ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاخوة والاخوات بهذه الليلة ابتدأ الحديث عن المجموعة الثالثة - 00:00:20
للعام الثالث في موضوع الامثال القرآنية وهذا المثل الذي سنتحدث عنه في هذه الليلة هو ما جاء في قوله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. كالذي ينفق ما له رئاء الناس. ولا يؤمن بالله - 00:00:44
واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب. فاصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين وسابدأ اولا ببياني بعض الالفاظ التي لربما تحتاج الى بيان - 00:01:09
ثم اذكر بعد ذلك معنى المثل مجملا مختصرا ثم بعد ذلك ابين المعاني التي يحتملها هذا المثل المضروب وما ذكره فيه اهل العلم. فمثله كمثل صفوان الصفوان بعضهم يقول هو جمع صفوانة كما يذكر القرطبي والحافظ ابن كثير - 00:01:36
وبعضهم يقول هو جمع صفوة. وبعضهم يقول مفرد. وبعضهم يقول ويستعمل للجمع ايضا صفوان يقال للمفرد هذا حجر صفوان. ويقال للجمع بالاحجار تكون بهذه المثابة وهو الصفا وحقيقة الصفوان فيما يتصل بما نحن بصدده في هذه الاية هو الحجر الاملس. الشديد - 00:02:07
فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل. الوابل هو المطر الشديد. المطر الكثير فير الغزير كما قال الله تبارك وتعالى فان لم يصبها وابل فطل. يعني ان لم يقع عليها مطر - 00:02:42
فان الطل وهو المطر القليل يكفي في نباتها فتركه صلدا الصد هو الاملس اليابس الصلب الذي لا نبات عليه ولا تراب ولا شيء كما ذكر ذلك المفسرون قاله شيخهم وكبيرهم ابو جعفر ابن جرير رحمه الله وذكره الحافظ ابن كثير - 00:03:03
صلد اي متصف بالصلابة وليس عليه شيء اجرد لا يقدرون على شيء مما كسبوا لا يقدرون. قال فمثله كمثل الذي ثم قال لا يقدرون. وهذه صيغة جمع. وذلك ان الاسم الموصول في قوله - 00:03:34
تبارك وتعالى كمثل الذي يصدق على الواحد والجماعة. فهو من صيغ العموم فلفظه لفظ المفرد ومعناه العموم. ولهذا قال لا يقدرون والمقصود بهؤلاء كما يقول القرطبي رحمه الله المرائي والمنافق والكافر والمنان. وسأوضح هذا بعد قليل - 00:03:56
لان فهم هذه الجزئية بهذا المعنى الذي ذكره القرطبي ولم يتعرض له عامة المفسرين مهم جدا في تنزيل المثل على اوسع المعاني. لا سيما ما سيقت الاية من اجل تقريره - 00:04:22
ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى فهذا يحتاج اليه فلا تذهب الاذهان للكفار مثلا او المنافقين فالله يخاطب اهل الايمان وينهاهم عن امر ان وقع وحصل في اعمالهم وصدقاتهم فانه يذهبها ويبطلها - 00:04:42
وسيتضح هذا بعد قليل ان شاء الله تبارك وتعالى لا يقدرون على شيء مما كسبوا يعني لا يقدرون على الانتفاع بثواب هذا العمل والصدقة والنفقة التي انفقوها. فهذا كسبهم فلا يستطيعون ان يحصلوا من وراء - 00:05:07
رأيه شيئا وقت الحاجة اليه لانه لغير الله تبارك وتعالى فعبر عن النفقة هنا لا يقدرون على شيء مما كسبوا لانه يقصد من الانفاق تحصيل ما يترتب عليه من الاجور ثمان اعمال الانسان هي نوع من الاجترام والكسب - 00:05:31
فاعماله التي يريد بها الدنيا هي كسب واعماله التي يريد بها الاخرة هي كذلك ايضا من من الكسب. ولهذا يقول لا يقدرون على شيء مما كسبوا يعني من جزاء هذه الاعمال التي ينتظر من ورائها الاجر والمثوبة - 00:05:56
عند الله تبارك وتعالى ثم قال والله لا يهدي القوم الكافرين يعني كما يقول ابو جعفر ابن جرير رحمه الله وهو معنى في غاية الاهمية اي لا يسددهم نسأل الله العافية - 00:06:20
ولا يهديهم لاصابة الحق في نفقاتهم وغيرها فتكون نفقتهم في الباطل واشتغالهم بالباطل وبذلهم في الباطل فيتركهم الله تبارك وتعالى ويخليهم من توفيقه وتسديده. فتذهب اعمالهم في امور تعود عليهم بالضرر - 00:06:37
وهكذا اذا خذل الله تبارك وتعالى عبدا اشغله بما فيه عطبه وهلاكه فيكون سعيه فيما يشقيه ويرضيه ولهذا ينبغي انسان ان ينظر في انفاسه بماذا يقضيها؟ وفي جهده وعمله ونفقته وبذله - 00:07:07
بماذا يكون وباي وجه يصرف؟ فان كان ذلك في غير طاعة الله تبارك وتعالى. فهو مخذول قد خذله الله تبارك وتعالى فلم يسدد ولم يوفق فضاع وضيع ولهذا قال الله تبارك وتعالى - 00:07:32
لا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم. نسوا الله نسوا امره وضيعوه فانساهم انفسهم صار شغلهم فيما يضرهم ويعود عليهم بالعطب والوزر والهلاك هذه بعض الجمل التي احببت ان انبه - 00:07:52
على معانيها وما تضمنته. اما المثل فحاصل ما ذكره اهل العلم في معناه ثلاثة اوجه الخصها اولا الوجه الاول انه تمثيل لحال الكافر المنفق بالصفوان الذي عليه تراب فاصابه مطر شديد فغسله - 00:08:16
والمطر مظنة للانبات حينما يقع على ارض صالحة للزرع هذا الصفوان مكسو بتربة الناظر اليه لاول وهلة يظن ان نزول هذا المطر سيحول هذا المكان الى ارض معشبة بها نبات - 00:08:42
والواقع انه خلاف ذلك هذا مجرد تراب تحته شيء اخر حقيقة اخرى جعلت منه شيئا لا يصلح للزرع ولا للانبات. هذا تمثيل لحال الكافر في اعماله ونفقاته هذا الاول الثاني انه تمثيل لحال الكافر لكن بحال قلبه - 00:09:10
فقلبه كالصفوان نسأل الله العافية وهكذا المنافق فهو حينما يعمل مثل هذه الاعمال ينفق ويبذل هذه الاعمال لها اثر على القلوب ولابد فانما يزاوله الانسان من الاعمال الطيبة الصالحة تؤثر في قلبه - 00:09:40
ويكون لها مردود على نفسه لكن المنافق والكافر يحمل قلبا كالصفوان فمثله كمثل صفوان عليه تراب هذا اثر هذه النفقة نزل عليه المطر الشديد غسله وازال اثر ذلك التراب. فلا يبقى من اثر تلك النفقات والاعمال الصالحة شيء في قلب هذا - 00:10:01
انما هي قشرة رقيقة يتزين بها امام الناس ويتجمل فيظن من لا يعرف حاله انه من اهل الصلاح والاصلاح والاستقامة والديانة. بينما هو ذئب اطلس يحمل قلبا اقلف بغاية الصلابة - 00:10:31
لا يؤثر فيه ذلك العمل المبهرج الذي يخدع به الناس هذا الوجه الثاني تمثيل لحال الكافر لكن المقصود قلب الكافر الوجه الثالث انه تمثيل لعمل الكافر لانفاق الكافر فمثله كمثل صفوان. مثل نفقة هذا الكافر حينما ينفق فيصدر ذلك من غير محل - 00:10:56
قابل فيكون كالصفوان الذي ينزل عليه المطر وليس بمحل قابل للانبات. صفوان عليه تراب فيذهب ذلك التراب الذي يغطيه وتبقى حقيقة الصفوان صلبة صلة لا يمكن ان يزكوا عليها نبات بل لا يمكن ان تخرج - 00:11:28
شيئا من النبات. نسأل الله العافية هذه خلاصة للمعاني الثلاثة التي يحتملها هذا المثل وهي اقوال متفرقة لاهل العلم. منهم من نص على واحد منها ومنهم من ذكر بعضها على سبيل الاحتمال. وان لم يرجح - 00:11:55
فالاول اذا هو تمثيل لحال الكافر المنفق رياء بحال الصفوان الذي عليه تراب يغشيه ويغطيه فيخاله الناظر اليه تربة كريمة صالحة للبذار. فينزل المطر وتنكشف الحقيقة تمثيل لحال الكافر والتقدير عليه تراب صالح للزرع. لان التربة والمطر - 00:12:15
حينما يذكر هذا وهذا فالمقصود بذلك الانبات. وذلك مظنته. حينما يكون المحل قابلا. فحذفت صفة التراب هنا على سبيل الايجاز ولكن هذا الذي يرقبه الناس حينما ينزل المطر على التربة - 00:12:51
وحينئذ توضع فيها البذور وتخرج الوان النبات والثمار فيطمع في زكائه ونماءه وثمرته فيأتي هذا المطر في كشف ذلك التراب ويظهر الصفوان وتخيب الامال ولا يحصل من وراء ذلك ثمر ولا نبت. نسأل الله العافية - 00:13:10
فيبقى صلدا املس ويخيب امل زارعه. هذا المعنى ذكره ابن عاشور رحمه الله وذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله احتمالا. يعني ان الاية تحتمل هذا المعنى فهو في الظاهر يعمل عملا يرتب عليه الاجر - 00:13:44
هذا المنطق ويزكو كما تزكو الحبة اذا بذرت في التربة الطيبة لكن الكافر لا يؤجر على اعماله والله يقول وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ويقول الذين كفروا اعمالهم كسراب - 00:14:14
شبهها بالرماد الذي اشتدت به الريح في يوم عاصف وعلى الوجه الثاني انه تشبيه لقلب المنافق والمرائي فقد ذكر هذا ايضا الحافظ ابن القيم في طريق الهجرتين فهذا الانسان المنافق او الذي انفق رياء - 00:14:35
وليس عن ايمان واحتساب فحاله كحال الحجر ان هذا تشبيه للقلب قلب المنافق كما ذكر ابن القيم ذلك احتمالا ايضا وذكره الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي اختيارا عليه ان هذا هو قلب المنافق او المرائي. فهو - 00:14:59
كالحجر في شدته وصلابته وعدم الانتفاع به وشبه ما يعلق به من اثر الصدقة بالغبار الذي قد يعلق بذلك الحجر واما الوابل الذي ازال ذلك التراب عن الحجر فاذهبه فهذا بمثابة المانع الذي ابطل الصدقة وازالها وهو النفاق - 00:15:26
او الرياء بالنسبة للمراعين فلا ينتفع من نفقته او عمله او بره ومعروفه شيئا هذا المرائي او المنافق قلبه غليظ راسي فجعله بمنزلة الصفوان والصدقة في منزلة التراب الذي على الصفوان - 00:15:55
فاذا رآه الجاهل بحاله ظن ان هذه ارض زكية قابلة للنبات فاذا جاء هذا المطر الوابل انكشف الصفوان وتبينت حقيقة الحال هذه المقاصد الفاسدة التي تبطل الاعمال من الرياء والسمعة - 00:16:21
ولربما العجب ايضا كل ذلك يفسد العمل ويبطله. صرفوا تلك الاعمال لمن لا لهم ضرا ولا نفعا وغفلوا عن من يملك النفع والضر ومن ثم غابت امالهم باعمالهم ولم يجدوا جزاء من الله تبارك وتعالى - 00:16:47
عليها انصرفوا عن عبادته وصرف الله قلوبهم عن الهداية ولهذا قال والله لا يهدي القوم الكافرين نسأل الله العافية فهذا معنى ينبغي التفضل لهؤلاء الذين ينصرفون عن عبادة الله عز وجل يصرف الله قلوبهم فيكون اشتغالهم بما يضرهم ولا ينفعهم - 00:17:12
ولهذا فان الله تبارك وتعالى اذا احب العبد وعلم صدقه واخلاصه سدده ووفقه فيكثر صوابه ويبارك في عمله ينتفع هو بهذا العمل. وتزكو تلك الاعمال في الدنيا وفي الاخرة قبل مقاصده الصحيحة - 00:17:37
والنيات الصالحة واما اذا كانت المقاصد فاسدة فمهما كانت الاعمال عظيمة فالظاهر فانها كلا شيء تضمحل وتتلاشى. ولا ترى لها ذلك الاثر والنفع والبركة والقبول وهكذا المواعظ حينما لا تخرج من قلوب صادقة فانها تموت قبل ان تجاوز - 00:18:05
الافواه على كل حال والاحتمال الثالث الذي اشرت اليه ان ذلك من قبيل التشبيه لنفقة الكافر بالتراب الذي على الصفوان. ووجه التشبيه سرعة الزوال وعدم القرار كقوله تعالى مثل الذين كفروا بربهم - 00:18:33
اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. وهذا المعنى اختاره ابن جرير وابن كثير ان المقصود تشبيه عمل الكافر انفاق الكافر بالصفوان وهكذا اعمال المرائين فهي تضمحل عند الله تبارك وتعالى - 00:18:53
وان كانت في ما يظهر للناس انها اعمال صالحة ولهذا قال لا يقدرون على شيء مما كسبوا فهذا مثل مضروب لاعمالهم هذا اختيار ابن جرير وابن كثير اذا نخرج من هذا ايها الاحبة - 00:19:19
ان الله تبارك وتعالى ضرب هذا المثل يصور فيه حال من لا يريد وجه الله تبارك وتعالى. فالقول الاول الف ان ذلك من قبيل تصوير حال الكافر او المنافق او المرائي حينما يعمل الاعمال الصالحة ثم - 00:19:41
لا يحصل من جراء ذلك شيئا او ان ذلك من قبيل تصوير عمله ونفقته حينما لا تقبل ولا يحصل ما يرجو ويأمل وقت الحاجة اليه فان هذين القولين متلازمان سواء قلنا انه يصور حال الكافر حينما ينفق - 00:20:01
او نقول هذا تصوير لنفقته. فان العمل صفة للعامل وهي ملازمة له. لا تنفك. هذان القولان يمكن ان يلتئم ويكون ذلك كله والله تعالى اعلم داخلا تحت معنى الاية تصوير رحال الكافر المنفق. وهو تصوير لحال ايضا النفقة والعمل الذي يعمله - 00:20:24
واما القول بان ذلك هو تصوير لقلبه فالذي يبدو والله تعالى اعلم انه ابعد من هذين. لكن الامر الذي اريد ان يتفطن له قبل ان انتهي وهو ان الله تبارك وتعالى حينما ساق هذا المثل ساقه حينما وجه اهل الايمان يا ايها - 00:20:52
الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى فحذرهم مما يبطل الصدقة. المن يعني كأن يقول الانسان يتكلم مع من تصدق عليه انا اعطيته ويذكره بهذا باي صورة تصريحا او تلميحا فان هذا مما يبطل العمل ولو اراد به وجه الله - 00:21:15
تبارك وتعالى ولو كان من اهل الايمان لان الله يخاطب اهل الايمان. يا ايها الذين امنوا فاذا جلس يذكره بعطائه ونعمائه وافضاله عليه فان هذا يؤذيه ويجرح مشاعره ويكون ذلك سببا لذهاب الاجر على المنفق - 00:21:39
وايضا قد يحصل الابطال بالاذى. مثل قد يعطيه ولكنه يؤذيه يزجره والله يقول واما السائلة فلا تنهر يكفيه ذل السؤال يكفي هو يأتي ويغشاه ما يغشاه من الوان الذل حينما يسأل - 00:22:00
فلا يحتاج الى اذلال زائد بان ينهر ويزجر ويعنف وانما يتلطف به ولهذا قال الله تبارك وتعالى موجها نبيه صلى الله عليه وسلم والامة مخاطبة بهذا حينما لا يجد ما يعطي السائلين او القرابات من المحتاجين - 00:22:24
ونحوهم يقول في سورة الاسراء واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك انتظار التوسعة من الله والمال والعطاء والخير واما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا - 00:22:47
قل لهم كلام طيب ويدخل فيه العدا الجميلة. نقول لهم ان شاء الله ان الله وسع لينا ان شاء الله يأتينا مال ونعطيكم يكون خير ان شاء الله. ابشر من غير اذى ولا زجر. وهنا قال لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. وقال قول معروف - 00:23:07
ومغافرة خير من صدقة يتبعها اذى. ما هو هذا الاذى مثل هذا قول معروف كلاما طيب ومغفرة لهذا السائل لان السائل قد يلح وقد يصدر منه تصرفات مزعجة وقد يأتي في - 00:23:27
في وسط الظهيرة والناس قد ركنوا الى الراحة ويطرق الباب وقد يأتي بوسائل وطرق وعبارات يؤذي المسئول فيغفر له ويتجاوز عنه قول معروف ومغفرة لكن قد يعطيه ولكن بطريقة جارحة مؤذية - 00:23:45
ويسمعه ما يكره. فهنا هذا قد يذهب اجره ويبطل عمله وصدقته. فهذا مما يبطل الاعمال. فاقول ايها الاحبة مثل هذا المثل ينبغي ان نعتبر به ان نتعظ وان نعلم ان القضية ليست هي ان يخرج المال من اليد - 00:24:04
وانما ينبغي ان يراعى مع ذلك ما يسبقه ويصاحبه ويعقبه. فتسبقه النية الصالحة قصد الصحيح ارادة ما عند الله ما هو يخرج من باب والله الاحراج الاجتماعي وهذا يفعل احيانا في الاجتماعات العائلية. الاسر لما تجتمع يبدأ الحراج. احيانا. اسرة فلان ابن فلان هذا عن فلان ابن فلان وهذا ثم يجد - 00:24:27
اسأل نفسك يريد ان ينفق لوجه الله وقد لا يكون مقتنع اصلا بهذه الطريقة التي يعملونها لكن يجد نفسه من بين الجميع وقد يكون من الاغنياء هو الذي لم يخرج - 00:24:52
فيضطر يقولها وهذي خمسين الف من فلان واولاده. اولاده يجلسون ينظرون اليه. حنا من بين الناس وما يدريهم اذا اخرجت هذا سرا الحضور الاقارب كلهم بالمئات. يكون عند الانسان نية قبل. واثناء العمل لا تضطرب عليه نيته ولا يلتفت الى غير الله - 00:25:04
لا يصدر منه من ولا اذى للمعطى. وبعد ذلك لا يصدر ايضا من ولا اذى ولا يحصل تسميع بالعمل يوصل الاخرين انه تضرع ونتصدق وانه اعطى وانه بطريقة مباشرة او بطريقة غير مباشرة. يريد - 00:25:24
ان يعرف الاخرون انه هو الذي بنى هذا المشروع هو الذي تبنى ميزانية هذا الافطار مثلا للصائمين في المخيم الفلاني او هو الذي اقام المؤسسة الخيرية الفلانية مثلا او غير ذلك. فهذا كله غير محمود. يذهب اجر الانسان. فتذهب - 00:25:44
عليه امواله وجهوده من غير طائل وهذا المخلوق المسكين الذي يسمعه لا يملك له نفعا ولا ضرا. اسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم. اجعلنا واياكم هداة دين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:26:08
Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاخوة والاخوات بهذه الليلة ابتدأ الحديث عن المجموعة الثالثة - 00:00:20
للعام الثالث في موضوع الامثال القرآنية وهذا المثل الذي سنتحدث عنه في هذه الليلة هو ما جاء في قوله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. كالذي ينفق ما له رئاء الناس. ولا يؤمن بالله - 00:00:44
واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب. فاصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين وسابدأ اولا ببياني بعض الالفاظ التي لربما تحتاج الى بيان - 00:01:09
ثم اذكر بعد ذلك معنى المثل مجملا مختصرا ثم بعد ذلك ابين المعاني التي يحتملها هذا المثل المضروب وما ذكره فيه اهل العلم. فمثله كمثل صفوان الصفوان بعضهم يقول هو جمع صفوانة كما يذكر القرطبي والحافظ ابن كثير - 00:01:36
وبعضهم يقول هو جمع صفوة. وبعضهم يقول مفرد. وبعضهم يقول ويستعمل للجمع ايضا صفوان يقال للمفرد هذا حجر صفوان. ويقال للجمع بالاحجار تكون بهذه المثابة وهو الصفا وحقيقة الصفوان فيما يتصل بما نحن بصدده في هذه الاية هو الحجر الاملس. الشديد - 00:02:07
فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل. الوابل هو المطر الشديد. المطر الكثير فير الغزير كما قال الله تبارك وتعالى فان لم يصبها وابل فطل. يعني ان لم يقع عليها مطر - 00:02:42
فان الطل وهو المطر القليل يكفي في نباتها فتركه صلدا الصد هو الاملس اليابس الصلب الذي لا نبات عليه ولا تراب ولا شيء كما ذكر ذلك المفسرون قاله شيخهم وكبيرهم ابو جعفر ابن جرير رحمه الله وذكره الحافظ ابن كثير - 00:03:03
صلد اي متصف بالصلابة وليس عليه شيء اجرد لا يقدرون على شيء مما كسبوا لا يقدرون. قال فمثله كمثل الذي ثم قال لا يقدرون. وهذه صيغة جمع. وذلك ان الاسم الموصول في قوله - 00:03:34
تبارك وتعالى كمثل الذي يصدق على الواحد والجماعة. فهو من صيغ العموم فلفظه لفظ المفرد ومعناه العموم. ولهذا قال لا يقدرون والمقصود بهؤلاء كما يقول القرطبي رحمه الله المرائي والمنافق والكافر والمنان. وسأوضح هذا بعد قليل - 00:03:56
لان فهم هذه الجزئية بهذا المعنى الذي ذكره القرطبي ولم يتعرض له عامة المفسرين مهم جدا في تنزيل المثل على اوسع المعاني. لا سيما ما سيقت الاية من اجل تقريره - 00:04:22
ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى فهذا يحتاج اليه فلا تذهب الاذهان للكفار مثلا او المنافقين فالله يخاطب اهل الايمان وينهاهم عن امر ان وقع وحصل في اعمالهم وصدقاتهم فانه يذهبها ويبطلها - 00:04:42
وسيتضح هذا بعد قليل ان شاء الله تبارك وتعالى لا يقدرون على شيء مما كسبوا يعني لا يقدرون على الانتفاع بثواب هذا العمل والصدقة والنفقة التي انفقوها. فهذا كسبهم فلا يستطيعون ان يحصلوا من وراء - 00:05:07
رأيه شيئا وقت الحاجة اليه لانه لغير الله تبارك وتعالى فعبر عن النفقة هنا لا يقدرون على شيء مما كسبوا لانه يقصد من الانفاق تحصيل ما يترتب عليه من الاجور ثمان اعمال الانسان هي نوع من الاجترام والكسب - 00:05:31
فاعماله التي يريد بها الدنيا هي كسب واعماله التي يريد بها الاخرة هي كذلك ايضا من من الكسب. ولهذا يقول لا يقدرون على شيء مما كسبوا يعني من جزاء هذه الاعمال التي ينتظر من ورائها الاجر والمثوبة - 00:05:56
عند الله تبارك وتعالى ثم قال والله لا يهدي القوم الكافرين يعني كما يقول ابو جعفر ابن جرير رحمه الله وهو معنى في غاية الاهمية اي لا يسددهم نسأل الله العافية - 00:06:20
ولا يهديهم لاصابة الحق في نفقاتهم وغيرها فتكون نفقتهم في الباطل واشتغالهم بالباطل وبذلهم في الباطل فيتركهم الله تبارك وتعالى ويخليهم من توفيقه وتسديده. فتذهب اعمالهم في امور تعود عليهم بالضرر - 00:06:37
وهكذا اذا خذل الله تبارك وتعالى عبدا اشغله بما فيه عطبه وهلاكه فيكون سعيه فيما يشقيه ويرضيه ولهذا ينبغي انسان ان ينظر في انفاسه بماذا يقضيها؟ وفي جهده وعمله ونفقته وبذله - 00:07:07
بماذا يكون وباي وجه يصرف؟ فان كان ذلك في غير طاعة الله تبارك وتعالى. فهو مخذول قد خذله الله تبارك وتعالى فلم يسدد ولم يوفق فضاع وضيع ولهذا قال الله تبارك وتعالى - 00:07:32
لا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم. نسوا الله نسوا امره وضيعوه فانساهم انفسهم صار شغلهم فيما يضرهم ويعود عليهم بالعطب والوزر والهلاك هذه بعض الجمل التي احببت ان انبه - 00:07:52
على معانيها وما تضمنته. اما المثل فحاصل ما ذكره اهل العلم في معناه ثلاثة اوجه الخصها اولا الوجه الاول انه تمثيل لحال الكافر المنفق بالصفوان الذي عليه تراب فاصابه مطر شديد فغسله - 00:08:16
والمطر مظنة للانبات حينما يقع على ارض صالحة للزرع هذا الصفوان مكسو بتربة الناظر اليه لاول وهلة يظن ان نزول هذا المطر سيحول هذا المكان الى ارض معشبة بها نبات - 00:08:42
والواقع انه خلاف ذلك هذا مجرد تراب تحته شيء اخر حقيقة اخرى جعلت منه شيئا لا يصلح للزرع ولا للانبات. هذا تمثيل لحال الكافر في اعماله ونفقاته هذا الاول الثاني انه تمثيل لحال الكافر لكن بحال قلبه - 00:09:10
فقلبه كالصفوان نسأل الله العافية وهكذا المنافق فهو حينما يعمل مثل هذه الاعمال ينفق ويبذل هذه الاعمال لها اثر على القلوب ولابد فانما يزاوله الانسان من الاعمال الطيبة الصالحة تؤثر في قلبه - 00:09:40
ويكون لها مردود على نفسه لكن المنافق والكافر يحمل قلبا كالصفوان فمثله كمثل صفوان عليه تراب هذا اثر هذه النفقة نزل عليه المطر الشديد غسله وازال اثر ذلك التراب. فلا يبقى من اثر تلك النفقات والاعمال الصالحة شيء في قلب هذا - 00:10:01
انما هي قشرة رقيقة يتزين بها امام الناس ويتجمل فيظن من لا يعرف حاله انه من اهل الصلاح والاصلاح والاستقامة والديانة. بينما هو ذئب اطلس يحمل قلبا اقلف بغاية الصلابة - 00:10:31
لا يؤثر فيه ذلك العمل المبهرج الذي يخدع به الناس هذا الوجه الثاني تمثيل لحال الكافر لكن المقصود قلب الكافر الوجه الثالث انه تمثيل لعمل الكافر لانفاق الكافر فمثله كمثل صفوان. مثل نفقة هذا الكافر حينما ينفق فيصدر ذلك من غير محل - 00:10:56
قابل فيكون كالصفوان الذي ينزل عليه المطر وليس بمحل قابل للانبات. صفوان عليه تراب فيذهب ذلك التراب الذي يغطيه وتبقى حقيقة الصفوان صلبة صلة لا يمكن ان يزكوا عليها نبات بل لا يمكن ان تخرج - 00:11:28
شيئا من النبات. نسأل الله العافية هذه خلاصة للمعاني الثلاثة التي يحتملها هذا المثل وهي اقوال متفرقة لاهل العلم. منهم من نص على واحد منها ومنهم من ذكر بعضها على سبيل الاحتمال. وان لم يرجح - 00:11:55
فالاول اذا هو تمثيل لحال الكافر المنفق رياء بحال الصفوان الذي عليه تراب يغشيه ويغطيه فيخاله الناظر اليه تربة كريمة صالحة للبذار. فينزل المطر وتنكشف الحقيقة تمثيل لحال الكافر والتقدير عليه تراب صالح للزرع. لان التربة والمطر - 00:12:15
حينما يذكر هذا وهذا فالمقصود بذلك الانبات. وذلك مظنته. حينما يكون المحل قابلا. فحذفت صفة التراب هنا على سبيل الايجاز ولكن هذا الذي يرقبه الناس حينما ينزل المطر على التربة - 00:12:51
وحينئذ توضع فيها البذور وتخرج الوان النبات والثمار فيطمع في زكائه ونماءه وثمرته فيأتي هذا المطر في كشف ذلك التراب ويظهر الصفوان وتخيب الامال ولا يحصل من وراء ذلك ثمر ولا نبت. نسأل الله العافية - 00:13:10
فيبقى صلدا املس ويخيب امل زارعه. هذا المعنى ذكره ابن عاشور رحمه الله وذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله احتمالا. يعني ان الاية تحتمل هذا المعنى فهو في الظاهر يعمل عملا يرتب عليه الاجر - 00:13:44
هذا المنطق ويزكو كما تزكو الحبة اذا بذرت في التربة الطيبة لكن الكافر لا يؤجر على اعماله والله يقول وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ويقول الذين كفروا اعمالهم كسراب - 00:14:14
شبهها بالرماد الذي اشتدت به الريح في يوم عاصف وعلى الوجه الثاني انه تشبيه لقلب المنافق والمرائي فقد ذكر هذا ايضا الحافظ ابن القيم في طريق الهجرتين فهذا الانسان المنافق او الذي انفق رياء - 00:14:35
وليس عن ايمان واحتساب فحاله كحال الحجر ان هذا تشبيه للقلب قلب المنافق كما ذكر ابن القيم ذلك احتمالا ايضا وذكره الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي اختيارا عليه ان هذا هو قلب المنافق او المرائي. فهو - 00:14:59
كالحجر في شدته وصلابته وعدم الانتفاع به وشبه ما يعلق به من اثر الصدقة بالغبار الذي قد يعلق بذلك الحجر واما الوابل الذي ازال ذلك التراب عن الحجر فاذهبه فهذا بمثابة المانع الذي ابطل الصدقة وازالها وهو النفاق - 00:15:26
او الرياء بالنسبة للمراعين فلا ينتفع من نفقته او عمله او بره ومعروفه شيئا هذا المرائي او المنافق قلبه غليظ راسي فجعله بمنزلة الصفوان والصدقة في منزلة التراب الذي على الصفوان - 00:15:55
فاذا رآه الجاهل بحاله ظن ان هذه ارض زكية قابلة للنبات فاذا جاء هذا المطر الوابل انكشف الصفوان وتبينت حقيقة الحال هذه المقاصد الفاسدة التي تبطل الاعمال من الرياء والسمعة - 00:16:21
ولربما العجب ايضا كل ذلك يفسد العمل ويبطله. صرفوا تلك الاعمال لمن لا لهم ضرا ولا نفعا وغفلوا عن من يملك النفع والضر ومن ثم غابت امالهم باعمالهم ولم يجدوا جزاء من الله تبارك وتعالى - 00:16:47
عليها انصرفوا عن عبادته وصرف الله قلوبهم عن الهداية ولهذا قال والله لا يهدي القوم الكافرين نسأل الله العافية فهذا معنى ينبغي التفضل لهؤلاء الذين ينصرفون عن عبادة الله عز وجل يصرف الله قلوبهم فيكون اشتغالهم بما يضرهم ولا ينفعهم - 00:17:12
ولهذا فان الله تبارك وتعالى اذا احب العبد وعلم صدقه واخلاصه سدده ووفقه فيكثر صوابه ويبارك في عمله ينتفع هو بهذا العمل. وتزكو تلك الاعمال في الدنيا وفي الاخرة قبل مقاصده الصحيحة - 00:17:37
والنيات الصالحة واما اذا كانت المقاصد فاسدة فمهما كانت الاعمال عظيمة فالظاهر فانها كلا شيء تضمحل وتتلاشى. ولا ترى لها ذلك الاثر والنفع والبركة والقبول وهكذا المواعظ حينما لا تخرج من قلوب صادقة فانها تموت قبل ان تجاوز - 00:18:05
الافواه على كل حال والاحتمال الثالث الذي اشرت اليه ان ذلك من قبيل التشبيه لنفقة الكافر بالتراب الذي على الصفوان. ووجه التشبيه سرعة الزوال وعدم القرار كقوله تعالى مثل الذين كفروا بربهم - 00:18:33
اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. وهذا المعنى اختاره ابن جرير وابن كثير ان المقصود تشبيه عمل الكافر انفاق الكافر بالصفوان وهكذا اعمال المرائين فهي تضمحل عند الله تبارك وتعالى - 00:18:53
وان كانت في ما يظهر للناس انها اعمال صالحة ولهذا قال لا يقدرون على شيء مما كسبوا فهذا مثل مضروب لاعمالهم هذا اختيار ابن جرير وابن كثير اذا نخرج من هذا ايها الاحبة - 00:19:19
ان الله تبارك وتعالى ضرب هذا المثل يصور فيه حال من لا يريد وجه الله تبارك وتعالى. فالقول الاول الف ان ذلك من قبيل تصوير حال الكافر او المنافق او المرائي حينما يعمل الاعمال الصالحة ثم - 00:19:41
لا يحصل من جراء ذلك شيئا او ان ذلك من قبيل تصوير عمله ونفقته حينما لا تقبل ولا يحصل ما يرجو ويأمل وقت الحاجة اليه فان هذين القولين متلازمان سواء قلنا انه يصور حال الكافر حينما ينفق - 00:20:01
او نقول هذا تصوير لنفقته. فان العمل صفة للعامل وهي ملازمة له. لا تنفك. هذان القولان يمكن ان يلتئم ويكون ذلك كله والله تعالى اعلم داخلا تحت معنى الاية تصوير رحال الكافر المنفق. وهو تصوير لحال ايضا النفقة والعمل الذي يعمله - 00:20:24
واما القول بان ذلك هو تصوير لقلبه فالذي يبدو والله تعالى اعلم انه ابعد من هذين. لكن الامر الذي اريد ان يتفطن له قبل ان انتهي وهو ان الله تبارك وتعالى حينما ساق هذا المثل ساقه حينما وجه اهل الايمان يا ايها - 00:20:52
الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى فحذرهم مما يبطل الصدقة. المن يعني كأن يقول الانسان يتكلم مع من تصدق عليه انا اعطيته ويذكره بهذا باي صورة تصريحا او تلميحا فان هذا مما يبطل العمل ولو اراد به وجه الله - 00:21:15
تبارك وتعالى ولو كان من اهل الايمان لان الله يخاطب اهل الايمان. يا ايها الذين امنوا فاذا جلس يذكره بعطائه ونعمائه وافضاله عليه فان هذا يؤذيه ويجرح مشاعره ويكون ذلك سببا لذهاب الاجر على المنفق - 00:21:39
وايضا قد يحصل الابطال بالاذى. مثل قد يعطيه ولكنه يؤذيه يزجره والله يقول واما السائلة فلا تنهر يكفيه ذل السؤال يكفي هو يأتي ويغشاه ما يغشاه من الوان الذل حينما يسأل - 00:22:00
فلا يحتاج الى اذلال زائد بان ينهر ويزجر ويعنف وانما يتلطف به ولهذا قال الله تبارك وتعالى موجها نبيه صلى الله عليه وسلم والامة مخاطبة بهذا حينما لا يجد ما يعطي السائلين او القرابات من المحتاجين - 00:22:24
ونحوهم يقول في سورة الاسراء واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك انتظار التوسعة من الله والمال والعطاء والخير واما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا - 00:22:47
قل لهم كلام طيب ويدخل فيه العدا الجميلة. نقول لهم ان شاء الله ان الله وسع لينا ان شاء الله يأتينا مال ونعطيكم يكون خير ان شاء الله. ابشر من غير اذى ولا زجر. وهنا قال لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. وقال قول معروف - 00:23:07
ومغافرة خير من صدقة يتبعها اذى. ما هو هذا الاذى مثل هذا قول معروف كلاما طيب ومغفرة لهذا السائل لان السائل قد يلح وقد يصدر منه تصرفات مزعجة وقد يأتي في - 00:23:27
في وسط الظهيرة والناس قد ركنوا الى الراحة ويطرق الباب وقد يأتي بوسائل وطرق وعبارات يؤذي المسئول فيغفر له ويتجاوز عنه قول معروف ومغفرة لكن قد يعطيه ولكن بطريقة جارحة مؤذية - 00:23:45
ويسمعه ما يكره. فهنا هذا قد يذهب اجره ويبطل عمله وصدقته. فهذا مما يبطل الاعمال. فاقول ايها الاحبة مثل هذا المثل ينبغي ان نعتبر به ان نتعظ وان نعلم ان القضية ليست هي ان يخرج المال من اليد - 00:24:04
وانما ينبغي ان يراعى مع ذلك ما يسبقه ويصاحبه ويعقبه. فتسبقه النية الصالحة قصد الصحيح ارادة ما عند الله ما هو يخرج من باب والله الاحراج الاجتماعي وهذا يفعل احيانا في الاجتماعات العائلية. الاسر لما تجتمع يبدأ الحراج. احيانا. اسرة فلان ابن فلان هذا عن فلان ابن فلان وهذا ثم يجد - 00:24:27
اسأل نفسك يريد ان ينفق لوجه الله وقد لا يكون مقتنع اصلا بهذه الطريقة التي يعملونها لكن يجد نفسه من بين الجميع وقد يكون من الاغنياء هو الذي لم يخرج - 00:24:52
فيضطر يقولها وهذي خمسين الف من فلان واولاده. اولاده يجلسون ينظرون اليه. حنا من بين الناس وما يدريهم اذا اخرجت هذا سرا الحضور الاقارب كلهم بالمئات. يكون عند الانسان نية قبل. واثناء العمل لا تضطرب عليه نيته ولا يلتفت الى غير الله - 00:25:04
لا يصدر منه من ولا اذى للمعطى. وبعد ذلك لا يصدر ايضا من ولا اذى ولا يحصل تسميع بالعمل يوصل الاخرين انه تضرع ونتصدق وانه اعطى وانه بطريقة مباشرة او بطريقة غير مباشرة. يريد - 00:25:24
ان يعرف الاخرون انه هو الذي بنى هذا المشروع هو الذي تبنى ميزانية هذا الافطار مثلا للصائمين في المخيم الفلاني او هو الذي اقام المؤسسة الخيرية الفلانية مثلا او غير ذلك. فهذا كله غير محمود. يذهب اجر الانسان. فتذهب - 00:25:44
عليه امواله وجهوده من غير طائل وهذا المخلوق المسكين الذي يسمعه لا يملك له نفعا ولا ضرا. اسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم. اجعلنا واياكم هداة دين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:26:08