أ.د. علي الشبل | الفصول في سيرة الرسول
Transcription
الحمد لله وحده صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اما بعد فهذا المجلس الثامن والخمسون في مدارسة سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من خلال هذا المختصر النافع الفصولي - 00:00:00ضَ
في باختصار سيرة الرسول الحافظي ابي الفدا اسماعيل ابن عمر ابن كثير. الدمشقي رحمه الله وبلغنا واياكم الى غزوة ايش غزوة تبوك التي انزل الله فيها سورة براءة غزوة احد - 00:00:21ضَ
غزوة بدر نزلت فيها الانفال واحد نزلت فيها العراة اى من ال عمران والاحزاب نزلت فيها الاحزاب وغزوة تبوك فضح الله فيها المنافقين وانزل فيها مدح المؤمنين في اواخر براءة - 00:00:45ضَ
لقد تاب الله على النبي والمؤمنين لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم ليتوبوا - 00:01:05ضَ
فهذه الغزوة غزوة عظيمة ميز الله فيها بين اولياءه واعدائه وامتحن فيها من شاء وحضرها من الصحابة نحو من ثلاثين الفا وسمو سمي الجيش بجيش العسرة لما يأتي لانه كان في وقت عسر - 00:01:31ضَ
حر طابت فيه الثمار والناس في شدة الحر يكفون عن السفر وعن الرواح نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين - 00:01:54ضَ
كثير عليه رحمة الله وصل غزوة تبوك ولما انزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله - 00:02:16ضَ
من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدي وهم صاغرون ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل المدينة ومن حولهم من الاعراب الى الجهاد واعلمه بغزو الروم وذلك في رجب من سنة تسع - 00:02:35ضَ
وكان لا يريد غزوة الا وراء بغيرها الا غزوته هذه فانه صرح لهم بها ليتأهبوا من شدة عدوهم وكثرته وذلك حين طاوت الثمار وكان ذلك في سنة مجدبة. نعم لما انزل الله على رسوله قوله جل وعلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر - 00:02:54ضَ
ولا يحرمنا ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صغيرون قالوا انها في غزوة تبوك لان المقاتل ها هنا - 00:03:20ضَ
النصارى واخذ الجزية على الصحيح من اقوال العلماء تؤخذ من كل كافر قبل ولي الامر اخذ الجزية منه دليلها انه قال عليه الصلاة والسلام في مجوس هجر فيهم سنة اهل الكتاب وهم وثنيون - 00:03:39ضَ
واخذ عليه الصلاة والسلام الجزية من كفار تغلب وهم وثنيون من وثنيي العرب القبائل العربية العدنانية وليس هذا اخذ الجزية مخصوص بمن لاهل الكتابين فقط وكان قد بعث الى تبوك - 00:04:04ضَ
جيشا الى لخم صار العرب جيش مؤتة في غزوة مؤتة الاف انتدب لهم قفال العرب من لخم الغساسنة ومن والانباط نحو مئة الف ومدهم الروم بمائة الف اخرى ولم يقتل من المسلمين الا اقل من عشرة - 00:04:28ضَ
سلهم خالد بن الوليد كانت غزوة تبوك انتصار اللهو وسبب هذه وسبب غزوة مؤتة ان ملكة غسان رد كتاب النبي عليه الصلاة والسلام وقتلا رسوله اليه جيش غزوة تبوك وسميت بتبوك باسم الموظع الذي - 00:05:07ضَ
اقام فيه النبي عليه الصلاة والسلام وهو تبوك والا فنيته بلاد الشام اخبر الناس بوجهته لان الوقت وقت دهر وشدة حر وفي شدة الحر تطيب الثمار في الحجاز تمرا وعنبا - 00:05:38ضَ
وينشغل الناس بحرفهم وزرعهم قصدا له وقطفا لثمرته واخبرهم بعدوهم وكثرته يتأهب وكان من سنته اذا اراد غزوة وراء بغيرها الا غزوة تبوك اخبر بجهته كان اذا اراد نجدا قال نحن متجهون الى الحجاز - 00:06:03ضَ
واذا اراد الحجاز قال اننا الى جهة نجد وليس هذا من الكذب الممنوع المحرم وانما هذا من الخدعة في الحرب تأهب المسلمون واستعدوا واجتمع له نحو ثلاثين الفا في هذه الغزوة - 00:06:31ضَ
ظهرت مناقب وفضائل الصحابة ومنهم عثمان رضي الله عنه. نعم المسلمون لذلك وانفق عثمان ابن عفان رضي الله عنه على هذا الجيش وهو جيش العسرة مالا جزيلا فقيل الف دينار - 00:06:55ضَ
وقال بعضهم انه عمل على الف بعير ومائة فرس وجهزها اتم جهاز حتى لم يفقدوا عقالا وخطاما رضي الله عنه. نعم لما جهز عثمان جيش العسرة في هذا التجهيز العظيم قيل انفق الف دينار ذهب - 00:07:18ضَ
وقيل جهز الف بعير ومئة فرس بسلاحها واحلاسها حتى بعقلها وخطمها الناقة تحتاج الى عقال والفرس الى خطاب لم يفقد من ذلك شيء وفيه قال صلى الله عليه وسلم يمدحه - 00:07:41ضَ
ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم وانزل الله فيهم لقد تاب الله على النبي والمهدي والانصار الذين يتبعوه في ساعة العسرة الضيق والحرج والشدة كانوا ثلاثين الفا رضي الله عنهم نعم - 00:08:01ضَ
ونهض صلى الله عليه وسلم في نحو من ثلاثين الفا واستخلف عن مدينة محمد بن مسلمة وقيل فقيل علي بن ابي طالب رضي الله عنه والصحيح ان عليا كان خليفة له على النساء والذرية. نعم. كان النبي اذا ذهب من المدينة حاجا - 00:08:23ضَ
او معتمرا او غازيا في سبيل الله يستخلف على المدينة احدا اكثر من كان يستخلف من اثنين ابن ام مكتوم وكان اعمى وسباع بن عرفطة هنا في غزوة تبوك استخلف سباع ابن عرفة - 00:08:50ضَ
اذا استخلف محمد بن مسلمة واستخلف عليا لكن علي استخلفه على اهله وذريته قامه المنافقون على ويه ما فعلي على النساء والذرية وعلى اهله الا استثقالا له مستثقل دمه وطينته - 00:09:12ضَ
لانه جبان كيف رأى المنافقين للمؤمنين. ولهذا هم اهل الارجاف وهم اهل التخذيل وهم اهل العداوة للايمان سمع علي هذا القول فغضب فلحق بالنبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله تخلفني في النساء والذرية - 00:09:41ضَ
وانا احب ان القى معك من تلقى من عدو الله قال ارجع لما قال له ان المنافقين يقولون كذا وكذا قال ارجع الا ترضى ان تكون مني بمنزلة من هارون الموسى الا انه لا نبي بعدي - 00:10:09ضَ
لهذا تعلمون ان المنن نأتي في ثنايا ايش لما استخلفه امتحنه هؤلاء المنافقون وجاءت هذه المنة والبشارة انت مني بمنزلة هارون من موسى الاخوة التي الا انه لا نبي بعدي - 00:10:30ضَ
فضيلة عثمان ظهرت في تجسيج في تجييش العسرة هذه الشدة المحنة التي مرت على مريم عليها السلام قالت فيها يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا لو كانت تعلم ان الذي في بطنها نبي رسول تقول هذا الكلام - 00:10:53ضَ
ويأتي في ثنايا المحن عطايا الله عطايا الله جل وعلا ومننه وتعالى نعم والصحيح ان عليا كان خليفة له على النساء والذرية ولهذا لما اذاه المنافقون فقالوا تركه على النساء والذرية - 00:11:16ضَ
لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى اليه ذلك وقال الا ترضى ان تكون مني في منزل هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي وقد خرج معه عبدالله بن ابي عبدالله بن ابي رأس النفاق - 00:11:43ضَ
ثم رجع من اثناء الطريق وتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء والذرية ومن عذره الله من الرجال ممن لا يجد ظهرا يركبه او نفقة تكفيه فمنهم البكاؤون - 00:12:04ضَ
وكانوا سبعة ابن عمير وعلبة ابن زيد وابو ليلى عبدالرحمن بن كعب عمر ابن الحمام عبدالله بن المغفل المزني وهرم ابن عبد الله وعرباد ابن سارية الفزاري رضي الله عنهم - 00:12:20ضَ
وتخلف منافقون كفرا وعنادا وكانوا نحو الثمانين رجلا النبي صلى الله عليه وسلم لما تأهب واخبر الناس بعدوه واستنفرهم وصار خروجهم معه في الجهاد اربعين خروجهم فرض عين خرج معه الجم الخفير - 00:12:42ضَ
منهم عبد الله بن ابي ورجع من اثناء الطريق تخلف وهذا من نفاقه ممن تخلف النساء والذرية وهؤلاء لا جهاد عليهم ومنهم من عذرهم الله ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج - 00:13:10ضَ
وممن عذرهم الله ايضا البكاؤون ولا على الذين اذا اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا واعينهم تفيض منها تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما من البكائين - 00:13:31ضَ
والبكاؤون هؤلاء السبعة وهم سالم ابن عمير وعلبة ابن زيد وابو ليلى عبدالرحمن ابن كعب وعمر ابن حمام وعبدالله ابن مغفل المزني وهرمي بن عبدالله وعرباض بن سارية الفزاري معذورون لانهم لا يجدون ظهورا تحملهم ولا نفقة تعينهم على - 00:13:50ضَ
هذا الجهاد طيب عثمان جهز الف لم تبلغهم تجهيز عثمان نفذت التجهيز عنهم وتخلف من المنافقين من الاصحاء الاقوياء لكن الفهم نفاقهم نحو ثمانين او بضعة وثمانين غمسوا اي عرفوا بالنفاق - 00:14:18ضَ
وتخلف معهم ثلاثة كانوا اهل قدرة واهلا لكن غلبتهم نفوسهم واهوائهم رضي الله عنهم وهم مرارة ابن الربيع وهلال بن امية الواقفي كعب بن مالك مرارة وهلال كلاهما من اين - 00:14:42ضَ
من الاوس مكعب من الخزرج كلهم انصار وهم الثلاثة الذين ذكرهم الله نصا بعد اية لقد تاب الله على النبي قال وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم - 00:15:12ضَ
ظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه قال هؤلاء هم الثلاثة قلد الله ذكرهم الى قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا خاصة مع الصادقين الحديث الثلاثة حديث عجيب - 00:15:33ضَ
يقرأه المؤمن فان تأثر فليعلم ان في قلبه حياة ان في قلبه ايمان وان قرأه المؤمن ولم يتغير ولم يتأثر الله المستعان قلبه يحتاج الى انعاش نعم هو حديث جليل - 00:15:56ضَ
فيه منة الله عز وجل على هؤلاء الثلاثة ومنهم كعب بن مالك مع تتابع البلاء عليهم لكن صبروا ورضوا حتى جاء الفرج من الله بعد خمسين ليلة من رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك - 00:16:19ضَ
نعم وتخلف عصاة مثل مراد ابن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن امية ثم تاب الله عليهم بعد قدومه صلى الله عليه وسلم بخمسين ليلة. نعم لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك - 00:16:40ضَ
وكان عادته اذا رجع من سفر يبدأ وين المسجد يتنفل فيه فجاءه المعذرون من الاعراب ليؤذن لهم يعتذرون وقبل النبي منهم على نيتهم واوكل سرائرهم وقلوبهم الى الله وكان كعب بن ما لك - 00:17:04ضَ
الانصاري يقول ما اجتمع لي وفضل مال اجتمع لي في تبوك كنت كل يوم اقول غدا اتجهز ويسوف ويؤجل حتى اذن النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل. موعدنا يوم كذا - 00:17:28ضَ
وهو ما زال في تسويفه وتأجيله حتى خرج النبي عليه الصلاة والسلام يقول فحدثتني نفسي قلت انا قادر الحقهم ان الجيش مشي وبطيء ومن المدينة الى تبوك شهر على المطايا - 00:17:49ضَ
وانا اقول غدا وبعد غد حتى خليت المدينة من اهلها ولم ارى في السوق اذا خرجت اليه الا من هو منافق مغموس النفاق في تبوك قال النبي قال النبي ما فعل كعب بن مالك - 00:18:08ضَ
ذكره وقال رجل يا رسول الله ما علمناه الا هواه مع المنافقين فقال معاذ ابن جبل رضي الله عنهما بئس ما قلت والله يا رسول الله ما عرفناه الا يحب الله ورسوله - 00:18:33ضَ
قال فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلما رجع الى المدينة وتسامع الناس برجوعه لانه لم يلقى من عدوه في تبوك شرا وقد اقام في تبوك عشرين ليلة او عشرين يوما - 00:18:54ضَ
بلغ ماء تبوك كان الوقت حر والزمان قال لاصحابه اذا قدمتم بئر تبوك فلا تمسوا ماءها قدمها عليه الصلاة والسلام فاذا عليها رجلان من الانصار قال امفستما مائها؟ قال نعم يا رسول الله - 00:19:16ضَ
وقال لهما ما شاء الله ان يقول من التأديب والتأنيب ثم نزل عليه الصلاة والسلام في بئرها فوضع يده في الماء ولا يكاد الماء يغطي ماذا يديه واصابع يده وذكر الله - 00:19:40ضَ
ودعاه ونفث فرؤي الماء ينفجر من بين اصابعه ثلاثون الف معهم ركابهم وخيلهم على هذه الماء يريدونها فكفتهم وقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ يا معاذ لعله ان طالت بك حياة - 00:20:00ضَ
ان ترى ما ها هنا يعني في تبوك قد عاد مروجا وانهارا قد وقع هذا ايها الاخوة في هذا الزمن بدون تبوك من نحو سبعين كيلا وانت في مزارع ورشاشات - 00:20:25ضَ
ومروج نراها في الطائرة وانت مقبل على تبوك وكذا شمالها الى حول بير ابن هرماس خمسين او ستين كيلو وكذا في شرقها بعض اطراف غربها وهذا من علامات الساعة رجع صلى الله عليه وسلم قد ارجف الله به - 00:20:43ضَ
وبالمؤمنين عدوهم الروم وكف عنهم عليه الصلاة والسلام لما اظهروا الخوف والذلة وارعبهم الله برسوله ولما رجع جاء المعذرون الثلاثة كعب بن مالك وهو انشطهم ومرارة ابن الربيع وهلال ابن امية وكانا شيخين - 00:21:07ضَ
امر النبي صلى الله عليه وسلم في هجرهم فهجروا خمسين ليلة شهر كم شهر وثلثاء شهر ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم كما وصف الله جل وعلا لكن الصدق عاقبته حميدة - 00:21:32ضَ
وثمرته عظيمة الصدق مع الله والكذب حبله مصير وعاقبته وخيماه نقف عند هذا الموضع نسأل الله جل وعلا ان يهدينا واياكم صراطه المستقيم وان يعيذنا واياكم من مظلات الفتن انه سبحانه جواد كريم والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:22:00ضَ