الكلمة الطيبة | عبد المحسن القاسم

اغتنم خمساً قبل خمس | عبد المحسن القاسم

عبدالمحسن القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا حديث ان اغتنم خمسا قبل خمس - 00:00:00ضَ

تمضي السنوات والاعوام والليالي والايام وتجري الشمس لمستقر لها ثم ينقضي الزمان والليل يطلب النهار سريعا لمضي الكون يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والحياة لا تدوم على حال نعم موهوبة والاء مسلوبة - 00:00:24ضَ

والنبي صلى الله عليه وسلم حث على اغتنام خمس نعم ايامها هي ايام العمل والتأهب والاستعداد والاكثار من الزاد منها ما هو زائل لا محالة ومنها ما يخشى زواله من فاته العمل فيها لم يدركه عند مجيء اضدادها - 00:00:53ضَ

ولا ينفعه التمني بعد التفريط قال الرسول صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك - 00:01:18ضَ

رواه الحاكم فايام الشباب قليلة. وقد يقطعها الاجل قبل تمامها وما اكثر من يموت في شبيبته قال ابن الجوزي رحمه الله اكثر من يموت الشباب لذا قل ان ترى الاشياخ - 00:01:43ضَ

والشباب زمن التحصيل لامور الدنيا والدين وزمنه من انفس الاوقات والمحاسبة عليه تجري على انفراد لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع. ومنها وعن شبابه فيما رواه الترمذي - 00:02:05ضَ

ومن حفظ شبابه بالطاعة ومغالبة الهوى وعده الله بظل تحت العرش سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ومنهم شاب نشأ في عبادة الله متفق عليه والعافية متعة الدنيا لا لذة للحياة اذا زالت - 00:02:30ضَ

وايام سرورها مجهولة لا يعلم متى انقضاؤها ومن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك العفو والعافية. رواه ابو داوود وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم امته ان تدعو ربها ان تنالها. فقال - 00:02:59ضَ

واسألوا الله العافية متفق عليه وهي مما يسأل عنه يوم القيامة قال الرسول صلى الله عليه وسلم ان اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة يعني من النعيم ان يقال له - 00:03:23ضَ

الم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد. رواه الترمذي وتدوم العافية بشكرها باستعمالها في الطاعة واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم وبالمأكل والمشرب الحلال. وبكثرة الاستغفار وملازمة التوبة ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا - 00:03:43ضَ

ويزدكم قوة الى قوتكم وقال تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في كبره وضعف قوته - 00:04:16ضَ

والاوزار مهلكة للصحة قال سبحانه ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ومن عمل في صحته ثم مرض اجري له ثواب ما كان يعمله وهو صحيح قال الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:04:38ضَ

اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا رواه البخاري ومن اهمل العمل في صحته ثم مرض لم يجري عليه سوى الحسرة والندم فاعمل في عافيتك لله - 00:05:01ضَ

وان استطعت الا يسبقك الى الله احد فافعل قال علي رضي الله عنه لا تنسى صحتك وشبابك وغناك ان تطلب بها الاخرة والمال يتقلب بايدي العباد لا يبقى على حال - 00:05:23ضَ

ومن لم يتحول عنه المال تحوله عن المال بالرحيل. قال جل جلاله كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم والمال فتنة هذه الامة قال الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:05:44ضَ

لكل امة فتنة وفتنة امة المال. رواه الترمذي والغني المنفق يسبق غيره بالاجور قال بعض الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب اهل الدثور بالاجور متفق عليه - 00:06:04ضَ

والموفق من الاغنياء من بنى اخرته بالسخاء والعطاء مع التقوى قال الرسول صلى الله عليه وسلم افضل الصدقة ان تصدق وانت صحيح شحيح تخشى الفقر تأمل الغنى متفق عليه والنادم من كان زمانا وتوانى عن الانفاق. قال تعالى - 00:06:28ضَ

وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين والفراغ هو زمن العمل قال سبحانه فاذا فرغت فانصب واذا كبر المرء كبرت معه امال الحياة - 00:06:57ضَ

فيبذلون فيس ما يملك من الوقت لتحصيلها وقد تفوته قال النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ رواه البخاري قال ابن كثير رحمه الله - 00:07:25ضَ

اي انهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين لا يقومون بواجبهما ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون وما سبق من سبق الى المعالي الا باغتنام زمان الفراغ قرأ الخطيب البغدادي رحمه الله صحيح البخاري على الحيري في ثلاثة مجالس - 00:07:47ضَ

وقرأ برهان الدين البقاعي على البدر الغزي صحيح البخاري في ستة ايام وقرأ الفيروز ابادي صحيح مسلم في ثلاثة ايام على ناصر الدين قال الحسن البصري رحمه الله اذا رأيت الناس في خير فنافسهم فيه - 00:08:16ضَ

ولا تحقرن شيئا من الشر في فراغك ان تتقيه ولا شيئا من الخير في وقتك ان تفعله. فالفراغ لا يدوم والحياة قصيرة ليس للمرء فيها بقاء يتحين الرحيل عنها في كل ان - 00:08:40ضَ

قال الرسول صلى الله عليه وسلم كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح - 00:09:01ضَ

وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك رواه البخاري قال الحسن البصري رحمه الله المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها له شأن وللناس شأن - 00:09:21ضَ

وليس للمرء دار يعمل فيها سوى هذه الدار الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ومنزلة العبد في الاخرة هي بعمله في هذه الايام والدنيا قصيرة خداعة لا تعطي احدا نفسها الا بعد ان تذل طالبها. ومتاعها قليل - 00:09:43ضَ

قال عليه الصلاة والسلام ما الدنيا في الاخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه في اليم. اي في البحر فلينظر بما يرجع. رواه مسلم وقد انذر الله من حسرة الموت قبل العمل - 00:10:11ضَ

حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت واذا حضر الاجل انقطع العمل ثم تحبس كل نفس بعملها قال سبحانه كل نفس بما كسبت رهينة - 00:10:30ضَ

وكان ابو الدرداء رضي الله عنه اذا رأى جنازة قال موعظة بليغة وغفلة سريعة فبادر بالاعمال قبل ان يحال بينك وبينها. قال الرسول صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم - 00:10:53ضَ

يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا او يمسي مؤمنا ويصبح كافرا رواه مسلم ومما يسابق اليه اداء الصلوات المفروضة جماعة في بيوت الله والاجتهاد في انواع الطاعات نسأل الله عز وجل ان يوفقنا لكل خير - 00:11:17ضَ

وان يعيننا على اغتنام اوقاتنا بما يقربنا اليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:41ضَ