَ
في الايمان يوم لقاه. في العرصات عند السؤال وعند الوزن وعند دلهام الامور في الموقف العصيب. اهل الايمان مثبتون بتثبيت الله له. وهذا الثبات ايها الاخوة لا يتحصل بالاماني ولا بمحض الرغبة حتى تقوم مقوماته التي اعظمها - 00:03:13ضَ
ما ذكر الله فيه في وصف اهلها يثبت الله الذين امنوا ان يكون من المؤمنين والذين امنوا في هذه اية تشمل الذين اسلموا لان الاسلام والايمان اذا ذكر احدهما في النص اجتمع - 00:03:43ضَ
على الثاني فمن اسلم لله اي اذعن واخلص له بالتوحيد وانقاد له بطاعته وتبرأ وخلص من الشرك ومن اهله هو ممن ثبتهم الله. والثبات لا يكون في اول الامر حتى - 00:04:03ضَ
ليستديم عليه ويموت عليه. وكلكم تقرأون في صلواتكم سرا وجهرا. اهدنا الصراط المستقيم انتم مهديون. لكن ما معنى تكرار طلبكم هذا الامر؟ لتثبت على هذا هذه الهداية على هذا الايمان والا تزل ولا تنحرف. والهلكى كثيرون لكن النجاة النجاة - 00:04:23ضَ
قليلون. ولهذا ايها الاخوة اعظم اسباب الثبات واوعبها وادومها هو هذا الايمان وهذا الاسلام ولا سيما في اركانه العظام ومبانيه الكبار يثبت عليها المؤمن يجاهد نفسه ويحاسبها الا يفرط او يتخاذل عنها. فانه ان كان كذلك رجي له هذا - 00:04:53ضَ
المقام العظيم مقام الثبات. ودون هذا الثبات امور. فمنها الثبات على طاعة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب اذا عمل العمل اثبته ومعنا اثبته اي داوم عليه. وهذا الذي يحبه الله من عمل عبده. فان الله لا يحب كثرة العمل. كما قال - 00:05:23ضَ
جل وعلا ليبلوكم ايكم احسن عملا ولم يقل اكثر عملا. انما العبرة بالثبات على العمل والاستمرار عليه ولو كان يسيرا. سل نفسك يا رعاك الله، ما العمل الذي استمر عليه سواء من النوافل المتبعة للفرائض. لا تكن كهذا المنبت. الذي يجول ويصول مع - 00:05:53ضَ
عواطفه فهذا المنبت لا ظهرا ابقى ولا ارضا انقطع. اما المؤمن فانه يثبت ولو كان على عمل يسير وهذا وصف امكم عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا عمل - 00:06:23ضَ
قيل عملا اثبته اي ادام عليه وبهذا الدوام يحب الله من عبده ذلك لماذا لانه اذا انساق مع عاطفته فما اسرع ما يمل. والملل في العبادة مستكرة قال صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عنه خذوا من الاعمال ما تطيقون. فان الله لا يمل حتى تملوا - 00:06:43ضَ
وهذا فيه قاعدة الثواب والجزاء ان الثواب والجزاء من جنس العمل. ومن اسباب الثبات ايها الاخوة الولوغ في هذا الدين برفق. لا بشطط واندفاع غير منضبط. انما بلين رفق وبعلم وهدى. قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين متين. فاوغلوا فيه برفق - 00:07:13ضَ
ولن يشاد الدين احد الا غلبه. والخوارج والغولات دخلوا في الدين شدة فما اسرع ما مرقوا منه وخرجوا منه. كما وصفهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فنسأل الله لنا ولكم - 00:07:43ضَ
ثباتا على دينه وان يختم لنا ولكم بخاتمة اهل الايمان وبخاتمة اهل السعادة وينزلنا من العلى من الجنة. نحن واياكم ووالدينا ووالديكم ومشايخنا وولاتنا اخوانا على سرر متقابلين. صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله - 00:08:03ضَ
واصحابه اجمعين هذا سائل يسأل عن فضل واهمية التركيز على حفظ القرآن خصوصا في هذه الازمنة حفظ القرآن مقصود لغيره. اذا كان معه التفقه به والعمل به. واذا كان تلاوته وقراءته قضاء الليل والنهار بالترنم به. فهذا في القرآن - 00:08:33ضَ
فضيلة كما قاله عليه الصلاة والسلام لما من اصحابه رضي الله عنهم فقال لابي موسى عبدالله ابن لو رأيتني وانا استمع الى قراءتك البارحة. قال لو علمت ذلك يا رسول الله لحبرته لك تحبيرا - 00:09:13ضَ
لا انه بهذا يرجو مدحة رسول الله او يرائي تحسين قراءته وتحبيره النبي عليه الصلاة والسلام. ولكن ليدخل السرور على قلبه وادخال السرور على النبي هي من من الطاعات وهو القرآن اذا جعله الانسان هجيره وانسه ومفزعه في وقت القلق - 00:09:33ضَ
والاضطراب وانشغال الناس بالدنيا كان ممن نال هذه الرتب في عنايته بكلام الله وليس المقصود مجرد الحفظ. بل التلاوة والتدبر. والوقوف على ما في القرآن من العبر واعظم ما فيه توحيد الله. والحذر من الشرك به. يقرأ راجيا ثواب الله خاشيا - 00:10:03ضَ
سخط فاذا مر بمواضع الرحمة وقف عندها وبكى وسأل الله من فضله واذا مر بمواضع العذاب خشي انه يقع عليه استعاذ بالله من ذلك كما كان في هديه عليه الصلاة والسلام والله اعلم - 00:10:33ضَ
هذا السؤال كيف يبدأ المسلم في طلب العلم وبماذا يبدأ؟ ذكرنا جملة منه في الدرس قبل قبل ذلك في محاضرة المغرب وازيد بيانا انه يبدأ بالمهمات في اهم ما يحصل - 00:10:53ضَ
اليه في دينه. في معرفة توحيد ربه. في الشهادتين بالذات يعرف معناهما. يعرف اركانها. يتعرف على نواقضها وما ينافيها. ثم في الصلاة يعرف كيف يصلي. في اوقاتها واركانها وواجباتها. ثم يكمل في ذلك في مستحباته. في ذات الصلاة وفيما يتبعها من النوافل - 00:11:13ضَ
ومثله في بقية اركان الاسلام. ثم يبدأ شيئا فشيئا. جاء مالك ابن الحويرث واخوه. الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان شابين لم يتزوجا. فلازماه عليه الصلاة والسلام ثلاثا وعشرين ليلة - 00:11:43ضَ
فرأى رغبتهما في انقلابهما الى اهليهما. فحثهما عليه الصلاة والسلام. ان اذا حضرت الصلاة يؤذن احدكما ولامكما اكبركما. هذا العمل بالعلم. ثم يزداد في هذا التحصيل بملازمة اهل العلم يأخذ منهم ما تيسر. وهنا في هذا العلم يأتي انقطاع. ويأتي - 00:12:03ضَ
ثابت المنبت الذي يريد العلم كله جملة واحدة. لا يتدرج فيه لا يأخذ منه شيئا فشيئا هذا منبت لا علما يحصل ولا رتبة يقطعه كالمنبت. اما الذي يأخذ العلم شيئا فشيئا - 00:12:33ضَ
بحسب ما يحتاجه على اهل العلم الثقات. المعروفين به. فيأخذ منهم بقدر هذا يحصل ويثبت مع تحصيله. وقد رأينا وسمعنا من اهل الشذوذ ممن اوتوا ذكاء فمن اعظم اسباب انحرافه وعدم ثباتهم وتتبعهم الشذوذ بالاقوال والانحراف في الطريق - 00:12:53ضَ
هو انهم لم يأخذوا العلم باصوله ولا عن اهله المعتبرين. ومن ذلك ان يكون امام هذا ويعول ويعتمد على فهمه وذكائه وفطنته. فهذا ما اسرع ما يزل ولا يثبت. من كان - 00:13:23ضَ
كتابه كان خطأه اكثر من صوابه. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين استغفر الله - 00:13:43ضَ