Transcription
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله تعالى فهي سفينة النجاة لمن ارادها اه ايها المسلمون لقد قدر الله تعالى ان تكون هذه الدار دار ابتلاء. ولم يجعلها الله تعالى - 00:00:00ضَ
لا دار صفاء. ايام الفرح فيها منغصة. وصفوها مشوب بكدر. ورخاؤها لا يدوم نعيمها ابتلاء وحياتها عناء. اهلها منها على وجل. اما بنعمة زائلة او بلية النازلة او منية قاضية يصبح المؤمن يصبح الانسان يصبح الانسان منعما - 00:00:35ضَ
ويمسي مبتلى يمسي فيها مبتلى ويصبح معافى. سماها الله تعالى في محكم التنزيل بالمتاع القليل وحال الناس فيها. كما قال الاول فيوم لنا. فيوم علينا ويوم لنا ويوم النساء ويوم النسر. اذا علم هذا فان العاقل اذا عرف حقيقتها لم يغتر بها - 00:01:05ضَ
واذا علم انها دار ابتلاء تلمس شيئا من اسرار ذلك. ليزداد بهذا عبودية لله عز وجل وتعلقا بالدار الاخرة. ولتتوق نفسه لدار لا يزول نعيمها. ولا يتنغص عيشها ايها المؤمنون ان للمسلم مع الله تعالى عبودية في الضراء. كما له عبودية في السراء - 00:01:35ضَ
مع الله تعالى عبودية في العسر. كما له سبحانه عبودية في اليسر. فينزل البلاء استخرج الله به انواعا من العبودية. لم تكن لتخرج لولا البلاء. كما قال ابن الجوزي رحمه الله فلولا الناس - 00:02:05ضَ
ما رؤي بعض العباد على باب اللجاء. فهذا من النعم في طي البلاء. وانما البلاء المحض يشغلك عن الله فاما ما يقيمك بين يديه ففيه جمالك. انتهى كلامه رحمه الله. والله جل - 00:02:25ضَ
وعلى من لطفه بعبده ان يبتليه ببعض المصائب فيوفقه للقيام بوظيفة الصبر فيها درجات عالية لا يدركها بعمله. وقد يشدد عليه الابتلاء بذلك. كما فعل بايوب عليه سلام ويوجد في قلبه حلاوة روح الرجاء وتأمين الرحمة وكشف الضر فيخف المه وتنشط - 00:02:45ضَ
ايها المسلمون ان من اعظم ما يسلي المؤمن وهو يعيش المصيبة او ينتظرها ان يوطن نفسه على امور اذا استحضرها هان عليه ما يلقى. ومن ذلك ان يوقن ان الابتلاء قاسم مشترك بين - 00:03:15ضَ
العباد كما قال تعالى لقد خلقنا الانسان في كبد. وقال عز وجل ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وكما قال الاول واعلم اني لم تصبني مصيبة من الله الا قد اصابت فتى قبلي. ولو سلم احد من البلاء لسلم منه الانبياء والمرسلون - 00:03:35ضَ
ولكن الله عز وجل لحكمة بالغة ينوع على عباده البلاء فمنهم من يبتلى بالسراء ومنهم من يبتلى بالضراء منهم من يبتلى بالفقر واخرون بالغنى منهم من يبتلى بالمرظ واخرون بفقد - 00:04:05ضَ
احبة منهم من يبتلى بالسجن او القتل في دروب من الابتلاء. ومما يسلي المؤمن ان يتذكر معنى مهما وسرا من اسرار الابتلاء نبه عليه ابن القيم رحمه الله بقوله فان الله عز وجل يربي عبده - 00:04:25ضَ
على السراء والضراء والنعمة والبلاء. فيستخرج منه عبوديته في جميع الاحوال. فان العبد على الحقيقة هو من قام بعبودية الله على اختلاف الاحوال. واما عبد السراء والعافية الذي يعبد الله على حرف - 00:04:45ضَ
فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه فليس من عبيده الذين اختارهم لعبوديته لا ريب ان الايمان الذي يثبت على محل الابتلاء والعافية هو الايمان النافع وقت الحاجة. واما ايمان - 00:05:05ضَ
العافية فلا يكاد يصحب العبد ويبلغه منازل المؤمنين. وانما يصحبه ايمان يثبت على البلاء العافية. انتهى كلامه رحمه الله. ومن المسليات في طريق الابتلاء ان تتذكر ايها المبتلى صرف ربك عنك من نقمة وبلاء وان ما اصابك لا شيء بالنسبة لما صرفه عنك. قال الحسن البصري - 00:05:25ضَ
رحمه الله في تفسير قوله تعالى ان الانسان لربه لكنود قال يعدد المصائب وينسى النعم ام يعدد المصائب وينسى النعم نعوذ بالله من حال هؤلاء. وتأمل ايها المبتلى في ذلك العلاج - 00:05:55ضَ
النبوي الذي له اثره البالغ لمن استعمله. ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال انظروا الى هو اسفل منكم ولا تنظروا الى من هو فوقكم. فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم. فان العبد - 00:06:15ضَ
اذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل رآه يرى فان العبد اذا نصب بين عينيه هذا الملح الجليل رآه يفوق جمعا كثيرا من الخلق في العافية وتوابعها. وفي الرزق وتوابعه - 00:06:35ضَ
مهما بلغت به الحال فيزول حينئذ قلقه وهمه وغمه. ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فيها غيره ممن هو دونه. وكلما طال تأمل العبد وكلما طال تأمل العبد وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية رأى ربه قد اعطى - 00:06:55ضَ
خيرا كثيرا. ودفع عنه شرورا متعددة. ولا شك ان هذا يدفع الهموم والغموم. ويوجب الفرح والسرور ومن اعظم ما يسلي المبتلى علمه ان البلاء له امد ينتهي اليه. ووقت ينقضي - 00:07:25ضَ
والمصائب ينسيها مرور الوقت. وما عرف ان بلية وما عرف وما عرف ان بلية احكمت استحكاما تاما لا فرج معه. ابتلي يعقوب عليه الصلاة والسلام عشرات السنين. فجاءه الفرج ومرظ ايوب عليه الصلاة والسلام سنوات طويلة حتى استنكره اقرب الناس له فجاءه الفرج وفي - 00:07:45ضَ
واقع شواهد كثيرة اعرف منها اسرة اسرة بقيت في بلاء السحر اكثر من ثلاثين عاما فيقدر الله ما عرف بعد بتسونامي الذي ضرب جنوب شرق اسيا قبل نحو عشر سنوات او اكثر لينفجر - 00:08:15ضَ
كالسحر الذي رماه الساحر في لجة البحر. وتعود السعادة لترفرف اشيعتها من جديد. على ذلك البيت المبتلى ولحديثنا بقية نفعني الله واياكم بهدي كتابه وبسنة خير انبيائه. اقول ما تسمعون واستغفر - 00:08:35ضَ
والله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي رحيم ودود. الحمد وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. فمن اعظم ما يقابل المؤمن به - 00:08:55ضَ
الابتلاء هو ذلكم الدواء الرباني. الذي ذكره الله تعالى في كتابه في نحو من مائة موضع. الا وهو الصبر يا عباد الله فان الجزع لا يحيي ميتا ولا يشفي مريضا ولا يصلح فاسدا ولا - 00:09:15ضَ
ردوا غائبا ومن يتصبر يصبره الله كما قال عليه الصلاة والسلام. ولقد ذكر الله تعالى في كتابه مع الصبر نوعين اخرين في نفس سياق الايات. وفي ايات متقاربة في سورة البقرة. فقال سبحانه - 00:09:35ضَ
موصيا من تنزل به نازلة او مصيبة. يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة. ان الله مع الصابرين معهم معية خاصة. فمن هم الصابرون الذين استحقوا هذه المعية الخاصة اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله انا لله وانا اليه راجعون - 00:09:55ضَ
تأمل يا عبد الله كيف جمعت هذه الايات ثلاثة انواع من العلاج؟ علاج نفسي وهو التصبر وعلاج قولي وهو الاسترجاع وعلاج بدني وقلبي وهو الصلاة. وهو الصلاة مفزع رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:25ضَ
ومع وضوح هذه الادوية الربانية الا ان بعض الناس يقصر في تعاطيها عند نزول المصيبة والبلاء ووالله ثم والله ثم والله ما لجأ اليها عبد موقنا بها الا وسكب الله في قلبه - 00:10:45ضَ
من اليقين والرضا ما لا يخطر له على بال. مع استحضار ما سبق ذكره من علاجات. ايها المؤمنون ومن اعظم ما يسكب اليقين في التعامل مع البلاء. علم العبد بانه من عند الله. كما قال التابعي الجليل علقمة - 00:11:05ضَ
ابن قيس رحمه الله في تفسير قوله تعالى ومن ما اصاب من مصيبة ما اصاب من مصيبة باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال رحمة الله عليه هو الرجل تصيبه المصيبة في علم - 00:11:25ضَ
يعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم. ومما يعين على تلقي المصائب والبلاء حسن لها بصالح العمل والعيش مع الله في حال الرخاء. والا فان الناس في حال الشدة كل - 00:11:45ضَ
كلهم رجاعون الا ما شاء الله. حتى المشركون حتى المشركين يقول ابن الجوزي رحمه الله من عاش مع الله طيب النفس في زمن السلامة خف عليه زمن البلاء. فهناك المحك والعاقل من اعد ذخرا - 00:12:05ضَ
وحصل زاد وزاد وازداد من العدد للقاء حرب البلاء. ولابد من لقاء البلاء. ولو لم يكن الا صرعة الموت. ولو لم يكن الا صرعة الموت ولو لم يكن الا صرعة الموت. فنسأل الله عز - 00:12:25ضَ
وجل يقينا يقينا شر ذلك اليوم. لعلنا نصبر للقضاء او نرضى به. ونرغب الى الله عز وجل ونرغب الى الله عز وجل مالك الامور ان يهب لنا من فواضل نعمه على احبابه حتى يكون لقاؤه - 00:12:45ضَ
احب الينا من بقائنا وتفويضنا الى تقديره اشهى لنا من اختيارنا ونعوذ بالله من اعتقاد الكمال لتدبيرنا انتهى كلامه رحمه الله اللهم انا نسألك العافية اللهم انا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا - 00:13:05ضَ
والاخرة. اللهم انا نسألك يا من يفرح بسؤال عباده. يا من لا يتبرم من الحاح الملحين. ان تجعل لنا في ساعتنا هذه ونحن نستقبل فريضة من فرائضك نسألك ان تجعل لنا ولجميع اخواننا المكروبين - 00:13:25ضَ
فرجا ومخرجا. اللهم اجعل لنا ولهم فرجا ومخرجا. اللهم اجعل لنا ولهم فرجا ومخرجا. من حيث لا اكتسب اللهم ان اللهم ان لنا اخوان هنا وهناك وانت اعلم يصبحون في ابتلاء - 00:13:45ضَ
تونف ابتلاء. اللهم انا نسألك يا ارحم الراحمين ان تكشف ضرهم. اللهم اكشف ضرهم وفرج كربتهم ونفسك ونفس غمهم. اللهم ارفع درجاتهم بلبسها. اللهم ارفع تلاء درجاتهم وارزقنا واياهم الصبر والاحتساب. واملأ قلوبنا جميعا رضا بك وعنك. واخرجنا واياهم من - 00:14:05ضَ
من هذه الدنيا سالمة ادياننا رفيعة درجاتنا. اللهم انا نعوذ بك من عافية تجعلنا نكفر اذكروا نعمتك او تنسينا حسن بلائك. اللهم اجعلنا لك شاكرين. لك ذاكرين. لك راهبين اليك مخبتين منيبين - 00:14:35ضَ
- 00:14:55ضَ