أ.د. علي الشبل | الفصول في سيرة الرسول

أ.د. علي الشبل | شرح الفصول في سيرة الرسول(45)

علي عبدالعزيز الشبل

الحمد لله صلى الله وسلم على رسول الله على اله واصحابه ومن والاهم اما بعد فهذا المجلس الخامس والاربعون مذاكرة اختصار سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الفصول - 00:00:01ضَ

الرسول الحافظ ابن كثير رحمه الله نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل غزوة الحديبية نعم هذه الغزوة - 00:00:23ضَ

من الغزوات العظيمة التي شهدها النبي صلى الله عليه والتي وقع فيها انواع من العبر العظات فيها بيعة الرضوان وهذه الغزوة كان بعدها الفتح العظيم. انا فتحنا لك فتحا مبينا - 00:00:47ضَ

وهي فتح خيبر على الصحيح كان بعدها ايضا فتح مكة فهذه غزوة عظيمة وسميت بالحديبية نسبة الى حد الحرم من جهة الغرب وهو حد الحديبية ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج محرما - 00:01:09ضَ

لا يريد الا العمرة لا يريد الغزو حتى بلغ الحديبية اي على حد الحرم لم يبقى الا نحو عشرين كيلا ويدخل الحرم كانت هذه الغزوة غزوة الحديبية التي لم يلقى النبي فيها قتالا - 00:01:34ضَ

وانما وقع فيها هذه الامور العظيمة التي بيانها نعم ولما كان ذو القعدة من السنة السادسة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمرا في الف ونيف الف ونيف قيل وخمسمائة وقيل واربعمائة - 00:01:54ضَ

وقيل وثلاث مئة وقيل غير ذلك. يعني اقل ما قيل انهم الف وخمس مئة واكثر ما قيل انهم الف وسبع مئة هذا معنا الف ونيف. خرجوا معتمرين ما خرجوا يريدون الغزو ولا القتال - 00:02:13ضَ

وكانت هذه في ذي القعدة من السنة السادسة من الهجرة المتأمل ان عمره عليه الصلاة والسلام كلها وقعت في ذي القعدة كلها وقعت في اشهر الحج في هذا دليل على ان العمرة في اشهر الحج - 00:02:31ضَ

افضل من العمرة في غيرها مع فضل العمرة في رمضان فان نبينا عليه الصلاة والسلام وافق تسع رمضانات ولم يعتمر فيها من فتح مكة في رمضان الثامنة ولم يعتمر الا - 00:02:49ضَ

ذي القعدة بعد رجوعه من غزوة حنين من هذا ان الله لا يختر لنبيه الا افضل الاعمال وافضل الاقوات. الاوقات وقعت عمره الاربع كلها في اشهر الحج وقعت الثلاثة المتفردات - 00:03:08ضَ

غزوة الحديبية عمرة الحديبية وعمرة القضاء وعمرة الجعرانة كلها وقعت في ذي القعدة نعم فاما من زعم انه انما خرج بسبع مئة فقد غلط ولما علم المشركون بذلك جمعوا احابيشهم وخرجوا من مكة صادين له عن الاعتمار هذا العام - 00:03:28ضَ

وقدموا على خيل لهم وقدموا على خير لهم خالد بن الوليد. لماذا صدوه ان الذين كفروا يصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه اي المقيم فيه - 00:03:51ضَ

والباد اي الذي جاء من خارجه لان لا يتحدث العرب ان محمدا قهرهم وجاء معتمرا همهم كلام الناس هم هم الهياط بالمدحي والثناء الباطل سمعوا احابيشهم احلاسهم تعرضوا له عليه الصلاة والسلام - 00:04:13ضَ

خرج رئيسا لهم خادم الوليد حتى بلغ كراع الغميم راعي الغميم بين عسفان وبين وادي فاطمة هذا الجبل المعترض كأنه كراع النبي عليه الصلاة والسلام من حداقته خالف طريقه بات من جهة سيف البحر - 00:04:41ضَ

من جهة ايش من جهة ذهبان ومن جهة جدة جاء الى الحديبية صلى الله عليه وسلم ومكث في الحديبية خارج حد الحرم اذا حضرت الصلاة دنا فصلى داخل الحد داخل الاميال - 00:05:04ضَ

حد الحرم وحد الحرم صحيح الذي حددته الملائكة وهي اعلمت اعلمت ابراهيم بحدوده فلم يزل المسلمون يجددون هذه الاميال والحدود يتوارثونها لان الحرم اطهر بقعة على هذه البصرة قال الله جل وعلا فيه - 00:05:31ضَ

انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وجعل الله الصلاة فيه معظمة وجعل الله فيه الصيد امن يهيج والجماد والحشيش امن فلا يخبط ولا يقطع الا اليابس منه - 00:06:06ضَ

واللقطة فيها امنة لا تملك هذي من خصائص الحرم سبق التنويه عنها في كتاب الحج نعم وخالفه صلى الله عليه وسلم في الطريق فانتهى فانتهى صلى الله عليه وسلم الى الحديبية وتراسل هو والمشركون حتى جاء - 00:06:28ضَ

بن عمرو فصالحه على ان يرجع عنهم عامهم هذا وان يعتمر من العام المقبل اجابه صلى الله عليه وسلم الى ما سأل نعم كان زعيم اهل مكة وقتها ابو سفيان - 00:06:49ضَ

من زعمائهم سهيل بن عمرو ارسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم غير واحد يخبرهم انه انما جاء معتمرا لم يأتي ولا غازيا واخر من ارسل اليهم وابطأ عندهم عثمان ابن عفان - 00:07:06ضَ

اي اخروه ان يرجع لرسول الله حتى اشاع الناس ان عثمان قتل فعقد له النبي البيعة بيعة الرظوان متى عقدها عقد بيعة الرضوان لما بلغه ان عثمان قد قتل تبايع الناس تحت الشجرة - 00:07:26ضَ

السمرة صلى الله عليه وسلم وهي لاجل عثمان وفيها انزل الله قوله لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة اثبت الله عز وجل لهم رضا بذلك فيما بايعوا نبيه - 00:07:52ضَ

صلى الله عليه وسلم لما انتصر لعثمان نعم جعل الله عز وجل في ذلك من من المصلحة والبركة وكره ذلك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه - 00:08:15ضَ

وراجع ابا بكر الصديق في ذلك ثم راجع النبي صلى الله عليه وسلم فكان جوابه صلى الله عليه وسلم كما اجابه الصديق رضي الله عنه وهو انه عبد لله ورسوله وليس يضيعه وهو ناصره - 00:08:41ضَ

نعم كان في هذه المعاهدة والمصالحة في الحديبية بنود منها انهم لا يعتمرون في تلك السنة ويرجعون قبل بها النبي عليه الصلاة والسلام ومنها انهم يأتون من العام القابل معتمرين ليس معهم الا السيوف في قربها - 00:08:58ضَ

والا يبقوا بعد العمرة في مكة الا ثلاث ليالي قبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ومنها ان كل من جاء مؤمنا من اهل مكة خلال الهدنة انه يرجعه رسول الله اليهم - 00:09:29ضَ

فاذا جاء احد من المسلمين مرتدا الى اهل مكة لا يرجعه اهل مكة قبل النبي بذلك وكان مدة هذه المصالحة عشر سنين قابلة للتمديد قبل النبي ذلك صلى الله عليه وسلم - 00:09:53ضَ

وفي هذه الهدنة جواز مهادنة الكفار اذا رأى ولي الامر مصلحة فنبينا ذلك المقام هو هو ولي الامر ويجوز مهادنتهم مدة محدودة كعشر سنين او اقل او مدة غير محدودة - 00:10:14ضَ

يجوز هذه وهذه وجد بعض الصحابة فيها وانها ضدهم ان فيها غمطا عليهم ومنهم عمر وجاء عمر الى ابي بكر فقال يا ابا بكر لسنا على الاسلام وهم على الكفر - 00:10:33ضَ

اذا لماذا نعطي الدنية في ديننا تنازلات فقال له ابو بكر اليس هو رسول الله يا عمر الزم غرزه ان الله ناصر نبيه هو رسول الله لان الله الذي يدبره ويوجهه - 00:10:58ضَ

ما طابت نفس عمر فاتى الى النبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله السنا اهل الايمان واهل الاسلام وهم اهل الكفر اليست العزة لنا والذلة عليهم؟ اذا لماذا نعطيهم الدنية - 00:11:21ضَ

قال انا رسول الله وان الله ناصري رضي عمر فجعل الله في هذا الصلح الحديبية انواعا من الفرج والفتح للمؤمنين لم يثمنوا له وهذا ثمرة الامتثال والسمع والطاعة حكم الله جل وعلا - 00:11:39ضَ

والعاقبة فيه حميدة لاهله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امره فجاء الامر عن الله ورسوله اقول بلساني مقالك ولسان جنانك - 00:12:03ضَ

سمعنا واطعنا لا تقل بلسانك سمعنا واطعنا وقلبك مخالف لقولك وقصدك مضاد لقولك انتبه هذا عمر ومن هو عمر فلما قنع اقتنع ورضي رضي الله عنه بعد ما كان في نفسه ما كان من الغضاوة - 00:12:27ضَ

وفي الصلح هذا ظنه من ظنه انه اعطاء الدنية وحقيقته اعطاء الفسحة يؤمن من يؤمن عن بينة ويظهر ايمان من امن عن قناعة او عن شكة ونفاق فيه التسليم لامر الله - 00:12:53ضَ

ولحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وافق خواطرنا واهوائنا او لم يوافقها وفيه جرى هذا الفتح فتح خيبر ثم فتح مكة وفيه جرى حكم الاحصار حكم الاحصار لما حصر المشركون - 00:13:15ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدخلوا مكة عامهم ذلك وتحلل في الحلق والنحل نعم مضاه سهيل بن عمرو على ان يرجع عنهم عامه هذا وان يعتمر من الانعام المقبل على الا يدخل مكة الا في جلبان السلاح - 00:13:41ضَ

والا يقيم عندهم اكثر من ثلاثة ايام على ان يأمن الناس بينه وبين وبينه عشر سنين. نعم وكانت العمرة تلك عمرة الحديبية التي صده المشركون عنها ثم في العام الذي بعده عمرة القضية - 00:14:03ضَ

يسمى بعمرة القضية انه قاض عليها اهل مكة يأتي من العام وسميت بعمرة المقاضاة لانها من برود الصلح انه قاضى اهل مكة وصالحهم على ان يأتي العامرا قد جاء معتمرا - 00:14:23ضَ

العام الثاني ثم في العام الذي بعده فتح مكة لما غدرت قريش ونشرت بكرا على خزاعة فزاعة احلاف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبكر احلاف لقريش وفيه ان الحلف ينزل منزلة النسب - 00:14:45ضَ

يؤاخذ عليه المتحالف كما لو وقع الاخفار والغدر منه هو نعم وكانت هذه الهدنة من اكبر الفتوحات للمسلمين كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انا فتحنا لك فتحا مبينا - 00:15:08ضَ

وهذا الفتح المبين في ثلاثة اقوال انه الحديبية الثاني انه فتح خيبر وقيل بهما جميعا وهو الصحيح. نعم وعلى انه من شاء دخل في عقد رسول الله صلى الله عليه في عقد في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شاء ومن شاء دخل في عقد قريش - 00:15:26ضَ

وعلى ان وعلى انه لا يأتيه احد منهم وان كان مسلما الا الا رده اليهم وان ذهب احد من المسلمين اليهم لا يردونه اليه اقر الله سبحانه وتعالى ذلك كله الا ما استثنى من المهاجرين اقر الله سبحانه ذلك كله - 00:15:49ضَ

في هذا العهد والذي ظن من ظن من الصحابة ان فيه اعطاء الدنية على ديننا والذلة والضعف في امر ديننا. نعم الا ما استثنى من المهاجرات المؤمنات من النساء فانه نهاهم عن ردهن الى الكفار وحرمهن على الكفار يومئذ - 00:16:09ضَ

وهذا امر عزيز ما يقع في الاصول وهو تخصيص السنة بالقرآن. نعم الله جل وعلا قال يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المهاجرات اذا جاءكم مؤمنات مهاجرات قال فامتحنوهن الله اعلم بايمانك - 00:16:30ضَ

امر الله اذا جاءت المرأة المهاجرة امتحانها الامتحان مخصوص فان علمتموهن مؤمنات لا ترجعهن الى الكفار حل لهم ولا هم يحلون لهن واتوهن ماء واتوهن ما انفقوا هذه الاية خصصتها السنة - 00:16:50ضَ

سنة النبي عليه الصلاة والسلام في معاهدة الحديبية فامضاها في الرجال ولم يمضها في النساء بل اذا جاءت المرأة فارة من زوجها المشرك من الايمان امتحنها المؤمنون فان علمواهن مؤمنات صادقات - 00:17:18ضَ

حرم عليهم ارجاعهن الى الكفار كانوا يعطون الكفار ما بذلوا استبرأ بحيضة ينكحها من شاء من المؤمنين اذا بذل الذي دفعه الكافر ومنهم من عده نسخا كمذهب ابي حنيفة وبعض الاصوليين - 00:17:40ضَ

وليس هو الذي عليه اكثر المتأخرين والصحيح ان هذا تخصيص للسنة بعموم القرآن. نعم والنزاع في ذلك قريب اذ يرجع حاصله الى مناقشة الى مناقشة في اللفظ وقد كان صلى الله عليه وسلم قبل وقوع هذا الصلح - 00:18:00ضَ

بعث عثمان بن عفان رضي الله عنه الى اهل مكة يعلمهم انه يعلمهم يعلمهم انه لم لم يجيء لقتال احد انه لم يجيء عليه الصلاة والسلام لقتال وانما جاء العمرة - 00:18:19ضَ

نعم وانما جاء معتمرا فكان من سيادة عثمان رضي الله عنه انه عرض عليهم المشركون الطواف بالبيت فأبى عليهم وقال لا اطوف بها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال لا المشركون لعثمان لما جاءهم وهو محرم دونك البيت. فطف - 00:18:37ضَ

اي اقضي اقضي عمرتك قال عثمان والله ما اطوف به قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الايثار. لو طاف عثمان وادى العمرة ما عليه ملامة لكن من كمال - 00:18:57ضَ

للنبي عليه الصلاة والسلام لم ينهي عمرته قبل رسول الله. نعم ولم يرجع عثمان رضي الله عنه حتى بلغه صلى الله عليه وسلم انه قد قتل عثمان لذلك رسول الله صلى الله لذلك اي غضب - 00:19:15ضَ

مستشاط طيرة على رسوله ان يقتل والرسول في الحرب لا يقتل لا تقتل الرسل في الحروب والا كيف يبلغ الناس الرسائل لما بلغه ان عثمان قد قتل حمي عليه الصلاة والسلام وكان من جراء هذه الغضبة - 00:19:32ضَ

وهذي الحمية ان انعقدت بيعة الرضوان بايع المسلمون رسول الله على الموت ثم ضرب عليه الصلاة والسلام يده بيدي الاخرى قال هذه لعثمان بيعة الرضوان التي قال الله فيها في سورة براءة - 00:19:56ضَ

لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة وهذه الشجرة شجرة سمرة في عهد عمر بلغه ان اناسا يذهبون اليها يتفرجون شيئا فشيئا ليعظموها فامر عمر بقطعها بان لا تعظم سدا لذريعة الشرك - 00:20:15ضَ

وحماية لحمى التوحيد ابقاء لاصل الملة اننا لا نعظم حجرا او شجرا ولو كان النبي بايع عنده او تحته لان التعظيم لله تعظيم لرسول الله لا لمحظ الاثار كما تعلقت بها نفوس الضعفاء علما - 00:20:40ضَ

وعقيدة ودينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم دعا اصحابه الى البيعة على القتال تبايعوه تحت شجرة هناك وكانت ثمرة سمر من انواع الشجر الشجر في الصحاري الطلح السمر - 00:21:02ضَ

وشجر السلم السدر وهو اشدها ايراقا واخظارا نعم وكان عدة من بايعه هناك جملة ممن قدمنا انه خرج معه الى الحديبية الا الا الجد ان الجد ابن قيس ان الجد ابن قيس هذه في الدرس القادم ان شاء الله لان بيعة عظيمة بيعة الرضوان - 00:21:24ضَ

اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:21:52ضَ