Transcription
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:06ضَ
واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله عبده المصطفى ونبيه المجتبى فالعبد لا يعبد كما الرسول لا يكذب. فاللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه من سلف من اخوانه من المرسلين. وسار على نهجه واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا - 00:00:30ضَ
اما بعد عباد الله فاني اوصيكم ونفسي بتقوى الله. فاتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون ايها المؤمنون ان من اصول الايمان الستة واركانه العظيمة الايمان بكتب الله المنزلة - 00:01:00ضَ
وذلك ان الله جل وعلا انزل كتبا على انبيائه ورسله منها ما علمناها وهي خمس ومن منها ما لم نعلمه فالايمان بهذه الكتب ايمان بالله سبحانه وتعالى وايمان بصفته لان - 00:01:23ضَ
انه المتكلم بها وايمان بوحيه وايمان بما اتى رسله عليهم الصلاة والسلام وهكذا رسل الله. منهم من يكلمه الله جل وعلا. ومنهم من يرسل اليه رسولا. ومنهم من يلهمه الهاما - 00:01:43ضَ
والذين كلمهم الله بكلامه بغير واسطة هم ابونا ادم وموسى عليه وموسى كليم الرحمن ومحمد صلى الله صلى الله عليه وسلم كلمهم الله جل وعلى بلا واسطة. لكن من غير ان ينظروا الى وجهه سبحانه وتعالى - 00:02:05ضَ
ومن كتب الله المنزلة المنزلة يا عباد الله. كتب الله المنزلة هي صحف ابراهيم. انزلها على خليله ابراهيم وصحف موسى وهي التوراة والزبور المنزلة على داوود واتينا داود زبورا والانجيل على عيسى ابن - 00:02:30ضَ
مريم واخرها المهيمن عليها الناسخ لها وهو افضل كلام الله. كلام الله القرآن وهو الفرقان الحكيم ومن الايمان بهذه الكتب الايمان بعلوه سبحانه وتعالى. لان الله انزلها والانزال انما يكون من - 00:02:50ضَ
من علو الى سفل ومن الايمان بها الايمان بصفة الكلام له جل وعلا. يتكلم بما يشاء اذا شاء كيفما يشاء لا نعلم كيفية كلامه. ومن انكروا كلام الله جل وعلا. انكروا صفته في هذا في هذا التكليم - 00:03:13ضَ
وانكروا علوه وانكروا رسالته. بل جحدوا لله الكمالات. كما قال جل وعلا في اية سورة الانعام وما قدروا الله حق قدره. اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء. قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى - 00:03:36ضَ
فمن انكر كلام الله او انكر تنزيله وعلوه فانه لم يقدر الله حق قدره. وبالتالي لم يؤمن به ونظير هذه الاية ما جاء في اخر سورة الزمر في تعداد صفاته جل وعلا في قول الله جل وعلا وما - 00:03:56ضَ
اسألوا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما وجاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال جاء حبر من احبار اليهود الى النبي صلى الله عليه - 00:04:16ضَ
وسلم فقال يا ابا القاسم انا نجد ان الله يضع السماوات على اصبع نجده اي في كلام الله المنزل التوراة على موسى انا نجد ان الله يضع السماوات على اصبع ويضع الارض على اصبع والجبال على اصبع - 00:04:36ضَ
على اصبع وسائر الخلق على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر ثم قال وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويا - 00:04:56ضَ
بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات والذكر الحكيم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه - 00:05:16ضَ
والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اعظاما لشأنه. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله داعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سلف من اخوانه وسلم تسليما كثيرا - 00:05:47ضَ
اما بعد عباد الله ان مقتضى الايمان بالكتب الايمان بما اشتملت عليه من تعريف بالله سبحانه وتعالى الايمان به والايمان برسله جميعا والايمان باحكامه المنزلة في كتبه. وان من الايمان بالكتب تعظيم - 00:06:10ضَ
هذا القرآن هذا الذي جعله الله جل وعلا وحيا وحجة وبرهانا على صدق نبينا صلى الله عليه وسلم اتدرون كيف ذلك يا عباد الله؟ لما انزل الله القرآن انزله بهذا اللسان العربي البين الواضح - 00:06:30ضَ
لسان عربي مبين وتحدى به بلغاء وفصحاء العرب الذين هم اصح الناس السنة واصحهم قلوب تحداهم ان يأتوا بمثله. فعجز الانس والجن على ان يعارضوه. قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن - 00:06:50ضَ
لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. اي ولو كان بعضهم لبعض معينا. ثم نزل التحدي الى ان يأتوا بعشر سور من مثله مفتريات. فعجزوا عن ذلك ثم نزل التحدي الى ان يأتوا بسورة واحدة من مثله - 00:07:10ضَ
وعجزوا عن ذلك. فقال جل وعلا في اوائل سورة البقرة وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا. فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين. هذا القرآن حجة الله جل وعلا على عباده. وهو معجزة - 00:07:30ضَ
صلى الله عليه وسلم الباقية الى اواخر الزمان. حتى اذا زهد الناس بكلام الله القرآن. فلم يعملوا به فبيتحاكموا اليه ولم يحكموه في شؤونهم وخصوماتهم ومنازعاتهم. ولم يرجعوا اليه فيستقوا منه هداهم. وانما - 00:07:50ضَ
ذلك بالقوانين بالقوانين المستوردة وبالسلوم والعوائد القبلية. وهجروا القرآن فلم يعملوا به ولم يقرأوه. الا في المناسبات كان حريا ان يرفع عنهم القرآن فيفتحوا مصاحفهم في اخر الزمان فيجدونها بيضاء قد اسري على - 00:08:10ضَ
القرآن في ليلة اسري عليه من المصاحف ومن السطور حتى غدت بيضاء واسري عليه من صدور حفاظه حتى نسوه هذا اذا اهملوا القرآن ولم يتعاهدوه بالقراءة والتلاوة والمراجعة. فاين نحن يا عباد الله من هذا الوحي الالهي - 00:08:30ضَ
الذي هو عزنا وهو نبراس حكمتنا. وهو سبيل نجاتنا. اين نحن منه؟ ان من شبابنا. بل ومن كثير من من يمضي الساعات الطوال امام الجهاز سواء جهاز جواله في تواصل اجتماعي او في غيره. ثم اذا - 00:08:50ضَ
طلب ان يقرأ من القرآن صفحة او صفحتين. في يومه او ليلته. قال انا ما عندي وقت. انما عندك وقت اضعته فيما الشيطان عليك في مضرتك. او على الاقل فيما لا ينفعك. فالله الله بالقرآن يا عباد الله. فهو كتاب الله المنزل - 00:09:10ضَ
هو كتاب الله الذي لم يرفع ولم ينسخ فاهتدوا به واجعلوه جيراكم ورتبوا فيه حزبا يوميا تقرأون فيه وتستقوا منه الهدى وتعمل فيه بما امركم الله جل وعلا به. ثم اعلموا ان اصدق الحديث كلام الله - 00:09:30ضَ
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. وعليكم عباد والله بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شد شد في النار ولا - 00:09:49ضَ