علي الشبل |المسجد الحرام | رمضان 1440
أ.د. علي الشبل | دروس المسجد الحرام | رمضان 1440 | أشراط الساعة الكبرى(4)
Transcription
الحمد لله رب العالمين اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه واقتدى اثره الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا - 00:00:11ضَ
اما بعد هذا اليوم الرابع والعشرون رمضان في عام الف واربع مئة واربعين من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا منوها بعلامة كبرى من علامات يوم القيامة - 00:00:41ضَ
في اية سورة النمل واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يقيمون هذه الآية والعلامة الكبرى هي التي نوه النبي صلى الله عليه وسلم عنها في حديث حذيفة - 00:01:04ضَ
رضي الله عنه لما عدد الآيات العشر قال طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وفي لفظ قال دابة الارظ فافادها فاثاد هذا التخصيص بانها دابة تخرج من الارض انها تدب في الارض - 00:01:28ضَ
ما هذه الدابة؟ ومن اين تخرج؟ وما شأنها؟ جمع الله ذلك كله في قوله واذا وقع القول عليه القول الذي قاله الله جل وعلا في قضائه وقدره وفي حكمه الشرعي وحكمه القدري - 00:01:52ضَ
هذه الدنيا وتناقصها واكمال الاخرة. اخرجنا المخرج لها هو الله. لانه الذي خلقها ودبرها وامرها وهيئها على هذه الصفة المعجزة اخرجنا لهم دابة من الارظ اذا تخرج من الارض لا انها تهبط من السماء - 00:02:14ضَ
او انها تطير في الاجواء. وانما هي دابة تدب على هذه البسيطة وخروجها من الارض وقد ثبت الاحاديث الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الدابة تخرج من المسجد الحرام - 00:02:43ضَ
لان المسجد الحرام اشرف بقعة على هذه الارض وعلى هذه البصيرة ما شأن هذه الشابة؟ شأنها انها تكلم الناس وتحدثهم وتخاطبهم يخاطب المؤمن يوصي الايمان يا مؤمن وتخاطب الكافر بنص الكفر يا كافر - 00:03:03ضَ
وجاء ايضا انها تكلم المؤمن وتكلم تسم المؤمن على خرطومه تسم الكافر على خرطومه وفي هذا قراءة غير سبعية في قول الله جل وعلا واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض - 00:03:33ضَ
اي تسيرهم وتجرحهم. ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون والذين لا يوقنون بايات الله صنفان الكفار سمعوا ايات الله ورأوها في الافاق ورأوها في انفسهم وعاندوا وكابروا فنسبوها لغير الله سبحانه وتعالى - 00:03:54ضَ
ومن عدم الايقان بايات الله عدد الايقان بالايمان وعدم الايقان باليوم الاخر الصنف الثاني الغفلة والفجرة من اهل الاسلام الذين قل ايمانهم بايات الله بشأن من يقرأ القرآن لكنه لم يوقن بوعده ولا بوعيده ولا بقوارعه - 00:04:21ضَ
ولا بما فيه من اخبار الغيب القريب والغيب البعيد كم منا من يقرأ القرآن ايها الاخوة يقرأكم ويتسابق في قراءته لكن كم منا من يقف عند موكلات القرآن فيزداد بها يقينا وايمانا - 00:04:52ضَ
ان هذا الشأن في قلة يقيننا بما في القرآن هو من اعظم اسباب ضعفنا ونقصنا. وفسادنا في هذه الدنيا والا كتاب الله لا ريب فيه. وهو هدى وليس لكل اخ ولكن للمتقين - 00:05:16ضَ
الذين ايقنوا بما فيه ولهذا تجدون في ايات البقرة وغيرها وصوا اهل الايمان بانهم لما ذكر الله موقنون هذه الدابة ما كيفيتها الله اعلم بكيفيتها انما حسبنا اننا نقف عن عندما ذكر الله من قومها دابة ودابة تخرج من الارض ودابة الارض - 00:05:38ضَ
اما كيفيتها فلا ندخل في هذا متهوفين بعقولنا ولا متطلعين الى ما لم يخبر عنه بها ذكر بعض الشراح ان هذه الدابة هي الجشاسة التي جاءت في حديث الدجال المشهور في صحيح مسلم - 00:06:08ضَ
ولا دليل على ان الدابة هي الجساسة. وذكر بعضهم ايضا ان هذه الدابة هي فصيل اخي صالح حوارها الذي تعاطى شقي ثمود فعقر امه. فارتفع هذا والحوار على جبالهم فاصبح يصيح ثلاثة ايام يستنزل عليهم عذاب الله فادركتهم الصيف - 00:06:34ضَ
ولا دليل على ان الدابة هي فصيلون قد صالح انما حسبنا ان نؤمن بهذا الحكم الغيبي الذي جاء في القرآن وفي الحديث من انها دابة تدب على الارض تكلم الناس بوصي الايمان وبوصي الكفر - 00:07:02ضَ
قال صلى الله عليه وسلم وانه ليتبالى عن يتبالى الرجلان اي بعد كسر الدابة لهم ووصفها لهم يتبايعان السلعة. فيقول المؤمن يا كافر خذها بكذا. ويقول الكافر يا مؤمن اخذها بكذا - 00:07:26ضَ
عرف انه كافر ومؤمن من تكليم هذه الدابة ومن كلمها له هذه علامة وهي خارق لما الفه الناس في عادة خلق الله من ان الدابة لا تتكلم ولكن هذا يقع في اخر الزمان. ومن جنسها من الآيات الصغرى ان الذئب في اخر الزمان - 00:07:46ضَ
ترعى مع الغنم ويكمم صاحب الغنم وهذا فرع من هذه الآية العظمى وهذه الآية الكبرى من علامات الساعة وهي علامة كبرى ثالثة الدخان. نوه الله عنه في قوله فارتقي يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس. هذا عذاب اليم - 00:08:13ضَ
يخاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم وهو خطاب لكم اهل الايمان جيلا بعد جيل. فارتخي اي ان المسألة قريبة ليست بعيدة يوشك ان تقع كما جاء في غير ما حديث يوشك يقول عليه الصلاة والسلام - 00:08:44ضَ
لانها قريبة حيث بعث الله نبيه والساعة كهاتين. واشار عليه الصلاة والسلام بالسبابة والوسطى نرتقي يوم تأتي السماء بدخان مبين هذا الدخان يأتي في السماء من العلو. من الاجواء بدخان بين واضح لا خفاء فيه - 00:09:05ضَ
ولا نية ولا التباس فيه هذا الدخان ما هو قهوة غاز اهو غبار نووي اهو غير ذلك كل هذا محتمل في عموم قوله بدخان ولغة العرب التي نزل بها القرآن تفسير - 00:09:30ضَ
كل هذا وهذا وهو بين واضح يغشى الناس ان يعمهم هذا عذاب اليم في هذا الدخان الذي هو من علامات الساعة الكبرى عذاب اليم يعم الناس في اخر الزمان وليس هذا الدخان - 00:09:54ضَ
هو الريح الطيبة التي يبعثها الله جل وعلا اخر هذا الزمان ايذانا بقضاء الدنيا بذهاب اهل الصلاح عليها. ففي صحيح مسلم من حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه الطويل وفيه قال صلى الله عليه وسلم فيبعث - 00:10:18ضَ
الله ريحا طيبة المؤمنين تحت اباطهم حتى ان هذه الريح لتدخل جوف الجبل اي الغار حتى تقبض روح المؤمن ولا يبقى في الارض بعد ذلك الا شرار اهلها. لان الله قضى على المؤمنين بالموت - 00:10:43ضَ
حيث الساعة لا تقوم الا على شرار اهل الارض وشرائهم من هم؟ انهم الكفرة. انهم اهل الشرك. انهم الذين جحدوا ربهم جل وعلا قال صلى الله عليه وسلم ان شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تدركهم الساعة وهم احياء - 00:11:09ضَ
والذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ما الجامع بين هذين الصنفين من اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اشركوا مع الله بهؤلاء الانبياء في العبادة فسألوهم واستغاثوا به واستنجدوا بهم وطرحوا عليهم حاجاتهم - 00:11:35ضَ
وانظروها يرعاكم الله في اعظم رزية رزق بها المسلمون في هذه الازمنة في هذه المشاهد والمقامات والمزارات التي منها ما شيد في المساجد وصرف حق الله بالتوحيد والدعوة لهؤلاء المقبورين من اصحاب المقامات والاضرحة والمزارات - 00:12:00ضَ
هذه اعظم رشية. والله انها اعظم من تسلط اعدائنا علينا. لانها صرفت حق الله بالتوحيد لغيره والذي تدركهم الساعة وهم احياء ليسوا اهل الايمان. لان الله بعث الريح الطيبة فقبضت فقبضت ارواح المؤمنين - 00:12:27ضَ
اذا لا تقوم الساعة في ارض من يقول الله الله ارتقي يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب اليم وهو عذاب متقدم لعذاب الاخرة قد يقول قائل اذا كان الدخان وهي العلامة الكبرى من علامات الساعة. فيها عذاب اليم. ما شأنه - 00:12:47ضَ
المؤمن يقول المؤمن اصابته من هذا العذاب تكون تكفيرا لذنوبه. وحقا عن وزره وسيئاته كما في الهموم والغموم بانواعها. وكما في الامراض والاوجاع. ولهذا جاء في الصحيح قوله صلى الله - 00:13:14ضَ
عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الارض وليس عليه خطيئة اي يكفر الله جل وعلا عنه بهذا البلاء ذنبه وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من هم ولا حزن - 00:13:36ضَ
حتى الشوكة نشاكها الا كفر الله عز وجل له بها من الخطايا فهذا العذاب الاليم اذا ادرك المؤمن كان تكفيرا لذنبه وحقا عن وزره. ولكنه في غير المؤمن تقدمة عذاب انثى واشد وهو عذاب يوم القيامة - 00:14:02ضَ
الخمر فيه عذاب وفيه ضيق وفيه شدة لكنها ليست كضيق وعذاب الاخرة هل هي مقدمة له؟ ولو اصاب ذلك من المؤمن منه فان الله يحط به من اوزاره يكفر عنه من ذنوبه - 00:14:26ضَ
بل يأمرون الا ان تأتيهم الساعة. او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك. يوم يأتي بعض ايات فلا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا. قل انتظروا الا منتظرون - 00:14:46ضَ
مسألة اخيرة نختم بها ايها الاخوة. وهي ما جاء عن عبدالله ابن مسعود ابن غافل ابن حبيب الله عنه انه قال الدخان وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في مكة - 00:15:07ضَ
حيث زين للناس في اعينهم هذا الدخان. والجواب عنه باجمال ان هذا اجتهاد من عبد الله ابن مسعود لم يوافقه عليه بالجنة من الصحابة. اما الدخان الذي هو الاية العظمى من ايات الساعة المنوف عنها - 00:15:27ضَ
لقوله فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب اليم. هذا لم يأتي بعد. وانما هو في اخر الزمان واخر الدنيا علامة على اقتضاء هذا الزمان واقبال الاخرة - 00:15:47ضَ
اسأل الله جل وعلا ان يلهمنا واياكم رشدنا وان يرزقنا علما نافعا صالحا ينفعنا الله جل وعلا به في الدنيا وكما اسأله جل وعلا ان يحيينا واياكم حياة طيبة. وان يتوفانا على الايمان وهو راض عنا. غير - 00:16:07ضَ
اللهم اغفر لنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وبلغنا برحمتك مرضاتك يا ذا الجلال لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وولاة امورنا والمسلمين اجمعين انه جواد كريم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:16:29ضَ
- 00:16:59ضَ