في ختام سورة الرحمن قال تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام الثاني في سورة المزمل قال تعالى واذكر اسم ربك وتبدل اليه تبديلا. الثالث في سورة الانسان قال تعالى واذكر اسم - 00:00:00
بكرة واصيلا. الرابع في مطلع سورة الاعلى. قال تعالى سبح اسم ربك الاعلى فاثبت فاثبتت واثبت الله لنفسه الاسم والاسماء ووصفها بغاية الحسنى همزة همزة اسم دوما همزة وصل يقال مثلا والاسماء جمع اسم - 00:00:21
والاسماء جمع السوء وهو لغة مشتق من السمو وهو من السمو وهو الارتفاع. قال ابن فارس السين والميم والواو اصل يدل وقال الجواري. وعلى وعلى ذكر ابن فارس رحمه الله فان كتابه معجم مقاييس اللغة من انفع المعاجم - 00:00:51
وينبغي لطالب العلم ان يعول عليه. لان الكتاب وان لم يكن مطولا هو في مجلد واحد. الا انه يمتاز بالعناية بجذر الكلمة جذرها الاكبر والاصغر وهو يأتي بانواع تصريفاتها. فينبغي اذا اعددت بحثا ان تعتني وان ترجع الى هذا الكتاب معجم مقاييس اللغة - 00:01:14
لابن فارس واذا كانت الكلمة كلمة قرآنية فارجع ايضا الى كتاب مفردات القرآن للراغب الاصفهاني قال الجوهري الاسم يشتق من سماوته لانه تنويه ورفعة. وقيل هو من السمة وهي العلامة. قال - 00:01:38
وسماء علامته. واما بالنصف الان فقد قال ابن هشام ما دل على باحد الازمنة الثلاثة. وحسن صيغة مبالغة. صيغة مبالغة. مبالغة على وزن فعلة اي بالغة في الحسن منتاحاة. فدلت هذه الايات الكريمات على امور - 00:02:00
الاول ان اسماء الله من عند الله فقد سمى نفسه بما يليق بجلاله وجماله وكماله من الاسماء ولم يكن ذلك الى خلقه ولم يبتدعها الناس كما ابدعت الجهلية انها مستعارة مخلوقة - 00:02:30
نعم هذه اول قضية آآ نقيدها في هذا المقام وهو ان اسماء الله عز وجل من عند الله ليست من صنع البشر بمعنى ان البشر هم الذين اصطلحوا عليها واطلقوها على الرب سبحانه وبحمده - 00:02:50
فقد ادعت الجهمية ذلك لتقول ان اسماء الله مخلوقة ولكن اه كما يتبين لكم من كلام الامام الدانمي الان ان هذا ان هذه الدعوة دعوة باطلة وان اسماء الله سبحانه وتعالى من - 00:03:11
من عنده هو سمى بها نفسه ولم يكلها الى احد من خلقه قال رحمه الله صمد قال رحمه الله استعد للامام الدارمي رحمه الله رده على بشر المدريسي بعقد باب الايمان باسماء الله تعالى وان - 00:03:28
طيب بهذه المناسبة الامام عثمان ابن سعيد الدارمي رحمه الله من السلف المتقدمين الذين ابلوا بلاء حسنا في الرد على الجحمية وله كتابان لا ينبغي لطالب العلم ان يدعهما دون عناية وقراءة متأنية - 00:03:47
احدهما الرد على الجهمية والثاني رد عثمان ابن سعيد على الكافر العنيد فيما افتراه على الله في التوحيد او يقال عنه احيانا رأى رد عثمان بن سعيد على المريسي وقالوا اختصارا - 00:04:10
كان ابن القيم رحمه الله يوصي بهما ومن تأمل في هذا في هذين الكتابين وجد ان كثيرا من الحجج التي اه اعتمد عليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره انما هي مستمدة من كلام الدارمي رحمه الله. فقد كان قوي العارظ - 00:04:29
قوي الحجة رحمه الله دقيق الاستنباط من الاثار المروية فقد سلك طريقة السلف المتقدمين بذكر المرويات والاثار ثم استنبط منها فوائده القوية الحاسمة في نفس الموضوع هذان الكتابان الرد على الجهمية ورد عثمان ابن سعيد على الكافر العنيد فيما افتراه على الله في التوحيد اه ينبغي ان يكون محل عناية - 00:04:51
طالب العلم وهذا الكتاب الذي اه ننقل منه الان وهو نقض الامام عثمان بن سعيد الفه ردا على رجل استند على كلام بشر المريسي وصار يعول عليه. فلذلك كان الرد على الناقل فيما نقله عن بشر المريسي - 00:05:19
فقال رحمه الله باب الايمان قال فيه ثم اعترف اسماء الله المقدسة. فذهب في تأويلها مذهب امامهم القديسي ادعى ان اسماء الله غير الله غير الله. وانها مستعارة مخلوقة. كما انه قد يكون شخص بلسك - 00:05:42
تسمية لا تزيد في الشخص ولا تنقص. يعني ان الله كان مجهولا كشخص مجهول. لا يقتدى باسمه. ولا حتى خلق الخلق فابتدعوا لهم اسماء من مخلوق كلامهم من غير ان يعرف له اسم قبل الخلق. ومن ادعى هذا التأويل في اسماء الله - 00:06:04
فقد نسب الله تعالى الى العز والوهم والضرورة والحاجة الى الخلق المستعير محتاج والمعين والمعين ابدا اعلى منه. واغلى. ففي هذه الدعوة استشهاد اذ كان بسعده همنا دائم اسمه. وما هو وما صفته؟ والله المتعالي عن هذا الوصف المنزه عنه - 00:06:30
لان اسماء الله هي تحمل صفاته وكذلك قال في الاسم في الاسم تنبه اسم ربك الاعلى كما يسبح الله ولو كان الجسم مخلوقا مستعارا غير الله لم يأمر الله ان يسبح - 00:06:56
وقال له الاسماء الحسنى ستفتح له ما في السماوات والارض. ثم ذكر الاية التي تعبد من دون الله باسمائه المستعارة المخلوقة. اذا وجهه احتجاجه من الايتين. واضح فان الله تعالى قد قال سبح اسم ربك الاعلى - 00:07:13
امر الله تعالى بتسبيح الاسم ولو كان الاسم مخلوقا لما صاغ ان يسبح اذ لا يسبح الا الله عز وجل. فدل ذلك على ان الاسم وصفه القائم به سبحانه منذ الازل - 00:07:36
فهذا رد على مقالة هؤلاء المعتزلة من اتباع بشر المريسي في دعواهم ان الناس هم الذين خلقوا الاسماء لله او نسبوها اليه. وان الله تعالى لا اسماء له ولا صفات - 00:07:52
ثم ذكر الالهة التي تعبد من دون الله باسمائها المستعارة المخلوقة. فقال ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم وكذلك قال هم لقومه حين قالوا اجبتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد - 00:08:07
فقال لهم ينهاهم اتجادلونني في اسماء سميتموها انتم واباؤكم. يعني ان اسماء الله تعالى لم تزل كما لم يزد الله وانها بخلاف هذه الاسماء المخلوقة التي اعادوها للاصنام الثاني ان اسماء الله تعالى اعلام واوصاف. فهي اعلام باعتبار دلالته - 00:08:28
يا عاداتي واوصاهم باعتبار دلالتها على معاني صفاته. فلا معنى لوصفها بالحسن الا لتظمنها كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى والوصف العلنية بخلاف اوصاف العباد فان على نيتهم لان اوصافهم مشتركة - 00:08:58
علمية مختصة بخلاف انصار فنافتها العالمية المختصة العالمية المختصة بخلاف اوصافه. نعم هذا هو المقام الثاني المستنبط من قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى وهو ان نعلم ان اسماء الله تعالى اعلام واوصاف - 00:09:24
وهذه احيانا تبرز قاعدة مستقلة اسماء الله الحسنى جمعت بين العلمية والوصفية فما سمى الله تعالى به نفسه من الاسماء الحسنى فهو علم باعتبار دلالته على ذاته سبحانه ووصف يختص الله تعالى به - 00:09:51
ليس اسما مجردا من الوصفية. كلا بل هو اسم ووصف في ان بخلاف الادميين فان الادميين آآ قد يطلق على احدهم آآ الاسم فيكون على من عليه لكن لا يلزم بالضرورة ان يكون وصفا له - 00:10:13
ربما سميت الرجل صالح وهو طالح. وسميته امين وهو لص. وهكذا لكن اسماء الله الحسنى اعلام واوصاف ولنا ان نقول ايضا ان اسماء نبينا صلى الله عليه وسلم اعلام واوصاف - 00:10:32
فهي اعلام عليه صلى الله عليه وسلم كالحاشر والعاقب وغير ذلك مما ثبت له صلى الله عليه وسلم وهي اوصاف له ولنا ايضا ان نقول ذلك في القرآن العظيم فان اسماء القرآن العظيم - 00:10:51
هي كذلك اعلام على آآ القرآن العظيم واوصاف الله. وكذلك الحال بالنسبة لاسماء القيامة فان لها نحوا من اربعين اسما. اعدها العلماء فهي ايضا اعلام واوصاف بخلاف من لم يزكه الله تعالى ولم يسمه او يصفه بهذا فانها تكون اعلاما وقد - 00:11:08
اوصافا او لا تكون. لكن ما يتعلق بالرب سبحانه وتعالى فهي اعلام واوصاف. اعلام باعتبار دلالتها على الذات واوصاف باعتبار استقلال كل اسم منها بوصف يختص به فاذا قلت العليم فهو اسم لله لكنه يتضمن صفة العلم - 00:11:36
واذا قلت الحكيم فهو وهو اسم يدل على ذات الله ويختص بدلالته على صفة الحكمة فالذي يفيده العليم يختلف عما يفيده الحكيم من حيث الوصف. لكنه من حيث الدلالة على الذات - 00:11:57
هو هو. ولهذا سيأتينا انها مترادفة باعتبار الذات. وانها متباينة باعتبار الصفة طيب وزعمت المعتزلة ان اسماء الله اعلام محضة لا فرق عندهم بين اسم واسم قال ابو الهثيم العلام ان الله عالم بالعلم. وعلمه ذاته - 00:12:14
ان اثبات الوصف يستلزم تعدد القدماء. فمن اثبت فمن اثبت اسم القدير وصفة وصفة القدرة فقد اثبت بزعمه الالهي. قال عطاء من اثبت سبحان الله وهذا من العجب هؤلاء القوم اعني المعتزلة الذين يدعون انهم ارباب العقول انظروا كيف يروجون مثل هذه الشبهة - 00:12:42
ما الذي حملهم على انكار الصفات؟ قالوا ان اثبات الصفة يستلزم تعدد القدماء فانك اذا قلت انه عليم بعلم فقد اثبت الى هيب اثبت قديمين العليم والعلم نتج عن ذلك قديمان - 00:13:17
وهذا ممنوع وهكذا بهذه الدعوة آآ السطحية الساذجة آآ يعني اوصلهم فكرهم الى نفس الصفات عن الله عز وجل مستمعينا الى الجواب قال رسول الله له وتلك شبهة داحقة ومعلوم عند سائر العقلاء ان الصفة تكون بالموصوف وليست عينا قائمة - 00:13:38
حتى تستقل بوصف القدم كما توهموا فانهم يقال للشخص الواحد من المخلوقين طويل جسيم شجاع حليم وهو الذات واحدة غير متعدد. وهذا بين بحمد الله جميع العقلاء يدركون الفرق بين الصفة بوصفها عربا وبين الذات. بوصفها عينا قائمة بنفسها. وان الصفة - 00:14:04
في الموصوف فنحن الادميين لو انتصب احدنا امامنا وقلنا للحاضرين صفوا صاحبكم لا اعد مسردا بالاوصاف. باوصافه الجسمانية واوصافه الخلقية. وخرجنا بقائمة من الاوصاف. ومع ذلك يبقى واحدة لا متعددة - 00:14:34
فيا عجب لهؤلاء الادعياء للعقلانية كيف يزعمون ان اثبات الصفة يستلزم منه تعدد القدماء قال ابن القيم رحمه الله ان اسمائه الحسنى لها اختباران. اعتبار من حيث الذات من حيث الذات. واعتبار من حيث - 00:14:56
فهي من اعتبار الاول مترادفة وبالاعتبار الثاني متبارك. اذا الحمد لله تبينت هذه المسألة الثانية اسماء الله الحسنى لو قيل لك اهي مترادفة هذه التسعة وتسعون أسماء التي ندبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحصائها هل هي - 00:15:17
مترادفة ام متباينة فقل هي مترادفة باعتبار دلالتها على الذات على ذات الله المسمى بها هو الله هو الواحد سبحانه. ولكنها متباينة باعتبار استقلال كل اسم منها بوصف خاص وهذا يدعونا معشر طلبة العلم بل معشر كل مؤمن ومؤمنة الى ان نتبين معاني - 00:15:39
اسماء الله الحسنى فان قول النبي صلى الله عليه وسلم من احصاها دخل الجنة يقتضي من اول ما يقتضي ان نعرف معانيها. وكثير منا قد لا مثلا بين اسم الله - 00:16:07
الحليم والخبير فلو قيل ما الفرق بين العليم والخبير؟ لربما آآ تلكأ اه لو قيل لانسان منا او من غيرنا ما الفرق بين اسم الله القوي والقدير؟ لربما ظن انها مترادفة والامر ليس كذلك - 00:16:21
جميع اسماء الله الحسنى كل اسم منها يختص بمعنى يفرقه عن الاسم الاخر وان كان دقيقا. يعني مثلا القوي والقدير. القوة تختلف عن القدرة. فان القدرة وصف يدل على التمكن من الفعل من غير عجز - 00:16:40
والقوة وصف يدل على التمكن من الفعل من غير من غير ضعف. فلو قيل لك مثلا او قيل لانسان احمل هذه الطاولة فان لم يتمكن من من حملها فهو غير قادر - 00:17:01
فان تمكن من حملها ولو مع كلفة قلنا هو قادر وان تمكن من حملها دون كلفة قلنا هو قوي وبهذا الاعتبار يكون القوي اعم من وجه من القاتل. وهكذا فحري بطالب العلم ان يتملى في اسماء الله الحسنى يدرك - 00:17:17
الفروق في المعاني بين بين الاسماء المتقاربة نعم الثالث ان اسماء الله الحسنى تختص به. فلا يشاركه فيها احد. ولهذا قدم الجار المجرور في النفخ الظاهر ولله يعني ولله الاسماء الحسنى وله له الاسماء الحسنى - 00:17:36
وتقديمه يدل على على الاختصاص والاشتراك بالاسم لا يلزم منه الاشتراك في المسمى والحقيقة اسماء الله الكريم به واسماء المخلوق ضيق به. قال تعالى عن نفسه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الذي باركنا حوله. لنريه من آياتنا انه - 00:18:02
وهو السميع البصير. وقال عن خلقه انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتديه. فجعلناه سميعا بصيرا وامثال هذا كثير. فكما يجب توحيده في ربوبيته والوهيته. يجب توحيده باسمائه وصفاته باعتقاد ان لا - 00:18:29
لا سبيل له ولا كفء له ولا ند له. قال تعالى هل تعلم له سم يا؟ نعم وهذا استفهام يراد به النفي لان جوابه لا لا اعلم له سبيا وهذه الفقرة عن الفقرة الثالثة مهمة للغاية وهي تتعلق بتوحيد الاسماء والصفات - 00:18:53
توحيد تأملوا الاسماء مشتركة الاسماء مشتركة والصفات مشتركة لكن اثبات الاسماء لله عز وجل الذي دل عليه قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى يدل على اختصاص معين. ولهذا قدم آآ الجار والمجرور لكي يكون دالا على اختصاص الله بالاسماء الحسنى - 00:19:16
الحسنى هي التي بلغت الغاية في الحسن. وبالتالي فاذا رأيت ان الله تعالى قد سمى المخلوق باسماء من جنس اسمائه فان هذا لا يدل على تماثل لان الاشتراك في الاسم لا يدل على الاشتراك في الحقيقة - 00:19:45
الاشتراك في الاسم لا يدل على الاشتراك في الحقيقة الاشتراك في الاسم انما هو اشتراك في المعنى الكلي المطلق العام الذي يكون في الاذهان فقط. فاذا خرج من الاذهان الى الاعيان واضيف تخصص. فاذا قيل مثلا - 00:20:02
السميع البصير. لو تأملنا لوجدنا ان الله تعالى في غير ما موضع في كتابه سمى نفسه بالسميع البصير كما قال سبحانه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه - 00:20:22
هو السميع البصير سمى نفسه سميعا بصيرا قال عن عبده انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ولكن ليس سمعك سمع ولا بصر كبصر. فاتفاق الاسماء لا يستلزم اتفاق المسميات. ها انت مثلا تقول - 00:20:40
هذه يد وتقول عن اكرة الباب التي يفتح بها الباب ماذا؟ يد لك فلم يلزم من اتفاق الاسماعيل اتفاق الحقيقتين وها انت تقول مثلا وجه المخلوق. وتقول وجه الداء ووجه السيارة ووجه الدابة. فلاحظ لما جرت الاظافة تخصص - 00:21:03
حصلت الاظافة بمعنى انك قلت وجه الله صار يختص به وحينما قلت وجه فلان صار يختص به المقصود ان اسماء الله الحسنى وان اتفقت في لفظها مع ما يضاف الى المخلوقين فانها تختص به لان - 00:21:26
انها اضيفت اليه. فكما ان ذاته لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه الصفات كما ان ذاته لا تشبه الدواك فصفاته لا تشبه الصفات وسيأتي لهذا ان شاء الله مزيد بيان الرابع - 00:21:45
Transcription
في ختام سورة الرحمن قال تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام الثاني في سورة المزمل قال تعالى واذكر اسم ربك وتبدل اليه تبديلا. الثالث في سورة الانسان قال تعالى واذكر اسم - 00:00:00
بكرة واصيلا. الرابع في مطلع سورة الاعلى. قال تعالى سبح اسم ربك الاعلى فاثبت فاثبتت واثبت الله لنفسه الاسم والاسماء ووصفها بغاية الحسنى همزة همزة اسم دوما همزة وصل يقال مثلا والاسماء جمع اسم - 00:00:21
والاسماء جمع السوء وهو لغة مشتق من السمو وهو من السمو وهو الارتفاع. قال ابن فارس السين والميم والواو اصل يدل وقال الجواري. وعلى وعلى ذكر ابن فارس رحمه الله فان كتابه معجم مقاييس اللغة من انفع المعاجم - 00:00:51
وينبغي لطالب العلم ان يعول عليه. لان الكتاب وان لم يكن مطولا هو في مجلد واحد. الا انه يمتاز بالعناية بجذر الكلمة جذرها الاكبر والاصغر وهو يأتي بانواع تصريفاتها. فينبغي اذا اعددت بحثا ان تعتني وان ترجع الى هذا الكتاب معجم مقاييس اللغة - 00:01:14
لابن فارس واذا كانت الكلمة كلمة قرآنية فارجع ايضا الى كتاب مفردات القرآن للراغب الاصفهاني قال الجوهري الاسم يشتق من سماوته لانه تنويه ورفعة. وقيل هو من السمة وهي العلامة. قال - 00:01:38
وسماء علامته. واما بالنصف الان فقد قال ابن هشام ما دل على باحد الازمنة الثلاثة. وحسن صيغة مبالغة. صيغة مبالغة. مبالغة على وزن فعلة اي بالغة في الحسن منتاحاة. فدلت هذه الايات الكريمات على امور - 00:02:00
الاول ان اسماء الله من عند الله فقد سمى نفسه بما يليق بجلاله وجماله وكماله من الاسماء ولم يكن ذلك الى خلقه ولم يبتدعها الناس كما ابدعت الجهلية انها مستعارة مخلوقة - 00:02:30
نعم هذه اول قضية آآ نقيدها في هذا المقام وهو ان اسماء الله عز وجل من عند الله ليست من صنع البشر بمعنى ان البشر هم الذين اصطلحوا عليها واطلقوها على الرب سبحانه وبحمده - 00:02:50
فقد ادعت الجهمية ذلك لتقول ان اسماء الله مخلوقة ولكن اه كما يتبين لكم من كلام الامام الدانمي الان ان هذا ان هذه الدعوة دعوة باطلة وان اسماء الله سبحانه وتعالى من - 00:03:11
من عنده هو سمى بها نفسه ولم يكلها الى احد من خلقه قال رحمه الله صمد قال رحمه الله استعد للامام الدارمي رحمه الله رده على بشر المدريسي بعقد باب الايمان باسماء الله تعالى وان - 00:03:28
طيب بهذه المناسبة الامام عثمان ابن سعيد الدارمي رحمه الله من السلف المتقدمين الذين ابلوا بلاء حسنا في الرد على الجحمية وله كتابان لا ينبغي لطالب العلم ان يدعهما دون عناية وقراءة متأنية - 00:03:47
احدهما الرد على الجهمية والثاني رد عثمان ابن سعيد على الكافر العنيد فيما افتراه على الله في التوحيد او يقال عنه احيانا رأى رد عثمان بن سعيد على المريسي وقالوا اختصارا - 00:04:10
كان ابن القيم رحمه الله يوصي بهما ومن تأمل في هذا في هذين الكتابين وجد ان كثيرا من الحجج التي اه اعتمد عليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره انما هي مستمدة من كلام الدارمي رحمه الله. فقد كان قوي العارظ - 00:04:29
قوي الحجة رحمه الله دقيق الاستنباط من الاثار المروية فقد سلك طريقة السلف المتقدمين بذكر المرويات والاثار ثم استنبط منها فوائده القوية الحاسمة في نفس الموضوع هذان الكتابان الرد على الجهمية ورد عثمان ابن سعيد على الكافر العنيد فيما افتراه على الله في التوحيد اه ينبغي ان يكون محل عناية - 00:04:51
طالب العلم وهذا الكتاب الذي اه ننقل منه الان وهو نقض الامام عثمان بن سعيد الفه ردا على رجل استند على كلام بشر المريسي وصار يعول عليه. فلذلك كان الرد على الناقل فيما نقله عن بشر المريسي - 00:05:19
فقال رحمه الله باب الايمان قال فيه ثم اعترف اسماء الله المقدسة. فذهب في تأويلها مذهب امامهم القديسي ادعى ان اسماء الله غير الله غير الله. وانها مستعارة مخلوقة. كما انه قد يكون شخص بلسك - 00:05:42
تسمية لا تزيد في الشخص ولا تنقص. يعني ان الله كان مجهولا كشخص مجهول. لا يقتدى باسمه. ولا حتى خلق الخلق فابتدعوا لهم اسماء من مخلوق كلامهم من غير ان يعرف له اسم قبل الخلق. ومن ادعى هذا التأويل في اسماء الله - 00:06:04
فقد نسب الله تعالى الى العز والوهم والضرورة والحاجة الى الخلق المستعير محتاج والمعين والمعين ابدا اعلى منه. واغلى. ففي هذه الدعوة استشهاد اذ كان بسعده همنا دائم اسمه. وما هو وما صفته؟ والله المتعالي عن هذا الوصف المنزه عنه - 00:06:30
لان اسماء الله هي تحمل صفاته وكذلك قال في الاسم في الاسم تنبه اسم ربك الاعلى كما يسبح الله ولو كان الجسم مخلوقا مستعارا غير الله لم يأمر الله ان يسبح - 00:06:56
وقال له الاسماء الحسنى ستفتح له ما في السماوات والارض. ثم ذكر الاية التي تعبد من دون الله باسمائه المستعارة المخلوقة. اذا وجهه احتجاجه من الايتين. واضح فان الله تعالى قد قال سبح اسم ربك الاعلى - 00:07:13
امر الله تعالى بتسبيح الاسم ولو كان الاسم مخلوقا لما صاغ ان يسبح اذ لا يسبح الا الله عز وجل. فدل ذلك على ان الاسم وصفه القائم به سبحانه منذ الازل - 00:07:36
فهذا رد على مقالة هؤلاء المعتزلة من اتباع بشر المريسي في دعواهم ان الناس هم الذين خلقوا الاسماء لله او نسبوها اليه. وان الله تعالى لا اسماء له ولا صفات - 00:07:52
ثم ذكر الالهة التي تعبد من دون الله باسمائها المستعارة المخلوقة. فقال ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم وكذلك قال هم لقومه حين قالوا اجبتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد - 00:08:07
فقال لهم ينهاهم اتجادلونني في اسماء سميتموها انتم واباؤكم. يعني ان اسماء الله تعالى لم تزل كما لم يزد الله وانها بخلاف هذه الاسماء المخلوقة التي اعادوها للاصنام الثاني ان اسماء الله تعالى اعلام واوصاف. فهي اعلام باعتبار دلالته - 00:08:28
يا عاداتي واوصاهم باعتبار دلالتها على معاني صفاته. فلا معنى لوصفها بالحسن الا لتظمنها كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى والوصف العلنية بخلاف اوصاف العباد فان على نيتهم لان اوصافهم مشتركة - 00:08:58
علمية مختصة بخلاف انصار فنافتها العالمية المختصة العالمية المختصة بخلاف اوصافه. نعم هذا هو المقام الثاني المستنبط من قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى وهو ان نعلم ان اسماء الله تعالى اعلام واوصاف - 00:09:24
وهذه احيانا تبرز قاعدة مستقلة اسماء الله الحسنى جمعت بين العلمية والوصفية فما سمى الله تعالى به نفسه من الاسماء الحسنى فهو علم باعتبار دلالته على ذاته سبحانه ووصف يختص الله تعالى به - 00:09:51
ليس اسما مجردا من الوصفية. كلا بل هو اسم ووصف في ان بخلاف الادميين فان الادميين آآ قد يطلق على احدهم آآ الاسم فيكون على من عليه لكن لا يلزم بالضرورة ان يكون وصفا له - 00:10:13
ربما سميت الرجل صالح وهو طالح. وسميته امين وهو لص. وهكذا لكن اسماء الله الحسنى اعلام واوصاف ولنا ان نقول ايضا ان اسماء نبينا صلى الله عليه وسلم اعلام واوصاف - 00:10:32
فهي اعلام عليه صلى الله عليه وسلم كالحاشر والعاقب وغير ذلك مما ثبت له صلى الله عليه وسلم وهي اوصاف له ولنا ايضا ان نقول ذلك في القرآن العظيم فان اسماء القرآن العظيم - 00:10:51
هي كذلك اعلام على آآ القرآن العظيم واوصاف الله. وكذلك الحال بالنسبة لاسماء القيامة فان لها نحوا من اربعين اسما. اعدها العلماء فهي ايضا اعلام واوصاف بخلاف من لم يزكه الله تعالى ولم يسمه او يصفه بهذا فانها تكون اعلاما وقد - 00:11:08
اوصافا او لا تكون. لكن ما يتعلق بالرب سبحانه وتعالى فهي اعلام واوصاف. اعلام باعتبار دلالتها على الذات واوصاف باعتبار استقلال كل اسم منها بوصف يختص به فاذا قلت العليم فهو اسم لله لكنه يتضمن صفة العلم - 00:11:36
واذا قلت الحكيم فهو وهو اسم يدل على ذات الله ويختص بدلالته على صفة الحكمة فالذي يفيده العليم يختلف عما يفيده الحكيم من حيث الوصف. لكنه من حيث الدلالة على الذات - 00:11:57
هو هو. ولهذا سيأتينا انها مترادفة باعتبار الذات. وانها متباينة باعتبار الصفة طيب وزعمت المعتزلة ان اسماء الله اعلام محضة لا فرق عندهم بين اسم واسم قال ابو الهثيم العلام ان الله عالم بالعلم. وعلمه ذاته - 00:12:14
ان اثبات الوصف يستلزم تعدد القدماء. فمن اثبت فمن اثبت اسم القدير وصفة وصفة القدرة فقد اثبت بزعمه الالهي. قال عطاء من اثبت سبحان الله وهذا من العجب هؤلاء القوم اعني المعتزلة الذين يدعون انهم ارباب العقول انظروا كيف يروجون مثل هذه الشبهة - 00:12:42
ما الذي حملهم على انكار الصفات؟ قالوا ان اثبات الصفة يستلزم تعدد القدماء فانك اذا قلت انه عليم بعلم فقد اثبت الى هيب اثبت قديمين العليم والعلم نتج عن ذلك قديمان - 00:13:17
وهذا ممنوع وهكذا بهذه الدعوة آآ السطحية الساذجة آآ يعني اوصلهم فكرهم الى نفس الصفات عن الله عز وجل مستمعينا الى الجواب قال رسول الله له وتلك شبهة داحقة ومعلوم عند سائر العقلاء ان الصفة تكون بالموصوف وليست عينا قائمة - 00:13:38
حتى تستقل بوصف القدم كما توهموا فانهم يقال للشخص الواحد من المخلوقين طويل جسيم شجاع حليم وهو الذات واحدة غير متعدد. وهذا بين بحمد الله جميع العقلاء يدركون الفرق بين الصفة بوصفها عربا وبين الذات. بوصفها عينا قائمة بنفسها. وان الصفة - 00:14:04
في الموصوف فنحن الادميين لو انتصب احدنا امامنا وقلنا للحاضرين صفوا صاحبكم لا اعد مسردا بالاوصاف. باوصافه الجسمانية واوصافه الخلقية. وخرجنا بقائمة من الاوصاف. ومع ذلك يبقى واحدة لا متعددة - 00:14:34
فيا عجب لهؤلاء الادعياء للعقلانية كيف يزعمون ان اثبات الصفة يستلزم منه تعدد القدماء قال ابن القيم رحمه الله ان اسمائه الحسنى لها اختباران. اعتبار من حيث الذات من حيث الذات. واعتبار من حيث - 00:14:56
فهي من اعتبار الاول مترادفة وبالاعتبار الثاني متبارك. اذا الحمد لله تبينت هذه المسألة الثانية اسماء الله الحسنى لو قيل لك اهي مترادفة هذه التسعة وتسعون أسماء التي ندبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحصائها هل هي - 00:15:17
مترادفة ام متباينة فقل هي مترادفة باعتبار دلالتها على الذات على ذات الله المسمى بها هو الله هو الواحد سبحانه. ولكنها متباينة باعتبار استقلال كل اسم منها بوصف خاص وهذا يدعونا معشر طلبة العلم بل معشر كل مؤمن ومؤمنة الى ان نتبين معاني - 00:15:39
اسماء الله الحسنى فان قول النبي صلى الله عليه وسلم من احصاها دخل الجنة يقتضي من اول ما يقتضي ان نعرف معانيها. وكثير منا قد لا مثلا بين اسم الله - 00:16:07
الحليم والخبير فلو قيل ما الفرق بين العليم والخبير؟ لربما آآ تلكأ اه لو قيل لانسان منا او من غيرنا ما الفرق بين اسم الله القوي والقدير؟ لربما ظن انها مترادفة والامر ليس كذلك - 00:16:21
جميع اسماء الله الحسنى كل اسم منها يختص بمعنى يفرقه عن الاسم الاخر وان كان دقيقا. يعني مثلا القوي والقدير. القوة تختلف عن القدرة. فان القدرة وصف يدل على التمكن من الفعل من غير عجز - 00:16:40
والقوة وصف يدل على التمكن من الفعل من غير من غير ضعف. فلو قيل لك مثلا او قيل لانسان احمل هذه الطاولة فان لم يتمكن من من حملها فهو غير قادر - 00:17:01
فان تمكن من حملها ولو مع كلفة قلنا هو قادر وان تمكن من حملها دون كلفة قلنا هو قوي وبهذا الاعتبار يكون القوي اعم من وجه من القاتل. وهكذا فحري بطالب العلم ان يتملى في اسماء الله الحسنى يدرك - 00:17:17
الفروق في المعاني بين بين الاسماء المتقاربة نعم الثالث ان اسماء الله الحسنى تختص به. فلا يشاركه فيها احد. ولهذا قدم الجار المجرور في النفخ الظاهر ولله يعني ولله الاسماء الحسنى وله له الاسماء الحسنى - 00:17:36
وتقديمه يدل على على الاختصاص والاشتراك بالاسم لا يلزم منه الاشتراك في المسمى والحقيقة اسماء الله الكريم به واسماء المخلوق ضيق به. قال تعالى عن نفسه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الذي باركنا حوله. لنريه من آياتنا انه - 00:18:02
وهو السميع البصير. وقال عن خلقه انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتديه. فجعلناه سميعا بصيرا وامثال هذا كثير. فكما يجب توحيده في ربوبيته والوهيته. يجب توحيده باسمائه وصفاته باعتقاد ان لا - 00:18:29
لا سبيل له ولا كفء له ولا ند له. قال تعالى هل تعلم له سم يا؟ نعم وهذا استفهام يراد به النفي لان جوابه لا لا اعلم له سبيا وهذه الفقرة عن الفقرة الثالثة مهمة للغاية وهي تتعلق بتوحيد الاسماء والصفات - 00:18:53
توحيد تأملوا الاسماء مشتركة الاسماء مشتركة والصفات مشتركة لكن اثبات الاسماء لله عز وجل الذي دل عليه قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى يدل على اختصاص معين. ولهذا قدم آآ الجار والمجرور لكي يكون دالا على اختصاص الله بالاسماء الحسنى - 00:19:16
الحسنى هي التي بلغت الغاية في الحسن. وبالتالي فاذا رأيت ان الله تعالى قد سمى المخلوق باسماء من جنس اسمائه فان هذا لا يدل على تماثل لان الاشتراك في الاسم لا يدل على الاشتراك في الحقيقة - 00:19:45
الاشتراك في الاسم لا يدل على الاشتراك في الحقيقة الاشتراك في الاسم انما هو اشتراك في المعنى الكلي المطلق العام الذي يكون في الاذهان فقط. فاذا خرج من الاذهان الى الاعيان واضيف تخصص. فاذا قيل مثلا - 00:20:02
السميع البصير. لو تأملنا لوجدنا ان الله تعالى في غير ما موضع في كتابه سمى نفسه بالسميع البصير كما قال سبحانه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه - 00:20:22
هو السميع البصير سمى نفسه سميعا بصيرا قال عن عبده انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ولكن ليس سمعك سمع ولا بصر كبصر. فاتفاق الاسماء لا يستلزم اتفاق المسميات. ها انت مثلا تقول - 00:20:40
هذه يد وتقول عن اكرة الباب التي يفتح بها الباب ماذا؟ يد لك فلم يلزم من اتفاق الاسماعيل اتفاق الحقيقتين وها انت تقول مثلا وجه المخلوق. وتقول وجه الداء ووجه السيارة ووجه الدابة. فلاحظ لما جرت الاظافة تخصص - 00:21:03
حصلت الاظافة بمعنى انك قلت وجه الله صار يختص به وحينما قلت وجه فلان صار يختص به المقصود ان اسماء الله الحسنى وان اتفقت في لفظها مع ما يضاف الى المخلوقين فانها تختص به لان - 00:21:26
انها اضيفت اليه. فكما ان ذاته لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه الصفات كما ان ذاته لا تشبه الدواك فصفاته لا تشبه الصفات وسيأتي لهذا ان شاء الله مزيد بيان الرابع - 00:21:45