Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد واحبتنا فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته واهلا ومرحبا بكم. الى هذه الحلقات الطيبة والدروس المباركة من شرح كتاب الادب - 00:00:06ضَ

مفرد الامام البخاري رحمه الله تعالى ضيفنا وشرح هذه الاحاديث هو فضيلة الشيخ ابن عبد العزيز شبل الاستاذ في جامعة المجمعة في بداية هذا اللقاء نحييكم نرحب وانا كذلك احييكم وارحب بكم - 00:00:22ضَ

وكذلك باخواني المسلمين في كل مكان واسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياهم العلم النافع المتبوع بالعمل الصالح وان يجعله محققا بالمرضات والقبول قال المؤلف رحمه الله تعالى باب فضل صلة الرحم - 00:00:39ضَ

حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا ابن ابي حازم عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال اتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله - 00:00:59ضَ

ان لغرابة اصلهم ويقطعون. واحسن اليهم ويسيئون الي. ويجهلون علي واحلم عنهم قال لان كان كما تقول كانما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك - 00:01:13ضَ

الله اكبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله واصحابه ومن سلف من اخوانه من الانبياء والمرسلين - 00:01:30ضَ

تسليما كثيرا مزيدا الى يوم الدين اما بعد فهذا الحديث بوب عليه الامام البخاري في هذا الكتاب كتاب الادب المفرد بابا هو الباب السابع والعشرون. قال باب فضل صلة الرحم - 00:01:49ضَ

ما ورد فيه هذا الحديث الذي اخرجه ايضا مسلم في صحيحه وغيره قال الامام البخاري حدثنا محمد بن عبيد الله ابن زيد قال حدثنا ابن ابي حازم وهو عبدالعزيز ابن ابي حازم - 00:02:07ضَ

فقيه المدينة عن العلا وهو العلاء ابن عبدالرحمن عن ابيه عبد الرحمن حضرمي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله - 00:02:24ضَ

ان لي قرابة اصلهم ويقطعون احسن اليهم ويسيئون الي ويجهلون علي واحلم عنهم قال صلى الله عليه وسلم لان كان كما تقول كانما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم - 00:02:43ضَ

ما دمت على ذلك هذا الحديث حديث جليل ايها الاخوة فيما يقع من الناس من القرابات بعضهم مع بعض من الجفاء والتعالي وعدم الاحسان والصلة ان هذا الرجل جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام شاكيا - 00:03:04ضَ

وليس في معرفة اسم هذا الرجل مزيد عناية ولا كبير فائدة وانما العناية لما سأل عنه وبما اجابه به النبي صلى الله عليه وسلم وقال اني لي قرابة يا رسول الله - 00:03:26ضَ

ذوي رحم وذوي قرابة اصلهم بانواع الصلة ومردها الى عرف الناس ويقطعون هذه الصلة في لفظ مسلم اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم بانواع الاحسان من البر والوفاء والصدقة القيام معهم ويسيئون الي - 00:03:42ضَ

احسان بالاساءة بالجور وبالاعتداء قال ويجهلون علي والجهل اسم لما فحش من والشتم والجفاء والقطيعة كما جاء في الحديث المخرج في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع - 00:04:07ضَ

قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة ان يدع طعامه ولا شرابه والجهل اسم لكل ما هو ضد الاحسان والخير قال ويجهلون علي واحلم عنهم بالصفح تجاوز والتغافل قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:34ضَ

فان كان كما تقول اي ان كان الواقع كما زعمت في دعواك كما اوردت في سؤالك وكأنما تسفهم المل يطرح فيهم هذا السفوف وهو الرماد الحار الناشئ من الجمر الملتهب - 00:04:59ضَ

والمل هو هذا الرماد الحار منه ما عند الناس اليوم يسمى بخبز الملة هذا الخبز الذي ينضج على حرارة الرماد في الارض تحت النار وهو من اطيب انواع الخبز الذي - 00:05:21ضَ

يستعمله الناس وكانما تسفهم المل تشبيه من النبي صلى الله عليه وسلم بما يصيبهم من جراء قطيعتهم واساءتهم الى من احسن اليهم وجهلهم على من حلم عليهم من قراباتهم بانه كأنما يؤكلهم الرماد الحار - 00:05:41ضَ

من الالم ومن الشدة وجاء في لفظ ان الرجل قال يا رسول الله ان لي ابناء عم اي اما انهم اقربين كما يسمى عند الناس اليوم. ابن العم الواقف او ابعديه ممن يليهم - 00:06:06ضَ

ان لي ابناء عم اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي واحلم عنهم ويجهلون علي في هذا اخبره عليه الصلاة والسلام انه ان كان كذلك كانما يسفهم من يطعمهم وينشطهم هذا الرماد الحار - 00:06:23ضَ

عذابا لهم على هذا الجفاء وهذه القطيعة والثانية ولا يزال معك من الله ظهير عليهم اي لا يزال معك من الله سلطان ومعين يدفع الله عنك به اذاهم وتسلطهم ما دمت على ذلك اي على هذه الصلة - 00:06:46ضَ

والاحسان والحلم عن اساءتهم وجهلهم عليه وفي الحديث فضل الصلة فضلها في الدنيا لا يزال معه من الله ظاهر وفضلها ايضا عظيم الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وفيها ايضا فضل الرحم فضل الصلة عقوبة العقوق. وعقوبة الاساءة الى من يصل اليك - 00:07:08ضَ

فكأنما تسفهم المل. الرماد الحار في وجوههم وفي اطعامهم. وفي استنشاقهم له عياذا بالله من عذابه وخزيه في الدين والدنيا والاخرة حدثنا اسماعيل ابن ابي اويس قال حدثني اخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن ابي عتيق عن ابن شهاب عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن ان ابا الرداد الليثي - 00:07:33ضَ

عن عبد الرحمن بن عوف انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل انا الرحمن وانا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي. فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته - 00:08:03ضَ

هذا الحديث الذي اورده الامام البخاري تحت باب فضل صلة الرحم والحديث الثالث والخمسون في كتاب الادب المفرد رواه مع الامام البخاري ها هنا الامام احمد في مسنده عبد الرزاق بن همام الصنعاني في مصنفه - 00:08:20ضَ

والحاكم في مستدركه على الصحيحين وغيرهم قال الامام البخاري حدثنا اسماعيل بن ابي اويس قال حدثني اخي وهو عبدالحميد ابن عبد الله ابن ابي اويس سليمان بن بلال عن محمد ابن ابي عتيق - 00:08:39ضَ

وهو محمد ابن عبد الله ابن ابي عتيق محمد ابن عبد الرحمن ابن ابي بكر الصديق عن ابن شهاب محمد ابن مسلم ابن شهاب الزهري عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن - 00:08:59ضَ

وهو التابعي الجليل ابو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف الصحابي الجليل وامه تماضر بنت ملك دومة الجندل ان ابا الرداد الليثي وابو الرداد الليثي اختلف في اسمه قيل اسمه ابا الرداد الليثي هكذا - 00:09:12ضَ

وقيل اسمه رداد من غير الكنية هذا الرجل ذكره ابن حبان في كتابه الثقات اخبره عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه الصحابي الجليل السابقة من المهاجرين احد العشرة المبشرين بالجنة - 00:09:35ضَ

وهو الذي توفي في سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة في خلافة ابن عفان رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل وهذا النوع يسمى بالحديث القدسي - 00:10:02ضَ

تمييزا له عن الحديث النبوي مع ان الاحاديث كلها هي وحي ثان من الله الى رسوله لكن تميز الحديث القدسي عن عموم الحديث النبوي لان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:22ضَ

يسنده ويرويه عن ربه يقول فيه صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل وهذا الحديث هو من كلام الله حفظه ومعناه كما ان القرآن لفظه ومعناه من الله واما الحديث النبوي فمعناه من الله - 00:10:39ضَ

واما لفظه فمن رسوله صلى الله عليه وسلم اذا ما الفرق بين القرآن وبين الحديث القدسي يجتمعان ايها الاخوة والاخوات لان القرآن والحديث القدسي كلاهما لفظه ومعناه من الله جل وعلا - 00:11:01ضَ

يفترقان لان القرآن متواتر كله اما حيث القدسي فمنه المتواتر ومنه ما ليس كذلك الفرق الثاني ان القرآن كله صحيح ثابت تولى الله حفظه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون - 00:11:21ضَ

واما الحديث القدسي فمنه الصحيح الثابت ومنه الحسن منه الظعيف منه الضعيف جدا ومنه المكذوب الله وعلى رسوله صلى الله عليه ولم يتكفل الله بحفظه كما في القرآن الفارق الثالث - 00:11:42ضَ

ان القرآن لا يمسه الا طاهر حديث عمرو بن حزم عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال والا يمس القرآن الا طاهر والحديث القدسي تمسه الطاهر - 00:12:01ضَ

وغير المتوضئ الفارق الرابع ان القرآن محفوظ بالفاظه ومعانيه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون واما الحديث القدسي فمنه ما هو محفوظ ومنه ما ليس كذلك المحفوظ منهما به قوام وقيام هذه الشريعة. وحفظها - 00:12:18ضَ

الحديث القدسي وهذا الفارق الخامس لا يقرأ في الصلاة القرآن والقرآن يقرأ في الصلاة الفارق السادس القرآن لا يمسه ولا يقرأه الجنب القدس فيمسه ويقرأه الجنا الفارق السابع القرآن محفوظ من التغيير - 00:12:44ضَ

الحديث القدسي ليس بمحفوظ من التغيير والتبديل الفارق الثامن ان القرآن لا يروى بالمعنى القدس فيجوز روايته بالمعنى لمن اتقن او عرف هذه المعاني الفارق التاسع ان القرآن يسرى به في - 00:13:08ضَ

اخر الزمان يسرى به يفتح الناس مصاحفهم فاذا هي بيظا ارتفع الكلام الى صاحبه يؤخذ من قلوب الحفاظ اما بانهم لا يحفظونه ويذاكرونه او لا يعملون به هذه جملة من الفروق - 00:13:29ضَ

ثمة فروق غيرها العلماء بين القرآن والحديث القدسي الحديث القدسي يدل على ان الله يقول ان يتكلم اذ القول نوع وظرب من دروب الكلام قال الله عز وجل انا الرحمن - 00:13:47ضَ

الله جل وعلا من اسمائه الرحمن الدنيا الرحمن الاخرة الرحمن اسم من اسماء الله الحسنى وهو في غير الله على وزن فعلان صيغة مبالغة لكنها في حق الله ليست مبالغة - 00:14:05ضَ

هل هي مطابقة لائقة بجلاله وكماله في رحمته سبحانه قال الله عز وجل وعز وجل لما له جل وعلا من العزة وله من الجلال انا الرحمن وانا خلقت الرحم اشتققت لها من اسمي - 00:14:24ضَ

والله جل وعلا هو الخالق لكل خلقه هم كل من سواه سبحانه وتعالى خلقت الرحم الرحم مخلوقة وسائر المخلوقات اشتققت لها الله جل وعلا لها اسما من اسمه اخرج لها اسم الرحم من اسمه الرحمن ومن اسمه الرحيم - 00:14:44ضَ

وفي هذا بيان وايماء الى المناسبة الاسمية بين اسم الله الرحمن وبين هذه الرحم لما يجب لها من الرعاية والاهتمام وانزالها منزلتها واحقاقها حقها انا الرحمن وانا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي - 00:15:10ضَ

فمن وصلها وصلته من قطعها بتته وصلته الى رحمتي وانعمت عليه بكرامتي واثبته ومن قطع بتته والبت هو القطع الحاسم قطعت عنه الرحمة عنه الاكرام والكرامة وهذا من نصوص الوعيد - 00:15:34ضَ

قيادة السلف الصالح على ابقائها على عمومها لا تفصل ولا تفسر وانما يبقى تهابه وتخافه وتحذره نفوس المؤمنين ويقع موقع الوعيد في قلوبهم في موقعه اللائق اما اذا فسر الوعيد - 00:15:59ضَ

وقد تزول مهابته يزول شأنه او يخف من قلوب الناس. فكانت جادة السلف في نصوص الوعيد ابقاؤها على عمومها كما ان من منهجهم منهج السلف الصالح رد نصوص الوعيد الى نصوص الوعد - 00:16:21ضَ

ورد نصوص الوعد الى نصوص الوعيد. فتفهم بهما جميعا الشريعة والعقيدة والايمان والاسماء والاحكام رزقنا الله واياكم سلوك هذه الجادة والثبات عليها والا يظلنا سبحانه وتعالى بعد اذ هدانا انه سبحانه هو الوهاب - 00:16:43ضَ

حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا ابو عوانة عن عثمان ابن المغيرة عن ابي العنبس قال دخلت على عبد الله ابن عمرو يعني ارضا له بالطائف وقال عطف لنا النبي صلى الله عليه وسلم اصبعه فقال الرحم شجنة من الرحمن - 00:17:05ضَ

من يصلها يصله ومن يقطعها يقطعه لها لسان طلق ذلق يوم القيامة الله اكبر هذا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما الذي رواه الامام البخاري ها هنا في كتاب الادب المفرد - 00:17:27ضَ

رواه الحاكم وغيره رواه الامام احمد وغيرهما عن النبي صلى الله عليه قال الامام البخاري حدثنا موسى ابن اسماعيل. قال حدثنا ابو عوانة عثمان ابن المغيرة وهو عثمان ابن ابي زرعة - 00:17:48ضَ

الاعشاء ابو المغيرة عن ابي العنبس محمد ابن عبد الله الثقفي قال دخلت على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في الوهق والوهط مزرعة لعبدالله بن عمرو بن عاصي في ارض الطائف - 00:18:10ضَ

يسمى هذا المكان الى الان بالوهر وكان في هذه المزرعة شجر عنب لعبد الله بن عمرو يقوم هذا الشجر على الف الف خشبة على مليون خشبة كان يبيع ثمرته كل شجرة - 00:18:28ضَ

بدرهم اذا غلته الف الف درهم يعني مليون درهم وهي مزرعة مشهورة لعبدالله بن عمرو حتى ان سليمان ابن عبد الملك مروان خليفة حج فمر بالوهم قال احب ان انظر اليه - 00:18:48ضَ

فلما رآه قال هذا اكرم مال واحسنه وما رأيت لاحد مثله لولا ان هذه الحرة في وسطه قيل انها ليست بحرة ولكنها مربد الزبيب اي يجمع فيها الزبيب فيبس والزبيب اصله عنب - 00:19:08ضَ

لكنه عنب يابس وانه من سعته واتساعه حرة سوداء لان الزبيب اذا يبس صار لونه الى السواد اقرب وقال عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما وفيه ان عبد الله بن عمرو - 00:19:28ضَ

كان في هذه المزرعة يختلي فيها ويخرج اليها يصيف فيها قال عطف لنا النبي صلى الله عليه وسلم اصبعه فقال الرحم سجنة من الرحمن اي مأخوذة من اسم الله الرحمن - 00:19:46ضَ

من يصلها يصله ومن يقطعها يقطعه ان يقطعه الله قطيعة الرحم ويصله الله ويحسن اليه ويثيبه صلة الرحم لها اي للرحم لسان طلق فصيح اللسان عذب المنطق زلق والذلق هنا هو شدة الفصاحة - 00:20:05ضَ

الذي لا تعيه الكلمات ولا الجمل لها لسان طلق دلق يوم القيامة اشهد على من وصلها وعلى من قطعها فهذا يدل على عظيم واهمية صلة الرحم وتحريم قطيعتها وهذا الذي هو مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:20:28ضَ

وفيه الحث على ما ترجم عليه الامام البخاري بفضل صلة الرحم والاحسان اليها وتحريم قطعها الى هنا ايها الاخوة كونوا قد وصلنا الى نهاية هذا الدرس من برنامج شرح كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى. فشكر الله - 00:20:54ضَ

ضيفنا فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل الاستاذ في جامعة المجمعة. وشكر الله لكم حسن متابعتكم حتى نلتقى بكم في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:21:13ضَ