محاضرات

الأدلة القويمة في بيان خطر التحريش والنميمة | محاضرة | الشيخ رشاد الضالعي

رشاد بن أحمد الضالعي

الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته - 00:00:01ضَ

ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا - 00:00:36ضَ

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد اعلموا ان خير الحديث كتاب الله - 00:01:09ضَ

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ايها الاخوة في الله نحمد الله سبحانه وتعالى الذي من علينا بهذا اللقاء المبارك - 00:01:35ضَ

وبهذا الاجتماع الطيب في بيت من بيوت الله وفي مسجد من مساجد اهل السنة والجماعة وقد طال غيابنا عنه كما ذكر اخونا عبد الحميد فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا واياكم جميعا على طاعته - 00:02:10ضَ

وفي هذا المجلس المبارك وهذا الاجتماع الطيب نتكلم واياكم حول ذنب من الذنوب العظيمة حول كبيرة من الكبائر لها ظرر عظيم في اوساط المسلمين من اعظم ما يحبه الشيطان وجنود الشيطان - 00:02:42ضَ

وهو ذنب النميمة والافساد بين الناس بالتحريش هذا الذنب الذي ورد فيه ما ينفر المؤمن عنه. ويبعده عنه فانه معصية لله جل وعلا ومخالفة لاوامره وايضا ظرر عظيم على المسلمين في حياتهم - 00:03:27ضَ

فهو من اعظم ما يكون ظررا على المسلمين وحتى لا يأخذ بنا الحديث يمنة ويسرة سيكون كلامنا فيه في ثلاثة امور رئيسية الامر الاول في معنى النميمة والامر الثاني فيما ورد فيه من ادلة من كلام الله - 00:04:11ضَ

وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم التي تنفر منه وتحذر عنه والامر الثالث فيما ينبغي ان يواجه به النمام. وكيف ينبغي ان يعامل فاما الامر الاول وهو معنى النميمة فالنميمة - 00:04:46ضَ

هي نقل الكلام بين الناس على وجه الافساد بينهم. كذا عرفها ابن الاثير رحمه الله نقل الكلام بين الناس على جهة الافساد بينهم. فيأخذ كلام فلان من الناس يوصله الى شخص اخر - 00:05:20ضَ

ويقول له فلان يقول فيك وفلان يتحدث عنك وفلان يذمك ويعيبك بكذا وكذا وفي نيته ان يفسد في نيته الافساد بين هذا الاخ وبين اخيه الذي نقل اليه الكلام ليس في نيته نصح - 00:05:50ضَ

وليس في نيتي اصلاح وليس في نيتي ارادة الخير وانما يريد بذلك الافساد والعياذ بالله فهذا هو النمام والنم هو بمعنى النقل النمام الذي ينقل كلام الناس على وجه الافساد بينهم - 00:06:24ضَ

وقد ورد فيه كثير من الادلة التي تنفر المسلم عن هذا الذنب ان يحذر المسلم من القالة من نقل الكلام من فلان الى فلان ليفسد بينهم فمما ورد فيه ان نبينا عليه الصلاة والسلام اخبرنا - 00:06:56ضَ

ان هذا الفعل هو فعل الشيطان الذي ربح فيه فعل الشيطان الذي الحق بسببه بالناس اضرارا كثيرة فقد جاء في صحيح مسلم عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه - 00:07:32ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان قد ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم هؤلاء الاخوة الذين يوزعون هذا الماء والعصير الافضل بعد العشاء ضعوه الى بعد العشاء واعطوه الناس بارك الله فيكم - 00:08:00ضَ

فهذا الفعل الذي اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام انه فعل الشيطان ان الشيطان قد ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ومعنى ايس ان يعبده المصلون لا يظن ضان ان معناه لا يقع شرك في جزيرة العرب ابدا كما يقول الصوفية - 00:08:26ضَ

لكن المعنى ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب اي ايس ان يعبده جميع المصلين اي شأن تصير وان ترجع جزيرة العرب بلاد شرك كما كانت فهذا ايس منه الشيطان - 00:09:05ضَ

لكن الشيطان اوجد لهم ذنبا عظيما فتنهم به وهو التحريش بينهم يحرش بين الزوج وزوجته وبين الاب وولده وبين الاخ واخيه وبين الجار وجاره يحرش بين المسؤول والمسؤول بين الرئيس والرئيس. بين الدولة والدولة - 00:09:28ضَ

فتنشأ الخصومات والخلافات والفتن والحروب بسبب تحريش الشيطان فالشيطان يحرش بين المسلمين اشد التحريش الشيطان عنده سرايا عنده جنود كل يوم ينشرهم لهذا القصب جاء في صحيح مسلم عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه - 00:09:59ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان يضع عرشه على الماء اي في البحر كما جاء في رواية اخرى لمسلم والعرش هو سرير الملك فمعناه ان مركز الشيطان - 00:10:31ضَ

الذي ينشر منه جلوده هو البحر هو مركز الشيطان ومكان ملكه ومستقره في البحر ان ابليس يضع عرشه على الماء ويبعث سراياه لفتنة الناس واقربهم وادناهم عنده منزلة اشدهم فتنة - 00:10:52ضَ

فاشد الشياطين فتنة هو اقرب الناس الى ابليس الذي هو ابو الجن كبيرهم. ملكهم فيأتيه الواحد منهم بعد ان يبعثه فيقول لم ازل بفلان حتى فعل كذا وكذا اي حتى فعل الذنب الفلاني حتى عصى الله بمعصية - 00:11:24ضَ

قال له ما صنعت شيئا رغم انه قد اغوى انسانا لكن الشيطان يريد الفتنة والخلاف والشر بين الناس قال فيأتيه الاخر فيقول له لم ازل بفلان حتى طلق امرأته قال فيلتزمه ان يحتضنه الشيطان ويقول له انت انت - 00:11:48ضَ

انت اعلى هؤلاء منزلة انت افضلهم صنيعا حيث فرقت بين انسان وبين زوجته فهذا الفعل وهو التحريش والفتنة الذي تحدثه النميمة هو فعل الشيطان هو اهم ما يسعى اليه الشيطان - 00:12:19ضَ

فالنمام اذا الذي ينم من فلان الى فلان حتى يفسد بينهم هذا من جنود الشيطان وممن يعمل لصالح الشيطان شعر او لم يشعر ايضا من مفاسد هذا الذنب العظيمة انه يفرق بين الناس - 00:12:48ضَ

يقطع العلاقات بين الناس. والله كم تقطعت من علاقات بسببه كم قطعت من علاقات في الاسرة الواحدة بسبب النميمة والقالة بين الناس كم تقطعت من علاقات بين اخ واخيه كانوا على اشد ما يكون محبة في الله - 00:13:18ضَ

فبسبب فعل نمام نم على اخيه تقطعت علاقته بينه وبين اخيه بتصديق النمام كم تقطعت العلاقة بين طالب وبين شيخي ومعلمه صار يبغض من علمه يبغض من رباه يبغض من بذل الجهود لنفعه بسبب فعل النمامين - 00:13:48ضَ

كم تقطعت العلاقة بين عالم وبين تلميذه؟ صار العالم نافرا من هذا التلميذ قد نظر الى نظرة سيئة بسبب فعل النمام كم من امرأة اخرجت من زوجها بسبب فعل النمامين بل كم من قبيلة اشتعلت بين الحرب مع قبيلة اخرى بفعل النمام - 00:14:24ضَ

فالنميمة تفرق الناس. وتنشئ بينهم العداوة والخصومات. ولذا سماها النبي صلى الله عليه وسلم العطف جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم ملعظه - 00:14:55ضَ

كما روي العظم وروي العظة قالوا بلى يا رسول الله نبئنا ما هو العظم والعظة مأخوذ من التقطيع فالعطف هو القطع ولذا قال الله الذين جعلوا القرآن عظيم اي مقطعا مفرقا امنوا ببعضه وكفروا ببعضه - 00:15:15ضَ

الا انبئكم ما العظة؟ اي ما هو التفريق بين الناس والتقطيع الشديد بينهم؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال هي النميمة القالة بين الناس تفرق بين الاخ واخيه تبدل بدن المحبة عداوة وبغضاء - 00:15:41ضَ

تبدل بدل الالفة والاجتماع فرقة وكراهية وبغظاء وشدة وخصام سماها النبي صلى الله عليه وسلم عظها لفسادها وهذا التفريق كما هو معلوم. من فعل من فعل شرار الناس. من فعل الشيطان وجنوده - 00:16:05ضَ

ومن فعل السحرة الذين اخبر الله تعالى عنهم انهم يفرقون بين المرء وزوجه. فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه فالتفريق اذا من فعل شرار الناس من فعل الشياطين واتباع الشياطين من الانس - 00:16:28ضَ

ولذا نجد ان العلماء يذكرون النميمة في ابواب السحر كما صنع شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد ذكر حديث عبد الله بن مسعود هذا في باب بيان شيء من انواع السحر - 00:16:56ضَ

والمناسبة في ذلك ان النميمة نتيجة كنتيجة السحر فكما ان السحر يفرق بين الناس ويدخل بينهم العداوة والبغضاء والخلاف والخصام بل ربما الاقتتال وكذلك النميمة توصل الناس الى هذا المستوى واشد - 00:17:21ضَ

توصل الناس الى سفك الدماء وقد ظهر ذكر الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر قصة طريفة ان رجلا سمع رجلا ينادي على عبد في سوق النخاسين اي سوق بيع العبيد - 00:17:46ضَ

عنده عبد يريد ان يبيعه فجاء من يشتريه سأله هل في عيب قال ليس في عيب هو عبد يعمل ويطيع سيده وقوي جلد على العمل الا ان فيه عيب واحد - 00:18:11ضَ

فما هو قال يتساهل بالنميمة ينم احيانا ينقل نميمة فهذا الرجل الذي يريد شراس تصغر هذا الذنب. رآه ذنبا يسيرا فاشتراه فظل هذا العبد معه حتى انه في يوم من الايام جاء وقت النميمة - 00:18:32ضَ

جاء الى زوجة سيده فقال لها اني قد سمعت ان فلانا سيدي قد عزم على الزواج بغيره وقد تعلق بامرأة سواك ولا يريدك فاهتمت تلك المرأة حصل لها كرب قال ولكن عندي الحل يسير - 00:19:04ضَ

هناك شعرات في اسفل الذقن اذا قطعتيها واحتفظتي بها معك ذهب عنه هذا الامر فقال لها اذا هو نام الليلة فاقطعيها وسيذهب منه هذا الامر ثم جاء الى سيدي الى زوج تلك المرأة - 00:19:40ضَ

فقال له انه قد بلغني ان امرأتك صاحبة رجلا سواك وقد تعلقت به وشغف به قلبها وانها قد عزمت الليل على قتلك واذا اردت ان تصدقني فاذا اتيت الى النوم فتناوم. اظهر انك نائم وانظر ما تصنع به - 00:20:06ضَ

قال فلما كان من الليل واظطجع ذلك الرجل على فراشه وتناوم ظنت زوجته ان قد نام فجاءت بسكين معها فاهوت بالسكين دنت بها تريد ان تقطع هذه الشعرات فصدق ذلك الزوج انها تريد قتله. فاخذ تلك السكين وقتلها - 00:20:39ضَ

فجاء اهلها فوجدوها مقتولة فقتلوه ونشبت بينهم فتنة شديدة بسبب فعل النمام فلا يستصغر الانسان فعلا نمام فانه قد يفسد فسادا عظيما وقد يوصل الى شر كثير لا يتوقعه الانسان - 00:21:05ضَ

فليحذر المسلم ان يكون نماما. يحذر انه كلما سمع كلاما اوصله الى الاخر اذا سمعت اخا يتكلم في اخ صحوا ذكره بالله افظل من ان تحمل كلامه ذلك الى الذي - 00:21:34ضَ

كل ما فيه فتصير بذلك مفسدا ولو كان ذلك الكلام حقا. ولو كان ذلك الكلام صحيحا فانت نمام اما لو نقلت عنه كذبا فقد جمعت النميمة والكذب وهكذا يحذر الانسان من النمام فلا يصدقه - 00:21:54ضَ

ولا يفتح له اذنه ولا يصغي له فالنميمة اذا من اشد ما يكون بها التفريق بين الناس والفتن العظيمة التي تنشأ عنها. وكم والله من نمام افسد بين الناس ما لم يفسده كثير من الشر. ليس في نميمة - 00:22:22ضَ

من ضرر النميمة ومفسدتها ان اهلها هم شر الخلق اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان شر الناس هم اهل النميمة لانهم يحدثون شرا عظيما في اوساط المسلمين جاء في حديث اسماء بنت يزيد - 00:22:51ضَ

وبنحوه عن عبدالرحمن بن غنم رضي الله عنهما عند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال الذين اذا رؤوا - 00:23:16ضَ

ذكر الله اذا رؤوا ذكر الله اينما يوجدون يحصل ذكر لله جل وعلا اينما يجلسون يحصل الذكر لله سبحانه وتعالى بوجودهم فهؤلاء هم خيار الخلق الذين وجودهم يذكر بالله سبحانه وتعالى - 00:23:39ضَ

ثم قال الا اخبركم بشراركم قالوا بلى يا رسول الله قال المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الاحبة الباغون للبرءاء العنت هؤلاء شر الناس المشاؤون بالنميمة يحمل النميمة ويمشي بها ينقلها من فلان الى فلان - 00:24:07ضَ

المفرقون بين الاحبة يأتي الى احبة في الله متحابين متناصرين متعاونين في فرق بينهم ويفسد بينهم ويجعل بعظهم يبغظ بعظا بسبب نميمته الباغون للبرءاء العنت والعنت هو بمعنى الشدة والمشقة - 00:24:41ضَ

اي انهم يتهمون البرء ويرمونهم بالفواحش ونحوها من التهم التي تشق عليهم وتعنتهم فهؤلاء شر الناس المفرقون بين الاحبة والله كم من انسان افترق هو ومن يحبه بفعل نمام كم من انسان ابغض شخصا يحبه بفعل نمام - 00:25:11ضَ

كم من انسان عاد من كان صديقا له بسبب فعل نمام فهؤلاء اخبر الرسول عليه الصلاة والسلام انهم شرار الخلق وجاء في الصحيحين ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:25:44ضَ

تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه هذا شر الناس يأتي الى هذا الشخص يظن يظهر له انه معه وانه يحبه ويدافع عنه ويغضب له ويذهب الى الاخر ويظهر له كذلك - 00:26:08ضَ

وهذا من النفاق والعياذ بالله يا ناس الى عبد الله بن عمر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري قالوا له انا ندخل على امرائنا ونتكلم عندهم بكلام خلاف الذي نتكلم اذا خرجنا من عندهم - 00:26:36ضَ

نظهر لهم بوجه خلاف الوجه الذي نكون خارج قال كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النفاق يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه فهذا النمام المفسد - 00:26:54ضَ

يظهر لهذا الشخص انه ناصح يظهر انه يحبه انه يغار علي يغضب له. ان فلان قال فيك كذا وقال فيك كذا. وقال فيك كذا. فيظهر فهو انه يحبه ويذهب الى الشخص الاخر - 00:27:14ضَ

في ظهر لو انه يحب ايضا وانه يغضب لو يغار عليه فهذا شر الناس تجدون شر الناس ذا الوجهين بعض الناس اليوم له عشرة اوجه اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان شر الناس - 00:27:34ضَ

هو ذو الوجهين كيف بمن يكون له اكثر من ذلك وليس المراد وجوه حقيقية ولكن بافعاله وتصنعه وكلامه في ظهر لكل فئة انه منهم وانه يحبهم وانه يغضب وانه يبغض الاخرين وهكذا - 00:28:01ضَ

فشر الناس ذو الوجهين هكذا اخبر النبي اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان افساد ذات بين الناس يضر بدينهم الافساد بين الناس ظرر على الدين تحلق الدين كما جاء في حديث ابي الدرداء عند احمد وغيره - 00:28:29ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم بما هو افظل من درجة الصلاة والصيام والصدقة افضل من درجة الصلاة. ودرجة الصيام والصدقة. قالوا بلى يا رسول الله. قال اصلاح ذات البين - 00:29:02ضَ

وفساد ذات البين الحالقة فساد ذات البين الحالقة فالرسول عليه الصلاة والسلام جعل الذي يسعى بالاصلاح بين الناس فعله هذا درجته افضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة وفساد ذات البين الحالقة - 00:29:24ضَ

والمراد بالحالق انها تحلق دين الانسان لا تحلق شعره بل تحلق دينه وتفسد دينه الذي يفسد بين الناس على خطر عظيم الذي يسعى بالافساد بين الناس ذنبه هذا ليس بالذنب السهل. بل هو ذنب عظيم يسعى بهذا الذنب الى افساد دينه - 00:29:54ضَ

تلك المعصية تحلق دين والعياذ بالله من شؤم هذا الذنب وضرر هذا الذنب انه رتبت عليه العقوبات. رتبت عليه العقوبة في القبر والعذاب في القبر رتبت على العقوبة يوم القيامة - 00:30:26ضَ

بالحرمان من نعيم الله جاء في الصحيحين عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. بلى انه كبير والمعنى وما يعذبان في كبير - 00:30:48ضَ

اي هذا الذنب في نظرهما يسير ولكنه عند الله كبير كما قال بعض الشراح وما يعذبان في كبير اي في نظرهما بمعنى انهما يتساهلان بهذه الذنوب ويريانها ذنوبا صغيرة يسيرة - 00:31:18ضَ

وقال بعض الشراح وما يعذبان في كبير اي في كبير تركه. ليس تركه شاقا ولا كبيرا. بل ترك هذا الذنب امر يسير ثم قال بلى انه كبير اي هو كبير عند الله وعظيم - 00:31:40ضَ

اما احدهما فكان يمشي بالنميمة واما الاخر فكان لا يستتر من البول احدهما كان يمشي بالنميمة يحمل النميمة من فلان الى فلان يريد ان يفسد بينهم ذنب عظيم والاخر لا يستتر من بوله. اي يبول على مكان صلب - 00:32:02ضَ

او في مهب الريح فيتناثر بوله على جسده وثيابه فلا يستتر منه ولا يتنزه من البول ولذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال استنزهوا من البول. فان عامة عذاب القبر منه - 00:32:30ضَ

فالشاهد ان الرسول عليه الصلاة والسلام اخبر ان احد المقبورين يعذب في قبره بسبب نميمته وانه فعل ذنبا عظيما وان كان في نظره يسيرا وان كان يتساهل بهذا الذنب لكنه عند الله جل وعلا عظيم - 00:32:51ضَ

وجاء في الصحيحين ايضا عن حذيفة بن اليمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة نمام وجاء في لفظ قتات والقتات هو بمعنى النمام لا يدخل الجنة نمام - 00:33:18ضَ

اذا ذنب عظيم هذا ليس بالذنب السهل مثل هذه الاحاديث تزجر المؤمن ان يفعل النميمة. وان يسعى بالافساد بين الناس لا يدخل الجنة نمام وعيد عظيم يخاف منه المؤمن فكل مؤمن يسعى الى جنة الله - 00:33:42ضَ

والنبي عليه الصلاة والسلام يخبر ان النمام لا يدخل الجنة فاذا كان هذا الذنب كذلك فواجب على المسلم ان يحذره يحذر ان يفعل النميمة. احذر ان تنقل الكلام من فلان الى فلان - 00:34:12ضَ

رأيت من اخيك خطأ رأيت اخا لك يتكلم في اخيه ازجره انصحوا ذكره بالله انه عن هذا الكلام لماذا تحمل كلامه هذا وتنقله الى الذي تكلم فيه تريد الافساد بينهم - 00:34:35ضَ

تريد ان تعمل عمل الشيطان وتكون من جنوده بهذا الفعل المشين فهذه الادلة التي سبق ذكرها مما يخوف المؤمن ويزجره عن هذا الذنب الامر الثالث الذي نتكلم عنه في هذا المجلس - 00:35:00ضَ

في الامر الذي ينبغي ان يعامل به النمام هذا ذنب عظيم والله لو فشى بين المسلمين لافسدهم يفسد الدول لا ترى الا وهذا المسؤول اما الوزير او المحافظ او المدير - 00:35:32ضَ

قد فسد حال مع الذي هو في منصب مثله وكم نشبت من حروب؟ كم نشبت من فتن؟ كم حصل من اختلاف في دول المسلمين بذلك لو دخل هذا الذنب في اوساط الدعوات بين طلبة العلم. وحملة الدعوة وبين اهل العلم لافسد بينهم - 00:35:52ضَ

يتعادون ويتقاطعون ويتباغضون ويتنافرون بسبب فعل النمامين لو دخل هذا الذنب بين الجيران وبين الاصحاب وبين الاسر لاحدث في اوساطهم شرا عظيما وظررا كثيرا فلذا ينبغي ان نعامل النمام بالمعاملة الشرعية - 00:36:18ضَ

وقد ذكر الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر نقلا عن ابي حامد الغزالي رحم الله الجميع فائدة في كيف يعامل النمام وكيف يتصرف الشخص الذي حملت اليه نميمة وجاءه انسان يقول فيه قال فيك فلان كذا وكذا - 00:36:51ضَ

فقد ذكر رحمه الله انه ينبغي ان يعامل بستة امور لو عمل الناس بها لانقطع دابر هذا الشر ولذهب شر النميمة من اوساطهم الامر الاول الذي يواجهه به الا يصدقه - 00:37:17ضَ

لماذا لا يصدقه لانه فاسق. النمام مرتكب لكبيرة. ومرتكب الكبيرة فاسق والله سبحانه وتعالى قد امرنا ان نتثبت من خبر الفاسق والا نصدقه يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا - 00:37:42ضَ

اذا جاءكم فاسق بخبر نقل اليكم كلاما فتبينوا تثبتوا ولا تتعجل بتصديقه والتثبت سنة نبوية عظيمة كان عليها الانبياء عليهم الصلاة والسلام لانهم يعلمون ان عدم التثبت فيه اظرار وتأمل الى سليمان عليه الصلاة والسلام - 00:38:13ضَ

كيف عامل الهدهد مع ان الهدهد ناصح ومع ان الهدهد جازم بالخبر قال له وجئتك من سبأ بنبأ يقين. عندي خبر يقين لا شك فيه وهل تعجل سليمان بتصديقه قال سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين - 00:38:46ضَ

ما قبل خبر قبل قبول المسلم له مع انه خبر يقين فهكذا المسلم اذا جاءه النمام بنميمة واتى يقول له فلان قال فيك كذا وكذا لا يجوز ان يصدقه وان يحمل كلامه على القبول المطلق - 00:39:10ضَ

والله تعالى نهانا ان نطيع النمام. ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنم لا تطعه ولا تقبل من ولا تصدقه فانك اذا صدقته حصل الظرر العظيم جاء عن بعض السلف - 00:39:33ضَ

ان رجلا نقل اليه نميمة قال له ان فلانا يقول فيك كذا وكذا. فبماذا اجابه قال اوما وجد الشيطان رسولا يرسله غيرك ما وجد الشيطان رسولا غيرك يرسله بهذه الفتنة - 00:39:58ضَ

فزجره بذلك ونهاه عن فعله كم والله من انسان يفرح بالنميمة اذا نقلت اليه يستحلي تلك النميمة التي نقلت اليه فلا يدري الا وقد صار مبغظا لانسان هو يحبه وهو يحرص عليه بسبب تلك النميمة - 00:40:21ضَ

فهذا الامر الاول الذي يواجه به النمام والذي يفعله من حملت الينا الا يصدقه لانه شرعا مردود الخبر الفاسق خبره غير مقبول والنمام فاسق لانه مرتكب لذنب كبير من كبائر الذنوب - 00:40:47ضَ

الامر الثاني مما ينبغي ان يواجهه به مما ذكره الذهبي رحمه الله قال ان ينهاه عن ذلك وان يحذره منه وان يقبح فعله الذي فعله يسقر من هذا الفعل ينهاه عن نقل هذه النميمة - 00:41:10ضَ

وان نقلها امر محرم ويبين له الادلة في ذلك حتى ينزجر عن ذلك قال الامر الثالث الذي يعامله به ان يبغضه في الله فانه بغيض الى الله. هو شر خلق الله - 00:41:35ضَ

هو كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء هم شرار الناس فينبغي ان يبغضه في الله لانه بغيض الى الله سبحانه وتعالى حتى يتوب الى الله جل وعلا من هذا الذنب - 00:41:59ضَ

الامر الرابع الا يحمله ذلك الامر الذي نقل اليه على اساءة الظن باخيه نقل لك عن اخيك شيئا فلا يحملك ذلك الامر ان تسيء الظن باخيك بسبب ما نقل لك عنه - 00:42:21ضَ

من فعل النمامين كما نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك بقوله يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم وقال النبي عليه الصلاة والسلام اياكم والظن - 00:42:50ضَ

فان الظن اكذب الحديث الامر الخامس مما يواجهه به الا يحمله ذلك الخبر الذي نقل اليه عن اخيه على التجسس على اخيه كما يصنع بعض الناس ينقل له عن اخيه كلام - 00:43:11ضَ

فيظل يتجسس على اخيه وهل فعلا هو يتكلم بمثل ذلك الكلام وقد يكون الذي نقل له ذلك الكلام يريد الافساد بينه وبينه فلا يحمله ذلك على التجسس على اخيه لان الله سبحانه وتعالى نهى عنه - 00:43:35ضَ

بقوله ولا تجسسوا الامر السادس الذي يعامله به الا يفعل فعل النمام فلا ينقل تلك النميمة الى غيره ولا يرظى لنفسه ما نهى عنه ذلك النمام فما دام انه قد نهاه عن النميمة - 00:43:58ضَ

فلا يرظى لنفسه ان يكون ناقلا لتلك النميمة الى غيره فاذا فعل الناس ذلك وواجهوا النمام بمثل هذه الامور التي ذكرها اهل العلم لانقطع الشر ولذهب الشر من اوساط المسلمين - 00:44:25ضَ

فكم والله قد افسد النمامون بين الناس كم قد زرعوا من شر عظيم بين المسلمين كم قد فرقوا من علاقات كانت متينة ولا تفرح بمن ينقل اليك الكلام هذا الذي ينقل اليك - 00:44:47ضَ

هو سينقل عنك ولذا قال بعض السلف من نم لك نم عليك فلا تفرح بالنمام الذي يوصل اليك كلام الناس يوغر صدرك ويضيق صدرك على اخيك المسلم وسيعاملك بالمثل سينم عليك - 00:45:14ضَ

وسينقل كلامك الى الناس فلو زجرته ونهيته عن ذلك لقل الشر ولو قبلت منه لتجرأ ولتشجع اكثر ولا حصل من فعله ظرر كثير عليك وعلى غيرك من المسلمين النمام يفسد فسادا عظيما لو قبل الناس كلامه - 00:45:39ضَ

ولو صدقوه في صنيعة لبقي الذي نقل اليه ذلك في ضيق في كرب لبقي في غل وحقد على اخيه لبقي في كراهية وبغضاء ولكن اذا لم يصدقه ارتاح في ذلك - 00:46:08ضَ

فلذا نجد ان نبينا عليه الصلاة والسلام حذر من ذلك الفعل كما سبق اشد التحذير بل سمى اهله شر الناس جعل اهله شر الناس لما يتضمن على افعالهم من الشرور العظيمة - 00:46:30ضَ

نعم اخواني في الله فعلينا ان نحذر ان نكون كذلك نحذر ان نكون من النمامين الذين شغلهم الشاغل نقل الكلام والقالة بين الناس ونحذر ايضا ان نفتح اذاننا للنمامين الذين يفسدون في اوساط المسلمين لا سيما بين اهل العلم - 00:46:53ضَ

بين الدعاة بين الاخوة بين طلبة العلم الذين يصبحون ويمسون على سير واحد وعلى عقيدة واحدة وعلى دراسة واحدة وعلى اجتماع في مكان واحد ولا تدري الا وقد جاء بعظ جنود - 00:47:25ضَ

الشيطان من البشر وافسد بينهم وفرق بينهم وزرع بينهم العداوة والبغضاء بل ربما جعل الطالب يحمل على معلمه فيصير مبغضا له. كارها له نافرا عنه بسبب فعل النمامين. كم والله افسدوا من اخ - 00:47:45ضَ

اخيه كمفسد من تلميذ على معلمه وشيخه. الذي كان حريصا عليه كحرصه على ابنائه فواجب علينا ان نحذر من ذلك وان نعامله بمثل ما ارشدنا اليه اهل العلم في هذه النصائح النافعة حتى يقل هذا الشر في - 00:48:10ضَ

اوساط المسلمين نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته نسأل الله جل وعلا ان يجنبنا الشر واهله. وان يعيننا على الخير والحمد لله رب العالمين - 00:48:31ضَ