خطب الجمعة

الأضاحى أحكام وأوهام ||د. عمر المقبل||

عمر المقبل

ايها المؤمنون ان لصحة الاضحية شروطا يجب توافرها. نذكر بها ليتذكر الناس ويتعلم الجاهل وهي خمسة شروط اولها ان تكون الاضحية من بهيمة الانعام من الغنم البقر الابل ثانيا ان تبلغ السن المعتبرة شرعا وهي خمس سنوات في الابل وسنتان في البقر وسنة في - 00:00:00ضَ

الماعز وستة اشهر في الضأن التي نسميها نحن الشياه. ثالثا ان تكون ملكا للمضحي. والا تعلق بها حق للغير. كأن تكون مرهونة او وديعة او نحو ذلك من الحقوق. ومن الشروط ايضا وهو - 00:00:30ضَ

ان تذبح في الوقت المحدد شرعا. من بعد صلاة العيد الى غروب شمس اليوم الثالث عشر. وخامسها واخيرا ان يكون الحيوان سالما من العيوب التي تمنع من التضحية به. وهي اربع اجمع العلماء عليها وهي - 00:00:50ضَ

هي الواردة في حديث البراء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انه قال اربع لا تجزئ في الاضاحي العوراء البين عورها. والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ضلعها. والعجفاء التي لا - 00:01:10ضَ

والمقصود بالعجفاء هي الهزيلة التي لا مخ فيها. وما كان مثل هذه العيوب او اشد فهو داخل في النهي وهناك عيوب لا تمنع من الاجزاء لكنها مكروهة كقطع الاذن او شقها او كسر القرن - 00:01:30ضَ

وذلك من العيوب التي لا تمنع الاجزاء. لكن ينبغي تجاوزها. ايها المسلمون المعظمون لشعائر الله. وثم امور تتعلق بهذه العبادة العظيمة. تشتد الحاجة لبيانها مع كثرة السؤال عنها. فاولها ينبغي ان يعلم ان الاضحية كلما كانت اجود واحسن في ثمنها ولحمها. كانت افضل واعظم اجرا - 00:01:50ضَ

واليوم ومع ارتفاع اسعار الاضاحي برزت مسألتان اثنتان اولاهما حكم الاستدانة الاضحية فيقال ان من ليس عنده مال عند حلول العيد لكنه يأمل ويرجو ان تحصل السداد كمن له راتب شهري مثلا فهذا ان استدان فلا حرج. اما اذا كان لا يأمل الوفاء قريبا - 00:02:20ضَ

لكثرة ديونه او لعدم وجود ما يوفي به. فهذا لا ينبغي له ان يستقرض ليضحي. لانه بهذا ذمته بالدين وبمنة الناس عليه. ولا يدري ايستطيع الوفاء ام لا. اما المسألة الثانية التي - 00:02:50ضَ

مع ارتفاع الاسعار فهي ان من قدر على الذبح هنا في بلادنا وعند اهله فلا شك ان هذا افضل لكن من قدر من لم يقدر على ذلك لكنه قادر على قيمة الاضحية في الخارج. فان ذبحها في الخارج خير - 00:03:10ضَ

من تركها بالكلية فان في ذبحها في الخارج اظهارا لشريعة الاضحية في بلاد اخرى من بلاد المسلمين رب كما مرت عليهم اعياد في الاضحى كثيرة. لا يستطيعون ان يذبحوا لفقرهم وعوزهم. ومن التنبيهات المتعلقة بهذا - 00:03:30ضَ

انه يجب الحذر من التباهي والتفاخر. خصوصا مع ارتفاع الاسعار فقد يتحدث احدهم في المجالس انا اضحيتي اشتريتها بثلاثة الاف ريال مثلا او هكذا من امثال هذه الاحاديث التي قد يتسرب - 00:03:50ضَ

معها الى النفوس شيء من الرياء او المباهاة. وقد قال الله عز وجل لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. ومما ينبه عليه ايضا ان بعض الناس ظن ان - 00:04:10ضَ

مسح الاضحية مسح ظهر الاضحية عند ذبحها جزء من السنة. وهذا ليس له اصل. فلم ينقل مثل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته. ايضا بعض الناس ممن عزم على الاضحية يظن - 00:04:30ضَ

وانه اذا اخذ من ظفره او شعره شيئا فان اضحيته لا تصح. وهذا غلط ايضا فلا علاقة لصحة الاضحية بالاخذ من الشعر او الظفر فهذه شعيرة وتلك شعيرة اخرى. ومن الظنون الخاطئة ايضا ان بعضهم يظن ان - 00:04:50ضَ

انه اذا لم ينوي الاضحية قبل العشر فلا تصح اضحيته. وهذا لا دليل عليه. بل لو لم يعزم على الاضحية الا يوم العيد. او العيد او ثالث العيد. ما دام بقي في الوقت الشرعي بقية. فله ان يذبح متى ما اراد. اذا دخل وقت الاضحية. من الظنون - 00:05:10ضَ

الخاطئة ان بعض من يريد ان يضحي يمنع اهل بيته من الاخذ من شعره او من ظفره. وهذا ظن لا اعلم فان الاصل ان الذي يمتنع عن الاضحية هو الذي يضحي. اما من يشاركونه في الثواب فلا يؤمرون - 00:05:30ضَ

بذلك وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي عن نفسه وعن اهل بيته فلم ينقل عنه منع لهم منها هذا الامر ومما يقع الجهل به ان بعض النساء اللاتي يردن التضحية عن انفسهن يمتنعن تماما طيلة ايام العشر من - 00:05:50ضَ

تسريح شعورهن او مشطها خشية سقوط شعرات من شعورهن. وهو حرص في غير محله. وتشديد لم يأذن الله ومن الاوهام التي يعتقدها بعض الناس انهم يظنون ان المرأة لا يصح ان تتولد - 00:06:10ضَ

الذبحة بنفسها بل ربما تحرج من اكلها. وهذا غلط وفي السنة ما يدفعه. فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه ان جارية كانت ترعى غنما بسلع فاصيبت شاة فادركتها فذبحتها بحجر - 00:06:30ضَ

فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال كلوها وقد اجمع العلماء على صحة اكل ذبيحة الصبي والمرأة ومن الاخطاء ايضا في هذا الباب ان بعضهم ما دام ارتفع السعر فيقول اتصدق بثمنها ولا اذبحها - 00:06:50ضَ

وهذا غلط فان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بادروا الى الاضحية ولم يتصدقوا باثمانها. ولو كان خيرا سبقونا اليه. قال ابن القيم رحمه الله وقبله شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية. ان ذبح الاضحية افضل من التصدق بثمنها - 00:07:10ضَ

ولو زادت قيمة الصدقة. ومن اخطاء بعض المضحين انهم بعد ذبح اضاحيهم يبيعون شيئا من جلود الاضاحي خصوصا وهم يعلمون ان بعض المؤسسات الخيرية تسعى لجمع هذه الجلود وهذا لا يجوز - 00:07:30ضَ

لان الاضحية كلها بجلدها ولحمها خرجت لله عز وجل. فلا يجوز الرجوع في شيء منها بل لا يجوز ان يعطي الانسان الجزار من اضحيته مقابل اجرة عمله. بل يعطيه من ما له الخاص - 00:07:50ضَ

كما نص النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في الحديث المتفق على صحته عن علي رضي الله عنه فانه اراد ان يعطي الجزار من اضحيته لا تعطه نحن نعطيه من عندنا. ومن الظنون الخاطئة ايضا في هذا الباب. اعتقاد - 00:08:10ضَ

بعضهم ان الذبح ليلا لا يجوز. او لا يجوز الا عند الضرورة. وهو قول لا دليل عليه وتحجير لما وسعه الله عليه على المسلمين. نعم الذبح نهارا افضل وهو الاوفق لفعله صلى الله عليه وسلم. لكن فرق بين المنع - 00:08:30ضَ

وبين الافضل ومن التنبيهات في هذا المقام ونختم بها ان اهل البيت اذا كانوا يأكلون سويا ويشربون سويا او كما يقول بعض الفقهاء قدرهم واحد فان ظاهر السنة انهم يذبحون اضحية واحدة - 00:08:50ضَ

ولو كانوا متزوجين. يقول ابو ايوب الانصاري رضي الله تعالى عنه وارضاه. كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن اهل بيته فيأكلون ويطعمون حتى تباهى الناس. فصارت كما ترى. اما ان كان - 00:09:10ضَ

مستقلا في بيت بنفسه. فالسنة في حقه ان قدر ان يضحي عن نفسه استقلالا. هذه ايها جملة من احكام هذه الشعيرة العظيمة. وتنبيه على بعض الاوهام التي يقع فيها بعض الناس. فطيبوا بها نفسا رحمكم - 00:09:30ضَ

الله طيبوا بها نفسا واستشعروا منة الله عليكم بها. فان كثيرا من الناس يريدونها ولا يقدرون عليها وحققوا الغاية منها بتقوى الله عز وجل والاخلاص له. وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. انه لا - 00:09:50ضَ

المسرفين. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الآيات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي رحيم ودود - 00:10:10ضَ